شيخ إماراتي يصطحب أطفاله إلى مخيمات لجوء السوريين في الأردن

عمان 30 أيار (بترا)-"رغم ضيق الحال الاقتصادي إلا أن الأردن انتفض لاستقبال اللاجئين" بهذه الكلمات بدأ رئيس مجلس الشارقة للإعلام الشيخ سلطان بن احمد القاسمي حديثه حول تجربته هو وأبناؤه عند زيارته مخيمي الزعتري والأردني الإماراتي وما شاهده على أرض الواقع من جهود كبيرة.

وقال ان الأردنيين وقفوا جميعا لاحتواء أزمة اللجوء العربية السورية والتي نتج عنها مليون ونصف المليون لاجئ داخل المخيمات وخارجها ومد يد العون لهم.

وأضاف في مقال له ان الدولة الأردنية تعاونت مع ظروف اللاجئين والسماح لهم بإجازات خارج أسوار المخيم مقابل إجراءات لا تثقل على اللاجئ؛ للتخفيف عنهم ودعمهم في التواصل مع المجتمعات الخارجية وممارسة أعمال يعتاشون منها.

وتابع: "تجربة ثرية لي ولأبنائي للعيش مع اللاجئين وظروفهم" في رحلة إلى مخيمات اللجوء، لمشاركة أطفال المخيمات وقتاً من حياتهم اليومية، واستلهام ما في التجربة من المعاني العميقة والخروج بصداقات تجمع أبناءه بأطفال المخيمات، لما لهم من حق علينا في الدمج مع ابنائنا واستمرارية التواصل وبث السعادة في نفوسهم، وهم السابقون في العطاء.

وفي أول لحظة يدخل بها الى مخيمات اللجوء، يقول الشيخ القاسمي: "في أكبر مخيم لجوء في الشرق الأوسط وثاني أكبر مخيم في العالم استقبلني عبد الله ابن السنوات التسع بابتسامة مشرقة ونظرة حياة ترنو نحو المستقبل".

ويمضي في القول: ان عبدالله بدّد على الفور الصور المقلقة التي كانت في مخيلته عن أوضاع اللاجئين قبيل ذهابه إلى مدينة اللجوء المؤقت في منطقة الزعتري.

ويوضح أن عبد الله، واحد من آلاف الأطفال الذين اغتالت ظروف اللجوء الكثير من أحلامهم الصغيرة بعد أن كُفّنت ألعابهم وسلبت حقائبهم المدرسية وأخليت مقاعدهم الدراسية، فلم يعد "عبدالله" يغفو على حكايات الأطفال بل بات ينام على ذكريات وطن، ولم يعد يمتلك الا الإرادة والتحدي من أجل الحياة على أمل العودة القريب. وقال "حدثني عبد الله بنبرة واثقة عن طموحه وعن عائلته وزواج شقيقته الذي احتفلوا به في المخيم الآخر الإماراتي الأردني، وعن مخططاته المستقبلية يستبشر عبد الله متفائلا بجيل قادر على تطويع الظروف للسير قدماً بحياة طبيعية وبناء مستقبل أفضل".

ووصف القاسمي رحلته التي امتدت على الطريق الصحراوي المؤدي إلى مخيم يمتد على طرفي الحدود ويحتضن 80 الف لاجئ جعل منه واحداً من أكبر التجمعات السكانية الأردنية، حيث كانت تدور في مخيلته مفاصل حياة المهجرين والذين تحولت بيوتهم وأحياؤهم إلى ركام، ودفعتهم فجائع كثيرة لهجرة قسرية، وما ترتب على اللجوء من فوضى وما أصبح عليه أهل المخيمات من سوء الأحوال في صحراء مترامية بعد معاناة مع الألم بعيداً عن أرض الوطن.

وقال: "منذ دخول بوابة المخيم الرئيسة وجدت في مخيم الزعتري والمخيم الإماراتي الأردني ما يخفف من وطأة تبعات اللجوء، مشيرا الى ان ما وجده في المخيم، من صور التعايش بين المسلمين والمسيحين من مختلف الطوائف جمع هولاء اللاجئين في مشهد انساني على غنى النفس وحب العطاء.

ونوه الشيخ القاسمي بالمخيمات التي تخلو من الصراع، وتسير فيها الحياة بشكل منظم ما جعلها تتفوق على الكثير من المناطق الحضرية، بما فيها من أنظمة الكترونية متطورة تستخدم لتسيير الأعمال، والحياة والعمل والنشاط، ووجود العديد من الطلبة المتفوقين الذين تمكنوا من تحصيل درجات علمية في المراتب الأولى على مستوى جميع المدارس الأردنية وفق منهاجها التعليمي ليستحقوا بها منحا جامعية حصلوا عليها بعزمهم وحرصهم على بناء مستقبلهم وتحدي ظروف اللجوء.

وطالب بمراجعة الأفكار حول احتياجات اللاجئ التي لا يجب ان تنحصر بالأمور المادية فقط، داعيا الى النظر للاحتياجات النفسية والتواصل مع اللاجئين بشتى الطرق وبناء صداقات معهم لإمدادهم بالعزيمة ورفع معاناتهم والوقوف معهم حتى زوال محنتهم.