خبراء ينادون بجعل مرحلة رياض الأطفال إلزامية كمدخل للإصلاح التربوي

خبراء ينادون بجعل مرحلة رياض الأطفال إلزامية كمدخل للإصلاح التربوي
27-05-2016






يعتبر خبراء أن عملية الإصلاح التربوي تنطلق أساساً من تحسين مدخلات التعليم في المراحل التعليمية الابتدائية (الأساسية)، مؤكدين أن تحقيق هذه الغاية، يقتضي جعل مرحلة رياض الأطفال إلزامية على السلم التعليمي، بحيث تسبق التعليم الأساسي.
وتعد مرحلة رياض الأطفال الركيزة الأولى لتأسيس قاعدة التعليم للمرحلة الابتدائية، لأن إنجاز الطفل في 'الابتدائية' يعتمد على رصيده المعرفي والمهاراتي والسلوكي الذي اكتسبه في رياض الأطفال.
كما تعتبر أساسيات التعلم التي يكتسبها الطفل في مرحلة رياض الأطفال، مؤثرة بشكل كبير على زيادة النمو الاقتصادي في الدول التي تولي تلك المرحلة اهتماما كبيرا.
ووفق إحصاءات رسمية بلغ معدل الالتحاق بالمرحلتين الأولى والثانية لرياض الأطفال 38 ٪ عام 2015، وهي نسبة متدنية مقارنةً بمتوسط البلدان ذات الدخل المتوسط.
ويشكل الأطفال دون سن الخامسة الفئة العمرية الأكبر في الأردن، وعلى الرغم من البحوث الدولية التي تظهر أن الاستثمار في هذه المرحلة العمرية يدر عائدات أعلى بكثير من الفئات العمرية الأخرى، غير أن الغالبية العظمى من هؤلاء الأطفال لا يتلقون خدمات خاصة بالطفولة المبكرة.
وفي هذا الصدد، قالت مديرة إدارة الطفولة المبكرة في وزارة التربية والتعليم الدكتورة عالية عربيات، إن الوزارة تدرك أن الاستثمار في رعاية وتنمية الطفولة المبكرة يعمل على تحسين مدخلات العملية التعليمية والتربوية التي من شأنها تحسن من جودة التعليم.
وأضافت عربيات أنه ونتيجة لإدراك الوزارة لأهمية هذه النقطة، شرعت بتنفيذ خطط وتفعيل شراكات مع جهات داخلية وخارجية لدعم الوزارة في عملها بتحويل الأنشطة من الجانب النظري إلى العملي، إضافة إلى تطوير مهارات الطلبة وذويهم والعاملين في مجال الطفولة المبكرة.
وأشارت إلى أن مرحلة الطفولة المبكرة تميز الأردن عن غيره من الدول العربية المجاورة، لأنها تحظى برعاية ملكية سامية من قبل جلالة الملكة رانيا العبدلله، التي أوعزت عام 1999 بتشكيل فريق مختص لتطوير استراتيجية تنمية الطفولة المبكرة.
وقالت إن الوزارة عقدت في الأول والثاني من آب (أغسطس) 2015، مؤتمر التطوير التربوي، الذي أوصى بأن تصبح مرحلة الطفولة المبكرة إلزامية ضمن السلم التعليمي.
وبلغ عدد رياض الأطفال الحكومية في العام الدراسي 1999/ 2000 نحو 15 روضة (KG2) أنشئت في المناطق النائية والأقل حظا.
ولفتت عربيات إلى أن الوزارة، وضمن اهتمامها بمجال الطفولة المبكرة، خصصت محورا خاصا للطفولة في مشروع تطوير التعليم نحو اقتصاد المعرفة (إيريفكي).
وبينت أن الهدف من رياض الأطفال هو تخريج أطفال ملتزمين في جميع الجوانب الشخصية والجسمية والروحية والاجتماعية والعقلية.
وأشارت إلى أن الوزارة، وإدراكا منها لأهمية هذه المرحلة، عملت على رفع كفاءة العاملين في قطاع الطفولة من مشرفين ومعلمين ومديري مدارس، وأخضعتهم لبرامج تدريبية.
ولفتت إلى أن الوزارة أفردت جانبا في رياض الأطفال للعمل مع الأهل، وأن هناك ثلاثة برامج يتم العمل مع أولياء الأمور، من خلالها، الأول يتيح لهم المشاركة في مرحلة الروضة والصفوف الثلاثة الأساسية الأولى، وتقوم فكرته على جعل الأهل شركاء في تعليم أبنائهم وتربيتهم، من خلال استدعاء ولي الأمر قبل بداية العام الدراسي لتعريفه بالروضة ونظامها والمناهج، وما سيتعلمه الطفل، وتخصيص موعد محدد له لمشاركة المعلمة في العملية التعليمية.
ووفق إحصائية رسمية حصلت عليها 'الغد'، تبين أن 51 % من الأمهات 'لا يقمن مطلقاً بإجراء أي أنشطة فنية أو حرفية مع أطفالهن'.
وبينت الدراسة المعنية بالمدارس، التي نفذها البرنامج الدولي لتقييم الطلبة العام 2012، أن مشاركة الآباء في المدارس 'غائبة إلى حدٍ كبير'، حيث إن 76 % من الطلاب ملتحقون بمدارس تعتبر فيها مشاركة أولياء الأمور قليلة جدا، في حين أن 24 % فقط من الطلاب يلتحقون بمدارس تعنى بمشاركة الآباء لتحقيق التحسين المدرسي.
وفيما يخص البرنامج الثاني، فيتمثل بالتوعية الوالدية، هو برنامج شامل يحتوي على مواضيع متنوعة كثيرة.
أما البرنامج الثالث فيتمثل برفع استعداد الأطفال للتعلم.
وقالت عربيات إن نتائج تحليل الامتحان الذي تطبقه الوزارة بشكل عشوائي على طلبة الصف الأول الأساسي كل ثلاثة أعوام، أظهر أن الأطفال الذين التحقوا برياض الأطفال، كان لديهم استعداد للتعلم يفوق أقرانهم من الأطفال الآخرين.
وشددت على أهمية القراءة للأطفال في هذه المرحلة، باعتبارها تساعد في بناء شخصية متكاملة للطفل، وتلبي جانبا من حاجاته الجسمية والعاطفية والأخلاقية والاجتماعية، وتعزز رغبته في البحث عن المعرفة، وإثراء الحصيلة اللغوية لديه، وزيادة القدرة على القراءة والاستيعاب، وتمنحه المتعة وتعمق من أواصر المحبة بين أفراد الأسرة، خاصة عندما تقرأ له أمه أو أبوه.
وبين استبيان لمؤسسة الملكة رانيا للعام الحالي، أن 40 % من الأمهات الأردنيات 'لا يقرأن لأبنائهن'، على الرغم من أن البحوث تظهر أن الأطفال الذين تتم القراءة لهم، هم في الغالب أكثر قدرة على التعرف على 10 أحرف من حروف اللغة العربية مع بلوغهم سن الخامسة.
كما أظهر الاستبيان أيضا أن 65 % من البيوت لا تحتوي على كتب تناسب أعمار الأطفال في العائلة.
من جهته، أكد عضو لجنة تنمية الموارد البشرية رئيس مجلس إدارة البريد الأردني وإدارة شركة توزيع الكهرباء سمير مراد، أن عملية تطوير مرحلة الطفولة المبكرة تعد جزءا أساسيا من الموارد البشرية.
وقال مراد إن جلالة الملك عبد الله الثاني أوعز بتشكيل لجنة لإعداد استراتيجية وطنية كاملة لتنمية الموارد البشرية من مرحلة الطفولة إلى سوق العمل.
وأشار إلى أن هناك حقائق علمية تفيد أن الطفل في سني عمره الأولى تبدأ شخصيته بالتكون، كذلك أسلوب تفكيره، ولذا يجب أن يكون هناك اهتمام كبير بمرحلة رياض الأطفال.
ودعا إلى جعل مرحلة رياض الأطفال إلزامية، حتى لا تذهب السنوات التي تسبق المدرسة هدرا دون إحداث أي تطوير لشخصية الطفل وتنمية مهاراته اللغوية والاجتماعية.