قصة صورة "الطفل الباكي" التي انتشر في بيوت الفلسطينيين .. من هو صاحب الصورة وماذا يعمل الآن؟

قصة صورة "الطفل الباكي" التي انتشر في بيوت الفلسطينيين .. من هو صاحب الصورة وماذا يعمل الآن؟
15-09-2016





في أواخر الثمانينات ومطلع التسعينات وإلى الآن لم تخلُ جدران المنازل والمحلات الفلسطينية داخل فلسطين والشتات من هذا الملصق (البوستر) والذي يعتبر من أيقونات الإنتفاضة الأولى وإرثها المميز .

صورة الطفل الفلسطيني الذي يتوشح الكوفية الفلسطينية و يبكي بحرقة لاقت تعاطفا كبيرا مع الشعب الفلسطيني منذ 24 عاما الى الان وهو عمر هذه الصورة.

كيف بدات القصة

بدأت القصة عندما نشر الصحفي الفلسطيني محمود حريبات منشورا على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك :'هاظ الولد مكانش في بيت في فلسطين الا هالصورة موجودة فيها فتت اليوم ع دكانه في الحارة وصورته عشان نفسي أعرف مين هو وشو بعمل وين هو يلا يساعدوني' المنشورا لاقي تفاعلا كبير أوصلنا الى صاحب هذه الصورة وقصتها وهو يدعي باسل نصر نوفل التقطت له الصورة في مكان أثري في قرية رأس كركر برام الله.'

وبدات القصة كما يقول حريبات عندما سأل نفسه من صاحب الصورة وما قصتها أثناء تواجده بإحدى الدكاكين الذي يعلقها من منطلق الحس الصحفي ودوره بالكشف عن الحقائق و إكمال الصورة وخاصة انه هذه الصورة تعني الكثير لجيل كامل ، العثور على شخصية باسل ومعرفته هو المعنى الحقيقى لصحافة المواطن وفي مثل هذا الموقف هي الدليل في مساعدتك لتوفير للمعلومة وعليك كصحفي التحقق منها والاهم كذلك معرفة اين وصلت القصة.

وعن دور الاعلام الاجتماعي يؤكد حريبات ان وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت في الكثير من القضايا التي كانت تجمع ما بين الناس وخاصة أن بعض المنشورات قد تصيب المتابعين بالملل مثل هذه المعلومات تجذب المتابعين لحسابك للمتابعة بشكل مستمر.

يضيف حريبات تعتبر مواقع التواصل الاجتماعية الاداة الاساسية في معرفة الناس لهذه الصورة وحيثياتها ، بعد ان قمت بوضع هذه الصورة طلبت منهم مساعدتي في البحث عن حقائق حول هذه الصورة لمعرفتها ، في اقل من ساعتين تجند الاصدقاء في البحث عنها وتوصلنا لمعرفة صاحب الصورة .

من هو ؟ اسمه , قصة الصورة و التي حظيت بتفاعل جماهيري كبير، ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي تمكنا من التأكد من صاحب الصورة بعد إدعاء العديد انهم هم من في الصورة ، الصورة هي لباسل نوفل والذي يبلغ من العمر 26 عاما و التي التقطها آنذاك الصحفي خالد عمار من اريحا.

وعن تاثير هذه القصة ان البحث عن هذا الموضوع وتفاعل الناس والمعرفة ومساهمة الجمهور بخلق المحتوى يؤسس لثقافة جديدة بين الناشط والصحفي ودورا اضافيا لمواقع التواصل الاجتماعي.

اما صاحب الصورة فهو المصور الفلسطيني خالد عمار فيخبرنا بتفاصيل هذه الصورة عبر صفحته الشخصية بعد ان تم تزوير الصورة ونسبها لطفل من الخليل.

'قصة البوستر ' فلسطين الحبيبة كيف اغفو وفي عيني اطياف العذاب ' من شعر ابي سلمى . الصورة المكان راس كركر الزمان قبل 25 عام . المصور خالد عمار.

قصة الصورة

كان مجلس الطلبة في جامعة بير زيت في العام 1991 يسعى لمساعدة الطلاب الفقراء . وكنت استعد لاقامة معرضي الشخصي في الجامعة بالتنسيق مع الاخوة مجلس الطلبة .

فعرضت التبرع بطباعة هذا البوستر وتخصيص ريعه للطالب الفقير، كان الحديث عن حوالي عشرين الف شيكل، قمت انا واخي وديع نوفل وهو محامي اليوم بالبحث عن الكلمات التي تتناسب مع هكذا بوستر، فجاءت من اخي وديع وهي كلمات من قصيدة للشاعر ابي سلمى، كانت اوضاعنا المادية صفر.

وتوجهت لمطبعة حجازي التي كانت في وسط البيرة في شارع القدس بالقرب من الحسبة، والتقيت بالمرحوم حجازي رشيد صاحب المطبعة وهو شخصية وطنية وله بصماته في العمل الاجتماعي وقد كان رئيسا لبلدية دير دبوان، وما أن عرضت الفكرة حتى سبقنا رحمه الله بانه سيطبع البوستر مجانا كتبرع لمساعدة الطلبة الفقراء .

فدخلت الصورة بعد تصميمها الى الطباعة وبعد يومين كانت في معرضي داخل حرم جامعة بيرزيت، المفاجأة أنه في اليوم الاول تم بيع 5 آلاف نسخة وتوفير المبلغ المطلوب، ثم تم طباعة البوستر مرات ومرات لصالح المجلس . ورفضت ان اقتطع اي نسبة لي، وما لبث ان انتشر البوستر في كل ارجاء الوطن واخذ البعض يقوم بطباعته بدون ان يحمل اسمي اي تزويره، وبقدر تاثري بغياب حقوق الملكية بقدر ما كنت سعيدا' لان ارى هذا العمل الذي يحمل رمزية فلسطينية في كل مدينة وقرية ومخيم وبيت.

ويضيف :'حتى عندما سافرت للخارح كان منتشرا في اليونان وايطاليا وامريكا وهولندا وفرنسا وتركيا والاردن ومصر ولبنان والسعودية والامارات، هنا رايته كما وسمعت انه وصل الى مختلف انحاء العالم.'

وتابع :'اليوم بقي ان نعرف ان باسل وهو بطل البوستر كبر اليوم واصبح يحمل الشهادة الجامعية وانخرط في وظيفته في المعابر ليساهم في بناء فلسطين وكم اشعر بالسعادة وهو يهاتفني ويتحدث الي وقد شاءت الاقدار ان يعمل في مدينتي اريحا '.

أما بطل هذه الصورة وهو الشاب باسل نصر نوفل الذي يبلغ من العمر الان 26 عاما من قرية راس كركر يحدثنا عن ذكرياته بهذه الصورة ان الدموع في الصورة كانت من رهبة الكاميرا حسب ما حدثه والده ، الصورة انتشرت بشكل كبير في تلك الفترة وبالرغم من انتشارها الواسع فالجميع كان يعتقد انها لطفل والده استشهد وليس له ، باسل عندما كان يرى هذا البوستر كان يوضح لهم انه والبعض لم يكن يصدق ، التقطت له الصورة وهو يبلغ من العمر سنتان فقط .

باسل يعمل الان في الإدارة العامة للمعابر والحدود بقسم الاعلام والمفارقة الاجمل انه مازال يحتفظ ببيته في هذه الصورة.