سلوكيات خاطئة تُفسد الصيام وتخدش المشاعر

سلوكيات خاطئة تُفسد الصيام وتخدش المشاعر
19-06-2016




مع بدء العد التنازلي لرحيل «شهر رمضان « فان ثمة مخالفات يرتكبها البعض تنال من حرمة الشهر الفضيل، منها: المجاهرة في إفطار نهار رمضان، وخصوصاً تناول السجائر.
رغم أن الدولة تمنع المجاهرة في الإفطار بالشارع العام، وقد توقع عقوبة الحجز الإداري بحق المخالفين، إلا أن المخالفات والإنتهاكات تقع، جهاراً نهاراً، دون الأخذ بالحديث الشريف» إذا بُليتم فاستتروا».

ولم يقف الحال في هذا الشهر عند هذا الحد، بل ذهب إلى أبعد من ذلك؛ فيلجأ البعض إلى التلفظ بألفاظ نابية، مع عصبية مفرطة، لأتفه الأسباب، وأحياناً لا ترقى الشتائم لقيمنا وعاداتنا وديننا.
وما أن يفطر الصائمون، فإن البعض يتوجه مباشرة، إلى الخيم الرمضانية، ومنهم من يتابع برامج القنوات التلفزيونية، ولا يعيرون بالاً إلى أن اكتمال الصيام بالدعاء لله، وبالصلاة خاصة (التراويح) حيث بدأت الجموع تقل شيئاً فشيئاً، بعد أن كانت المساجد تعج بالمصلين في بداية شهر رمضان.
ويعزو إمام احد المساجد في عمان هذه الظاهرة الى عدم اعتياد الناس على ارتياد بيوت الله، غير أنهم يحبون ان يؤدوا الطاعة لله وحدة، سواء كان ذلك بالصوم أو الصلاة.
ولفت الإمام الى أن المولات والسهرات الرمضانية، والعزائم، فضلاً عن المسلسلات التلفزيونية، أسباب رئيسة في تدني نسبة المصلين في المساجد، وإننا بحاجة ماسّة الى أن نحاور هؤلاء، حواراً عقلانياً، هادئاً؛ نبين فيه فضل صلاة التراويح في المسجد، ومدى أهميتها نسبة إلى الإلتزامات التي يفرضها الشخص على نفسه في رمضان.
أما السيجارة فأصبحت سبباً لعدد كبير من المدخنين ان يظهروا أمام الناس بعصبية، ومنهم من يفتعل المشاجرات وخصوصاً في الشارع وأثناء قيادة السيارة، ولعل المشاجرات التي وقعت في العديد من المناطق كانت أسبابها السيجارة.
وتقل نسبة الإنتاجية للمدخنين العاملين الى اكثر من 50 بالمئة، مقارنة بغير المدخنين، كما ان العديد من مدمني السجائر، يفضلون الحصول على إجازات من العمل لأنهم غير قادرين على العطاء والإنتاج، وهم يعدون الدقائق والثواني انتظاراً لبدء الإفطار، وكثير منهم يفطر على سيجارة.
الجهات الرسمية حذرت من مغبة انتهاك حرمة شهر رمضان المبارك سواء بالجهر بالإفطار أو اقتراف سلوك مخل بالآداب العامة وتناول الكحول وفتح المطاعم خلال نهار رمضان .. الخ.
علماء الشريعة الإسلامية يؤكدون، إننا بحاجة الى تعزيز القيم النبيلة في مجتمعاتنا، وذلك عن طريق الحملات الإعلامية، والدعائية، التي تبين حرمة شهر البركات، والنهي عن اقتراف المحرمات.
ويرى عدد من الصائمين ان المقاهي، سبب رئيسي في سحب رواد المساجد، إذ ان «النرجيلة» أصبحت سمة أساسية من سمات الشهر الفضيل، وأن ثمة من يقبل عليها بنهم شديد، وكأنها جزء اساسي من المواد التي يجب تناولها بعد وجبة الإفطار، رغم ما تُحدثه من خطر كبير على الصحة.
أيضاً أغلاق الشوارع للتسوق، وخاصة عصائر رمضان، سلوك مذموم؛ وهو يتنافى مع قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – «إماطة الأذى عن الطريق صدقة» فكيف إذا أغلقنا الطريق متعمدين.
أئمة المساجد تنبهوا للإزعاج الذي يتسبب فيه بعض المتسولين للمصلين في المساجد، فيعمدون إلى نصحهم بالإبتعاد ولا يسمحون لهم بذلك، في الوقت الذي يقومون فيه بدراسة أحوال بعض الأسر، التي تأتي لأخذ نصيبها من الصدقات.
ثمة مخالفات تُرتكب بقصد أو عن غير قصد، وهي الولائم العملاقة التي يُلقى بثلثيها في حاويات القمامة، بدل ان تعطى للفقراء الذين لا يجدون قوت يومهم وان توفر لهم ما يفطرون عليه فهو لا يتجاوز الشاي والخبز وأحيانا قلاية البندورة.
ويُحرّم الإسلام الإسراف في الطعام، والتبذير في إنفاق المال على غير وجوهه الشرعية.. مصداقاً لقوله تعالى.» ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط».
لا بد من مراجعة حقيقية لبعض السلوكيات، والتخلص منها، فهي طقوس غريبة تفسد علينا الصيام، وتحرم الكثير من الأجر والثواب؛ ويجب أن يكون الشهر الفضيل مدرسة حقيقية في التحابب فيما بين الناس، ورسم البسمة على الأطفال المعوزين، بكسوتهم وأطعامهم، وإغاثة الملهوف!!