شعر عبد الله بن رواحة

من شعره في النبي الأكرم:

-إِنّي تَفَرَّستُ فيكَ الخَيرَ أَعرِفُهُ ** وَاللَهُ يَعلَمُ أَن ما خانَني البَصَرُ

-أَنتَ النَبِيُّ وَمَن يُحرَم شَفاعَتَهُ ** يَومَ الحِسابِ فَقَد أَزرى بِهِ القَدَرُ

-فَثَبَّتَ اللَهُ ما آتاكَ مِن حَسَنٍ ** تَثبيتَ موسى وَنصراً كَالَّذي نُصِروا

-يا آلَ هاشِمَ إِنَّ اللَهَ فَضَّلَكُم ** عَلى البَرِيَّةِ فَضلاً ما لَهُ غِيَرُ




كان أبو رواحة أحد القلائل في عصره الذين يحسنون القراءة والكتابة كما أنه كان يتمتع بموهبة إنشاد الشعر والذي عمل تسخيره في الدفاع عن رسول الله حتى أنه كان يلقب هو وحسان بن ثابت وكعب بن مالك بشاعر رسول الله، ومن ذلك أنه شهد مع رسول الله عمرة القضاء، وحين أمره رسول الله بالنزول من اجل تحريك الرِكَاب أنشد يقول:

-يا رب لولا أنت مــــــا اهتدينــــا* ولا تصدقنــــا ولا صلينـــا

-فأنــــــــــزلن سكينــــــــة علينا* وثبت الأقدام إن لاقينـــــا

-إن الكفــــــــــار قد بغوا عليــــنا* وإن أرادوا فتنـــة أبيـــــــنا

غزوة مؤتة واستشهاد الصحابي الجليل:
كان عبد الله بن رواحة هو القائد الثالث لجيش المسلمين في غزوة مؤتة حيث ولى رسول الله ثلاث على قيادة الجيش الأول هو زيد بن حارثة، الثاني هو جعفر بن أبي طالب، الثالث عبدالله بن رواحة، وذلك لمواجهة الروم وكان جيش المسلمين حينها ثلاثة ألاف جندي في مواجهة مائتي ألف جندي من الروم .
ولمّا هَمّ الجيش بمغادرة المدينة جعل الناس يودّعونهم ويقولون: صحبكم الله، ودفع عنكم، وردّكم إلى أهليكم، فأنشأ ابن رواحة يقول:

-لـكنني أســأل الـرحمـنَ مغـفـرةً *وضربةً ذات فَزعٍ تَقذفُ الزّبدا

_أو طعنةً بيدَي حرّان مُجهِزَة* بحربةٍ تُنفِذُ الأحشاءَ والكبـــدا

_حتى يُقالَ إذا مرُّوا على جَدَثي:* أرشده الله من غازٍ، وقد رشدا


واجه المسلمين يوم مؤتة الموت بشجاعة واستبسال، وبعد فترة جاء خبر استشهاد القائد الأول، وانتقلت الراية إلى القائد الثاني الذي ما لبث حينًا حتى استشهد هو الآخر فانتقلت الراية إلى بطلنا عبد الله بن رواحة الذي أنشد يقول:
-يا حبّــــــذا الجنّــــةُ واقتــــرابُها *طيـّــبـــــةً و بـارداً شـــــــــرابُــهـا


وانطلق يقاتل حتى قُطعت يمناه، ثم يسراه، ثم لحق بصاحبه شهيداً.

عند ذلك تقدّم ابن رواحة وحمل الراية وجعل يخاطب نفسه:

-أقسمت يا نفس لتنزلنه * لتنزلن أو لتكرهنه

-إن أجلب الناس وشدوا الرنه * ما لي أراك تكرهين الجنة

_قد طال ما قد كنت مطمئنة * هل أنت إلا نطفة في شنه

وقال أيضاً ‏:‏

_يا نفس إلا تقتلي تموتي * هذا حمام الموت قد صليت

_وما تمنيت فقد أعطيت * إن تفعلي فعلهما هديت

يريد صاحبيه ‏:‏ زيداً وجعفراً.
ثم ما زال يقاتل حتى جعله الله شهيداً.

للمزيد من شعر صدر الاسلام انقر هنــــأ