**شرطيٌ يركل المعلّم ،،،!

1**،،أضحكُ كثيرا وأنا أرى صورة شرطي يركل المعلّم بقدمه ،،،،!،،كيف يُضرَبُ المعلّم هكذا ،،!!كيف يخرج هذا من غرفته الصفية التي كان فيها بالأمس ،،ويضرب معلّمه ،،! ألم يذكر في عقله كلّ معلّميه وهو يضرب هذا المعلّم ،،!ذلك الذي كان يدخل عليه الصف وأوّل ما يقول : اقرأْ،،،،" كما قال الله للأنبياء ،،،،نقول ،،،"

.

،،ذلك الذي ،،كان يتأكّد كلّ يوم أنّ طالبه هذا بخير وعقله بخير ،،ودينه بخير وأخلاقه بخير ،،ويقول له في آخر العام : استلم مجتمعك هذا منّي أمانة ،،،ولا تضيّعها ،،،فلا نعيش إلاّ مع الأُمناء ،،مادامت المدرسة بخير ،،! ،،،وهذا الذي ركل المعلم ،قد ركل بنفس رجله هذه كلّ المقدسات ،،،وركل وطنه

.

،،،لو رأى الصورة هذه المانيٌّ أو من اؤلئك الذين يعلمون ،،! ماذا يقول :، سيقول :"قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون " ،،،،سيقول : لقد طمأنتمونا ،،أنكم لن تلحقوا بنا أبدا ،،،،،! سيقول : بينكم وبين الحضارة أن تبنوا مدرسة ،،،،وفيها معلم إذا أخبركم الحقيقة ،،،تحترموها ،،،وكيف تحترمون حقيقة العلم وحقيقة الأدب وحقيقة الدين ،،،،،،وأنتم لا تحترمون المعلّم ،،!

.

،،سيقول: أنتم أمّة من دون معلّم ،،،،وكلّ من يمشي في شوارعكم جاهل ،، وخطير يمكن أن يفعل ما يشاء ،، أنتم حررتموه من قيود الأدب والدين والعلم

.

،،،،فتلقّوا عن ظهوركم ،،،حين تعيشون مع جاهل وتنامون مع جاهل وتتاجرون مع جاهل وتصنعون في مصانعكم بجاهل ..! وأينما تنظرون لا تنظرون إلاّ لجاهل،،ولن يحبّ وطنه جاهل ،،،،،! وانظروا أناسا رحلوا فجأة ليعيشوا في الغاب ،،،،و تركوا المدينة ،،،،،،،،،،،!





2**حياتنا في الدنيا استخلافٌ ،، ونزولنا اليها عقوبة "قلنا اهبطوا فيها ،بعضكم لبعض عدوّ..."،،،،هبوطا من أعلى إلى اسفل ،،بلغة طاردة ،،،،،و الجنّة هي مكاننا الأعلى ،،والذي نتوق دائما للعودة اليه ،،،،،
.
،،،فالإستخلاف حق والطرد حق ،،،،،،،،،،،،،كلّ ذلك كان بعلم الله ،،- عرَفَ أنّ هذا المخلوق الجديد ،،قادر بعقله المُمَيِّز وحريّة ارادته ،،،على الإختيار - فربما يتأثر أحيانا بالباطل ويتبعه -،،،،،وأنّ الشيطان مخلوق حرٌ مثلنا ومُمَيِّز أيضا ،،،وسيُؤثّر علينا ونحن في الجنّة وسيؤثّر علينا ونحن في طريق عودتنا إلى الجنّة أيضا ،،،
.
،،،،،هناك ظروف موجودة وأسباب تصاحب أخطاءنا دائما ومن السهل أن نخطِىء ،،،ولذلك صارت الجنّة وهي دار سلام ،،،لانليق بها ،،لا يليق فيها العِراك والخصام ،،فأنزَل الله المتعاركين إلى الدنيا ومن اتّبَع الحق،،،يصل إلى الجنّة وسيقاوم في طريقه ،،شهوات وشياطين ،،حتى ينتصر ويصل بسلام ،،أو ينغلب ويبقى في الجحيم ،،،،،






الكاتب / عبدالحليم الطيطي