سيرة الصحابي عباد بن بشر

إبن وقش ، أبو الربيع الأنصاري ، الأشهلي
أحد البدريين
كان من سادة الأوس
عاش خمساً وأربعين سنة
وهو الذي أضاءت له عصاته ليلة انقلب إلى منزله من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أسلم على يد مصعب بن عمير قبل الهجرة قبل إسلام معاذ بن جبل وأسيد بن الحضير.

وكان أحد من قتل كعب بن الأشرف اليهودي .
قال ابن إسحاق : عن جابر بن عبد الله قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع من نخل ، فأصاب رجل امرأة رجل من المشركين ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم قافلاً أتى زوجها وكان غائباً ، فلما أخبر الخبر حلف لا ينتهي حتى يهريق أصحاب محمد دماً ، فخرج يتبع إثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً ، فقال : ( من رجل يكلؤنا ليلتنا ) ، فانتدب رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار ، فقالا : نحن يا رسول الله ، قال : ( فكونا بفم الشعب من الوادي ) ، وهما عمار بن ياسر وعباد بن بشر ، فلما خرجا إلى فم الشعب قال الأنصاري للمهاجري : أي الليل تحب أن أكفيكه أوله أم آخره ؟ قال : بل اكفني أوله ، فاضطجع المهاجري فنام ، وقام الأنصاري يصلي ، قال : وأتى الرجل ، فلما رأى شخص الرجل عرف أنه ربيئة القوم ، فرمى بسهم فوضعه فيه فانتزعه ووضعه وثبت قائماً ، قال : ثم رمى بسهم آخر فوضعه فيه فنزعه فوضعه وثبت قائماً ، قال : ثم عاد بالثالث فوضعه فيه فنزعه فوضعه ، ثم ركع وسجد ، ثم أهب صاحبه فقال : اجلس فقد أثبت ، قال : فوثب الرجل ، فلما رآهما عرف أنه قد نذرا به فهرب ، قال : ولما رأى المهاجري ما بالأنصاري من الدماء قال : سبحان الله ! أفلا أهبتني أول ما رماك ، قال : كنت في سورة أقرؤها فلم أحب أن أقطعها أو أنفذها ، فلما تابع عليّ الرمي ركعت فآذنتك ، وأيم الله لولا أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظه لقطع نفسي قبل أن أقطعها أو أنفذها .

استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات مزينة ، وبني سليم ، وجعله على حرسه في غزوة تبوك .
وكان كبير القدر رضي الله عنه ، أبلى يوم اليمامة بلاء حسناً ، وكان أحد الشجعان الموصوفين .
عن يحي بن عباد بن عبد الله ، عن أبيه ، قال : قالت عائشة : ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً ، كلهم من بني عبد الأشهل : سعد بن معاذ ، وعباد بن بشر ، وأسيد بن حضير .
عن عائشة قالت : تهجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي ، فسمع صوت عباد بن بشر ، فقال : (يا عائشة ! هذا صوت عباد بن بشر) ، قالت : نعم ، قال : ( اللهم اغفر له ).

استشهد رضي الله عنه يوم اليمامة



وذكرت بعض المصادر عن قصة حياة الصحابي عباد بن بشر
اسمه عباد بن بشر بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل, الإمام أبو ربيع الأنصاري الأشهلي، أحد البدريين, كان من سادة الأوس.
عمره عند الإسلام وقصة إسلامه ومن الذي دعاه:
كان عباد بن بشر الأشهلي حين لاح في آفاق يثرب أول شعاع من أشعة الهداية المحمدية فتى موفور الشباب غض الإهاب, تعرف في وجهه نضرة العفاف والطهر وتلمح في تصرفاته رزانة الكهول, على الرغم من أنه لم يكن إذ ذاك قد جاوز الخامسة والعشرين من عمره.
وقد اجتمع إلى الداعية المكي الشاب مصعب بن عمير فسرعان ما ألفت بين قلبيهما أواصر الإيمان ووحدت بين نفسيهما كريم الشمائل ونبيل الخصائل وقد استمع إلى مصعب وهو يرتل القرآن بصوته الفضي الدافئ نبرته الشجية الآسرة, فشغف بكلام الله حبًّا وأفسح له في سويداء فؤاده مكانًا رحبًا وجعله شغله الشاغل فكان يردده في ليله ونهاره وحله وترحاله حتى عرف بين الصحابة بالإمام وصديق القرآن.
أسلم عباد قديماً بالمدينة على يد سفير الإسلام مصعب بن عمير وكان إسلامه قبل إسلام أسيد بن حضير وسعد بن معاذ رضي الله عنهما.
ملامح من شخصية عباد بن بشر:

عن عائشة رضي الله عنها قالت: تهجد النبي سيرة الصحابي عباد في بيتي, فسمع صوت عباد يصلي في المسجد, فقال: "يا عائشة، أصوت عباد هذا؟", قالت: نعم, قال: "اللهم ارحم عباد", وفي رواية: "اللهم اغفر له".
شهد عباد بن بشر مع الرسول سيرة الصحابي عباد مشاهده كلها, وكان له في كل منها موقف يليق بحامل القرآن.
من ذلك أن الرسول سيرة الصحابي عباد لما قفل عائدًا من غزوة "ذات الرقاع" نزل بالمسلمين في شعب من الشعاب ليقضوا ليلتهم فيه.
وكان أحد المسلمين قد سبى في أثناء الغزوة امرأة من نساء المشركين في غيبة زوجها, فلما حضر الزوج ولم يجد امرأته, أقسم باللات والعزى ليلحق بمحمد أصحابه, وألا يعود إلا إذا أراق منهم دمًا.
فما كاد المسلمون ينيخون رواحلهم في الشعب حتى قال لهم الرسول سيرة الصحابي عباد: "من يحرسنا في ليلتنا هذه؟".
فقام إليه عباد بن بشر وعمار بن ياسر وقالا: نحن يا رسول الله, وقد كان النبي آخى بينهما حين قدم المهاجرون على المدينة.
فلما خرجا إلى فم الشعب قال عباد بن بشر لأخيه عمار بن ياسر: أي شطري الليل تؤثر أن تنام فيه: أوله أم أخره؟ فقال عمار: بل أنام في أوله, ثم اضطجع غير بعيد عنه.


كان الليل ساجيًا هادئًا وادعًا, وكان النجم والشجر الحجر تسبح بحمد ربها وتقدس له فتاقت نفس عباد بن بشر إلى العبادة واشتاق قلبه إلى القرآن, وكان أحلى ما يحلو له القرآن إذا رتله مصليًا فيجمع متعة الصلاة إلى متعة التلاوة.
فتوجه إلى القبلة ودخل في الصلاة وطفق يقرأ من سورة الكهف بصوته الشجي الندي العذب.
وفيما هو سابح في هذا النور الإلهي الأسنى تمارق في لألاء ضيائه أقبل الرجل يحث الخطى، فلما رأى عباد من بعيد منتصبًا على فم الشعب عرف أن النبي سيرة الصحابي عباد بداخله وأنه حارس القوم, فوتر قوسه وتناول سهمًا من كنانته رماه به فوضعه فيه.
فانتزعه عباد من جسده ومضى متدفقًا في تلاوته غارقًا في صلاته.
فرماه الرجل بآخر فوضعه فيه فانتزعه كما انتزع سابقه, فرماه بثالث فانتزعه كما انتزع سابقيه، وزحف حتى غدا قريبًا من صاحبه وأيقظه قائلاً:
انهض فقد أثخنتني الجراح. فلما رآهما الرجل ولى هاربًا.
والتفت عمار بن ياسر إلى عباد بن بشر فرأى الدماء تنزف غزيرة من جراحه الثلاثة, فقال له: سبحان الله هلا أيقظتني عند أول سهم رماك به؟!
فقال عباد: كنت في سورة أقرأها فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها, وايم الله لولا خوفي أن أضيع ثغراً أمرني رسول الله سيرة الصحابي عباد بحفظه لكان قطع نفسي أحب إلى من قطعها.


شجاعة عباد بن بشر وفدائيته:
وكان كبير العذر سيرة الصحابي عباد أبلى يوم اليمامة بلاءً حسنًا وكان أحد الشجعان الموصوفين.
كان عباد بن بشر سيرة الصحابي عباد من فضلاء الصحابة وكان سيدًا كبير القدر, أوجز الذهبي معالم وملامح الإقدام والسيادة في عباد, فقال: "كان أحد الشجعان الموصوفين", شهد عباد بدرًا وأحدًا والخندق والحديبية وتبوك وسائر المشاهد مع رسول الله سيرة الصحابي عباد.
وكان عباد بن بشر سيرة الصحابي عباد موصوفاً بشدة البأس والشجاعة حتى قال عمر سيرة الصحابي عباد لرسول الله في غزوة بني المصطلق: "مر عباد بن بشر فليضرب عنق المنافق عبد الله بن أبي بن سلول".


أما فدائية عباد فكانت شيئاً آخر عبقت به دنيا المغازي وأوردت شجاعته كتب التراجم والسير, ومن أعلام أعماله الفدائية أنه شارك في قتل كعب بن الأشرف اليهودي وكفى رسول الله سيرة الصحابي عباد شر هذا الفاجر الأفاك.
وجاهد عباد يومئذ جموع المرتدين من بني حنيفة وكان له غناء ويلاء لم ير لأحد مثله.
يقال: أنه قتل يومئذ عشرين مشركًا.


شعوره بالمسئولية وتخصصه في الحراسة:
في غزوة الأحزاب تولى عباد حراسة قبة النبي :
قال سعد: وكان عباد بن بشر على حرس قبة رسول الله سيرة الصحابي عباد مع غيره من الأنصار يحرسونه كل ليلة, فكان المشركون يتناوبون بينهم فيغدو أبو سفيان في أصحابه يومًا ويغدو خالد بن الوليد يومًا ويغدو عمرو بن العاص يومًا ويغدو هبيرة بن أبي وهب يومًا ويغدو ضرار بن الخطاب الفهري يومًا.
ولله در القائل في حراسة عباد لقبة النبي سيرة الصحابي عباد:


من ينم عن لهـدم أو محدم *** فابــن بشــر ســاهــر لـــم ينـــم
يحس القبة ما فيها ســوى *** حارس الجيش أو حارس العلم
وفي غزوة تبوك جعل رسول الله سيرة الصحابي عباد عباد بن بشر على حرسه وأوكل إليه هذه المهمة.


أثره في الآخرين (دعوته وتعليمه):
وقد رأى عباد من خلال المعارك التي لم يحقق المسلمون فيها نصرًا يذكر من تواكل الأنصار على المهاجرين وتواكل المهاجرين على الأنصار ما شحن صدره أسى وغيظًا وسمع من تنابزهم ما حشا سمعه جمراً وشوكاً, فأيقن أنه لا نجاح للمسلمين في هذه المعارك الطاحنة, إلا إذا تميز كل من الفريقين عن الآخر ليتحمل مسئوليته وحده وليعلم المجاهدون الصابرون حقًّا.
فلما طلع النهار واستؤنف القتال علا عباد بن بشر نشزًا (مكان مرتفع من الأرض) وجعل يصيح: "يا معشر الأنصار تميزوا من الناس, واحطموا جفون السيوف, ولا تتركوا الإسلام يؤتي من قبلكم".
وما زال يردد ذلك النداء حتى اجتمع عليه نحو أربعمائة منهم على رأسهم ثابت بن قيس والبراء بن مالك وأبو دجانة صاحب سيف رسول الله سيرة الصحابي عباد, ومضى عباد بن بشر بمن معه يشق الصفوف بسيفه ويلقى الحتوف بصدره حتى كسرت شوكة مسيلمة الكذاب ومن معه وألجئوا إلى حديقة الموت.
من كلمات بشر بن عباد:

قال بشر بن عباد الشعر في قتل كعب بن الأشرف:
صرخت له فلم يعرض لصوتي *** ووافي طالعًا من رأس جدر
فعــدت لـه فقــال مــن المنـادي *** فقلــت أخــوك عبـاد بن بشر
فـقـــال محمـــد أســـــرع إلينـــا *** فقـــد جئنــا لتشكــرنا تقــري
وتـرقـدنــا فقـــد جئنـــا سفايـــا *** بنصـف الوسق من حب وتمر
وهــــذي ورعنـــا رهنــــا فخذها *** لشهر أت وفي أو نصف شهر
فقـــال معــاشـــر سغبـوا وجاعوا *** وما عدموا العتي من غير فقر
فأقبـــل نحونـــا يهــوي سـريعـــاً *** وقـــــال لنــــا لقــد جئتم لأمر
وفــي أيماننـــا بيـــــض حــــــداد *** مــدربــــة بهـــا الكفــار تفري
فعانقــــــه ابــن مسلمــة المردي *** بــــه الكفـــــار كالليث الهزبر
وشـــــد بسيفـــه صلتــا عليــــــه *** فقطــــــره أبـــو عبس بن جبر
وصلــــت وصــاحبــــاي فكانـــا *** لما قتلناه الخبيث كذبح رعتر
وجــــاء بـــرأســه نفـــر كـــرام *** هـــــم ناهيـــــك مــن صدق بر
فكــــان الله مـــا دمنــــا فأبـــنا *** بأنعـــــم نعمـــــة وأعــــز نصر


وقال يناجي ربه:
عـذابـــه فيــك عــذب *** وبعـــده فيــك قرب
وأنت عنـدي كروحي *** بـل أنت منها أحب
حسبي من الحب أني *** لمــا تحــب أحـــب


وفاة بشر بن عباد:
في الليلة التي سبقت المعركة الحاسمة رأى عباد بن بشر فيما يراه النائم أن السماء انفرجت له، فلما دخل فيها ضمته إليها وأغلقت عليه بابها. فلما أصبح حدث أبا سعيد الخدري برؤياه وقال: الله إنها الشهادة يا أبا سعيد.
وهناك عند أسوار الحديقة سقط عباد بن بشر شهيدًا مضرجًا بدمائه وفيه ما فيه من ضربات السيوف وطعنات الرماح ووقع السهام حتى إنهم لم يعرفوه إلا بعلامة كانت في جسده.
ويشهد أبو سعيد الخدري لعباد بالشجاعة أيضًا يوم اليمامة وينقل لنا صوته يومئذ وهو يصيح بالأنصار: احطموا جفون السيوف, وتميزوا من الناس, وجعل يقول: أخلصونا أخلصونا، فأخلصوا أربعمائة رجل من الأنصار ما يخالطهم أحد, يقدمهم عباد بن بشر وأبو دجانة والبراء بن مالك رضي الله عنهم.
حتى انتهوا إلى باب الحديقة فقاتلوا أشد القتال، وقتل عباد بن بشر رحمه الله فرأيت بوجهه ضربًا كثيرًا، ما عرفته إلا بعلامة كانت في جسده.
كان من سادة الأوس، عاش خمسًا وأربعين سنة.
استشهد بشر بن عباد سيرة الصحابي عباد يوم اليمامة.


مناقب بشر بن عباد وما قيل فيه:
عن يحيى بن عباد بن عبد الله عن أبيه، قال: قالت عائشة: ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتد عليهم فضلاً كلهم من بني عبد الأشهل:
سعد بن معاذ, عباد بن بشر، وأسيد بن حضير
وعن أنس بن مالك سيرة الصحابي عباد أن أسيد بن حضير وعباد بن بشر كانا عند رسول الله سيرة الصحابي عباد في ليلة ظلماء، قال: فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما, فكانا يمشيان في ضوئها, فلما تفرقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا.