حين سجن عوده ابو تايه في سجن السلط
حينما قبض الانجليز على المجاهد السوري ابراهيم هنانو الذي لجأ الى الاردن في طريقه الى مصر للعلاج وسلموه الى الفرنسيين في سوريا حيث كان محكوما بالاعدام اربع مرات . قامت في عمان مظاهرة صاخبة تقدمها عودة أبو تايه الذي أطلق النار على قائد درك الأردن فريدريك بيك وجرحه في كتفه ... استدرجه الانجليز من الجفر الى عمان بحجة المشاركة في استقبال الأمير الذي كان مسافرا وقبضوا عليه وأودعوه سجن السلط ... عمان في ذلك الحين لم تزل قرية صغيرة تخلو من المنشآت الحكومية .
في السلط قام قائد الدرك محمد علي العجلوني زميل عودة في الثورة العربية الكبرى باستثارة نخوة السلطيّة أمثال محمد الحسين العوامله ونمر الحمود العربيات وعبد الله الخطيب الذي قاد جمهرة من شباب السلط هجم بهم على السجن وأخرج عودة ابو تايه حيث جهز له السلطيون فرسا وبندقية واوصوه أن يبتعد عن طريق السيارات ... وقد اشترك عبدالرحمن خليفة الياسين الذي كان جنديا بالجيش التركي والجندي فريد سبع العيش بتهريب عوده ابو تايه من السجن ووصل الى ام العمد في مضافة مثقال الفايز وبعد الغداء في مضافة مثقال الفايز في أم العمد غادر عودة بحراسة الصخور وقد كانوا أعداء قبليين له قبل الثورة وأوصلوه الى الجفر .. ومن هناك غادر الى صديقه فيصل بن الحسين في العراق .
تلك هي جمرة القومية العربية التي كانت تلهب صدور رجال ذلك الزمن .. فالقائد محمد علي العجلوني تحرك بسريّة الدرك لمطاردة عودة بأمر من فريدريك بيك .. وفي منتصف الطريق استراح مع رجاله للإفطار وشرب الشاي حتى يتيح لزميله في الثورة أن ينجو على فرس السلطيّة ... توفي عبد الله الخطيب عام 1928 عن42 عاما فقط ودفن في مقبرة العيزرية في السلط وقد وصفه معاصروه ( كما يذكر هاني العمد ) أنه كان عصاميا جريئا متوقد الذهن حاضر البديهة محمود السيرة قادرا على الاستيعاب والحفظ .
عن محمود الزيودي جريدة الدستور