الصحابي الجليل عبد الله بن هشام التيمي

عبدالله بن هشام بن زهرة التيمي القرشي المصري

عبد الله بن هشام: بن زُهرة التيمي. أفرده الذَّهَبِيُّ عن عبد الله بن هشام بن عثمان، وهو مذكور عند ابن الأثير في ترجمة واحدةٍ، وبين الاختلاف في نسبته؛ فمنهم من أدخل بين هشام وعثمان زهرة، ومنهم من حذفه وقد ختم الذهبي الترجمة الثانية بأن قال: بل هو هو؛ فكأنه جوز أولًا أنه آخرُ، ثم ظهر له أنه واحد ) الإصابة في تمييز الصحابة. ( عَبْدُ اللّهِ بن هِشَام بن عُثْمَان بن عَمْرو القُرَشِيّ التَّيْمِيّ، هو جد زُهْرة بن مَعْبَد، قاله أَبو عمر. وقال أَبو نعيم: عبد اللّه بن هشام بن زُهْرة بن عثمان بن عمرو بن كَعْب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة ذكر ذلك في أسد الغابة. روى له البخاري ومسلم

له ولأبيه صحبة . وأُمُّه زينب بنت حُمَيْد بن زُهَيْر بن الحارث بن أَسد بن عبد العُزَّى بن قُصَيّ. أَخبرنا محمد بن محمد بن سرايا بن علي وغير واحد، بإِسنادهم إِلى محمد بن إِسماعيل الجُعْفِي قال: حدثنا عليّ بن عبد اللّه، حدثنا عبد اللّه بن يزيد، حدثنا سعيد ــ هو ابن أَبي أَيوب ــ حدثنا أَبو عَقِيل زُهْرة بن مَعْبَد، عن جَدِّه عبد اللّه بن هشام ــ وكان قد أَدرك النبي صَلَّى الله عليه وسلم ــ قال: ذَهَبَتْ به أُمّه زينب بنت حُمَيد إِلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، بايعه. فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "هُوَ صَغِيْرٌ". فَمَسَحَ رَأْسَهُ، وَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ. وَكَانَ يُضَحِّي بِالْشَّاةِ الْوَاحِدَةِ عَنْ جَمِيْعِ أَهْلِهِ ) أسد الغابة.
روى عنه حفيده أبو عقيل زُهرة بن معبد. قال البغوي: سكن المدينة. وقال ابن منده: كان مَوْلِدُه سنة أربع. وذكر الذهبي في التجريد أنَّ البخاري أخرج حديثَه في الأضحية، ولم أر فيه؛ وإنما أخرج حديثه البخاري في كتاب الشركة من رواية أبي عقيل عن جَدّه عبد الله بن هشام، وكان قد أدرك النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وذهبت به أمُّه زينب بنت حُميد إلى رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، بايعه، فقال: "هُوَ صَغِير"؛ فمسح رَأسَه ودعَا له. هذا آخر ما عنده. وأخرجه أبُو دَاوُد مِنْ وجهٍ آخر عن زهرة مختصرًا. وأخرجه الإسْماعِيلِيُّ بتمامه، فزاد فكان يضحّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله؛ فهذا مُراد الذهبي بقوله في الأضحية، ولم يرد أنَّ البخاري أخرجه في كتاب الأضحية. وأخرج في الأحكام وفي الدعوات عن أبي عقيل أيضًا أنه كان يخرجُ مع جدِّه عبد الله ابن هشام إلى السوق، فيشتري الطعام، فيَلْقَاه ابنُ عمر وابن الزبير، فيقولان له: أشْرِكنا، فإنَّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم قد دعا لك بالبركة... الحديث. وأخرج في مناقب عُمر في الاستئذان وفي البدور، عن أبي عقيل، عن جده، قال: كنَّا مع النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بيدِ عمر بن الخطاب.... فذكر قصة.



وأخرج أبُو دَاوُدَ الحديثَ الأول، وهذا جميعُ ما له في الكتب الستة. وذكر البَلاَذُرِيُّ أنه عاش إلى خلافةِ معاوية. وأخرج له أبُو القَاسِم وَالَبَغَوِيُّ مِنْ طريق أصبغ، عن ابن وَهْب بسندِ الحديث الذي أخرجه له البخاري في الشركة ــ حديثًا آخر روَاهُ عن الصحابة؛ ولَفظهُ: كان أصحابُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم يتعلَّمون الدعاء كما يتعلمون القرآن إذا دخل الشَّهْرُ أو السنة: "اللهُمَّ أدْخِلْه عَلَيْنَا بِالأمْنِ وَالإيمَانِ، وَالسَّلامَةِ والإسْلامِ، وَجَوَازٍ مِنَ الشَّيْطَانِ، ورِضْوَانٍ مِن الرَّحَمنِ". وهذا موقوف على شرط الصحيح.)) الإصابة في تمييز الصحابة