ريال مدريد يخطو نحو اللقب

[img]http://www.*********/up3/uploads/b28b8059b2.jpg[/img]
شهدت المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة من الدوري الإسباني سيناريو مثيراً تنقلت في خلاله صدارة البطولة بين كاتالونيا ومدريد قبل أن تستقر في العاصمة لصالح ريال مدريد الذي عاد إلى قواعده بنقطة غالية انتزعها من ريال سرقسطة, قربته من اللقب, مستفيداً من سقوط دراماكاتيكي لمنافسه برشلونة على أرضه في فخ التعادل مع إسبانيول, ومن نتيجة سلبية حققها إشبيليه خارج أرضه مع ريال مايوركا.

ورفع ريال مدريد رصيده إلى ثلاث وسبعين نقطة شأن برشلونة الثاني, لكن الأول بقي في الصدارة نظراً لتفوقه بفارق المواجهات المباشرة وهو ما يشكل القاعدة المتبعة في إسبانيا, في حين بقي إشبيليه ثالثا برصيد إحدى وسبعين نقطةً وفقد نهائياً آماله في الفوز بلقب البطولة الذي انحسر بين الأول والثاني في الترتيب, مع أفضلية للأول الذي يحتاج إلى الفوز في المرحلة الأخيرة ليرفع كأس البطولة بمعزل عن نتيجة برشلونة.

وأجريت جميع المباريات في وقت متزامن مما زاد ورفع من حدة الإثارة إذ كان برشلونة فائزاً 2-1 وبالتالي متصدراً حتى الدقيقة 89 في حين كان ريال مدريد خاسراً 1-2 حتى الدقيقة نفسها التي شهدت انقلاباً دراماتيكياً تمثل باستقبال شباك برشلونة إصابة التعادل وتسجيل ريال مدريد إصابة التعادل بدوره, مما قلب الصدارة وقرب فريق العاصمة من اللقب, الذي ابتعد نظرياً وليس حسابياً عن كاتالونيا.

نيستلروي ينقذ المدريديين
دنا فريق ريال مدريد, بقيادة نجمه الهولندي رود فان نيستلروي, من الفوز في لقب البطولة الإسبانية بعد انتظار طال أمده, إثر تعادله خارج أرضه بنتيجة 2-2 مع فريق ريال سرقسطة في المباراة التي جرت على ملعب لاروماريدا الخاص بالثاني.

افتتح دييغو ميليتو التسجيل في الدقيقة 30 لسرقسطة وعادل الهولندي رود فان نيستلروي لريال مدريد في الدقيقة 56 ثم تقدم المضيف مرة جديدة في الدقيقة 66 بواسطة ميليتو, قبل أن ينجح فان نيستلروي مرة جديدة في منح هدف التعادل لفريقه.

الشوط الأول
جاءت بداية المباراة سريعة جداً خصوصاً من جانب المضيف الذي وجد لاعبوه في أول اثنتي عشرة دقيقة مساحات خالية تحركوا فيها أماماً ممطرين مرمى الحارس إيكر كاسياس بأكثر من تصويبه وكانوا الأفضل عموماً طيلة الشوط الأول, فيما تأخرت انطلاقة الضيوف بعض الشيء وبدأوا بعد عشر دقائق في شن الهجمات الخطرة مع تميز لروبينيو عن رفاقه.

أولى الفرص في الدقيقة الخامسة تسديدة من البرازيلي إيورثون من خارج المنطقة علت العارضة بقليل, تبعها بعد دقيقتين توغل من الأرجنتيني داليساندرو على الجناح الأيمن أتبعه بصاروخية يسارية, بعد مراوغة, من حافة المنطقة انقض عليها كاسياس كالصقر على دفعتين, بعدما سدد إيورثون مرة ثانية إثر تمريرة من إيمار الذي تابع بعد الصدة الأولى.

بعد مرور ثلاث دقائق تحرك المدريديون نحو الهجوم فكانت البداية مع تصويبة نصف طائرة لروبينيو من حوالي 25 متراً صدها سابحاً الحارس سيزار سانشيز, الذي تعرض في الدقيقة 13 لمحاولة أخرى من روبينيو الذي سدد كرة في الهواء إثر عرضية متقنة من ديفيد بيكهام مرت بجانب القائم الأيسر للمرمى وسط جمود من سانشيز.

تابع الفريقان عرضهم القوي والإيقاع السريع مع تميز من ريال سرقسطة واهتزاز في دفاع كابيلو الذي دفع ثمن الثغرات والمساحات الموجودة في الدقيقة 30 حين توغل إيمار في المنطقة فأعاقه قلب الدفاع إيفان هيلغيرا مانحاً سرقسطة ضربة جزاء صحيحة نفذها الأرجنتيني دييغو ميليتو بنجاح تام راكناً الكرة على يمين كاسايس الذي ارتمى يساراً.

وكاد ريال مدريد أن يدرك التعادل في الوقت المحتسب بدل عن ضائع إثر هجمة سريعة شنها لاعبوه عكس فيها سيرجيو راموس المواكب من الخلف عرضية متقنة على المسطرة لهداف البطولة حتى الآن الهولندي رود فان نيستلروي الذي صوب رأسية قوية تألق الحارس سانشيز في التصدي لها ببراعة نادرة محولاً الكرة إلى ركنية لم تثمر.

الشوط الثاني
سارع كابيلو في التبديل بين الشوطين فقام بالزج بلاعبيه الأرجنيتيني غونزالو هيغوين والمحلي خوسيه ماريا غوتي مكان راؤول غوانزاليس والبرازيلي إيمرسون بهدف تفعيل دور خط الوسط وتسريع إيقاعه خصوصاً أن منافسه يملك نفاثات جهد لاعبو ريال مدريد طيلة الدقائق الخمس والأربعين الأولى للحاق بهم.

وأثمرت قراءة كابيلو الفنية الجديدة ثمارها بعد إحدى عشرة دقيقة على بداية الشوط الثاني حين وصلت الكرة للنشيط راموس على الجناح الأيمن فعكس عرضية ممتازة حول الدفاع مسارها قليلاً لتجد رأس غير المراقب القناص الهولندي فان نيستلروي الذي صوب رأسية غير قوية إنما غاية في الدقة اخترقت المقص الأيمن لمرمى الحارس سانشيز.

لكن فرحة لاعبي كابيلو لم تدم حين انطلق بابلو إيمار في الدقيقة 66 من وسط الملعب كالبرق مراوغاً أكثر من لاعب بمهارة فائقة, ثم مرر يمينية أرضية لمواطنه ميليتو الذي توغل في المنطقة وموَّه متظاهراً بالتسديد خادعاً الجميع ثم ركن بحرفنة أرضية زاحفة ببطن قدمه كرة مرت بين قدمي كاسياس وعانقت الشباك وسط فرحة جنونية لأصحاب الأرض وخيبة أمل كبيرة جداً للاعبي العاصمة.

حاول لاعبو ريال مدريد العودة إلى أجواء المباراة وخصوصاً في آخر ربع ساعة فتوالت الفرص التي سنحت لفان نيستلروي وهيغوين اللذين انفردا أكثر من مرة وكانا قريبين من التسجيل لولا براعة وتألق ملفتين من الحارس سيزار سانشيز الذي استمات على كرات منافسيه الخطرة حارماً إياهم التعديل.

وقبل أن تلفظ المباراة أنفاسها أدرك المدريديون التعادل بواسطة المنقذ رود فان نيستلروي الذي نجح في الدقيقة 89 في تسجيل إصابة التعادل التي قد تكون أغلى إصابة لفريق العاصمة منذ عام 2003, إذ أبقت الفريق في الصدارة وبات يبعد انتصاراً واحداً عن احتضان كأس الليغا الغائب منذ أربعة مواسم عن خزائن النادي.

برشلونة يفقد فرصته الأخيرة
من جهته، فقد برشلونة فرصة أكيدة كانت كفيلة بمنحه الصدارة وبالتالي إمكانية المحافظة على اللقب لموسم إضافي بعد تعادله مع ضيفه إسبانيول (2-2)، ما أبقى صدارة دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم، مع منافسه ريال مدريد.

ويمكن القول أن الفريق الكاتالوني كان على مفترق طرق قبيل انطلاق هذه المباراة، خصوصاً أن خسارته وفوز غريمه المدريدي تعني فقدانه للقب، ما دفع بالمدرب الهولندي فرانك رايكارد للعب بكل أوراقه، في ظل غياب لاعبه البرازيلي رونالدينيو الموقوف لنيله البطاقة الحمراء في المباراة الأخيرة في المرحلة الماضية. كذلك فإن النتيجة التي آلت إليها المباراة يمكن تحميلها بكل مفاعيلها للاعبي خط الدفاع الذين فشلوا في الحفاظ على تفوقهم.

حفل الشوط الأول بالكثير من الإثارة والندية، حيث بدأ اللاعبون بتشكيل الخطورة على المرميين منذ لحظة إطلاق الحكم لصافرة البداية، وكاد الضيوف أن يهزوا شباك مضيفيهم في الدقائق الأولى لكن تمريرة دي لابينيا التي مرت على خط المرمى لم تجد من يتابعها في الشباك.

وتواصلت وتيرة اللعب بالارتفاع مع مرور دقائق المباراة، وتواصل معها مسلسل إهدار الأهداف، وكان لبرشلونة كرة خطرة عبر ميسي لكن العارضة كانت لها بالمرصاد، كما كان لإسبانيول فرصة سانحة لهز الشباك غير أن تسديدة دي لا بينيا كانت خفيفة، كما أضاعت تسديدة زميله لويس غارسيا طريق المرمى.

وفي الدقيقة 28 اهتزت شباك أصحاب الأرض بعد المجهود الفردي لدي لا بينيا الذي مرر كرة ممتازة لراؤول تامودو الذي لم يجد من يمنعه التسديد في الزاوية العكسية للحارس الكاتالوني، ليصبح في رصيده ستة أهداف في الـ"ليغا".

ومع تفوق إسبانيول في النتيجة والأداء بعد تسجيل هدف السبق، لم يكن أمام برشلونة سوى الهجوم لتغيير النتيجة، خصوصاً أن بقاءه متأخراً يعني ضياع فرصة الفوز باللقب، فأعاد لاعبوه انتشارهم ورصوا صفوفهم وقاموا بشن أكثر من فرصة لكنها كانت تتوقف قبيل خط منطقة الجزاء.

وحاول الضيوف المحافظة على النتيجة في الشوط الأول لكن ميسي كان له رأي مختلف بهذا الخصوص بعدما سجل هدفاً في الدقيقة 40 على طريقة مواطنه وأستاذه دييغو أرماندو مارادونا، بتحويله الكرة التي أرسله له زميله الإيطالي جيانلوكا زامبروتا بيده إلى داخل المرمى، وسط احتجاج من لاعبي إسبانيول على قرار الحكم الذي رفع بطاقته الصفراء أكثر من مرة للجم المعترضين، لينتهي الشوط الأول بالتعادل (1-1).

وبعد الاستراحة دخل لاعبو برشلونة وكلهم إصراراً على الفوز بالمباراة، خصوصاً أن نتيجة مباراة خصمهم ريال مدريد وريال سرقسطة في ذلك الوقت كانت تشير إلى تخلف فريق العاصمة بهدف دون مقابل. كما أن ميسي أراد تأكيد أن يمكنه تسجيل أهدافٍ "شرعية" غير تلك التي تسجل باليد، فشن ثلاث هجمات متتالية على مرمى إسبانيول لينجح في الدقيقة 56 بهز الشباك مجدداً بعد أن تلاعب بالكرة ومعها المدافعين محققاً بذلك هدفه الثاني عشر في البطولة الإسبانية.

وكاد إسبانيول أن يعيد المباراة إلى نقطة البداية لكن الحظ خان لويس غارسيا مجدداً بعدما فشل في أن يصيب المرمى.

وتسيد برشلونة مجريات الدقائق الثلاثين الأخيرة دون أن يتيح لضيوفه القيام بما يمكنه تهديد مرماه، ونجح بالحفاظ على النتيجة لمصلحته، رغم أن الكاميروني صامويل إيتو الذي كان غائباً طيلة دقائق الشوط الأول، أهدر أكثر من فرصة أكيدة كانت إحداها أمام المرمى الخالي من حارسه لكنه لم ينجح بأن يهز الشباك.

وبينما كانت المباراة تلفظ أنفاسها الأخيرة، فاجأ تامودو كل من في الملعب وسجل هدف التعادل مستفيداً من خطأ دفاعي قاتل قد يكلف برشلونة خسارة اللقب.

باقي المباريات
ولم يستغل إشبيليه الوضع وبقي ثالثاً بفارق نقطتين عن المتصدرين بعدما اكتفى بالتعادل السلبي مع مضيفه مايوركا، في حين سقط فالنسيا الرابع أمام مضيفه ليفانتي 2-4.

افتتح الهولندي مصطفى ريغا التسجيل للضيوف في الدقيقة 3 وأضاف سلفادور باليستا الهدف الثاني إثر ركلة جزاء تسبب بها الحارس المخضرم سانتياغو كانيزاريس وطرد على إثرها فأخفق باليستا في تنفيذها حيث تصدى لها الحارس البديل لكن اللاعب أعادها إلى المرمى بنفسه في الدقيقة 11، وقلص خواكين الفارق في الدقيقة 16.

وفي الشوط الثاني، تعادلت الكفتان عددياً بعد طرد الفرنسي اوليفييه كابو في الدقيقة 47 لكن ذلك لم يؤثر على أصحاب الأرض فأضاف ريغا الهدف الثالث بعد دقيقة واحدة في الدقيقة 48، واستفاد مجدداً من طرد الأرجنتيني روبرتو أيالا بعد 5 دقائق في الدقيقة 53 ليتفوق عددياً مرة ثانية، ثم ثالثة بطرد كارلوس مارشينا في الدقيقة 57 ليصبح عدد عناصر فالنسيا 8 لاعبين.

واستغل ليفانتي الوضع الجديد وأضاف الهدف الرابع عبر الفرنسي لوران كورتوا في الدقيقة 75 قبل أن يقلص الاحتياطي روبن باراخا الفارق مجدداً بتسجيله الهدف الثاني للضيوف قبل دقيقتين على النهاية.

وسقط أتلتيكو مدريد في عقر داره أمام سلتا فيغو بهدفين للأرجنتيني مكسيميليانو رودريغيز في الدقيقتين 28 و71 مقابل ثلاثة للبرازيلي فرناندو بايانو في الدقيقتين31 من ركلة جزاء و68 والعاجي ياو ياغو في الدقيقة 48.

وخسر أتلتيكو مدريد جهود لاعبه الفرنسي بيتر لوكسان في الدقيقة 65 قبل 3 دقائق من الهدف الأخير في شباكه، وخسر بالتالي مركز السادس لصالح فياريال الذي تغلب على ضيفه اتلتيك بلباو بثلاثة أهداف للأوروغوياني دييغو فورلان في الدقيقتين 36 من ركلة جزاء و38 الذي رفع رصيده إلى 19 هدفاً، واوتسرايتز في الدقيقة 51 خطأ في مرمى فريقه مقابل هدف لاندوني ايراولا في الدقيقة 21.

وسحق أوساسونا مضيفه بيتيس بخمسة أهداف نظيفة تعاقب على تسجيلها كل من ميغل فلانو في الدقيقة 31 والكاميروني بيار ويبو في الدقيقة 62 وفالميرو فالدو في الدقيقة 72 ويون سولا في الدقيقتين 76 و87، فيما تعادل ريال سوسييداد مع راسينغ سانتاندر صفر-صفر