يصادف اليوم الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الايدز الذي ياتي هذا العام تحت شعار ( ايها القادة اوفوا العهد واوقفوا الايدز).. لاضفاء نوع من القرار السياسي على القادة والدول.. اما الشعار الاقليمي فهو("آن للمرأة أن تقود الركب).
واكد وزير الصحة الدكتور صلاح المواجدة في كلمة بهذه المناسبة ان عدد المتعايشين الأحياء مع فيروس الايدز في الأردن 89 شخصاً ، من اصل 194 شخصا مصابا حيث يبلغ مجموع الاصابات الكلية للاردنيين وغير الاردنيين 631 اصابة بعد ان رصدت وزارة الصحة 75 اصابة جديدة بالمرض منذ بداية العام الحالي ويتلقى المتعايشون المعالجة بمضادات الفيروسات القهقرية المجانية وشرعت الوزارة في التوجه نحوالمجموعات العالية الاختطار وشملتهم بالتقييمات والمسوحات ، وتدخلات الوقاية والخدمات العلاجية ، كما ان البرامج التي تتعاطى مع المجموعات عالية الاختطار تحتاج إلى مزيد من العمل الدؤوب وتضافر الجهود.موضحا ان هذه الخطوات جديرة بالثناء ، وان كانت مجرد خطوات أولى على الطريق الصحيح في صراعنا ضد فيروس الايدز ، ومؤشر قدرتنا على التقدم في الخدمة الشاملة للمتعايشين حتى يومنا هونسبة المنتظمين والحاصلين على المعالجة بمضادات الفيروسات القهقرية والتي تتراوح %65 من المتعايشين في الاردن.
واعتبر المواجدة ان هذا اليوم هومناسبة لإحياء جهودنا وتحقيق أهدافنا ضمن الجهود العالمية والإقليمية ، فقد تعهدنا في الأردن حكومة ممثلة بوزارة الصحة والمنظمات التطوعية ذات العلاقة كشريك رئيس في تحقيق الإتاحة الشاملة لخدمات الوقاية من فيروس الايدز ، ومعالجة المصابين ورعايتهم.
واشار المواجدة الى ان التركيز هذا العام على قيادة المرأة بشكل خاص من خلال إلقاء الضوء على القيادات النسائية التي أرست نموذجاً يحتذى به في تهيئة العمل من اجل تقديم العون للمتعايشين مع الايدز ، والتصدي للعدوى بالفيروس ودعم البرامج الخاصة للفئات الأكثر عرضه للعدوى ، وقد قامت النساء ، إلى جانب الرجال بأعمال إبداعية مؤثرة في محاربة الايدز ، ويمكن تكرارها لدحر الوباء.
وعلى النساء أن يتبوأن موقع القيادة في المكافحة ضد فيروس الايدز بشكل عام ، ومن يتعاطى منهن مع قضايا المرأة بشكل خاص.. ونحن بحاجة إلى مزيد من القيادات النسائية للدعوة والتأييد لصالح المرأة وذلك لاستمرار تعرضها من الناحية البيولوجية والاجتماعية والاقتصادية بشكل اكبر لفيروس الايدز ، ومن ثم فانهن أكثر تأثرا من الرجال بوقعه السلبي.
وقد حان الأوان لان تضطلع النساء بدور اكبر في مكافحة فيروس الايدز ، فيتحملن مسؤولية تلبية احتياجاتهن واحتياجات مجتمعاتهن.
مدير البرنامج الوطني
مدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز الدكتور بسام الحجاوي قال ان الاردن وهويحتفل بهذه المناسبة اعد ميثاقا للمتعايشين مع الايدز وسوف يوقع عليه الالاف اليوم.. مشيرا الى ان منظمة الصحة العالمية تعتبر الاردن من الدول التي ينخفض بها هذا المرض الا انه يجب الاستمرار والتوعية والتثقيف من خلال تعاون كافة المؤسسات من القطاعين العام والخاص.
واوضح ان نسبة الاصابة في الاردن هي اقل من واحد بالالف في عام 2007 مؤكدا ان %60 من حالات الاصابة بالايدز لها علاقة بالاتصال الجنسي خارج نطاق الزوجية.
واشار الى ان الاردن ومن خلال ضبط العدوى لم يسجل منذ عام 88 اية اصابة بنقل الدم وان الوزارة تركز على الجراحين واطباء الاسنان في هذا الموضوع.
مشروع لوقاية الشباب
وبهذه المناسبة أطلقت جمعية العفاف الخيرية مشروع"وقاية الشباب من الامراض المنقولة جنسيا والإيدز"والذي يهدف الى المساهمة في عملية التوعية.
مدير الجمعية ومنسق المشروع مفيد سرحان بين ان المشروع يقوم على تدريب مجموعات من المتطوعين من الجنسين للعمل ضمن هذا المشروع ، وذلك من اجل تأهيلهم ليكونوا قادرين على توعية الآخرين وخصوصاً الشباب ، حيث يُشارك بعض المثقفين في دورة مكثفة تتضمن موضوعات حول الإيدز والأمراض المنقولة جنسياً ، ومن هذه االموضوعات"الشيوع الجنسي وعواقبه" ، "الأمراض الجنسية آفاق أخلاقية واجتماعية" ، "والأمراض الجنسية عقوبة إلهية" ، "والإيدز حصاد الشذوذ" ، وغيرها من الموضوعات إضافة إلى تزويد المتدربين بحقيبة تدريبية تحتوي على مجموعة من الأبحاث والكتب المتخصصة ، كما يخضع المتدرب لامتحان تقييمي في نهاية الدورة.
واشار الى انه تم تدريب (819) شخصاً من محافظات العاصمة وإربد والعقبة وجرش بينهم (338) من الذكور و(481) من الإناث.
وأكد سرحان أن تفاعل المجتمع فاق التوقعات ، حيث استفاد من هذا المشروع حتى الآن ما يقارب 600 الف شخص ، وأن الإقبال على هذه المحاضرات في تزايد سواءً من حيث المشاركة في الدورات التدريبية أوحضور المحاضرات التوعوية.
وأشار الدكتور عبد الحميد القضاة عضولجنة التثقيف الصحي في الجمعية اختصاصي تشخيص الأمراض المنقولة جنسياً والإيدز ، والخبير في الاتحاد العالمي للجمعيات الطبية الإسلامية المشرف على المشروع الى ان التطور الهائل الذي حققته البشرية في مجال الاتصالات والتي جعلت من العالم قرية صغيرة ، مع طفرة الثورة المعلوماتية التي جعلت بمقدور أي شخص في العالم الحصول على المعلومة التي يشاء ، ومع انتشار الفضائيات التي أدخلت كل ثقافات العالم المختلفة بغثها وسمينها إلى كل بيت ، كل ذلك شكل غزواً اقتحم علينا ثقافاتنا وعاداتنا ودمر قيمنا.
واضاف انه رغم التقدم الطبي الذي يشهده العالم ، إلا أن الأمراض المنقولة جنسياً ما زالت بازدياد من حيث النوع وأعداد المصابين ، حيث يُصاب كل عام بحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية (750) مليون إنسان بالأمراض المنقولة جنسياً ، وأن هذه الأعداد في ازدياد مستمر وخاصة الإيدز الذي يفتك بجسم المصاب شيئاً فشيئاً ، حتى تضيق عليه الدنيا بما رحبت.. وكما قال أحد المصابين"أننا نموت ألف مرة من الأذى النفسي قبل أن توارى أجسادنا التراب".
وأضاف انه أمام هذه الهجمة الشرسة على الأسرة والشباب كان لا بد من تحرك اهل الخير ليقوموا بدورهم ، فكانت فكرة"مشروع وقاية الشباب من الأمراض المنقولة جنسياً والإيدز" ، الذي يهدف إلى إعداد المثقفين القادرين على توعية الآخرين وهومشروع وقائي.
وأكد القضاة إن الدين والزواج والابتعاد عن الرذيلة من أهم أسباب الوقاية من هذه الأمراض.. حيث أن 72 بالمائة من المصابين بالإيدز على مستوى العالم انتقل إليهم المرض بسبب الزنا ، و8 بالمائة بسبب الشذوذ الجنسي ، و8 بالمائة أيضاً من المصابين بسبب الإدمان على المخدرات ، و4 بالمئة بسبب نقل الدم وهذا يشير إلى أن 88 بالمئة على الأقل من المصابين بالإيدز بسبب اقتراف المحرمات من زنا وشذوذ ومخدرات.
أسامة مطير أحد المتطوعين في المشروع قال ان جمعية العفاف الخيرية اتاحت لي من خلال المشروع فرصة للمساهمة في توعية الشباب بخطورة الأمراض الجنسية وكيفية الوقاية منها ، وقد ساهمتُ بعدد كبير من المحاضرات التوعوية ، وقد لاقت هذه المحاضرات تجاوبا كبيرا من قبل الشباب والذين وهم بحاجة اكثر من غيرهم إلى هذه الموضوعات.
رد مع اقتباس
المفضلات