ابن الديبع الشيباني عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني الزبيدي الشافعي

ابن الدَّيْبَع الشيباني (866 - 944 هـ / 1461 - 1537 م) هو مؤرخ محدث ، من أهل زبيد.
ترجمة ابن الديبع الشيباني


هو عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني الزبيدي الشافعي، وجيه الدين، المعروف بابن الديبع. أخذ عن خاله أبي النجا و إبراهيم بن جعمان و الزين أحمد الشرجي.
آثاره وأعماله


«بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد»
«الفضل المزيد في تاريخ زبيد» وهو ذيل لكتاب «بغية المستفيد».
«قرة العيون في أخبار اليمن» وهو اختصار لكتاب «العسجد المسبوك» للخزرجي.
«تيسير الوصول، إلى جامع الأصول، من حديث الرسول»
«أحسن السلوك في من ولي زبيد من الملوك»، أرجوزة.
«تمييز الطيب من الخبيث» في الحديث.

حياته:
عبد الرحمن بن علي بن محمد الشيباني الزبيدي الشافعي، مؤرخ ومحدث وفقيه، انتهت إليه رياسة الرحلة في طلب الحديث في عصره، فقصده الطلبة من نواحي الأرض. عاش في مدينة زبيد وبها نشأ في بيئة علمية أدبية ورعة تقية في كنف جده لأمه إسماعيل بن محمد بن مبارز الذي كان أحد فقهاء عصره، فكان ابن الديبع يختلف إلى المجالس العلمية التي يعقدها جده فتثقفت مداركه وتهذبت نفسه.
حفظ القرآن على خاله أبي النجا، واشتغل بعلم الحساب والجبر والمقابلة والهندسة والفرائض والفقه، والعربية على خاله وعلى إبراهيم بن جعمان الذي قرأ عليه أيضاً صحيحي البخاري ومسلم وكتب السنة.
كما أخذ علوم التفسير والحديث عن الزين أحمد الشرجي، فاشتهر ذكره وعلا شأنه بين علماء الحديث في عصره وبَعُدَ صيته، فأمره السلطان عامر بن عبد الوهاب بتدريس الحديث في جامع زبيد الأعظم، ثم خلفه ابنه في ذلك. وله في علم الحديث كتاب «تيسير الوصول إلى جامع الأصول» اختصره من جامع الأصول لابن الأثير.
قضى ابن الديبع جلّ وقته متنقلاً في طلب العلم ما بين زبيد وبيت الفقيه ومكة والمدينة والمقرانة إلى أن استقر به المقام في بلاط الدولة الطاهرية (855-943هـ). وقد التقى في مكة في أثناء حجته الثالثة الإمام السخاوي (ت902هـ)، وقرأ عليه «مشكاة المصابيح» للتبريزي، وألفية الحديث وشرحها المسمى «المغيث» لأبي الفضل العراقي، و«بلوغ المرام في أدلة الأحكام» لابن حجر، و«رياض الصالحين» للنووي وبعضاً من سيرة ابن سيد الناس اليعمري الموسومة بـ «عيون الأثر».
كان ابن الديبع مشهوراً بمؤرخ عصره، إذ كان المؤرخ الوحيد في اليمن المعروف آنذاك والذي أرّخ للمدة 866-923هـ. ومن مؤلفاته في التاريخ: كتاب «قرة العيون بأخبار اليمن الميمون» اعتمد فيه على سبعة من المؤرخين والمهتمين بالتراجم مثل الإمام أبي الخطاب عمر بن سمرة (ت586هـ)، والفقيه الشاعر المؤرخ عُمارة اليمني الحكمي (ت 569هـ)، والبهاء الجندي (ت 723هـ)، والعلامة جمال الدين عبد الباقي بن عبد المجيد اليماني (ت743هـ)، والمؤرخ النسابة علي بن الحسن الخزرجي (ت812هـ)، وشيخ الشيوخ شرف الدين ابن المُقْري (ت837هـ)، والعلامة حسين بن عبد الرحمن الأهدل (ت855هـ). وقد قسّم كتابه هذا ثلاثة أبواب، كل باب يحتوي على عدة فصول، الأول في ذكر اليمن ومن ملك صنعاء وعدن وفيه عشرة فصول. والباب الثاني في ذكر مدينة زبيد وأمرائها ووزرائها وفيه ثمانية عشر فصلاً، والباب الثالث في ذكر الدولة الطاهرية وفيه ثلاثة فصول.
وكتاب «أحسن السلوك فيمن ولي زبيد من الملوك» أرّخ فيه لكل عصور التاريخ والأسر التي توالت على حكم اليمن حتى عصر المؤلف. وكتاب «بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد». تكلم فيه على مدينة زبيد متناولاً الأحداث التي مرت باليمن من سنة 901 حتى سنة 923هـ مرتبة على السنين والأشهر والأيام، كما تكلم على زوال دولة بني عامر بن عبد الوهاب، مشيراً إلى الأحوال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، إذ كان معاصراً قريباً من الشخصيات الفاعلة فيها. وقد ذيّل هذا الكتاب بكتابه «الفضل المزيد على بغية المستفيد في أخبار مدينة زبيد» فكان كتابه هذا المصدر الأول لتاريخ الدولة الطاهرية. كذلك اختصره للسلطان الظافر عامر بن عبد الوهاب الطاهري في كتاب «العقد الباهر في تاريخ دولة بني طاهر» فاستحسنه السلطان وأجازه عليه.
وبعد أفول نجم الدولة الطاهرية سنة 923هـ ابتعد ابن الديبع عن الحياة السياسية، وعاود رحلاته متنقلاً بين المدن حتى وافاه الأجل مع دخول طلائع الجيش العثماني اليمن.




من أشهر ما قال
وأحكم الباب للرجال ذوو التقى ... وكل آمرىء لا يتقي الله أحمق