زواج "النت".. بين الفشل والنجاح

زواج "النت".. بين الفشل والنجاح
22-05-2016





تباينت آراء شباب ومختصين حول فكرة الزواج من خلال مواقع الانترنت.
وفي حين يعارض كثيرون هذه الفكرة، مستندين إلى أن مثل هذه العلاقة تنتهي بالفشل بسبب الشك وانعدام الثقة بين الطرفين، لا يجد آخرون ما يمنع ذلك، في ظل ارتفاع نسبة البطالة والفقر وارتفاع تكاليف الزواج.
دائرة الافتاء العام وحسب فتواها رقم 582 تقول انها لا تحبذ سلوك طريقة التعارف عن طريق مواقع الانترنت لاجل الزواج لما فيها من مخاطرة.
وتذكر الفتوى ان مواقع الإنترنت التي تعتني بتوفير فرصة التعارف بين الشباب والفتيات لغرض الزواج على نوعين:
الأول: مواقع ملتزمة بالضوابط الشرعية والأخلاقية، يحرص القائمون عليها على أقصى درجات الحذر من الفاسدين المغرضين: فهذه لا حرج من الاشتراك فيها، والاستفادة منها.

والثاني: مواقع غير ملتزمة بالضوابط الشرعية، لا تحفظ حرمة المعلومات الواردة إليها، ولا يُعرَف القائمون عليها بالدين والأمانة فهذه يجب الحذر منها، ولا يجوز الاشتراك فيها.
ولا يحبذ الجامعي محمد ايوب «مثل هذه العلاقة» التي، يؤكد، أنها «تنتهي بالفشل بسبب الشك وانعدام الثقة بين الطرفين».
ويوافقه الرأي الثلاثيني اياد البنا ويقول «من خلال تجربتي تعرفت على فتاة عن طريق الانترنت وتقدمت لها وتزوجتها، لكن للاسف امضينا سنة فقط، ومن ثم حدث الطلاق بسبب عدم الثقة».
ويضيف «كنت دائما بحالة قلق خاصة عندما تجلس على النت تبدأ الشكوك تدور وانتهت بالطلاق والان انا متزوج من خمس سنين الحمدلله تكلل زواجي بولدين وتم زواجي عن طريق الاهل واعيش بسعادة وثقة ومطمئن القلب».
وتروي الشابة ايمان (...) تجربتها مع «تعارف النت» وتقول «تعرفت على شاب عن طريق النت وكانت نيتي الزواج لكن للاسف الشاب استغل طيبتي بطريقة غير صحيحة وتعرضت للابتزاز وعشت بمشاكل مع اهلي اربعة شهور وانا أعاني القلق والخوف لكن احمد الله انها انتهت على خير وكانت تجربة قاسية ولن اكررها».
وتخالفهم الرأي الجامعية مها صبري، وتؤكد «ساتزوج عن طريق النت عندما توجد نية الزواج, واجد المواصفات التي اريدها».
بدورها تؤكد ربة البيت آية كريم نجاح تجربة زواجها عن طريق النت، وتقول «بعد سنتين من الزواج نحن متفقان مع بعضنا ولدينا ولد».
دكتور الارشاد النفسي محمد ابوشوك يرى ان الزواج والتعارف عن طريق المواقع المعروفة على شبكة الانترنت تؤدي في معظمها الى فساد صفو العلاقة وقد تبدأ بريئة وتنتهي بغير ذلك، وان حدث تواصل وتعارف عن طريق الانترنت وبالفعل تكلل هذا التواصل بزواج شرعي فبعد فترة من الزواج، سيتضح اشياء لم تكن مدروسة وواضحة، مما يؤدي للانفصال او زعزعة العلاقة.
ويقول «الزواج عبر النت يزرع بذور الشك بعد الزواج لسهولة التعارف من جديد على هذه الشبكة فافضل طريقة للتعارف هي رؤية الخاطبين وجها لوجه وفي مكان واحد وظروف واحدة ما يجعل الشخص يربط الشكل بالصوت وبالافعال حتى تكتمل صورة من سيكمل معه مشوار الحياة».
ويضيف «لا احبذ هذا النوع من التعارف الا اذا كان في البداية في منطقة واحدة وسهل التواصل مباشرة معه «اي تكون بداية التعارف لكسر الحواجز فقط وان لا تتطور لبوح المشاعر».
استاذ علم الاجتماع حسين محادين يقول ان التكنولوجيا وسيلة اتصال متعددة العناوين قد ساهمت في زيادة مساحة الحرية الفردية للمتعاملين بها من الفردين وبالتالي اصبحت القيم الفردية بين اي متصلين هي القاعدة والركن الاساس في بناء هذه العلاقات».
ويوضح «ان رغبة وتفضيلات الشاب والفتاة في الآلية التي يراها مناسبة لاتمام عقد زواج او صداقة هي التي تنطلق منها الحالات البسيطة في مجتمعنا».
ولعل ما يؤكد ذلك، وفق قوله، ان التواصل بين الطرفين عبر الاتصالات التكنولوجية هو بحدود سجلها الخاص على هذا الموقع وذلك في حال اتمامهما للزواج كعقد شرعي او مدني فليس هنالك من يسألهما عن كيفية تعارفهما مما يجعل امكانية حصر او احصاء مثل هذه الحالات ضعيفا جدا.
ويرى محادين أنه «من المبكر ان نتكلم عن نجاح هذه الطريقة في غياب الاحصاءات او لمعرفة دقيقة لهذه الطريقة يقود الى التأني في اصدار الحكم».
من جهة اخرى يقول محادين «نلمس من خلال المعايشة؛ تأخر سن الزواج بين الشباب والشابات وفكرة الاسرة كانت لفترة طويلة تشغل هواجس الشباب بين الجنسين قد تراجعت الى حد كبير بسبب وجود الانفتاح الاجتماعي».
ويصل إلى أن لجوء الشباب الى الزواج عبر النت بسبب ارتفاع نسبة البطالة والفقر وارتفاع تكاليف الزواج كلها عوامل تحد من الزواج التقليدي، لذا «يجب زيادة حجم التوعية من الاستخدام الخاطئ لوسائل التكنولوجية وتحذيرهم من عملية الاحتيال والنصب، وتقليل تكاليف الزواج».
ثامر العوايشة خبير التواصل من خلال الانترنت ينوه إلى ان الزواج عن طريق الانترنت بدأ مع تطور التكنولوجيا والانترنت مثل «الشات، والماسنجر، وبرامج الاتصالات بالواتس اب»، وبالتالي بدأت عمليات التواصل وهذا تطور طبيعي فتحولت من الخاطبة على ارض الواقع الى التواصل من خلال الانترنت.