صور دينية عن حفظ الصحابة للقرآن , عبارات اسلامية عن حفظ الصحابة
بيسات عن حفظ الصحابة للقرآن , كلمات عن حفظ الصحابة للقرآن , رسائل عن حفظ الصحابة للقرآن

الصحابة الذين كان يتنزل الوحي على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعلمهم ومشاهدتهم، فكان لهم الأسوة الحسنة برسول الله صلّى الله عليه وسلّم بالإسراع إلى حفظ القرآن واستظهار آياته، وقد ساعدهم نزول القرآن منجّما على الحفظ كما علمت، وأن الأمة العربية قوية الذاكرة بالسجية، يساعدها على ذلك بيئة صافية بسيطة، كما أن الأميّ يحاول أن يعوّض بالحفظ ما فاته بالقراءة والكتابة.
والنصوص الواردة في كتب السير والسنن تدلّ على أن الصحابة كانوا يتنافسون في حفظ القرآن، ويحفّظونه أزواجهم وأولادهم، والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يذكي فيهم روح العناية بالقرآن، فيبعث إلى القبائل من أصحابه من يعلّمهم ويقرئهم القرآن.
قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه: كان الرجل إذا هاجر دفعه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى رجل منا يعلّمه القرآن.
وكان يسمع لمسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ضجة بتلاوة القرآن، حتى أمرهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن يخفّضوا أصواتهم لئلا يتغالطوا.
وبذلك كله نستطيع أن نؤكّد أن حفّاظ القرآن من الصحابة في حياة النبي جمع غفير، ويكفي دليلا على ذلك أن الذين قتلوا في بئر معونة من الصحابة كان يقال لهم القرّاء وكانوا سبعين رجلا. قال القرطبي: قد قتل يوم اليمامة سبعون من القرّاء، وقتل في عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ببئر معونة مثل هذا العدد.
وذكر أبو عبيد في كتاب (القراءات) القرّاء من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فعدّ من المهاجرين: الخلفاء الأربعة، وطلحة، وسعدا، وابن مسعود، وحذيفة، وسالما، وأبا هريرة، وعبد الله بن السائب، والعبادلة، وعائشة، وحفصة، وأم سلمة. ومن الأنصار: عبادة بن الصامت، ومعاذا- الذي يكنى أبا حليمة- ومجمع بن جارية، وفضالة بن عبيد، ومسلمة بن مخلد، وصرّح بأن بعضهم إنما كمّله بعد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
وذكر الحافظ الذهبي في (طبقات القرّاء) أن هذا العدد من القرّاء هم الذين عرضوه على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، واتّصلت بنا أسانيدهم، وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا سندهم فكثير.
والاعتماد على الحفظ في النقل من خصائص هذه الأمة، يقول ابن الجوزي شيخ القرّاء في عصره: إن الاعتماد في نقل القرآن على حفظ القلوب والصدور، لا على خط المصاحف- الكتب- أشرف خصيصة من الله تعالى لهذه الأمة. وقد ورد في صفة هذه الأمة: أناجيلهم صدورهم، بخلاف أهل الكتاب الذين لا يحفظونه إلا في الكتاب، ولا يقرءونه كلّه إلا نظرا لا عن ظهر قلب.