وفد من مستشاريه يزور عددا من دول المنطقة
"أوباما" وجه ناعم لسياسات بوش القبيحة



■ عيسى: ما سيحصل مع أوباما تجاه المنطقة اختلاف في الأسلوب لا الثوابت


■ لبيب: فرحة العرب بتولي أوباما الرئاسة نابعة من حاجته للتغيير



أوفد الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما، نهاية الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي، عددا من مستشاريه المقربين له إلى العالم العربي، في محاولة لإيجاد قراءة مقربة وعميقة لما تفكر به الشعوب العربية وما يتأملون منه القيام به خلال فترته الرئاسية القادمة.

وشملت الزيارة لقاء القوى الشعبية والحزبية والسياسية في عدد من الدول العربية منها لبنان وسورية والأردن والأراضي العربية الفلسطينية المحتلة.

ورغم تأكيد وتحذير السياسيين والخبراء والمحللين العرب، من أن أوباما لن يختلف عن غيره وسابقيه إلا في الأسلوب الذي وصفوه بـ "النعومة" فالقوة والحدة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط ستبقى كما هي لكن ستكسوها بعض النعومة وستظل أمريكا تترقب وتترصد لإيران لكن مع أوباما ستكون نظرتها ناعمة، ولن يتخلي "العم سام" عن تأييده الأعمى لإسرائيل ضد الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، من خلال استخدامه الأدوات الناعمة في تحقيق ذلك.

إذن هي النعومة التي سيضيفها أوباما على السياسة الأمريكية التي جاء بها بوش خلال فترة حكمه الطويلة، وإشعاله نيران الحروب في العديد من دول العالم.

القوة الناعمة

وأكد المفكر الفلسطيني عبد القادر ياسين، أن الرئيس الأمريكي الجديد سيركز على القضايا الداخلية، وستبقى القضايا العربية في ذيل اهتماماته.

ورأى رئيس تحرير صحيفة القاهرة والكاتب المصري صلاح عيسى، أن السياسة الخارجية الأمريكية سياسة دولة وليست سياسة رئيس وهي قاعدة أساسية لدى الأمريكيين ولكن رغم ذلك لابد أن يكون لكل رئيس لمسته الخاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية وإذا افترضنا فوز مكين بدلا من أوباما فلاشك انه كان سيختلف عن جورج بوش، وهكذا حال أوباما فما سيحصل هو اختلاف في الأسلوب وليس في الثوابت الأساسية تجاه المنطقة العربية فسياسة بوش كانت تنطوي على استخدام القوة الفجة في التعامل مع المنطقة العربية، أما أوباما فسيعتمد على "القوة الناعمة" سيفاوض ويناور ولن يلجأ للعنف لكن كل ذلك سيكون لتحقيق نفس الأهداف الأمريكية، ولكن بشكل يقنع الآخرين، فهو مختلف عن غيره بالحفاظ على العالم وهو ما يعتبره الأمريكيون مسؤولية خاصة يتولونها لذلك فلن تختلف أهدافهم.

وأضاف عيسى، أن النظام الرسمي في العالم كان ينتظر رحيل بوش ليجد شخصا يتفاوض معه، ولكن تعليق الآمال على أوباما ينطوي على سذاجة، فلن يحدث تغير في السياسة فما سيقوم به أوباما من ترسيخ سياسة التفاوض أخطر بكثير من سياسة بوش في استخدام القوة.

وبين عيسى أنه لن يقوم أوباما بأي تغيير في العراق، فما ينادي به أوباما من الاتفاقية الأمنية هو ما نادى به بوش في السابق، لكي يصبح العراق إحدى قواعد القوات الأمريكية.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية سيكون لها سيناريو معروف ومحدد مسبقا فهذا جزء من سياسة الدولة الأمريكية وستكون لأوباما نفس رؤية بوش لهذه القضية المحورية، فأمريكا منذ اتفاقية سيناء 1975 تهدد بأنها لن توافق على أي حل ترفضه "إسرائيل" وبالتالي لن يحدث جديد.

تفاؤل حذر

وقال عضو مجلس الشعب المصري للشؤون الخارجية السفير احمد الغمراوي، يجب ألا نتوقع الكثير بالنسبة لتغييرات أوباما لأنه وضع أولوياته وحددها في المشكلات الداخلية ثم الإرهاب وبعد ذلك سحب القوات من العراق وإرسالها إلى أفغانستان، بالإضافة للتنسيق مع روسيا وبعدها يأتي ترتيب القضايا العربية وهذا من حسن حظنا حتى نكون قد وصلنا لاتفاق لأنه ليس من مصلحة القضية فتح مفاوضات في ظل الوضع المتأزم.

وأكد الغمراوي على عدم الإفراط في التفاؤل بأوباما، مبينا أنه ينبغي ان يكون تفاؤلنا "حذرا" فسوف توجد حلول للمشكلات لكن ليس بالسرعة المتوقعة فعلى العرب، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، عليها رأب الصدع وتوحيد الكلمة والحديث مع واشنطن وأوروبا من منطلق المصالح المتبادلة فلا يطلب منهم شيء إلا إذا كان له مقابل، بهذا نتمكن من عرض قضايانا والاقتراب من حلها فلنعمل ما علينا عمله.

ووصف عضو مجلس الشعب المصري السفير محمود شكري، فوز اوباما بأنه حدث في تاريخ الولايات المتحدة وجاء نتيجة لعوامل عديدة منها الإخفاقات العديدة للجمهوريين الأزمة المالية تميز اوباما عن الجميع بحديثه عن التغيير وهو ما جاء متزامنا مع ظروف تستوجب ذلك.

وأضاف شكري، السؤال هو هل سيتمكن أوباما من تنفيذ المطلوب منه؟ فأمريكا تعاني كباقي الدول من الأزمة الاقتصادية، وأوباما استطاع الحصول وحزبه على نسبة ثلثية في مقاعد الكونغرس تعطيه الاطمئنان والأريحية بجانب وجود "نانسي بيلوسي" في مجلس النواب مما سيعطيه القدرة على عرض الأمور المالية على الكونغرس والسياسية على النواب في ظل وضع متجانس.

التحول للأفضل

وبين رئيس جمعية الدفاع الحربي عاطف لبيب، أن الفرحة بتولي أوباما الرئاسة نابعة من الحاجة للتغيير فكل الشعوب العربية كانت لديها رغبة في إقصاء بوش عن الرئاسة هذا بجانب "الباعث القبلي" لدينا بتولي شخص ذي أصول أفريقية الرئاسة الأمريكية منتظرين منه ان يكون أكثر مهادنة للعرب من غيره.

وأكد المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني السوداني كمال حسن علي، أن الأفارقة جميعهم وليس السودانيين فقط متفائلون بفوز أوباما وينتظرون ان يكون وصوله للبيت الأبيض بداية جديدة لعلاقة أفضل بين أمريكا وأفريقيا.

وأوضح أن جذور أوباما الأفريقية قد تمثل دافعا له على الاهتمام بما تعانيه القارة السمراء، ونتطلع إلى أن يتحول الوضع على يديه للأفضل ويستطيع إيجاد مخرج لأزمة دارفور والوضع السوداني بأكمله.

وأضاف أن العالم بأكمله ينتظر من اوباما حل قضايا الشرق الأوسط والملفات التي لازالت مفتوحة، مثل القضية الفلسطينية والعراقية.

المصدر : الحقيقة الدولية - خاص