شرح قصيدة عاشق من فلسطين محمود درويش 2018
شرح قصيدة"عاشق من فلسطين" محمود درويش

الــشـــــــــرح:
يوجه الشاعر هنا رسالة إلى وطنه، وقد اتضحت مظاهر الحيرة على الشاعر من كلماته: "من أين ابتدئ؟ وأين انتهى؟" وسبب حيرته هو الإحساس بالغربة، ويبين لنا الشاعر متألما عذابات الغربة فهو يعاني من قلة الطعام والشراب والحنين الشديد لوطنه،وهو يحمل مذكراته التي يشكو إليها ويكتب آلامه فيخقق بعض همومه.

يبين الشاعر أن حالته في الغربة صعبة فهو يفتقر للمواساة حيث لا يوجد أحد معه يحس يما يمر به من معاناة وحنين للوطن، فيطغى هاجس الشعور باليأس وفقد الأمل فوعى غربته وقد شبه نفسه بالطائر الضعيف فكلاهما مقيد الحرية ضائعان وتعبين بعيدين عن وطنهما.

يخاطب الشاعر هنا وطنه وقد رمز له بالأم وقد صور لأمه الليل وشبهه بالذئب الجائع ووجه الشبه بينهما القسوة فالليل يطارد الغريب المهاجر بهمومه وآلامه ويشعره بالخوف وهذا دليل على خوف الشاعر وإحساسه بالوحدة.

يسأل الشاعر وطنه ويستفسر منه عن سبب نفيه وإبعاده عن وطنه فهو يشعر بالظلم فقد ظلم الشاعر بنفيه من وطنه وهو لم يقترف شيئا وأصبح بالتالي في غربته كالميت لا يحس بطعم الحياة نتيجة لعذاب الغربة وآلامه.

يكمل الشاعر مخاطبته لوطنه مبينا سبب بكاؤه وحزنه الشديد فهو خائف لكونا في الغربة فعندما يمرض لن يجد من يقف بجواره يحس به ويرعاه.

يستفهم الشاعر والغرض هو النفي عن تذكر المساء لمهاجر مات في غربته ويبين هنا وعي الشاعر بالغربة وفقده الأمل بالرجوع لوطنه.

يصور الشاعر هنا كيف تعامل جثة الغريب فهي لا تكفن وإنما ترمى في الغابات أو في مكان مهجور وهنا يستعين الشاعر بشجرة الصفصاف مخاطبا إياها إن كانت ستذكر أن الذي سيرمى تحتها هو إنسان فتحفظه وتحميه من سطوة الغربان.

يخاطب الشاعر وطنه قائلا أنه لمن كتب هذه القصيدة وأي بريد سيحملها لوطنه وقد أغلقت كل الطرق وهنا تأكيد لإنقطاع الشاعر عن وطنه فلا يستطيع هو التواصل معه.

حفزت هذه الأوراق بعض الذكريات في نفس الشاعر فقد تذكر أمه ووأبوه وإخوته ورفاقه الذي تركهم في وطنه وهو يستفسر عن حالهم فلا يعلم ماذا حل بهم وإن كانوا أحياء أم أموات أو نفوا مثله فأصبحوا بلا عنوان وهنا يبين الشاعر أن الإنسان الذي بلا وطن وبلا علم يكون بلا عنوان أو قيمة