عصام المجالي من عمّان:شهد الأردن تقدما ملموسا في مجال السكان والصحة الإنجابية، فقبل سنوات عدة كان يصنف الأردن من أعلى معدلات النمو السكاني، وباتت المملكة تشهد حاليا تقدما إيجابيا على معظم مؤشرات الصحة بشكل عام والصحة الإنجابية بشكل خاص.
وانخفض معدل النمو السكاني ليصل إلى حوالي 2.3 % وبلغ معدل وفيات الرضع حوالي 20 لكل ألف مولود حي وبلغت نسبة التغطية بالمطاعيم أكثر من 95 % من أطفال الأردن كما تتوفر الخدمات الصحية لحوالي 97 % من المواطنين و99% هي نسبة الولادات تحت إشراف طبي.
وبالرغم من الانجازات ما زالت هناك بعض مؤشرات الصحة الإنجابية الأخرى التي هي بحاجة إلى المزيد من العمل، فمعدل الخصوبة العام والذي يبلغ 3.6 مولود يعتبر مرتفعاً قياساً بالدول المجاورة في المنطقة، ولا تزال كذلك معدلات استخدام وسائل تنظيم الأسرة ثابتة ولم تتجاوز 57% من المستفيدات.
وكانت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي سهير العلي اليوم قد رعت اليوم حفل المجلس الأعلى للسكان إطلاقه لخطة العمل الوطنية للصحة الإنجابية/تنظيم الأسرة - المرحلة الثانية 2008-2012 تحت شعار "تنظيم الأُسرة مباح شرعاً وحاجة ملحة اجتماعياً ومهمة اقتصادياً".واعتمدت الخطة إطارا أكثر مرونة وفعالية وديناميكية بإضافتها محاور الشباب والمراهقين والقطاع الخاص والمتابعة والتقييم لتطوير برامج الصحة الإنجابية/ تنظيم الأسرة في الأردن.
وحذر المجلس الأعلى للسكان في هذا الصدد من رفع الإنفاق الإجمالي على قطاع الصحة من 8ر2 مليار إلى 5ر3 مليار بحول عام 2035 نتيجة ثبات معدل الإنجاب الحالي في الأردن والذي سيسهم أيضا في خفض نصيب الفرد من الأراضي الصالحة للزراعة بنسبة 47 بالمائة وكذلك نصيبه من النفط والكهرباء والمياه.
وقالت العلي "تعمل وزارة التخطيط والتعاون الدولي ضمن خططها وبرامجها المختلفة على تحقيق الأهداف الإنمائية الألفية، وتحقيق أهداف الأجندة الوطنية ووثيقة كلنا الأردن. فقد أدرج البرنامج التنفيذي للأعوام 2007-2009 في محور الرفاه الاجتماعي سياسات واضحة ومحددة تهدف إلى تحسين المستوى الصحي للمواطن الأردني وعلى مختلف الأصعدة".
كما ارتبطت خدمات الصحة الإنجابية والبيانات والمعلومات التي توفرها ارتباطا وثيقا في سياسات برامج مكافحة الفقر. وفي هذا السياق، وانسجاما مع أهداف الأمانة العامة للمجلس الأعلى للسكان التي تسعى إلى تحسين نوعية حياة السكان من خلال تطبيق سياسة تنموية مستدامة، وستساهم الوزارة ستساهم في تمويل أنشطة المرحلة الثانية لخطة العمل الوطنية للصحة الإنجابية والتي ستنفذ خلال عامي 2008/2009 ، كما ستساهم الوزارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للسكان في تنفيذ المداخلات والأنشطة لمعظم محاور خطة العمل الوطنية للصحة الإنجابية للمرحلة الثانية
ويمثل تنظيم الأُسرة إحدى مداخل الأردن للتنمية المستدامة في وقت شهد عدد السكان تضاعف ولا زال معدل الزيادة الطبيعية عالياً رغم انخفاضه ومعدل الإنجاب عال مقارنة مع الدول المماثلة فضلا عن تفاوته من منطقة إلى أخرى.ويبلغ معدل الإنجاب وفق مسح السكان والصحة الأسرية الأخير 6ر3 مولود لكل امرأة على المستوى الوطني بيد أن هذا المعدل يرتفع في بعض المناطق ليصل إلى 1ر4 مولود.
وقالت أمين عام المجلس الدكتورة رائد القطب إن الخطة قدمت نصين للانعكاسات المستقبلية لمعدلات الإنجاب المرتفعة على النمو السكاني يقومان على فرضيتين أولهما ثبات معدل الإنجاب على مستواه الحالي والآخر خفض المعدل من 6ر3 إلى 7ر2 مولود لعام 2017 والاستمرار في خفضه ليصل معدل 1ر2 مولود بحلول عام 2025.
وأوضحت انه في حال خفض المعدل ستتحقق عوائد اجتماعية واقتصادية منها أن عدد السكان يقل بحوالي 2 مليون نسمة ويرتفع نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي كما يقل إعداد الطلبة في المراحل الأساسية والثانوية وبالتالي انخفاض أعداد المعلمين والأطباء وعدد الأسرة في المستشفيات.
وبدأت مراحل إعداد الخطة وفق مديرة برنامج السياسات الصحة بسمة اسحاقات بتحليل الوضع الراهن لتحديد مجالات القوة ومواطن الضعف والفرص المتاحة والمخاطر المحتملة ومراجعة آلية تنفيذ أنشطة المرحلة الأولى من الخطة مع الجهات ذات العلاقة وتحديد القضايا المستجدة والقائمة وتشكيل فريق وطني متعدد القطاعات لإعداد الخطة.
وأضافت إن الفريق اتفق على محاور الخطة وحدد الأهداف والقضايا بعد مناقشتها وكذلك المداخلات والأنشطة ومسؤوليات التنفيذ والتوقيت والمؤشرات وقدر الكلف المتوقعة للتنفيذ الأنشطة كما حدد لإطار الاستراتيجي لها واقترح آلية المتابعة والتقييم.
وتضمنت المراحل تشكيل لجان توجيهية وفنية تمثل مختلف القطاعات المعنية لتقديم الدعم الفني للمجلس الأعلى للسكان لتسهيل تنفيذ الأنشطة ومن ثم رفع الخطة إلى رئاسة الوزراء لإقرارها وموافقة وزارة التخطيط على تمويل أنشطة السنة الأولى من الخطة.
gmt 5:30:00 2008 الأربعاء 19 نوفمبر
عصام المجالي
جريده ايلاف
رد مع اقتباس
المفضلات