اذاعة عن الامير سلطان بن سلمان رائد الفضاء - مقدمة إذاعة عن اول رائد فضاء عربي مسلم


كود:
اذاعة عن رائد الفضاء العربي , اذاعة عن الامير سلطان بن سلمان , كلمة صباحية عن رائد الفضاء العربي , اذاعة الكون والكواكب , صور عن اسبوع الفضاء العالمي


شكّل انطلاق الأمير سلطان بن سلمان إلى الفضاء في 17 يوليو عام 1985م انطلاقة لعلاقة المملكة العربية السعودية بعلم الفضاء، فقد كان أول رائد فضاء عربي مسلم يتقدم الفريق العلمي الذي شارك في رحلة المكوك الفضائي "ديسكفري" في مهمة (إس تي إس جي 51)،ومكث في الفضاء 7 أيام وساعة واحدة وثمان وثلاثين دقيقة.

قصة العبور تلك لم تكن تتحقق، لولا فضل الله ثم الوازع الوطني الذي يختلج ذلك الشاب العاشق لروح التحدي والمغامرة، فلقد كتب رائد الفضاء العربي سيناريو الملحمة في "عقله"، ومثلها على "سماء الواقع" بقلبه ووطنيته وهمته، ليزاحم بجسده النحيل المغامرين والعلماء عبر مركبة "ديسكفري".

في تلك "الغزوة" الفضائية لم يكن "سلطان بن سلمان" يسير وحيداً؛ فخلفه "وطن" وأمة ودعوات وأمنيات، ينتظرون ثلاثاً لا رابع لها؛ ينتظرون العودة بالسلامة، ثم المجد فالتاريخ؛ وتحققت جميعها، لتأتي الغنائم تباعاً على الوطن، غنائم العلم والبحوث العلمية، والانضمام لأهل الفضاء والفلك.

في أثناء رحلته "الخالدة" تلقى الأمير سلطان بن سلمان الاتصال الهاتفي الشهير من ملك البلاد آنذاك الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود -يرحمه الله- قال له فيه: "إننا فخورون بأداء مهمتك الناجحة في الفضاء، ونتمنى لك عودة سعيدة"، فرد الأمير "آمل أن تتاح مثل هذه الفرصة في المستقبل لمزيد من الشباب العربي، وأن يكون في عملنا هذا خير للإسلام والمسلمين والأمة العربية جمعاء".

ذكرى عبور الفضاء
مع دخول هلال شهر رمضان المبارك كل عام تتجدد الذكرى لقصة العبور إلى الفضاء، فمع شروق شمس يوم الاثنين 29/ 9/ 1405هـ أشرقت شمس التاريخ على المملكة بعد أن انضمت لـ "عالمية" علوم الفضاء والرحلات المكوكية، عندما اختارت "عربسات" الأمير سلطان بن سلمان سفيراً للعرب في منتخب الاكتشاف "ديسكفري" الذي يضم 7 لاعبين، إضافة إلى السعودي الآخر "الاحتياطي" عبدالمحسن البسام.

الهدف من الرحلة
الرحلة الخامسة لـ "ديسكفري" إلى الفضاء كان الهدف منها نشر 3 أقمار صناعية للاتصالات، هي: عربي "عربسات"، ومكسيكي "موريلوس"، وأمريكي "تلستار"، وقمر صناعي أمريكي صغير للأبحاث والكشف عن "الثقوب السوداء"، وكذلك 6 علب أسطوانية صغيرة لأبحاث خاصة بأجواء الفضاء، وجهاز تسليط أشعة الليزر لتجربته ضمن برنامج "حرب النجوم"، وفرن لصهر المعادن، ومعدات خاصة بتجربة طبية فرنسية شارك فيها رائد الفضاء العربي، ومعدات خاصة لتجربة سعودية في الغاز المؤين للفضاء الخارجي.



الاستعدادات المبكرة
كان مقرراً انطلاق المكوك من مركز "كينيدي للفضاء" بولاية فلوريدا الأمريكية في تاريخ 17 يونيو 1985، ومكان الهبوط في قاعدة "إدواردز" الجوية بـكاليفورنيا، وبدأت الاستعدادات في وقت مبكر جداً بنحو عام كامل؛ شاركت من خلاله جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بفريق علمي لمساندة رائد الفضاء العربي وزميله، واستمرت مراحل الاستعداد باحترازات عالية وترتيبات منضبطة، وقبل ساعة الصفر بأسبوع توجه الطاقم إلى "الحجر الصحي" لقضاء المدة المتبقية في عزلة عن الناس خوفاً من التقاط عدوى بعض الأمراض كالأنفلونزا، وسمحت "ناسا" لكل رائد فضاء أن يدعو 6 من أقربائه وأصدقائه لزيارته، بشرط اجتيازهم للفحص الطبي، وقد اختار الأمير سلطان أخاه الأمير فهد بن سلمان -رحمه الله- وزميله الاحتياطي الرائد عبدالمحسن البسام وبعض أفراد فريقة العلمي.

وفي الثلاثة أيام الأخيرة تم نقل الطاقم غلى مركز "كينيدي" لمراجعة التفاصيل الفنية، وإجراء المزيد من الفحوصات الطبية، وقبل يومين من الانطلاقة أتيحت الفرصة للطاقم بالتصريحات الصحفية، وتقدمهم قائد الرحلة "براندستين"، وعندما جاء دور الأمير سلطان قال في جزء من تصريحه: ".. أشعر بالفخر أنا وزميلي الرائد البسام، ونحن نمثل 22 دولة عربية، وأتمنى أن تأتي شمس بلادي لتشرق هنا، وتصب أمطار أمريكا هناك حتى تتمكن الظروف المناخية من إقلاعنا في مهمة الحلم ".

الانطلاق والاختفاء
يوم الاثنين 29 رمضان 1405هـ، الساعة الآن تشير إلى الثالثة فجراً.. السماء صافية، وسرعة الرياح خفيفة، والقنوات التلفزيونية تنقل من مركز "كينيدي" وقائع اللحظات الأخيرة، حيث يتناول الطاقم وجبة الإفطار، بينما العربي المسلم "بن سلمان" ينوي السحور من أجل إتمام صيام الشهر، وفي المقابل ينتظر مئات الصحفيين والمراسلين، وكبار الضيوف في منصة تبعد 3 أميال عن منصة الإطلاق.

أوصدت أبواب المركبة، وأخليت مساحة في الحال حول منصة الإطلاق تقدر بـ 5 كلم من جميع العاملين، نظراً لقوة الدفع المتوقعة عند إشعال محرك المكوك.

في الساعة 7:33 صباحاً اشتعلت محركات المكوك وخرج منها لهيب أصفر أحاط به دخان أبيض كثيف من بخار الماء الذي كان مصبوباً على المنصة، ثم انطلق المكوك بدوي هائل سُمع على بعد 40 كلم من مركز "كينيدي"، وبعد مضي نحو دقيقتين اختفى المكوك عن الأنظار.

الوصول
بسرعة 28 ألف كيلومتر بالساعة، وعلى بعد 320 كلم، وبعد مضي نحو 45 دقيقة، استقرت المركبة في مدارها الفضائي، وتخلص الرواد من الأحزمة، وتحرروا من مقاعدهم وبدأوا بنشر الأقمار الثلاثة.

مرّت الأيام وهم يقومون بإطلاق الأقمار، وإجراء التجارب، حتى اليوم السادس الموافق 4 شوال حيث كان الملك فهد -رحمه الله- أول رئيس دولة غير أمريكي يجري اتصالاً هاتفياً مع مركبة فضائية، وقامت "ناسا" بتأمين الاتصال، وشاهدها الملايين عبر شاشة التلفاز السعودي، كما شاهدوا المحادثة التي جرت بين الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وابنه سلطان.

استغرقت مكالمة الملك فهد 10 دقائق، وجّه فيها رسالتين بالعربية والإنجليزية إلى رائد الفضاء العربي، تهدّج خلالها صوته، وكذلك الأمير سلمان.

العودة للأرض
في فجر اليوم الثامن 6 شوال أغلقت المركبة الفضائية أبواب عنبر الشحن استعداداً للهبوط، وأبلغ الطاقم غرفة مراقبة العمليات بأنهم حزموا أنفسهم من أجل "الانزلاق" وتم توجيه مقدمة المركبة للأسفل، وبالفعل انطلقت بعد إشعال محركين نفاثين، ثم هبطت من المدار ودخلت في محيط الغلاف الجوي، وأوقفت المحركين بعد دخول نطاق الجاذبية الأرضية، ثم بدأت المركبة تعتمد على نظام الطيران الشراعي، بعد ذلك عمل الطيار "كرايتون" سلسلة من المناورات فوق المحيط الهندي للهبوط بزاوية 58 درجة، من أجل تخفيض سرعة المركبة، وبعد ساعة من المناورات لامست المركبة أرض مدرج الهبوط في كاليفورنيا وأخذت تتهادى ناحية القاعدة البحرية، وتوقفت في نفس الزمن المخطط له، وأحاط بالمركبة الآلاف من المستقبلين.