قرية ساكب, اين تقع قرية ساكب , معلومات عن ساكب جرش

ساكب بلدة أردنية تقع في لواء قََصَبَةِ جَرش في محافظة جَرش شمال الأردن، وتَتْبع إدارياً لبلدية المِعْراض. تبعد 8 كم غرب مدينة جرش و55 كم شمال العاصمة الأردنية عَمّان. وهي تقع على الطريق الرئيسي الذي يربط بين مدينتي جرش وعَجْلون.[7] تقوم أحياؤها على سفوح جبال شاهقة الارتفاع تتصل بجبال عَجْلون، وهي مُطِلَّة على نهر الزَّرْقاء والعاصمة عَمّان ومحافظة البلقاء ومدينة جرش وعلى أغلب قرى محافظة جرش

يبلغ معدل ارتفاع البلدة عن مستوى سطح البحر من 900 - 1200 متر، وعدد سكانها 11,586 نسمة حسب التعداد السكاني لسنة 2015

تشتهر بالعديد من المزروعات أهمها الزيتون الذي يشكل غابات تحيط بالبلدة من جميع الجهات. كما تعرف ساكب بغاباتها الحُرجية الكثيفة المتصلة بغابات دِبِّين وعجلون، والتي تغطي جزءاً من مناطق عَيْشِ أشجارِ البَلوط والأرْز والصنوبر الحلبي والمَلّول والسّرو والقَطْلَب (القيقب) وغيرها. يسودها بشكل عام مناخ متوسطي، ويبلغ معدل الهطول المطري فيها حوالي 400 - 600 ملم سنوياً

مر على البلدة عدة حضارات، وهناك دلائل على إقامة الإنسان فيها منذ العصر الحديدي،[14] لكنها شهدت تطوراً ملحوظاً زمن الإمبراطورية البيزنطية أو ما يعرف بالإمبراطورية الرومانية الشرقية. يرتبط تاريخ البلدة بعشيرة العياصره التي تسكنها منذ عدة قرون، وأخذوا الاسم نسبة إلى "عيصره" وهي خِرْبة أثرية في الجزء الشمالي من ساكب، ويعود نسبهم إلى الرسول محمد

في القرن السادس عشر، كانت ساكب ثلاث قرى هي: ساكب وعيصره (خِرْبة في الجزء الشمالي من البلدة) وبِعْنَه "بِقْيَه" الفُوْقَا (خِرْبة أعلى الجزء الغربي من البلدة). كانت تسمى زمن الصليبيين بـ "سِيْسِبْ" وقد يكون هذا هو اسمها الروماني. إبّان مملكة بيت المقدس في القرن الثاني عشر، كانت ساكب تُمَثِّلُ الحدود الشرقية للمملكة مع الدولة السلجوقية في تلك المنطقة


اسم ساكب بالعربية هو اسم فاعل من الفعل الثلاثي "سَكَبَ"، وهو مأخوذ من سُكوب الماء حيث أنها "منطقة جبلية عالية تسكب مياه الأمطار والينابيع في الوديان.

وفي رواية أخرى أن الاسم مأخوذ من "السَّكَبْ" بمعنى الرصاص أو النحاس، لأن البلدة كانت مكاناً لسك العملة الرومانية. أو أن الاسم مأخوذ من المعنى الآخر للسَّكَب، وهو نبتة طيبة الرائحة تنبت في البلدة، أوراقها كأوراق الزعتر، وزهورها صفراء صغيرة، ورائحتها تشبه رائحة الفل.

أما أهلها "العياصره"، فقد أخذوا الاسم نسبة إلى خربة "عيصره" التي شكلت الجزء الشمالي القديم من ساكب ويقال للفرد منهم "عيصراني". وتعد عيصره أحد أقدم أحياء ساكب منذ القرن السادس عشر، وفيها عين دائمة الجريان يطلق عليها اسم "عين عيصره" وهي أحد ينابيع ساكب الرئيسية إلى اليوم.

التاريخ
برزت أهمية البلدة التاريخية منذ زمن بعيد، كما أنها وردت كجزء من الأرض المقدسة. وتعاقبت عليها عدة حضارات منذ العصر الحديدي، فالبلدة تحوي العديد من الخرب الأثرية التي تعود إلى عدة حقب زمنية. وعلى سبيل المثال، الخربة شمال الطريق من ساكب إلى عنجرة تحوي آثاراً من العصر الحديدي والبيزنطي والروماني. لكن الفترة منذ القرن الخامس الميلادي شهدت تطوراً ملحوظاً في البلدة من خلال العديد من الآثار البيزنطية. ومنذ عدة قرون يرتبط تاريخ ساكب بعشيرة العياصره منذ استقرار جدهم "وَهْدان" فيها، والذي أَعْقب ثلاثة أبناء شكلوا عشائر العياصره الخمس، وهم: عبد القادر (جد بني محمد وبني أحمد) وعبد الله (جد بني عمر وبني حمدان) وعبد الوهاب (جد بني علي).

العهد البيزنطي
أُسْتُدل على وجود حياة بشرية مستقرة في ساكب زمن الإمبراطورية البيزنطية أو ما يعرف بالإمبراطورية الرومانية الشرقية، وعُرفت البلدة آنذاك بأنها كانت مكاناً لسك العملة الرومانية، بالإضافة إلى كونها مركزاً لعصر الزيتون، ويستدل على ذلك من آثار لمعاصر الزيتون الرومانية والمدافن البيزنطية فيها.

الفتح الإسلامي
بعد الفتح الإسلامي لبلاد الشام، وخروج البلاد من سيطرة الإمبراطورية البيزنطية، لم يطرأ على ساكب الكثير من التغيير، ويعود ذلك إلى بعدها عن مركز الخلافة الإسلامية، وانشغال القادة بالفتوحات. إلا أنه يُعْتقد بوجود آثار لمسجد أموي قرب "عين أم جوزة" في الجزء الجنوبي الغربي من البلدة في بداية الوادي المؤدي إلى غور الأردن، وهي قريبة نسبياً من طبقة فحل مركز الجيوش الإسلامية، إذ تبعد عنها قرابة 37 كم. في بدايات القرن التاسع عشر، كان الرحالة والمؤرخ السويسري يوهان لودفيك بركهارت قد ذكر خِرْبَة أم جوزة الأثرية