مهار الخفافيش في الصيد , معلومات عن الخفافيش
حقائق عن الخفافيش , وصف الخفافيش , كيف تصطاد الخفافيش الفريسة

لقد أثارة الخفافيش فضول الانسان منذ القدم وذلك نظرا لهيئتها الغريبة ولسلوكها الفريد علاوة على مؤهلاتها العجيبة وهي مؤهلات شغلت حتى أولئك الذين نسجوا حولها حكايات مخيفة , و بينت تجارب أجريت على خفافيش سلمت عيونها أن حاسة البصر لا تتدخل فيما يتعلق باستشعار الحواجز وبتفاديها ومنذ ذلك الوقت لم تتوقف دهشة علماء الطبيعيات إزاء هذه المخلوقات الفريدة .
في سنة 1920 افترض Hartridge أن الخفاش ربما كان يهتدي الى وجهته بواسطة الصدى أي بإستعمال أصوات فوقية وفي سنة 1938 نجح غريفان وبييرس في إكتشاف أصوات ذات تردد عال جدا مبثوثة من طرف الخفافيش ومنذ ذلك الوقت ستصبح الطريق ممهدة لتوالي الاكتشافات بل إن أخصائيين آ’خرين سوف ينكبون على دراسة هذه الكائنات .
لقد تم تسجيل ملاحظات عديدة حول سلوك الخفافيش فاستأثرت حالتان بوجه خاص باهتمام علماء الطبيعيات والخبراء العسكرين على السواء قدرة هذه الحيوانات على استخدام نظام للتوجه وسط ضجيج حاد وقدرتها على تمييز صدى معبر دقة , وهكذا فإن بمقدور آلاف الخفافيش أن تطير بمدخل مغارة دون أن يبدو عليها أي إنزعاج بسبب الأصوات المبثوثة من طرف الخفافيش الأخرى ومن جهة أخرى فإن هذه الكائنات تميز على وجه الأكمل بين الصدى الذي تبثه فراشة وبين الصدى الصادر عن ورقة ساقطة حتى ولو تم ذلك وسط غابة ومن جهة أخرى يمكن لهذه المخلوقات العجيبة أن تميز تحت المطر بين حشرة وبين قطرة مطر في حجم الحشرة .
هكذا إذن عملت فرق من علماء البيولوجيا والخبراء في مجال الاتصالات على اختيار مدى مقومة جهاز كشف الضجيج لدى الخفافيش واعتبر الخفاش ذو الآذان الطويلة من أكثر الأنواع موهبة في هذا المجال حسب نتائج التجربة التالية فقد تم إطلاق هذا الخفاش داخل حجرة طولها 5م وعرضها 2 م تمدد داخلها أسلاك رقيقة جدا تتباعد في مابينها ب 45 سم وتم تجهيزها بمكبرات صوت موضوعة في زوايا الحجرة الأربع مظبوطة على نفس الترددات التي تبثها الخفافيش وكانت الممكبرات ترسل أصواتا هائلة ومن جهة أخرى وضع المهندسون أجهزة كشف مصنوعة لهذا الغرض وأخضعوها لتجربة سابقة طبقا لنفس المبدأ الذي تتصرف وفقه الخفافيش بعد ذلك تأكدوا من أن الاستكشاف يبقى غير ممكن إذ لم تكن النسبة بين الصدى الدال وبين أصوات لها نفس التردد تساوي 1 على الأقل والحال أن البيولوجين اكتشفوا بذهول أن الخفافيش عرفت كيف تتصرف جيدا وفي وضع آخر غير مألوف كانت قادرة على تفادي أسلاك قطرها نصف مليمتر في حين أن حدة الصوت المنبعث من مكبرات الصوت بلغت 30000 مرة حدة الصدى .
وهناك عوامل أخرى تساعد على الوصول الى تفسير منها حجم آذن الخفافيش وخاصة خفاش بليكوتيس ثم فعاليتها المتوقفة على اتجاهات الصوت بالاضافة الى ذلك توجد بلا شك إوالية انتقائية على غرار جهاز استقبال يعزل الإذاعة المطلوبة في التجهيز العصبي للخفافيش ويتعلق الأمر بجهاز وظيفة تقليص التقاط الاشارات الصوتية والرفع في الوقت ذاته من الحساسية .
مهارة كبرى في الصيد
تطرح الخفافيش التي تمارس الصيد في الماء أسئلة أخرى أكثر تعقيدا على المختصين وهي تعيش بالأخص في المدارات وتصطاد أسماكا في أعماق تتفاوت من بضعة سنتميترات الى أكثر من متر بواسطة قائمتيها وقد لوحظ أن عملية الغطس لديها لا تتم بالصدفة ولا في أمكان تتوفر فيها الأسماك بأعداد كبيرة .
ولمعرفة الطريقة التي تلجأ إليها قام الأمريكي Suthers ببناء قفص في جزيرة La Trinité أبعاده 15م * 7م يحتوي على حوض أبعاده 7م * 2م ثم أطلق داخله خفافيش من نوع نوكتيليا وتأكد من أنه إذا كانت هناك أسماك ميتة موضوعة في أعماق مختلفة وعلى السطح فإن الخفافيش تكشف القطع الطافية جزئيا وبالمقابل فإن الأسماك الحية تكشفها الخفافيش دوما بكل دقة .
الخفافيش
وبعد ملاحظات عديدة اكتشف العالم الأمريكي أن الخفافيش قادرة على ملاحظة الفقاقيع الهوائية أو الدومات الناتجة على سطح الماء في خط عمودي طبقا لخط سير الأسماك مما يسمح لها بالكشف عن فرائسها وقد مكن إحداث اهتياجات مصطنعة على سطح مياه الحوض من البرهنة على إكتشاف العالم الأمريكي .
لقد تم حل هذه اللغز غير أن هناك ألغازا أخرى لا تزال مستعصية على الحل ذلك أن عالم الخفافيش حافل بالظواهر العجيبة وتجدر الإشارة في الأخير الى أن العلماء لم يدرسوا سوى مائة نوع من هذه الخفافيش التي يصل تعداد أنواعها الى 750 .