الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله الذي صبر أيام المحنة لما لهذا الإمام من المحبة ، والقبول ، والإجلال عند الناس جميعا ، وفي الأوساط العلمية خاصة ،

1- التعريف بنسبه رحمه الله :

هو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة ، وبعض النسابين يقدِّم ذهل بن شيبان ، وساق النسب إلى بكر بن وائل ، ثمَّ قال الذهلي الشيباني المروزي ، ثمَّ البغدادي أحد الأئمة الأعلام هكذا ساق نسبه ولده عبد الله ، واعتمده أبو بكر الخطيب في تأريخه وغيره ، ويلتقي نسبه بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في نزار بن معدِّ بن عدنان .

2- مولده رحمه الله :

قال الإمام الذهبي : " وكان محمد والد أبي عبد الله من أجناد مـرو مات شابَّاً ؛ له نحو ثلاثين سنة وربِّي أحمد يتيماً ، وقيل أنَّ أمَّه تحوَّلت من مرو ؛ وهي حاملٌ به رحمها الله ، ونقل أبو داود سمعت يعقوب الدورقي سمعت أحمد يقول : ولدت في شهر ربيع الأول سنة أربعٍ وستين ومائة .

3- نشأته رحمه الله :

نشأ يتيماً في حجر أمِّه ، ونقل صالحٌ عن أبيه أنَّه قال : ثقبت أمي أذني ، فكانت تصيِّر فيهما اللؤلؤتين ، فلمَّا ترعرعت نزعتهما ، فكانت عندها ، ثمَّ دفعتها إليَّ ، فبعتهما بنحو ثلاثين درهماً .


ثباته في المحنة في عهد المعتصم :ذكر ابن كثير في البداية والنهاية في ج10 / 345 ما جاء في محنة أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رحمه الله في أيام المأمون ، ثمَّ المعتصم ، ثمَّ الواثق بسبب قولهم في القرآن العظيم أنَّه مخلوق وما أصابه بسبب ذلك من الحبس الطويل ، والضرب الشديد ، والتهديد بالقتل ، وبسوء العذاب ، وأليم العقاب وقلة مبالاته بما كان منهم في ذلك إليه ، وصبره عليه ، وتمسكه بما كان عليه من الدين القويم والصراط المستقيم ، وكان أحمد عالماً بما ورد بمثل حاله من الآيات المتلوة والأخبار المأثورة .... " إلى أن قال : " قال الله تعالى : ) بسم الله الرحمن الرحيم * ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين ([ العنكبوت 1- 3 ] وقوله : ) واصبر على ما أصابك إنَّ ذلك لمن عزم الأمور ([ لقمان : 17 ] ثمَّ أورد حديث سعد بن أبي وقاص عند أحمد في مسنده من طريق ابنه مصعب بن سعـد عن أبيه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلـم : (( أي الناس أشد بلاءً ؟ قال : الأنبياء ، ثمًّ الأمثل ، فالأمثل )) " اهـ . قلت : وفي هذا الحديث بشارةٌ لأصحاب البلاء بوافر الأجـر وعظيم الذخر عند الله عز وجل حيث قرنهم بالأنبياء .