منهو يحيى عياش , مؤلفات يحيى عياش , حياة يحيى عياش
صور يحيى عياش, معلومات عن يحيى عياش, تقرير عن يحيى عياش

كان يوم الجمعة الموافق الخامس من يناير عام 1996 ميلادي يومًا حزينًا كئيباً على الشّعب الفلسطيني، فقد خسر الفلسطينيّون في هذا اليوم واحداً من أشدّ رجالات المقاومة الفلسطينيّة وأذكاهم وهو المهندس يحيى عياش، فقد حفر يحيى عياش اسمه في ذاكرة الفلسطينييّن بما بذله من جهود جبّارة وما أحدثه من نقلة نوعيّة في المقاومة الفلسطينيّة؛ حيث ارتبط اسمه بالعمليّات الاستشهاديّة والسّيارات المفخّخة التي هزّت أركان الكيان الصّهيوني، وأرّقت مضاجع كبار القادة الأمنيّين في هذا الكيان؛ بحيث أصبح شغلهم الشّاغل هو كيفيّة الإمساك بالمهندس يحيى عيّاش حيًّا أو اغتياله. بقي يحيى عياش المطلوب رقم واحد لدى الكيان الصهيوني ولسنوات عدّة حتّى إنّ إسحق رابين رئيس وزراء إسرائيل كان يستهلّ كلّ اجتماع له بقوله أين المهندس؟ فما هي سيرة هذا القائد البطل؟ وكيف كانت عملية اغتياله؟ حياة يحيى عياش ولد يحيى عبد اللطيف عيّاش في بلدة رافات في الضّفة الغربيّة عام 1966 ميلادي، وقد كانت أسرته أسرةً ملتزمة ومحافظة، وقد أبدى يحيى عياش نبوغًا في صغره؛ حيث تفوّق في دراسته كما أتمّ حفظ القرآن الكريم وحرص على التّفقه في الدّين حتى كرّمته مديرية أوقاف القدس بسبب ذلك، وقد التحق بجامعة بيرزيت ودرس فيها الهندسة الكهربائيّة ليتخرّج منها عام 1993م. وقد بدأ مشوار يحيى عياش الجهادي عندما اكتشفت السّلطات الصّهيونيّة سيّارةً مفخّخة في منطقة رامات أفعال في تل أبيب، وقد أشارت أصابع الإتهام إلى المهندس كأحد مدبّري العمليّة، ومنذ ذلك الوقت أصبح يحيى عياش مطلوبًا للسّلطات الصّهيونيّة، وبعد مجرزة الحرم الإبراهيمي الشّريف في الخليل عام 1994 عزم المهندس على التّخطيط لتنفيذ عمليّات استشهاديّة في قلب الكيان الصّهيوني، وكان أوّلها عمليّة العفولة التي قام بها المجاهد رائد زكارنة وأودت بحياة ما لا يقل عن ثمانية إسرائيليّين وجرح العشرات، ثمّ عملية الخضيرة التي نفّذها عمار عمارنة، وقتل فيها سبعة إسرائيليّين، وجُرِح العشرات. والعمليّة الأقوى حدثت حين دكّ انفجار هائل في حافلة صهيونيّة في شارع ديزنكوف بتل أبيب؛ حيث قتل اثنان وعشرون إسرائيليّا وجرح العشرات، وفي كلّ مرّة تتوجّه الاتهامات إلى المهندس يحيى عياش على أنّه العقل المدبّر للعمليّات الاستشهاديّة النّوعيّة. استشهاد يحيى عياش وقد أدّت الملاحقة الأمنيّة الصّارمة والشّديدة للمهندس إلى اتباعه نمطًا في الحياة يعتمد على كثرة التنقّل وعدم البقاء في المنطقة لفترة طويلة، وقد كان آخر مكان يقيم فيه المهندس بيت صديقه أسامة حمّاد؛ حيث شاءت الأقدار أن يعلم خال صديقه وهو رجل أعمال - له علاقات مع الكيان الصّهيوني- بوجود يحيى في بيت ابن أخته، فقام بإعطاء ابن أخيه هاتفٍ نقّال. وفي أحد الأيام عطّل كمال حماد هاتف المنزل حتّى يضطر يحيى عياش لاستخدام الهاتف النّقال الذي أعدّ مسبقًا ووضع فيه متفجرات زنتها أربعين غرام، وفي لحظة اتصال والد يحيى به تمكّنت المروحيات الصّهيونيّة من اكتشاف صوت يحيى ففجّرت التّلفون النّقال ليستشهد البطل يحيى عيّاش وتطوى آخر صفحة من صفحات حياته المليئة بالجهاد والعمل من أجل القضيّة، وقد شيّع جنازته ما لا يقل عن مائة ألف فلسطيني في قطاع غزة فقط .