احاديث نبوية عن الحرير - حديث شريف عن الحرير
حرير‏
قد تقدم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أباحه للزبير، ولعبد الرحمن بن عوف من حكة كانت بهما، وتقدم منافعه ومزاجه، فلا حاجة إلى إعادته‏.‏
قال أبو حنيفة الدينوري‏:‏ هذا هو الحب الذي يتداوى به، وهو الثفاء الذي جاء فيه الخبر عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونباته يقال له‏:‏ الحرف، وتسميه العامة‏:‏ الرشاد، وقال أبو عبيد‏:‏ الثفاء‏:‏ هو الحرف‏.‏
قلت‏:‏ والحديث الذي أشار إليه، ما رواه أبو عبيد وغيره، من حديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال‏:‏ ‏(‏ماذا في الأمرين من الشفاء‏؟‏ الصبر والثفاء‏)‏‏.‏ رواه أبو داود في المراسيل‏.‏
وقوته في الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة، وهو يسخن، ويلين البطن، ويخرج الدود وحب القرع، ويحلل أورام الطحال، ويحرك شهوة الجماع، ويجلو الجرب المتقرح والقوباء‏.‏ وإدا ضمد به مع العسل، حلل ورم الطحال، وإذا طبخ مع الحناء أخرج الفضول التي في الصدر، وشربه ينفع من نهش الهوام ولسعها، وإذا دخن به في موضع، طرد الهوام عنه، ويمسك الشعر المتساقط، وإذا خلط بسويق الشعير والخل، وتضمد به، نفع من عرق النسا، وحلل الأورام الحارة في آخرها‏.‏
وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل، وينفع من الإسترخاء في جميع الاعضاء، ويزيد في الباه، ويشهي الطعام، وينفع الربو، وعسر التنفس، وغلظ الطحال، وينقي الرئة، ويدر الطمث، وينفع من عرق النساء، ووجع حق الورك مما يخرج من الفضول، إذا شرب أو احتقن به، ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج‏.‏
وإن شرب منه بعد سحقه وزن خمسة دراهم بالماء الحار، أسهل الطبيعة، وحلل الرياح، ونفع من وجع القولنج البارد السبب، وإذا سحق وشرب، نفع من البرص‏.‏
وإن لطخ عليه وعلى البهق الأبيض بالخل، نفع منهما، وينفع من الصداع الحادث من البرد والبلغم، وإن قلي، وشرب، عقل الطبع لا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي، وإذا غسل بمائه الرأس، نشاه من الاوساخ والرطوبات اللزجة‏.‏
قال جالينوس‏:‏ قوته مثل قوة بزر الخردل، ولذلك قد يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا، وأوجاع الرأس، وكل واحد من العلل التي تحتاج إلى التسخين، كما يسخن بزر الخردل، وقد يخلط أيضًا في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق أن الأمر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعًا قويًا، كما يقطعها بزر الخردل، لأنه شبيه به في كل شيء‏.‏