احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الاستاذ علي هزايمه كتاب حكايات الزمن الجميل

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon Mar 2010
    المشاركات
    195
    معدل تقييم المستوى
    15

    الاستاذ علي هزايمه كتاب حكايات الزمن الجميل

    الحكايات الشعبيــة.. وعظ وتسلية بأكثر من لغة عالميـة

    الحكاية الشعبيّة هي عمل أدبي يتم نقلها من جيل إلى جيل شفهياً وبذلكً فإنّه يتغير نتيجة هذا التناقل وهذا سبب تغير الحكاية من جيل لجيل و من فرد لاخر ، كنتيجة طبيعية لهذا التناقل الشفوي الدائم و الحكاية نص شبه ثابت ، أي أن هناك قسم ثابت و اخر متحول يتغير بحسب ظروف الراوي أو العصر الذي يعيش فيه ، قد تكون الاحداث الملقاة واقعية أو خيالية بشكل نثري أو شعري ، لجذب انتباه المستمعين أو القارئين ، لا يعرف عادة مؤلف نص الحكاية ، و تستند الحكاية لوقائع قد حدثت بالفعل و اكتسبت نوعا من البطولة

    الحكاية لها أهمية كبيرة ، حيث تسهم في خلق روح الإبداع عند الأطفال تحديدا في مراحلهم المبكرة كما تزيد الثروة المعرفية في العقل البشري / و تلعب دورا كبيرا لتوفير الحلول و الأفكار اللازمة حين تعرض الإنسان لمشكلة ما و تلعب أيضا دورا مهما لإيصال فكرة الكاتب للقراء بشكل غير مباشر - زيادة الثروة المعرفية لدى العقل الإنساني . - تساهم و تلعب دور كبير لتوفير حلول و أفكار إذا تعرض الإنسان لأي مشكلة . - أحد الوسائل المهمة لتوصيل فكرة معينة بطريقة غير مباشرة .
    كم من قصص مرت عليكم في حياتكم تذكرون تفاصيلها.. في الطفولة أو الشباب ، في المدرسة أو الشارع ، مع الجيران وزملاء العمل.. الكون كله يحيط بكم بقصصه التي لا تنتهي.. اكتبوا لنا قصصاً جميلة من الماضي.. ازرعوا قيمة، انشروا فكرة، ارسموا لنا ابتسامة رقيقة على الشفاه ، أو حتى دمعة حارة لا بأس ولكن بدون صراخ حتى نبتعد -ولو قليلاً- عن صخب الواقع الذي نعاينة صباح مساء.. اكتبوا عن ذكرياتكم المضيئة ، عن أحلامكم الرائعة ، عن مواقف أو غرائب.. اجتهدوا -ما استطعتم- في صياغتها، مع الوقت ومداومة القراءة والكتابة ستجدون معنا الفرق..
    فهي تلبيه لحاجةٍ معرفية تثقيفية جماعية وقد توارثت الجماعة حكاياتها لتؤدى وظيفةً تربويةً تعليميةً وعظيـةً، فقصُ الحكايات من الوظائف الثابتة في المجتمـع، فدون كل عناصر الثقافة الشعبية، تتميز الحكايات الشعبية بسلوك شعبي مُمارس ومتعارف عليه في أغلب الأمم وفي مقدمتها الأمة العربية.
    وفد اخترت لكم مجموعه شيقه من حكايات الزمن الجميل مجموعة تحتوي 15 عل جزئينمن 112 جكايه كتبت بأسلوب رشيق وشيق يجذب قارئه بسلاسة القص وروعة الصور ومتانة الحبكة لأحداث خرجت عن محدودية المكان وانطلقت الى آفاق رحبة تغطي مفاصل حياتية هامة من واقعنا المعاش على مساحة وطننا العربي. ولعلها تكون ارشيف لاجيال الغد الذين لم يمروا في ملامح الزمن الجميل وحنى لايضيع ارثنا الغالي
    فهرس القصص-الجزء الاول فهرس القصص الجزء لثاني
    الرقم اسم القصه الرقم اسم القصه
    1 باع ابنته من الجوع 52 مطارده"
    2 ساعة واحدة •
    53 قصة حمده"
    3 ‏6‏ ساعات •
    54 قصة حمده"ج2
    4 إن ربك بالمرصاد..؟؟ 55 مذكّرات قط"
    5 هدية العلبة ..؟؟ 56 حلّ القير
    6 اسطورةطائرالرخ"العنقاء"..؟؟ 57 انشاء انجليزي
    7 هارون الرشيد والصبيه 58 الشَحْنِيّه "
    8 قصه هيا بنت عياده الحربي 59 امل و خيبة"
    9 الجار الخائن 60 بطلون شماشير"
    10 المراه ودابة لبحر 61 الباص السريع"
    11 الرزق الحلال 62 ...تعليلة ... صينيه"
    12 سجون الوهم ..؟؟ 63 عشان اوكل حلو
    13 أحمد والبطة وسلمى..؟؟ 64 ابو الشلاطيف
    14 الشاب والحليب 65 جرّة ذهب"
    15 الافعى والنجار 66 فص الميكانيك"
    16 نجيه وزجها.... 67 يا عصاتي تِرَندَحيلُه"
    17 ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï؛¯ï»§ï»œï»² والروماني 68 زغاليل"
    18 يا ذيب ياللي جرصوت عوا به 69 احمد ... و الثلج"
    19 حكمة عجوز 70 يمّه بَداله"
    2 لا تقطع أذنك�� !!!!!!!!! 71 لحم الناقه
    21 حذاء العامل 72 الطُشّي"
    22 وزن الكاس 73 قلادة ذهب"
    23 هند والحجاج 74 هون ... و هناك
    24 عـنترة في عصر الكمبيوتر 5 افرهول جديد"
    25 مكافأة الكرام 76 فراط الزيتون"
    26 الشاب الضرير 77 قرّيص جاج
    27 حذاء الرئيس 78 علي"
    28 هكذا تركناك خلف ظهورنا!! 9 ريتا ... ظ،"
    29 ستين من ستين 80 ريتا ... 2"
    30 تهادوا تحابوا 81 الاحول"
    31 كوني متفائلة 82 دلّع كرشك"
    32 خلي وطنيتك تنفعك " 83 طوط و عيد"
    33 الشيخ علي الجرجاوي 84 موسم الدواحل"
    34 مالك عوف بن مالكالأشجعي 85 اضحيه
    35 ï؛*ï؛³ï؛ژï»ںï؛” ï؛‡ï»ںï»° ï»›ï»‍ ﻣï؛کï؛°ï»*ï؛ںة 86 تفاح خشّابي"
    36 بكم تبيع صاحبك؟! # 87 فكّة ريق "
    37 الاعرابي والاصمعي 88 عليوه سقط"
    38 كيد النساء 89 اسود و ابيض"
    39 اهل الاحسان 90 بطيخ رِجْعي"
    40 اليقين الصادق 91 سيارة جب"
    41 /ذكاء مالك واجتهاد الشافعي والرزق ...!!!! 92 نص انصيص ... ظ،"
    42 فقاعات غليان!. 93 نص انصيص ...2"
    43 العجو زوالقط 94 نص انصيص ... 3"
    44 الوصيه 95 حب و حرب"
    45 ابو نيتين 96 "اذكياء و لكن ..."
    46 ‏قصة_الليلة‬ باب الجنة والنار
    97 ذكياء و لكن ... زفاف"
    47 بين الحانه والمانه 98 اذكياء و لكن ... مثلي مثلك"
    48 فصاحة علام الغلام والحجاج 99 ذكياء ولكن ... آخر المشوار"
    49 التاجر اليهودي وتجارة الحمير 100 المجانين اولاد ناس"
    50 نصيحة ببعير 101 هوشه"
    51 لمن كتب الله له الهداية 102 حكايه بوجهين"
    103 حُسن الجوار" 104 خاثر"
    105 بياع صبر" 106 افراح " ... 1
    107 افراح " ... 2 108 افراح " ... 3
    109 لعبة منقله" 110 نشامى"
    111 الحرب العالميه الثالثه" 112 مطارده"







    من رواة القصص
    الا ستاذ عمر قديست ابو صهيب
    الشيخ ماجد سليمان البلوي
    محمد بن عبد العزيز الخضيري
    ابراهيم عبدالعزيزالمغربي
    د. عبد الكريم بكار
    عادل مناع
    محمد شوكت الملط
    أبو مهند القمري
    أحمد خالد العتيبي

    مع تحيات الاستاذ علي هزايمه




    محمد بن عبد العزيز الخضيري
    1- باع ابنته من الجوع
    بسم الله الرحمن الرحيم

    حدثني شيخنا د/ يحيى بن إبراهيم اليحيى عن رجل يعرفه قال: رأيت رجلاً من جيراننا يوماً بعد صلاة العصر يقف عند صندوق القمامة ثم مدّ يده وأخذ شيئاً وأدخله بيته، قال : ففزعت لما رأيت بجاري وقلت لعله محتاج وأنا لا أعلم، فعزمت على زيارته والتعرف على حاله وسؤاله عما رأيت منه.

    ولما زرته رحب بي ورأيت منه حالاً حسنة وغنى ظاهراً فسألته عما شاهدته، فقال : لقد رأيت طعاماً في القمامة صالحاً للأكل فتأثرت لرميه وآثرت أن آخذه وأكرمه عن أن يوضع في هذا المكان المهين.

    ثم قال: لقد مر بي من الجوع شيء عظيم لا طاقة لأحد به وعاهدت الله على أن لا أرى طعاماً إلا أكرمته، وأن لا أترفع على طعام مهما كان حاله، واسمع قصتي:

    مرت بي سنة وأنا بمكة أصابني فيها فقر عظيم ولم يكن عندي حينها عمل وكانت لي زوجة وابنة، وكنت أخرج من الصباح أبحث عمن يؤجرني أو يستعملني أو يعطيني شيئاً فلا أجد فآوي إلى بيتي وليس بيدي شيء فأجد زوجتي وابنتي ينتظران قدومي لعهما يجدان بيدي شيئا يرفع عنهما ألم الجوع، ومرت بنا ثلاثة أيام لم يدخل أجوافنا شيء، ففكرت في أمري فانقدح في ذهني أمر لا يخطر ببال حر ألبتة ، ثم لم ألبث أن فاتحت به زوجتي، قلت لها: حتى متى نبقى ونحن ننتظر الموت !!. والجوع قد أقضّ مضاجعنا وأرهق أبداننا وهذه ابنتنا أقلّ منا صبراً، فإن رأيت أن تزينيها وتمشطيها وأذهب بها إلى سوق العبيد فأبيعها فأجد بثمنها طعاماً وتجد قوماً يطعمونها فتبقى حية ونسلم جميعاً من الموت الذي بدأ يحاصرنا. فأنكرت عليّ وخوفتني بالله، فما زلت بها أجادلها حتى رضخت ورضيت، وجهزتها لي فأخذتها وذهبت بها إلى السوق. فمر بنا رجل من البادية فنظر إليها فأعجبته واسترخص ثمنها ، ثم ساومني عليها فتراضينا على اثني عشر ريالاً من الفضة.

    عندما أخذت الدراهم عدوت مسرعاً إلى سوق التمور أشتري زنبيلاً من التمر نملأ به بطوننا ، فاشتريت زنبيلاً بريالين، وطلبت من الحمّال أن يتبعني به فليس بي طاقة على حمله من شدة الجهد وألم الجوع، فسبقته، فلما وصلت بيتي التفت فلم أجد الحمّال خلفي فرجعت أبحث عنه فلم أجده، فقلت : أرجع إلى السوق فأشتري بدله آخر وأبحث عن الحمّال في وقت سعة. فلما أردّتُ أن أنقد ثمن التمر لم أجد في جيبي شيئاً، فأصابني من الهمّ والغمّ ما لو نزل بجبل لهدّهُ. فعزمت على الذهاب للحرم ، فلما دخلت المطاف وجدت البدوي يطوف ومعه ابنتي، فوقع في نفسي أن أتربص به حتى إذا خرج من مكة عدوت عليه في إحدى شعابها فقتلته وخلّصتُ ابنتي، فبينما أنا أطوف إذ رمقني ووقعت عينه على عيني فلما انتهى صلى خلف المقام وصليت، ثم التفت إليّ ودعاني فقال:

    من هذه البنت التي بعتنيها ؟

    قلت: جارية عندي!

    قال: بل هي ابنتك، سألتها فقالت : هذا أبي. فما حملك على ما صنعت؟

    قلت: والله لقد مرّ بي وبها وبأُمِّها ثلاثة أيامٍ لم نذق فيها طعاماً وقد خشينا الموت فقلت أبيعها لعل الله أن ينقذنا بها وينقذها بك. ثم أخبرته بخبر ثمنها وأني فقدته ولم أنتفع منه بشيء.

    قال : خذ ابنتك ولا تعد لمثل هذا ، وأخرج صرة فيها ثلاثون ريالاً فقال: هذه بيني وبينك ، فقسمها نصفين ثم دفع إلي نصيبي .

    ففرحت فرحاً عظيماً وشكرته ودعوت الله له وحمدت الله على فضله، وأخذت ابنتي وذهبت إلى سوق التمر لأشتري تمراً لي ولابنتي وزوجتي. ففوجئت بالحمّال الذي حمل التمر لي ، فصرخت فيه : أين كنت ؟ فقال : يا عم لقد أسرعتَ في مسيرك حتى عَمِيَ عليّ طريقك وطفقت أبحث عنك فلم أجدك فرجعت إلى السوق لعليّ أعثر عليك ، والحمد لله أني وجدتك.

    قال: فقلت له : اِلحق بي، فلما دخلنا البيت وأراد أن يفرغ التمر في إناء عندنا إذا بالدراهم العشرة التي فقدتها في أسفل الزنبيل. فحمدت الله وشكرته على فضله وعلمت أن الفرج يأتي بعد الكرب وأن مع العسر يسراً.

    وعاهدتُّ ربي أن أشكر نعمته وأن أُجِلَّ رزقه وأن لا أحقر طعاماً أو أرميه أو أدعه منبوذاً مع القمامة والقاذورات والله المستعان

    فهذا خبري فهل

    2-قصص و عبر ساعة واحدة •
    دخل المستشار على مولاه فوجده مستغرقا في التفكير، .... فسأله عما يهمه، ....
    فقال: أريد أن أفرض ضريبة على السكر بقيمة 10% لتمويل خزائني التي تكاد تفرغ، .... وأفكر كيف سيتقبل الناس هذا القرار ....
    قال المستشار: دع الأمر لي يا مولاي..!!
    جمع المستشار أعوانه، .... وطلب منهم أن يبثوا في الأسواق إشاعات بأن الحاكم ينوي فرض ضريبة بمقدار 50% على السكر واللحم والتمر والقمح والشعير ....
    فضج الناس، .... وأخذوا ينتقدون الأمر علنا، .... وبدأوا يعبّرون عن سخطهم وعدم رضاهم ....
    وكان الأعوان ينقلون ما يحدث في الأسواق وما يقوله العامة للمستشار أولاً بأول ....
    وفي الأسبوع الثاني طلب المستشار من أعوانه بث إشاعة تؤكد الإشاعة الأولى، ....
    وأضاف عليها أن بعض المستشارين هم من أشاروا على الحاكم بهذا الأمر، .... وأن القرار سيصدر قريباً جداً ....
    أخذ الناس يقلبون الأمر، .... ويقولون: الضريبة مرتفعة جداً، ومن الظلم أن تدفع على جميع هذه الأصناف، .... لو كانت 10 أو حتى 15%، أو لو كانت على صنف واحد لهان الأمر ....
    عندها ذهب المستشار إلى الحاكم وقال: مولاي، الآن أصدر الأمر بفرض الضريبة .... ودعني أعد صياغة القرار ....
    كتب المستشار:
    تلبية لرغبات شعبنا الكريم، ....
    ونزولا عند رأيهم، .... فقد قررنا عدم الإنصات لمستشاري السوء الذين سعوا إلى إثقال كاهل المواطنين بالضرائب
    الكثيرة، .... واكتفينا بفرض ضريبة بسيطة بمقدار 12% على مادة السكر فقط...!!
    تنفس الناس الصعداء ....
    وضجوا بالثناء والدعاء للحاكم الحكيم الذي يراعي شعبه، ....
    ولا يثقل كاهلهم بالضرائب الفاحشة .... !
    3- أقصص و عبر ‏6‏ ساعات •

    والده كان يعمل في دكان لبيع أطباق الأودون وهو الأرز المسلوق في قرية شيحا، محافظة ميه، اليابان ....
    ترك كويتشي المدرسة في سن 13 سنة وبدأ بمساعدة والده، حيث يقضي نهاره في دفع عربة صغيرة لبيع الأرز ....
    وفي سن الثامنة عشرة عمل بصيد الأسماك والغوص وصيد اللؤلؤ وبيع الأصداف وكان يهوى جمع النادر منها ....
    ثم قرر أن يبدأ بإنتاج الؤلؤ الزراعي، .... بعد أن سأل بعض أصدقائه عن كيفية تكوين اللؤلؤ ....
    في سنة 1888 حصل على قرض لبدء مشروعه في زراعة اللؤلؤ في خليج أكو الياباني بمساعدة زوجته و أمه .... فقرر ميكوموتو أن يدخل جسمًا غريبًا في كل قوقعة يجدها، ....
    فجمع عددًا من القواقع وفتحها برفق وأدخل فيها الأجسام الغريبة وانتظر عامين وبعد ذلك فتحها فلم يجد شيئًا .... فقد ماتت جميعًا ....
    وحاول من جديد وهبت العواصف وماتت القواقع وخسر ميكوموتو الشيء الكثير، ولكنه لم ييأس ....
    خلال تجاربه الطويلة تعلم ميكوموتو أن انخفاض درجة حرارة الماء إلى أقل من 7 درجات مئوية يقتل القواقع، وتعلم أيضاً أن وضع عدد كبير منها في قفص واحد يقتلها ....
    فكر ميكوموتو أن يمسك قوقعة بها لؤلؤة طبيعية ويدرسها ويعرف بالضبط مكان اللؤلؤ .... وقام بدراسة العديد من القواقع الطبيعية وعرف تماماً أين يجب أن يضع الجسم الغريب .... فاكتشف أنه كان يضع الجسم الغريب في مكان غير مناسب ....
    وقام بعملية زراعة الأجسام الغريبة في 850000 قوقعة أخرى ....
    في 11 يوليو 1893
    بعد سنتين من زراعة اللؤلؤ .... ذهبت زوجته سرًّا إلى الشاطئ .... حيث تدلت أقفاص القواقع ومدّت يدًا مرتجفة وأمسكت قوقعة وفتحتها وصرخت.... لقد وجدت لؤلؤة! أول لؤلؤة مزروعة في اليابان!
    نادت زوجها ورقص الاثنان على الشاطئ وكان ذاك يوم ظ¢ظ¨ سبتمبر عام ظ،ظ¨ظ¥ظ© وأصبح يوم ظ¢ظ¨ من كل شهر إجازة في كل شركات ومصانع ميكوموتو ....
    عرض إنتاجه في النرويج في عام 1897 وبدأ بالتجارة والحصول على المال ....
    وعندما ذهب إلى أمريكا للدعاية لهذا اللؤلؤ قابل المخترع الأمريكي أديسون الذي اخترع المصباح الكهربائي ....
    قال له أديسون: “إنك حققت معجزة علمية” ....
    رد عليه ميكوموتو: “أنت أضأت العالم وأنا أضأت أعناق النساء .... وإذا كنت في دنيا الاختراع قمرًا كاملاً، فأنا أحد النجوم التي ليس لها عدد”
    وعندما سمع أديسون هذه العبارة بكى فقال له ميكوموتو وهو ينظر إلى دموعه:....
    ”لقد رأيت أعظم لؤلؤتين على خد إنسان!”
    لكنه استغرق بعد ذلك حوالي 12 عاماً للحصول على لؤلؤ كروي الشكل والذي من غير الممكن تمييزه عن اللؤلؤ الطبيعي ....
    .
    .
    .
    التفكير والتساؤل ثم المحاولة ودراسة الأمر بجدية ....
    مساندة الشخص الذي آمن به .... زوجته ....
    المثابرة والسعي للأفضل والنتيجة نجاح باهر ....
    بالمثابرة والعمل المستمر تعمل المستحيل .
    4-إن ربك بالمرصاد..؟؟
    يحكى أن ملكاً من الملوك أراد أن يبني مسجداً في مدينته، وأمر أن لا يشارك أحد في بناء هذا المسجد لا بالمال ولا بغيره حيث يريد أن يكون هذا المسجد من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من أن يساعد أحد في ذلك...
    وفعلاً تم البدء في بناء المسجد ووضع اسمه عليه وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام .. كأن ملك من الملائكة نزل من السماء فمسح اسم الملك عن المسجد وكتب أسم امرأة فلما أستيقظ الملك من النوم ..
    أستيقظ مفزوع وأرسل جنوده ينظرون هل أسمه مازال على المسجد ..
    فذهبوا ورجعوا وقالوا: نعم … أسمك مازال موجود ومكتوب على المسجد.
    وقال له حاشيته: هذه أضغاث أحلام ؟!..
    وفي الليلة الثانية .. رأى الملك نفس الرؤيا .. رأى ملك من الملائكة ينزل من السماء فيمسح أسم الملك عن المسجد ويكتب أسم أمراة على المسجد ..
    وفي الصباح أستيقظ الملك .. وأرسل جنود .. يتأكدون هل مازال أسمه موجود على المسجد ؟!..
    ذهبوا ورجعوا وأخبروه .. أن اسمه مازال هو الموجود على المسجد ..
    تعجب الملك وغضب، فلما كانت الليلة الثالثة .. تكررت الرؤيا ..
    فلما قام الملك من النوم قام وقد حفظ اسم المرأة التي يكتب اسمها على المسجد ..
    أمر بأحضار هذه المرأة فحضرت وكانت امرأة عجوز فقيرة ترتعش ..
    فسألها: هل ساعدت في بناء المسجد الذي بنيته؟..
    قالت: يا أيها الملك .. أنا أمرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن ..
    وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بناءه .. فلا يمكنني أن أعصيك ..
    فقال لها: أسألك بالله ماذا صنعت في بناء المسجد؟..
    قالت: والله ما عملت شيء قط في بناء هذا المسجد .. إلا ..
    قال الملك: نعم، إلا ماذا؟..
    قالت: إلا أنني مررت ذات يوم من جانب المسجد .. فإذا أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للمسجد مربوط بحبل الى وتد في الأرض ..
    وبالقرب منه سطل به ماء ..
    وهذا الحيوان يريد أن يقترب من الماء ليشرب .. فلا يستطيع .. بسبب الحبل .. والعطش بلغ منه مبلغ شديد .. فقمت .. وقربت سطل الماء منه .. فشرب من الماء .. هذا والله الذي صنعت ..
    فقال الملك: عملتي هذا لوجه الله .. فقبل الله منك .. وأنا عملت عملي ليقال مسجد الملك .. فلم يقبل الله مني ..
    فأمر الملك أن يكتب اسم المرأة العجوز على هذا المسجد ..
    لا تحتقر شيء من الأعمال فما تدري ماهو العمل الذي قد يكون فيه دخولك الجنات أو نجاتك من النيران.
    لا تحزن على الدنيا وما فيها،
    فكلنا ضيوف على أراضيها!
    يقول يحيى بن معاذ : مسكين ابن آدم ..
    لو خاف من النار كما خاف من الفقر .. لنجا منهما...
    ولو رغب فى الجنة كما رغب فى الغنى .. لوصل اليهما...
    ولو خاف الله سراً كما يخاف الخلق جهراً .. لسعد فى الدارين...
    5-هدية العلبة ..؟؟
    السلام عليكم
    عاقب أب إبنته التي لم تتجاوز من العمر 3 سنوات لإتلافها
    أوراق تغليف الهدايا ، حيث كانت حالته المادية ليست بجيدة ،
    و لذلك غضب حين رأى طفلته تحاول أن تزين علبه بين يديها ..
    و في الصباح أحضرت الطفلة تلك العلبة الصغيرة لأبيها و هي تقول :
    هذه هديتك يا أبي.
    تلعثم ،،،
    عجز عن النطق ،،،
    توقفت ردة الفعل لديه ،،،
    و مع إلحاح البنت أخذ الهدية و قد أصابه الخجل ،
    لكنه عاد و إستشاط غضباً
    عندما فتح العلبة و أكتشف أن العلبة فارغة ،،،
    ثم صرخ : ألا تعلمين أنه حينما تهدين شخصاً هدية
    يفترض أن يكون بداخلها شئ ما ،
    ثم ما كان منه إلا أن رمى بالعلبة في سلة المهملات .
    قالت البنت الصغيرة و عيناها تدمعان :
    يا أبي إنها ليست فارغة ،
    لقد وضعت الكثير من القبلات داخل العلبة وكلها لك يا أبي ..
    تحطم قلب الأب لدي سماع ذلك فشكر البنت كثيراً ..
    وعاد وأخذ العلبة وبدأ الأب يتظاهر بأخذ بعض القبلات من العلبة ،
    وإبنته تضحك و تصفق وهي في قمة الفرح ..
    و أصبح كل يوم يلعب معها و يقضيان وقتاً طيباً ،،،
    كبرت البنت و تزوجت و سافرت بعيداً عن أبيها
    و أصبح أبوها يشتاق لها كثيراً ،
    وكلما زاد شوقه لها أو تضايق من شئ
    أخرج علبة القبلات التي لا يزال يحتفظ بها
    وأخذ منها قبلات إبنته الحنونة فتكون كالبلسم على قلبه..
    إن أحلى الهدايا لديكم هي وجود أحبتكم حولكم ,
    فاستمتعوا بوجودهم معكم وتعاملوا معهم بأحسن الأخلاق ..
    و إياكم أن تفسدوا أيامكم بالتخاصم أو التباغض أو الهجران ،
    لأنه سيأتي يوماً سيرحلون عنكم ، أو سترحلون عنهم ،
    حينها ستندمون على أيامٍ مضت و لن تعود أبداً ..
    ï؛³َـﻨَï؛®ï؛£ـَï»‍ ï»*َﻳـَï؛’ـْï»کï»° الأَï؛›ـï؛®..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
    6-اسطورة طائر الرخ "العنقاء"..؟؟
    السلام عليكم
    ترد في الأساطير القديمة والحكايات والروايات المتوارثة جيلاً بعد جيل،
    العديد من الشخصيّات والكائنات العجيبة والتي تكون قدراتها تفوق الخيال،
    وأشكالها تفوق الوصف. ومن هذه الكائنات العجيبّة طائر الرخ الأسطوري،
    وتصف الحكايات والرويات ومنها قصص السندباد البحري
    في الكتاب المشهور ألف ليلة وليلة..
    إلى جانب الروايات هذا الطائر بأنّه ذو حجم كبير وهائل وأنّ له مخالب قويّة
    يستطيع أن يحمل فيلاً كاملاً بواسطتها،
    كما وتصفه الأساطير بأنّهُ طائر لاحم ويتخذ اللون الأبيض في الغالب.
    كما ولم يُذكر طائر الرخ فقط في القصص والروايات الشرقيّة
    مثل رواية ألف ليلة وليلة..
    أو كما على لسان ابن بطوطة،
    بل وًجِد أنّ بعض الرحالة الغربيين والأوروبيين أيضاً قد تحدّثوا عنه
    فقد روى رجل من الرحّالة الغربيين أنّ هناك جزيرة تدعى جزيرة الرخ
    في منطقة الصين يعيش فيها هذا الطائر..
    فيقول هذا الرحالة أنّهُ كان مع مجموعة من التجار على متن سفينة،
    وكانت الريح عاتية فرَمَت بهم وبالسفينة على شاطئ جزيرة واسعة وكبيرة،
    ومن ثم خرجوا من السفينة لكي يحصلوا على الزاد من الماء
    والطعام والحطب ومعهم حبال وفؤوس.
    وفي أثناء تجوالهم شاهدوا قبّة كبيرة بيضاء اللّون لامعة وبرّاقة..
    وعندما اقتربوا من هذه القبّة اكتشفوا أنّها عبارة عن بيضة
    والتي عُرف بأنّها بيضة طائر الرخ،
    فانهالوا عليها بالضرب بالفؤوس وبما حولهم من حجارة وصخور وعصي وجذوع
    إلى أن تشقّقت البيضة ووجدوا فرخ طائر الرخ،
    وانتزعوا ريشة هذا الطائر وقاموا بقتله وأخذوا بعضاً من لحمه لكي يأكلوا منه،
    وبعد أن قاموا بشواء اللّحم وتناولوا منه..
    وجد بعض الشيوخ في اليوم التالي صباحاً لحاهم قد تغيّرت
    من اللّون الأبيض إلى اللّون الأسود،
    وبعد ذلك صعدوا إلى السفينة لكي يغادروا وانطلقوا إلى البحر،
    وفي أثناء وجودهم في عَرَض البحر وجدوا طائر الرخ يطير فوقهم
    وقد غطّى السماء فوقهم وكأنّهُ غيمة كبيرة..
    حيث كان يحمل بين مخالبه قطع كبيرة جدّاً من الصخور
    وألقى بها في اتجاه سفينتهم.
    إلّا أنّ الحظ كان في صالحهم فقد استطاعوا أن ينجوا منها
    لأنّ سفينتهم كانت تجري في البحر بسرعة عالية ووقعت الصخرة في البحر..
    أمّا عن قصّة السندباد البحريّ، فيحك أنّ السندباد
    استيقظ من نومه ذات صباح فوجد أنّ زملائه من البّحارة
    قد تركوه بمفرده على جزيرة مهجورة..
    ومن ثُمّ رأى قبّة كبيرة بيضاء فقرّر الذهاب إليها، وبينما هو في الطريق إليها
    وهو يحاول أن يكتشف ماهية هذه القبّة البيضاء كانت الدنيا قد أظلمت
    واختفت الشمس وغابت،
    ليرى حينها طائراً كبيراً جدّاً في حجمه كان يُحلّق فوق هذه القبة،
    ليكتشف بعدها بأنّها بيضة هذا الطائر ..
    ومن هنا جاءت له الفكرة في أن يستخدم هذا الطائر لكي يغادر هذه الجزيرة،
    حيث عَمِدَ إلى ربط نفسه في ساق طائر الرخ لينقله إلى مكان آخر آهل بالسّكان..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
    7-هارون الرشيد والصبيه
    هذه القصه حدثت حينما كان الخليفه العباسي هارون الرشيد متنكرا
    ومتجولا في شوارع
    بغداد وجد مجموعه من الصبايا مجتمعات على ضفة نهر دجله
    يغسلن الصحون والملابس ويتنادمن فيما بينهن وكانت
    احدى الصبايا تقول شعرا فانتبه اليها هرون الرشيد وقال لها :
    اعيدي عليه ماقلت يا بنيه..
    فقالت:
    قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الرقاد
    كي استريح وتنطفي نار تاجج في الفــــؤاد
    دنف تقلبه الاكف على بساط من سهــــــاد
    اماانا فكما علمت فهل لو صلك مـــــن وداد
    فقال هارون الرشيد: يابنيه هل هذا من مقولك ام من منقولك..
    فقالت :من مقولي
    فقال هارون الرشيد :
    اذا كان من مقولك فالزمي الوزن وغيري القافيه ..
    فقالت:
    قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الوسن
    كي استريح وتنطفي نار تاجج في البــــــدن
    دنف تقلبه الاكف على بساط من شحـــــــن
    اما انا فكما علمت فهل لوصلك من ثمــــــن
    فقال هارون الرشيد للبنت:
    يا بنت الزمي الوزن وغيري القافيه ..
    فقالت
    قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت المنام
    كي استريح وتنطفي نــار تاجج بالعظـــــــام
    دنف تقلبه الاكف على بساط مـــن سهــــــام
    اما انا فكما علمت فهل لوصلك مــن مــــرام
    فقال لها هارون الرشيد :
    الزمي الوزن وغيري القافيه ..
    فقالت له :ولكن يا شيخنا
    هذه اخر مره وها انت قد اختبرتني ما فيه الكفايه..
    فقال لها الرشيد: لك ذلك..
    فقالت:
    قولي لطيفك ينثني عن مضجعي وقت الهجوع
    كي استريح وتنطفي نـار تاجج في الضلــــوع
    دنف تقلبه الاكف علـــى بساط من دمــــــــوع
    اما انا فكما علمت فهــل لوصلك من رجــــوع
    فسكت هارون الرشيد ولم يعرف ما يقول ..
    فقال لها :بنت من انتي .
    فقالت: بنت اعلى الحي قبه.
    واشارت باصبعها الى بيت من البيوت المرتفعه
    فعرف انها بنت شيخ القبيله فذهب
    الى والدها وخطبها منه وتزوجها وكانت محظيه لديه ولها الامر والنهي .
    وفي احد الايام جاء الخبر الى الرشيد بوفاة والدها فجائها هارون الرشيد ليخبرها
    ودخل الدار وصبح عليها ولم يستطع اخبارها لمعزتها عنده واخبر من
    في القصر الا يبينوا لها اي حزن الى ان يتدبر الامر معها ..
    وبعد ساعه شاهد هارون الرشيد كل القصر يتشح السواد
    فسال لماذا ترتدون السواد .
    قالوا يامولانا لقد امرت الاميره باتشاح السواد حزنا على والدها..
    فقال لهم ومن اخبرها قالوا لانعلم فذهب هارون الرشيد اليها فوجدها تبكي
    فقال لها من اخبرك بوفاة والدك فقالت له وجهك يا امير المؤمنين .
    فانا من يوم تزوجت ووجهك حين تاتي لي يغمره الفرح الا اليوم
    كان فيه حزن وانا ما لي من اخاف عليه الا اثنان انت وابي ..
    وانت امامي .
    اذن فقد مات ابي ..
    فعجب الرشيد من فراستها وبقيت من المحظيات لديه الى ان مات..
    ولكم تحيات

    قصه من الباديه
    8-قصه هيا بنت عياده الحربي
    تزوجت هيا الحربي من رجل اسمه مبشر بن مرزوق المزيني الحربي.
    وكان كريماً شهماً طيباً تقياً يخاف الله ، إشتهر في مكارم الأخلاق وصفات الرجولة، فقد كان ينفق كل ما يملك في سبيل أكرام الضيوف وألمحتاجين ، حتى بعض الأوقات تجده يؤثرهم ويقدمهم على نفسه وعلى أهله ويبقى وزوجته بدون طعام.
    كانت ظروفه المادية صعبة جداً وأحواله المعيشية متواضعة، وكانت زوجته هيا بنت عياده من النساء الصالحات ، راضية وقانعة بحياتها مع زوجها، رغم ظروفه المادية القاسية ، حيث أنها تحبه بسبب مكارم أخلاقه فوقفت معه في محنته ومصاعب الحياة صابرة ومتحملة معه حلوها ومرها ودائما كانت تخفف عنه هموم الدنيا.
    وذات مره زارهم والدها ولما رأى ما هم عليه من ضيق العيش أشفق على حالها وطلب من زوجها ان يأذن له باصطحابها لتزور أمها وأخوانها وتمضي عندهم بعض الوقت فأذن لها الزوج.
    وذهبت مع والدها الذي تأخر في أعادتها لبيت زوجها بل وطلب منها ان تتركه وتطلب منه ان يطلقها حتى يزوجها لرجل أغنى منه يستطيع ان يلبي مصاريف العيش بدل الحياة الفقيرة .
    ولكنها رفضت وفضلت العيش مع زوجها لأنها تحبه لما فيه من الصفات الحميدة .
    وذات يوم سمعها والدها تردد هذه الأبيات :
    يآ من لعين حاربت زوجة الميل
    على عشير بالحشا شب ضوه
    عليك يالي طبختها نصفها هيل
    آلي سعى بالطيب من غير قوه
    المال ما يرفع عفون الرجاجيل
    والفقر ما يقصر براعي المروّه
    ياعنك ما حس الرفاقة ولا قيل
    ذا مغثى ما ينزل حول جوه
    وله عادتن ينطح وجوه المقابيل
    هاذي أفعوله بالمجالس تفوه
    أجواد نسل أجواد جيل بعد جيل
    الطيب فيهم من قديم وتوّه
    وعندما سمعها والدها أبدى أسفه لتأخره في أعادتها وأبدى إعجابه بزوجها فجهزها بما تلزم وأعادها إلى بيت زوجها .
    ومن المعروف ان المرأة في الباديه قديماً تنظر للرجل بمكارم أخلاقة ، وفروسيته وشجاعته ومواقفه البطولية لا بماله وجاهه أو منصبه .
    9-الجار الخائن
    كان أبي شيخاً كبيراً لم ينجب وبعد مدة رزق ابي بي وكان أبي دائماً ما يفكر في مستقبلي..
    ويقول أنا رجل كبير وزوجتي كذلك فمن سيتولى ابني بالرعاية بعد وفاتي...!
    يقول ذات ليلة كانت المنازل في القصيم من طين وكانت فترة سقوط أمطار...
    فدق الباب رجلاً وكان أبي متكئاً فإذا هو جارنا قد هدم المطر كل بيته
    وكان يطلب المساعدة فأخرج أبي صرةً من تحت المخدة وأعطى الجار نصفها
    ثم أعاد الباقي تحت المخدة والجار ينظر إلى مكان الصرة..
    فقال الجار في نفسه : كيف أستطيع أن آخذ باقي المال دون أن يعرف جاري بذلك..؟
    ففكر في نفسه وخطط ولم يعلم ..
    {أن كل الأفكار تحت نظر الجبار }
    فقال في نفسه : إذن سأخرج الولد الصغير خارج البيت فإذا سمعت الأم صراخه
    ستخرج لأخذه ثم أدخل وأقتل الأب وأسرق المال..
    ففعل ما أراد وأخرج الطفل خارج المنزل فلما تساقط المطر سمعت الأم
    صراخ طفلها خارج المنزل في أقصى المزرعة فقالت لزوجها :
    إن ابني يصرخ خارج المنزل ..
    فكيف خرج وهو صغير لآيستطيع المشي تعال معي لنأخذه..
    فقال الزوج : أذهبي وأتي به قالت : لا ، أنا أشعر أن في الأمر شيء !!
    إن ا بني لايستطيع المشي فكيف خرج..؟
    وأصرت على زوجها ليخرج معها والمطر يتساقط فلما خرجا ،
    دخل الجار يريد سرقة الصرة ووجدا الزوجين الطفل في أقصى المزرعة
    فعادا للمنزل فإذا المنزل قد سقط سقفه وتهدم فقالوا :
    إن من أخرج الطفل هم الملائكة حتى لا نموت في البيت ،
    وباتا الليل عند أحد جيرانهم فلما كان الصباح حدثت المفاجأة
    {عندما ذهبوا للمنزل لأخذ أمتعتهم وجدوا الجار قد مات في المنزل
    وهو ممسك بصرة المال التي أراد سرقتها..}
    فسبحان الله ..!
    خطط وتجبر فلما بلغ أعلى جبروته قصم الله ظهره..
    يقول الشيخ عبدالسلام بعدها علم والدي أن الله لن يضيعني
    ووكل أمري لله وأصبح عبدالسلام شيخا من مشائخ القصيم...}
    سبحان الله..
    ُلام على ما فعلت ؟!!
    صة للعبرة ..؟؟
    10-المراه ودابة لبحر
    السلام عليكم
    قال بعض الصالحين :
    كانت هناك جارية تطوف بالكعبة وإذا هي تقول:
    ياكريم عهدك القديم!
    فسألتها ماهو خطبك؟
    فقالت: كنت في البحر فعصفت بنا ريح وحطمت السفينة
    وغرق كل من حملته إلا أنا وطفلي ورجل على لوح آخر ..
    فلما أصبح الصباح دخل إلي وهو يسبح واستوى معنا على اللوح .
    وجعل يراودني عن نفسي ..
    فقلت له :
    ياعبدالله نحن في بلية لانرجو السلامة منها بطاعة فكيف بالمعصية؟
    فقال : دعيني فو الله لا بد من ذلك ، ومد يده للطفل ورماه بالبحر ..
    فقلت : (يا من يحول بين المرء وقلبه حُل بيني وبين هذا الرجل
    بحولك وقوتك إنك على كل شيء قدير) ..
    وإذا بدابة من دواب البحر قد فتحت فمها والتقمت الرجل ،
    فبقيت الى أن أخذت بي الأمواج للبر ،
    فلقيت قوما أنبأتهم بأمري..
    فقالوا : نحن نخبرك بأعجب منكِ :
    كنا في البحر وقد اعترضتنا دابة واذا بطفل على ظهرها
    ومناد ينادي خذوا هذا الطفل والا أهلكتكم ..
    فأخذناه ، فرد طفلها لها بحول الله ..
    *لاتحزن من محنة فقد تكون منحة ..
    ولاتحزن من بلية فقد تكون عطية ..
    ولاتشتك من الأيام فليس لها بديل ..
    ولاتبك على الدنيا مادام آخرها الرحيل ..
    واجعل ثقتك بالله ليس لها مثيل ..
    وتوكل على الله حق التوكل فإنه على كل شيء وكيل ..
    أسعد الله أوقاتكم بكل خير ..
    وجعل ألسنتكم رطبة بذكره جلّ في عُلاه ..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
    (11-الرزق الحلال)
    كان هناك رجل بسيط يرعى غنماً لأحد الأغنياء ويأخذ أجرته يومياً بمقدار خمسة دراهم
    ، وفي أحد الأيام ...
    جآء الغني إلى الراعي ليخبره أنه قد قرر بيع الغنم
    لأنه يود السفر وبالتالي فقد استغنى عن خدماته
    وأراد مكافأته.
    فأعطاه مبلغاً كبيراً من المال..
    غير أن الراعي رفض ذلك وفضل أجره الزهيد الذي تعود أن يأخذه مقابل خدمته كل يوم والذي يرى بأنه تمثل مقدار جهده..
    وأمام اندهاش الغني واستغرابه !!!
    أخذ الراعي الخمسة دراهم وقفل عائداً إلى بيته ،
    ظل بعدها يبحث عن عمل ولكنه لم يوفق
    وقد احتفظ بالخمسة دراهم ولم يصرفها أملاً في أن تكون عوناً له يوماً من الأيام ..
    وكان هناك في تلك القرية رجل تاجر يعطيه الناس أمولاً
    فيسافر بها ليجلب لهم البضائع وعندما حان موعد سفره
    أقبل عليه الناس كالمعتاد يعطونه الأموال ويوصونه على بضائع مختلفة
    فكر الراعي في أن يعطيه الخمسة دراهم عله يشتري له بها شيئاً ينفعه ،
    فحضر في من حضروا
    وعندما أنصرف الناس عن التاجر أقبل عليه الراعي وأعطاه الخمسة دراهم
    سخر التاجر منه
    وقال له ضاحكاً :
    ماذا سأحضر لك بخمسة دراهم؟
    فأجابه الراعي:
    خذها معك وأي شيء تجده بخمسة دراهم أحضره لي .
    استغرب التاجر وقال له :
    إني ذاهبٌ إلى تجار كبار لا يبيعون شيئاً بخمسة دراهم هم يبيعون أشياء ثمينة .
    غير أن الراعي أصر على ذلك وأمام إصراره وافق التاجر،..
    ذهب التاجر في تجارته
    وبدأ يشتري للناس ما طلبوه منه كلٌ حسب حاجته
    وعندما انتهى وبدأ يراجع حساباته
    لم يتبقى لديه سوى الخمسة دراهم التي تعود للراعي
    ولم يجد شيئاً ذا قيمة يمكن أن يشتريه بخمسة دراهم سوى قط سمين
    كان صاحبه يبيعه ليتخلص منه فأشتراه التاجر وقفل راجعاً إلى بلاده ..
    وفي طريق عودته
    مر على قرية فأراد أن يستريح فيها
    وعندما دخلها لاحظ سكان القرية القط الذي كان بحوزته فطلبوا منه أن يبيعهم إياه واستغرب التاجر اصرار أهل القرية على ضرورة أن يبيعهم القط
    فسألهم
    فأخبروه بأنهم يعانون من كثرة الفئران التي تأكل محاصيلهم الزراعية
    ولا تبقي عليهم شيئاً
    وأنهم منذ مدة يبحثون عن قط لعله يساعدهم في القضاء عليها
    وأبدوا له استعدادهم بشراء القط بوزنه ذهباً
    وبعد أن تأكد التاجر من صدق كلامهم
    وافق على أن يبيعهم القط بوزنه ذهباً وهكذا كان ..
    عاد التاجر إلى بلاده
    وأستقبله الناس وأعطى كل واحدٍ منهم أمانته
    حتى جآء دور الراعي
    فأخذه التاجر جانباً واستحلفه بالله أن يخبره عن سر الخمسة دراهم
    ومن أين تحصل عليها
    استغرب الراعي من كلام التاجر
    ولكنه حكى له القصة كاملة
    عندها أقبل التاجر يقبل الراعي وهو يبكي
    ويقول بأن الله قد عوضك خيراً لأنك رضيت برزقك الحلال ولم ترضى زيادة على ذلك وأخبره القصة وأعطاه الذهب.
    هذا معني الرزق الحلال .. أن تترك بعض الحلال تعففا عن الحرام
    12-سجون الوهم ..؟؟
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يحكى أنّ رجلاً خرج يوماً ليعمل في الحقل كما كان يفعل كلّ يوم…
    ودّع زوجته وأولاده وخرج يحمل فأسه… لكنّ الرجل الذي اعتاد أن
    يعود لبيته مع غروب الشمس لم يعد…
    وعبثاً حاول النّاس أن يعثروا له على طريق…
    لكن بعد عشرين عاماً سمعت زوجته طرقاتٍ على الباب عرفت منها
    أنّ حبيبها الغائب قد عاد…
    فتحت الباب فوجدت شيخاً يحمل معوله وفي عينيه رأت رجلها الذي
    غاب عنها عقدين من الزمان..
    دخل الرجل بيته الذي غاب عنه سنين طويلة…
    وألقى بجسده المتعب على الفراش أمامه…
    جلست زوجته على ركبتيها أمامه، ووضعت ذراعيها حول عنقه
    ثمّ همست في أذنه بصوتها الحنون:
    أين كنت يا حبيبي..؟
    تنهّد الرجل، سالت دمعةٌ من عينه، ثمّ قال…
    تذكرين يوم خرجت من البيت متوجّهاً إلى الحقل كما كنت أفعل كلّ يوم…
    في ذلك اليوم رأيت رجلاً واقفاً في الطريق وكأنّه يبحث عن شيء
    أو ينتظر قدوم أحد، فلمّا رآني اقترب منّي، ثمّ همس في أذني تمتمات
    ما فهمت منها شيئاً، فقلت له: ماذا تقول؟
    ضحك الرجل ضحكةً عالية ورأيت الشرّ يتطاير من عينيه، ثمّ قال:
    هذه تعويذة سحرٍ أسود ألقيت بها في أعماق روحك
    وأنت اليوم عبدٌ لي ما بقيتَ حيّاً،
    وإن خالفتَ لي أمراً تخطّفتك مردة الجانّ فمزّقت جسدك
    وألقت بروحك في قاع بحر العذاب المظلم حيث تبقى في عذابك
    ما بقي ملك الجانّ جالساً على عرشه…
    ثمّ سار بي الرجل إلى بلادٍ بعيدة، وأنا أخدمه إذا كان النهار وأحرسه إذا جاء الليل…
    فلمّا وصلنا إلى بلده التي جاء منها، ودخلنا بيته الذي كان أشبه بالقبر
    رأيت رجالاً كثيراً مثلي يخدمون الرجل،
    وكان كلّ واحدٍ منهم يحمل في رقبته قلادةً بها مفتاح،
    فإذا جاء الليل دخل كلٌّ منهم سجنه وأغلق القفل بالمفتاح ثمّ نام،
    فصرت أفعل مثلما يفعلون، فإذا نام القوم جعلت أنظر في المفتاح
    وأتذكّر وجهك الجميل وأبكي،
    ذلك أنّه ليس بيني وبينك إلاّ أن أفتح هذا القفل بالمفتاح الذي معي ثمّ أرحل إليك..
    ولقد رأيت من ظلم ذلك الرجل ما لم يخطر لي على بال… فهو لا يعرف الرحمة
    ولا يكترث لعذاب البشر، وكم سمعت من كان معي من الرجال يبكون كالأطفال
    ويرجونه أن يرفع عنهم ما أوقعه عليهم من السحر،
    فكان يقول: أقسم بالله أنّي لا أعرف لهذه التعويذة من خلاص،
    ولا ينجو أحدكم بروحه إلاّ إذا مات وهو يخدمني وأنا عنه راض…
    ولقد كبر الرجل وهرم، فلمّا مرض وشارف على الموت كنت واقفاً بجانب سريره
    فقلت له: يا سيّدي، أنت الآن تموت، ولا نعلم كيف يكون الخلاص
    من السحر الذي ابتلينا به…
    ضحك الرجل ضحكةً ذكرتني بتلك الضحكة التي سمعتها يوم رأيته أوّل يوم
    ثمّ قال: يا أيّها الأحمق، أنا لا أعرف شيئاً من السحر،
    وما تلك التمتمات التي همستها في أذنك إلاّ كذبةٌ ابتدعتها،
    لكنّ نفسك الضعيفة جعلتك عبداً لي، وخوفك من الهلاك جعل
    روحك سجينةً في زنزانةٍ أنت تغلقها بيديك،
    وقد أعطاك الله عقلاً كالمفتاح الذي وضعتّه في عنقك..
    ولولا أنّك رضيت لنفسك الذلّ والهوان لفتحت باب السجن
    الذي كنت تعذّب نفسك به،
    وكنت أسمع صوت بكائك وأصحابك في الليل
    فأعجب من ضعف عقولكم وقلّة حيلتكم…
    أسرعت إلى زنزانتي فالتقطتّ فأسي وعدتّ إلى الرجل
    أريد أن أقتله فوجدتّه قد فارق الحياة،
    ثمّ أخبرت الرجال ما جرى فهرعوا إلى جسده فقطّعوه وأحرقوه…
    ثمّ جئتكِ راكضاً، تكاد أرجلي تسبقني،
    وأنا أسأل نفسي، أتنتظرني أم هي الآن قد نسيتني؟
    نظرت زوجته في عينيه،
    وقالت: أنا روحي كانت معك في سجنك،
    وكنت في ليلي أنظر إلى القمر فيخبرني أنّك تنظر إليه
    ولقد كنت أحسّ بالقيد الذي في يديك، فأرجوك أن تفتح القفل بالمفتاح..
    لكنّ صوت بكاؤك وبكاء من حولك جعلك لا تسمع صوتي وأنا أهمس لك..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
    13-أحمد والبطة وسلمى..؟؟
    السلام عليكم
    كان هناك ولد صغير يزور جده وجدته بالمزرعة
    أعطي بندقية ليلعب بها بالغابة وكان يلعب ويتدرب على الاخشاب
    ولكن لم يصد اي هدف بدأ باليأس وتوجه الى البيت للعشاء
    وهو بطريقه الى المنزل وجد بطة جدته المدللة وهكذا من باب الفضول
    او الأمنية صوب البندقية عليها واطلق النار واصابها برأسها فقتلها
    وقد صدم وحزن وبالحظة رعب اخفى البطة بين الاحراش..
    اخته سلمى شهدت على كل شي
    لكنها لم تتكلم بكلمة بعد الغداء في اليوم الثاني ..
    قالت الجده : هيا يا سلمى لنغسل الصحون
    ولكن سلمى ردت : جدتي أحمد قال انه يريد ان يساعد بالمطبخ
    ثم همست بأذنه : تتذكر البطة ؟؟
    وفي نفس اليوم سأل الجد ان كان يحب الاولاد ان يذهبوا للصيد
    ولكن الجده قالت : انا آسفة ولكنني اريد من سلمى ان تساعدني
    بتحضير العشاء فابتسمت سلمى وقالت :
    لا مشكلة لأن أحمد قال لي انه يريد المساعدة
    وهمست بأذنه مرة اخرى : اتتذكر البطة ..
    فذهبت سلمى للصيد وبقي أحمد للمساعدة
    بعد بضعة ايام كان أحمد يعمل واجبه وواجب سلمى..
    ولم يستطع التحمل اكثر فذهب الى جدته ..
    واعترف لها بأنه قتل البطة المفضلة لها..
    جثت الجده على ركبتيها وعانقته وقالت :
    حبيبي ,اعلم , كنت اقف على الشباك ورأيت كل شي
    ولكنني لأني أحبك سامحتك..
    وكنت فقط أريد أن أعلم إلى متى ستحتمل أن تكون عبدا لسلمى..
    فكر:
    ماذا فعلت في ماضيك ليبقيك الشيطان عبداً له
    مهما كان يجب أن تعلم أن الله موجود وهو يراك.
    ويريدك أن تتأكد أنه يحبك.
    ولكنه ينتظر ليعلم إلى متى ستبقى عبداً للشيطان..
    ولكم تحيات
    14-الشاب والحليب
    قَدِمَ شاب إلى شيخ وسأله : ....
    " أنا شاب صغير ورغباتي كثيرة .... ولا أستطيع منع نفسي من النظر إلى الفتيات في السوق، .... فماذا أفعل؟" ....
    فأعطاه الشيخ كوباً من الحليب ممتلئاً حتى حافته .... وأوصاه أن يوصله إلى وجهة معينة يمرّ من خلالها بالسوق دون أن ينسكب من الكوب أي شيء! ....
    واستدعى واحداً من طلابه ليرافقه في الطريق .... ويضربه أمام كل الناس إذا انسكب الحليب!! ....
    وبالفعل .... أوصل الشاب الحليب للوجهة المطلوبة دون أن ينسكب منه شيء ....
    ولما سأله الشيخ: " كم مشهداً وكم فتاة رأيت في الطريق؟" ....
    فأجاب الشاب : ....
    " لم أرَ أي شيء حولي .... كنت خائفاً فقط من الضرب .... والخزي أما الناس إذا انسكب مني الحليب!" ....
    فقال الشيخ: .... "وكذلك هو الحال مع المؤمن ....
    المؤمن يخاف من الله ومن خزي يوم القيامة إذا ارتكب معصية " ....
    .
    .
    .
    المؤمنين يحمون أنفسهم من المعاصي ....
    فهم دائمو التركيز في يَــــوم الــقِيـــامة ....
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَظ°نِ الرَّحِيمِ
    ( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَىظ° أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَىظ° وَرَاءَ ذَظ°لِكَ فَأُولَظ°ئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىظ° صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَظ°ئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
    [سورة المؤمنون 1 - 11]
    15-الافعى والنجار
    دخلت الأفعى ورشة نجار بعد أن غادرها في المساء باحثة عن الطعام ....
    وكان مِن عادة النجار أن يترك بعض أدواته فوق الطاولة ومِن ضمنها المنشار ....
    وبينما كانت الأفعى تتجول هنا وهناك .... مر جسمها مِن فوق المنشار .... مما أدى إلى جرحها جرحاً بسيطاً ....
    أرتبكت الأفعى، .... وكردة فعل قامت بعض المنشار محاولة لدغه .... مما أدى إلى سيلان الدم حول فمها....!!
    لم تكن تدرك الأفعى ما يحصل، .... وأعتقدت أن المنشار يُهاجمها ....
    وحين رأت نفسها ميتة لا محالة .... قررت أن تقوم بردة فعل أخيرة قوية ورادعة ....
    إلتفت بكامل جسمها حول المنشار محاولةً عصره وخنقه....!!
    أستيقظ النجار في الصباح ورأى المنشار وبجانبه أفعى ميتة لا لسبب إلا لطيشها وغضبها !! ....
    .
    .
    أحياناً نُحاول في لحظة غضب أن نجرح غيرنا ....
    فنُدرك بعد فوات الأوان أننا لا نجرح إلا أنفسنا....!!
    الحياة أحياناً تحتاج إلى تجاهل:
    تجاهل أحداث، ....
    تجاهل أشخاص، ....
    تجاهل أفعال، ....
    تجاهل أقوال ....
    عود نفسك على التجاهل الذكي ....
    فليس كل أمر يستحق وقوفك ....
    خلق الله الناس مِن ماءٍ وطين ....
    بعضهم غلب ماؤه طينَه،....
    فصار نهراً ....
    وبعضهم غلب طينُه ماءَه، ....
    فصار حجراً
    16-نجيه وزجها....
    بعد أن طلق الشيخ راغب زوجته نجية وللمرة اï»»ولى....
    قال لها : أذهبي إلى بيت أهلك
    فقالت : لن أذهب إلى بيت أهلي ،، ولن أخرج من هذا البيت إلا بحتف أنفي !!
    فقال لها : لقد طلقتك ،، ولا حاجة لي بك ،، أخرجي من بيتي.
    فقالت : لن أخرج ،، ولا يجوز لك أخراجي من البيت حتى أخرج من العدة وعليك النفقة .
    فقال : هذه جرأة ووقاحة وقلة حياء .
    قالت : لست أكثر تأديبا من قول الله جل جلاله :
    { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا } (الطلاق : 1) .
    فنفض عباءته بشدة، وأدبر غاضبا ،، وهو يقول في تذمر :والله شي لايطاق ،،
    أما هي ،، فابتسمت وكأن شيئا لم يحدث ،، وجمعت أمرها ،، فكانت تتعمد في كل يوم : تجمير البيت (تبخيره بالطيب) ،، وتأخذ زينتها عن آخرها ،، وتتعطر ،، وتجلس له في البيت ،، في طريق خروجه ودخوله ،، فلم يقاوم لأكثر من خمسة أيام ،، وعاد اليها راغبا....
    وفي ذات يوم : تأخرت في إعداد الفطور ،،
    فقال لها معنفا": هذا تقصير منك في حقي عليك ،، وهو ليس من سلوك المرأة المؤمنة ،،
    فقالت له : احمل أخاك المؤمن على سبعين محمل من الخير، وحسن الظن من أفضل السجايا ،، وأنه من راحة البال وسلامة الدين،، ومن حسُن ظنُه بالناس حاز منهم المحبة ؟!
    فقال لها : هذا كلام لا ينفع في تبرير التقصير،، أيرضيك أن أخرج بدون فطور ؟!
    فقالت له :من صفات المؤمن الحق القناعة بما قسم الله عز وجل ولو كان قليلا. قال الرسول الأعظم الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ("قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافا ، وقنعه الله بما أتاه ")
    فقال : لن آكل أي شيء ،،
    فقالت : أنت لم تتعلم الدرس.
    لم يلتفت الشيخ إلى كلام زوجته ،، وخرج غاضبا من بيته ،،ولم يكلمها حتى بعد عودته إلى البيت.وفي الليل هجر فراشها ،، فنام أسفل السرير ،، واستمر على هذا الحال ،، لعشر ليالي بأيامها .
    وكانت في النهار ،، تهيئ له طعامه وشرابه ،، وتقوم على عادتها بجميع شؤونه ،، وفي الليل :تخلع لباس الحياء ،، فتتزين ، وتتعطر ، وتنام في فراشها،،
    إلا أنها لا تكلمه عن قصد وتدبير .
    وفي الليلة الحادية عشر ،، نام في أول الأمر كعادته أسفل السرير ،، ثم صعد إلى سريره ،،
    فضحكت وقالت له :لماذا جئت ؟
    فقال لها : لقد انقلبت !!
    فقالت : ينقلبون من الأعلى إلى الأسفل ،، وليس من الأسفل إلى الأعلى ،،
    فقال وهو يبتسم :المغناطيس فوق السرير ،، أقوى من جاذبية الأرض .
    ثم قال في بهجة وسرور :لو أن كل النساء مثلك يا نجية ،، لما طلق رجل زوجته ،،ولحلت جميع المشاكل في البيوت
    وصدق رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إذ قال : (" من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها الله مثل ثواب آسية بنت مزاحم " ،،)
    لقد كنت لي نعم المعين على طاعة الله عزّ وجلّ فجزاك الله عني خير الجزاء ،، ولا فرّق الله بيننا.
    هكذا ينتصر الحلم على الغضب. وغباء وعناد بعض النساء
    نجية عندها ذكاء عاطفي واجتماعي
    هل تعلم ان داخل كل امرأة نجية عدا العنيدات فبئس لهن
    كلّ امرأة تناجي ربّها هي نجيّة
    ، تسعى لتنجو من هذه الدّنيّا لتنال جنّات عدن...
    17-ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï؛¯ï»§ï»œï»² والروماني
    اتى ï؛·ï؛ژï؛ڈ ﻣﻦ ï؛‘ﻼï؛© ï؛چï»ںï؛®ï»*ï»، ï؛‡ï»ںï»° ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï؛¯ï»§ï»œï»² ï»*ï؛ƒï»‹ï»*ﻦ ï؛‡ï؛³ï»¼ï»£ï»ھ ï»*ﻃï»*ï؛گ ï؛چï»ںï؛’ï»کï؛ژï؛€ ﻓﻲ ï؛ƒï؛*ï؛½ ï؛چï»ںﻤï؛´ï»*ﻤﻴﻦ .
    ﻓï»کï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ : ﻣï؛ژ ﻣﻬﻨï؛کï»ڑ ؟
    ï»—ï؛ژï»‌ ï؛چï»ںï؛¸ï؛ژï؛ڈ : ï؛ƒï»‹ï»¤ï»‍ ï؛‘ï؛ژï»ںﻄï؛گ ï»*ﻋﻼï؛‌ ï؛چï»ںï؛*ï؛®ï؛£ï»° .
    ï»—ï؛ژï»‌ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ : ﻫï»‍ ï؛—ï»کï؛’ï»‍ ï؛ƒï»¥ ï؛—ﻌï؛ژï»ںï؛‍ ï؛ںï؛®ï؛£ï»° ï؛ںï»´ï؛¸ï»¨ï؛ژ ؟
    ï»—ï؛ژï»‌ ﻫï؛¬ï؛چ ï»*ï؛چï»ںï»*ï»ھ ﻣï؛ژ ï؛ƒï؛—ï»´ï؛– ﻣﻦ ï؛ƒï؛ںï»*ï»ھ ﻳï؛ژ ï؛³ï»´ï؛ھï»± ﻓï؛ˆï»§ï»² ï؛ƒï؛*ﻳï؛ھ ï؛ƒï»¥ ï؛ƒï»›ï»”ï؛® ﻋﻦ ï؛«ï»§ï»®ï؛‘ﻲ ï»*ﻋﻤï»*ﻲ ï؛‘ï؛*ï»´ï؛¶ ï؛چï»ںﻜﻔï؛ژï؛* .
    ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ : ﻳï؛ژ ï؛‘ﻨﻲ ï؛‡ï»¥ ï؛چﻹï؛³ï»¼ï»، ﻳï؛*ï؛گ ﻣï؛ژ ï»—ï؛’ï»*ï»ھ ï»*ï؛چï»ںï؛کï»®ï؛‘ï؛” ï؛—ï؛*ï؛گ ﻣï؛ژ ï»—ï؛’ï»*ﻬï؛ژ .
    ï»—ï؛ژï»‌ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ : ﻣﻦ ï؛چﻳﻦ ï؛—ï؛„ï؛—ﻲ ï؛‘ﻤï؛ژ ï؛—ï؛¤ï؛کï؛ژï؛‌ ﻣﻦ ï؛ƒï؛©ï»*ﻳï؛” ï»*ﻣﻮï؛چï؛© ï؛چï»ںﻌﻼï؛‌ ؟ .
    ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ : ï»» ï؛—ï»®ï؛ںï؛ھ ï؛‡ï»» ﻓﻲ ï؛‘ﻼï؛© ï؛چï»ںï؛®ï»*ï»، ﻳï؛ژ ï؛³ï»´ï؛ھï»± .
    ï»—ï؛ژï»‌ ﻧﻮï؛* : ï»*ï؛چï»ںï»*ï»ھ ï»» ﻧï؛®ï؛؟ï»° ï؛ƒï»¥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻼï؛‌ ï؛ںï؛®ï؛£ï؛ژﻧï؛ژ ﻣﻦ ï؛ƒï؛*ï؛½ ﻋï؛ھï»*ﻧï؛ژ .
    ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ : ï؛§ï؛¬ ﻣï؛*ﻤﻮﻋï؛” ﻣﻦ ï؛چï»ںï؛*ﻨï؛ھ ﻓﻲ ï»ڈï»´ï؛® ï»ںï؛’ï؛ژï؛± ï؛چï»ںï؛*ﻨï؛ھ ï»*ï؛چï؛«ï»«ï؛گ ï؛‡ï»ںï»° ï؛‘ﻼï؛© ï؛چï»ںï؛®ï»*ï»، ï»*ï؛ƒï؛—ﻲ ï»ںﻨï؛ژ ï؛‘ﻤï؛*ﻤﻮﻋï؛” ﻣﻦ ï؛چﻷﻋï؛¸ï؛ژï؛ڈ ï»*ï؛چï»ںﻤﻮï؛چï؛© ï»ںﻨï؛¼ï»¨ï»ٹ ﻣï؛œï»*ﻬï؛ژ ﻫﻨï؛ژ ﻓﻲ ï؛ƒï؛*ï؛½ ï؛چﻹï؛³ï»¼ï»، .
    ﻓï؛¬ï»«ï؛گ ï؛چï»ںï؛¸ï؛ژï؛ڈ ï»*ﻋï؛ژï؛© ï؛‘ﻌï؛ھ ﻣï؛ھï؛“ ï»*ï؛ƒï؛£ï»€ï؛® ﻣﻌï»ھ ﻣï؛ژ ﻃï»*ï؛گ ﻣﻨï»ھ ï»—ï؛ژï؛‹ï؛ھﻩ ï؛چï»ںï؛’ﻄï»‍ ï؛چï»ںﻤï؛*ï؛ژﻫï؛ھ .
    ﻓï؛ژﻋﻄï؛ژﻩ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï؛‘ﻌï؛¾ ï؛چï»ںï»کﻄï»ٹ ï؛چï»ںï؛¬ï»«ï؛’ï»´ï؛” ï»*ﻗﻄﻌï؛” ï؛ƒï؛*ï؛½ ï»*ï؛‘ﻌï؛¾ ﻣﻦ ï؛چï»ںﻤï؛´ï؛ژﻋï؛ھﻳﻦ ï»*ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ : ï؛چï؛¯ï؛*ﻉ ﻫﻨï؛ژ ï»›ï»‍ ï؛چﻷﻋï؛¸ï؛ژï؛ڈ ï؛چï»ںï؛کﻲ ï؛ƒï؛£ï»€ï؛®ï؛• ﻣﻌï»ڑ ﻓï؛ˆï؛«ï؛چ ï؛چï؛³ï؛کï»®ï؛• ﻓï؛„ï؛—ﻨï؛ژ ï؛‘ﻬï؛ژ ï»*ï؛چï؛ںﻌï»‍ ﻗﻄﻌï؛” ﻣﻦ ï؛چï»·ï؛*ï؛½ ï»*ï؛چï؛¯ï؛*ﻉ ï»ںﻨﻔï؛´ï»ڑ ï؛‘ﻬï؛ژ ﻣï؛ژ ï؛—ï»کï؛کï؛ژï؛• ï؛‘ï»ھ ï؛‡ï»¥ ï؛£ï؛ھï؛™ ﻓﻲ ï؛چﻷﻣﻮï؛* ï؛ƒï»£ï»®ï؛* .
    ﻓﻔﻌï»‍ ï؛چï»ںï؛¸ï؛ژï؛ڈ ï»*ï؛ƒï؛—ï»° ï؛‘ﻌï؛ھ ﻣï؛ھï؛“ ï؛‘ﻤï؛ژ ï؛¯ï؛*ﻉ ﻣﻦ ï؛ƒï»‹ï؛¸ï؛ژï؛ڈ ﻃï؛’ï»´ï؛” ﻓï؛„ﻋﻄï؛ژﻩ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ﻣﻜï؛ژﻧï؛ژ ï»ںï»´ï»کï»®ï»، ï؛‘ï؛کï؛¼ï»¨ï»´ï»ٹ ï؛چï»·ï؛©ï»*ﻳï؛” ï»*ï؛ƒï»£ï؛® ï»ںï»ھ ï؛‘ï؛*ï»*ï؛گ ï؛چï»ںﻤﻮï؛چï؛© ï؛چï»ںï؛کﻲ ﻳï؛®ï»³ï؛ھﻫï؛ژ ﻣﻦ ï؛‘ﻼï؛© ï؛چﻹï؛³ï»¼ï»، ï؛‘ï؛ھï»» ﻣﻦ ﻣﻦ ï؛چï»ںï؛¤ï؛ژï؛ںï؛” ï؛‡ï»ںï»° ﻣï؛ژ ﻋﻨï؛ھ ﻋï؛ھï»*ﻧï؛ژ .
    ï»*ï؛ƒï»£ï؛® ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï؛‘ﻤï؛*ﻤﻮﻋï؛” ﻣﻦ ï؛چï»ںï؛¸ï؛’ï؛ژï؛ڈ ï؛ƒï»¥ ﻳï؛کﻌï»*ﻤﻮï؛چ ﻋï»*ï»° ﻳï؛ھ ﻫï؛¬ï؛چ ï؛چï»ںﻄï؛’ï»´ï؛گ ï؛£ï؛کï»° ï؛‡ï؛«ï؛چ ï؛£ï؛ھï؛™ ï»ںï»ھ ﻣﻜï؛®ï»*ﻩ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨï؛ژï»™ ï؛چï»ںï؛’ï؛ھﻳï»‍ ï»*ï»» ﻳï؛¤ï؛کï؛ژï؛‌ ï؛چï»ںï؛*ï»´ï؛¶ ï؛‡ï»ںï»° ﻣï؛ھï؛© ﻣﻦ ï»ڈï»´ï؛® ï؛چï؛‘ﻨï؛ژï؛‹ï»ھ .
    ï»*ï؛‘ﻌï؛¾ ﻓï؛کï؛®ï؛“ ï؛ƒï؛—ï»° ï؛چï»ںï؛¸ï؛ژï؛ڈ ï»ںﻨﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï»*ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ : ï؛³ï»´ï؛ھï»± ï؛چï»ںï»کï؛ژï؛‹ï؛ھ : ï؛‡ï»§ï»² ï»—ï؛ھ ﻋï»*ﻤï؛– ï؛چï»ںï؛¸ï؛’ï؛ژï؛ڈ ﻣﻬﻨï؛کﻲ ï»*ï»ںﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨï؛ژï»™ ï؛£ï؛ژï؛ںï؛” ï»›ï؛’ï»´ï؛®ï؛“ ï»ںﻲ ï؛‘ﻌï؛ھ ï؛چï»ںï»´ï»®ï»، ﻓï؛ژï؛«ï»¥ ï»ںﻲ ï؛چﻥ ï؛ƒï؛£ï»¤ï»‍ ï؛³ï»¼ï؛£ï»² ï»*ï؛ƒï؛£ï؛ژï؛*ï؛ڈ ﻋï؛ھï»* ï؛چï»ںï»*ï»ھ ﻛﻤï؛ژ ï؛£ï؛ژï؛*ï؛‘ï؛کﻜﻢ ﻣﻦ ï»—ï؛’ï»‍ ﻓï؛ˆï»§ï»² ï؛ƒï؛£ï؛گ ï؛ƒï»¥ ï؛ƒï»ںï»کï»° ï؛چï»ںï»*ï»ھ ï؛·ï»¬ï»´ï؛ھï؛چ .
    ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ : ﻓï؛ژï»›ï؛کï؛گ ï»*ï؛»ï»´ï؛کï»ڑ ï»*ï؛چï؛·ï؛کï؛®ï»± ï»ںï»ڑ ï؛³ï»¼ï؛، ﻣﻦ ï؛£ï؛® ﻣï؛ژï»ںï»ڑ ﻓï»*ﻦ ï؛ƒï»‹ï»„ï»´ï»ڑ ï؛³ï»¼ï؛، ﻓï؛کﻌï؛*ï؛گ ï؛چï»ںï؛¸ï؛ژï؛ڈ ï»*ï»—ï؛ژï»‌ ï؛³ï»¤ï»Œï؛ژ ï»*ﻃï؛ژﻋï؛” .
    ï»*ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںï»ھ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ﻣï؛´ï؛کï؛ھï؛*ï»›ï؛ژ : ﻓï؛ژï»›ï؛کï؛گ ï»*ï؛»ï»´ï؛کï»ڑ ﻓï؛ˆï»¥ ï»ںï»ڑ ï؛ƒï»«ï»‍ ï»*ﻣï؛ژï»‌ ﻓﻔﻌï»‍ .
    ï»*ï؛©ï؛§ï»‍ ï؛چï»ںï؛¸ï؛ژï؛ڈ ﻓﻲ ï؛ںï»´ï؛¶ ï؛چï»ںﻤï؛´ï»*ﻤﻴﻦ ï»*ï؛چï؛‘ï»*ï»° ï؛‘ﻼï؛€ ï؛£ï؛´ï»¨ï؛ژ ï؛£ï؛کï»° ï؛ƒï»¥ ï؛ںﻨﻮï؛© ï؛چï»ںï؛®ï»*ï»، ï»›ï؛ژﻧﻮï؛چ ﻳﻔï؛®ï»*ﻥ ﻣﻦ ï؛ƒï»£ï؛ژﻣï»ھ ï»*ﻳï»کï»®ï»ںﻮﻥ ï؛·ï»´ï»„ï؛ژﻥ ï؛·ï»´ï»„ï؛ژﻥ .. ï؛‡ï»¥ ï؛چï»ںï؛*ﻦ ﻳï؛¤ï؛ژï؛*ï؛ڈ ﻣï»ٹ ï؛ںï»´ï؛¶ ï؛چï»ںﻤï؛´ï»*ﻤﻴﻦ ﻣﻦ ï؛·ï؛ھï؛“ ï؛‘ﻄï؛¸ï»ھ ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںﻌï؛ھï»* .
    ï»*ï؛‘ﻌï؛ھ ï؛ƒï»¥ ﻓï؛®ï»ڈï؛– ï؛چï»ںﻤﻌï؛®ï»›ï؛” ï؛‘ï؛¤ï؛ڑ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ﻋﻦ ï؛چï»ںï؛¸ï؛ژï؛ڈ ﻓï»*ﻢ ﻳï؛*ï؛ھﻩ ï»*ï؛³ï»‚ ï؛چï»·ï؛£ï»´ï؛ژï؛€ ï»*ï»» ï؛چï»ںï؛*ï؛®ï؛£ï»² ﻓï؛¬ï»«ï؛گ ï؛‘ﻨﻔï؛´ï»ھ ï؛‘ﻴﻦ ï؛چï»ںï؛¸ï»¬ï؛ھï؛چï؛€ ﻳï؛’ï؛¤ï؛ڑ ﻋﻨï»ھ .
    ﻓï؛ژï؛£ï؛کﻀﻨï»ھ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï»*ï؛‘ﻜﻰ ï؛‘ﻜï؛ژï؛€ ï؛·ï؛ھﻳï؛ھï؛چ ï؛£ï؛کï»° ﻋﻼ ﻧï؛¤ï»´ï؛’ï»ھ ï»*ï؛‘ﻴﻨﻤï؛ژ ﻳï؛¤ï؛کﻀﻨï»ھ ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï»*ï؛ںï؛ھ ï؛*ﻗﻌï؛” ﻓﻲ ï؛ںï»´ï؛گ ï؛»ï؛ھï؛*ﻩ ﻓï؛„ï؛§ï؛®ï؛ںﻬï؛ژ ﻓï؛ˆï؛«ï؛چ ï؛‘ﻬï؛ژ ﻣﻜï؛کï»®ï؛ڈ :
    ï؛³ï»´ï؛ھï»± ï؛ƒï»*ï؛»ï»² ï؛‘ï؛¸ï»„ï؛® ﻣï؛ژï»ںﻲ ﻷﻫï»*ﻲ ï»*ï؛چﻵï؛§ï؛® ﻳï؛*ﻬï؛° ï؛‘ï»ھ ï؛ںﻨï؛ھ ï؛»ï؛ھï»—ï؛” ï»ںﻲ ï؛‘ﻌï؛ھ ﻣﻤï؛ژï؛—ﻲ .
    ï؛³ï»´ï؛ھï»± ﻧﻮï؛* ï؛چï»ںï؛ھﻳﻦ ï»ںï»کï؛ھ ﻓﻬﻤï؛– ﻣï؛ژ ﻛﻨï؛– ï؛—ﻄï»*ï؛’ï»ھ ﻣﻨﻲ
    ï؛ƒï»§ï؛– ï؛ƒï»‹ï»„ï»´ï؛کﻨﻲ ï؛چï»·ï؛*ï؛½ ï؛£ï؛کï»° ﻳﻜﻮﻥ ï؛چï»ںï؛*ﻨï؛ھï»± ï؛چï»ںﻤï؛´ï»*ﻢ ﻳï؛„ï»›ï»‍ ﻣﻦ ﻋﻤï»‍ ﻳï؛ھﻩ ï»*ï؛*ﻓﻀï؛– ï؛ƒï»¥ ï؛—ﻌﻄﻴﻨﻲ ï؛³ï»¼ï؛، ï؛£ï؛کï»° ﻳﻜﻮﻥ ï؛ƒï»*ï»‌ ï؛³ï»¼ï؛، ﻣﻦ ï؛£ï؛® ﻣï؛ژï»ںﻲ ï»*ï؛ƒï؛—ï»´ï؛– ï»ںﻲ ï؛‘ï؛ژï»ںﻌï؛¸ï؛گ ï»*ï؛چï»ںﻌï»کï؛ژï؛* ﻣﻦ ï؛‘ﻼï؛© ï؛چﻹï؛³ï»¼ï»، ﻓï؛„ﻧï؛– ï؛—ï»کï»®ï»‌ ï»ںﻲ ï؛‘ﻤï؛ژ ﻓﻌï»*ï؛– :
    ï؛ƒï»¥ ï؛چï»ںﻤï؛´ï»*ﻤﻴﻦ ï»ںﻦ ï؛—ï؛®ï»“ï»ٹ ï»ںﻬﻢ ï؛*ï؛چﻳï؛” ï؛‡ï»» ï؛‡ï»¥ ï»›ï؛ژﻥ ﻃﻌï؛ژﻣﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻤï»‍ ﻳï؛ھﻫﻢ
    ï»*ï؛©ï»*ï؛چï؛‹ï»¬ï»¢ ï»*ï؛³ï»¼ï؛£ï»¬ï»¢ ﻣﻦ ï؛»ï»¨ï»Œï»¬ï»¢ ﻓï؛*ï؛°ï؛چï»™ ï؛چï»ںï»*ï»ھ ﻋﻨﻲ ï؛§ï»´ï؛®ï؛چ
    ï»*ï؛چï؛³ï؛„ï»‌ ï؛چï»ںï»*ï»ھ ï؛ƒï»¥ ï؛—ﻜﻮﻥ ï؛*ﻓﻴï»کﻲ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛*ﻨï؛” .
    18-قصة قديمة من الباديه يا ذيب ياللي جرصوت عوا به **
    قصة قديمة جرت على بنت من البادية عندما جاء اخوها فى نصف الليل قصدة ان يسرق ابل زوج اختة وعندما قرب من منزلهم قلد صوت الذيب وقام يعوي ،وسمعتة أختة ولكنها لم تستطيع ان تذهب علية خوفا من حماتها ام زوجها فقالت هذة الأبيات
    يا ذيب ياللي جرصوت عوا به ** مدري طرب وإلا من الجوع يا ذيب
    يا ذيب لاتقهرك عنها المهابه ** يا مجفل الغزلان حنا المعازيب
    البوش كلة يم خشم اللهابه ** في فيضة السرداح والبل عوازيب
    فسمعتها حماتها فظنت انها تناجي عشيقها وانشدت الحماة
    الذيب لا يجرح صوابك بنابه ** يقذلك من بد البني الرعابيب
    تراك مثل اللي جلب له جلابة ** لادارها السوام يلقى عذاريب
    فردت البنت بهذة القصيدة موضحة الأمر لحماتها
    وحياة جلاب المطر من سحابة ** اني عذية مادخل عرضي العيب
    انا كما عد قليل شرابة ** مادوجت علية حرش العراقيب
    الذيب اخوي اللي يشيل الكسابة ** يوم ان نجوم الليل مثل المشاهيب
    واللي ظلمني جعلها في شبابة ** وتحدرة من عاليات المراقيب
    ************************
    19-حكمة عجوز
    عندما أراد العجوز أن يدخل المنزل الذي كان مدعوًا فيه، أخذ عصاه و أمسك بها بشكل مقلوب، لذلك كان توازنه في المشي غير سليم. فتندّر بذلك بعض الحضور وقالوا له بأنّه كبر وفقد عقله بحيث لا يستطيع حتى التمييز بين رأس العصا وانتهاؤها.
    فردّ العجوز بهدوء، : أمسكت عصاي مقلوبة لكي لا تتسخ سجادة منزلكم من تراب الطريق العالق في انتهاء عصاي.
    لا تستعجل الحكم على الناس بما يقلّل من شأنهم، فقد يكونون من الرقي بدرجة لا يمكنها أن تخطر على بالك.
    بعضهم يتابع حياتك ليتعلم منك الحكمة
    وبعضهم يتتبع خطواتك ليسجل عثراتك في العتمة !
    كلاهما معجب ..لكن !
    اï»·ول بحب ،
    والثاني بحسد !
    اللهم اجرنا من اهل السوء وابعدهم عنا ....!

    20-لا تقطع أذنك�� !!!!!!!!!
    يُحكى أن أحد الملوك تأخرتْ زوجته في إنجاب ولي العهد ، فأرسل في إثر الأطباء من كل أرجاء المملكة ...
    وشاء الله أن يُجري شفاء الملكة على أيديهم
    فحملتْ الملكة بولي العهد
    وطار الملك بذلك فرحاً وأخذ يعد الأيام لمقدم الأمير ...
    وعندما وضعت الملكة وليدها كانت دهشة الجميع كبيرة ، فقد كان المولود بأذن واحدة !!!!
    انزعج الملك لهذا وخشي أن يصبح لدى الأمير الصغير عقدة نفسية تحول بينه وبين كرسيّ الحكم ، فجمع وزراءه ومستشاريه وعرض عليهم الأمر.
    فقام أحد المستشارين وقال له : الأمر بسيط أيها الملك ... اقطع اذن كل المواليد الجدد وبذلك يتشابهون مع سمو الأمير ....
    أُعجب الملك بالفكرة
    وصارت عادة تلك البلاد أنه كلما وُلد مولود قطعوا له أُذنا ... وما إن مضت عشرات السنين حتى غدا المجتمع كله بأذن واحدة.
    وحدث أن شاباً حضر إلى المملكة وكان له أذنان كما هو في أصل خلقة البشر
    فاستغرب سكان المملكة من هذه الظاهرة الغريبة
    وجعلوه محط سخرية
    وكانوا لا ينادونه إلا ( ذا الأذنين ) حتى ضاق بهم ذرعا وقرر أن يقطع أذنه ليصير واحداً منهم !!!
    هل يمكن لمجتمع ما أن يكون معاقاً بالكامل ؟؟؟
    نعم .. لقد حدث هذا آلاف المرات في تاريخ البشرية ، فالله كان يرسل الأنبياء ليصححوا إعاقات المجتمعات الفكرية والسلوكية والدينية .
    فمجتمع إبراهيم كان معاقاً بالشرك ، وكان إبراهيم بينهم غريباً لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم ....
    ومجتمع لوط كان معاقاً بالشذوذ ، وكان لوط بينهم غريباً لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم .....
    ومجتمع شعيب معاقا بالربا والتطفيف ، وكان شعيب بينهم غريبا لأنه لم يكن يمارس إعاقتهم .....
    عندنا قاعدة فقهية تقول :
    ( اجماع الناس على شيء لا يُحله )
    ( الخطأ يبقى خطأ ولو فعله كل الناس ، والصواب يبقى صوابًا ولو لم يفعله أحد )
    لا تقطع أُذنك !!!!
    إذا كنت على يقين أنك على صواب فلا تتنازل عنه لارضائهم
    إذا كانوا لا يخجلون بخطئهم ، فلم تخجل أنت بصوابك .
    وتذكر دومًا أن كلمة " أكثر الناس" ما جاءت في القرآن إلا وتبعها :
    لا يعقلون
    لا يعلمون
    لا يشكرون
    21-قصة ذات دلالة حذاء العامل
    يحكى أن شيخاً عالماً كان يمشي مع أحد تلاميذه بين الحقول
    وأثناء سيرهما ش اهدا حذاء قديما اعتقدا أنه لرجل فقير يعمل في أحد الحقول القريبـة والذي سينهي عمله بعد قليل ويأتي لأخذه .
    فقال التلميذ لشيخه :
    ما رأيك يا شيخنا لو نمازح هذا العامل ونقوم بإخفاء حذائه وعندما يأتي ليلبسه يجده مفقوداً فنرى كيف سيكون تصرفه !
    فأجابه العالم الجليل :
    "يجب أن لا نسلي أنفسنا بأحزان الآخرين ولكن أنت يا بني غني ويمكن أن تجلب السعادة لنفسك ولذلك الفقير بأن تقوم بوضع قطع نقدية بداخل حذائه وتختبئ كي تشاهد مدى تأثير ذلك عليه" !!
    أعجب التلميذ بالاقتراح وقام بوضع قطع نقدية في حذاء ذلك العامل ثم اختبأ هو وشيخه خلف الشجيرات ؛ ليريا ردة فعل ذلك على العامل الفقير ..
    وبعد دقائق جاء عامل فقير رث الثياب بعد أن أنهى عمله في تلك المزرعة ليأخذ حذاءه ، وإذا به يتفاجأ عندما وضع رجله بداخل الحذاء بأن هنالك شيئا ما بداخله وعندما أخرج ذلك الشيء وجده (نقوداً) !!
    وقام بفعل الشيء نفسه في الحذاء الآخر ووجد نقوداً أيضاً !!
    نظر ملياً إلى النقود وكرر النظر ليتأكد من أنه لا يحلم ..
    بعدها نظر حوله بكل الاتجاهات ولم يجد أحداً حوله !!
    وضع النقود في جيبه وخر على ركبتيه ونظر إلى السماء باكيا ثم قال بصوت عال يناجي ربـه :
    "أشكرك يا رب يا من علمت أن زوجتي مريضة وأولادي جياع لا يجدون الخبز ؛ فأنقذتني وأولادي من الهلاك"
    واستمر يبكي طويلاً ناظرا إلى السماء شاكرا هذه المنحة الربانية الكريمة .
    تأثر التلميذ كثيرا وامتلأت عيناه بالدموع ،،
    عندها قال الشيخ الجليل :
    "ألست الآن أكثر سعادة مما لو فعلت اقتراحك الأول وخبأت الحذاء
    أجاب التلميذ :
    "لقد تعلمت درسا لن أنساه ما حييت ،،
    الآن فهمت معنى كلمات لم أكن أفهمها في حياتي : "عندما تعطي ستكون أكثر سعادةً من أن تأخذ" .
    فقال له شيخه :
    لتعلم يا بني أن العطاء أنـواع :����������
    - العفو عند المقـدرة عطـاء��
    - الدعاء لأخيك بظهر الغيب عطـاء ��
    - التماس العذر له وصرف ظن السوء به عطـاء ��
    - الكف عن عرض أخيك في غيبته عطاء ��
    22-وزن الكاس

    دخل الأخصائي النفسي يتمشى في دورة "إدارة الضغوط النفسية" حاملاً كأساً من الماء.
    فتبادر لأذهان المتدربين أنه سيتكلم عن النصف الفارغ والممتلئ !!
    لكنه سأل عن وزن الكأس !!
    تفاوتت تقديراتهم من ظ،ظ*ظ* إلى ظ¢ظ*ظ* جرام.
    فأجابهم: الوزن لا يهم ، الأهم الفترة التي ستقضيها حاملاً للكأس.
    إن حملته لدقيقة فلن تكون هنالك مشكلة.
    إن حملته لساعة ستؤلمني ذراعي.
    إن حملته يوماً كاملاً سأشعر بخدر وشلل.
    وفي كل الحالات لم يتغير وزن الكأس . لكن كلما أطلت حمل الكأس كلما زاد وزنه.
    ��وأردف قائلا: "القلق والهموم في الحياة هي تماماً مثل هذا الكأس ..
    فكر بهما قليلاً ولن يحصل شيء .
    فكر بهما مطولاً وسيبدآن بإيذائك .
    أما لو فكرت بهما طوال اليوم فستشل حركتك بحيث لن تتمكن من عمل أي شيء".
    �� "تذكر دائماً بأن تضع الكأس".
    عندما يتحدث الناس عنك بسوء
    وانت تعلم انك لم تخطيء في حق
    أحد منهم , تذكر أن تحمد الله الذي
    اشغلهم بك و لم يشغلك بهم ، تأكد أن كل الأحزان التي تمر بك إما لأن الله يحبك فيختبرك ، أو أنه يحبك فـ يطهرك من ذنوبك ، يوما ما ستكتشف أن حزنك حماك من النار ، وصبرك أدخلك الجنة .
    - تأملوها حرفًا حرفًا..
    ï؛‡ï»¥ ï؛«ï؛*ï»*ï؛“ ﻋﻄï؛ژï؛€ ï؛چï»ںï»*ï»ھ ï»ںï»*ﻌï؛’ï؛ھ ï»ںï»´ï؛´ï؛– ï؛چï»ںï؛´ï»Œï؛ژï؛©ï؛“ ,
    ﻓï؛ژï»ںï؛´ï»Œï؛ژï؛©ï؛“ ï؛·ï»Œï»®ï؛* ﻣï؛†ï»—ï؛– ï؛¯ï؛چï؛‹ï»‍ , ï»*ï؛‡ï»§ï»¤ï؛ژ ï؛«ï؛*ï»*ï؛“ ﻋﻄï؛ژï؛€ ï؛چï»ںï»*ï»ھ ï»ںï»*ﻌï؛’ï؛ھ ﻫﻲ ؛ï؛چï»ںï؛®ï؛؟ï؛ژ؛ ï»*ﻣﻦ ﻫﻨï؛ژ ﻓï؛ژلله ï»ںﻢ ﻳï»کï»‍ ï»ںï؛®ï؛³ï»®ï»ںï»ھ ï»*ï»ںï؛´ï»®ï»‘ ﻳﻌﻄﻴï»ڑ ï؛*ï؛‘ï»ڑ ﻓï؛کï؛´ï»Œï؛ھ ، ï»*ï؛‡ï»§ï»¤ï؛ژ ï»—ï؛ژï»‌ :ولسوف يعطيك ربك ﻓï؛کï؛®ï؛؟ï»°

    \\\23/( البلاغة عند العرب ) هند والحجاج
    تزوج الحجاج بن يوسف الثقفي من امرأة اسمها هند بنت المهلب رغما عنها وعن ابيها ،
    وذات مرة وبعد مرور سنة على زواجهما جلست هند أمام المرآة تترنم بهذين البيتين:
    وماهند إلا مهرة عربية ... سليلة أفراس تحللها بغل
    فإن ولدت مهر فلله درها.... و إن ولدت بغل فقد جاء به البغل ...
    فسمعها الحجاج فغضب ، فذهب إلى خادمه وقال له اذهب اليها وبلغها أني طلقتها في كلمتين فقط لو زدت ثالثة قطعت لسانك ،وأعطها هذه العشرين ألف دينار ،
    فذهب اليها الخادم فقال لها:
    كنتِ .. فبنتِ !!
    كنتِ يعني كنتِ زوجته
    فبنتِ يعني أصبحت طليقته
    ولكنها كانت أفصح من الخادم فقالت:
    كنا فما فرحنا ... فبنا فما حزنا !!
    وقالت : خذ هذه العشرين ألف دينار لك بالبشرى التي جئت بها !!
    وقيل إنها بعد طلاقها من الحجاج لم يجرؤ أحد على خطبتها
    وهي لم تقبل بمن هو أقل من الحجاج ،
    فاغرت بعض الشعراء بالمال فامتدحوها
    وامتدحوا جمالها عند عبد الملك بن مروان
    فأعجب بها وطلب الزواج منها
    وأرسل الى عامله على الحجاز ليخَبرها له.. أي يصفها له ، فأرسل له يقول إنها لاعيب فيها ،
    فلما خطبها
    كتبت له وقالت له ان الإناء قد ولغ فيه الكلب
    فارسل لها اغسليه سبعآ احداهما بالتراب
    ووافقت وبعثت إليه برسالة اخرى
    تقول: أوافق بشرط ..
    أن لا يسوق بعيرى من مكاني هذا إليك في بغداد إلا الحجاج نفسه !!
    فوافق الخليفة ،
    و أمر الحجاج بذلك .
    فبينما الحجاج يسوق الراحلة إذا بها توقع من يدها ديناراً متعمدة ذلك ،
    فقالت للحجاج يا غلام لقد وقع مني درهم فأعطنيه
    فأخذه الحجاج فقال لها إنه دينار وليس درهما ً !!
    فنظرت إليه وقالت: الحمد لله الذي أبدلني بدل الدرهم دينارا..
    ففهمها الحجاج و أسرها في نفسه
    أي أنها تزوجت خيرا منه ..
    وعند وصولهم تاخر الحجاج في الأسطبل والناس يتجهزون للوليمة فأرسل إليه الخليفة ليطلب حضوره
    فرد عليه :
    ربتني أمي على ألا آكل فضلات الرجال !!
    ففهم الخليفة و أمر أن تدخل زوجته بأحد القصور ولم يقربها إلا أنه كان يزورها كل يوم بعد صلاة العصر ،
    فعلمت هي بسبب عدم دخوله عليها، فاحتالت لذلك وأمرت الجواري أن يخبروها بقدومه لأنها أرسلت إليه أنها بحاجة له في أمر .
    فتعمدت قطع عقد اللؤلؤ عند دخوله ورفعت ثوبها لتجمع فيه اللآليء
    فلما رآها عبد الملك... أثارته روعتها وحسن جمالها وتندم لعدم دخوله بها لكلمة الحجاج تلك ،
    فقالت: وهي تنظم حبات اللؤلؤ... سبحان الله
    فقال: عبد الملك مستفهما لم تسبحين الله ؟!!
    فقالت: أن هذا اللؤلؤ خلقه الله لزينة الملوك
    قال: نعم
    قالت: ولكن شاءت حكمته ألا يستطيع ثقبه إلا الغجر
    فقال متهللا: نعم والله صدقت وفهم قصدها
    وقال قبح الله من لامني فيك ودخل بها من يومه هذا !!
    فغلب كيدها كيد الحجاج !!
    (تراث و فصاحة و بلاغة عربية)
    ، وما اقوى كيد النساء ( إن كيدهن عظيم )

    24-عـنترة في عصر الكمبيوتر

    ابراهيم عبدالعزيزالمغربي

    جالسني والأمل يحدوه للوصول إلى ما لاكه لساني من عبارات لم تتعود على أكثرها أذنه .
    رأيت مسحة الغضب تعلو جبينه ، وعزوت ذلك لما رآى ، وسمع من تغير الأحوال ، وعوج اللسان .
    حسبت أن كلماتي أعجزته وقد انصرفت بصيرته عما لاحظه من خرق في أحوالنا ، وتبدد اتصالنا بأصولنا .
    خاطبته خطاب المثقف الواعي : أريدك أن تصحبني في رحلة في شوارع القاهرة ، أو بغداد ، أو بيروت ...
    أريك ورق البردى، والمباخر ، والفــازات ، والخيام . وأنواع المقاهي ، والاستراحات .
    نظر إليّ وعيناه تمتلآن بعلامات التعجب ، والاستفهام ، وقد توقف لسانه عن الحركة .
    عندها انتابني شعور بالعُجب . أحسب أنه انبهر بما لدينا من ثقافة ، وعلم .
    قلت : أترى يا صديقي ما أصبحنا فيه من التقدم والحضارة ؟
    عندنا "التلفاز " و " والدش " و" الفضائيات " . صحيح أنها خلومن الثقافة ، والعلم ، لكنها تفخر بثلة من الممولين بالكلمات والألحان ، وجعلوا من كل عاطل صاحب فن .
    قاطعني : أفيهم شعراء ؟ قلت: فيهم أهل الفن .
    قال وما الفن لديكم ؟ قلت : الغناء ، والألحان ، ورقص من كل الجهات .
    وقد ارتقينا وتقدمنا على كثير من العالمين في " فن " الفيديو كليب" .
    قال أليس لديكم غير ذلك من الفن ؟
    قلت كــــثـير و.....
    قال لم تذكر الشعر . ألا تهتمون به كما اهتمت العرب ؟
    عندها أخذتني الغيرة ، وقد شممت في كلامه رائحة التعريض بجهلنا . فأحسست أنه يضعف عروبتنا لمجرد اهتمام كثيرين منا بالهابط من الفن عن الأدب الجاد . ولأن الفن عندنا صار معوجاً كاعوجاج اللسان .
    قلت له وقد احمر وجهي ، وعلت نبرة صوتي :
    لقد أصبح شعرك قديماً مع ما نسمع من أشعار العامية لدينا . وقد أغرقتنا ألسنتهم بالحوليات والمعلقات .
    مع نوع آخر ليس له وزن ، متنكر لما عرفتموه من أصول .
    قال : أسمعني : قلت له ليس معي " الكمبيوتر " حتى أسمعك . فقد قل لدينا الحفاظ قدر كثرة المرددين ،
    قال وما تعني بالكمبيوتر ؟
    قلت : جهاز صنعه أناس ليسوا ممن يتحدثون لغتنا ، ونحن نعتمد على لغتهم . لكننا ـ بحمد الله ـ نستطيع تشغيله ، يستطيع أن يحكي لنا شعر أهل العربية من جيلك إلى عصرنا الحاضر.
    قال عندكم ما يسهّل الحفظ لديكم ، واستحضار واستظهار شعر كل الشعراء ، ألا تستطيع أن تنشدني شيئاً ؟
    بحثت في ذاكرتي عما سمعته أخيراً من الفضائية المفضلة لدي ، فما استقام لدي غير الحب والغزل . فمددت رجلي ، واستقام ظهري ، وملأت رئتاي ، واستجمعت قواي وقلت : اسمع .
    وأنشدته ، وجاء كله على غرار : زعزوعة يا زعزوعة ما لك حلوة وملطوعة
    وقفت الكلمات عند طرف لساني ، ومنعها الحياء . أدركت أنها نوبة من الخجل اعترت الذوق .
    وضع يده على فمي ، ودعا لي ، فقد ظن أن بي مس من مرض .
    قلت له هذا ليس شعري ، إنه أنموذج مما تسمعه الملايين منا .
    أسمعت شاعرنا البسوم وقد عارض قصيدتك المشهورة بقوله :
    ولقد ذكرتك والحمار مشاكس فوق الرصيف وقد أتى الوابور
    حاول أن يسكتني ، انتفض انتفاضة العصفور بلله القطر ، غارت عيناه ، ارتعشت أوصاله ، وقع ممددا على الأرض . أسرعت إليه ، سحبت بعض أصابعي نحو صدره ، وعندها أدركت أن الهم أول المصائب .
    25-مكافأة الكرام

    د. عبد الكريم بكار

    بسم الله الرحمن الرحيم
    قال الراوي :

    كان أحدهم مسافراً بأسرته في صحراء مترامية الأطراف، وإذا بعطل مفاجئ يحدث في سيارته، وقد حاول تشغيلها لكن دون جدوى، وجلس الرجل حائراً في أمره، ولم يمض وقت طويل حتى أوقف أحدهم سيارته، وترجل منها قائلاً : خير ما الذي حدث ؟ وحاول معه مرة أخرى في تشغيل السيارة ... ثم قال للرجل : هذه سيارتي أكمل سفرك فيها مع أسرتك، وأنا أجلس هنا عند سيارتك حتى ترسل لي (سطحة) من بلدك نحمل عليها سيارتك .

    قال صاحبنا : هذا غير معقول، لأنه يعني أنك ستجلس هنا قرابة عشر ساعات .

    قال الرجل : لا بأس أنا شخص ، وأنتم عائلة !. وأخذ صاحبنا سيارة الرجل الشهم ورقم هاتف منزله، ومضى، وفي صباح اليوم التالي وضع سيارته في ورشة الإصلاح، وأعاد السيارة الأخرى إلى صاحبها...

    ومرت الأيام، وتذكر صاحب السيارة المعطوبة المعروفَ الذي صنعه معه صاحبه، فاتصل على بيته ليسأل عنه، فقالت زوجته : هو في السجن، وذكرت له اسم السجن، وفهم منها أنه سُجن بسبب الديون التي عليه.

    وفي اليوم التالي أخذ الرجل معه مئة ألف ريال، وذهب إلى السجن وأعطاها لضابط السجن، وقال: هذه لقضاء ديون فلان وإخراجه من عندكم . قال الضابط : من أنت ؟ قال له : لا داعي لأن أذكر لك اسمي، ومضى ...

    بعد عشرين يوماً اتصل ببيت صاحبه ليطمئن عنه، فقالت له زوجته: مازال في السجن .

    فما كان منه إلا أن سارع إلى السجن ، وسأل الضابط عن سبب عدم إطلاق سراح صاحبه، فقال : الدين الذي عليه ثلاثة ملايين وليس مئة ألف ، ثم أردف قائلاً : أنا حائر في أمري ممن أتعجب، هل أتعجب منك حين جئت بمئة ألف ريال دون أن تذكر اسمك ؟ أو أتعجب من صاحبك السجين حين قال لي : المئة ألف لن تصنع لي شيئاً ، فأرجو أن تطلق بها سراح بعض زملائي المسجونين ممن عليه خمسة آلاف وعشرة آلاف ... وقد أطلقت بها فعلاً اثني عشر مسجوناً .

    قال صاحبنا : خير إن شاء الله وغاب قرابة شهر ثم عاد وقد جمع الملايين الثلاثة من مدخراته ومن بعض المحسنين، وأطلق بها سراح صاحب المروءة ...

    هذه القصة واحدة من قصص كثيرة يتحدث عنها الناس، وهي دليل على أن البذل في سبيل الله، وعون الآخرين لا يذهب هباءً ، بل إن جزاءه كثيراً ما يكون سريعاً جداً وبأضعاف مضاعفة، ولاغرابة في هذا، فالمتصدق يتعامل مع من اتصف بالرحمة والكرم والغنى ، وهو ـ جل وعلا ـ تعهد في كتابه وعلى لسان نبيه بأن يخلف على الباذلين من أجله .

    وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة أستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    زارع الأمل

    عادل مناع


    26-الشاب الضرير

    بملامحه التي ظهرت عليها أمارات اليأس والإحباط، توجه الشاب الضرير "أمجد" إلى قطار الدرجة الثانية بصحبة أخيه، والذي أجلسه في مقعد خال متستعينًا بمصباح هاتفه، حيث ساد القطار المتهالك ظلام سائد، ثم ودعه وانصرف.
    وحتمًا لم يدر أمجد بأنه يجلس بجانب رجل يبدو من هيئته بأنه قد تجاوز عقده الخامس، يجلس في مقعده وابتسامة عذبة قد ارتسمت على محياه، حال الظلام والعمى بين أمجد وبين رؤيتها.
    جرس الهاتف يدق، فيخرج أمجد هاتفه من جيب معطفه، وظهر أن المتصل هو والده، والذي حادثه قليلًا، ثم رد عليه أمجد:
    لا تقلق يا والدي فابن عمي سينتظرني كما تعرف في محطة بني سويف.
    لا تخف، وضحك ضحكة متهالكة ساخرة قائلًا: حتى إن حدث لي مكروه، فلن يضر العالم وجودي من عدمه، أنا أعيش كالحيوانات أتناول طعامي وأخرجه، وأنام لا أختلف عن السرير الذي أنام عليه.
    كيف لا أقول ذلك الكلام يا أبي؟ أليست هذه حقيقة؟ إنني أتمنى الموت في كل دقيقة.
    حسنا يا أبي، سأتصل بك بمجرد وصولي.
    انتهت المكالمة الهاتفية، فإذا بيد حانية تأخذ طريقها إلى كتف أمجد، تبعتها كلمات ذلك الشيخ الذي يجلس بجواره؟
    لماذا كل هذا القدر من التشاؤم يا ولدي؟ الحياة جميلة، أجمل مما تعتقد.
    أمجد وهو يكبت ضيقه: جميلة؟ وما الجميل فيها يا والدي؟
    الشيخ: أنك موجود فيها. أثارت الكلمة انتباه أمجد، فرد باهتمام: كيف؟
    الشيخ: لأنها من أجلك، هكذا خلقت، من أجلك أنت كانت الشمس والنجوم والشجر والبحار والأنهار، لأنك خليفة في الأرض.
    أمجد: قل هذا الكلام لمن يرون الحياة، ويشاهدون ما تتحدث عنه، الذين يشاهدون جمال الطبيعة كما تشاهدها أنت تمامًا، و...
    قاطعه الشيخ: لكن تلك المشاهد حية في كيانك، في حسك، فقط دع عنك اليأس والإحباط، سترى جمال الحياة كما أراها، سترى مشهد الغروب عندما تعانق الشمس صفحة المياه وتغيب في أحضانها.
    بدا أمجد مشدوهًا من تلك العبارات التي بدت وكأن صاحبها يرسم بها لوحة شعرية، لكنه تابع الإنصات والشيخ يستطرد:
    سترى مع تفتح الزهرة أمل جديد في الحياة، سترى سريان ماء النيل ينتقل بك بين القرون السابقة واللاحقة في نهر الزمن، قاطعه أمجد باهتمام: سيدي هل أنت شاعر؟
    ابتسم الشيخ ابتسامة عريضة مجيبًا: لا يا ولدي، ولكنني أرى جمال الحياة، وحطم جمالها كل ذرة يأس قد يدب إلى نفسي.
    أمجد: ليتني كنت متفائلًا مثلك، ولكن كما يقال: يدك في المياه، ويدي في النار، ولن تشعر بمرارتي.
    الشيخ: يا ولدي إن كان الله قد أخذ بصرك فلم يحرمك من البصيرة، وإن كان قد سلب منك نعمة فقد أنعم عليك بما لا تحصيه عددًا، لماذا تنظر إلى ما أُخذ منك، ولا تنظر إلى ما أعطيت، لا تستصغر نفسك وتحتقرها على حالها، وانظر إلى ما ذخر به العالم ممن سلبوا نعمة البصر وصاروا فخرًا لأن يذكرهم التاريخ، لماذا ترى نفسك أقل من هؤلاء؟
    أمجد: أتعرف، إنني لم يسبق لي أن حدثني أحدهم بهذا الشكل، كلامك أجد له أثرًا عميقًا في نفسي.
    الشيخ: إذا، فلتطوي صفحات الماضي، واعتبر هذه اللحظات بداية حياتك، وولادتك الجديدة، وعاهدني على أن تستثمر كل موهبة وطاقة لديك، في أن تسير إلى الأمام.
    تهلل وجه الشاب وهو يقول: لقد فجرت في نفسي مشاعر كنت أظن أنها ماتت، إنني أشعر الآن بقوة لم أعهدها، وأرجوك، كن على صلة بي دائمًا، وتفقد أحوالي، أنا أحتاج لمثل هذه الروح التي بعثت فيَّ الأمل من جديد.
    ربت الشيخ على كتف الشاب في حنان وهو يقول: إنك لست بحاجة إلى، فأنا على يقين من أنه قد ولد فيك العزم من جديد، سأنزل في المحطة القادمة، في رعاية الله يا ولدي.
    وفي سرعة سأله أمجد: هل كنت في عمل؟
    أجاب مبتسمًا: نعم، عمل يومي، أستقل القطار يوميًا من الجيزة التي أقيم فيها إلى بنها، وأعود في أول قطار.
    تعجب الشاب، وقال: لماذا؟
    اتسعت ابتسامة الشيخ وهو يقول: أزرع الأمل في قلوب مات فيها الأمل.
    قالها وهو ينهض حيث توقف القطار في محطة الجيزة، وودعه: في رعاية الله يا ولدي، في رعاية الله، فأجاب الشاب ممتنًا: في أمان الله يا زارع الأمل، ولكنه سرعان ما اتسعت حدقتاه دهشة، إذ سمع صوتًا مألوفًا لديه من قِبل الشيخ، صوت عصا طويلة رفيعة يملك أمجد أختها يتحسس بها الأعمى الطريق.
    27-حذاء الرئيس " قصة قصيرة"

    محمد شوكت الملط

    بسم الله الرحمن الرحيم
    "1"

    فى صباح يوم شتاء شديد البرودة ، الساعة السابعة والنصف يدخل فريق مستشارى الرئيس إلى القصر الرئاسى المنيف ، يتوجهون سريعا صوب قاعة الاجتماعات الفخمة .
    كل عضو من أعضاء المجلس الإستشارى يجلس فى مكانه المحدد ، يضع أمامه ملفه الخاص ، به أوراق ومستندات مهمة ، تحمل معلومات دقيقة ، سيعرضها على الرئيس .
    كالمعتاد يجلس الأعضاء معاً قبل بدء الاجتماع بمدة طويلة ، لابد من الاستعداد النفسى ، إنهم يتهيأون لاستقبال الرئيس ، يرتبون أوراقهم ، ينسقون فيما بينهم ، يؤكدون عما سيتحدثون فيه ، يحذرون من الخروج على النص ، وإلا...
    خارج القاعة الجميع على أُهبة الاستعداد ، الإضاءة ، المقاعد ، التكييف ... ، ليكون هذا الاجتماع حسبما يرغب الرئيس ، وإلا سمعوا أو رأوا ما يخشونه ، وأقله الطرد من قصر الرئيس بلا عودة ، وفى حالة غضب الرئيس يكون الطرد إلى مكان مجهول ، ربما لاتُرى فيه الشمس ولا تطؤه قدم إنسان .
    فى الموعد المحدد فى الساعة التاسعة صباحا ، يدخل الرئيس مكتبه منتشيا فخورا كعادته ، تعلو وجهه ابتسامة ، الجميع فى انتظاره ، كل فى مكانه المحدد ، كل قام بما هو مكلف به على وجه الدقة .
    الهدف الوحيد من هذا الاجتماع هو مناقشة التعديل الوزارى المرتقب ، مستشارو الرئيس سيقدمون له أسماء الوزراء المقترحين ولكل وزير أربعة بدلاء ، وأمام كل اسم مختصر لسيرته الذاتية ، يختار الرئيس من يريد ويرفض من يريد ، دون أن ينبس أحدهم ببنت شفة.
    شرع كبير المستشارين فى عرض الأسماء الأساسية والاحتياطية لخمس وزارات ، لم يرد الرئيس واحدا من المرشحين الأساسيين ، لمعرفته الجيدة بتلك الشخصيات ، فقد تعامل معهم من قبل فى وزارات مختلفة.
    ارتسمت على وجوههم ابتسامات عريضة ، لم يصدقوا أنهم انتهوا من اختيار خمسة وزراء فى توقيت قياسى.
    استأنفوا عرض الأسماء المقترحة ، عرضوا اسم الوزير المرشح الأساسى لوزارة التربية والتعليم ، الذى ظنوا أن الرئيس سوف يوافق عليه ، دون أى مناقشة ، إنه كنزعظيم تفخر أى دولة بأن يكون هذا الرجل من مواطنيها .
    السيرة الذاتية لهذا الشخص مختلفة ، يمتلك مواهب فذة ، ذكروا اسمه ، مؤهلاته ، خبراته، الرجل من أشهر العلماء عالميا فى مجال التربية والتعليم ، ترك أمريكا لأسباب خاصة - بعد أن قضى فيها ربع قرن - على الرغم من النجاحات الهائلة التى حققها هناك ، لم يوافقوا على رحيله إلا بعد إصراره .
    ذكروا تاريخ ميلاده ، محل إقامته الحالى ، محل الميلاد ، غاب عن مستشارى الرئيس أن ذلك الشخص ينتمى إلى ذات المنطقة التى ينتمى لها الرئيس ، و كذلك فإن سنة ميلاده هى سنة ميلاد الرئيس .
    فجأة تغير وجه الرئيس ، شرد ذهنه لبرهة ، تغير وجهه ، بدت عليه علامات الغضب الشديد، صرخ صرخة مدوية ، كأن سكينا اخترق صدره.
    ما الأمر - سيادة الرئيس - ؟ (على استحياء سأل كبير المستشارين) .
    لم يرد عليه الرئيس .
    سيطر السكون على المكان ، لم يجرؤ أحدهم على أن ينطق بكلمة .
    مرت بضع دقائق ، بصوت جهورى نطق الرئيس : احضرو لى هذا الشخص حيا أو ميتا الساعة الثانية والنصف بعد متنصف هذه الليلة .
    تركهم الرئيس دون أن يخبرهم بفض الاجتماع .

    "2"

    على صوت الرئيس المدوى هُرع إلى قاعة الاجتماعات كبار رجال القصر ، استدعوا قادة الأجهزة الأمنية المختلفة ، أربع جهات أمنية شاركت فى وضع التقارير الأمنية عن جميع المرشحين للوزارة ، أساسيين كانوا أم احتياطيين ، ومن هذه التقارير قُدم للرئيس مختصر السيرة الذاتية لكل مرشح .
    كل من له صلة بهذه التقارير أصابه الفزع والخوف ، مما قد يحدث له، نتيجة هذه السقطة الكبرى ، تبادلوا الاتهامات ، كل يلوم الآخر ، كل ينفى تقصيره ، بعد مدة زمنية ليست طويلة ، ذهبت آثار الصدمة ، اتفقوا على مناقشة الأمر بموضوعية ، توصلوا بعد مناقشات طويلة إلى أن أحدهم لم يقصر ، أجمعوا على أنهم سيتحملون المسئولية معا ، وليكن ما يكون .
    الأمر فيه سر ، لايعرفه أحد من البشر إلا الرئيس ، ومع ذلك فسوف يتأكد كل منهم من المعلومات التى وردت فى تقريره .
    سريعا وبعد أقل من ساعتين ، اجتمعوا مرة أخرى ، أكدوا جميعا أن الشخص المطلوب إحضاره حيا أو ميتا ، ليست له انتماءات دينية أو إيديولوجية أو سياسية ،إلا أنه رجل حقق فى حياته نجاحات منقطعة النظير .
    قال بعضهم لبعض : ربما تكون هذه النجاحات هى مشكلته الكبرى ، وعلينا أن ننفذ الأوامر طاعة للرئيس ، أمروا قوات الأمن بإحضاره فورا.

    "3"

    بعد تناوله وجبة العشاء جلس الدكتور "أسعد" وسط أفراد أسرته ، فى الطابق الثانى من الفيلا التى يمتلكها ، بأحد الأحياء الراقية وسط العاصمة ، أثناء متابعتهم نشرة الأخبار ، علموا أن الإعلان عن التشكيل الوزارى الجديد سيُعلن عنه خلال ثمانى وأربعين ساعة .
    بصورة عفوية سأل الابن الأصغر: ماذا ستفعل يا أبى لو عرضوا عليك منصبا وزاريا ؟ . لم يفكر الدكتور "أسعد" طويلا فى الرد .
    أجاب : بالطبع سأرفض .
    ولماذا يا أبى ؟( سأله ابنه مرة أخرى) .
    أجاب الأب : يا بنى ...السياسة فى بلادنا شعارها " سمك - لبن - تمرهندى" ، لو أصبحت وزيرا فسوف أكون بمثابة سكرتير للرئيس أنفذ أوامره ، حتى ولو غير منطقية ، فى بلادنا المهم ارضاء الرئيس لا ارضاء الضمير.
    بنبرة حزينة أكمل الأب حديثه قائلا : يا بنى... العالم من حولنا يتقدم ونحن فى تقهقر ، أتعرف لماذا ؟ ، لأننا نعرف طريق التقدم ولا نسير فيه ، ونعرف أننا نسير فى طريق الفشل ونصر على عدم التراجع .
    فى بلادنا الرئيس يهدم كل ما قام به سلفه وكذلك الوزير ، ليست لنا سياسات واضحة...
    لم يكمل الرجل حواره مع ابنه ، فوجىء مع باقى أفراد الأسرة بمكبرات الصوت تنادى : على الدكتور أسعد الحضور أمام باب منزله فورا ودون تأخير، وإلا سنقتحم المكان ، خمس سيارات مصفحة محملة بالجنود المددجين بالسلاح ، بصحبة العديد من قيادات أمنية ، تحيط بالفيلا من جميع الجهات ، دون أن يُغير الرجل ملابسه خرج ، وهو لا يكاد يصدق ما يجرى.
    اقتادوه بلا احترام أو تقدير لمكانته العلمية أو الأدبية ، دون النظر لحالته الصحية أو لكبر سنه ، الرجل يكاد يصاب بالجنون ، لا يدرى ما السبب فيما حدث ، ومهما حدث فهل هذه هى الطريقة اللائقة لاستدعائه لأى جهة ، لم يخبره أحد عن السبب وراء هذا الهجوم التترى ، بل لم يحدثه أحد من الأصل .

    "4"

    فى إحدى الغرف الضيقة المظلمة ألقوا به، بعد أن غطوا عينيه بعصابة سوداء ، تركوه لأكثر من ساعة ، أصابته قشعريرة ، الجو شديد البرودة كأنه يجلس عاريا فى شارع من شوارع موسكو .
    مازال الرجل مندهشا مما يحدث له ،عاش أكثر من ربع قرن فى أمريكا لم يرَ ما يراه الآن ، تذكر ما كان يقرؤه عن وحشية التعذيب التى يلاقيها المعارضون للنظام فى بلاده ، لكنه لم يشارك هؤلاء المعارضين ، لم يلتقِ بأحدهم ، لم يراسل واحدا منهم ، ماذا جرى ؟ .
    فجأة فُتح باب الغرفة ،سمع صوت خطوات تقترب منه شيئا فشيئا، فاذا بشخص يقف أمامه، يوجه له الحديث قائلا : يادكتور نحن نأسف لما حدث لك ، وهذا الأمر خارج عن إرادتنا ، إننا نعلم عنك كل صغيرة وكل كبيرة ، ونحن متأكدون من أنك لا تعادى النظام ، ولست من المعارضين ، بل ولا تعتنق أية توجهات سياسية مخالفة لنا .
    رد عليه الدكتور " أسعد" بصوت خافت : إذاً أين هى المشكلة ؟ .
    قال : لم تكن لك مشكلة مع أحد ، ولكن واضح أن لك مشكلةً مع سيادة الرئيس نفسه ، نحن لا نعرفها ، ولم يخبرنا بها ، وهذا هو سبب المجىء بك ، فلتخبرنا عنها .
    تحدث الدكتور "أسعد" بصوت مرتعش : أنا ليس لى مشكلة مع أحد من البشر ، لا مع الرئيس ولا مع غيره ، ولم تربطنى فى يوم من الأيام علاقة بشخص الرئيس ، لا من قريب ولا من بعيد ، اللهم إلا أنه كان زميلا لى فى التعليم الأساسى ، طفلان فى فصل واحد ، لمدة ثلاث سنوات ، قضيتها فى قريتى ، ثم انتقل أبى بأسرتنا كلها إلى العاصمة ، ولم تعد لى علاقة بقريتى إلا فى المناسبات فقط ، ولم أعد أتذكر شيئا سوى أسماء التلامذة زملائى فى الفصل ، ومنها اسم الرئيس خماسيا .
    تنهد قليلا ثم استأنف حديثه ...
    وعلمت كما علم الناس باسمه يوم تولى حكم البلاد ، ومرت الأيام والسنون ولم ألتقِ به فى يوم من الأيام ، ولم أسعَ للقائه ، لم أتفاخر بزمالتى للرئيس أمام أى شخص حتى أبنائى .
    الشخص المجهول الذى يسمعه الدكتور "أسعد" ولا يراه هو الوحيد الذى تحدث معه بأسلوب فيه شىء من الاحترام ، هذا الشخص فى نهاية حواره معه حاول أن يُهدئ من روعه ويطيب خاطره ، أخبره بأنه سيقابل الرئيس بعد أقل من ساعة بملابسه التى حضر بها ، وقد صارت رائحتها كريهة ، حذره من الخروج على النص.
    إذا دخلت على الرئيس فلا تتكلم ، إلا إذا طلب منك الكلام أو سألك سؤالا ، التزم بتوجيهات رجل الأمن المرافق لك ، ولا تضعنا وتضع نفسك فى مواقف محرجة ، ختم الرجل حديثه معه ، تركه وحيدا فى الغرفة وخرج .

    "5"

    اقترب الوقت من الساعة الثانية والنصف صباحا ، كان الدكتور " أسعد" قد أُصيب بالإجهاد والتعب من كثرة وقسوة ما تعرض له من مواقف مهينة ، ساءت حالته النفسية ، لم يُصب من قبل بمثل هذه الإهانات التى تعرض لها هذه الليلة ، لم تنسه هذه المواقف اللاإنسانية القاسية التفكير فى أسرته ، إنه قلق على زوجته وأولاده ، ماذا حدث لهم ؟، هل يُفعل معهم ما يُفعل معى الآن ؟ ، هل يتعرضون لمثل هذه المواقف المهينة كما أتعرض لها ؟ أسئلة ظلت تراوده فى ذلك الوقت العصيب.
    وجاء الموعد ، موعد لقاء الرئيس ، ولكنه لقاء مختلف ، الرئيس هو الذى طلبه ، وحده سيلتقى بالرئيس دون أن تُنصب الكاميرت لتصوير اللقاء ، حتى الملابس ليتها غير لائقة وفقط ، لكنها ملابس رثة قذرة ، ليست من قيمة الرجل العالم .
    بعد أن رفعوا العصابة عن عينيه ، أدخلوه إلى غرفة واسعة ، إضاءة خافتة فى مدخلها ، وفى آخرها يظهر من بعيد رجل يجلس على مقعد ، يمد رجليه على منضدة صغيرة منتعلا حذاءً فخما ، الأضواء الشديدة مسلطة صوب الحذاء بصورة مركزة .
    على الرغم من الارتباك الذى تملكه ، إلا أنه تذكر ماركة هذا الحذاء ، إنها الماركة الأمريكية الشهيرة ، تذكر ثمنه ، الذى يقارب العشرين ألف دولار أمريكى.
    أدار عينيه بعيدا عن الحذاء ، ليرى منتعله ، تبين بكل وضوح ، إنه فخامة الرئيس ، التقت عيناه بعينيه ، لجزء من الثانية ، نظر إليه الرئيس نظرة استعلاء ، لم يعره اهتماما ، همت نفسه بالكلام ، يرغب فى أن يشكو للرئيس ما حدث له من إهانات ، لكنه تذكر وصايا الرجل الذى تحدث معه ولم يره.
    بعد أن تأكد أن الزائر قد رآه رأى العين ، أشار الرئيس بيده لرجل الأمن المرافق للدكتور " أسعد" ، إشارة تفيد بأن أخرجوه فورا ودون تأخير ، لم تدم تلك المقابلة سوى دقيقتين أو أقل.

    "6"

    فى تمام الساعة الثالثة إلا ربع فجرا ...ألقوا بالدكتور "أسعد" بعيدا عن القصر الرئاسى ، بما يزيد عن مسافة ثلاثة كيلومترات .
    وجد نفسه وحيدا ، فى مكان بارد موحش ، يكاد لا يرى شيئا ، المكان يكسوه الظلام الدامس والصمت المرعب .
    قال لنفسه : من الممكن أن أموت هنا ولا أحد يرانى أو يعرف بوجودى ، وليس معى هويتى الشخصية .
    أحس بالدوار، ثارت نفسه للقىء ، كاد يفقد توازنه ، حاول أن يلملم أشلاء نفسه ، التفت يمينا والتفت يسارا ، عسى أن يجد سيارة تقله إلى بيته ، ليس معه مال ، لا يوجد معه رفيق ، ملابسه التى لم يسمحوا له بتغييرها ، باتت وكأنها ملابس شحاذ ، أو ملابس مجنون يسير هائما على وجهه فى الشوارع .
    وقف فى عُرض الشارع أكثر من ساعة ، يعانى من قسوة البرد القارس ، من شدة الخوف ، ثم جاءت سيارة ، اصطحبه قائدها معه ، بالطبع لم يعلم حكايته ، وإلا ما أركبه سيارته.
    كانت الأسرة فى انتظاره ، قلق ورعب و خوف ، أجروا اتصالات كثيرة بالعديد من الأقارب والأصدقاء ، من ذوى المراكز المرموقة والمناصب الكبرى فى البلاد ، غير أن جميعهم لم يردوا ، إلا واحد منهم أجاب على استحياء ، تحدث بصوت خفيض مرتجف وقال : إن الموضوع أكبر منه ، ولا يستطيع أن يفعل شيئا ، وإلا أُطيح به من منصبه ، وأُلقى به فى المكان المعتاد للمغضوب عليهم من النظام.

    "7"

    أمام باب الفيلا ، الزوجة والأولاد ينتظرون ، لم يناموا ليلتهم ، وكأنهم كانوا يشاركون الأب مأساته ، التى عاشها وحده الليلة الفائتة ، ظلمة ما بعد الفجر تودع الكون ، تلفظ أنفاسها الأخيرة ، بدأ ضوء النهار يتجلى ، يبدد تلك الظلمة حتى يستطيع بقدر الله أن يمحوها ، فيرى الناس بعضهم بعضا .
    لم يمر وقت طويل ، رأوا شبح رجل خمسينى يتجه صوبهم ، تدريجيا استطاعوا أن يتعرفوا عليه ، إنه الدكتور" أسعد" ، هُرعوا جميعا إليه ، بمجرد أن وصلوا إليه أُغمى عليه ، سريعا طلبوا له سيارة الإسعاف ، انطلقت به إلى المستشفى ،إلى غرفة العناية المركزة أدخلوه.
    مرت ست ساعات طوال ، والرجل ما بين الحياة والموت - كما قال الأطباء عن الحالة - ، تدريجيا تحسنت حالته ، اطمأنوا عليه ، نقلوه إلى إحدى غرف المستشفى ، دخل عليه أفراد أسرته ، لم يكلمهم ، ولم يرد عليهم إلا بالإشارة بيديه ، رغم قدرته على الكلام .
    الموقف ليس موقف كلام ، ولكنه موقف تفكر وتدبر ، ماذا حدث لى ؟ ولماذا حدث ؟ ولماذا معى أنا بالذات ؟ ، ولماذا حدث ذلك الآن ولم يحدث من قبل ؟ ، وما معنى قولهم : " إن مشكلتك مع الرئيس نفسه ؟ " ، وماذا فعلت أنا مع الرئيس ؟ ظلت هذه الأسئلة تدور فى رأس الدكتور "أسعد" بضع ساعات دون أن يجد لها إجابات .
    مازال يفكر ويعيد التفكير ، يتذكر ويعيد التذكر من جديد ، يتذكر أول يوم رأى فيه شخص الرئيس وهو طفل صغير ، تلميذ فى المدرسة ، فى التعليم الأساسى ، ينقب عن المواقف التى ربما نتجت عنها مشكلة مع هذا الطفل الصغير ، ربما اعتدى عليه بالضرب ، أو أصابه بسوء وهو غير متعمد .
    مازال يعصر تفكيره ويجهد عقله ، أملا فى الوصول إلى موقف أغضب الطفل الصغير الذى مرََّ أكثر من أربعين عاما ، ولم يذهب عنه غضبه .
    أربعون عاما أو أكثر مدة زمنية طويلة جدا ، كيف يستطيع الإنسان أى إنسان ، ولو كان عبقريا أن يُرجع الذاكرة إلى الوراء كل هذه المدة ، ليأتى بموقف بين طفلين صغيرين .
    فجأة نطق الرجل بصوت جهورى ، كاد يزلزل مبنى المستشفى : " يوريكا " كما صدع بها " آرشميدس"- أى وجدتها - عندما توصل إلى قانون الطفو، ماذا وجدت يا دكتور "أسعد" ؟ (سأله كل من حوله فى الغرفة ).
    تحدث بهدوء وبصوت خفيض دون انفعال وقال : تذكرت ذلك الموقف الذى حدث بينى وبين الرئيس وهو طفل صغير ، عدت إلى المدرسة بعد أن قضينا الإجازة بمناسبة أحد الأعياد ، وأثناء وقوفى معه فى فناء المدرسة ، قلت له : انظر إلى حذائى الجديد لقد اشتراه لى أبى بمبلغ كبير ، هذا الحذاء لا يلبس مثله أحد من التلامذة فى المدرسة ، هذا ما قاله لى أبى ، عندها تمتم بعض الكلمات التى لم أسمعها ، تركنى مبتعدا عنى ، وهو ينظر إلى حذائه القديم المهترىء ، تركنى وأنا لا أفهم لماذا تركنى ؟ .
    صمت الدكتور "أسعد" برهة ثم استأنف حديثه قائلا : الآن أتذكر أن الموقف لم ينتهِ عند هذا الحد ، وإنما استمر حتى دخلنا الفصل ، فإذا به يشكونى إلى المُدرسة أننى قد تفاخرت عليه بحذائى الجديد ، وأننى قد عايرته بحذائه القديم المتهالك ، الأمر الذى لم يحدث ، نفيت للمدرسة مزاعمه أمام التلاميذ ، صدقتنى المدرسة وكذبته ، وسط ضحكات زملائنا ، ومن يومها ابتعد عنى ولم يكلمنى مرة أخرى .
    28-هكذا تركناك خلف ظهورنا!!

    أبو مهند القمري

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لم تنمحني الحياة فرصة؛ كي ألتفت إلى تلك المعاناة التي تعتصر قلباً مكلوماً!!
    يطوي سهاده طي وسادته كل ليلة، ممزوجاً بدموع الأسى والحرمان!!
    يخفق بأنَّات مكبوتة . . يتمنى أن يجد من يسمع زفراتها!! لعله يمسح عنه ألم المعاناة!!
    إنه قلب فتاة طاهرة . . تنطلق من قسماتها نسائم الفجر . . تستشعر في عينيها الكثير والكثير من الكلمات!!
    بل الكثير والكثير من الآلام والآمال التي انحصرت كلها بين طيَّات وسادتها!!
    فهي تخاطبها كل ليلة!!
    نعم , , بل . . وتناشدها مزيداً من الأحلام والآمال . . لعلها تخفف عنها ألم الحرمان!!
    يخفق قلبها بين الحين والآخر . . رباه . . هل لتلك الآلام من آجال؟!
    فتمسح على قلبها يد من الرحمات حانية!!
    تبعث بأشواقها إلى أعراس الجنة . . حيث الولدان المخلدون . . بوجوه كاللؤلؤ المنثور!!
    يحملون لها بين أيديهم صحائف من ذهب وأكواب!!
    فتهبُّ على قلبها المكلوم رياح البهجة والسرور؛ فتبدل دموع حزنها بدموع فرح وحبور!!
    تطوي ضحكاتها مجدداً بين طيَّات وسادتها . . وكأنها تسألها كتمان سر تلك الضحكات!!
    وهكذا تمضي بها الأيام . . تطوي بوحدتها ليلة وارء ليلة!!
    واحدة بالآمال وأخرى بالآلام!!
    تتذكر بين الحين والآخر حلم طفولتها . . ذلك الذي استلبته منها يدٌ غاشمة عابثة!! وهي في الشهر الخامس من ولادتها!! حينما امتدت إليها لتطعيمها؛ فأصابتها بشلل تامٍ في قدمها اليمنى!!
    فمضت بها سنون العمر . . تكبر فيها . . وتكبر معها إعاقتها!!
    حتى تضاعفت في ظهرها الآلام . . فقرروا إجراء عملية لتخفيفها . . فنجحت في تخفيف آلام ظهرها . . ولكنها أصابتها بشلل تام في كلتا قدميها!!
    توافد الناس على بنت العشرين عاماً؛ ليواسونها في مُصابها!!
    فوجدوا وجهاً مضيئاً . . يشع بنور الإيمان . . وقلباً طاهراً . . مُفعماً بالرضا بقضاء الله وقدره . . فواستهم هي بكلماتها النورانية، لتخفف عنهم وطأة جزعهم . . وشفقتهم عليها!!
    صارت بصبرها مضرب الأمثال . . بل صارت قمةً تتصاغرُ القمم إذا قورنت بهامتها!!
    تجرفها عاطفة الأمومة حيناً . . فتتمنى وليداً يتقلب بين أحضانها . . وتحمله بيديها!!
    فتبعث بآمالها بعيداً . . لعلَّها تجد زوجاً حنوناً يستوعب ألم الرغبة مع الحرمان!!
    لكن سرعان ما تطوي خجلها بين جنبيها . . خوفاً من أن تكشف النظرات سرَّ رغبتها!!
    فتنظر إلى السماء راجية في رحمة الله . . لعله يحقيق لها أمنيتها!!
    تختبئ أمها؛ لترقبها من بعيد، وعينها تذرف من الدمع ما لو رأته لزاد من حسرتها!!
    رباه . . هذه فتاتي التي أرجو من الله أن يسوق لها يوماً . . من يمنح لها ولو جزءً يسيراً من سعادتها!!


    هذه قصة حقيقة وقفت عليها بنفسي، وأملي أن يعجل الله بتفريج كربتها، ولكن هلَّا التفتنا لمعانة أمثالها من المعاقين والمعاقات . . الذين تركناهم بالفعل خلف ظهورنا، واستمتعنا بما أنعم الله علينا من جميع الحواس!! فلعل الله أن يرسم بأيدينا البسمة على شفاههم من جديد؟! فهل من مجيب؟!
    كيف طارت ورقة الاختبار؟!

    أحمد خالد العتيبي

    29-ستين من ستين

    يخبرني أحد أقاربي بقصة زميل له بجامعة الملك عبد العزيز بجدة يقول: تعب والدي في البيت وأحس بآلام في قلبه وكان ذلك يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء اختباري بالجامعة.

    قال لي والدي : أريدك أن تذهب بي إلى المستشفى قلت له : " أبشر " فأخذت مذكرتي التي سوف أمتحن بها غداً فتوجهت للمستشفى.

    وبعد الكشوفات والتحاليل قال لي الدكتور: والدك لابد أن ينام في المستشفى . قلت له: يا دكتور هل بالإمكان أن يخرج الليلة لأن غداً لدي اختبار ؟

    قال لي: الأمر يعود إليك وأنا أفضل بقاءه.

    يقول : جلست مع والدي بالغرفة وكان والدي متعب جداً ولم يكن هناك متسع من الوقت للمذاكرة، داهمني الوقت الساعة العاشرة مساءً فنام والدي وبدأت أذاكر بعض الوقت.

    أحسست أني متعب جداً وأريد النوم فنمت بالقرب من والدي، ووقت منبه الجوال على أذان صلاة الفجر فاستيقظت للصلاة ولله الحمد وأيقظت والدي وبعد الصلاة بدأت في إكمال المذاكرة ولم أنتهي بعد وبقي على موعد اختباري نصف ساعة.

    قبلت رأس والدي ويده وقلت له: ادع الله لي بالتوفيق، أنا ذاهب لدي اختبار بالجامعة فرفع يده إلى السماء ودعا لي.. يقول: ذهبت للقاعة وبدأ الدكتور بتوزيع الأوراق وكتبت ما أعرفه في ورقة الأسئلة قرابة 60 سؤال لم أجاوب إلا 9 فقرات تقريباً والباقي لم أتذكر إجابته، وكانت المادة طويلة جدا.

    يقول : وبعد أسبوع أعلن الدكتور الأسماء والدرجات أمام الطلاب في القاعة فذكر اسمي وذكر أن درجتي ستين من ستين .

    قلت في نفسي : لعله أخطأ.

    وبعد الانتهاء من الدرس وإعلان الدرجات خرج الدكتور وتبعته وقلت يا دكتور : ممكن أتأكد كم أخذت بالاختبار ؟ قال : ما اسمك ؟ قلت له : فيصل " قال : "مبروك" ستين من ستين وفقك الله .

    قلت: يا دكتور بكل أمانة أنا لا أستحق ذلك , أنا لم أحل جيدا وكيف حصلت على هذه الدرجة.

    بدأ الدكتور بمراجعة الأوراق فلم يجد ورقتي من بين زملائي الطلاب ثم قال لي: اسمع يا فيصل ماذا حصل معي مع ورقتك..

    أنا يوم الخميس عصراً كنت أصحح أوراق الطلاب في البلكونة فطارت ورقة مني أثناء التصحيح فمن شدة الهواء جمعت باقي الأوراق ودخلت الغرفة فخفت أن تطير باقي الأوراق ولعل الورقة التي طارت كانت ورقتك .

    قلت : لا أريد أن أظلمك بشيء فأعطيتك الدرجة الكاملة وهذا من أمر الله لم يأخذ إلا هذه الورقة فقط.

    يقول : قلت للدكتور بقصتي مع الوالد فضحك وقال : اسمع يا فيصل لعله كرم من الله من حسن برك بوالدك ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

    الفوائد من هذه القصة:

    1- ترك هذا الشاب المذاكرة من أجل الوالد فعوضه الله في اختباره بالدرجة الكاملة.

    2- دعوة الوالدين مستجابة .

    3- صدق هذا الطالب وإخبار مدرسه أنه لم يستحق الدرجة .
    الهدية تغسل القلوب

    أحمد خالد العتيبي

    30-تهادوا تحابوا)

    حدثني أحد جيراني بقصة حصلت معه في يوم الثلاثاء 10/4/1432 .

    يقول: كان أحد أقاربي يضايقني بكلامه، ويجرحني ببعض تصرفاته لي أمام الآخرين مع أن عمري تجاوز الأربعين والرجل الذي لم أسلم من لسانه عمره تجاوز الستين.

    والله لم أنسه من الدعاء في سجودي ولم أنسه من الدعاء بين الأذن والإقامة فحينما أدعو لنفسي أدعو له بالمثل.

    أذكر مرة كنا في مجلس وكنت قد تطيبت بعطر العود فقال أحد الأقارب ما شاء الله رائحة العود جميلة، وكان هو قريب منا فقال: لعله سرقها.

    فأخبرت أخاه فقلت له: ماذا يريد أخوك مني والله لم أذكر أني أخطأت في حقه أو صار بيني وبينه خلاف سابق.

    فقال: أخي هداه الله يقول لا أرتاح له.

    فأخبرت أحد العزيزين علي بقصتي معه.. فقال : أوصيك بأن تذهب إلى أحد الأسواق واشتر له هدية غالية الثمن وزره في منزله وأخبره أنك تحبه في الله وأن هذه الهدية دليل على محبتك له، ولا تطل الزيارة وأنسب وقت بين المغرب والعشاء.

    فتوكلت على الله وسمعت نصيحة صديقي وانطلقت إلى أحد الأسواق المعروفة بالعطور والعود واشتريت له هدية غالية الثمن والله أن قيمتها (1200) ريال.

    ذهبت إلى منزله اليوم الثاني وطرقت الباب ففتح لي وعبس بوجهي وقال: نعم. ما رأيك تريد أن تدخل؟.

    فقلت له: ما أتيت إلى منزلك يا الغالي إلا لكي أزورك وأسلم عليك.

    فدخلت منزله وتبادلت الكلام الطيب معه واستأذنته بالخروج نظراً لضيق الوقت واقتراب وقت صلاة العشاء.

    فقلت له : تعال معي لدي غرض لك في السيارة فذهب معي ثم فتحت باب سيارتي وأخرجت الهدية فقلت له: خذ هذه هدية مني لك ووالله أني أحبك في الله وهذا أقل شيء أقدمه لك.

    يقول : أتدري ماذا حصل له ؟ والله بكى هذا الرجل واحتضنني وقال: أرجوك سامحني، والله أني مقصر معك، وأعترف أني أخطأت في حقك كثيراً .

    الفوائد من القصة :

    1- طهارة قلب هذا الرجل واحتماله على الأذى من قريبه .

    2- الدعاء له بكل خير وحرصه على عدم حمل غل بقلبه لأحد .

    3- شراء الهدية له وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( تهادوا تحابوا) فغيرت حال الرجل.

    4- أن المعاملة الطيبة سبب في إحراج المسيء مهما كان عمره أو منصبه.

    5- الصبر على الأذى واحتساب الأجر وعدم مقابلة المسيء بالمثل .
    وتناثر الزجاج !

    أمل الأمّة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    31- كوني متفائلة

    سلّمت شعرها للمصففة ، وأرخت رأسها بهدوء تام دون أي مقاومة ..
    نزلت دمعة حارة على خدّها ، سرعان ما مسحتها لكيلا يفسد المكياج ، لم يكن هذا ماتريد حتمًا ، لكن عليها أن تقبله .. فليس هناك من يدافع عن مطالبها !
    منذ أن كانت صغيرة حتى كبرت وهي ترسمُ لوحةً بحياتها لبيتٍ نشأ على عادات وتقاليد المجتمع الذي تعيش فيه.

    *******
    ” هل الكل مثل بابا ؟ لماذا لا أراه إلا ملوحًا بالعقال و العصاة ؟
    لماذا لا أراه يتبسم ؟ رغم ذلك أثق أنه يحبني كثيرًا لأني أحبه كذلك .. “
    وضعت القلم على الطَّاولة ، وأشاحت ببصرها نحو النافذة حيث الظلام الدامس قد حلّ على المدينة والنجوم تتلألأ .
    كانت قد أخذت علقة ساخنة بعد أن خرجت إلى الشارع القريب تلعب مع أقرانها .. تحسست جسدها النحيل وهي تتأوه.

    *******

    - أميرة ! أين الشاي؟
    أسرعت بوضعه على الصينية وقد حرق جزءً من أطراف أصابعها ، وقدمته له دون أن تسمع كلمة شكر ، فقد أشار لها بأن تضعه على الطاولة أمامه حيث يجلس.
    صوت والدها الجهوري لازال يتردد في أذنها ، لم يتغير رغم مرور الأيام.

    *******

    بدت أميرة آيةٌ من الجمال وحسن الأخلاق ، وبدت كأي فتاةٍ ترسم لفارس أحلامها المنتظر ،
    يواظب على الصلاة ، ملتزم ، طالب علم .. وبالطبعِ وسيم ، حسنًا ستتخلى عن هذا الحلم قليلاً حتى يأتي الفارس المنتظر ممتطيًا جواده ليأخذها بعيدًا
    ضحكت وهي ترى نفسها على حصان مع رجل غريب .. قطع حبل أفكارها والدها وهو يقول لها :
    عرسكِ الشهر القادم ، تقدم لكِ ابن عمك ، فجهزي حالك.

    صمتت لوهلة ، و وجهت نظرها لأمها التي كانت تقف خلف الوالد تخفي دموعًا وضعفًا ، فما بيدها حيلة ، فأبوها هو سيد البيت الأول ، لا تكسر كلمته.
    عرفت أن الأمر قد انتهى .. فتناثرت أحلامها كما يتناثر الزجاج ! .

    وأيضًا هذه خاطرة بعنوان ( كوني متشائمة .. ولكن لوحدك ! )

    كوني متشائمة .. ولكن لوحدك!

    حدثتني صديقتي البارحة عن امتحانها ، ومدى خيبة الأمل التي أصابت صاحباتها في ذلك الامتحان.
    حاولتْ هيَ زرع قليلاً من تفاؤل وأملٍ في قلوبهن ، وأصبحت تتحدثُ إليهنّ بأسلوبٍ رقيق عن أنَّها مُجرد درجات ..
    لتتفاجأ بمن يخبرهنّ أن يبتعد عنها ، لتوصفها بأنها ” ذات ايمان قوي! “.



    نعم أولئك هم المتشاؤمون ، ولكن لم يقف الأمر عندهم ، بل لازالوا يريدون من يفقد الأمل معهم!!
    ليكونوا كالغرقى في بحرٍ واسع ، يتخبطون بالماء البارد!
    حتى غرقوا بأفكارهم المتشائمة!



    كوني متشائمة .. لكن رجاءً ، لوحدك!
    ضعي لأنفسك أسوا الاحتمالات لتوطني نفسك على تقبلها ، لكن رجاء اعطي غيرك بذرة أمل وإن لم تزرعيها.

    وكوني متفائلة .. لكن رجاءً ، مع الجميع!
    تفائلي بأن الغد مشرق ، وارسمي لنفسكِ لوحة جميلة ، لكن رجاء لتدعي الآخرين يشاركوك لوحتكِ تلك.

    32-خلي وطنيتك تنفعك "
    يحكى أنه في غابر الزمان كان هناك رجل يدين بالإنتماء والولاء لبلاده الواق واق وحاكمها،شأنه في ذلك شأن آباءه وأجداده.
    وشاءت الأقدار أن يتولى شخص كان يهتف ضد الحاكم ويطالب بتغييره،موقعا متقدما في تلك البلاد،وأصبح مسؤولا عن ذلك الرجل الوطني،الذي عانى من سياسته وآلمته كثيرا أفعاله وأقواله الخارجة على المألوف،التي لم تكن تصب في صالح بلاده،فهذا ما لم يألفه سكان بلاد الواق واق.
    لقد تأزمت المواقف وكان الوضع ومجريات الأمور تنذر بحالة من الصدام المباشر بينهما،وهذا ما حدث بالفعل،لأن المسؤول كان على رأس عمله فجامله الكثيرين بسبب منصبه.
    لقد أوغل ذلك المسؤول وتمادى وأفرط في إستخدام سلطاته وصلاحياته التي منحه إياها القانون بحكم منصبه بدون وجه حق وبطريقة غير مسبوقة لم تشهد بلاد الواق الواق مثيلا لها.
    وكان قد لحق بالرجل الوطني ضررا جسيما بسبب ما أقدم عليه ذلك المسؤول من قرارات تعسفية ظالمة ومجحفة بحقه ... والرجل الوطني كان معتمدا على وطنيته التي يشهد له بها جميع سكان البلاد،ضنا منه بأنها ستكون المنقذ له، لأنها السلاح الوحيد الذي يملكه وبه يمكنه أن يجابه غطرسة ذلك المسؤول لأن الجميع يعمل في تلك البلاد تحت راية حاكمها.
    ما زال الرجل الوطني ثابتا على موقفه ويقاوم بكل قوة وعزم.آملا أن يصل إلى حاكم البلاد ووضع مظلمته بين يديه لإنصافه برفع ظلم وتجبر ذلك المسؤول،وإعادة الإعتبار إليه لأنه رجل منتمي لبلاده وموالي للحاكم.
    وهو ما زال مؤمنا بقضيته وساعيا لتحقيق هدفه،لأن الحق سينتصر على الباطل وخصوصا لما يعرف عن حاكم البلاد،عدله ورحمته ورأفته ولا يقبل بالضيم لأبناء بلاده.
    هذا ما يعول عليه الرجل الوطني الذي وصلت حكايته الى الكثيرين من معارفه وإنتشرت بين سكان بلاد الواق واق الذين لا يختلفوا عنه بمواقفهم الوطنية، مبدين تعاطفا كبيرا معه ضد ذلك المسؤول الظالم المتغطرس.
    وللوقوف على حقيقة الأمر فقد قام مراسلنا في بلاد الواق واق بالإتصال مع أحد أؤلئك الاشخاص لإطلاعنا على حقيقة الأمر.قائلا:
    هذه القصة حقيقية وقعت احداثها في بلادنا التي لم تشهد لها مثيلا وهي سابقة خطيرة.ونحن متضامنين ومتعاطفين مع صاحبنا الرجل الوطني ولكننا لا نملك أي قوة أو سلطة لرفع الظلم عنه وإنصافه.
    وسأله مراسلنا:هل لك أن تخبرنا عن مواقف سكان بلادكم حول هذه القضية؟
    فأجاب بكل حزن وألم والدموع على وجنتيه مما آلت إليه الأحوال في بلاده بأن يُعاقب فيها الوطني ويُكافأ فيها المسيء على إساءاته للبلاد والحاكم،قائلا:
    تتباين مواقف سكان بلادنا حول هذه القضية ... ولكن لسان حالنا بعد ما رأينا وشهدنا من أحداث وتطورات تلك القضية يقول للرجل الوطني:
    " خلي وطنيتك تنفعك "
    بعد كل هذا الظلم والطغيان هل سيبقى هناك وطني على وطنيته في بلادنا ؟؟؟أم أن الوطنية ستكون ضربا من الخيال ... وخرافة، كخرافة الواق واق؟؟؟
    تعليق:إذا كانت مساواة المسيء بالمُحسن،ظلما ... فإن دعم ونصرة المسيء على حساب المُحسن،خيانة
    33-الشيخ علي الجرجاوي)
    موضوعنا اليوم عن رجل من صعيد مصر من قرية "أم القرعان" في مركز "جرجا" بصعيد مصر،عام 1906 م،
    هناك يشتري شيخ أزهري اسمه (علي الجرجاوي) الصحيفة ليقرأ بها خبرا انتفضت له جوارحه، فلقد قرأ الشيخ أن رئيس وزراء اليابان الكونت (كاتسورا) أرسل خطابات رسمية إلى دول العالم ليرسلوا إليهم العلماء والفلاسفة والمشرعين وكل أصحاب الديانات لكي يجتمعوا في مدينة "طوكيو" في مؤتمر عالمي ضخم يتحدث فيه أهل كل دين عن قواعد دينهم وفلسفته، ومن ثم يختار اليابانيون بعد ذلك ما يناسبهم من هذه الأديان ليكون دينا رسميا للإمبراطورية اليابانية بأسرها، وسبب ذلك أن اليابانيين بعد انتصارهم المدو على الروس في معركة "تسوشيما" عام 1905 م، رأوا أن معتقداتهم الأصلية لا تتفق مع تطورهم الحضاري وعقلهم الباهر ورقيهم المادي والأدبي الذي وصلوا إليه، فأرادوا أن يختاروا دينا جديدا للإمبراطورية الصاعدة يكون ملائما لهذه المرحلة المتطورة من تاريخهم. عندها أسرع هذا الصعيدي البطل إلى شيوخ الأزهر يستحثهم بالتحرك السريع لانتهاز هذه الفرصة الذهبية لنقل دين محمد إلى أقصى بقاع الأرض، في مهمة لو قدر لها النجاح لتغير وجه الكون، فلم يستمع الشيخ الجرجاوي إلا لعبارات "إن شاء الله"، "ربنا يسهل"! فكتب الشيخ علي الجرجاوي في صحيفته الخاصة "الإرشاد" نداء عاما لعلماء الأزهر لكي يسرعوا بالتحرك قبل أن يفوتهم موعد المؤتمر، ولكن لا حياة لمن تنادي! فهل فوض الشيخ علي أمره لله وقال اللهم إني قد بلغت؟ هل استسلم هذا الشيخ لأولئك المثبطين وواسى نفسه بأنه قد عمل ما عليه؟ لقد قام هذا الصعيدي البطل فحمل هم أمة كاملة على كتفيه، وانطلق إلى قريته الصغيرة ليبيع خمس أفدنة من الأرض كانت جل ثروته، لينفق على حسابه الخاص تكاليف تلك المغامرة العجيبة التي انتقل فيها على متن باخرة من الإسكندرية إلى إيطاليا ومنها إلى عدن، ومنها إلى بومباي في الهند، ومنها إلى كولمبو في جزيرة سيلان (سيريلانكا الآن!)، ومن هناك استقل باخرة لشركة إنجليزية متجهة لسانغفورة، ثم الي هونج كونج، فسايغون في الصين، ليصل أخيرا إلى ميناء "يوكوهاما" الياباني بعد مغامرة بحرية لاقى فيها هذا الصعيدي البطل ما لاقاه من الأهوال والمصاعب.
    وهناك في اليابان كان العجب! وانظروا الآن إلى عظمة هذه الأمة -أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- فلقد تفاجأ هذا الشيخ الصعيدي على الميناء بوجود شيخ هندي من مشايخ مدينة "كلكتا"، وشيخ بربري من مشايخ "القيروان" في تونس، وشيخ صيني من "التركستان الشرقية"، وشيخ قوقازي من مسلمي "روسيا"، كل هؤلاء جاءوا مثله على نفقتهم الخاصة، ليجدوا أن الخليفة العثماني البطل (عبد الحميد الثاني) جزاه الله خيرا كان قد أرسل وفدا كبيرا من العلماء الأتراك، ليجتمع أولئك الدعاة جميعا ويكونوا وفدا إسلاميا ضخما مكونا من مسلمين من أقطار مختلفة، يحمل كل واحد منهم رسالة محمد بن عبد الله في وجدانه، ليوصلها إلى إمبراطور اليابان شخصيا، فأكرم بهذه أمة!
    وهناك في طوكيو أسلم الآلاف على أيدي تلك المجموعة الربانية، وكاد إمبراطور اليابان "ألماكيدو" نفسه أن يسلم على يد ذلك الصعيدي البطل بعد أن أبدى إعجابه بالإسلام، إلا أنه خاف على كرسي الإمبراطورية بعد أن احتج الشعب على ذلك المؤتمر، فأخبر ألماكيدو الشيخ الجرجاوي أنه إذا وافق الوزراء على تغيير دين الآباء فإنه سيختار الإسلام بلا أدنى شك، فخرج الجرجاوي رحمه الله إلى شوارع طوكيو برفقة الترجمان، ليسلم على يديه آلاف اليابانيين، وليعود بعدها إلى مصر ليصف تلك الرحلة العجيبة إلى بلاد الشرق في كتاب من أجمل كتب أدب الرحلات في القرن العشرين أسماه "الرحلة اليابانية" وضع فيه نفائس القصص الممتعة وغرائب الحكايات الشيقة التي عايشها في رحلته الدعوية إلى اليابان.
    والان وبعد أن قرأت حكاية هذا الرجل الأمة، هل ستقهقه عندما يأتيك أحد السفهاء ليحكي لك نكتة يستهزئ بها من أحد الصعيديين؟
    34-مالك عوف بن مالك الأشجعي
    ‏استمعوا‬ ـ لهذه القصة، وقولوا : لا حول ولا قوة إلا بالله
    ذهب عوف بن مالك الأشجعي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام وقال له: يا رسول الله، إن ابني مالكًا ذهب معك غازيًا في سبيل الله ولم يعد، فماذا أصنع؟ لقد عاد الجيش ولم يعد مالك رضي الله عنه، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: ((يا عوف، أكثر أنت وزوجك من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله)). وذهب الرجل إلى زوجته التي ذهب وحيدها ولم يعد، فقالت له: ماذا أعطاك رسول الله يا عوف؟ قال لها: أوصاني أنا وأنتِ بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله. ماذا قالت المرأة المؤمنة الصابرة؟ قالت: لقد صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وجلسا يذكران الله بقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وأقبل الليل بظلامه، وطُرِق الباب، وقام عوف ليفتح فإذا بابنه مالك قد عاد، ووراءه رؤوس الأغنام ساقها غنيمة، فسأله أبوه: ما هذا؟ قال: إن القوم قد أخذوني وقيّدوني بالحديد وشدّوا أوثاقي، فلما جاء الليل حاولت الهروب فلم أستطع لضيق الحديد وثقله في يدي وقدمي، وفجأة شعرت بحلقات الحديد تتّسع شيئًا فشيئًا حتى أخرجت منها يديّ وقدميّ، وجئت إليكم بغنائم المشركين هذه، فقال له عوف: يا بني، إن المسافة بيننا وبين العدو طويلة، فكيف قطعتها في ليلة واحدة؟! فقال له ابنه مالك: يا أبت، والله عندما خرجت من السلاسل شعرت وكأن الملائكة تحملني على جناحيها. سبحان الله العظيم! وذهب عوف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام ليخبره، وقبل أن يخبره قال له الرسول عليه الصلاة والسلام: ((أبشر يا عوف، فقد أنزل الله في شأنك قرآنًا وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا *وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا)
    اعرف ان لا حول ولا قوة الا بالله كنز من تحت عرش الرحمن
    وهي دواء من ظ©ظ© داء ايسرهم الهم
    حتى اذا نويت نشر هذا الكلام
    انوِي بها خير لعل الله يفرج لك بها كربة من كرب الدنياااا
    35-ï؛*ï؛³ï؛ژï»ںï؛” ï؛‡ï»ںï»° ï»›ï»‍ ﻣï؛کï؛°ï»*ï؛ںة
    ï»ڈï؛ژï؛©ï؛*ï؛• ﻋﻤï»*ﻬï؛ژ ﻣï؛´ï؛®ï»‹ï؛”، ï»›ï؛ژï؛©ï؛• ï؛ƒï»¥ ï؛—ï»کï»ٹ ï»*ﻫﻲ ï؛—ï»کï»”ï؛° ﻓﻮﻕ ï؛³ï»¼ï»ںﻢ ï؛چï»ںï؛ھï؛*ï؛‌، ï؛—ï؛´ï؛ژï؛*ﻋï؛– ï؛ƒï»§ï»”ï؛ژï؛³ï»¬ï؛ژ ï»*ﻫﻲ ï؛—ï؛¤ï؛ژï»*ï»‌ ï؛چï»ںï»*ï؛¤ï؛ژﻕ ï؛‘ï؛ژï»ںï؛¤ï؛ژﻓï»*ï؛”، ï»›ï؛ژﻥ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛´ï؛ژï؛‘ï»– ï؛چï»ںï؛°ï»£ï»¦ ï؛£ï؛کï»° ï»» ﻳﻨï؛کﻈï؛®ï»«ï؛ژ ï؛ƒï؛‘ﻨï؛ژï؛…ﻫï؛ژ ﻃﻮﻳﻼ، ﻓï»کï؛ھ ﻋï؛’ï؛®ï»*ï؛چ ï»ںﻬï؛ژ ﻣï؛®ï؛چï؛*ï؛چ ﻋﻦ ï؛چﻧï؛°ï»‹ï؛ژï؛ںﻬﻢ ﻣﻦ ï؛—ï؛„ï؛§ï؛®ï»«ï؛ژ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛کï»کï؛ژﻃﻬﻢ ﻣﻦ ï؛چï»ںﻤï؛ھï؛*ï؛³ï؛” .
    ﻣï؛ژ ï؛‡ï»¥ ï»*ï»—ï»”ï؛– ï؛چï»ںï؛¤ï؛ژﻓï»*ï؛” ï؛‘ï؛ژï»ںï»کï؛®ï؛ڈ ﻣﻦ ï؛چï»ںﻤï؛ھï؛*ï؛³ï؛” ï؛£ï؛کï»° ï»—ï»”ï؛°ï؛• ﻣﻨﻬï؛ژ ï»*ï؛ƒï؛³ï؛®ï»‹ï؛– ï؛چï»ںï؛¨ï»„ï»° ï؛‡ï»ںï»° ï؛»ï»گï؛ژï؛*ﻫï؛ژ ï؛چï»ںï؛¬ï»³ï»¦ ï»—ï؛ژï؛‘ï»*ﻮﻫï؛ژ ï؛‘ï؛کï؛*ﻬﻢ، ï»*ﻋï؛ژï»—ï؛’ﻮﻫï؛ژ ﻋï»*ï»° ï؛‘ﻌï؛¾ ï؛چï»ںï؛کï؛„ï؛§ï»´ï؛® ï؛‘ï؛¼ï»¤ï؛کﻬﻢ ï»*ï؛—ï»کﻄﻴï؛’ﻬﻢ ﻃﻮï؛چï»‌ ﻃï؛®ï»³ï»– ï؛چï»ںﻌﻮï؛©ï؛“ ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںﻤﻨï؛°ï»‌ .
    ï؛©ï؛§ï»*ï؛– ï؛چï»ںﻤﻄï؛’ï؛¦ ï؛©ï»*ﻥ ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛’ï؛ھï»‌ ﻣﻼï؛‘ï؛´ï»¬ï؛ژ، ﻓï»کï؛ھ ï»›ï؛ژﻥ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛´ï؛®ï»‰ ﻓﻲ ï؛—ï؛´ï؛¨ï»´ï»¦ ï؛چï»ںﻄﻌï؛ژï»، ï؛چï»ںï؛¬ï»± ï؛ƒï»‹ï؛ھï؛—ï»ھ ï»ںﻴﻼ، ï؛£ï؛کï»° ï»» ï؛—ï؛کï؛„ï؛§ï؛® ﻋï»*ï»° ï؛ƒï؛‘ﻨï؛ژï؛‹ï»¬ï؛ژ ﻓﻲ ï؛چï»ںï»گï؛¬ï؛چï؛€ .
    ï»*ï؛؟ﻌï؛– ï؛چï»ںﻄﻌï؛ژï»، ï؛ƒï»£ï؛ژﻣﻬﻢ ﻓï؛کﻨï؛ژï»*ï»ںﻮﻩ ï؛‘ﻀï؛*ï؛®، ﻣﻌï؛’ï؛®ï»³ï»¦ ﻋﻦ ï؛چﻧï؛کï»کï؛ژï؛©ï»«ï»¢ ï»ںï؛کï؛¸ï؛ژï؛‘ï»ھ ï»*ï؛ںï؛’ï؛ژï؛• ï؛چï»ںﻄﻌï؛ژï»، .. ï»—ï؛ژï»‌ ï؛چï»»ï؛‘ﻦ ï؛چï»·ï»›ï؛’ï؛® ï؛‡ï»¥ ï؛¯ï»£ï»´ï»*ï»ھ ﻓﻲ ï؛چï»ںï»”ï؛¼ï»‍ ﻳï؛¨ï؛’ï؛®ï»© ﻋﻦ ï؛ƒï»›ï»¼ï؛• ﻣﻤﻴï؛°ï؛“ ï؛—ﻌï؛ھﻫï؛ژ ï»*ï؛چï»ںï؛ھï؛—ï»ھ ï؛‘ï؛ژï؛³ï؛کﻤï؛®ï؛چï؛* .. ï»›ï؛کﻤï؛– ï؛چï»·ï»، ï»ڈï؛¼ï؛”، ï»*ï؛—ﻤﻨï؛– ï»ںï»® ﻳﻌï؛®ï»“ï»®ï؛چ ﻛﻢ ï؛‘ï؛¬ï»ںï؛– ﻣﻦ ï؛ںﻬï؛ھ ï»*ï؛چï»—ï؛کﻄﻌï؛– ﻣﻦ ï؛³ï؛ژﻋï؛ژï؛• ﻧﻮﻣﻬï؛ژ ï»ںï؛کﻌï؛ھ ﻫï؛¬ï؛چ ï؛چï»ںﻄﻌï؛ژï»، .
    ï»ںﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻦ ï؛£ï»کﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛¤ï»ˆï»° ï؛‘ï»کï»´ï»*ï»®ï»ںï؛” ﻣï؛œï»*ﻬﻢ، ï؛*ï»ڈﻢ ï؛·ï؛ھï؛“ ï؛£ï؛ژï؛ںï؛کﻬï؛ژ ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںﻨﻮï»،، ﻧﻈﻤï؛– ï؛چï»ںï؛’ï»´ï؛– ï؛‘ï؛´ï؛®ï»‹ï؛”، ï»*ﻧï؛œï؛®ï؛• ï؛¯ï؛§ï؛ژï؛• ﻣﻦ ﻣﻌﻄï؛® ï؛چï»ںﻤﻨï؛°ï»‌ ï؛چï»ںï؛¬ï»± ﻳï؛¤ï؛’ï»ھ ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ، ï»*ï؛ƒï؛³ï؛®ï»‹ï؛– ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںï؛¤ï»¤ï؛ژï»، ï»ںï؛کï؛°ï»³ï»‍ ﻋﻦ ï؛ںï؛´ï؛ھﻫï؛ژ ï؛چï»ںﻤﻨﻬï»ڑ ï؛پï؛›ï؛ژï؛* ï؛چﻹï؛ںﻬï؛ژï؛© ï؛‘ï»®ï؛چï؛‘ï»‍ ﻣﻦ ï؛چï»ںﻤï؛ژï؛€ ï؛چï»ںﻤﻨﻌï؛¶، ï»*ï»ںﻬï؛œï؛– ï؛‡ï»ںï»° ï»ڈï؛®ï»“ï؛کﻬï؛ژ ï»ںï؛کï؛®ï؛—ï؛ھï»± ï؛›ï»®ï؛‘ًï؛ژ ï؛ƒï»§ï»´ï»کًï؛ژ، ï»*ï؛—ï؛*ﻔﻒ ï؛·ï»Œï؛®ï»«ï؛ژ ï»*ï؛—ﻌﻄï؛®ï»© .. ï»*ï؛؟ﻌï؛– ï»—ï»*ﻴﻼ ﻣﻦ ï؛چï»ںï؛°ï»³ï»¨ï؛” ﻋï»*ï»° ï»*ï؛ںﻬﻬï؛ژ، ﻧﻈï؛®ï؛• ﻣï؛´ï؛®ï»‹ï؛” ï؛‡ï»ںï»° ï»*ï؛ںﻬﻬï؛ژ ﻓﻲ ï؛چï»ںﻤï؛®ï؛پï؛“ .. ï؛چï؛‘ï؛کï؛´ï»¤ï؛– ï؛‘ﻤï؛®ï؛چï؛*ï؛چï؛“، ﻓï»کï؛ھ ﻃï؛ژﻓï؛– ﻓﻲ ï؛«ï»«ï»¨ï»¬ï؛ژ ï؛«ï»›ï؛®ï»¯ ﻷﻳï؛ژï»، ï؛‘ﻌﻴï؛ھï؛“ ï»›ï؛ژﻧï؛– ï؛—ﻀï»ٹ ﻓﻴﻬï؛ژ ï؛چï»ںï؛°ï»³ï»¨ï؛” ï؛‘ï؛ژï؛£ï؛کï؛®ï؛چﻑ ï»*ï؛—ﻤﻬï»‍، ï»›ï؛ژﻧï؛– ï؛—ï؛´ï؛کﻤï؛کï»ٹ ï؛‘ï؛„ï؛©ï»• ï؛چï»ںï؛کï»”ï؛ژï؛»ï»´ï»‍، ï»*ï؛—ï؛’ï؛¤ï؛ڑ ﻋﻦ ï؛چï»ںï؛*ï؛ھﻳï؛ھ .. ï؛ƒï»£ï؛ژ ï؛چï»ںï»´ï»®ï»، ﻓï»کï؛ھ ï؛ƒï؛»ï؛’ï؛¢ ï؛چï»ںï؛کï؛°ï»³ï»¦ ﻣﻬﻤï؛”، ï؛—ﻤï؛ژﻣï؛ژ ï»›ï؛ژï»ںﻄﻬﻲ، ï»*ﻣï؛¬ï؛چï»›ï؛®ï؛“ ï؛چï»·ï؛‘ﻨï؛ژï؛€، ï»*ï؛چï»ںﻌﻼﻗï؛” ï؛چï»ںï؛°ï»*ï؛ںï»´ï؛”، ï»›ï»*ﻬï؛ژ ﻣﻬï؛ژï»، ï؛—ﻬï؛ھﻑ ï؛‡ï»ںï»° ï؛‡ï»§ï؛*ï؛ژï؛¯ï»«ï؛ژ ï؛‘ï؛„ï»—ï»‍ ï»—ï؛ھï؛* ﻣﻦ ï؛چï»ںﻨï»کï؛ھ .
    ï؛چï؛³ï؛کï»کï؛’ï»*ï؛– ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ ï؛‘ﻌï؛ھ ﻋﻮï؛©ï؛—ï»ھ ﻣﻦ ï؛چï»ںﻌﻤï»‍، ï»›ï؛ژﻥ ï؛»ï؛ژﻣï؛کًï؛ژ ï؛·ï؛ژï؛*ï؛©ًï؛چ ﻛﻌï؛ژï؛©ï؛—ï»ھ ﻓﻲ ï؛چﻵï»*ﻧï؛” ï؛چï»·ï؛§ï»´ï؛®ï؛“، ï؛£ï؛ژï»*ï»ںï؛– ﻣï؛®ï؛چï؛*ًï؛چ ï؛چï»ںï؛’ï؛¤ï؛ڑ ﻋﻦ ï؛ƒï؛³ï؛’ï؛ژï؛ڈ ï؛·ï؛®ï»*ï؛©ï»© .. ï؛‡ï؛§ï؛®ï؛چï؛ںï»ھ ﻣﻦ ï؛©ï؛چï؛‹ï؛®ï؛“ ï؛چï»ںï؛¼ï»¤ï؛–، ï»*ï»ںﻜﻦ ﻫï؛¬ï؛چ ï»ںﻢ ﻳï؛°ï؛©ï»© ï؛‡ï»» ï؛چï؛‘ï؛کﻌï؛ژï؛©ًï؛چ ﻋﻨﻬï؛ژ .. ï؛—ﻨï؛ژï»*ï»» ï؛چï»ںﻄﻌï؛ژï»، ï؛³ï»®ï»³ًï؛ژ ﻓﻲ ï؛»ï»¤ï؛– ï؛›ï»کï»´ï»‍ ï»ںﻢ ﻳï»کﻄﻌï»ھ ï؛³ï»®ï»¯ ï»›ï»*ﻤï؛ژï؛• ï»—ï»*ï»´ï»*ï؛” ﻣﻌï؛کï؛ژï؛©ï؛“ .
    ï؛©ï؛§ï»‍ ï»ںï»´ï؛¤ï»ˆï»° ï؛‘ﻨﻮï»، ﻫï؛ژﻧﻲï؛€ ï؛‘ﻌï؛ھ ï؛³ï؛ژﻋï؛ژï؛• ï؛چï»ںﻌﻤï»‍ ï؛چï»ںﻤï؛®ï»«ï»کï؛”، ï»›ï؛ژﻥ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ﻮﻓï؛® ï»ںï»ھ ﻫï؛ھï»*ï؛€ًï؛چ ﻳï؛´ï؛ژﻋï؛ھﻩ ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںï؛®ï؛چï؛£ï؛”، ï»*ï»›ï؛ژﻧï؛– ï؛—ﻔﻌï»‍ ï؛‘ﻼ ï»›ï»*ï»‍، ï»*ï؛‘ﻼ ﻣﻄï؛ژï»ںï؛’ï؛” ï؛‘ï؛„ﻥ ï؛—ï؛¤ï»ˆï»° ﻫﻲ ï؛‘ï؛®ï؛چï؛£ï؛” ﻣﻤï؛ژï؛›ï»*ï؛”، ﻓﻤï؛ژ ï؛ƒï»¥ ﻳï؛ھï؛§ï»‍ ï»ںﻴﻨï؛ژï»،، ï؛£ï؛کï»° ﻳï؛´ï؛کï»´ï»کﻆ ï؛چï»·ï؛‘ﻨï؛ژï؛€ .. ﻓï؛کï؛¬ï؛چï»›ï؛® ï»ںﻬﻢ ï؛ںﻤﻴﻌًï؛ژ، ï»ںï؛´ï؛ژﻋï؛ژï؛• ﻣï؛کï»®ï؛چï؛»ï»*ï؛”، ï»*ï؛—ï؛کï؛¤ï»´ï»¦ ï؛چï»ںï»”ï؛®ï؛¹ ï»ںï؛کï؛¤ï»€ï؛® ï؛چï»ںﻄﻌï؛ژï»، ﻓﻲ ﻫï؛¬ï»© ï؛چï»·ï؛›ï»¨ï؛ژï؛€، ï»*ï؛‘ﻌï؛ھ ï؛ƒï»¥ ﻳﻔï؛®ï»ڈï»®ï؛چ ﻣﻦ ï؛چï»ںﻤï؛¬ï؛چï»›ï؛®ï؛“، ï؛—ï؛¼ï»„ï؛¤ï؛’ﻬﻢ ﻓﻲ ﻧï؛°ï»«ï؛” ï؛§ï؛ژﻃﻔï؛” ï»ںï»´ï»گï»´ï؛®ï»*ï؛چ ï؛ںï»® ï؛چï»ںﻤﻨï؛°ï»‌، ï»*ﻳï؛کﻤﻜﻨﻮï؛چ ﻣﻦ ï؛چï»ںï»*ﻌï؛گ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛¤ï؛ھﻳï»کï؛” ï؛چï»ںﻤï؛*ï؛ژï»*ï؛*ï؛“، ï»*ﻛﻌï؛ژï؛©ï؛—ﻬﻢ ï»ںﻢ ﻳﻜﻮﻧﻮï؛چ ﻣﻤï؛کﻨﻴﻦ ï»ںﻬï؛ژ، ï»*ï»›ï؛ژﻧﻮï؛چ ﻳï»کï؛ژï؛*ﻧﻮﻥ ï؛‘ﻴﻦ ﻫï؛¬ï»© ï؛چï»ںﻨï؛°ï»«ï؛” ï؛چï»ںï؛’ï؛´ï»´ï»„ï؛” ï»*ï؛‘ﻴﻦ ﻣï؛ژ ﻳï؛¤ï»ˆï»° ï؛‘ï»ھ ï؛‘ﻌï؛¾ ï؛ƒï»—ï؛®ï؛چﻧﻬﻢ ﻣﻦ ï؛چï»ںï؛کï؛®ï»“ï»´ï»ھ ..
    ﻋï؛ژï؛©ï»*ï؛چ ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںﻤﻨï؛°ï»‌، ï»*ï؛£ï»€ï؛®ï؛• ï»ںﻬﻢ ï»*ï؛ںï؛’ï؛” ï؛چï»ںﻌï؛¸ï؛ژï؛€، ï»›ï؛ژﻥ ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ ï»» ﻳï؛°ï؛چï»‌ ﻧï؛ژï؛‹ï»¤ًï؛ژ، ï؛©ï؛§ï»*ï؛– ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںï»گï؛®ï»“ï؛” ï؛‘ﻬï؛ھï»*ï؛€، ï؛ںï»*ï؛´ï؛– ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںï؛´ï؛®ï»³ï؛® ï؛‡ï»ںï»° ï؛ںï»®ï؛چï؛*ﻩ، ï؛·ï»Œï؛®ï؛• ï؛‘ï؛ژï»ںï؛کﻌï؛گ ﻳﻌﻢ ï؛ںï؛´ï؛ھﻫï؛ژ، ï»*ï»›ï؛„ﻧï»ھ ï»›ï؛ژﻥ ﻳﻨï؛کﻈï؛® ﻫï؛¬ï»© ï؛چï»ںï»*ï؛¤ï»ˆï؛” ï؛چï»ںï؛´ï؛ژﻛﻨï؛” ï؛ƒï؛§ï»´ï؛®ًï؛چ ï»ںﻴﻌï»*ﻦ ﻋﻦ ﻧﻔï؛´ï»ھ .. ﻣï؛ھï؛©ï؛• ï؛ںï؛´ï؛ھﻫï؛ژ ﻓﻮﻕ ï؛چï»ںï؛´ï؛®ï»³ï؛® ï؛ƒï»ڈﻤﻀï؛– ﻋﻴﻨﻴﻬï؛ژ، ï»*ï»ںﻜﻦ ï؛*ﻧﻴﻦ ﻫï؛ژï؛—ï»”ï»ھ ï؛چï»ںï؛*ï»®ï؛چï»‌ ﻗﻄï»ٹ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ﻣï؛¸ï؛®ï»*ﻉ ï»ڈﻔﻮï؛“ .. ï؛ƒï»£ï؛´ï»œï؛– ï؛چï»ںﻬï؛ژï؛—ï»’ ﻓﻮï؛ںï؛ھï؛• ï؛*ﻗﻤï؛ژ ï؛‘ï؛ھï»*ﻥ ï؛چï؛³ï»¢، ï؛ƒï»ڈï»*ï»کï؛– ï؛چï»ںï؛®ï»§ï»´ï»¦ ï؛£ï؛کï»° ï»» ﻳï»کï»*ï»– ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ .. ï»—ï»*ï؛’ï؛– ï؛چï»ںﻬï؛ژï؛—ï»’ ï؛‘ﻴﻦ ﻳï؛ھﻳﻬï؛ژ، ï»›ï؛ژﻥ ﻫï؛ژï؛—ï»”ًï؛ژ ï؛£ï؛ھﻳï؛œًï؛ژ، ï؛ƒï؛»ï؛® ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ ﻋï»*ï»° ï؛چï»—ï؛کﻨï؛ژï؛‹ï»ھ، ﻓï»کï؛ھ ï»›ï؛ژﻥ ï؛£ï؛®ï»³ï؛¼ًï؛ژ ï؛©ï»*ﻣï؛ژ ﻋï»*ï»° ï؛ƒï»¥ ﻳﻜﻮﻥ ï؛ƒï»§ï»´ï»کًï؛ژ، ï»*ï؛ƒï»¥ ﻳﻈﻬï؛® ï»*ï؛³ï»‚ ï؛¯ï»£ï»¼ï؛‹ï»ھ ï؛‘ï؛¸ï»œï»‍ ﻣﻤï؛کï؛ژï؛¯، ï»›ï؛ژﻥ ﻳï؛¨ï؛¼ï؛؛ ï؛ںï؛°ï؛€ًï؛چ ï؛*ï؛‹ï»´ï؛´ï»´ï؛ژ ﻣﻦ ï؛*ï؛چï؛—ï؛’ï»ھ ï؛چï»ںï؛¸ï»¬ï؛®ï»± ï»ںﻤﻈﻬï؛®ï»© ï»*ï؛ƒï»ڈï؛®ï؛چï؛؟ï»ھ ï؛چï»ںï؛¨ï؛ژï؛»ï؛” ï؛چï»ںï؛کﻲ ï»ںﻢ ï؛—ï؛¨ï»‍ُ ﻣﻦ ï؛‘ï؛¬ï؛¥ .. ï»*ï»›ï؛ژﻥ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ُﻌﻮï؛½ ï؛چï»ںﻨï»کï؛؛ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛’ï»´ï؛– ﻣﻦ ï؛*ï؛چï؛‘ï؛کﻬï؛ژ ï؛چï»ںï؛¨ï؛ژï؛¹، ï»›ï؛ژﻥ ï؛*ï؛چï؛—ï؛’ﻬï؛ژ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛¤ï»کï»´ï»کï؛” ﻫﻮ ï؛چï»ںï؛¬ï»± ﻳﻮﻓï؛® ï؛£ï؛ژï؛ںï؛ژï؛• ï؛چï»·ï؛‘ﻨï؛ژï؛€، ï»*ﻳï»کﻴﻢ ï؛ƒï؛*ï»›ï؛ژﻥ ï؛چï»ںï؛’ï»´ï؛–، ï؛*ï»ڈﻢ ï؛ƒï»§ï»ھ ï»» ﻳï؛’ï»*ï»ژ ï؛£ï؛کï»° ﻧï؛¼ï»’ ﻣï؛ژ ﻳï؛کï»کï؛ژï؛؟ï؛ژﻩ ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ .
    ï»›ï؛ژﻧï؛– ï؛‘ﻌï؛¾ ï؛¯ï»£ï»´ï»¼ï؛—ﻬï؛ژ ﻳﻤï؛کï»*ﻜﻦ ﻫﻮï؛چï؛—ï»’ ﻣï؛œï»‍ ﻫï؛ژï؛—ï»’ ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ .. ï»*ï»ںﻜﻨﻬï؛ژ ï؛‘ï؛ژï»ںﻄï؛’ï»ٹ ï»ںﻢ ï؛—ï؛¤ï»*ﻢ ï؛£ï؛کï»° ï؛‘ï؛„ﻥ ï؛—ﻜﻮﻥ ﻣï؛œï»*ﻬﻦ، ï؛³ï»¤ï؛¤ï؛– ï»ںﻨﻔï؛´ï»¬ï؛ژ ï؛‘ï؛„ﻥ ï؛—ï؛کﻌï؛®ï»‘ ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںﻬï؛ژï؛—ï»’، ﻓï؛کï؛¤ï؛– ï؛‘ﻌï؛¾ ï؛چï»ںï؛کﻄï؛’ï»´ï»کï؛ژï؛•، ï؛ƒï»‹ï؛*ï؛’ﻬï؛ژ ï؛·ï»œï»‍ ï؛چï»ںï؛®ï؛³ï؛ژï؛‹ï»‍ ï»*ï؛چï»ںﻤﻜï؛ژï»ںﻤï؛ژï؛•، ï»ںﻢ ﻳï؛ھï؛* ï؛‘ï؛¨ï»*ï؛ھﻫï؛ژ ï»*ï»ںï»® ï»ںï»*ï؛¤ï»ˆï؛” ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛®ï؛چï»—ï؛’ï»ھ، ï؛ƒï»* ï؛—ﻄï»*ï»ٹ ﻋï»*ï»° ï؛§ï؛¼ï»®ï؛»ï»´ï؛ژï؛—ï»ھ .. ï»›ï؛ژﻧï؛– ﻓï»کﻂ ï؛—ï؛®ï»³ï؛ھ ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛کﻌï؛®ï»‘ ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںﻬï؛ژï؛—ï»’ ï؛چï»ںﻤﻤﻴï؛°، ï؛چï»ںï؛¬ï»± ï؛چï؛؟ﻄï؛®ï؛• ï»ںï؛کï»گﻄﻴï؛” ï؛›ï»¤ï»¨ï»ھ ﻣﻦ ï؛£ï؛ژï؛ںï؛ژï؛• ï؛چï»ںﻤﻨï؛°ï»‌، ﻓï»کﻂ ï»ںï»´ï؛®ï؛؟ï»° .. ï»*ï»ںﻜﻦ ï؛—ï؛*ï»®ï؛چï»ںﻬï؛ژ ﻓﻲ ﻫï؛ژï؛—ï»”ï»ھ ï»›ï؛ژﻥ ï؛‘ï»ھ ﻣﻔï؛ژï؛ںï؛‚ï؛• ï؛»ï؛ژï؛©ï»£ï؛” ï»ںﻬï؛ژ ... ﻓï»کï؛ھ ï»*ï؛ںï؛ھï؛• ï؛»ï»®ï؛*ًï؛چ ﻣï؛’ï؛کï؛¬ï»ںï؛” ï؛ƒï؛*ï؛³ï»*ï؛کﻬï؛ژ ï»ںï»ھ ﻋï؛ھï؛“ ï؛ƒï؛³ï»¤ï؛ژï؛€ ﻧï؛´ï؛ژï؛‹ï»´ï؛”، ﻋï؛’ï؛® ï؛چï»ںï؛®ï؛³ï؛ژï؛‹ï»‍ ï؛چï»ںï؛¨ï؛ژï؛»ï؛” ï»*ï؛چï»ںï»®ï؛چï؛—ï؛² ï؛ƒï؛ڈ .. ï»*ï؛ںï؛ھï؛• ï؛*ï؛³ï؛ژï؛‹ï»‍ ﻣï»گï؛®ï»—ï؛” ï؛‘ﻜﻼï»، ﻣﻌï؛´ï»®ï»‌ ﻳﻔﻴï؛¾ ï»ڈï؛®ï؛چﻣًï؛ژ ï»*ï؛³ï»”ﻮﻻ ﻣﻦ ï»*ï؛‡ï»ںï»° ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ، ï؛چï»ںï؛¬ï»± ï»›ï؛ژï؛©ï؛• ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛¼ï؛ھﻕ ï؛ƒï»¥ ï؛چï»ںï؛¼ï»¤ï؛– ï؛ںï؛°ï؛€ًï؛چ ﻣﻦ ï؛·ï؛¨ï؛¼ï»´ï؛کï»ھ، ï»*ï؛چï»ںï؛¬ï»± ï؛‘ï؛ژï»ںﻔﻌï»‍ ﻧï؛´ï»´ï؛– ﻃﻌﻢ ï؛چï»ںﻜï»*ﻤï؛ژï؛• ï؛چï»ںï؛®ï»—ï»´ï»کï؛” ﻣﻨï»ھ ..
    ï؛چﻧï؛کﻔﻀï؛– ﻧï؛’ﻀï؛ژï؛• ï»—ï»*ï؛’ﻬï؛ژ، ï؛£ï؛کï»° ï»ںﻢ ï؛—ﻌï؛ھ ï؛—ï؛¸ï»Œï؛® ï؛‘ï؛کﻌï؛’ﻬï؛ژ ï؛چï»ںï؛*ï؛´ï؛ھï»± .. ﻣï؛® ï؛·ï؛®ï»³ï»‚ ï؛ƒï»³ï؛ژﻣﻬï؛ژ ï؛ƒï»£ï؛ژï»، ﻋﻴﻨﻴﻬï؛ژ، ï؛—ï؛´ï»Œï»° ﻹï؛*ï؛؟ï؛ژï؛€ ï؛چï»ںï؛*ﻤﻴï»ٹ .. ï»*ï؛چï»ںï؛*ﻤﻴï»ٹ ï؛³ï؛ژï؛§ï»„ﻮﻥ، ﻧï؛´ï»´ï؛– ï؛—ﻤï؛ژﻣï؛ژ ï»›ï»‍ ﻣï؛کﻌï؛” ï؛§ï؛ژï؛»ï؛” ï»ںﻬï؛ژ، ï»›ï»‍ ï؛£ï»– ï»ںﻬï؛ژ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛®ï؛چï؛£ï؛” ï»*ï؛چï»ںﻀï؛¤ï»ڑ ï»*ï؛—ï»کï؛ھﻳï؛® ï؛چï»ںï؛¬ï؛چï؛• .. ï»›ï؛ژﻧï؛– ﻣï؛®ï»›ï؛° ï؛£ï»´ï؛ژï؛—ﻬﻢ، ï»*ï»›ï؛ژﻧﻮï؛چ ﻳﻌï؛ژﻣï»*ﻮﻧﻬï؛ژ ï»*ï»›ï؛„ﻧﻬï؛ژ ﻣï؛کﻄﻔï»*ï؛” ﻋï»*ﻴﻬﻢ، ï؛—ﻮﻓï؛® ï»ںï»*ï؛*ﻤﻴï»ٹ ï؛ƒï؛³ï؛’ï؛ژï؛ڈ ï؛چï»ںï؛®ï؛چï؛£ï؛”، ï»*ï»» ﻳﻔﻜï؛® ï؛ƒï؛£ï؛ھ ﻓﻲ ï؛*ï؛چï؛£ï؛کﻬï؛ژ، ﻓﻬﻲ ﻧﻔï؛´ï»¬ï؛ژ ï»» ï؛—ﻌï؛کï»کï؛ھ ï؛ƒï»¥ ﻣﻦ ï؛£ï»کﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ﻜﻮﻥ ï؛³ï»Œï»´ï؛ھï؛“ !
    ï؛چï؛³ï؛کï»´ï»کﻆ ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ ï»ںï»´ï؛*ï؛ھ ï؛چï»ںﻬï؛ژï؛—ï»’ ﻓﻲ ﻳï؛ھﻳﻬï؛ژ، ï»*ï؛©ï»£ï»Œï؛ژï؛—ﻬï؛ژ ﻣﻜï؛کﻮﻣï؛” ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬï؛ژ، ï»—ï؛ژï»‌ ï»ںﻬï؛ژ ï؛‘ï»گï»*ﻈï؛” : ﻣï؛ژï؛«ï؛چ ï؛—ﻈﻨﻴﻦ ï؛ƒï»§ï»ڑ ﻓï؛ژﻋï»*ï؛”؟ !
    ï»ںﻢ ï؛—ï؛®ï؛© .. ﻓï؛ژï؛³ï؛کﻄï؛®ï؛© : ﻫï»‍ ï؛—ï؛®ï؛چï»—ï؛’ﻴﻨﻨﻲ؟ .. ﻛﻴﻒ ï؛—ï؛´ï»¤ï؛¤ï»´ï»¦ ï»ںﻨﻔï؛´ï»ڑ ï؛‘ï؛ژï»ںï؛کï»”ï؛کï»´ï؛¶ ﻓﻲ ﻫï؛ژï؛—ﻔﻲ؟ ..
    ï»—ï؛ژï»ںï؛– ï؛‘ï؛¨ï»”ï»®ï؛• : ﻫï»‍ ï؛—ï؛¨ï»®ï»§ï»¨ï»²؟
    ï؛*ï؛© ï؛‘ï؛کﻬﻜﻢ : ï؛ƒï؛§ï»®ï»§ï»ڑ ..! ï»*ﻫï»‍ ï؛—ï؛¤ï؛´ï؛’ﻴﻦ ﻧﻔï؛´ï»ڑ ï؛چﻣï؛®ï؛ƒï؛“؟ .
    ï»—ï؛ژï»، ﻣï؛´ï؛®ï»‹ï؛ژ ï»*ï؛چï؛*ï؛—ï؛ھﻯ ﻣﻼï؛‘ï؛´ï»ھ ï»*ï؛چï»ںï؛کï»کﻂ ﻫï؛ژï؛—ï»”ï»ھ، ï؛—ﻌﻄï؛® ï»*ï؛—ï؛„ﻧﻖ ï»*ï؛ƒï»ڈï»*ï»– ï؛‘ï؛ژï؛ڈ ï؛چï»ںﻤﻨï؛°ï»‌ ï؛§ï»*ï»”ï»ھ ï؛‘ï»کï»®ï؛“ ï»ںï»´ï؛کï؛®ï»›ï»¬ï؛ژ ï؛‘ﻴﻦ ﻧﻴï؛®ï؛چﻥ ï؛چï»ںï؛¼ï؛ھﻣï؛” ..
    ﻇï»*ï؛– ï؛چï»ںﻜï»*ﻤï؛” ï؛—ï؛کï؛®ï؛©ï؛© ﻓﻲ ï؛*ï؛ƒï؛³ï»¬ï؛ژ : " ï»*ﻫï»‍ ï؛—ï؛¤ï؛´ï؛’ﻴﻦ ﻧﻔï؛´ï»ڑ ï؛چﻣï؛®ï؛ƒï؛“؟ ."
    ï؛ƒï؛£ï؛ژﻃï؛– ï؛‘ﻬï؛ژ ï؛چï»·ï؛³ï؛Œï»*ï؛” ï؛چï»ںï؛کﻲ ï»» ï؛—ï؛®ï؛£ï»¢ : ﻣï؛ژï؛«ï؛چ ﻳﻨï»کï؛¼ï»¨ï»²؟ .. ﻓﻴﻢَ ï»—ï؛¼ï؛®ï؛•؟ .. ï؛‡ï»§ï»¨ï»² ï؛ƒï»‹ï»´ï؛¶ ﻣﻦ ï؛ƒï؛ںï»*ﻬﻢ ï»*ï»ںﻜﻨﻬﻢ ï»» ﻳï؛®ï؛؟ﻮﻥ؟ .. ï»ںï»کï؛ھ ï؛—ï؛¨ï»*ï»´ï؛– ﻋﻦ ï»›ï»‍ ﻣï؛ژ ﻳُï؛´ï»Œï؛ھﻧﻲ .. ï؛؟ï؛¤ï»´ï؛– ﻣﻦ ï؛ƒï؛ںï»*ﻬﻢ ï؛‘ﻜï»‍ ï؛·ï»²ï؛€ ...
    ï؛چﻋï؛کï؛¼ï؛®ï؛• ï»—ï»*ï؛’ﻬï؛ژ ï؛چï»ںﻤï؛®ï؛چï؛*ï؛چï؛“، ï»—ï؛ژﻣï؛– ï؛‘ï؛کï؛œï؛ژï»—ï»‍، ï؛·ï»Œï؛®ï؛• ï؛‘ï؛¤ï؛ژï؛ںï؛” ï؛·ï؛ھﻳï؛ھï؛“ ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںï؛¼ï»¼ï؛“، ï؛—ï»®ï؛؟ï؛„ï؛•، ï»*ﻓﻲ ﻇﻼï»، ï»ڈï؛®ï»“ï؛کﻬï؛ژ ï؛—ï»®ï؛ںﻬï؛– ï؛‡ï»ںï»° ï؛*ï؛‘ﻬï؛ژ .. ï»*ï»›ï؛„ﻧﻬï؛ژ ï»ںﻢ ï؛—ُï؛¼ï»‍ِ ﻣﻨï؛¬ ï؛³ï»¨ï»´ï»¦، ï؛‘ﻜï؛– ï؛‘ﻴﻦ ﻳï؛ھï»± ï؛چï»ںï»*ï»ھ، ï؛·ï»Œï؛®ىï؛• ï؛‘ï؛„ﻧﻬï؛ژ ï»›ï؛ژﻧï؛– ï»ڈï؛ژï؛‹ï؛’ï؛” ﻃﻮﻳï»*ًï؛ژ ï»*ﻋï؛ژï؛©ï؛• ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںﻮﻃﻦ .. ï؛ƒï؛£ï؛´ï؛– ï؛‘ï؛ژï»ںﻨï؛ھï»، ﻋï»*ï»° ï؛چﻷﻳï؛ژï»، ï؛چï»ںﻤï؛کï؛کï؛ژï»ںï»´ï؛” ï؛چï»ںï؛کﻲ ï؛ƒï؛؟ï؛ژﻋï؛– ﻓﻴﻬï؛ژ ï»ںï؛¬ï؛“ ï؛چï»ںï؛¼ï»¼ï؛“، ï»*ﻧï؛´ï»´ï؛– ﻓﻴﻬï؛ژ ï؛چï»ںï»*ï؛*ï»®ï؛€ ï؛‡ï»ںï»° ï؛§ï؛ژï»ںï»کﻬï؛ژ ..
    ﻫï؛ھï؛ƒï؛• ﻧﻔï؛´ï»¬ï؛ژ، ï؛ƒï؛؟ï؛ژï؛€ï؛• ﻣï؛¼ï؛’ï؛ژï؛£ًï؛ژ ï؛§ï؛ژﻓï؛کًï؛ژ، ﻣï؛´ï؛¤ï؛– ﻣﻦ ﻋï»*ï»° ﻣï؛¼ï؛¤ï»”ﻬï؛ژ ï»ڈï؛’ï؛ژï؛* ï؛چﻹﻫﻤï؛ژï»‌، ﻓï؛کï؛¤ï؛کï»ھ، ï»*ﻣﻦ ï؛‘ﻴﻦ ï؛©ï»£ï»®ï»‹ï»¬ï؛ژ ï؛‘ï؛ھï؛ƒï؛• ï؛—ï»کï؛®ï؛ƒ .. ﻳï»گï»*ï؛’ﻬï؛ژ ï؛چï»ںï؛’ﻜï؛ژï؛€ ï»*ï»ںﻜﻨﻬï؛ژ ï؛—ï»کï؛®ï؛ƒ .. ï؛ƒï»ڈﻤﻀï؛– ﻋﻴﻨﻴﻬï؛ژ، ï»*ﻓﻜï؛®ï؛• ﻓﻲ ï؛£ï»´ï؛ژï؛—ﻬï؛ژ، ï»ںﻤï؛ژï؛«ï؛چ؟ ..
    ï»ںﻤï؛ژï؛«ï؛چ ï؛ƒï؛£ï؛®ï»، ﻧﻔï؛´ï»² ﻣﻦ ï»›ï»‍ ï؛·ï»²ï؛€ ﻣﻦ ï؛ƒï؛ںï»‍ ﻣﻦ ï؛£ï»®ï»ںﻲ .. ï»*ï»ںﻜﻦ ï؛³ï»´ï؛ژï»پ ﻧï»کï؛ھﻫﻢ ï»*ï؛³ï؛¨ï»„ﻬﻢ ï؛—ﻈï»‍ ï؛—ﻼï؛£ï»کﻨﻲ؟
    ï»ںﻤï؛ژï؛«ï؛چ ï»» ï؛ƒï؛·ï»Œï؛® ï؛‘ï؛ژï»ںï؛´ï»Œï؛ژï؛©ï؛“ ï»*ï»» ﻳï؛¸ï»Œï؛®ï»*ﻥ ﻫﻢ ï؛ƒï»³ï»€ًï؛ژ ï؛‘ﻬï؛ژ ï؛*ï»ڈﻢ ï»›ï»‍ ﻣï؛ژ ï؛ƒï؛‘ï؛¬ï»ںï»ھ؟ ..
    ï»ںﻤï؛ژï؛«ï؛چ ï؛—ï»گï»´ï؛®ï؛• ﻣï؛¸ï؛ژﻋï؛® ï؛¯ï»*ï؛ںﻲ ï؛—ï؛*ï؛ژﻫﻲ .. ﻓï»*ﻢ ﻳﻌï؛ھ ï؛£ï؛کï»° ﻳï؛®ï؛چﻧﻲ ï؛چﻣï؛®ï؛ƒï؛“؟ !
    ï؛چï؛£ï؛کï؛ژï؛‌ ï؛چﻷﻣï؛® ﻣﻨﻬï؛ژ ï»·ï؛³ï؛ژï؛‘ï»´ï»ٹ، ï؛£ï؛کï»° ï؛—ُï؛ھï؛*ï»™ ï؛ƒï»¥ ï؛چï»ںï؛کﻌﻴï؛² ï»» ﻳï؛´ï؛کﻄﻴï»ٹ ï؛ƒï»¥ ﻳﻤﻨï؛¢ ï؛چï»ںï؛´ï»Œï؛ژï؛©ï؛“ .. ﻓﻔï؛ژï»—ï؛ھ ï؛چï»ںï؛¸ï»²ï؛€ ï»» ﻳﻌﻄﻴï»ھ .
    ï»*ï؛ƒï»¥ ï؛چï»ںï؛کﻀï؛¤ï»´ï؛” ï»ںï»´ï؛´ï؛– ï»›ï»*ﻤï؛” ï؛³ï»Œï»´ï؛ھï؛“، ï»*ï»» ï؛—ï؛¼ï»*ï؛¢ ï؛چï؛§ï؛کï»´ï؛ژï؛*ًï؛چ ï؛©ï؛چï؛‹ï»¤ًï؛ژ ï»ںï»*ï؛¤ï»´ï؛ژï؛“ !
    ï»*ï؛ƒï»¥ ï؛‡ï»³ï؛*ï؛ژï؛‘ï»´ï؛کﻨï؛ژ ï؛چï»ںï؛°ï؛چï؛‹ï؛ھï؛“ ï»—ï؛ھ ï؛—ï؛¨ï»¨ï»– ﻣﻦ ï؛£ï»®ï»ںﻨï؛ژ ï»›ï؛œï»´ï؛®ï؛چ .. ﻓﻴﻤï؛ژ ﻧﻈﻦ ï؛ƒï»§ï»¨ï؛ژ ﻧï؛´ï»Œï؛ھﻫﻢ ï؛‘ﻬï؛ژ ..
    ï؛چï؛£ï؛کï؛ژï؛ںï؛– ï»ںï؛*ï»*ï؛´ï؛ژï؛• ﻣï»ٹ ï؛چï»ںﻨﻔï؛²، ï»*ï؛—ï؛„ﻣï»‍ ï»ںï»®ï؛چﻗﻌﻬï؛ژ ï؛£ï؛کï»° ï؛—ï؛¼ï»‍ ï؛‡ï»ںï»° ﻗﻨï؛ژﻋï؛ژï؛• ï»ڈï»´ï؛®ï؛• ﻣï؛*ï؛®ï»¯ ï؛£ï»´ï؛ژï؛—ﻬï؛ژ، ï»*ï؛‘ï؛ھï»ںï؛– ï؛ƒï»ںï»®ï؛چﻧﻬï؛ژ ï؛چï»ںï؛®ï»£ï؛ژï؛©ï»³ï؛” ï؛چï»ںﻜï؛Œï»´ï؛’ï؛” ..
    ï»*ï؛‘ﻌï؛ھ ï؛ƒï»¥ ï»—ï؛ھﻣï؛– ﻋï»*ï»° ï؛ƒï؛ںï؛ژï؛¯ï؛“ ï؛‘ï؛ھï»*ﻥ ﻣï؛®ï؛—ï؛گ ﻣﻦ ï؛چï»ںﻌﻤï»‍، ï»›ï؛ژﻧï؛– ï؛ƒï»*ï»ںï»° ï؛چï»ںï؛¨ï»„ï»®ï؛چï؛• ï؛چï»ںï؛کﻲ ï؛چï؛—ï؛¨ï؛¬ï؛—ﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ُﻌï»*ﻢ ï؛ƒï؛‘ﻨï؛ژï؛€ï»«ï؛ژ ï؛چï»ںﻜï؛œï»´ï؛® ﻣﻦ ﻣﻬï؛ژï؛*ï؛چï؛• ï؛چﻻﻋï؛کﻤï؛ژï؛© ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںﻨﻔï؛²، ﻓﻜï؛ژﻥ ﻋï»*ï»° ï؛چï؛‘ﻨﻬï؛ژ ï؛چï»ںﻜï؛’ï»´ï؛® ï؛ƒï»¥ ﻳï؛¼ï»„ï؛¤ï؛گ ï؛‡ï؛§ï»®ï؛چﻧï»ھ ï؛«ï»«ï؛ژï؛‘ًï؛ژ ï»*ï؛‡ï»³ï؛ژï؛‘ًï؛ژ ï؛‡ï»ںï»° ï؛چï»ںﻤï؛ھï؛*ï؛³ï؛” .. ï»*ï؛ƒï»¥ ﻳﻀï»ٹ ï»›ï»‍ ﻣﻨﻬﻢ ï؛ںï؛ھï»*ï»ںًï؛ژ ï»ںﻤï؛¬ï؛چï»›ï؛®ï؛—ï»ھ، ï»*ﻳï؛*ï؛کﻬï؛ھ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛کï؛¤ï؛¼ï»´ï»‍ ï؛‘ﻨﻔï؛´ï»ھ، ï»*ï؛ƒï»¥ ﻳï»کï؛کï؛¼ï؛® ï؛©ï»*ï؛*ﻫï؛ژ ﻋï»*ï»° ï؛چï»ںﻤï؛کï؛ژï؛‘ﻌï؛” .
    ï»*ï؛؟ﻌï؛– ï؛£ï؛ھï»*ï؛©ًï؛چ ï»ںﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﻌï؛ژﻣï»*ï؛کﻬï؛ژ، ﻓï»*ﻢ ﻳﻌï؛ھ ﻣï»کï؛’ï»®ï»ںًï؛ژ ï»ںï؛ھﻳﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ﻳï؛کï؛*ﻬﻤﻮï؛چ ﻓﻲ ï»*ï؛ںﻬﻬï؛ژ، ï؛ƒï»* ï؛ƒï»¥ ﻳﻀﻌﻮﻫï؛ژ ﻓﻲ ﻣï»کï؛ژï؛*ﻧï؛ژï؛• .. ï»*ï؛چï»›ï؛کï؛¸ï»”ï؛– ﻛﻢ ﻳï؛´ï»Œï؛ھ ï؛چï»·ï؛‘ﻨï؛ژï؛€ ï؛‘ï؛ژï؛£ï؛کï؛®ï؛چï»، ï؛ƒï»£ï»¬ï»¢ ï»—ï؛’ï»‍ ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛´ï»Œï؛ھ ﻫﻲ، ï؛چï»›ï؛کï؛¸ï»”ï؛– ﻛﻢ ï؛—ï؛´ï؛کﻮﻱ ﻧﻔﻮï؛³ï»¬ï»¢ ﻋﻨï؛ھﻣï؛ژ ï؛—ﻜﻮﻥ ï»ںï؛ھﻳﻬﻢ ï»—ï»®ï؛چﻋï؛ھ ﻓﻲ ï؛چï»ںï؛کﻌï؛ژﻣï»‍ ﻣﻌﻬï؛ژ ﻣï؛’ﻨﻴï؛” ﻋï»*ï»° ï؛چï»»ï؛£ï؛کï؛®ï؛چï»، .. ï»*ï؛ںï؛ھï؛—ﻬﻢ ﻳï»کï؛’ï»*ﻮﻥ ﻳï؛ھﻳﻬï؛ژ، ï»*ﻳﻤï؛کﻨﻮﻥ ï»ںﻬï؛ژ، ï»*ﻳï؛¸ï»Œï؛®ï»*ﻥ ï؛‘ï؛ژï؛£ï؛کï؛®ï؛چï»، ï؛«ï»*ï؛چï؛—ﻬﻢ ï»*ﻫﻢ ﻳﻌï؛کﻤï؛ھï»*ﻥ ﻋï»*ï»° ï؛ƒï»§ï»”ï؛´ï»¬ï»¢، ï»*ﻳﻤï؛ژï؛*ï؛³ï»®ï»¥ ï؛چï»·ï؛©ï؛ڈ ï»*ï؛چï»ںï؛¨ï»*ï»– ï؛چï»ںï؛®ï»“ï»´ï»ٹ ﻓﻲ ﻋﻼﻗï؛ژï؛—ﻬﻢ .. ï»›ï؛ژﻧï؛– ï؛‡ï»³ï؛*ï؛ژï؛‘ï»´ï؛کﻬï؛ژ ï»*ﻣï؛®ï»*ﻧï؛کﻬï؛ژ ï؛چï»ںï؛°ï؛چï؛‹ï؛ھï؛“ ï»*ï؛³ï»Œï»´ï»¬ï؛ژ ﻹï؛*ï؛؟ï؛ژï؛‹ï»¬ï»¢ ﻳï؛¤ï»®ï»‌ ï؛‘ﻴﻨﻬﻢ ï»*ï؛‘ﻴﻦ ï؛چï»›ï؛کﻤï؛ژï»‌ ï؛چï»ںﻨﻤﻮ .. ﻳﻤﻨﻌﻬﻢ ﻣﻦ ï؛چï»ںï؛´ï»Œï؛ژï؛©ï؛“ !
    ï»*ﻣï»ٹ ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ .. ï؛چï»›ï؛کï؛¸ï»”ï؛– ﻣï؛¬ï»«ï»®ï»ںï؛” ï؛ƒï»§ï»ھ ï»›ï؛ژﻥ ﻳï؛¤ï؛کï؛ژï؛‌ ï؛ƒï»¥ ﻳï؛¸ï»Œï؛® ï؛‘ï؛¤ï؛ژï؛ںï؛کﻬï؛ژ !
    ï؛ƒï»§ï»ھ ï»›ï؛ژﻥ ﻳï؛¤ï؛کï؛ژï؛‌ ï»ںï؛¸ï»Œï»®ï؛*ﻩ ï؛‘ï؛ھï»»ï»ںﻬï؛ژ ï»» ï؛‘ï؛کﻀï؛¤ï»´ï؛کﻬï؛ژ ..
    ï؛ƒï»§ï»ھ ï؛‘ï؛ھï؛چï؛§ï»‍ ï»›ï»‍ ï؛*ï؛ںï»‍ ï؛چï؛³ï؛کﻌï؛ھï؛چï؛©ًï؛چ ï»ںï؛کï؛ھï»ںï»´ï»‍ ï؛چﻣï؛®ï؛ƒï؛“ ï»*ï؛£ï»¤ï؛ژﻳï؛کﻬï؛ژ ï»*ï؛‡ï؛³ï»Œï؛ژï؛©ï»«ï؛ژ، ï»*ï؛ƒï»§ï»¬ï؛ژ ï؛‡ï؛«ï؛چ ï»ںﻢ ï؛—ﻜﻦ ï»—ï؛ژï؛‘ï»*ï؛” ï»»ï؛³ï؛کï»کï؛’ï؛ژï»‌ ï؛«ï»ںï»ڑ ﻣﻨï»ھ ï»ںï»”ï؛®ï»پ ﻋﻄï؛ژï؛‹ï»¬ï؛ژ ï»*ï»ڈï؛®ï»—ﻬï؛ژ ﻓﻲ ï؛©ï»*ï؛* ï؛چï»ںï؛کﻀï؛¤ï»´ï؛”، ﻓï؛´ï»´ï؛’ï؛¤ï؛ڑ ﻋﻤﻦ ï؛—ï؛¤ï؛کï؛ژï؛ںï»ھ .
    ï»ںï»´ï؛² ï»ںï»*ï؛¨ï»´ï؛ژﻧï؛” ﻣï؛’ï؛®ï؛*، ﻓï؛ژï»ںï؛¨ï؛ژï؛‹ï»¦ ﻳï؛¨ï»®ï»¥ ﻧﻔï؛´ï»ھ ï»*ï؛©ï»³ï»¨ï»ھ .. ï»*ï»ںﻜﻦ ï؛چï»·ï؛³ï؛’ï؛ژï؛ڈ ï»—ï؛ھ ï»» ï؛—ﻜﻮﻥ ï؛©ï؛چï؛‹ï»¤ًï؛ژ ﻣï؛’ï؛ژï؛·ï؛®ï؛“ ﻛﻤï؛ژ ï؛چﻋï؛کï؛ھﻧï؛ژﻫï؛ژ .
    ï»*ï؛—ﻌï»*ﻤï؛– ï؛ƒï»¥ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ï؛ƒï»» ï؛—ï؛کï»کﻤï؛؛ ï؛·ï؛¨ï؛¼ï»´ï؛” ï؛چï»ںﻤï؛®ï؛ƒï؛“ ï؛چï»ںï؛¤ï؛ھﻳï؛ھﻳï؛”، ï»*ï؛ƒï»¥ ﻋï»*ï»° ï؛چﻵï؛§ï؛®ï»³ï»¦ ï؛ƒï»¥ ﻳï؛کï؛¤ï»¤ï»*ï»®ï؛چ ﻣï؛´ï؛†ï»*ï»ںï»´ï؛ژï؛—ﻬﻢ، ï»*ï؛ƒï»¥ ﻣﻦ ï؛«ï»›ï؛ژï؛‹ï»¬ï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ï؛ھï؛*ï؛ڈ ï؛¯ï»*ï؛ںﻬï؛ژ ﻋï»*ï»° ﻣﻤï؛ژï؛*ï؛³ï؛” ï؛ƒï؛‘ï»®ï؛—ï»ھ، ﻓﻴï؛¸ï؛ژï؛*ï»™ ï؛ƒï؛‘ﻨï؛ژï؛‹ï»ھ، ï»*ﻳï»کï؛کï؛®ï؛ڈ ﻣﻦ ﻫﻤﻮﻣﻬﻢ .
    ï»*ï؛ƒï»¥ ﻣﻦ ï؛£ï»کﻬï؛ژ ï؛چﻹﻧï؛´ï؛ژﻧﻲ ï؛ƒï»¥ ï؛—ﻨï؛ژï»، .. ﻓï»کï»*ï؛” ï؛چï»ںﻨﻮï»، ï؛ƒï؛³ï؛®ï»‰ ﻃï؛®ï»³ï»– ï»ںï»*ﻤï؛®ï؛½ ï؛چï»ںï؛*ï؛´ï؛ھï»± ï»*ï؛چï»ںﻨﻔï؛´ï»² .
    ï»*ï؛ƒï»¥ ï؛چï»ںï؛¬ï»± ï»» ﻳï؛®ï؛£ï»¢ ﻧﻔï؛´ï»ھ ï»» ﻳï؛®ï؛£ï»¤ï»ھ ï؛چﻵï؛§ï؛®ï»*ﻥ .
    ï»*ï؛ƒï»§ï»ھ ï؛©ï؛چï؛‹ï»¤ًï؛ژ ï؛‡ï؛«ï؛چ ﻣï؛ژ ï»›ï»*ﻔﻨï؛ژ ï؛ƒï»§ï»”ï؛´ï»¨ï؛ژ ﻣï؛ژ ï»ںﻢ ﻳﻜï»*ﻔﻨï؛ژ ï؛‘ï»ھ ï؛چï»ںï»*ï»ھ، ﻃï؛ژï»‌ ﻋï»*ﻴﻨï؛ژ ï؛چï»ںﻄï؛®ï»³ï»–، ï»*ï»*ï؛ںï؛ھﻧï؛ژ ﻣﻦ ï؛³ï»”ï؛®ï»§ï؛ژ ﻧï؛¼ï؛’ًï؛ژ .. ﻓï»*ﻢ ﻳﻜï»*ï»’ ï؛چï»ںï»*ï»ھ ï؛چï»ںﻤï؛®ï؛ƒï؛“ ï؛چï»ںﻨﻔï»کï؛” ï»*ï؛چï»ںï؛کï؛®ï؛‘ï»´ï؛” ﻣﻌًï؛ژ .. ï»*ï»ںﻢ ﻳï؛¤ï»¤ï»*ﻬï؛ژ ﻫﻢ ï؛چï»ںï؛¨ï؛ژï؛*ï؛‌ ï»*ï؛چï»ںï؛ھï؛چï؛§ï»‍ . ï»*ï؛چﻷﻫﻢ .. ï؛ƒï»§ï»¬ï؛ژ ï؛—ï؛¬ï»›ï؛®ï؛• ï؛ƒï»¥ ﻋï»*ﻴﻬï؛ژ ï؛ƒï»¥ ï؛—ﻜﻮﻥ ﻣï؛کï؛¼ï»*ï؛” ï؛‘ï؛ژï»ںï»*ï»ھ، ï»*ï؛ƒï»» ï؛—ï؛¸ï»گï»*ﻬï؛ژ ï؛©ï»*ï؛چﻣï؛” ï؛چï»ںï؛¤ï»´ï؛ژï؛“ ï؛چï»ںﻴﻮﻣﻴï؛” ﻋﻦ ï؛«ï»›ï؛®ï»© .
    ï؛*ï؛³ï؛ژï»ںï؛” ï؛‡ï»ںï»° ï»›ï»‍ ﻣï؛کï؛°ï»*ï؛ںة
    36-بكم تبيع صاحبك؟! #
    مقالة أعجبتني
    سمعت مرة أحد كبار السن يروي مثلاً على شكل حوار ..
    قال الأول : بكم بعت صاحبك ؟
    فرد عليه الآخر: بعته بتسعين زلة..
    فقال الأول : ( أرخصته) أي بعته بثمن زهيد !!
    تأملت هذا المثل كثيراً ..
    فذهلت من ذلك الصديق الذي غفر لصديقه تسعة وثمانين زلة، ثم بعد زلته التسعين تخلى عن صداقته !!
    وعجبت أكثر من الشخص الآخر الذي لامه على بيع صاحبه بتسعين زلة وكأنه يقول تحمل أكثر !!
    التسعون زلة ليس ثمناً مناسباً لصاحبك .. لقد أرخصت قيمته ..
    ترى كم يساوي صاحبي أو صاحبك من الزلات ؟!
    بل كم يساوي إذا كان قريباً أو صهراً أو أخاً أو زوجاً أو زوجة ؟!
    بكم زلة قد يبيع أحدنا أمه أو أباه...؟ بِكم ؟!
    إن من يتامل واقعنا اليوم ويعرف القليل من أحوال الناس في المجتمع والقطيعة التي دبت في أوساط الناس .. سيجد من باع صاحبه أو قريبه أو حتى أحد والديه بزلة واحدة ..
    بل هناك من باع كل ذلك بلاذنب سوى أنه أطاع نماماً كذاباً !!!
    ترى هل سنراجع مبيعاتنا الماضية من الأصدقاء والأقارب والأهل وننظر بكم بعناها ؟
    ثم نعلم أننا بخسناهم أثمانهم .. وبعنا الثمين بلا ثمن ..
    ترى هل سنرفع سقف أسعار من لازالوا قريبين منا؟!
    إن القيمة الحقيقية لأي شخص تربطك به علاقة لن تشعر بها إلا في حالة فقدانك له بالموت .
    فلا تبع علاقاتك بأي عدد من الزلات مهما كثرت ..
    وتذكر قوله تعالى
    ï´؟ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَï´¾.
    لا جدوى من قبلة إعتذار على جبين ميت غادر الحياة
    استلطفوا بعضكم البعض وأنتم أحياء
    امحِ الخطأ لتستمر الأخوة
    ولا تمح الأخوة من أجل الخطأ ..
    اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا. آمين
    37-الاعرابي والاصمعي
    -قال الأصمعي: أقبل علي أعرابي جلف جاف على قعود له، متقلدا سيفه وبيده قوس فدنا منا وسلم وقال من أين أقبلت؟
    قلت : من مكان يتلى فيه كلام الرحمن،
    قال : أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟!
    فقلت : نعم يا أعرابي
    فقال : اتل علي شيئاً منه
    فابتدأت بسورة: الذاريات ذروا
    حتى انتهيت إلى قوله تعالى :
    { وفي السماء رزقكم وما توعدون }
    قال الأعرابي : هذا كلام الرحمن ؟
    قلت : إي والذي بعث محمداً بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد ï·؛ .
    فقال لي : حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه، وقطعها قطعاً بجلدها
    وقال : أعني على تفرقتها ، فوزعناها على من أقبل وأدبر ثم كسر سيفه، وقوسه، وجعلها تحت الرملة، وولى مدبراً نحو البادية وهو يقول :
    { وفي السماء رزقكم وما توعدون }.
    فلما غاب أقبلت على نفسي ألومها
    قلت : يا أصمعي، قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه الآية وأشباهها فلم تتنبه لما تنبه له هذا الأعرابي.!!
    فحججت السنة مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فبينا أنا أطوف بالكعبة إذا بهاتف يهتف بصوت رقيق يقول :
    تعال يا أصمعي، تعال يا أصمعي
    فالتفت : فإذا أنا بالأعرابي
    فأخذ بيدي وأجلسني خلف المقام ،
    فقال : اتل من كلام الرحمن الذي تتلوه فابتدأت ايضا بسورة الذاريات، فلما انتهيت إلى قوله { وفي السماء رزقكم وما توعدون}
    صاح الأعرابي وقال :
    قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ..
    ثم قال: يا أصمعي ،
    هل غير هذا للرحمن كلام ؟!
    قلت نعم يا أعرابي، يقول الله عز وجل { فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون }
    فصاح الأعرابي وقال: ياسبحان الله ..!
    من ذا أغضب الجليل حتى يحلف ؟
    أفلم يصدقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين !
    (قالها ثلاثاً وخرجت روحه) .
    شعب الإيمان 378/3. تفسير القرطبي 42/17 . أضواء البيان6/8
    اللهم ارزقنا اليقين الصادق بما عندك
    38-كيد النساء
    -حكى أن إمرأتين دخلتا على القاضي
    ابن أبي ليلى,
    وكان قاضياً معروفاً
    وله شهرته في زمنه.
    فقال القاضي
    من تبدأ
    فقالت إحداهن:
    إبدئي أنتِ
    فقالت: أيها القاضي مات أبي
    وهذه عمتي
    وأقول لها ياأمي لأنها ربتني وكفلتني حتى كبرت
    قال القاضي: وبعد ذلك,
    قالت: جاء ابن عم لي فخطبني منها
    فزوجتني إياه .
    وكانت عندها بنت فكبرت البنت
    وعرضت عمتي على زوجي
    أن تزوجه ابنتها
    بعد ما رأت بعد ثلاث سنوات من خُلق زوجي.
    وزينت ابنتها لزوجي لكي يراها.
    فلما رآها أعجبته
    قالت العمة أزوجك إياها على شرط واحد
    أن تجعل أمر ابنة أخي (زوجتك الأولى) إليّ .
    [ يعطيها توكيل ]
    فوافق زوجي على الشرط
    وفي يوم الزفاف جاءتني عمتي وقالت :
    إن زوجك قد تزوج إبنتي وجعل أمرك بيدي
    فأنتي طاااالق
    فاصبحتُ أنا بين ليلة وضحاها مطلقة .
    وبعد مدة من الزمن ليست ببعيدة,
    جاء زوج عمتي من سفر طويل,
    فقلت له يازوج عمتي تتزوجني
    وكان زوج عمتى شاعراً كبيراً.
    فوافق زوج عمتي,
    وقلت له لكن بشرط
    أن تجعل أمر عمتي إلي,
    فوافق زوج عمتي على الشرط,
    فأرسلتُ لعمتي
    وقلت لها :
    لقد صرتُ زوجة لزوجك فلان
    وقد جعل أمرك إليّ وأنتي طالق
    وواحدة بواحدة
    طال عمرك،
    فأصبحت عمتي مطلقة
    فوقف القاضي عندما سمع الكلام
    من هول ما حدث.
    وقال : يا الله
    فقالت له إجلس ؟
    إن القصة ما بدأت بعد
    فقال: أكملي
    قالت : وبعد مدة
    مات هذا الرجل الشاعر،
    فجاءت عمتى تطالب بالميراث من زوجى الذى هو طليقها,
    فقلت لها هذا زوجي
    فما علاقتك أنت بالميراث ؟
    وعند انقضاء عدتي
    بعد موت زوجى
    جاءت عمتى بابنتها وزوج ابنتها
    الذى هو زوجي الأول
    وكان قد طلقنى
    وتزوج ابنة عمتى
    ليحكم بيننا في أمر الميراث
    فلما رآنى تذكر أيامه الخوالي معى
    وحن إليّ .
    فقلت له تُعِيدُنِى ؟
    فقال نعم .
    قلت له : بشرط أن تجعل أمر زوجتك ابنه عمتي إلي.
    فوافق.
    فقلت لابنة عمتي:
    أنت طالق ,
    فوضع أبو ليلي القاضي يده على رأسه
    وقال أين السؤال ؟
    فقالت العمة :
    أليس من الحرام أيها القاضي
    أن نُطَلَّق أنا وابنتي
    ثم تأخذ هذه المرأة الزوجين والميراث.
    فقال ابن أبي ليلي :
    والله لا أرى في ذلك حرمة
    وما الحرام في رجل تزوج مرتين وطلق وأعطى وكالة.
    وبعد ذلك ذهب القاضي للخليفة المنصور
    وحكى له القصة
    فضحك حتى تخبطت قدماه في الأرض
    وقال : قاتل الله هذه العجوز
    من حفر حفرة لأخيه وقع فيها
    وهذه وقعت في البحر.
    وااااخ من كيد النساء
    \\أعجبتني وأذهلني معناها
    39-اهل الاحسان
    ذهب شخص الى احد العارفين بالله فقال له:
    أي سيدي ماذا لو لم اكن عبداً صبوراً وشكوتُ حظي
    العارف بالله : لم يجيب
    السائل : لماذا لا أجد من الذين أحسنت إليهم إلا الغدر والخيانه
    العارف بالله : لم يجيب
    السائل: لماذا لا أجد إلا الجفاء ممن أحببتهم وأخلصت لهم
    العارف بالله : لم يجيب
    السائل: لماذا لم يمت إلا احبتى ولم يبقى إلا أعدائي
    العارف بالله : لم يجيب
    السائل : لماذا وحدتي وغربتي في هذه الحياة واخذ يبكى
    العارف بالله : لم يجيب
    السائل : لماذا لا يحسن الناس الظن بي
    العارف بالله : لا يتكلم
    السائل : لماذا يكذبُ من اُصدّقهم، ويقسو
    علي من احنو عليهم و يرحلوا من اعانقهم
    العارف بالله : لايتكلم
    السائل : لماذا يدى ممتدة بالخير وايدى الناس ممتدة الي بالشر، لماذا يقابلون محبتى بفجور وليس بالود واخذ يبكى
    فقام العارف
    ووضع يده على قلب الرجل
    وقال له ياأخى لا أدري لماذا أحبك الله كل هذا القدر
    ربما انت ممن سمعتُ عنهم أولئك هم المحسنون اصحاب مراتب الصبر والإحسان
    إعلم ياأخي أنك جئت تشكو حب الله لك
    فسكت السائل ونظر للأرض ووجهه يقطر خجل
    وقال للعارف أصبت فرميت القلب
    أصبت فبينت الدرب
    العبرة :
    ليس بالضرورة ان يكون اذى الناس لك ابتلاء فقد تكون انت من اهل الاحسان وانت لاتدري ولا ينال مرتبة الاحسان الا أنقياء القلوب.
    40-اليقين الصادق
    ---/قال الأصمعي: أقبل علي أعرابي جلف جاف على قعود له، متقلدا سيفه وبيده قوس فدنا منا وسلم وقال من أين أقبلت؟
    قلت : من مكان يتلى فيه كلام الرحمن،
    قال : أو للرحمن كلام يتلوه الآدميون؟!
    فقلت : نعم يا أعرابي
    فقال : اتل علي شيئاً منه
    فابتدأت بسورة: الذاريات ذروا
    حتى انتهيت إلى قوله تعالى :
    { وفي السماء رزقكم وما توعدون }
    قال الأعرابي : هذا كلام الرحمن ؟
    قلت : إي والذي بعث محمداً بالحق إنه لكلامه أنزله على نبيه محمد ï·؛ .
    فقال لي : حسبك، فقام إلى ناقته فنحرها بسيفه، وقطعها قطعاً بجلدها
    وقال : أعني على تفرقتها ، فوزعناها على من أقبل وأدبر ثم كسر سيفه، وقوسه، وجعلها تحت الرملة، وولى مدبراً نحو البادية وهو يقول :
    { وفي السماء رزقكم وما توعدون }.
    فلما غاب أقبلت على نفسي ألومها
    قلت : يا أصمعي، قرأت القرآن منذ ثلاثين سنة ومررت بهذه الآية وأشباهها فلم تتنبه لما تنبه له هذا الأعرابي.!!
    فحججت السنة مع هارون الرشيد أمير المؤمنين فبينا أنا أطوف بالكعبة إذا بهاتف يهتف بصوت رقيق يقول :
    تعال يا أصمعي، تعال يا أصمعي
    فالتفت : فإذا أنا بالأعرابي
    فأخذ بيدي وأجلسني خلف المقام ،
    فقال : اتل من كلام الرحمن الذي تتلوه فابتدأت ايضا بسورة الذاريات، فلما انتهيت إلى قوله { وفي السماء رزقكم وما توعدون}
    صاح الأعرابي وقال :
    قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً ..
    ثم قال: يا أصمعي ،
    هل غير هذا للرحمن كلام ؟!
    قلت نعم يا أعرابي، يقول الله عز وجل { فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون }
    فصاح الأعرابي وقال: ياسبحان الله ..!
    من ذا أغضب الجليل حتى يحلف ؟
    أفلم يصدقوه حتى ألجؤوه إلى اليمين !
    (قالها ثلاثاً وخرجت روحه) .
    شعب الإيمان 378/3. تفسير القرطبي 42/17 . أضواء البيان6/8
    اللهم ارزقنا اليقين الصادق بما عندك
    --41-/ذكاء مالك واجتهاد الشافعي والرزق ...!!!!
    إختلفا الإمامان الجليلان مالك والشافعي فالإمام مالك يقول أن الرزق بلا سبب بل لمجرد التوكل الصحيح على الله يرزق
    الانسان مستنداً للحديث الشريف :-
    ( لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ) أو كما قال صل الله عليه وآله وسلم .
    أما إمامنا الجليل الشافعي فيخالفه في ذلك فيقول لولا غدوها ورواحها ما رزقت .
    أي إنه لا بد من السعي .
    وكل على رأيه فإمامنا مالك وقف عند ( لرزقكم كما يرزق الطير ) وتلميذه الشافعي قال لولا الغدو والرواح لما رزقت .
    فأراد التلميذ أن يثبت لإستاذه صحة قوله فخرج من عنده مهموما يفكر ، فوجد رجلاعجوزا يحمل كيسا من البلح وهو ثقيل فقال له : - عنك يا عماه وحمله عنه فلما وصل إلى بيت الرجل أعطاه الرجل بضع تمرات إستحسانا منه لما فعله معه هنا ثارت نفس الشافعي وقال الآن أثبت ما أقول فلولا أني حملته عنه ما أعطاني وأسرع إلى أستاذه مالك ومعه التمرات ووضعها بين يديه وحكى له ما جرى وهنا أبتسم الإمام الرائع مالك وأخذ تمرة ووضعها في فيه وقال له وأنت سقت إلي رزقي دونما تعب مني .
    فالإمامان الجليلان أستنبطا من نفس الحديث حكمين مختلفين تماما وهذا من سعة رحمة الله بالناس .
    هي ليست دعوة للتواكل لذا سألحقها بقصة جميلة عن ابراهيم بن أدهم ..
    فيحكى أنه كان في سفر ٍله وكان تاجرا كبيرا .
    وفي الطريق وجد طائرا قد كسر جناحه فأوقف القافلة وقال :- والله لأنظرن من ياتي له بطعامه أم أنه سيموت فوقف مليا .
    فاذا بطائر يأتي ويضع فمه في فم الطائر المريض ويطعمه ..!!!
    هنا قرر إبراهيم أن يترك كل تجارته ويجلس متعبدا بعد ما رأى من كرم الله ورزقه فسمع الشبلي بهذا فجاءه وقال :- ماذا حدث لتترك تجارتك وتجلس في بيتك هكذا ..؟
    فقص عليه ما كان من أمر الطائر فقال الشبلي قولته الخالدة :-
    يا إبراهيم لما إخترت أن تكون الطائر الضعيف ولم تختر أن تكون من يطعمه ..؟؟؟
    ولعله يقول في نفسه حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :-
    ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ) الحديث
    أو كما قال صل الله عليه وآله وسلم .
    يا الله على هذا الفهم الرائع والاستيعاب
    اللهم ارزقنا رزقا حلال من غير حساب .
    /--يروي أحد الأشــخاص القصة التالية
    :42- فقاعات غليان!.
    ذات يوم قرّر ابني (26 عاماً) ان يصنع كوب من القهوة.
    ملأ الكوب بالماء و...وضعه داخل المايكروويف لتسخينه، كما اعتاد ان يفعل في السّابق. انا لست مُتأكّدا كم هو طول الوقت الذي وضعه في الفرن، ولكنه اخبرني انّه اراد ان يُصبح الماء مغليّاً. عندما توقف المايكروويف حسب الوقت المطلوب، اخرج ابني الكوب من الفرن. نظر ابني الى الكوب ليتاكد من علامات غليان الماء ولكنّه لاحظ ان لماء لم يكن يغلي! وفي هذه الأثناء فجأة انفجر الماء المغلي بدرجة شديدة في وجه ابني وبصعوبة تخلّص من الكوب الذي التصق بيده. غطى الماء المغلي اجزاء كثيرة من وجهه واصيب بحروق من الدرجة الأولى والثّانية وهي حروق قد تبقي آثار دائمة مستقبلا. بالإضافة لذلك قد يكون اصيب بفقدان جزئي بالبصر في عينه اليُسرى. ب
    ينما كان ابني في المستشفى ذكر الطبيب المعالج ان هذه الحالة تحدث بشكل مستمر بين النّاس، وأن الماء لوحده لا ينبغي ان يوضع في المايكرويف لتسخينه. واوضح انّه اذا اضطر احد لوضع الماء في المايكروويف، يجب وضع شيء آخر في الكوب لإمتصاص الطاقة مثل ملعقة تحريك خشبيّة (انتبه خشبية و ليست معدنية) او كيس من اكياس الشاي الصغيرة،
    قام الشخص المصاب بالإتصال على شركة جنرال الكتريك المصنعة للماكروويف واســتلم التوضيحً التالي:
    شكرا على الإتصال بنا.
    الإيميل الذي استلمناه صحيح. الماء والسّوائل الأخرى لا تُظهر فقاعات او علامات الغليان عند تسخينها عن طريق المايكرويف. بل انه قد يصل غليان هذه السوائل الى درجة عاليه جدا من الغليان ومع ذلك لا يُظهِر ذلك اي فقاعات غليان!. وهذه السوائل المغلية بشدة ستُظهر فقاعاتها بشدّة (خارج الكوب) عندما يتم تحريكها او وضع اشياء مثل ملعقة او كيس شاي داخله (بعد الغليان) لمنع مثل هذا من الحدوث مما قد يسبب اصابات، لا تُسخّن اي سائل لأكثر من دقيقتين للكوب الواحد. وبعد التسخين، اترك الكوب داخل المايكروويف لمدة لا تقل عن 30 ثانية قبل تحريكه او اضافة اي شيء له
    /-43-- العجو زوالقط
    جلس عجوز حكيم على ضفة نهر
    وفجأة لمح قطّاً وقع في الماء ، وأخذ القطّ يتخبّط , محاولاً أن ينقذ نفسه من الغرق .
    قرر الرجل أن ينقذه , مدّ له يده
    فخمشه القطّ
    سحب الرجل يده صارخاً من شدّة الألم
    ولكن لم تمض سوى دقيقة واحدة حتى مدّ يده ثانية لينقذه ، فخمشه القطّ
    سحب يده مرة أخرى صارخاً من شدة الألم ،وبعد دقيقة راح يحاول للمرة الثالثة
    على مقربة منه كان يجلس رجل آخر ويراقب ما يحدث
    فصرخ الرجل :
    أيها الحكيم ، لم تتعظ من المرة الأولى ولا من المرة الثانية ، وها أنت تحاول إنقاذه للمرة الثالثة ؟
    لم يأبه الحكيم لتوبيخ الرجل ، وظل يحاول حتى نجح في إنقاذ القطّ ،
    ثم مشى الحكيم باتجاه ذلك الرجل وربت على كتفه قائلاً :
    يا بني ..
    من طبع القطّ أن يخمش ,ومن طبعي أنا أن أُحبّ و أعطف ,فلماذا تريدني أن أسمح لطبعه أن يتغلب على طبعي !!؟
    يا بني : عامل الناس بطبعك لا بطبعهم , مهما كانوا ومهما تعددت تصرفاتهم التي تجرحك وتؤلمك في بعض الأحيان،
    ولا تأبه لتلك الأصوات التي تعتلي طالبة منك أن تترك صفاتك الحسنة لمجرد أن الطرف الآخر لا يستحق تصرفك النبيل .
    عندما تعيش لتسعد الآخرين
    سيبعث الله لك من يعيش ليُسعدك ( هل جزاء الإحسان إلا الإحسان )
    "كن جميل الخلق تهواك القلوب "
    فلا تندم على لحظات اسعدت بها أحداً حتى وإن لم يكن يستحق ذلك .. يقول ابن القيم :
    " الدّين كله خُلق ، فمن فاقك في الخلق فقد فاقك في الدّين
    صة وعبرة تستحق القراءة
    44- الوصيه

    رجل فقير تزوج من امرأة وأنجبا طفلا , فقرر الرجل السفر لطلب العيش فاتفق مع امرأته على عشرين عاما من السفر ,
    وإذا زادوا يوما واحدا فأن المرأة حرة طليقة تفعل ما تشاء ... واوعدته زوجته بذلك وسافر وترك امرأته وولده الذي لم يبلغ شهرا واحدا سافر إلى إحدى البلدان
    حيث عمل في طاحونة قمح عند رجل جيد وسر منه صاحب الطاحونة لنشاطه وبعد عشرين عاما قال لصاحب الطاحونة :-


    لقد قررت العودة إلى البيت لان امرأتي أوعدتني بأن تنتظرني عشرين عاما وأريد أن أرى ما الذي يجري هناك قال له صاحب الطاحونة :
    اشتغل عندي عاما آخر أرجوك لقد تعودت عليك كما يتعود الأب على ابنه قال الرجل :-

    لا أستطيع لقد طلبت الدار أهلها وحان الوقت كي أعود فقد مضى على غيابي عشرون سنة وإذا لم اعد إلى البيت هذا العام فأن زوجتي ستتركه
    فأعطاه صاحب الطاحونة ثلاث قطع ذهبية وقال له :-

    هذا كل ما املك خذها فأنها ليست بكثيرة عليك اخذ الرجل القطع الذهبية الثلاث واتجه نحو قريته
    وفي طريقه إلى القرية لحق به ثلاثة من المارة كان اثنان من الشباب والثالث رجل عجوز عارفوا وبدأوا بالحديث بينما الرجل العجوز لم يتكلم ولو بكلمة بل كان ينظر إلى العصافير ويضحك
    فسأل الرجل :-
    من هذا الرجل العجوز ؟ أجاب الشابان :- انه والدنا قال الرجل :- لماذا يضحك هكذا ؟ أجاب الشابان :- انه يعرف لغة الطيور وينصت إلى نقاشها المسلي والمرح
    قال الرجل :- لماذا لا يتكلم أبدا ؟ أجاب الشابان :-

    لأن كل كلمة من كلامه لها قيمة نقدية قال الرجل :- وكم يأخذ ؟

    أجاب الشابان :- على كل جملة يأخذ قطعة ذهبية قال الرجل في نفسه :- إنني إنسان فقير هل سأصبح فقيرا أكثر
    إذا ما أعطيت هذا العجوز أبو اللحية قطعة ذهبية واحدة كفاني اسمع ما يقول واخرج من جيبه قطعة ذهبية ومدها إلى العجوز
    فقال العجوز :- لا تدخل في النهر العاصف وصمت

    وتابعوا مسيرتهم قال الرجل في نفسه :-عجوز فظيع يعرف لغة الطيور ومقابل كلمتين أو ثلاثة يأخذ قطعة ذهبية يا ترى ماذا سيقول لي لو أعطيته القطعة الثانية ..؟؟؟

    ومرة ثانية تسللت يده إلى جيبه واخرج القطعة الذهبية الثانية وأعطاها للعجوز
    قال العجوز :- في الوقت الذي ترى فيه نسورا تحوم اذهب واعرف ما الذي يجري وصمت وتابعوا مسيرتهم
    وقال الرجل في نفسه :- اسمعوا إلى ماذا يقول كم من مرة رأيت نسورا تحوم ولم أتوقف ولو لمرة لأعرف ما المشكلة
    سأعطي هذا العجوز القطعة الثالثة بهذه القطعة وبدونها ستسير الأحوال

    وللمرة الثالثة تتسلل يده إلى جيبه وألقى القبض على القطعة الأخيرة وأعطاها للعجوز اخذ العجوز القطعة الذهبية
    وقال :- قبل أن تقدم على فعل أي شيء عد في عقلك حتى خمسة وعشرون وصمت

    وتابعوا الجميع المسير ثم ودعوا بعضهم وافترقوا وعاد العامل إلى قريته وفي الطريق وصل إلى حافة نهر وكان النهر يعصف ويجر في تياره الأغصان والأشجار
    وتذكر الرجل أول نصيحة أعطاها العجوز له ولم يحاول دخول النهر جلس على ضفة النهر واخرج من حقيبته خبزا وبدأ يأكل وفي هذه اللحظات
    سمع صوتا وما التفت حتى رأى فارسا وحصان ابيض قال الفارس :- لماذا لا تعبر النهر ؟
    قال الرجل :- لا أستطيع أن اعبر هذا النهر الهائج فقال له الفارس :- انظر إلي كيف سأعبر هذا النهر البسيط

    وما أن دخل الحصان النهر حتى جرفه التيار مع فارسه كانت الدوامات تدور بهم وغرق الفارس أما الحصان فقد تابع السباحة من حيث نزل
    وكانت أرجله تسكب ماء امسك الرجل الحصان وركبه وبدا البحث عن جسر للعبور ولما وجده عبر إلى الضفة المقابلة ثم اتجه نحو قريته
    ولما كان يمر بالقرب من شجيرات كثيفة رأى ثلاثة نسور كبيرة تحوم
    قال الرجل في نفسه :- سأرى ماذا هناك نزل عن الحصان واختفى بين الأشجار وهناك رأى ثلاث جثث هامدة وبالقرب من الجثث حقيبة من الجلد
    ولما فتحها كانت مليئة بالقطع الذهبية كانت الجثث قطاع طرق سرقوا في أثناء الليل احد المارة ثم جاؤوا إلى هنا ليتقاسموا الغنيمة فيما بينهم
    ولكنهم اختلفوا في الأمر وقتلوا بعضهم بعضا بالمسدسات اخذ الرجل النقود ووضع على جنبه احد المسدسات وتابع سيره

    وفي المساء وصل إلى بيته فتح الباب الخارجي ووصل إلى ساحة الدار وقال في نفسه :- سأنظر من الشباك لأرى ماذا تفعل زوجتي كان الشباك مفتوحا
    والغرفة مضاءة نظر من الشباك فرأى طاولة وسط الغرفة وقد غطتها المأكولات وجلس إليها اثنان الزوجة ورجل لم يعرفه وكان ظهره للشباك فارتعد من هول المفاجأة

    وقال في نفسه :- أيتها الخائنة لقد أقسمت لي بأن لا تتزوجي غيري وتنتظريني حتى أعود والآن تعيشين في بيتي وتخونيني مع رجل آخر ...؟؟؟

    امسك على قبضة مسدسه وصوب داخل البيت ولكنه تذكر نصيحة العجوز الثالثة أن يعد حتى خمسة وعشرين
    قال الرجل في نفسه :-سأعد حتى خمسة وعشرين وبعد ذلك سأطلق النار وبدأ بالعد واحد ... اثنان .. ثلاثة ... أربعة ...
    وفي هذه الأثناء كان الفتى يتحدث مع الزوجة ويقول :- يا والدتي سأذهب غدا في هذا العالم الواسع لأبحث عن والدي كم من الصعوبة بأن أعيش بدونه يا أمي

    ثم سأل :- كم سنة مرت على ذهابه ؟ قالت الأم :- عشرون سنة يا ولدي ثم أضافت :- عندما سافر أبوك كان عمرك شهرا واحدا فقط ندم الرجل
    وقال في نفسه :- لو لم اعد حتى خمسة وعشرون لعملت مصيبة لتعذبت عليها ابد الدهر

    وصاح من الشباك :- يا ولدي . يا زوجتي .
    اخرجوا واستقبلوا الضيف الذي طالما انتظرتمـــوه

    علينا أن نفكر قبل عمل أي شيئ نريده لكي لا نندم في النهاية
    قبل ان تتقدم في شي فكر جيداً
    اوفي بوعدك .. ولا تسئ الظن بالاخرين
    لمحبي القصص: من لم يقرأ هذه القصة كأنه لم يقرأ اي قصة في حياته
    45- ابو نيتين
    وأنا بدوري أجمل قصة قرأتها في حياتي
    يُحكى أنَّ شاباً بدوياً كانت توصيه امه دائماً
    أن لا يصاحب ( ابو نيتين )
    فقال : كيف أعرف أن له نيتين يا أمي
    قالت : هو سيخبرك بأن له نيتين من تلقاء نفسه وبلسانه,,,
    ماتت أمه فحزن كثيراً وبقي في البيت وحيداً
    وبعدها فكر بأن يبيع البيت ويرحل عن الديرة
    فاشترى بعيرا وسلاحاً وأخذ باقي المال
    وسافر,,,
    وفي الطريق لقي رجل مصاب مكسور الساق
    يكاد يموت من العطش
    فنزل من البعير واسقاه الماء
    وفك عمامته وربط ساق الرجل
    وحمله على البعير وسار
    وفي اثناء الطريق اخذا يتبادلان اطراف الحديث
    فسأله الشاب : ما اصابك وكيف اتيت إلى هنا
    فقال : كنا في غزوة وأنهزمنا
    وأصبت في ساقي وهرب عني اصدقائي
    فأخذ الرجل المكسور يسأل الشاب عن حاله
    فأخبره وقال أمي : كانت توصيني دائماً ان لا أصاحب أبو نيتين
    فقال الرجل: أنا لي نيتين
    فضحك الشاب وسارا معاً
    ووصلوا إلى بئر
    فقال المكسور دعني انزل وأجلب الماء
    فقال الشاب : لا أنت مريض أنا سأنزل
    فربط الحبل في عنق البعير
    ونزل البئر فملأ القربه
    ونزل في الثانيه لسقي البعير
    فلما وصل ركوة البئر (الركوة صخرة بأسفل البئر بجانب الماء)
    قطع الحبل "أبو نيتين" ورماه على الرجل
    فقال الرجل : يافلان الحبل
    فقال : انا اخبرتك من البداية ان لي نيتين
    فقال : البعير والسلاح والمال لك
    لكن اخرجني من البئر
    قال : لتقتلني
    قال : لك الله وامانه ما اقتلك قال : لا
    ومشى ابو نيتين وبقي الرجل بالبئر
    وهو يتفكر في مقولة أُُمه أن لا يعاشر أبو نيتين
    فلما حل الظلام وانتصف الليل فإذا بطيور
    تحط على طرف البئر
    فأخذت تتحدث مع بعضها
    فإذا هذين الغرابين من الجن!
    فقال الاول : فلان هل تعرف بنت الشيخ فلان
    قال : نعم قال : تذكر تلك البنت الجميلة
    التي تقدم لخطبتها الالاف الرجال ورفضتهم
    قال : نعم اذكرهلارقال : عملت لها سحر عظيم
    فأصبحت كالمجنونه
    تقطع ثيابها وتصيح
    ولم يتقدم لخطبتها احد
    وفك هذا السحر جداً بسيط
    قال : كيف
    قال : يقرأون الفاتحه سبع مرات في ماء ويسقونها البنت فتشفى باذن الله
    قال الغراب الثاني: انت لم تصنع شيء ياصديقي
    هل تذكر مدينة الشيخ حارب المشهورة بالخضرة والمزارع والماء؟
    قال : نعم
    قال : صنعت لها سحر عظيم
    فجففت ماء الابار وهي الآن خاوية على عروشها لا يسكنها احد
    قال : كيف؟
    قال : سددت الماء بمجمع العيون في البئر الذي يقع تحت الجبل وهو مجمع العيون فأصبح جافا من عملي
    وفك السحر جداً بسيط فقال : كيف؟
    قال: يقرأون خواتيم سورة البقرة والمعوذات في ماء ويصبونه على منبع الماء فينفك السحر ويعود يتدفق الماء
    الرجل في اسفل البئر يسمع كلام الجن
    وهي اشارة على ان الجن لا يرون بالظلام ولا يعلمون الغيب,,,
    طلع الصباح فطارت الطيور فمرت قافلة بالبئر
    فنزلو الدلو بالبئر فأخذ الرجل الدلو فقطعه
    قالو ربما جيلان البئر قطعت الحبل
    فنزلو الدلو الثاني
    فقطعه
    والثالث فقطعه
    قال كبير القافله : والله ان البئر فيها بلاء
    من ينزل فتشجع اشجعهم قال : انا انزل
    فلما وصل ركوة البئر فإذا الرجل
    فقال : بسم الله انت جن ام انس
    فقال : يا اخي انا انس وقصتي كذا وكذا
    فقال : لماذا قطعت الدلو ؟
    قال : لو تعلقت بالدلو ورأيتموني
    لخفتم وتركتم الحبل فسقطت فمت
    وانا امتح لكم الماء ( أمتح أي يخرج الماء بواسطه الدلو من البئر )
    فخرج الرجل وقال لهم قصته
    قالوا : إلى أين انت ذاهب ؟ قال : إلى مدينة الشيخ حارب
    مدينة البنت المسحورة
    فقالوا : نحن في طريقنا إليها
    فلما وصلو كان من يستقبل الضيوف
    هو شيخ القبيلة
    فلما جلسوا عنده واكرمهم
    سمع الرجل صياح بالبيت
    قال : يا شيخ ما الامر؟
    قال : هذي بنتي مريضه اصابها بلاء من 4 سنوات
    ولم اجد حكيم ولا طبيب الا واتيته بها ولكن دون فائدة
    قال : مالذي تعطيني ان جعلت بنتك تتشافى؟ قال : لك ماتريد.
    فقال : تزوجني بنتك وتعطيني مال
    فقال : ابشر لكن هل تقدر؟
    قال : هاتو لي ماء
    وكانت البنت تصرخ وتمزق ثيابها
    فقرأ به ورش عليها واسقاها
    ففاقت واخذت تتستر
    ودخلت عند النساء
    فشفيت
    فقال أبوها:
    أطلب
    فقال: مال وتزوجني اياها
    فقال: ولك مني بيت بجواري ايضاً قال : لا
    اريد طريق المدينة التي جف ماؤها
    قال الشيخ حارب : ماذا تريد من بلد ميت ليس فيه ماء ؟
    قال : لي حاجه هناك
    المهم تجهز واخذ زوجته معه ورحل
    فلما وصل المدينة
    فإذا ليس فيها إلا 3 بيوت والبقية هجروها
    ويأتون بالماء من مسافات بعيدة
    فذهب إلى بيت الشيخ في المدينة
    وقال : ماذا اصاب هذه الديرة
    قال : كانت هذه الديرة غنية بالماء والخيرات
    ومن 4 سنين اصابها قحط
    وجفت مياه الابار
    وهي كما ترى
    فقال : ما لي اذا ارجعت ماء الابار ؟
    فقال : لك ماتريد لكن هل تقدر ؟
    فقال : اريد مزرعه ومال وبيت
    فقال : لك ذلك
    فقال : اين البئر الرئيسة (مجمع العيون)؟
    فقال: هنا
    قال : هاتو لي ماء فقرأ به وصبه على منبع الماء
    فانفجر الماء كالنافورة
    وعاد الخير
    واخذ مزرعته وعاش مكرم معزز عند الشيخ واهل المدينة
    وفي يوم من الايام
    جاء الرجل ضيف..!
    فإذا هذا ابو نيتين
    فعرفه الرجل
    وقال : فلان هل تذكرني؟
    فقال ابو نيتين : لا
    قال : انا ابو نية الذي تركته في البئر
    قال : كيف اصبحت كما ارى؟
    قال القصة كذا وكذا
    فخرج ابو نيتين
    فقال الرجل : إلى اين ؟ قال : إلى البئر
    قال : يارجل أنتظر وفي الصباح رباح
    قال : والله ما ابيت الا فالبئر الليلة
    فذهب ابو نيتين
    فلما وصل ركوة البئر
    وجاء اخر الليل
    فإذا بالغرابين
    يحطان على البئر
    لانهم يجتمعون عند هذه البئر كل نهاية عام هجري
    فأخذوا يتحدثون
    قال الاول:
    فلان هل تدري ماذا حل ببنت الشيخ حارب؟
    قال : ماذا؟
    قال : انفك السحر عنها.!
    قال الاخر:
    وانا ايضاً المدينة التي كنت أحبس الماء عنها
    رجع الماء لها وانفك السحر
    قال : والله يافلان
    بظني عندما كنا نتحدث في تلك السنة ان شخصا ما كان في البئر
    قال : ما رأيك ان ندفن هذه البئر المشؤمه؟
    ففوراً دفنوا البئر فوق رأس ابونيتين ...
    وهكذا كانت نهاية " أبونيتين "
    [وعلى نياتكم ترزقون]
    قصة من التراث.
    #46-‏قصة_الليلة‬ باب الجنة والنار
    في قديم الزمان، كان هناك رجل يمتطي حصانه وكلبه يتبعه في رحلة إلى بلاد بعيدة، توقف الرجل تحت شجرة عملاقة ظلها وفير لأخذ قسط من الراحة فذهب الرجل في نوم عميق جراء الرحلة المتعبة.
    في المنام رأى الرجل حلماً غريباً ومثيراً، رأى نفسه مع حصانه وكلبه يسيرون في طريق طويلة وشاقة والشمس تحرقهم بأشعتها إلى أن وصلوا إلى بوابة عظيمة منهكين من التعب وبحاجة ماسة إلى الماء، كانت البوابة العظيمة مفتوحة فحاول الرجل رؤية ما بداخل البوابة فاندهش عندما رأى نافورة جميلة ذهبية اللون في وسط الساحة تظلها الأشجار من كل الجوانب وماء النافورة صافياً كصفاء السماء في يوم ربيعي جميل.
    حاول الرجل أن يدخل ليشرب هو وحصانه وكلبه عندما استوقفه حارس البوابة ودار هذا الحوار:
    الرجل: صباح الخير يا سيدي.
    الحارس: صباح الخير.
    الرجل: ماهذا المكان الجميل الذي بالداخل؟
    الحارس: إنها الجنة.
    الرجل: ما أجمل أن تصل الجنة وتقف على أبوابها..أنا عطشان جداً وأريد أن أشرب من تلك النافورة (مشيراً باصبعه إلى النافورة) هل بإمكاني ذلك يا سيدي؟
    الحارس: نعم يمكنك ذلك...بكل تأكيد.
    الرجل: لكني سأصطحب حصاني وكلبي ليشربا أيضاً.
    الحارس: أنا اَسف..الحيوانات ممنوعة من الدخول.
    أصيب الرجل بخيبة أمل كبيرة..حيث أن العطش يكاد أن يقتله لكنه لايستطيع الشرب وحده ويترك حصانه وكلبه عطشى.


    لتحميل الكتاب من هنـــا

  2. #2
    سر من اسرار دمعي الصورة الرمزية A D M I N
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2006
    الدولة
    washington DC
    العمر
    41
    المشاركات
    27,145
    معدل تقييم المستوى
    10
    شكر الرجل الحارس وواصل طريقه، وبعد وقت ليس بالقصير وصل الرجل وحصانه وكلبه إلى مزرعة خضراء جميلة تسر الناظرين ويخترقها جدول ماء، جاءه حارس المزرعة سائلاً الرجل عن مراده...
    الحارس: كيف لي أن أساعدك ؟
    الرجل: أرجوك يا سيدي أريد أن أشرب من الجدول أنا وحصاني وكلبي، العطش يكاد أن يقتلنا.
    الحارس: اذهبوا واشربوا كيفما شئتم.
    ذهب الرجل مهرولاً فشرب وحصانه وكلبه حتى ارتوا تماما فعاد الرجل إلى الحارس.
    الرجل: ما إسم هذا المكان يا سيدي ؟
    الحارس: إنها الجنة.
    الرجل: حسناً هذا يكفي...كيف يمكن أن يكون هناك جنتان ؟؟ أنا مندهش حقاً.
    الحارس: ان المكان الذي مررت به ومنع الحارس الحيوانات من الدخول هو النار
    الرجل: النار!!! (مستغرباً)...لكن كانت هناك بوابة ضخمة صادفناها في طريقنا إلى هنا وقال لنا حارسها بأن تلك هي بوابة الجنة.
    الحارس: (مبتسماً) إن الأمر بسيط.. تلك البوابة لها فائدة كبيرة...حيث يمكث في النار هناك كل من يتخلى عن أصدقائه !!!!
    ‫#‏نبذة‬: صاحب الصالحين فإنهم إذا غبت عنهم (فقدوك)
    وإذا غفلت (نبهوك)
    وإذا دعوا لأنفسهم (لم ينسوك)
    هم كالنجوم: إذا ضلت سفينتك في بحر الحياة (أرشدوك)
    وغدا تحت عرش الرحمن (ينتظروك)
    ألا يكفيك أنهم في "الله" (أحبوك)
    47-:بين الحانه والمانه
    تزوج رجلٌ بامرأتين إحداهما اسمُها (حانة)، والثانية اسمها (مانة)،
    وكانت (حانة) صغيرة في السن، عمرها لا يتجاوز العشرين، بخلاف (مانة)
    التي كان يزيد عمرُها عن الخمسين، والشيبُ لعبَ برأسها،
    فكان كلما دخل إلى حجرة (حانة) تنظر إلى لِحْيَتِه وتنزع منها كلَّ شعرة بيضاءَ وتقول:
    يصعب عليَّ عندما أرى الشعرَ الشائبَ يلعب بهذه اللحيةِ الجميلةِ وأنت مازلت شابا.
    فيذهبُ الرجل إلى حجرة (مانة) فتمسك لحيتَه هي الأخرى وتنزع منها الشعرَ الأسودَ
    وهي تقول له: يزعجني أن أرى شعراً أسودَ بلحيتك وأنت رجل كبير السن،
    جليلُ القدر. ودام حالُ الرجل على هذا المنوال، إلى أن نظر في المرآة يوما
    فرأى بها نقصا عظيما، فمسك لحيتَه بعنف ونَشَدَ:
    بين (حانة) و(مانة) ضاعت لحانَا // ومن وقتها صارت مثالاَ
    48-فصاحة علام الغلام والحجاج
    خرج الحجاج بن يوسف ذات يوم للصيّد فرأى تسعة كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب.
    فقال له الحجاج: ماذا تفعل هنا أيها الغلام؟
    فرفع الصبي طرفه إليه وقال له: يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل بغال !!!.
    فقال الحجاج له: أما عرفتني؟ فقال الغلام: عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام. فقال الحجاج: أويلك أنا الحجاج بن يوسف.
    فقال الغلام: لا قرّب الله دارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك. فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب فأمرهم الحجاج أن يحملوه إلى قصره.
    فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون وهو بينهم كالأسد، ثم طلب إحضار الغلام،
    فلما مثل بين يديه، رفع الغلام رأسه وأدار نظره فرأى بناء القصر عاليا،ً ومزينًا بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية الإبداع والإتقان.
    فقال الغلام: أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين.
    فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً وقال : هل حفظت القرآن؟ فقال الغلام: هل القرآن هارب مني حتى أحفظه. فسأله الحجاج: هل جمعت القرآن؟ فقال الغلام: وهل هو متفرق حتى أجمعه؟ فقال له الحجاج: أما فهمت سؤالي. فأجابه الغلام: ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه.
    فقال الحجاج: أخبرني عمّن خُلِقَ من الهواء؟ ومن حُفِظَ بالهواء؟ ومن هَلِكَ بالهواء؟
    فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام، والذي حُفِظ َبالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام، وأما الذي هَلَكَ بالهواء فهم قوم هود.
    فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلِقَ من الخشب؟ والذي حُفظ بالخشب؟ والذي هلك بالخشب؟
    فقال الغلام: الذي خُلِقَ من الخشب هي الحية خُلِقت من عصا موسى ، والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام، والذي هلك بالخشب زكريا عليه السلام.
    فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء؟ ومن نجا من الماء؟ ومن هلك بالماء؟
    فقال الغلام: الذي خُلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام، والذي نجا من الماء موسى عليه السلام، والذي هلك بالماء فرعون.
    فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من النار؟ ومن حُفظ من النار؟
    فقال الغلام: الذي خُلق من النار إبليس، والذي نجا من النار إبراهيم عليه السلام.
    فقال الحجاج: فأخبرني عن العقل؟ والإيمان؟ والحياء؟ والسخاء؟ والشجاعة؟ والكرم؟ والشهوة؟
    فقال الغلام: إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال وواحداً في النساء.
    والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية الدنيا،
    والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال،
    والسخاء عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء،
    والشجاعة والكرم عشرة تسعة في العرب وواحداً في بقية العالم،
    والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء وواحداً في الرجال.
    فقال الحجاج: فأخبرني عن أقرب شيء إليك؟ فقال الغلام: الآخرة.
    ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام. ثم قال الحجاج: فأخبرني عن النساء؟
    فقال الغلام: أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن ورغائبهن ومعاشرتهن، ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن،
    فبنت العشر سنين من الحور العين، وبنت العشرين نزهة للناظرين، وبنت الثلاثين جنة نعيم، وبنت الأربعين شحم ولين، وبنت الخمسين بنات وبنين، وبنت الستين ما بها فائدة للسائلين.
    فقال الحجاج: أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك، فوجب علينا إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة وجارية وسيف وفرس.
    وقال الحجاج في نفسه: إن أخذ الفرس نجا، وإن أخذ غيرها قتلته.
    فلما قدمها له قال الحجاج: خذ ما تريد يا غلام، فقال الغلام: إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس، أما إن كنت ابن حلال فتعطيني الجميع.
    فقال الحجاج: خذهم لا بارك الله لك فيهم. فقال الغلام: قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى.
    وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً؛ بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته وحسن إطلاعه...
    فاللهم أرزقنا علما...
    49-التاجر اليهودي وتجارة الحمير ..؟؟
    السلام عليكم
    ذهب يهودي إلى قرية نائية،
    عارضا على سكانها شراء كل حمار لديهم بعشرة دولارات،
    فباع قسم كبير حميرهم، بعدها رفع اليهودي السعر إلى 15 دولارا للحمار،
    فباع آخرون حميرهم، فرفع اليهودي سعر الحمار إلى 30 دولارا
    فباع باقي سكان القرية حميرهم حتى لم يبق في القرية حمارا واحدا !! ..
    عندها قال اليهودي لهم :
    أنا مستعد لشراء الحمار الواحد بخمسين دولارا،
    ثم ذهب إلى استراحته ليقضي أجازة نهاية الأسبوع.
    حينها زاد الطلب على الحمير وبحث الناس عن الحمير
    في قريتهم والقرى المجاورة فلم يجدوا !!
    في هذا التوقيت ..
    أرسل اليهودي مساعده إلى القرية، وعرض على أهلها أن يبيعهم
    حميرهم التي اشتراها منهم بأربعين دولارا للحمار الواحد.
    فقرروا جميعا الشراء حتى يعيدوا بيع تلك الحمير لليهودي
    الذي عرض الشراء منهم بخمسين دولارا للحمار،
    لدرجة أنهم دفعوا كل مدخراتهم،
    بل واستدانوا جميعا من بنك القرية حتى أن البنك قد أخرج
    كل السيولة الاحتياطية لديه.
    كل هذا فعلوه على أمل أن يحققوا مكسبا سريعا !!
    ولكن للأسف بعد أن اشتروا حميرهم بسعر 40 دولارا للحمار
    ولم يروا التاجر اليهودي الذي عرض الشراء بخمسين دولارا
    ولا مساعده الذي باع لهم.
    وفي الأسبوع التالي أصبح أهل القرية عاجزين
    عن سداد ديونهم المستحقة للبنك الذي أفلس..
    وأصبح لديهم حميرا لا تساوي حتى خمس قيمة الديون،
    فلو حجز عليها البنك مقابل ديونهم فإنها لا قيمة لها عند البنك،
    وإن تركها لهم أفلس تماما ولن يسدده أحد ..
    بمعنى آخر أصبح على القرية ديون وفيها حمير كثيرة لا قيمة لها ..؟
    ضاعت القرية، وأفلس البنك، وانقلب الحال رغم وجود الحمير،
    وأصبح مال القرية والبنك بكامله في جيب التاجر اليهودي
    وأصبحوا أهل القريه لا يجدون قوت يومهم !!
    ......
    البترول ارتفع إلى 150 دولارا فارتفع سعر كل شيء:
    الكهرباء والمواصلات والخبز ولم يرتفع العائد على الناس.
    والآن انخفض البترول إلى أقل من 60 دولارا،
    ولم ينخفض أي شيء مما سبق ..
    لماذا..؟؟
    لا أدري !!!
    الجواب عند حفيد التاجر اليهودي بامريكا..؟
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي
    50-نصيحة ببعير (( قصة رائعة ))

    ********************
    يحكى أن أحدهم ضاقت به سبل العيش ، فسئم الحياة وقرر أن يهيم على وجهه في بلاد الله الواسعة ، فترك بيته وأهله وغادر المنطقة متجهاً نحو الشرق ، وسار طويلاً وقادته الخطى إلى بيت أحد الأجواد الذي رحّب به وأكرم وفادته ، وبعد انقضاء أيام الضيافة سأله عن غايته ، فأخبره بها ، فقال له المضيف : ما رأيك أن تعمل عندي على أن

    أعطيك ما يرضيك ، ولما كان صاحبنا بحاجة إلى مكان يأوي إليـه ، وإلى عملٍ يعمل فيه اتفق معه على ذلك .وعمل الرجل عند مضيفه أحياناً يرعى الإبل وأحياناً أخرى يعمل في مضافته يعدّ القهوة ويقدمها للضيوف ، ودام على ذلك الحال عدة سنوات كان الشيخ يكافئه خلالها ببعض الإبل والماشية .

    ومضت عدة سنوات اشتاق فيها الرجل لبيته وعائلته وتاقت نفسُه إلى بلاده وإلى رؤية أهله وأبنائه ، فأخبر صاحب البيت عن نيته في العودة إلى بلده ، فعزّ عليه فراقه لصدقه وأمانته ، وأعطاه الكثير من المواشي وبعض الإبل وودّعه وتمنى له أن يصل إلى أهله وهو بخير وسلامة..

    وسار الرجل ، وبعد أن قطع مسافة طويلة في الصحراء القاحلة رأى شيخاً جالساً على قارعة الطريق ، ليس عنده شيء سوى خيمة منصوبة بجانب الطريق ، وعندما وصل إليه حيّاه وسأله ماذا يعمل لوحده في هذا المكان الخالي وتحت حرّ الشمس وهجير الصحراء ، فقال له : أنا أعمل في التجارة .
    فعجب الرجل وقال له : وما هي تجارتك يا هذا ، وأين بضاعتك ؟ فقال له الشيخ : أنا أبيع نصائح . فقال الرجل : تبيع نصائح ، وبكم النصيحة ؟! فقال الشيخ : كلّ نصيحة ببعير . فأطرق الرجل مفكراً في النصيحة وفي ثمنها الباهظ الذي عمل طويلاً من أجل الحصول عليه ، ولكنه في النهاية قرر أن يشتري نصيحة مهما كلفه الأمر فقال له : هات لي نصيحة ، وسأعطيك بعيراً ؟
    ..فقال له الشيخ :" إذا طلع سهيل لا تأمَن للسيل " ففكر الرجل في هذه النصيحة وقال : ما لي ولسهيل في هذه الصحراء الموحشة ، وماذا تنفعني هذه النصيحة في هذا الوقت بالذات وعندما وجد أنها لا تنفعه قال للشيخ : هات لي نصيحة أخرى وسأعطيك بعيراً آخر .
    فقال له الشيخ : " أبو عيون بُرْق وأسنان فُرْق لا تأمن له " وتأمل صاحبنا هذه النصيحة أيضاً وأدارها في فكره ولم يجد بها أي فائدة ، فقال للشيخ هات النصيحة الثالثة وسأعطيك بعيراً آخر .
    فقال له : " نام على النَّدَم ولا تنام على الدم " . ولم تكن النصيحة الثالثة بأفضل من سابقتيها ، فترك الرجل ذلك الشيخ وساق ما معه من مواشٍ وسار في طريقه وظل يسير لعدة أيام نسي خلالها النصائح من كثرة التعب وشدّة الحر.
    وفي أحد الأيام أدركه المساء فوصل إلى قوم قد نصبوا خيامهم ومضاربهم في قاع وادٍ كبير ، فتعشّى عند أحدهم وباتَ عنده ، وفي الليل وبينما كان ساهراً يتأمل النجوم شاهد نجم سُهيل ، وعندما رآه الرجل تذكّر النصيحة التي قالها له الشيخ ففرّ مذعوراً ، وأيقظَ صاحب البيت وأخبره بقصة النصيحة ، وطلب منه أن يخبر قومه حتى يخرجوا من قاع ذلك الوادي ، ولكن المضيف سخر منه ومن قلّة عقله ولم يكترث له ولم يأبه لكلامه ، فقال والله لقد اشتريت النصيحة ببعير ولن أنام في قاع هذا الوادي ، فقرر أن يبيت على مكان مرتفع ، فأخذ جاعِدَهُ ونام على مكان مرتفع بجانب الوادي .
    وفي أواخر الليل جاء السيل يهدر كالرعد فأخذ البيوت والقوم ، ولم يُبقِ سوى بعض المواشي . وساق الرجل ما تبقى من المواشي وأضافها إلى مواشيه

    وسار في طريقه عدة أيام أخر حتى وصل في أحد الأيام إلى بيت في الصحراء ، فرحب به صاحب البيت وكان رجلاً نحيفاً خفيف الحركة ، وأخذ يزيد في الترحيب به والتذبذب إليه حتى أوجس منه خيفة ، فنظر إليه وإذا به " ذو عيون بُرْق وأسنان فُرْق " فقال : آه هذا الذي أوصاني عنه الشيخ ، إن به نفس المواصفات لا ينقص منها شيء .
    وفي الليل تظاهر الرجل بأنه يريد أن يبيت خارج البيت قريباً من مواشيه وأغنامـه ، وأخذ فراشه وجَرَّه في ناحية ، ولكنه وضع حجارة تحت اللحاف ، وانتحى مكاناً غير بعيد يراقب منه حركات مضيفه ، وبعد أن أيقن المضيف أن ضيفه قد نام ،خاصة بعد أن لم يرَ حراكاً له ، أخذ يقترب منه على رؤوس أصابعه حتى وصله ولما لم يسمع منه أية حركة تأكد له أنه نائم بالفعل ، فعاد وأخذ سيفه وتقدم منه ببطء ثم هوى عليه بسيفه بضربه شديدة ، ولكن الضيف كان يقف وراءه فقال له : لقد اشتريت والله النصيحة ببعير ثم ضربه بسيفه فقتلـه ، وساق ماشيته وغاب في أعماق الصحراء .

    وبعد مسيرة عدة أيام وصل في ساعات الليل إلى منطقة أهله ، فوجد مضارب قومه على حالها ، فترك ماشيته خارج الحيّ ، وسار ناحية بيته ورفع الرواق ودخل البيت فوجد زوجته نائمة وبجانبها شاب طويل الشعر ، فاغتاظ لذلك ووضع يده على حسامه وأراد أن يهوى به على رؤوس الأثنين ، وفجأة تذكر النصيحة الثالثة التي تقول " نام على الندم ولا تنام على الدم " ، فبردت أعصابه وهدأ قليلاً فتركهم على حالهم ، وخرج من البيت وعاد إلى أغنامه ونام عندها حتى الصباح.
    وبعد شروق الشمس ساق أغنامه واقترب من البيت فعرفه الناس ورحبوا به ، واستقبله أهل بيته وقالوا :له لقد تركتنا منذ فترة طويلة ، انظر كيف كبر خلالها ابنك حتى أصبح رجلاً ، ونظر الرجل إلى ابنه وإذا به ذلك الشاب الذي كان ينام بالأمس بجانب زوجته فحمد الله على سلامتهم ، وشكر ربه أن هداه إلى عدم قتلهم وقال بينه وبين نفسه والله إن كل نصيحة أحسن من بعير.
    وهكذا فإن النصيحة لا تقدّر بثمن فهمناها وعملنا بها في الوقت المناسب
    51-هذه قصة لمن كتب الله له الهداية ..؟؟
    السلام عليكم
    شابين سافرا إلى تركيا بقصد المتعة وما يفعله الكثير من شبابنا اليوم .
    شابان سافرا إلى تركيا وهما من مدينة محمد صلى الله عليه وسلم
    وصلا مدينة استطنبول ..
    أول عمل قاما به شراء الخمور التي كانت من أهم مقاصد سفرهما ،
    ركبا سيارة الأجرة فأقلتهما إلى قرية ريفية سكنا في فندق هناك
    حتى لا يراهما أحد من الناس ويفتضح أمرهما .
    وعند الوصول إلى الفندق سألهما موظف الإستقبال من أين أنتما ؟
    قال أحدهما من المدينة المنورة ..
    فرح الموظف كونهما من جيران محمد صلى الله عليه وسلم ،
    وسلمهما جناح كامل بدلا من غرفة واحدة تقديرا لهما
    وتقديرا لذلك الجوار الطيب .
    سعدا بهذا التكريم ، وسهرا طول ليلهما في الشُرب .
    طُرق الباب عليهما من لدن ذلك الموظف ،
    فتح أحدهما الباب وهو يترنح وقال له ذلك الموظف:
    إن أمام مسجدنا رفض الصلاة بنا عند علمه بكما في هذا الفندق
    خصوصا أنكما من مدينة محمد صلى الله عليه وسلم ، لذا فإننا نتظركما . دُهش أحدهما ودعا الأخر ليحضرا الصلاة .
    تأخرا في الحضور ، وإذا بذلك الموظف يعيد طرق الباب ويقول:
    الناس في انتظاركما للصلاة قبل بزوغ الفجر .
    اغتسلا وتوجها إلى المسجد ،وكأنها صلاة جمعة عندما علموا الناس أن جيران رسول الله بين أظهرهم .
    دخلا المسجد وإذا بالناس يسلّمون عليهما .
    أمّ الناس أحدهما وعندما أستفتح بفاتحة الكتاب أخذ الناس يبكون
    وبكى الآخر معهم رغم أن ذلك الشاب لا يحفظ سوى فاتحة الكتاب ( الفاتحة )
    والإخلاص تلاهما في الركعتين ،
    وبعد الإنتهاء من الصلاة كُب الناس عليهما وهم يبكون . كان هذا الموقف سبب في هدايتهما وأصبح أحدهما داعية يشار إليه بالبنان.
    أحيانا يهيء الله لعبده أمرا يكون سبب في هدايته ..
    ولكم تحيات
    ماجد البلوي

    الجزء الثاني بقلم الاديب الكبير الاستاذ عمر قديسات ابو صهيب
    من مواليد الاردن-محافظة اربد-بلدة سوم
    حكايات الزمن الجميل حكايات واقعيه با شخاصها واحداثها


    فنجان قهوه ...
    كم اشتاق لتعليله في مضافة المختار ، و فنجان قهوة من "دلّه ما خبت نارها" و انصت لهرج الختياريه عن حالهم و احوالهم ، عن "حراث العفير" و موسم "الهرفي" و استمتع بسوالفهم عن "اللقايا و الرصد و الساكون" و عن "جيزة ذياب و نوره عالبيدر" ... لكن ما يزعجني اسئلة "مرت المختار" عن حالنا في هذه الايام ... "شلونكوا يمّه" ؟؟ ............... الحمد لله يمّه !! ... "امكيفين" يمّه !! ... "كلشي عندنا" ... سيارات و طيارات و "قصور و علالي" فيها ثلاجات و غسالات و شاشات و اهم شيء الفيسبوك كل مضافاتنا فيه ولو انه قهوتنا صور و النسوان كل طبخهن على الواتس اب ... "امكيفين" يمّه !! ... "كلشي ، كلشي عندنا" ... "مش ناقصنا و لاشي "!! ... "بَسّ شغله وحده ناقصيتنا"..................... "فضات البال يمّه"!!!!
    هلوسه ... و ديمقراطيه"
    لا تظننوني "دقه قديمه" ان تحدثت عن "كوارة القمح" و "خرزة البير" و طالبت ام العيال بان تكون "البحته سكر زياده" و "عنّ عبالي قمر الدين" ممروس بيد امي رحمها الله و ليس "بالمولينكس" و خاصة مع وجبات السحور في رمضانات زمان و "هرفت شويه" عن صيد البليقيات و لعب "الدواحل" ايام زمان ... كل هذا لا يجعلني خارج حداثتكم ، فانا غارق بها "لشوشتي" مثلكم تماما ... انا احب السيارات الفارهة لكن لا اقتنيها لضيق اليد ، و عندي صفحه عالفيسبوك و لا تنسوا الواتس و "غيره و غيراته" ... و مثلكم اتحدث عن الدمقراطيه بكل ديمقراطيه ، و على طاري الديمقراطيه ياجماعه اسمها صعب "شويه" على "اللي خالصه مدتهم" مثلي ، لكن للامانة مفهومها و تطبيقها سهل جدا جدا ... ابن الوزير وزير و ابن الحراث حراث "وكل واحد عارف شغله" ... شفتوا ما اهونها !

    52-مطارده"
    من حكايا الزمن الجميل ....
    برفقة الصديق سامح معابره ابو وائل .
    الصول : مجرى الماء الذي تحفره السيول شتاءً .
    مع غروب شمس ذلك اليوم "رجعنا انرط باذاننا" من جولة صيد فاشله ، نندب حظنا الذي غاب عنّا فلم نصطد ولو "شحيتي" مما جعلنا نسخر من انفسنا و نحن نسير بطريق "زُمّاريا" حدورا باتجاه "الخلّه القبليه" حتى اذا ما وصلناها انعطفا شرقا نمشي "الصول ، الصول" فيما كان يراقبنا احد الاشخاص من بين مجموعة رجال التموا مبكرا "للتعليله على البيدر" في سفح الخلة الشمالي ، و كان لذلك الرجل "مبطخه" بجانب الصول قد سطا عليها سابقا بعض اطفال مما جعله يظن اننا "حرامية البطيخ" ...
    ما ان وصلنا منطقة "العريّا" و جلسنا نستريح قليلا حتى كان ذلك الرجل قد تبعنا و صرخ علينا مهددا على بعد امتار منا ، خفنا منه من غير ان نعلم سببا لصراخه علينا فقفزنا "كالسعادين" هربا منه و قد تبعنا راكضا حتى اذا ما وصلنا منطقة "بير السبع" و صوته "يلعلع" بالشتائم و المسبات علينا سمعه رجل و امرأتنا في "مقثاتهم" و "فزعوا على دَبّ الصوت و سبّقولنا" مما اضطرنا للهبوط باتجاه "الصول" وكان غير عميق في تلك المنطقة تغطيه الاعشاب اليابسة من "خرفيش و صفيرّه" و غيرها مما جعلنا نمشي فيه تحت الاعشاب "مشية البطه" او زحفا على ركبنا لمسافة اكثر من مئتي مترا ضللنا بذلك الرجل الذي راح يفتش عنا بعيدا ، و ما ان وصلنا بالقرب من "كرم" موسى العطيه المعابره رحمه الله و خرجنا من الصول حتى فوجئنا بالرجال الذين كانوا على البيدر قد حضروا لمطاردتنا ايضا و القاء القبض علينا مما دفعنا لدخول كرم الزيتون مع اننا عادةً نخشى دخوله ليلا لاعتقادنا ان في المغارة الموجودة فيه "ساكون" ، وما ان دخلناه حتى تسلق صديقي سامح اول شجرة زيتون و أختبأ بين اغصانها فيما انا توجهت للمغارة و اختبأت فيها ...
    دخل خلفنا جميع الرجال بحثاً عنا و تجمعوا امام المغارة حتى خافوا دخولها لظلمتها فيما كنت ارتجف داخلها خوفا و هلعاً ، اخشى "الساكون" الذي سكن عروقي في تلك اللحظات ، و سابت ركبي فالساكون عندي انتظر باي لحظة انقضاضه علي و الرجال امام المغارة ينتظرون خروجي ...
    و كان الفرج من الله حيث قال احدهم "يا جماعه هظول ولاد زغار ما بستجروش يفوتوا عالمغاره بهلعتمه" و استدار الجميع خارجين من الكرم مرورا من تحت الشجرة التي يختبأ اعلاها سامح حتى اذا ما كان اخرهم يمرّ من تحته اطلق ضحكة مجلجله عللها فيما بعد انه ضحك منهم لانهم مروا مت تحته ولم يشاهدوه ، و بالطبع "نقز" الرجل و رفع رأسه للاعلى و قال "بتضحك كمان ، طيح جاي ، طيح" و تم القاء القبض على سامح و اسره و اخر ما سمعت منهم بعد ان خرجت من المغارة "مين اللي معك يا سامح" ....
    ابتعدت عنهم عائدا لمنزلنا و انا حائر من سبب مطاردتهم لنا بغير ذنب اقترفناه ... و ما غاظني و مازال بعد ان عرفت السبب انني لم استطع ان اقول لهم "انا ما سرقتش بطيخ و الحمد لله شبعان بطيخ من دار اهلي و مبطختنا البطيخه فيها خمس ارطال" ... عمر قديسات ابو صهيب

    53-قصة حمده"
    من خكايا الزمن الجميل ...
    "هذه ليست قصة حمده التي اشهرها الشاعر الرائع عمر الفرا بقصيدته المشهور"قصة حمده" ... انما قصة اخرى لحمدة اخرى" ... و كلمن حرّ بحمدته ...
    التمت بعض نسوة الحارة عند ام حامد في الجلسة المسائية المعتادة يفترشن الارض في "الحاكورة" المطلة على الشارع الكبير و التي لا يفصلها عنه الا "سنسلة" لا ترتفع لاكثر من ذراع فيما اقبلت عليهن حمده تحمل ابريق الشاي بيد و بالاخرى تحمل "صينية" الكاسات ...
    حليمه : ما شاءالله عليها حمدة صايره عروس و عليها العين ... قالت ذلك موجهة كلامها للجميع و تخص به ام حامد ...
    ام طايل : ياختي البنات بسرعه بكبرن بفورن فور
    ... في هذه الاثناء كانت حمده تجلس على الارض بجانب صبحيه واضعة ابريق الشاي و صينية الكاسات امامها ...
    ام حامد : حوطتها بالله كبرت و اجاها خطّاب كمان
    التفتت صبحيه لحمده و كان بينهن مودة و كثير من المزاح ...
    صبحيه : يا قصيفه بتنخطبي و ما بتسولفيلي ، طيّييييييييب بوريكي ، و الله لو ابني حسن كبير شويه بس ما حدا بوخذك غيره
    حمده : مين مين !؟ حسن ابو خنه !؟ اني اوخذه ، اسمالله عليكي و على ابنك ... قالت ذلك وهي تضحك بعد ان لكزت صبحيه بكوعها ...
    حليمه : منين ياختي يام حامد الخطاب اللي اجوها
    ام حامد : بكره ان شاء الله بتعرفن
    ام طايل : الله يتمم على خير
    عند هذا الحد من الحديث انسحبت حمده بخدود متوردة ربما خجلا و ربما نشوةً بما سمعت ، و لم تتوانا ان وقفت امام المرآة الكبيرة الملصقة على باب خزانة الملابس و كأنها ترى صورتها لاول مرة بحياتها و غرقت بحديث لنفسها لم تنطق به ... "و الله اني مزيونه و لايقه ، أه ليش ما يجيني خطّاب ، هيني كبيره بجنن ، ... " اخذها الزهو بجمالها و شعرت بانوثتها كأنها اول مرة تعرف انها من صنف الاناث و ابتسمت بسمة الرضى ...
    لم تسنح لها فرصة لسؤال امها عن الخاطب ، من هو ، ومن اي عائلة ، و .. و ... حتى صباح اليوم التالي حيث احدث اسم الخطيب رجّة في جسدها و نفسها و انطفئت شعلة الانوثة بداخلها و تلاشى زهوها بجمالها و طارت نشوة روحها ... انه حمد ابن عمها !!
    "يااااااه ضاقت عليك ياحمد و مالقيت غيري "
    جلست على "خرزة البير" مختلية بنفسها ، تفكر و تفكر ، حمد ابن عمها ، لا تطيقه لاسباب كثيرة ، لكن عائلتهم الكبيرة ممن يحافظون على تقاليدهم عاداتهم و على راسها "بنت العم لابن العم" ... و داخت في دوامة التفكير و الحوار مع نفسها ، تحلل ، تسأل نفسها و تجيب ، تبحث عن الحل ...
    "حمد ابن عمي ، على عيني وراسي ، اهلي و قرايبي عقولهم قاسيه ، ان قلت أه و للا قلت لأ مجوزيني حمد مجوزيني ، بس ياربي مابطيقهوش ، طيب شو الحل ؟ ما فيش حل الا..." و هنا تذكرت قصيدة الشاعر عمر الفرا "قصة حمده" الذي لم يجد حلا لحمده في قصيدته الا الموت ...!! ارتجف جسدها مرعوبة ، و امعنت في الحديث مع نفسها ...
    "لا لا كلشي و لا الموت ، بعدني باول عمري ... طيب ان قلتلهم ما بديش حمد شو بده يصير ؟ ... لا ولا اشي ، اي غير يسنوني عالدرجه و ما يسموا علي ... اي اقول ليش عمر الفرا مالقي حل لحمده اللي بقريتهم ، يابتموت يا بتوخذ ابن عمها ، الله يسامحه ليش ماجوزها لابن عمها ؟ لو اخذت ابن عمها هسع مكيفه و معاها اولاد و بنات و عايشه حياتها ، يعني شو استفادت لما موّتت حالها ؟ صارت كل الناس تعرفها و انشهرت ؟! شو فايدة الشهره بعد الواحد ما يموت ؟ اسمع يا عمر الفرّا اني بدي اعيش "كيف ما قالو شالو" و عمدا فيك بدي ارد على عمر قديسات ابو صهيب و بدي اخوذ ابن عمي !! انا حر بحالي و انتو كلمن حر بحمدته ... "
    هنا بدأ تفكيرها يأخذ اتجاه آخر و راحت تبرر و تقنع نفسها بابن عمها ...
    "حمد ابن عمي ، و شب مثل هالشباب ، صحيح انه شويه ثقيل دم و زنخ بس معي بغيّر و الله لانفض عقله نفض ، صحيح انه شكله دلخيمه و دايما اقرع بس مش مهم بخليه يطول شعراته ، اي و الله شعراته ناعمات و سابلات من حالهن ، صحيح انه طفش وان نزلني عن الفرس لانه ابن عمي غير يعمل فيي تايحه و اظل طول عمري معوّقه ... صحيح انه لخمه ... صحيح ... صحيح ... ياربي و الله بده نفض ابو مخ ناشف ... "
    اسودت الدنيا بوجهها و اصابها الاحباط و بدأت حوارا جديدا مع نفسها ...
    "طيب لو "ابو صهيب" الله يسامحه لونه يخليني ارفض ابن عمي و اهلي يقولولي انتي حره ، بدكي بدكي ما بدكي عمركي لا اجوزتي ، و الله لاكيّف ...و ين اكيف ؟! مين بعدين بده يتقدملي ؟ بصيرو يقولو عني قوية راس ما حدى بقدرلها و بعنّس ، او تايجي غريب ، كلشي ولا الغريب ، خذ من طين بلادك و حط عخدادك ... بدي اصير استنى تايجيني من بلدنا ختيار مطوقع يتقدملي ، او واحد ماتت مرته بصير يقول مابدي منها اشي بدي اياها بس اتربي هالقواريط !! قول و غيّر يا زلمه هو اني بدي اجوزك وللا اتجوز القواريط ، او بتقدملي واحد داعسيته سياره و اجره مقطوعه و مركبينله اجر خشب و عينونه حُول بطلن على بعض ، لا لا كلّه مرفوض ... ياربي شو اعمل ؟ ... " في هذه اللحظات ايقظتها امها من دوامة التفكير ...
    - ردي على ابوكي يابنت
    - و ينه ابوي
    - قاعد بالغرفه الجوّانيه
    نهضت عن "خرزة البير" و دخلت غرفة ابيها ...
    - نعم يابا
    - يابا حمد ابن عمكي خطبك و يوم الجمعه العقد ان شاء الله شو رايكي؟
    قالت في نفسها "يابا انا ظل الي راي " ... اطرقت قليلا ، ثم رفعت راسها قائله ..
    "اللي اتشوفه يابا" .
    يتبع ...
    54-قصة حمده" - الفصل الثاني -
    من حكايا الزمن الجميل ...
    اتفقت عائلة ابو حامد مع عائلة اخيه سليمان على كافة تفاصيل عقد قران و زواج حمده من حمد "من طقطق لسلام عليكو" ، ولكن حمده لم تعر اهتماما لتلك الشروط و المطالب من مهر وتوابعه و موعد الزواج و تفاصيله ، بل لم تكن تسمع مايقولون اصلا فقد كانت غارقة بافكارها ترفع بصرها في حمد و تدقق بتفاصيل شكله و كأنها اول مرّة تراه ، وما ان يرتد لها بصرها حتى ترتد معه الف غصة و غصة ، فقد ازدادت تقاسيم وجهه كدرا و احرقتها شمس "الحصيده" ، و مازالت "قرعته" عنوانه وكأن بينه و بين شعر الرأس عداوة ، و ما يزيد الطين بله اسلوبه الفظ بالحديث و كلماته الغليظة التي تتقطع احيانا و هي خارجة من بين شفاهه الغليظة و كانها تحتج عليه لماذا يطلقها بحضرة جمال حمده و رقة و انسياب حديثها ... و تغوص حمده من جديد بافكارها و حديثها مع نفسها .... "و الله ياحمد مانت نازلي بزور ، شو بدي اصلح فيك تاصلح ، قرعتك اللي زي فطبول الشرايط و للا حكيك اللي زي دبيك البغال ، و الله يابن عمي ما بتمسخر عليك ولا بحتج على خلقتك ، استغفرك ياربي ، استغفرك ياربي ، يازلمه انت جاي تخطبني وللا جاي تنكش حاكورتنا !؟ اي غيّر بدلة هالفوتيك المرقعه و تعال علينا ، وفّر حكياتك الدفشات لطرشاتكو و انت تسرح فيهن و ... و ... و طز يا حمد ... هبطت عزيمة حمده ، و تلاشت ارادتها القوية بعد تلك الجلسة و تمتمت كثيرا "لا حول و لا قوة الا بالله" .
    في صباح يوم الجمعة موعد عقد قرانها كان الشحوب باديا على وجهها و ذبول في تقاسيمه و لا يرى الناظرلها من حيوتها المعهودة الا ذلك البريق المجنون في عينها ، و لم تأبه للتحضيرات الجارية و لا لكلمات امها "يابنت جهزي حالك ، اليوم ابن عمك بدوه يذبح عليكي" ، و لم تعد تبالي بشئ حولها و جلست وحيدة على "خرزة البير"تحادث نفسها وقد اصابها اليأس و القنوط ...
    "ياربي ، ياربي لا اعتراض على حكمك ، بس شو هالعيشه اللي بدي اعيشها مع حمد ، اقول ليش عمر الفرا موت حمده بقصيدته ، اي اذا كان ابن عمها زي ابن عمي الموت ارحم من العيشه معه ... (و هنا تخيلت الشاعر عمر الفرا يمثل امامها قائلا "انا ما موتت حمده ، حمده ماتت قهر) ... طيب اني مقهوره و طاقّه من القهر ليش ما امو... ، استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم ، شو هالورطه اللي ورطتني اياها يا عمر قديسات !؟" .
    بقيت حمده تحت وقع نظر امها التي كانت تحس بالمها و حزنها لكن "ما باليد حيله" و البستها ثيابا تليق بالمناسبه رغما عنها ... و بدأ المعازيم من اهل القرية يتوافدون علي بيتهم ، و اكتظت بهم جنبات الدار ، و تناولوا طعام الغداء جميعا باستثناء حمده التي حاولت امها اطعامها قائلة "اكليلك لقمه يمه صارلك يومين علحم بطنك" الا انها رفضت و قالت "خلّي الاكل ليكو ، و انا بكفيني حمد" قالت ذلك و الدموع تسيل على وجنتيها الما و حزنا و قهرا ... لم يمضي طويل و قت حتى اقتادتها امها مقهورة مثلها الى غرفة جانبية في الدار و كان بها الشيخ "عقاد العقود" و والدها و حمد و والده و بعض رجال ونسوة من العائلة ، و فرد الشيخ اوراق دفتره وراح يسجل و يسجل عليه ما تم الاتفاق عليه من مهر وتوابع وغيره ، ورفع راسه ناظرا لابي حامد و قال له : قول وراي يابو حامد ... و قبل ان يمعن في كلماته دخلت الغرفة بشكل مفاجئ الحاجة رشده جارتهم ....
    الحجة رشده - اسمعو كلكو ، ترى اللي بتعملوه حرام ... اني اجيت ابري ذمتي قدام ربنا عزوجل ... ترى حمده بتصير اخته لحمد ، و اني رضّعتهم الاثنين من صدري هاظ ... واشارت بيدها لصدرها ... اصابتهم جميعا الدهشة و الجمتهم الا ابو حامد ...
    ابو حامد ملتفتا لزوجته - صحيح هالحكي يام حامد ؟
    ام حامد - اني بعرف حمده رضعت من رشده ، اما حمد اول مره بسمع
    ام حمد - لا لا ابني مارضع من رشده
    الحجة رشده - بجوز انت ما بتعرفي بس امّك ام زعل بتعرف و هي اللي كانت تجيب حمد لعندي و ارضّعه كل يوم لاكثر من جمعه بنفس الفتره اللي كانت ام حامد تجيب حمده مشان ارضعها و كان على حضني بنتي خميسه و اسألي امك يام حمد .
    و سريعا احضروا ام زعل و تقودها احدى حفيداتها و سألوها عن الامر ..
    ام زعل - لمّا كان حمد عحضنك و مرضتي و دخلتي لسبيطار بيجي عشر ايام و خلّيتي حمد عندي و قلتيلي رضعيه حليب بقر ، كنت ارضعه منه بس يظل يعيّط تارضعه من رشده .
    ام حمد - اول مره بسمعها منك يمّه
    ام زعل - هيّك اسمعتيها
    ... و تاكد للجميع ان حمد "اخو حمده بالرضاعه" و لا يجوز زواجه منها ، و لمّ "عقاد العقود" اوراقه و غادر المكان ، و بدأ البقية بالانسحاب من الغرفة و لسان حال كل منهم يقول "الحمد لله اللي ماوقعنا بالحرام "...
    اما حمده فكأنما نُفخت فيها الروح و صُبت فيها الحياة دفعة واحده و انفجرت بالبكاء ...
    فكما للالم و الحزن دموع حرّى ، للفرح دموع لكنها تثلج الصدر و تنعش الفؤاد ... هي دموع حمده ... التي غادرت الغرفة مسرعة الى حيث المرآة تتمايل امامها نشوة و انتعاشا و فرحا تتامل جمالها و تزهو به من جديد فقد رّدت لها الروح ... و تمتمت قائله "شكرا عمي ابو صهيب خلصتني من هالورطه" . عمر قديسات ابو صهيب
    55-مذكّرات قط"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    لا ادري لمَ سمّوني حمزه ، لقد كنت استجيب لكل من يناديني بهذا الاسم و خاصة الطفلة الصغيرة غزاله التي كانت تناديني قائله "بث ، بث ، بث تعال ياحمذه جبتلك ثيبث"(بس ، بس ، بس تعال يا حمزه جبتلك شيبس)و انسجمت مع اطفال ابو العبد "عبود و ناصر و زريفه و غزاله" و عشت معهم بوئام و سلام حتى ام العبد التي كرهت وجودي في بيتهم بدايةً هادنتني بعد ان "تزلّمت" مرةً و اصطدت فأرا في مطبخهم كان قد "شيبهم الازعر" و منها طابت لي العيشة معهم فكنت كثير النوم "انجعف هون وهون" فسمنت و صار لي "كرش" لكثرة ما يوفرون لي من طعام حتى اصابني الخمول و صرت كسولا جدا حتى اني كنت "اتعاجز" اقطع الشارع الرئيسي حينما اذهب معهم للدكان و انتظر عودتهم و نصيبي من "الويفر و الشبس" ، و كنت مجبرا على تحمّل "نغش الاطفال و ولدنتهم" و خاصة غزاله التي كانت تقول "ما اطول ثواربه" (ما اطول شواربه) و تشدها بيديها بشكل متعاكس فاكمض غيظي و لا اظهر اي رد فعل اكثر من "ماااااااااااو" و ذلك طمعا بمزيد من شبس البطاطا المقرمش التي كانت تمدني به ....
    خلاصة الامر اني استمرأت الكسل و حياة الدلال و نسيت الماضي العابق بالشقاوة في ازقة القرية و "خراباتها" بحثا عن لقمة العيش و لم يبقى ما يدل على اني "بس قد حالي" الا مواعدتي لقطة الجيران "توتو" في شهر شباط ، فقد كنت اعود مهشما نازفا من ضراوة المعارك مع القطط الاخرى الطامحة لحب "توتو" حيث كنت دائما ما افوز بها و ذلك هو الشيء الوحيد الذي كان يذكرني باني قط "مش نسناس" ...
    مضت الايام هينة لينة سريعة الى ان جاء فصل الصيف و التمت عائلة ابو العبد و عائلات اخوانه في "تعليلة" امام المنزل على ضوء القمر و كنت "متمغط" بينهم و عبود يعبث "بذيلي" و قد كنت مستسلما له و لا ادري ماذا يفعل حتى نهرني و قال "حمزه !! قب من هون !!" و اتبع ذلك "بدفشه" من قدمه كاد ان يفجر "كرشي" فنهظت متألما و ابتعدت عنه الا ان صوتا غريبا تبعني هربت منه فتبعني و احسست ان شيئً غريبا يلاحقني محدثا تلك "الكركعه" فرحت اجري حول المنزل شرقا و غربا و شمالا و جنوبا و لايفارقني ذلك الغول الصارخ خلفي بل احسست انه مربوط بجسمي بل كان كذلك فهو بالفعل مربوط "بذيلي" ، و داخلني الرعب من "ملاخمة و مراقعة" هذا الشيء خلفي و كدت اجن بل جننت و انا اسمع ضحكات و سخرية الساهرين مني فوليت هاربا مندفعا باقصى سرعتي باتجاه الحقول المجاورة و الصوت المخيف يتبعني حتى توقف فجأة و احسست ان الشيء المربوط "بذيلي" قد انقطع فتوقفت من فوري و عدت بحذر شديد ابحث عنه لاعرف ما هيته و تبين لي ان عبود قد ربط بذيلي بواسطة خيط متين نسبيا سيارة اطفال "خربانه" بلا عجلات مصنوعة من "التنك" و طولها يتجاوز العشرين سنتمترات و هي التي كانت تحدث بارتطامها بالارض و "بالصرار" ذلك الصوت المخيف ... عندها حلفت بالطلاق ثلاثا من "توتو" قطة الجيران اني "ما برجع على دار ابو العبد" ....
    -56 حلّ القير"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    ما ان ادرت "سوتش التركتر" حتى هدر صوته مطلقا دخان اسود في الفضاء من "الاقززت" المرتفع بجانبه للاعلى ، و "عشّقت القير ، اوّل" و رفعت قدمي عن "الكلتش" فتحرك "التركتر" جارا خلفه "الترلّيه" التي افرغنا حمولتها توا من "القمح المحصود" على ارضية البيدر ... كانت هذه اول مرّة اسوق بها "التركتر" بل اي آلية كانت ، فقد كنت نظريا اعرق اجراءات القياده اما عمليا فلا بد من الممارسة و هذا ما اراده والدي عليه رحمة الله حين اذن لي بذلك و بدأ اول درس عملي ....
    مشى "التركتر" الهوينا حتى قال والدي "حط ثاني" و فعلت فزادت سرعته و لم ابالي "بمخابطة الترليه" خلفنا و لا من بها و مررت بجانب بعض اقراني الذين راحوا ينظرون لي باعجاب شديد مبدين دهشتهم من كوني "شفير التركتر" مما جعلني اتوه عُجباً و غرورا و "صندحت و عرّشت ورا الستيرنق" و لم التفت نحوهم لاشعرهم اني "مش فاضيلهم" ، و لم ابتعد عنهم الا امتار قليلة حتى "غيّرت ثالث" و هو اسرع غيار في "تركتر المسي فيرقسون" القديم ، و رفعت قدمي سريعا عن "الكلتش" فانطفئ محرك "التركتر" و وقف مكانه بشكل مفاجئ كاد ان يُسقط والدي الجالس على جناحه و كذلك احد العمّال الجالس على الجناح الآخر ، و هنا صفعني والدي بكفه على "عنقوري" قائلا "مش هيك اللي بده يحط ثالث برفع اجره عن الكلتش" ... اعدت "تشغيل التركتر وفزٌزته" من جديد و كنت مرتبكا جدا كوني اخطأت و تلقيت صفعة من والدي اضحكت اقراني ، و ما ان ابتعدت عنهم قليلا و اصبحنا قريبا من الشارع الرئيسي و كانت في تلك الاثناء تمر به فتاة من اجيالنا لم آبه بها بداية و "غيّرت ثاني" و كما حصل اولا "طفى التركتر" فقال والدي بعصبيه "ولك مالك انلخمت" و هنا قال العامل معلقا "يازلمه مهو شاف القاروطه هذيك ، تشيف بده يعرف يسوق!!" ... و لمحتها بعيوني فزاد ارتباكي و سريعا ادرت "السوتش " و قد نسيت الغيار "معشّق ثاني" حتى اخذالتركتور يقفز مع دورة المحرك مباشرة "خضّ الجميع و كركعة الترليه عبّت الفضا" و هنا داس والدي على "الكلتش" و عاد و صفعني على "عنقوري" صارخا "ولك حلّ القير ، حلّ القير !!" .... عمر قديسات ابو صهيب
    -57 انشاء انجليزي"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    كنت في الصف الثاني الثانوي العلمي (ثانوية اربد/التل) ...
    مع نهاية الحصة الرابعة سألت زميلي الذي كان يجلس معي في آخر مقعد في الصف عن الحصة الخامسه فافادني انها "انشاء انجليزي" و الموضوع المطلوب مننا هو ان يتحدث كل طالب عن طبيعة حياته في القرية ان كان قروي او في المدينة ان كان مدني ...
    شرعت سريعا بكتابة الموضوع اثناء الخمس دقائق الفاصلة بين الحصتين حتى دخول معلم الانجليزي لغرفة الصف وطلبه من احد الطلاب ان يجمع الدفاتر ، و ما ان وصلني حتى كنت قد انهيت كتابة الموضوع المطلوب و "دحشت" دفتري وسط الدفاتر حتى لا يناديني الاستاذ لقراءة موضوعي اولا ...
    لم يكن بالطبع موضوعي هو "انشاء انجليزي" ،فقد كتبته بكلمات عربية عامية(نطقا) لكن باحرف انجليزيه ، فيخيّل لمن يراه انه انجليزي ... و كان قدري المحتوم ان لا يبدأ المعلم باول دفتر و لا حتى باخر دفتر بل "سلّ" دفتري من الوسط و نادني لاقرأ موضوعي ...
    خرجت من مقعدي اجر رجلاي جرا و اسائل نفسي عن هذه الورطة ... ناولني المعلم دفتري بعد ان وقفت بجانب طاولته و قال لي اقرأ ... و كبف لي ان اقرأ ؟! فتحت صفحة الموضوع و صمتّ لا صوتا و لا حراكا ، فنهرني الاستاذ قائلا : ولك اقرا ... بدأت اقرأ ... ءأ..ءأ..ءأ ... كلها تأتأة بأ أ أ ... و لم انطق اي كلمه فاخذ المعلم الدفتر من يدي و حاول ان يقرأ لكنه للاسف "اطلعت اشطر منه فقد لفظت أأأ لكنه لم يقل حرفا" فاعاد لي الدفتر و قال : بدك تقرا يعني بدك تقرا فعدت من فوري للتأتأة و هنا ظن المعلم اني خائفا من الوقوف امام طلاب الصف ، و كان كثيرا مايميل للهزار مع الطلاب فقال : عليك الله و امان الله اقرا ، اقرا كيف ما قريت ما بحكي معك ، و اتبع كلامه بضحكة ، و لا ادري كيف خرجت مني القول له : احلف استاذ !! فاخذته نوبة ضحك ثم اشار بيده نحوي و قال : يا قاروط البين اقرا ... تجرأت و بدأت اقرأ كما كتبت ... انا اعيش في قرية سوم ، و الله مكيفين انا وصحابي ... و سردت اسماء اصحابي و ذكرت العابنا كلها من الفطبول للعب الدواحل و صيد البليقيات و بالطبع كانت كل كلماتي بعربية اهل سوم اي بالعامية ، و ذكرت كثيرا من مجريات حياتنا في القريه من قلاعة قطانه و حصيده و دراس البيادر صيفا و الرعي شتاء وكانت اخر عباره كتبتها : كل هالحكي بالانقليزي ... كان الطلاب جميعا يضحكون ... اما المعلم فقد كانت تسيل دموعه على خده من شدة الضحك ... ما ان انهيت موضوعي حتى اخذ المعلم دفتري و كتب بخط كبير جدا كلمة zero . عمر قديسات ابو صهيب
    -58 الشَحْنِيّه "
    من حكايا الزمن الجميل ...
    في ذلك الزمن البعيد كان رؤية السيارة "هِجْنِه" فما بالك بركوبها ؟! لذا كنا "نتعربش" باي سيارة مارقة امامنا و خاصة اذا كانت "شِحْنِيّه" ... و لمن لا يعرف "الشحنيه" و هكذا كان اسمها ، ببساطه هي سيارة شحن اهم استعمالاتها حسب ادراكنا كاطفال هو "ارجاد" المحاصيل الصيفية من قمح و شعير و غيره بعد حصاده من الحقل للبيدر و نقل "الحجاج" من سوم الى مكة المكرمة و العودة بهم بعد تجهيزها بالكراسي و غيره ... و قد كنا نظن انه لا يوجد في الدنيا الا "شحنية" الحاج سالم و فيما بعد شحنية "العبدالصالح ابو هاني" عليهما رحمة الله و كانت "الشحنيات" هي الانسب "للعربشه" ... و لمن يسأل كيف "تتعربش بالشحنيه" ، ببساطة ، تمسّك بها من الخلف بيديك و اجري معها و كلما زاد "الشفير" من سرعتها زد من سرعتك حتى تصل لحالة لا تستطيع معها "افلات" يديك منها خوفا من الوقوع ارضا لعدم تمكنك من ضبط حركة رجليك الراكضة خلفها و هنا "انت و نصيبك" اما تسيطر على اتزانك و "تمزط من وقعه" و على الاغلب "تتشركل بحالك" و تسقط على الارض "على صباحك طب"، والنتيجة اما كسر و خاصة باليد او "تتهشّم" و هذا ما حصل معي حينما تعربشت و بعض الصبية "شحنية" للاسف كان سائقها غريبا و لئيماً فقد عرف اننا "تعربشنا" سيارته فزاد من سرعتها بحيث ان "اخو اخته" من يتركها دون ان يسقط ارضاً ...ما ان ابعدت يدي عن "الشحنيه" و انا اجري خلفها بكل طاقتي حتى "تشركلت" رجلاي ببعضها و سقطت ارضا على الطريق المعبدة حديثا و مازال كثيرا من "البحصة" مرشوشة على و جهها و كان سقوطي للامام و "سحّتشت" بكامل جسمي على "الاسفلت" ... عدت لدارنا "اجوح و انوح و عياطي معبي الحاره" فقد كانت جروح في جبيني مع حبات رمل ملتصقة بها و دماء نازفه و باطن كفّاي "امجلطه" لا تسل كيف كانت "تشفطني" كانما غٰسلت "بالاسيد" و ركبي "امدبّزه و مزلّطه" تمزق من فوقها البنطلون و "اتنقّع بالدم" ... و ابتدأت امي و جدتي عليهما رحمة الله بعلاجي بازالة حبات الرمل من جبيني و غسل كل جروحي بالماء و من ثم دعكها "بالعبشبوش" الذي احضرنه من "سقف الفرن" ...
    كنت استعجل امي و جدتي بانهاء علاجي مع ان الالم يعصرني الا انني كنتت خائفا من قدوم والدي عليه رحمة الله و كان قد نهاني مرارا عن ملاحقة السيارات و "العربشة" بها و قلت "يلّا بكفي ، خلص طبت" فقالت امي "طبت يامشحّر ولّا خايف يجي ابوك و يعرف انك تعربشت بسياره و يمغطك بدن؟!" فرديت عليها " لا اني ما تعربشتش بسياره ... هي الشحنيه مرّت قدامي و..." و سكتُّ للحظات وتابعت "اه اتعربشت ، شو يعني ، سياره مارقه قدامي بدتش اياني اظل صافن زي الهبيله .... اشترولي شحنيه ببطل اتعربش !!" . عمر قديسات ابو صهيب
    -59 "امل و خيبة"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    ربما هي دقائق بل لحظات ليست من ضمن الزمن ، تلاحقت بها الاحداث الخارجة عن الرتابة قليلا ، احداث ليست ذات قيمة ، لكنها بالنسبة لطفل لم يتجاوز العاشرة من عمره هي دراما مثيرة طبعت في الذاكرة صورا مازالت نابضة حتى مع بعد زمنها ...
    ابتدأت تلك اللحظات قبل مغيب الشمس بقليل حينما اطبقت "الفخه" على طائر "الدرّج" و رحت اجري نحوها بخفة الطير نفسه يغمرني الفرح و ربما الدهشة فتلك كانت اوّل درّجة اصطادها ، كانت تتجاذبني في تلك اللحظات مشاعر مختلطة مابين عدم التصديق و الاقتناع باني اصطدت الدرّجة الجميلة و واقع امام ناظريّ بل حقيقة لا لبس فيها ، فخّة نثرت التراب من فوقها و اطبقت على الدرّجة بعد جهد و عناء مشوبان بلهفة طفل على تحقيق بعض احلامه الصغيرة ... كانت الفرحة لا توصوف و لا تقاس ، لقد اختزلت مشاعري كل احداث زمني بل ليس لها مكان في عقلي و قلبي فكل ما يملأ كياني و وجداني في تلك اللحظات كومة تراب صغيرة امامي على صفحتها فخّة بين فكّيها محبوبتي الدرّجة التي سأباهي بها اقراني ، لابد انها ما زالت حيّة تنعم بقوتها ، سأنتف ريش جناحيها حتى لا تعود قادرة على الطيران من جديد ، انا لا اريدها ان تطير ، بل اريدها ان تمشي امامي مشيتها السريعة على انغام الصفير من بين شفاهي و عيون الصبية تراقبها و اسألتهم تحاصرني "اين صدتها ؟ كيف صدتها ؟" ... و من ثم لذة لحمها المشوي ... كنت اركض نحوها ، بل اقفز لاختصر الخطوات و اللحظات كي اخلصها من الفخّة و اقبض عليها بين يدي بل اقبض على حلم طالما راودني و امل يتحقق بعد لحظة او لحظتين ، ربما بيني و بينها متران قبل ان تمتد يدي لها و اذا بها تطير مرتفعة و الفخة معلّقة بساقها ، و رحت بكل جنون اركض و اقفز للاعلى لعلّ يدي تطالها لكنها ارتفعت و ابتعدت لمسافة اليأس منها ...
    و قفت رافعا راسي اراقبها و هي تحلق في الفضاء مبتعدة عني و قد خنقت حلمي و كسرت املي و تركت غصة في قلبي و خيبة تملأُْْْْْْْْْْْْْْْْْْْ وجداني .... مع السلامة و لي ولكِ الله ... و اعلمي ان الخيبات دائما ما تأتي بعد الامل لتطير بالحلم بعيدا ... و ما اكثر خيبات العمر التي تعصف بنا ... و بعدها لا بد من امل جديد !! عمر قديسات ابو صهيب
    -60 بنطلون شماشير"
    من حكايا الزمن الجميل ....
    جلست ارضا ثانيا ركبتيّ نحو صدري و وضعت راسي بينهما و رحت اندب حظي و ابكي الى ان قالت امي عليها رحمة الله "هه ، مالك بتعيّط ؟ بنطلون جابلك ابوك و فوقه مشّايه شو بعد بدّك ؟! لويش لعياط !!!" ، ما ان سمعتها حتى نهضت واقفا و اخذت اريها خصر البنطلون و طوله قائلا "هه ، لدي لدي قديش البنطلون و سيع ، تشيف بدي امشي فيه ، هسع بمصع ، و شوفي قديش طويل " ... ضحكت امي من منظر البنطلون و قالت "اصبر شويه" ...
    رفعت امي شرشف الطاولة الوحيدة في حجرتنا و سحبت من تحتها "سَبَت" صغير نسبيا و اخرجت منه "زنّار" قديم لوالدي عليه رحمة الله و لفّته حول خصري و اخذت قياسات معينه و قالت "بدي اقصّلك منه شِبِر و فِتِر و ثلاث قراريط ، اقظبه تاجيب الخوصه " ... احضرت سكينا قصّت به "الزنار" حسب قياساتها و ادخلته بعد جهد في "عراوي" البنطلون و شدته جيدا فوق قميصي بعد ان ادخلت "الابزيم" في ثقبٍ احدثته بواسطة "مسمار نمره عشره " و من ثم "كفّت" ارجل البنطلون فوق قدميّ و دستهما في "المشّايه" و هي عبارة عن حذاء بنّي اللون شبيه بالحذاء العسكري "الخفيف" و قالت "اسم الله عليك ، هيك صرت اتجنن" و اتبعتها بضحكة خفيفة ...
    رغم طيّات "البنطلون" حول خصري و "الكفّه" فوق قدميّ شعرت اني فعلا "بجنن" كما قالت امي و خرجت للشارع متباهيا "ببنطولوني و مشّايتي" الجديدان فشاهدتني العمّه "يمنه" عليها رحمة الله فقالت " امنيلك هالمبروك يا عمّه " فقلت لها " اشترالي اياه ابوي من الشماشير" فضحكت و قالت " هو ابوك جايبه على قياسه !؟ ، يللا مبروك ، تهري و تجدد ياعمه" ... 61



    عمر قديسات ابو صهيب
    61-"الباص السريع"
    من حكايا الزمن ...
    ربما من في الحارة قد سمع صراخي و بكائي المفتعل و انا جالس على الارض بجانب "خرزة البير" في حوش دارنا ، واندمجت بتمثيل دور الباكي الشاكي حتى صار بكائي حقيقة ، فلحظات يرتفع "زعيقي" مشوبا بالبكاء و اخرى التقط انفاسي مع "معافرة" التراب بكعبيّ الى ان اطلت والدتي عليها رحمة الله من باب احد الغرف ....
    - ولك يا مقطوع التالي طبلتنا بعياطك ، شو بدك ؟ ... اجبتها و انا اتنشّح ...
    - بدي ... هأ ... سيارتي ... هأ .......... (هأ هي تنشيحه)
    - شو سيارتك يا قصيف ؟
    - الصينيه ... هأ... اللي اعطتني ... هأ ... ايها جدتي ...هأ ...
    - واني شو بدريني ......و استدارت داخلة للغرفة التي خرجت منها و تركتني ابكي مما زاد في قهري حتى مسحت "بردن قميصي" ما سال من انفي و نهضت واقفا مهددا متوعدا و قد انقطع بكائي فجأة ...
    - بقللكوا بدي سيارتي وللا بفوت بوخذ الصينيه الجديدة ... و هنا اطلت اختي الصغيرة ...
    - هظاكيه بشونة القصل .
    حملت الصينيه بين يدي مبعدها عن صدري قليلا كأنما اقبض "ستيرنق" سياره و وقفت بباب الدار اجهز نفسي لقيادة سيارتي ... خلعت "الشبشب" من قدميّ و بقيت "حافيا" و "شغّلت" السيارة بصوتي ... فن فن (بتخفيف الفاء) فن فن ... فان فان فان ... فاااااااااااااااااااان ... و انطلقت مبتهجا احوم في الحارة ركضا ، الف الصينيه مع كل منعطف و "اشحط بريكات" و "ازمّر" عند الضرورة ...
    و قفت عند سرحان امام دكانهم بعد ان "شحطت بريك" مقلدا ذلك بصوتي و قلت له "اطلع عمّوه اطلع" و قف خلفي قابضا بقميصي من الخلف ، و فاااااااااااان انطلقنا نركض سوية الى ان رآنا محمود فأشّر بيده لنا فوقفنا عنده حتى قبض بقميص سرحان من الخلف و فااااااااااان و رحنا نركضا ثلاثتنا خلف بعض و وقفنا عند عبدالكريم و قلنا له "اطلع معنا" فقال "عندي باص ، اجيبه ؟" فقلت له "بسرعه" ...
    كان الباص عبارة عن قطع قماش دقيقة مربوطة ببعض حتى تشكل حبلا طويلا ، و نربط طرفاه معا فلا يكون له اول و لا اخر ... اختلفنا انا وعبدالكريم من يكون السائق ، فهو يقول "هاظ باصي و اني اللي بدي اسوق" و انا اقول "لا خيوه ، الستيرنق (الصينيه) الي ، اني الشُفير" حتى اتفقنا ان يكون "الشفير" مداوره ... وكان دوري بداية فوضعنا جميعا الحبل حولنا و نحن نشكل طابورا خلف بعض و يقبض كل منا الحبل بيديه على جنبيه ماعدا انا كوني السائق و ضعته على صدري و الصينيه بين يدي ... و كون الباص واسعا اخذ محمود يصيح ممثلا دور الكنترول "اربد - نابلس ، نابلس نابلس ، اخر راكب ، نابلس" و لا ادري من اين سمع ذلك ، ربما من كرجات اليرموك في اربد ....
    رحت اتفنن بقيادة الباص من "زوامير" و "كوربات" و التأشير باليد لليمين او الشمال دلالة على اتجاه المنعطف ، و كان خلفي سرحان يقول لي كلما شاهد طفلا "طوّطله خليه يركب معنا " حتى التحق بالركب بعض صبيه و كلما وقفنا يعاود محمود الصياح "عمان ، عمان ، اخر راكب عمان و احيانا القدس القدس آخر راكب القدس "
    كان من بين الصبية نايل حيث قال "يللا انجيب رياض و سالم يركبو معنا" فتوجهنا نحو منزل ابو رياض و وقفنا هنالك و اخذ محمود يصيح "القدس ، القدس ، اطلع يارياض بدنا انروح على القدس " لكن من خرج كان ابو رياض عليه رحمة الله ، ضحك و نادى رياض قائلا " اطلع ياولد جماعتك رايحين يصلّوا بالاقصى " ... التحق بنا رياض ثم سالم و عدنا ادراجنا للحارة و دخلنا ساحة "طيلان" و كان بها بعض اطفال يلعبون القلول (الدواحل) و دخلت بالباص من بينهم و تناثرت "الدواحىل" و نحن ندوسها باقدامنا فغضبوا منا و ركضوا خلفنا يشتمون و يتهددون فلم اجد بدا من زيادة السرعة و كذلك الجميع خلفي و اضطررت للخروج من ساحة "طيلان" من زاويته الشمالية الغربية حيث يرتفع هنالك عن الشارع بجدار استنادي بما يقارب المتر و قبل ان اقفز عثرت قدمي بحجر سقطت من فوري على الشارع ، و كأحجار الدمنو لكن بطريقة عكسية تساقط الجميع فوق بعض ما بين مخدوش و مرضوض ساعدنا بالنهوض الحاج عزام المراشده ابوعبد الرحيم و كان مارا من هنالك لحظات سقوطنا و هو يقول " يجازي بلايشكوا ، العبوا هناك بالشارع ، مالقيتوا غير الجهه العاليه تنطوا عنها" ...
    كنت اكثر المتضررين ، فاصبع قدمي التى عثرت بها قد جرح جرحا بليغا و معظمهم سقط فوقي كوني "الشفير" و اول من سقط فاحسست ان جسدي "اتهبّر" ، و عدت لبيتنا "اصيح و استريح " و جلست باب دارنا انادي على امي التي قالت " مالك رجعت تعيّط ؟ " فقلت لها " تعالي عصبيلي اصبعي ، اتدهور فينا الباص واني السايق ، اتفغّشت يمه " !
    -62 بمناسبة المنخفض الجوي ...تعليلة ... صينيه"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    مطر ينهمر بغزاره ...
    عتمة تلف القرية ...
    ارتدى ابو كرمه "كبوته الجيشي" ولف "شورته" البيضاء حول راسه و وجهه ولم يعد يظهر منه الا عيناه و انفه ، و ملئ علبة الهيشي تحسبا لتأخره بالسهر و وضعها في جيبة الكبوت ، ودس مصباحه اليدوي في الجيبة الاخرى ، و جلس ينتظر توقف سقوط المطر ولو قليلا ...
    - وين تعليتك الليله ؟ ... سألته ام كرمه
    - بدار ابو سالم
    - خير شو عنده ؟
    - لعبة صينيه
    - دير بالك تيجيني تالي الليل مغلوب !!
    - له له يام كرمه ، اني القريه كلها ادّور علي ما غلبتني
    خف تساقط المطر و خرج ابو كرمه وزوجته ترفع صوتها بتحذيره
    - دير بالك اتزحلق بهالعتمه
    - معاي البيل (المصباح اليدوي)
    ... وصل منزل ابو سالم و تنحنح حتى يشعر الحضور بقدومه
    - اتفضل يابو كرمه اني بعرفك من قحتك
    - زاد فضلك خيوه ... السلام عليكم
    - وعليكم السلام
    نزع حذاءه و جلس مع من حضر من رجال القرية و اخذ يرد تحاياهم
    - مسيك بالخير
    - هلا شلاش ... مسيك بالنور
    - مرحبا
    - هلا ابو العبد ... هه من اميت بتحب لعب الصينيه وللا طاريتك ام العبد الليله من الدار
    - ياخوي ام العبد مش بالدار راحت اطّل ع مرت اخوها و اخذت الولاد معها ... اظل امقنبز لحالي بالدار ؟!
    - اي هاظا هو اللي جابك
    - شد يابوكرمه ... ناوله ابو سالم فنجال قهوة ، شربه على دفعتين و هزّه بيده و اعاده لابو سالم
    - دايمه
    - مجاري الهنى خيوه
    ... توالى حضور الرجال شيبا و شبابا ، و غصت بهم المضافة وعلا هرجهم
    - يابا ياسالم اطلع انت واخوك التشانون (الموقد) لبرّه حطّوه بذروة الخشه
    - ياجماعه وين المختار ؟ ماله بعدو مااجى ؟ ... سأل ابو الحنشان
    - هسع بيجي
    ... في تلك الاثناء كان المختار وبرفقته الحاوط قد و صلا
    - الخيّر عند مطاره بلفي
    - فيك الخير يابو الحنشان
    .... جلس المختار و الحاوط بعد ان افسح لهما الحضور مكانا في صدر المضافة فقد كان المختار يحظي باحترام كبير من اهل القرية فهو صاحب نخوه و مروءة والتواضع من سماته المميزة .... تململ الحاج علي و اعتدل في جلسته وقال : يلّا ياجماعه جيبو هالغربال و الفناجين
    - تناولهن ياسالم عن المطوى
    - اقسم يابو زيد (المختار)
    - ياخوي مقسومه جاهزه من هون وهيتش فريق (الجالسون عن يمينه) و اني و هظول فريق حدا اله اعتراض
    احتج ابو كرمه
    - لا خيوه اني بلعبش مع ظاهر ، منحوس و بظل يكفّش ، خضوه و اعطونا بداله ساري
    - اصلا اني بحبش العب معك ، انت بدك كل اللعب الك ما بتخلي حدا يمد ايده ع الطاره (الغربال) غيرك
    ... تبادل ظاهر و ساري مواقعهما بالجلسة ، و سحب ابو كرمه الغربال نحوه و سأل الحضور عن خاتم ، ناوله رزق خاتمه ، و وضعه ابو كرمه تحت فنجال مقلوب و حركه يمينا و شمالا بسرعه و علّق قائلا : آآه خشته مليحه ... دفع الغربال امام المختار و قال : شنكش يابو زيد ...
    - دير وجهك لغاد
    ... ادار ابو كرمه وجهه ليمينه و وضع المختار الخاتم تحت فنجال و صف جانبه ثلاثة اخرى و ازاح الخمسة الباقية لجانب الغربال
    - يللا يابو كرمه هضول اربعه ثنين ليكو و ثنين لينا
    ... مد ابو كرمه يده و سحب اثنين قائلا : هضول لينا ... و لم يكن الخاتم تحت اي منهما
    - هاتها خيوه لينا ، منهو بده يخبيلنا
    - اني يا مختار ... قال ابو صالح
    - بس دير بالك ممنوع تلد ع الفناجين ، هضول لُقطه ع العين
    - ماشي ماشي ، غطو علي مليح
    حمل ابو صالح الغربال وجلس به في زاوية المضافة بين فريقه و اخذ يتحسس الغربال و يضغط عليه
    - يا جماعه الغربال طري ، برطّ ، حمّوه
    - سالم يابوي خضه وهجه ع النارات قبل ما يطفن
    ... عاد به سالم بعد ان عرّضه لحرارة النار قليلا و ناوله لابو صالح ، تحسسه ابو صالح من جديد و قال : هسع جخه ، يللا غطو علي ... رفع سالم بطانيه فاردا يديه بها و ابتدأ ابو صالح اللعبه بتخبئة الخاتم تحت فنجال من تسعة ... حمل سالم الغربال و وضعه امام فريق ابو كرمه
    - اني بحبش اكسر اول صينيه ، قدّم يا ساري و اكسرها انت ، بس علّم الطاره خلّي العقده جهتك
    ... ادار ساري عقدة الغربال من جهته و وضع يديه تحت ذقنه متأملا بالفناجين
    - من اولها بديش اخليها ترجع عليهم ... زحف رزق قليلا و قال:
    - اذا بدكيش ترجع دوّر ع الفنجان اللايذ ترى ابو صالح دايما بلوذ ...
    - هاي عشرتنا ، هاي عشرتكو ، هاظ مافيهوش ، و هاظ مافيهوش ... ومد يده للفنجان الا ان رزق قبض يده و قال لا لا هاظ اللي فيه ، اطّلّع عليه شلون ملوّذ صح يابو كرمه ؟!
    - ياجماعه اكسرو اول صنيه مش مهمه
    ... سحب ساري الفنجان الذي اشار له رزق واذا الخاتم تحته
    - عجبك خيوه قلتلك الخاتم هون مارديتش ، راحت علينا
    - سجل يابو سالم لينا سته ، استفتاح مبارك
    ... خبئ ابو صالح مرة ثانيه
    - جيب الغربال عندي ، اني اللي بوريك يا ابو صالح ... (تمعن ابو كرمه الفناجين قليلا) ... شوفو ترا ابو صالح طمع و خباها بابوها ، واذا نقلها حطها بللي جنبه اني بعرفله ما ببعد
    - لا يا زلمه المره هاي ابعد ...
    -زي ماقال ابو كرمه ماببعدش اكسر اللي جنب ابوها خيوه... ولم يحالفه الحظ
    - يلعن عرضه بقيت مهوجس عليه ، مش مهم خضو هالثلاث
    - ثلاث على ثلاث بجمعن ترى ، ديرو بالكو
    ... و خبئ ابو صالح للمرة الثالثه
    - هاي بدهاش ترجعلكو و اني ابو كرمه ، اتركولي اياها
    - اني ليش بحبش اللعب مع ابو كرمه ، دايما اتركولي اياه اتركولي اياها ، اتفضل يا صقر امكيس ورينا مرجلتك
    - طيب ياظاهر افتح اديك وللا بحضنك بدك الخاتم
    ... و سحب فنجانا بقوة و اذا الخاتم يضرب صدر ظاهر
    - عفيه
    - اجبد
    - سجل عشره لينا
    ... ودار اللعب سجالا بين الفريقين و فجأة سال رزق ابو سالم
    - قديش صارت الكياس خيوه
    - احنا ثمانيه و ثمانين و انتو ميه و اربعه
    - هَي هَي سرحت اول ميه ، ياعمي مالكوش لقوه لينا
    - تايخلص الدّك سولف ، يعني بتفكر بدك تغلب
    ... و استمر اللعب و تواصلت التعليقات من الطرفين و الضحكات العاليه ، و دخان سجائر الهيشي يشكل سحابة فوق رؤوسهم و فناجيل القهوة السادة تدور بينهم بين الحين و الاخر ، ... واثناء ذلك كان شايش يغط بنوم عميق في احدى زوايا المضافة كعادته ...
    - ياجماعه افتحو الباب خلي هالدخان يطلع انخنقنا
    ... فتح سالم الباب
    - بتشتي الدنيا... سال احدهم
    - كبس ، مش سامع المزراب بشقع
    - ماشاء الله ، ما شاء الله
    - تشملو ياعمي يلّا
    و تواصل اللعب الى ان قال ابو سالم لفريق ابو كرمه : ترا انتو ميتين و ثلاث خبولنا نقط السراج ... وُضع الغربال امام ظاهر ...
    - ولا حدا يدّخل اني بدي اللعبها بوش
    - اللعب يا ظاهر اللعب انت اكثر واحد فينا بحزر
    - قول لابو كرمه هالحتشي
    - اي يللا العب بينك و بين اللعب حدد و مدد
    ... و فشل فيها ظاهر و فاز فريق ابو كرمه
    - مش قلتلكو ظاهر منحوس اوبكفّش ، قلتلكو من الاول مالكوش لقوه لينا ، يلّا لمّو مصاري و جيبو هريسه و للا عوامه بدكو
    - هريسه خيوه هريسه
    - يللا كل واحد يحط شلم ع دّاير بس المعزّب ما بدفعش
    - لا و الله غير ادفع اول واحد
    ... دفع كل واحد من الحاضرين خمسة قروش ، اخذ سالم النقود ليشتري بها "هريسه"
    - البس درّاعتك يابا الدنيا شتا و سقعه
    - من عند مين اجيب هريسه ، من عند فالح و للا من دكانة ابو نجيب
    - من عند ابو نجيب يا ولد ، هريساته زاتشيات
    ... و انتهى الشوط الثاني بفوز فريق المختار على فريق ابو كرمه ...
    - التعادل سيد الاحكام ... وللا بدكو تكملو ... قال الحاووط
    - اني ابو كرمه ما برضى بالتعادل ... كملو
    - يعني الليله ناوي تنام مغلوب ... قال ظاهر ساخرا من ابو كرمه .
    - يابا يا سالم جيب الهريسه ... صحو شلاش خليه يوكل ... منيش داري لويش بيجي يتعلل ؟!
    اكلوا "هريسه" بعد ان اقتطعوا منها نصيب اهل الدار... و عاد شلاش ليتابع نومه فيما انهمك الجميع بلعب الشوط الفاصل بينهم ... و انتهى بفوز فريق ابو كرمه ...
    انتشى ابو كرمه و اخذ يتحدث مازحا مع الجميع ...
    - اني قلتلكو ماحداش بغلبني ... بس ابعدو ظاهر عني
    - اي اسكت يا زلمه ، طلسمنا الليله وللا انت بتغلب!!
    - اي يللا هاي دبز بصفاحك يا ظاهر ... ههههههه
    ... استأذن الجميع عائدين لمنازلهم بعد ان ايقظوا شلاش من نومه ...
    اغلق ابو سالم باب المضافة الا انه سمع صوت شلاش ينادي :
    - ابو سالم ... يابو سالم
    - مالك يا شلاش ، انسيت اشي هون ؟
    - لا يابو سالم ... مانسيت اشي ... بس مين اللي غلب؟؟؟؟ عمر قديسات ابو صهيب
    -63 "عشان اوكل حلو"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    وصلت بيتنا تعبا مرهقا موجوعا ، فقد كنت اجري مسرعا باقصى ما لدى طفل في السادسة من طاقة هربا من النحل حيث لاحقتني عشرات منها تلسعني بكل مكان في جسدي انتقاما مني لعبثي ببيتها بواسطة مطرق (عصاة رفيعة) ادخلته في الدندوك (بيت الخلية) وحركنه بشكل دائري بكل سرعة او كما كنا نقول "حريتهن" ...
    القيت نفسي على اقرب "جنبيه" ابكي بل اصرخ من الالم ، وجاءت امي (عليها رحمة الله) تسالني قلقة عليّ :
    _ مالك يمه ؟
    _ و لا شي
    _ تشيف ولا شي ، احتشي يمه
    ارتفع صراخي و انا اتحسس بيداي مواضع لسعات النحل ، وعادت امي تسألني غاضبة _ ولك احتشي يا مسخمط ، بتعيط و بتهرش بجلدك شو صايرلك ؟
    _ ولا شي بقلتش ولا شي
    نادت بصوت عال على والدي (عليه رحمة الله) ، و جاء مسرعا ...
    _ شو فيه بتنادي ؟
    حين حضرابي كتمت صوتي و المي فلا اريد ان يعرفوا ما بي ، و فضلت السكوت على الالم خوفا من "بدن مرتب" من والدي لكني لم استطع منع يداي من "هرش" جلدي ولاحظ والداي ذلك و انتبهو لمآقي عيوني حيث بدأت تظهر عليها علامات الحساسية فقال ابي :
    _ يا مره هاي شريه صايبه الولد
    مدت امي يداها تكشف عن بعض مواقع في جسدي و خاصة بطني و قالت :
    _ يا زلمه هاي "حُمره" الولد "محمّر" ... (كنا في ذاك الزمن نسمي الحصبة بالحُمره)
    رقّت امي لحالي و قالت :
    _لا تخافش يمه ، من غير شر ما فيكيش اشي
    _ جيبي الحاف و بطانيه و كمريه خليه يعرق
    _ طيب بس انت روح جيبله حلو من الدكانه
    ارتحت قليلا حين اعتقدا والدي ان ما بي هو "حمره" بل فرحت داخليا على "طاري" الحلو ... مرّ يومان علي وانا اتلذذ بأكل الحلو "مطعم" و بيض حمام "نوع حلو" وراحة الحلقوم و غيرها ... لكن ما كان يغيضني هو الغطاء الثقيل في "عز القيظ" حيث يرفع حرارتي اكثر مما هي مرتفعه من الحساسية و اكل الحلو ...
    في اليوم الثالث علم والدي ان المدرسة بدأت بتسجيل الطلاب للصف الاول الابتدائي فقال لي : _ بدي اروح اسجلك بالمدرسه عشان تقرا يابا .
    سكتّ و لم ارد عليه فقد ضننت انه اذا سجلني سوف اذهب فورا للمدرسة و معنى هذا ان امدادات الحلو ستُقطع عني و طمعا بالمزيد قلت لابي :_ بديش اقرا ...اني مريض .
    لا ادري كيف وافقني ابي وقال :_ لعاد خليك للسنه الجايه بسجلك
    و هكذا خسرت سنة دراسية ... "عشان اوكل حلو" . عمر قديسات ابو صهيب
    -64 ابو الشلاطيف"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    التِقْريف : لفظة كانت تطلق سابقا على عملية التطعيم ضد الامراض السارية .
    الشلاطيف : الشفاه الغليظة .
    كنت اقف امام منزلنا في الشارع العام حين جاء رفيق الطفولة محمود من جهة الغرب راكضا ليقول لي :
    - وّك عمر ، دير بالك تروح لغاد (اشار بيده باتجاه دار المختار) ، قاعدين بقرّفوا بالاولاد ، هيهم بمضافة المختار و الولد اللي بقضبوه بوخذوه لعند التمرجي (الممرض) هناك عشان يقرّفه .
    - منهو التمرجي وك ؟
    - واحد غريب ، بعرفهوش ، زلمه كبيييييييييير اسود و شلاطيفه كبيره قد طابة الشرايط و معه شبريّه بسطّح ايد الواحد فيها تايسيل الدم و بحط عليها نقط من قنينه زغيره و برش عليها راشوش (بودره طبيه) ...w
    دهشت من هذه المعلومات التي نقلها محمود و لا ادري كيف لفقها و اصابني الخوف و الهلع في الوقت الذي جاء والدي عليه رحمة الله من الغرب ينادي عليّ من بعيد فقلت له "بديش اتقرف" ، و قد عرفت انه جاء لاخذي لمضافة المختار من اجل التطعيم (حيث هي حملة تطعيم للاطفال في ذلك الوقت ضد الجدري) ، و وليت هاربا انا و محمود شرقا رافضا اوامر والدي بالعودة حتى يأس مني و عاد ادراجه باتجاه المضافة ، وفي تلك الاثناء خرج من زقاق الخرسان محمود الخلف عليه رحمة الله وراح والدي يحادثه و قد عرفت فيما بعد انه طلب منه ان يغافلني و يقبض علي و يحضرني للمضافة .
    اخذنا الفضول انا و محمود بعد ان غاب ابي عن اعيننا وركضنا بالشارع حتى و صلنا زقاق حمّاد غربا و دخلناه لنقف في اخره من جهة الشرق نراقب مضافة المختار و الحارة التي كانت تعج بالنشاط ما بين أبْ يحمل طفله خارجا من المضافة و صراخه "مطبق" و اخر يقود ابنه باتجاهها ، و فيما كنا نضحك من سرحان و قد خرج مع والده رحمهما الله و صراخه "معبي الحاره" و اذا بمحمود الخلف قد غافلنا من الخلف و القى القبض علينا و جرّنا للمضافة مرغمين ولم يأبه بصياحنا و شتائمنا ...
    كان الممرض رجل اسمر بشفاه غليظة لكنه للامانة كان لطيفا و هو يقول لي "تعال عمّوه ، ما بوجعكيش لا تخافش"
    و لم اشاهد معه شبريه كما ذكر لي محمود بل شفرة طبية صغيرة راح "يشطب" بها ذراعي باتجاهات متعاكسة مشكلا من هذه الجروح شبه دائرة اخذ الدم ينزف منها و وضع عليها المطعوم و قال لي "خلص مع السلامه"...
    هكذا كان "التطعيم ايام زمان" ... كانت هذه العملية مؤلمة الى حد ما حيث كنت اصرخ باعلى صوتي و اولول و ابكي ، و بالطبع كان ذلك بسبب ما هوّله محمود لي عن كيفية التطعيم بالشبريه لا من نفس جروح التطعيم ...
    اثناء عودتنا للبيت صادفنا على ما اذكر نايل و عبدالكريم عليهما رحمة الله و استغربا من بكائنا لهذا الحد بل اعابا علينا ذلك فكذبت عليهما كي ابرر بكاءنا قائلا "اتفضلوا روحوا عند ابو الشلاطيف و شوفو تشيف بقرفكوا ، معه قنوه بسمطك فيها بنص راسك بالاول و بعدين بسطّح ايدك بالشبريه ..." لم ينتظرا تتمة الحديث و فرا هاربين باتجاه "الخله القبليه" خوفا من ان يقبض عليهما اي كان و ياخذهما لمضافة المختار عند ابو الشلاطيف !! عمر قديسات ابو صهيب
    -65 جرّة ذهب"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    هذه حكاية من تراثنا الجميل قرأتها في صفحة "المضافة" حيث قدمتها الاخت فريال دبابنه ، اعيد صياغتها باسلوبي الخاص و اقدمها لكم ، عسى ان تنال اعجابكم ...
    تقاسيم وجهه كانت تشي بالقلق و الحيرة ، و كذلك تقلبه على الفراش ، فحينا يضطجع على يمينه و حينا اخر على شماله ، و تارةً يجلس مسندا ظهره للحائط و يمد يديه يتحسس جيوب سرواله ، و تارةً اخرى يقف و يذرع الغرفة جيئةً و ذهابا ، ان لم يمدّ يداه لجيوبه مدها ليرفع "الشوره و العقال" عن رأسه و يحك شعره بعصبية واضحة...
    لاحظت زوجته مدى حيرته و قلقه فسألته " مالك يا زلمه بتتحقرس و قلقان ؟ كل شويه بتهبش عنقورك ،شو فيه تشفالله الشر ؟" ، رد عليها باقتضاب "ولاشي ولاشي" و جلس بجانب "كوارة الطحين" واضعاً يده على خدّه جاحظة عيناه حتى ليحسب من يراه ان مصيبة قد سقطت فوق رأسه و هو يفكر بكيفية درئها ، الا ان واقعه كان غير ذلك ... لقد كان كلما باع غلال بيدره او حصل على اي نقود جرّاء عمله عند الناس كان يشتري بها "ذهب عصملّي" و يخبؤها في "خان الحلال" في حفرة اعدها بجانب "اطوالة الكديشه" حتى لا يهتدي لها احد غيره او يشك بمكانها ، و في هذا اليوم بعد ان باع محاصيل ارضه اشترى باثمانها ذهبا مازال في جيوبه و احتار اين يخبأه ، هل يدسه في نفس الحفرة ام في مكان آخر ؟!
    و بينما هو في "حيص بيص" من أمره قالت زوجته بشكل مفاجئ وبصوت عالي :
    - "طبخت مرقة عدس ، اجيبلك يا سعيد تتغدّا ؟!"
    رد عليها بعصبيه - نقزتيني يا فطّوم ، احتشي شوي شوي ، لا ما بديش اتغدّا ، شبعان ، اكلت فشافش بالسوق و ماليش نفس هسع اوكل
    - هلا هلا ، لبطنك بتركض عالسوق اما اني وصيتك على كروش و روس ما شممتني ريحتهن
    - طيب طيب المرّه الجايه بجبيلتش ... قال ذلك و نهض مسرعا نحو "الخان" يتفقد ذهباته ، و ما ان دخله حتى وقف فجأةً محدقا بجرّة معلّقة مع "التشرابيل و الغرابيل" ، و ما ان راها حتى لمعت بذهنه فكرة لم يتوانا عن تنفيذها كأنها حلّا لحيرته ...
    اخرج كيس ذهبه من الحفرة بجانب "الطواله" و فتحه و عد الذهبات للمرة الالف منذ خبأها و اخرج ما في جيوبه ايضا و عدّها و وضع الجميع في الجرة و اخذ قليلا من تراب ارض الخان جبله بالماء حتى صار طينا و اغلق به باب الجرّة و حملها عائدا لحجرته و اسند سلما على "الكواير" تسلقه و وضع الجرة بركن "السدّه فوق الكواير" و نزل و الطمأنينة بادية على وجهه و قال لزوجته التي كانت تراقبه باهتمام :
    - هسع جوعت ، جيبلي صينية مرقة عدس و راسين بصل و منسفة الخبز يا ست فطوم
    - قبل ما اجيبلك قلّي شو هاي الجره اللي خبيتها عالسده ؟
    - هاي جرة عدس نقيتهن بالحبه و خبيتهن لرمضان
    - يييييي رمضان بتخبيله عدس منقّى ، بس اني وصيتك مع الروس و الكروش على شنبر و شرش ملس ليش ماجبتهن ، لد شرشي اتشقق و بدي بداله
    - حاضر يا فطوم ، هسع بعطيتش شوية مصاري و اشتري من الدَوّار اللي بدتش اياه .
    مرّت الايام و جاء "الدوار" يصيح على بضاعته فخرجت فطوم حين سمعته لتجد بعض جاراتها قد تحلقن حوله لشراء حاجاتهن منه ، و لفت انتباه فطوم احدا الجارات و هي تقول للبائع "معك يا رمضان قماش حَبَر اصلي ؟" فقالت :
    - انت خيوه اسمك رمضان ؟
    - اه خيّه اسمي رمضان ، ليش بتسألي ؟
    - استنى شويه لعاد ، جوزي من زمان خبّالك جره مليانه عدس مليح اللي الله جابك ، استنى شويه اجيبلك اياها.
    عادت الى بيتها مسرعة و لسوء الحظ لم يكن زوجها سعيد موجودا فيه و انزلت الجرة التي قال لها زوجها ان بها عدس قد خبأه لرمضان ، انزلتها عن "السدّه" و حملتها حتى اتت "الدوّار" و قالت له "خذ خيوه هاي جره مليانه عدس نقاهن جوزي بالحبه و قال هظول لرمضان ، خذ فيهن العافيه".
    قفل "الدوّار" عائدا لقريته بعد ان اشترت فطوم حاجتها و عادت لبيتها تنتظر زوجها حتى اذا ماعاد قالت له :
    - لدلك يا سعيد اشتريت اليوم من الدوّار شرش و شنبر و الله انه ابن حلال راعني فيهن كثير و بسلّم عليك و بقلك يخلف عليك و يكثر خيرك على هالعدسات
    - اي عدسات يا مره ؟
    - هلا ، مش الدوّار طلع اسمه رمضان و انت كنت مخبيله جره مليانه عدس على السده ، و الله بس قلي اني رمضان اجيت عالدار و اخذت الجره و اعطيته اياها .
    "تقبل التعازي بوفاة سعيد في ديوان العشيرة بعد ان اصابته الف جلطه مع بعض" . عمر قديسات ابو صهيب
    -66 فحص الميكانيك"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    في عام ٩٠ من القرن الماضي كان يحق لاي كان ان يتقدم لفحص السواقه من اجل الحصول على رخصة سواقه عمومي مباشرة لو لم يكن يحمل "رخصه خصوصي" ... وهكذا كان مني ... اجتزت فحص النظري بنجاح و كذلك العملي حيث قال لي الضابط الفاحص "مبروك ، ناجح " ، و كي احصل على رخصة العمومي كان لا بد من اجتياز فحص الميكانيك و هذا كان اصعب ما في الموضوع بالنسبة لي ، فقد كنت متمكن جدا من قيادة السيارة الا انه اذا "بنشر عجل ما بعرف افكه" اي كنت اجهل المعلومات الميكانيكية للسيارة ، و قد وجه لي مندوب نقابة السواقين انذاك و هو "ابو عفيف" السؤال التالي : - اذا بلّطت بريكات السياره و انت سايقها شو بتعمل ؟ فقلت :- بوقف و بنزل من السياره ... فقال قبل ان اكمل :- كيف بدك اتوقف و البريكات امبلْطه ؟! فقلت : لعاد بتشاهد على روحي ! فضحك و قال :- روح راسب ، ارجع الاسبوع الجاي ...
    عدت بعد اسبوع لفحص الميكانيك و كان الفاحص رقيب من مرتبات الامن العام فقال لي افتح غطاء ماتور السياره ... فتحته بمساعدة عامل النظافة بساحة الفحص في دائرة ترخيص الصريح فقال الرقيب :- ياهمالالي ، اذا غطا الماتور مش عارف تفتحه ، شو بدك تعرف من ميكانيك السياره ، فقلت له :- اتوكل على الله يا زلمه و اسال ... كان سؤاله غريبا بالنسبة لي حيث قال :- لو سمحت وريني الكندنصر ؟ ... كانت اول مرة اسمع بهذا الاسم و لولا ان الفحص يخص قطع السيارات و ماتورها لقلت انه اخو نبوخذنصر او اسم مجره قريبه من مجرة درب التبّان ، بالطبع الكندنصر هو قطعة صغيرة جدا بحجم راس الاصبع موجودة في دسبرتور السيارة و لا اعلم هل السيارات الحديثه فيها مثل هذه القطع ام لا ؟! ... المهم اني استكبرت هذا الاسم و قلت في نفسي هذا الاسم كندنصر لابد ان يكون اسم لقطعة كبيرة في السياره طبعا عدا الماتور نفسه و رحت اتامل كل اجزاء الماتور و ما يحيط به ، و رايت في صدر السيارة قطعة تشبه صينية الطعام ملصقة بالصدر بشكل مقلوب ، فقلت هذه هي الكندنصر فليس من المعقول ان يكون اسمها صينيه مثلا و رفعت يدي مشيرا لها و قلت : هاظ الكندنصر ياباشا ... كاد ان يغمى على الرقيب من شدة الضحك و قال : يا زلمه صلي على النبي الكندنصر ازغر قطعه قدامك و انت نقيت اكبر قطعه ، هاي السيرفوا يازلمه ... ضحكت و قلت له دبرها خيوه ، بسلم عليك فلان و بقلك شو اخبارك ؟ فقال : انت بتعرفه ؟ قلت : صاحبي يازلمه ... قال : مبروك ، ناجح !!
    -67 يا عصاتي تِرَندَحيلُه"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    عياده ... ايها البدوي الماكر ، اوجعت رأسي ...
    كلما لملمت شخوص حكاية من زمن الفرح و البراءة ، و استحضرت نَصّ الذكرى و الحنين يبرز "جناب حضرتك" من غير دعوة مني تدافع الجميع بطولك الفارع و نظرتك الحادة تقرأ على مسمعي نَصّ حكايتك تغريني كي انتشلها من تحت ركام النسيان ، و استجيب للاغراء ... لكن سوط كلماتك الاخيره "اخص عليكو اولاد الفلاحين ..." يلسعني فاقذفك و نَصّك وراء ستائر النسيان من جديد ... اغرب عن وجهي ... ربما الى حين ...!! عياده ... يا صديقي ماذا تريد مني ؟ ... ان اتوجك بطلا ...؟ نعم كنت كذلك لكن ليس بشجاعة الفرسان بل بالمكر و الدهاء !! ... و حسن النوايا بل البساطة لحد السذاجة مني و من رفاقي ...!!
    عياده ... ايها البدوي ، احترمك رغم انك هزمتني "ايام زمان" و الآن ... تحت وقع الحاحك ترى حكايتك النور.
    بعد ايام ماطرة و رعد و برق طاب يوم خرجنا فيه بحثا عن "الفطر" و ربما من اجل لا شئ ، كالعادة ، او لان "الصول مادّ" لا ادري ... كنّا لا نقل عن عشرة اطفال على اقل تقدير ، "حُمنا" الاودية و السهول شمال "سوم" ، من "السوميات" من اراضي "فوعرا" مرورا "بعين دلهم" و انتهاء "بام الجدايل" وعدنا "بخفي حنين" فلم يعثر اي منا على "قمع فطر" واحد مما ادخلنا في موجة سخرية من حظوظنا ورددنا مقولة "اللي ما اله حظ لا يتعب و لا يشقى" و ابتعدنا في ذلك حين اجمعنا ان منّا واحد "منحوس" هو سبب قلة الحظ التي لازمتنا اثناء جولتنا فكانت سفوح الوادي تردد صدى قهقهتنا ...
    بعد تقاطع وادي "الخفر" الشمالي مع وادي "عين دلهم" باتجاه "ياقوصة ليلى" كان "عياده" يقف متكأً على عصاه يراقب غنماته المنتشرة في اسفل السفح ، ما ان رأيناه حتى قال احدنا "انت يا عياده اللي نحستنا" اليوم ، و تعالت ضحكاتنا و نحن نتهمه "بالنحس" ، و سريعا انسجم في هزلنا و سخريتنا فقد كان يدرس معنا في مدرسة سوم و زميل لبعضنا في نفس الصف علما انه ليس من سوم بل "بدوي" ولا اذكر اين كان يسكن ، وردا على سخريتنا منه رفع عصاته قائلا بلهجته البدوية "عصاي تبغي "تِرَندَحلكم" فضحكنا للفظة "ترندح" فتقدم من اكبرنا قائلا "يا عصاتي ترندحيله" و ضربه عدة ضربات خفيفة و قال "يللا الثاني" و"اللي بعده" و قبل ان يضرب اي منا يعيد عبارته "يا عصاتي ترندحيلة" التى تضحكنا حين يلفظها ... و استغل ضحكنا و حالة "المزح" بيننا و تمادى يضربنا واحدا تلو الاخر كأنما كان ينتقم منا جميعا و يفجر حنقا و كبتا في نفسه لانه لا يستطيع الانطلاق بحريته و على سجيته معنا في المدرسة كونه غريب عنا ، و تأكد لنا انه كان حانقا علينا و انتقم لنفسه منا حين قال له آخر واحد منا كان يضربه "خلص عياده لا تمزحش" فرد عليه قائلا بلهجته البدوية "ولك اني ما امزح معك اني اكتلك" ... صعدنا الجبل صامتين و تيقنّا ان "عياده" قد مكر بنا حين استغل "هبلنا" وانتقم لما في نفسه منا ...
    و في اعلى الوادي راح البعض منّا يقذفه بالحجارة و يتهددونه و يتوعدونه فقال كلماته التي مازالت ترن باذني كلما مرّت حكايته بالخاطر "اخص عليكو اولاد الفلاحين ، انتو اكثر من عشره لو كل واحد منكو ضربني كف تموتوني" ... و بالطبع من يومها لم نرى له صورة وجه لا في المدرسة و لا في غيرها ...
    عياده ... ان كنت ميتا اسال الله لك الرحمة و ان كنت حيا اسال الله لك العافية ...
    عياده ... اغرب عن وجهي ... مع احترامي !! عمر قديسات ابو صهيب
    -68 زغاليل"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    قبرة تمشي امامي ببطئ متعمّد ، عرجاء ، فاردة جناحيها مع ميلانها باتجاه احدهما الذي ارخته من المنتصف ، لا بد انه مكسور ، انها فرصة مواتية لاقبض عليها ، مشيت باتجاهها فزادت من سرعة مشيتها قليلا ، اسرعت فاسرعت هي ، انها تلاعبني ، و ليس هذا وقت اللعب ، انقضضت عليها راكضا وكنت على مسافة قريبة جدا منها بل مددت يدي لاقبض عليها فطارت قليلا و هبطت على بعد امتار ، تابعتها راكضا و قبل ان اصلها طارت و حطت قريبا ايضا ، تكررت الحالة عدة مرات ... اخيرا طارت و حلقت في السماء مغردة تعلن انتصارها عليّ و تهزء مني ...
    صباح اليوم التالي ذهبت لنفس المكان ، ابحث عنها بين "بيوت الجعبور" ، حملت بيدي حجرا فقد لا استطيع امساكها بيدي ، لا بد من قذفها بالحجر اذا تكررت عملية الامس ، و نفس "السناريو" معها ، وبعد يأس من القبض عليها قذفتها بالحجر ، اخطأتها ، طارت مغردة وكانها تقول لي "ما اتفقناش هيك ، سيبك من المراجده بالحجار" ...
    من بعيد سمعت ضحكات ابي "عليه رحمة الله" ، ربما كان يراقبني ، ناداني قائلا "هاي القنبوره الها عش هناك و بتعمل حالها جناحها مكسور و عرجا عشان تلحقها و تبعدك عنّه و ماتشوفهوش و لا تعرف مكانه" ...
    وجود العش كما اخبرني ابي زادني تصميما على المحاولة مرة ثالثة ، لكن هذه المرّة كي اعرف مكان العش ... عدت صباح اليوم التالي ابحث عنها و وجدتها ، قامت بنفس "التمثيليه" ... "لا يا شاطره ، كشفت سرك ، بدي العش ما بدي اياكي" ... لم يطل بحثي عن عشها ، وجدته قريبا مني مستظلا باوراق "بيت جعبور" ، به اربع بيضات ، تاملتها فرحا و رفعت راسي انظر للقبرة ، مددت لها لساني هازءً ومن ثم عدت لاهلي عند "صبّارالقثا" يعبؤنه "بالشوال" و قلت بنشوة "خابر عش قنبوره" ... كانت تلك اول تجربة لي تعرفت على اسلوب من اساليب الطير في حماية العش ...
    كل يوم كنت ازور العش ، اطمئن على سلامة البيضات ، و من ثم سلامة افراخ القبّره ... صبح مساء اراقب "الزغاليل" ... كانت بيضا ثم طيور صغيره عمياء "بعدهن لحمه" ثم نبت عليهن "ريش الحرام" ، ايام قليلة و اصبحت "طيّاريّات"، قررت قطف ثمار الصبر ، غدا صباحا ان شاء الله "بدي اقحف العش" ، كانت ليلة طويلة بانتظار الصباح ... بعد شروق الشمس بقليل كنت قريبا من العش امنّي النفس باربعة "زغاليل" ، فرحا ، منتشيا ، جلست جاديا على ركبي ، رفعت "بيت الجعبور" بيدي و مددت الاخرى كي "امسك الزغاليل" ... لقد كان العش فارغا ... طارت "الزغاليل" ...!!
    -69 احمد ... و الثلج"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    هذه الحكاية فكرة الاخ الفاضل محمد صالح العمري و له خطوطها العريضة و اذن لي مشكورا بتقديمها باسلوبي الخاص ...
    رغم انف "سعد الذابح" و برده القارص كان ذلك النهار اشبه بأواخر ايام الربيع ، شمسه ساطعة تبعث الدفئ بالاوصال مما حدا بأم فايز ان تجلس و جارتها في حوش الدار بعد طول "الحشره" داخل البيت من شدة البرد و كثرة الامطار ، و لم يحفل احمد الجالس بجانب امه بحديث "القيل و القال" بينهنَّ و لا "بقضب غيبة فلانه و علانه" انما بقي هادئ على غير عادته الى ان لفت انتباهه قول الجارة :
    - العلم عند الله ، العلم عند الله ياختي انه شمس اليوم مطروده
    ام فايز - الله يجيب الخير ياختي
    ًاحمد - شو يعني يمه الشمس مطروده ؟
    ام فايز - يعني و الله اعلم وراها شتا و برد كثير
    احمد- و ثلج مافيه ؟
    ام فايز - الله اعلم يابنيي ، بجوز
    احمد - لعاد قومي سويلنا بحته
    ام فايز - ولك ياقاروط البين ما بتشبعش بحته ، كل ما رشرشت الدنيا بدك بحته
    احمد - طيب اذا اثلجت الدنيا بتسويلنا ؟
    ام فايز - ان شاء الله يمه
    فزّ احمد واقفا كأنما "لبّه" سوط و اخذ يتقافز امامهن و يصيح "يارب تثلج ، يارب تثلج" ، فقالت امه "شيطان ابني بدا شغله ، اقعد يا ولد حولتنا و انت تتنطوط !! ....
    التمت العائلة مساء حول صوبة الحطب حيث كان ابو فايز ملتفاً بفروته الواسعة و "مكوّع" قبالة باب الصوبة "يوزّ" فيها الحطب كلما خبت نارها قليلا فيما سألت ام فايز "ياولاد وين اخوكو احمد ؟" و قبل ان تنهي سؤالها دخل احمد يرتجف من البرد فقالت امه "جبنا سيرة القط أجا ينط ، و ين باقي يا قصيف بهالسقعه؟" فقال "مش قلتي انتي و جارتنا انه شمسها مطروده لانها حاميه ، اطلعت عالحاره الّعب لكن صارت سقعه سقعه ، و الله قحمشت بره ، ديروا بالكوا حدا يطلع بقنبط من السقعه " و التفت لامه و حنى جسده قليلا وقال و هو يهز برأسه " ترى هيها سقعه قحيطه و يمكن تثلج ترى ، يعني بدتش اتسويلنا بحته " و ركض نحو والده و اضطجع بحضنه ملتفا معه بالفروة بحيث لم يظهر منه الا و جهه و هو يقول "شمسها مطروده ، يعني شتا و ثلج و بحته " فضحك والده و ضمه لصدره بكل حنان ،فهو آخر العنقود و الفتى المدلل رغم شباثته و "زناخته" احيانا ...
    قبل ان تفرغ "القفة" من الحطب خرج الاولاد من الغرفة هربا من تعبئتها مجددا من "الخشه البرانيه وعالعتمه " الا ان الاب نادى حسن و قال "تع ياولد عبّي القفه" فدخل مرغما و هو ينظر لاحمد بعين الغضب و يؤشر له باصابعه فقال احمد "لدّ يابا بتحلفلي " و التفت لحسن و قال " ابوي قلك عبي القفه حطب يعني عبيها من غير لكاعه " و ضحك و اخرج لسانه لاخيه حسن مستهزءً و كذلك فعل مع كل واحد من اخوانه يأمره والده بتعبئة القفة حطبا ....
    ما ان انهى جبر حجات نشرة اخبار الثامنة و ظهر على شاشة التلفزيون احمد عبنده ليقدم النشرة الجوية حتى استند ابو فايز قائلا "ما بدي اسمع نفس لواحد ترى خلونا نسمع النشره الجويه مليح " و قبل ان يبدأ عبنده بتقديم النشرة اخذت حسن موجة عطاس فقال احمد "ترى يابا هاظ بعاطس تشذب عشان ما نسمعش النشره ، اجيبلك لقشاط تهري جنابه " ، وهنا تدخلت ام فايز قائله لاحمد " اسكت يا حريره انت اللي بدك هري اجناب " ...
    ما ان اعلن عبندة عن منخفض عميق تشكل فوق المنطقة و وصول الجبهة القطبية الباردة جدا وقال ان الثلوج ستتساقط بكثافة و تعم البلاد كلها ، حتى قفز احمد يصيح "ثلج ، ثلج" و راح يفتش عن سترته حتى اخرجها و اخرج جزمته السواداء ماركة "عصفوركو" و بحث عن كيسي بلاستك سوداء و وضعهن داخل الجزمة تحضيرا للثلج ، و طلب من امه ان يكون فراشه عند الشباك حتى يتمكن من مراقبة "الجو" ...
    دس احمد جسده تحت غطائه الثقيل و راح يفكر بالثلج و كيف سيلعب به مع اقرانه فهو متشوق له حيث لم يره من قبل على الارض الواقع وكل ما شاهده تساقط ثلوج خفيفة لا تعلق على الارض ، و جفاه النوم من كثرة التفكير فكان كل دقائق قليلة ينهض و يفتح الشباك و ينظر خارجه فلا يجد الا رياح باردة اشتدت تصفع و جهه فيعود لفراشه مكسوفا ، و بعد تكرار فعل المراقبة اخذه النعاس و نام يحلم احلاما بيضاء كالثلج ...
    مع ساعة الفجر الاولى فاق احمد على اصوات اخوانه و صراخهم و حسن يقول "الدنيا بتندف ثلج ، لدوا الارض بيضا بيضا " فهب من فراشه كالمجنون و لبس "سترته" و لف اكياس "النايلون" حول قدميه كي تحافظ على حرارتها و دسها في الجزمة و خرج من الغرفة و اخوانه و امه يطلبون منه عدم الخروج في هذا الجو العاصف الا انه كان يهز رأسه و عقله خارج الدار مع اقرانه و الثلج و قبل ان يصل باب الدار الخارجي سمع طرقا عليه فاسرع و فتحه ليجد صديقه علي قد ارتدى "كبوت اطول منه ، و جزمه حتى ركبه ولاف شماغ على راسه و متلصّم فيه " و بادره قائلا " يلا ياحمد بسرعه هيهم اولاد ابو عمر و ولاد ابو الحمص جايين من الحاره هظيك براجدوا علينا ثلج ، و هظاك مراد و نايف ابو الكبّايات بستنونا على سطح دارهم ، يلّا بسرعه " ....
    انطلق احمد مع صديقه الى الحارة يلعبون بالثلج و يتقاذفون به بكل مرح و حيوية و نشاط مع بقية الاصدقاء ، و اخذ احمد مجده يصول و يجول من غير نصائح و توجيهات من اهله حتى انهكه التعب و بدأ البرد ينخر عضمه فلم يعد بمقدوره و اصحابه مواصلة اللعب فعاد لبيتهم " برجّ من السقعه و اسنانه بتصكصكن وحالته حاله " حتى اذا رأته امه بدأت تكيل له الشتائم و " الدعاوي المنقّيه " و راحت تنزع عنه ملابسه "المنقّعه ميه" و لفته بفروة والده و قالت " اقعد هون يا قرد خليني اجيبلك وعيه ناشفه البسك ، ريتني اعدمك قد ما بتغلبني " ...
    ما ان شعر بشئ من الدفئ بعد ان استبدلت له امه ملابسه حتى التفت لها و قال : سوّيتي بحته ؟!
    -70 يمّه بَداله"
    من حكايات الزمن الجميل ...
    علّق عامر "الفخه" بحزامه و خرج من منزله مسرعا، فقد كان على موعد صيد مع صديقه طلال الذي كان بانتظاره خارج مساكن القرية ، و كانا في نفس السن فلم يتجاوز عمر اي منهما العاشره بعد ... انطلقا نحو سهول القرية الواسعه بحثا عن ذلك الطائر الصغير المسمى "بليقي" حيث كان صيده عشقا لاطفال القرى يمارسونه في اشهر الصيف ...
    - طلال ... طلال ... وقّف وقّف ... هظاك بليقي
    - وينه؟
    - اقعد ... هظاكو جنب الرجم
    - اه شفته ... سوادي
    - اني بدي انصب فختي عند القهقار هظاك (القهقار مجموعة حجار صغيره موضوعه فوق بعضها)
    - اني بدي انصبها بجنب القوصات هظلاك ... اكيد هناك معدانه ... اعطيني دوده .
    ... اخرج عامر من جيبه علبة "الفاملكس" البرتقالية اللون حيث هي مستودعه لديدان الصيد التي عادة ما يستخرجها من "القوص" و يضع معها قليلا من دقيق القمح (طحين) كغذاء لها و اخرج منها واحده و اعطاها لطلال و اخرج اخرى لفخته ...
    - يازمه هاي زغيره ... اعطيني وحده كبيره
    - هاك هاي مجعار كنت بدي احطه بفختي (مجعار يعني دودة كبيرة)
    جهز كل منهما فخته و "نصبها" في المكان الذي حدداه لكل منهما ...
    اشار عامر لطلال بان يبتعد لجهة الشرق ليفسح المجال للبليقي ان يصل الى اي من الفختين ، فيما راح هو يركض نحو الشمال ثم استدار للغرب و اوغل في البعد عن "الرجم" حيث مازال البليقي يقف على حجر بجانبه ... اخذ عامر بالتقدم بطيئا نحو البليقي مصفرا تلك الصفرات المعهودة اثناء "المداوره" ...
    لم يخيب البليقي ظنه فطار نحو فخة طلال ليقف على عود "قوص" يرتفع عن الارض باكثر من نصف متر لكنه لم يلتفت جهة الفخة عن يمينه ... في تلك الاثناء جلس طلال القرفصاء محدقا بالبليقي وقلبه يخفق كلما فرد الطائر الصغير جناحيه لقربه من فخته و خوفا عليه ان يطير مبتعدا فيما ركض عامر الى جنوب البليقي و وقف منتظرا و طلال يشير له ان يجلس لكنه بقي واقفا ينتظر ...
    بلا مقدمات طار البليقي ليحط على "القهقار" عند فخة عامر ... اغتم طلال قليلا فيما عامر كاد قلبه ان يطير فرحا ... هبط البليقي امام الفخة مباشرة حيث شاهد "دودتها" و هي تتلوى و راح يطير فوقها مرتفعا بعض سنتيمترات مرفرفا بجناحيه و حط جانبها ، و اعاد المشهد اكثر من ثلاث مرات "يفرّح" على الفخة ... وقف امام الفخة مباشرة ، و برشاقة قفز نحو الدودة ليلتهما بمنقاره الصغير الا ان الفخة كانت له بالمرصاد حيث اطبقت عليه مع انتعاث التراب عنها ... تراكض عامر و طلال نحو الفخة ليصلها عامر اولا و يقبض على البليقي بعد ان حرره من الفخة وقلبه يرقص فرحا ... و كي يضمن عامر البليقي ان لا يفلت منه قرر ان ينتف ريش جناحيه كي لا يستطيع الطيران لكنه بدأ بريش الذيل فنتفه و غرسه في التراب قائلا :
    "قطعنا ذيلك الله يرزقنا غيرك" ... اثناء ذلك تملص البليقي من يد عامر و فر طائرا ، و رغم انه لم يستطع الطيران عاليا لعدم اتزانه بعد ان اصبح بلا ذيل الا انه امعن في البعد عن عامر و هو يجري خلفه ... يئس عامر من اللحاق به و عاد لعند صديقه طلال و جلس ارضا مبديا كل الحزن و الضيق ...
    - يللا انروح خلص الدنيا شوّبت
    - لا لا خيوه بدي اصيد بداله
    ... اثناء حديثهما ليس ببعيد رأى عامر بليقي اخر...
    - ولك ... هظاك واحد هظاك واحد ... بياضي كمان
    بسرعة اعاد عامر نصب فخته مكانها وراح في عملية "مداوره" للبليقي الوافد الجديد اما طلال ابتعد قليلا عن موقع الفخاخ و انبطح ارضا يراقب صاحبه و هو يركض خلف البليقي بكل الاتجاهات محاولا توجيهه نحو الفخة ، فلحظات "يصفّر" و اخرى ينبطح ارضا و غيرها يركض او يقف عندما يطير البليقي قائلا : هيد هيد و كأنه يقول للطائر هدّي هدّي ...
    و كان لعامر ما اراد فقد "هدّى" البليقي على "القهقار" باتجاه الفخة و لم يتوانا بالنزول اليها "مفرّحا" فوقها ... في تلك الاثناء كان عامر منحنيا على الارض كمن يستعد للانطلاق بجولة سباق الجري محدقا بالبليقي و دقات قلبه تتعالى انفعالا مع المشهد فتلك اللحظات من اكثر اوقات صيد البليقيات اثارة ...
    "فعطت الفخه و صادت البليقي" ... انطلق عامر يركض نحوها بخفة و مرح يجري خطوتين و يقفز الثالثة مع فرد ذراعيه على جنبيه مقلدا الطائر فرحا و هو يقول بصوت مرتفع : يمّه بٓدالُه ... يمّه بٓدالُه !! عمر قديسات ابو صهيب
    -71 لحم الناقه"
    من حكايات الزمن الجميل ...
    في صبيحة يوم تشريني كان الطقس معتدلا نسبيا مع هبات رياح شرقية خفيفة و هدوء مازال يلف شوارع القرية و ازقتها باستثناء الحاج راشد الذي انهى لتوه تقطيع ناقته بعد ان سلخها و بدأ بتعليقها باوتاد مغروسة في صدر دكان ابو نجيب من الخارج وترك احد فخذيها معلقا على سلم قصير بجانب باب الدكان يساعده بذلك ابنه حسين و ابو نجيب احيانا ... تعالى النهار قليلا و نشطت الحركة باب الدكان و ابو راشد يجلس على حافة بسطة الدكان ...
    _ يابا يا حسين صيح خللي الناس تعرف
    _ يابا ما بعرفش اصيح ، صيح انت
    نهض الحاج راشد متاففا من ابنه و صوته يرتفع مناديا : لحم الناقه يالحم ... يللا يالحم ... فسدق يا لحم ...
    _ يعطيك العافيه يابو حسين
    _ هلا ابو الحنشان
    _ شو خيوه قربت نصير لحام ، الشهر الفايت ذبحت جمل تشنه هالشغله مربحه
    _ الحمد لله
    _ هات قص الرقبه و وزنلي نصها
    _ يازلمه عيلتك زغيره نص الرقبه مش كثير عليكو ؟!
    _ ما عليك انت ، ولادي رافع و احمد بدهم نص جمل مش نص رقبه
    اثناء ذلك كان ابو كرمه قد اطل عليهم من الزقاق المقابل و جلس على حافة البسطه ، لف سيجارة هيشي و اشعلها ... مد يده بعلبته لابو نجيب ...
    _ ذوق هالتتنات يابو نجيب امبارح فرمتهن
    _ عشت يابو كرمه
    تنحنح ابو كرمه و التفت الى الحاج راشد بعد ان وزن الاخير نصف الرقبة لابو الحنشان ...
    _ عفيه عليك يابو حسين مبينه الناقه زغيره
    _ اه زغيريه ، شو بنفس الضيف ؟
    _ بدنا شوية لحم للدار
    _ لا خيوه شهرين اخذت اربع ارطال وبعدك ما سديتني
    _ يازلمه قلنالك ع البيدر ، مش صابرعلينا احنا بدنا نوكلك يعني
    _ لاخيوه لا ،البيدر مطول ، و اني بطلت اديّن
    _ عمرك لا ادين بلا من هالحمه ، اصلا ناقتك هرشه و لحمها ما بستوي
    ... نهض ابو كرمه وهو يتمتم بكلام غير واضح و ابتعد عن الدكان مكسوفا ... الا انه استدار عائدا ...
    _ اسمع يابو حسين اني بنفسي اوكل لحمه ، مابديش اوخذ للدار بدي اوكل هون لحمه نيه و قيّد علي قد ما بدك
    _ يا هملالي ، اي انته بتوكل اكثر من قرده والده ... لا خيوه لا ، مافيش لحمه
    ... ابتعد ابو كرمه حانقا و كاد يختفي بالزقاق الذي ظهر منه الا انه عاد عليهم مسرعا قليلا ...
    _ اسمع يابو كرمه رايح جاي لويش ؟! بطنك هرشك ع اللحم جيب خيوه مصاري و اشتري !!
    _ اسمع يا حسين ... (قالها بنبرة فيها حدة) ... بتطعمني لحم و بتشبعني و للا هسع بصيح على اهل القريه و اقول انه ناقتك محلقمه (اي مذبوحه من الجهة العليا للرقبه و في عرفهم ان ذلك محرما) شو قلت ؟
    _ صيح خيوه زي مابدك ... ظانا ان ابو كرمه لا يفعلها ...
    ... استدار ابو كرمه و رفع صوته مناديا : يا اهل القريه ! يا اهل البلد ! ترى ناقة الحاج راشد مح ... و قبل ان يكمل كلمة محلقمه كان الحاج راشد يضع يده على فم ابو كرمه و قد اسقط بيده و قال له : اسكت اسكت !! روح اوكل قد ما بدك ... بس سمي بالاول
    _ اعطيني عرام ملح يابو نجيب
    ... اخرج ابو كرمه من جيبه "موس الكباس" و سمى الله و بدأ يقطع اللحم و يتخيره ويرشه بالملح و ياكل بينما الحاج راشد يضرب كفا على كف و يتافف ...
    _ بكفي با بو كرمه ! شو صارلك شهر مش ماكل ! بكفي !
    _ بدي اشيع خيوه ، لد ع جنب
    _ صرافه اتصرفك لا بتشيع ولا بتقنع
    ... اكل ابو كرمه حتى شبع و نهض قائلا : يخلف عليك يابو حسين ، و ابتعد بضع خطوات و التفت الى الحاج راشد ...
    _ و الله اني خايف يابو حسين انه ناقتك محلقمه !!
    -72 الطُشّي" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    تجمهر الطلاب حول آذن المدرسة ابو نصره باعناق مشرئبة و انظار مصوبة لشفاهه الغليظة و هو ينادي بصوته المبحوح باسماء الطلبة وفق كل ورقة من الاوراق التي يحملها بيده ، فقد كان يوزع شهادات الفصل الدراسي الاول للصف الرابع الابتدائي ... كان عليوه ينتظر النطق باسمه بلا مبالاة او اهتمام ، لقد كان يعرف النتيجة مسبقا ... تقدم ببطئ وتثاقل و اخذ شهادته و لم يكترث لتعليقات ابو نصره ... وضعها في كيس كتبه من غير ان ينظر اليها ، و قفل راجعا للبيت ...
    كان يمشي بطيئً غير آبه ببرودة الطقس و لا باقدامه التي تغوص بالوحل احيانا او تنزلق على طين الشارع ... كان فكره مشغولا بمواجهة امه و تعنيفها له على اهماله لدراسته و اضاعة وقته ، و اشغل فكره اكثر خاله ابو كرمه و كيف يكون عقابه له ...
    ولج باب غرفة العائله وهي كل بيتهم بالاضافة "لخشة" بقرتهم و "خم" الدجاجات ، وقف بعتبة البيت و رمى كيس كتبه على حصيرة ممدوده بلا عناية و سط الغرفه و استدار ليخرج الا ان صوت امه اوقفه ... كانت مضطجعة امام "كوارة" الطحين ...
    _ وين بدك تروح بهالسقعه ؟ فوت جاي !!
    نزع حذاءه و جلس بعيدا عن امه في الجهة المقابله يعدّ نفسه لاستقبال غضب امه و سيل شتائمها ...
    _ مالك ؟ مش عادتك تفوت من غير قردنه ... شو فيه يا ولد ؟
    _ ولا شي
    تململت اخته يسرى
    _ يمه ! يمه! اليوم بطلعن الشهادات
    _ ايوه عمنك لبدت ... هات اعطيني شهادتك
    _ بالكيس
    _ طوليها يايسرى تشوف هالقصيف قديش جاب
    اخرجت يسرى شهاد عليوه من الكيس و ناولتها لامها
    _ قرب جاي ... تع اقراها
    _ شو بدي اقرا
    _ اقرا الشهادة ... شو يدك تقرا قصة الزير
    نظر عليوه لشهادته و كما توقع فهو الاخير على صفه و لم يتكلم
    _ و لك يا قاروط ما تحتشي ... قديش جبت ؟
    استندت يسرى و قالت محتده :
    _ شايفه عاد لونكو قريتوني تشان اني قريت شهادته التش
    _ بتقوليلي هالحتشي ليش ما تروحي ع عقبر ابوتش تقوليله ... الناس اللي ما قروش البنات خايفين قال يصيرن يكتبن رسايل للشباب ... هس شوبدي بهالحتشي قديش شهادتك ياولد ؟
    _ يمه !! سقطت ... اني الاخير ع الصف
    _ شو شو ... سقطت يابن فالح ... مكيف ع حالك ... ها يمه سقطت و الاخير كمان ... يعني الطشّي ... عفيه عليك قاط كل ولاد صفك قدامك ... يا قروط البين شو ناقصك ... تفه عليك يا هامل يا ذايح ... شاطر بس بلعب الدواحل ... و تقللي يمه و ين الفخه ؟ واني اقلك ياولد اقرا ... بتقول يمه اني بنصب الفخه اوبقعد اقرا ... تقعد ع بطنك جاجه عوره و حيه جربه ... طيب بس يجي اخوك احمد من الجيش لخلّيه يمرغك بدن تشوف فيه انجوم الظهر ...
    و استمر سيل الشتائم من امه الى ان دخل عليهم بشكل مفاجئ ابو كرمه ...
    _ مال صوتش ياختي يا زريفه طالع للشارع ؟ شو فيه تشفالله الشر ؟
    _ ولاشي خيوه ما في اشي بس المسخمط عليوه ساقط بالقرايه
    بلا مقدمات نزع ابو كرمه "عقاله" عن راسه و هجم على عليوه يضربه بلا شفقه ... عليوه يصرخ و يوللو و قام من فوره و هو يهرش جنبيه و اختبئ خلف امه ... تحركت عاطفة الامومه في قلبها ...
    _ خلص خيوه صلخت جلد الولد بعقالك .. بكفيه
    توقف ابو كرمه عن ضربه شفقة على امه لا عليه ، اما اخته يسرى فقد طاب لها ذلك لكثرة مشاكسة عليوه لها رغم انها اكبر منه سننا ... و قالت :
    _ اهريه ياخالي اهريه بستاهل ... امرمرنا و مغلبنا بكل شي
    هدا ابو كرمه قليلا و احس بحرارة جسده ترتفع رغم البرودة التي تلف المكان و خلع معطفه الجيشي بعد ان اخرج من جيبته علبة الهيشي و "القداحه" و جلس يلف سيجارة باصابعه المرتعشة من الانفعال ... هدا الجميع و بدأ بينهم حديث اخر ... لم تمضي دقائق معدودة حتى قرّب عليوه فمه من اذن امه قائلا :
    _ وين دواحلي يمه ؟!
    -73 قلادة ذهب" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    حدثني بهذه الحكاية الصديق شاكر مراشده ابو شريف ... قال :
    لم يكن عمري حينها يتجاوز السبع سنوات ، ولم اكن اطمع من دكان والدي (ارفاعي المراشده) عليه رحمة الله باكثر من حبتين "امطعّم" او كمشة "مخشرم" او "شوية" بزر ، لكن في ذلك اليوم اكتفيت بحبات "عجوه" من "الشلو" الموضوع على طاولة خشبية بجانب الميزان ، اكلتها و جلست على شوال السكر اراقب والدي و هو ينظّف "بز" سيجارته الاسود ، ومن ثم "لف" سيجارة هيشي ادخلها فيه عنوة و اشعلها و راح ينفث دخانها في فضاء الدكان الضيق حيث لم تكن تتجاوز الثلاث "فحجات" طولا و كذلك عرضا و قريبا من ذلك ارتفاعا ... في تلك الاثناء دخل للدكان احد ابناء جيراننا و كان يصغرني بعامين تقريبا و راح يتأمل بناجر "حلو المطعّم" و "المخشرم" الموضوعة على الرفوف خلف والدي ، و تقدم قليلا يتفقد اكياس الورق و محتوياتها على الرفّ الاسفل و من ثم نظر للرف الاعلى و قال لوالدي "شو هظلاك" فادار والدي "بز" سيجارته لجانب فمه و قال "بنانير وجنبها قزايزها"... و استمر ذلك الطفل يتفقد بضاعة الدكان من "نكاشات و فالات الببور" حتى دفاتر السجاير "الشام و الاتومان" و "سطلية الدبس" على الطاولة ، و بان كأنه حائر ماذا يشتري او ناسيا ما اوصته عليه امه ، الا انه بعد صمت و بحركة مفاجئة اخرج من جيبه "قلادة من ذهب" اعطاها لوالدي و قال "اعطيني بيها قضامه" ... علت الدهشة وجه والدي قليلا و من ثم ابتسم و مد يده لكيس ورق خلفه و وضع "كمشة قضامه" في جيب الطفل و اتبعها بثانية من "كيس البزر" وضعها في جيبه الاخرى و قال له "امشي روّح عداركو" ...
    رغم فقر والدي في ذلك الزمن و "قلّة حيلته" الا ان قلادة الذهب لم تغريه ... قلادة ذهب بها ما يزيد عن عشر قطع "رشادي" من الذهب "العصملّي" تساوي مبلغا كبيرا يجعل من اي فقير ثريا في ذلك الزمن ... قلادة ذهب جاءته على طبق من ذهب ... كان بامكانه اخفاءها و من ثم التصرف بها كما يشاء ... لكن عفة نفسه و امانته لم تجعله حتى يفكر بذلك بل قال لي "روح ناديلي فلانه" والدة ذلك الطفل الذي جاء يشتري بقلادة ذهب "شوية قضامه" ...
    جاءت تلك المرأة و هي تضرب كف بكف و تولول و تشتم ابناءها و تمتم "قواريط البين فاضحينا ، ما بخلوا حدا من شرهم ، الله يقصف اعمارهم كل يوم بعملولنا فنتك مع الجيران ، ...." لقد كانت تظن ان مشكلة ما حصلت بين ابنائها و اخواني ، فلم نكن على وفاق معهم و كثيرا ما تقع بيننا اشتباكات و صدامات دامية احيانا ، الا ان والدي فاجأها بهدوئه و قال مبتسما بعد ان رد تحيتها "ضيعتي اليوم اشي ؟ فقدتي اشي ؟" فاجابت بالنفي ، و لم يتوانى والدي ان رفع القلادة امام ناظريها و قال "هاي التش" ،ما ان رأت قلادتها حتى شهقت و وضعت يدها على صدرها و قالت "عزا !! شو جابها لهون ؟" ...
    ناولها والدي قلادتها قائلا "ديري بالتش يا عمي ، الزغار ما بتأمنلهم" ... استدارت و هي تشتم ابناءها و تدعوا لوالدي "الله يخلي ولادك يابو محمود ، الله يرزقك رزق الحلال" .-
    -74 هون ... و هناك" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    بعد جولة منذ الصباح مع بعض اصدقاء الطفولة في كروم سوم الشمالية بحثا عن اعشاش العصافير عدت لبيتنا بعد الظهيرة خائر القوى "اسبح" بعرقي من شدة حر ذلك اليوم فيما كانت هيئتي "مهلهلة" فالقميص جهة منه "تحت البنطلون " و جهة فوقه مع مزع به يتجاوز العشر سنتمترات، و كانت احدى رجليّ البنطلون مكفوفة لغاية الركبة و الاخرى تغطي كعب رجلي من الخلف مع اهتراء بها كونه اطول من مقاسي قليلا ، و اجر بقدمي حفاية بلاستك "شبشب" رُبطت حمّالة فردة منه بخيط "مصيص" و الاخرى مهترأة من الخلف فربع قدمي ينتعل الارض ...
    قبل ان اجلس داخل الغرفة بادرني ابي عليه رحمة الله بالسؤال التقليدي : و ين باقي يا ولد ؟ و اجابته الجواب التقليدي : هون يابا ... و على مايبدو لم يكن السؤال و كذلك الجواب تقليديين !! ... "هون" كانت تعني انني قريب من البيت داخل حدود الحارة و الجميع يعرف معنى هذا المصطلح فبدل "هنا" نقول "هون" ... و طبعا لم اكن "هون" فمن حام كروم القرية و حواكيرها بالتاكيد "مش هون" لذلك لم يكن سؤال والدي ايضا تقليدي فقد شكاني و رفاقي لابي قبل عودتي للبيت "الحاج ..." عليه رحمة الله كوننا كسرنا قفل غطاء بئره صباحا حتى نتمكن من ارواء عطشنا ... لم يمهلني ابي ولو لثواني بل كانت "كتله مرتبه" و مع كل كف او "كماد" كان يقول : لعاد هون !! لعاد هون !!
    لم تمضي ايام و عدنا بجولة اخري لنفس المناطق و مررنا بنفس البئر و انتقاما من صاحبه لم نتوانا عن كسر القفل الجديد و غطاء باب البئر كاملا و هربنا بعد ان سمعنا "الحجي" يتهدد و يتوعد ....
    ايقنت ان "الكتله" لا بد منها فتاخرت لما بعد عصر ذلك اليوم حتى عدت للبيت و دخلت غرفة جدي و جدتي عليهما رحمة الله كي احتمي بهما فيما لو حاول والدي ضربي كالمرة السابقة ... لسؤ حظي و جدت ابي عند جدي و جدتي و نفس السؤال : و ين باقي يا ولد ؟ و للفور تذكرت "هون" و ما جرّته عليّ من ويل فقلت : بقيت هناك ... لم يتوانا والدي عن "حل الزنار" هذه المرة ، ومع كل "زنّار" كان يقول : لعاد هناك !! لعاد هناك !! ... و حينما زاد معدل "كتلة هناك" عن "كتلة هون" السابقة و لم يتمكن جداي من الدفاع عني صرخت باعلى صوتي : يابا بقيت هون مش هناك !!
    و كأن عبارة "بقيت هون مش هناك" اعجبت والدي فراح يضحك و اخلى سبيلي ... لكن بعدما "صبّغ اجنابي" !!!!!!!!!!!
    -75 افرهول جديد"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    لا يذهب ذهنك اخي القارئ لافرهول السياره ، بل هو افرهولي ...
    قبل ان يتم ابي عليه رحمة الله قوله "جبتلك معي من اربد افرهول و سندل"، الا وكنت ارتديهما و خرجت و لم التفت لقول امي عليها رحمة الله "ياولد خلّيني اغسلك الافرهول من ريحة الشماشير" ... توجهت من فوري لمنطقة "تينة السوق" حيث "المحفرة" التي كانت مليئة بماء المطر حتى صارت بركة نستمتع بخوض مائها العكر ، و كنا في نهاية فصل الشتاء ، تبخترت بمشيتي بين الاطفال فرحا بافرهولي الجديد و صندلي البلاستك الابيض و انا ادور حول البركة و زادني زهوا به قول احدهم "يا الله افرهولك بوجّ وجّ" و كان من النوع "اللميع" كما كنا نقول ...
    حضر للمكان فتاتان اكبر منّا سنا ، و انهت احداهما استعراضي بقولها "معي قرش بدي ارميه بالبركة و اللي بلاقيه يوخذه" و القت القرش في منتصف البركة فتدافعنا نخوض مائها و كل منا يامل بان يكون القرش من نصيبه ... كنا جميعا مابين جادٍ على ركبتيه او جالسا القرفصاء نسوط بايدينا الوحل بقاع البركة يغمرنا ماؤها البارد الذي شابه الطين حتى صار لونها احمر فاتح ... اعلنت فوزي رافعا يدي مطبقة على القرش قائلا "هيوه ، لقيته"و خرجت مسرعا من البركة فرحا بالقرش ...
    تنبهت لافرهولي الذي كان ملطخا بطين رخو شبيه بالمرق و الماء يتماصى منه و من كل جسدي فاغتمّت نفسي خوفا من عقاب ابي ، و عدت لبيتنا ارتجف من البرد و دخلت غرفة جدي و جدتي عليهما رحمة الله قبل ان يراني ابي فصرخت جدتي بي حين رأتني قائلة "شو هاظ يا مشحّر، روح غيّر وعيتك بسرعة" فقلت لها "ياجدّه ياجدّه قومي معي هسع ابوي بذبحني من الكتل" ...
    قادتني جدتي من يدي و كنت طفلهاالمدلل لغرفتنا و قالت لابي "اوعى تمد ايدك عليه ترى" وكانت لها سطوة عليه لاحترامه لها فلم ينبس باي كلمة سوى بعض نظرات غضب يرمقني بها فيما امي نزعت الافرهول عن جسدي المرتجف و لفتني ببطانيه قائلة بصوت فيه عتب و غضب "اقعود هون حتى اسخنلك ميه و احممك" و فيما كانت تضع الليفة و لوح الصابون "مفتاحين" في اللقن نهضت و اخرجت القرش من جيب الافرهول و قلت لجدتي :
    خبيلي اياه معك ياجدّه ...!!
    -76 "فراط الزيتون"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    فراط الزيتون ، حكايات مواسم تتكرر كل عام ، ليس هو بحديثي ... لكن يتخلله حديثي ...
    في ما قبل عام ال 2000 كنت "فرّاط زيتون" ، لموسم واحد ، لم افعلها قبله و ما فعلته بعده و لن اعيدها باذن الله ...
    خمسة كروم في موسم واحد و الاجرة "مقاطعه" ... "وقّف فرّيطه ، جيب فرّيطه ، ودي فرّيطه ... بالاخير المفرّق طلع مطرّق" ... ما علينا الرزق على الرزاق ...
    كلما جاء موسم "الفراط" تعود لذاكرتي مواقف ما نسيتها ...
    يوم ، يومان ، ثلاثة ايام ... "ماشي الحال" ... بعدها تشققت اصابع يدي ، و نزف الدم منها ، و اصبح من الصعوبة بمكان ان اواصل "فراط" الزيتون ... لبست "كفوف" من تلك التي يستعملها عمّال "الباطون" ، و سرعان ما "تهتري" قبل نهاية اليوم فاشتري غيرها ، و وجدت "الشغله مخسّره" فابتكرت و سيلة جديدة اقل تكلفة ، اشتريت كمية من "لفّات اللزيق الورق" عرض ٢سم و رحت كل يوم صباحا الف جميع اصابعي "بلزيق الورق" كل اصبع على حده حتى ما بعد الظهر فانزعها من اجل الوضوء ، و بالطبع يكون "اللزيق" قد تمزق الى حد ما و اعيد الكرة من جديد ... و "على هالحال مشينا" ... لكن ابني محمد (حموده) و قد كان عمره بحدود الاربع سنوات ، كان يطلب مني ان الفّ اصابعه "باللزيق" مثلي تمام ، كل يوم مرتين ، و يلح في ذلك بكاءً حتى انصاع لطلبه ، فهو آخر العنقود ، "مدلل"، و كثيرا ما يزعجني بطلباته اثناء العمل مما فتح لخالي ابو قاسم امد الله بعمره مجالا للاستهجان من صبري على "حموده" ومن ثم انهالت عليّ تعليقاته اللاذعة ، الى ان كان يوما يتجول بين اشجار الزيتون و يحمل على رقبته "جواد" ابن ابنه قاسم و وهو في مثل سن ابني "حموده" او اقل قليلا ، و كان خالي يلاعبه و يصيح "يامن يشتري الجدي" و يرد جواد بقول "باااااا" مقلدا ثغاء الجدي و يكرران ذلك ... ما ان رايت خالي هكذا حتى هبطت من على الشجرة و رحت اركض نحوه و قلت له "شاطر اتعلّق علي عشان حموده ، شو لعاد اللي بتسويه لجواد ؟!" فضحك ضحكته الجميلة و قال معك حق "ثلثين الولد لخاله" .
    -77 قرّيص جاج" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    كنا في الصف الثاني الابتدائي و كانت غرفة صفنا عباره عن "خشه" مبنيه من الحجر و الطين و تبعد عن مبنى مدرسة سوم حوالي (300م) وتفصل بينهما منطقة "البيادر الغرابا" و نادرا مانسمع جرس المدرسة ، فيما كان معلم واحد "ماخذنا مقاوله" فيدرسنا كافة المواد و هو الاستاذ ابراهيم كنهوش ابو عدنان عليه رحمة الله ...
    ذات يوم و بعد انتهاء الحصة الثالثة و بداية الفرصة نادتنا صاحبة "الحاكوره" المجاورة لغرفة الصف و قالت : ولكو يا مقاطيع مالكو عن هالقريصات اللي بالحاكوره ، ما تحشوهن و توكلوهن ... بالتاكيد لم تكن دعوتها تلك شفقة علينا و لا لسواد عيوننا انما "لتعشيب الحاكوره" ... لم نخيب ظنها فتقافزنا من فوق "سنسلة" الحاكوره وما هي الا دقائق حت كان كل "القرّيص" النابت في الحاكورة اكواما بجانب "السنسله" ... حمل كل طالب منا "عبطة قرّيص" و عدنا لغرفة الصف و بدأنا "بتشريطه" اي نزع اوراقه تمهيدا لاكل "عروقه" (العرق هو ساق النبته) و كان احد الطلاب واقفا خارج الباب يرقب قدوم الاستاذ ابراهيم للحصة الرابعه الا انه غفل عن المراقبة لانشغاله باكل "القريص" و لم ينبهنا الا و كاد الاستاذ يصلنا فاسرعنا لتخبئة ماتمكنا من "القرّيص" داخل دُرجات المقاعد الصفية و وضعنا ما "شرّطناه" باكياس كتبنا ...
    اصاب الذهول استاذنا مما رأى عندما دخل غرفة الصف ، فقد كانت ارضيتها مغطاة باوراق "القريص" و "دلاغيمنا خضرا خضرا" من اكله فاحمرت عيناه و انتفخت اوداجه من شدة الغضب وعاقبنا جميعا بضربنا واحدا واحدا بعارضة خشب كعادته ينزعها من اي كرسي يجده ، وكان الضرب على الاكف و "القفا" مع مسباته المشهورة كقوله : يلعن قصبة اخوعمّك الاولاني ...
    خرج الاستاذ من غرفة الصف بعد ان امرنا بتنظفيها و تركنا ما بين بكاء وضحك ... لقد كان الالم شديد من عقاب الاستاذ و "رعَيان" اشواك "القريص" فقد اكتشفنا ان نصفه كان "قريص جاج" .
    -78 علي" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    روى لي هذه الحكاية الاخ الفاضل علي معابره ابو راكان .
    - علي !! ... يا علي !! ... تعال يابا يا علي !!
    ما ان دخلت حوش الدار حتى ناداني والدي عليه رحمة الله ، احترت ، احسست ان نغم صوته يشوبه غضب ما ، لا بد ان اختى التي تكبرني بعامين قد شكتني له ، لقد "اكلت مني كتله مرتبه" كالعاده ، و لم اعد اذكر السبب ، و ربما لم يكن السبب مهم ، فقد كنّا اطفالا لم يتجاوز عمري حينها الثماني سنوات ، و كانت حياتنا اشبه بحلقات مسلسل الاطفال "توم و جيري" ، لقد كنّا "روسيّه" كما يقال ... مشاحنات ، مقالب ، عراك ، ... كانت تستغل حضور والدي لتغيضني بكافة اساليب الولدنة و هي تعلم اني لا استطيع الرد الفوري عليها ، فوالدي يحبها كثيرا و يدلّلها كثيرا و كثيرا ما ينحاز لها ، لكني كنت استغل غيابه عن البيت لانتقم منها ...
    احترت ، هل اهرب سلفا ؟ ام اذهب لوالدي و كلّي ثقة ان العقاب لا مفر منه ؟ ... و كيف اهرب و هو لم يبدي لي اي تهديد !؟ ما عذري !؟ ... وجاء صوت امي اطال عمرها لينهي حيرتي قائلة "رد على ابوك ياولد" ، بالطبع لم تكن تعرف بالموضوع و الا ساعدتني على الهرب لانها تنحاز لي نسبيا ...
    - نعم يا ... با... لم اكملها الا و يده الشمال تمتد لتطبق على عنقي و باكوره فوق رأسي ... لقد كان غضبه شديدا ، فاختي مازالت بعض "خموش" من اظافري على وجهها ... تملصت سريعا و قفزت بعيدا عنه قبل ان يهوي بباكوره عليّ ...
    "يا قليل الحيا ، يا هامل اني مش قلتلك ممنوع اتمد ايدك على اختك ، ولك هاي ضلع قاصر، هاي اختك ، ليش تكتلها ، بورّيك ، و ين بدك اتروح يعني ، مرجوعك عندي ..." و لّيت هاربا و هو يشتم و يتهدد و يتوعد ...
    كان الوقت مابعد العصر ، قضيت باقي يومي في بيت اختي الكبيره "صبحا" ام علي ، و بعد الغروب عدت لبيتنا بصحبة علي ابن اختي و هو من سنّي و حجمه كحجمي ، تسللت و اياه لغرفتنا بعد ان تاكدت ان ابي خرج من البيت ، سألت امي : وين ابوي ؟ قالت : راح يتعلل عند عديله ، بتحلّفلك و قال بس يقضبك ليطعمك كتله تنام جمعه بالفراش" ...
    لقد اوهمها والدي انه ذاهب "يتعلل" عند عديله ، و ذلك لاطمئن و اعود للبيت و "يقضبني" ... و بالفعل انطلت حيلته عليّ ، و قلت "ما برجع من التعليله الا اني نايم بسابع حلم ، و ما رح يكتلني واني نايم " الا انه بعد ان صلّى العشاء عاد للمنزل ، و لا ادري كيف سمعت "حَسَفِه" في حوش الدار فخرجت لاستطلع الامر و اذا به على بعد خطوات من باب الغرفة ، و سريعا اغلقت الباب بالمزلاج و "نفخت" على البنوره فانطفأ ضوءها ، و دسست نفسي تحت "مطوا الفراش" اترقب و انتظر ...
    راح والدي يطرق الباب بعنف و يتهدد و يتوعد ، و اقسم يمينا على امي بانها اذا لم تفتح الباب سيطلقها ، فانصاعت المسكينة و فتحت الباب ... اندفع داخل الغرفة المعتمة يغلي غضبا عليّ ، و راى شبح علي ابن اختي فهوى عليه بالباكور ضربا ، و صاح المسكين علي "اني علي يا جدي" ، لقد سمع لفظة علي لكنه ربما لم يسمع لفظة "يا جدي" فقال "ايوَه ، مني عارفك علي ، اني مين بدي اكتل غيرك ياعلي" ... و "صبّغ اجناب علي ابن اختي ، اهراه هري بالباكور ، كل اهل الحاره سمعه صياحه و عياطه" ...
    كنت اراقب من تحت "المطوا" ، تحينت الفرصة و انسللت سريعا فارا من الغرفة للخارج ... هنا انتبه والدي للامر و قال "لعاد مين انت ولك ؟" فرد علي و هو يأن من الالم "اني علي ابن بنتك ياجدي مش ابنك" ... احتضنه والدي و راح يعتذر له و يتوعدني ...
    غاب علي ابن اختي اسبوعا كاملا عن المدرسة و هو طريح الفراش ... فيما توسّط لي الجيران و اعادوني للبيت على شرط "ما اعيدها" .
    -79 ريتا ... ١" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    ذات ليلة اجتمع "شلة ختياريه" يتسامرون بجانب كومة عالية من التبن على بيدر ابو كامل في طرف الحارة من الشرق ، تدور فناجين القهوة السادة بينهم و يتلذذون بطعم "البسكوت و الراحه" اكلتهم المفضلة في مثل هذه التعاليل ، و دوائر دخان الهيشي فوق رؤوسهم تعكس نور القمر الساطع ، و ربما كان في تلك الليلة هو "قمر الحصادين" ، و من بعيد تسمع ضحكاتهم او "قحة" احدهم اذا ما كانت "سكارة الهيشي" من عيار "خمسه او سته عقده" ، و كان يجلس حولهم بعض اطفال اعجبهم "تنصيف الختياريه" و كذلك طعم "البسكوت بالراحه" ...
    اثناء ذلك مرّت ريتا مسرعة بجانبهم فهب طفل واقفا يناديها "ريتا ، ريتا" ، التفتت له برأسها لحظة و تابعت ركضها غير آبهة به فلم يكن صوته يشبه صوت دركل صاحبها الذي مرّ راكضا بعدها بثواني قليلة ، فربما كانا عائدين من مغامرة ما ...
    - امنين هاظ الولد اللي بركض و قدامه تشلب زغير ؟ ... سأل ابو كامل الطفل الذي نادى ريتا
    - هاظ دركل و تشلبته ريتا ياعمي
    - ولك كل اسمه دركل ؟
    - لا ياعمي اسمه يونس بس لبقه دركل
    - ابن لمن هاظ يونس ؟
    - ابن عاشه ياعمي اللي ابوه بدز عربايه بالسوق
    هز رأسه ابو كامل و راح في لحظات صمت ، فقد جمّع خيوط حكاية لديه ...
    كان دركل ياتي للبيدر كل يوم مرة على الاقل و معه كلبته ريتا و كيس صغير لا يتجاوز طوله الثلاثين سنتمترا يملؤه تبنا و يحكم رباطه على ظهر ريتا و يمشي عائدا لبيتهم و هي تمشي بحملها خلفه ، و اذا صادف ان اتى احدهم للبيدر اثناء ذلك كان سريعا ما يربطه على ظهر ريتا و بكفه يلسعها على مؤخرتها فتركض مسرعة نحو بيتهم التي باستطاعتها العودة له اينما كانت ، فيما هو يهرب باتجاه معاكس ...
    ظن ابو كامل ان عند اهله الولد خروف او منوحة يطعمها التبن الذي يسرقه كل يوم و قد صادفه كثيرا ، و لم يتوانا في صباح اليوم التالي ان ملئ "خيشة تبن" و رفعها بمساعدة زوجته على ظهر الحمار ...
    - وين بدك بخيشة التبن يا حجي ؟ ... سألت ام كامل
    - بدي اوديها لدار عاشه ، بجوز عندهم منوحه و مش قادرين يطعموها ، الله يعينهم جماعه طفرانين
    توجه لبيت "عاشه" القريب منهم ، و دخل مع حماره "بخيشة التبن" من باب الدار العريض ...
    - يا اهل الدار ! يا اهل الدار ! ... نادى بصوت عالٍ
    اطلت عاشه من باب الغرفة الوحيدة لديهم و شاهدت ابو كامل و حمله في حوش الدار ...
    - اتفضل يابو كامل ، اهلا و سهلا
    - لا ياعمي ، بدي اروح ، جبتلكو خيشة تبن اطعموها لمنوحتكو
    صفنت عاشه قليلا وردت
    - يا عمي يابو كامل ، و الله ما عندنا منوحه و لا جنس الحلال كلّه ، ما في غير هالجاجات بسوطن بقاع هالدار
    - لعاد لويش ابنتش اللي معه تشلبه كل يوم بيجي عالبيدر و معه كيس زغير بعبيه تبن و بوخذه ؟
    استدارت نحو باب الغرفة مناديه ...
    - يا يونس ، و لك يا دركل طِل علي جاي
    - نعم يمه
    - بدي افهم لويش بتسرق تبن من بيدر ابو كامل ، خايف على الجمال عندنا ؟!
    خطت نحوه خطوتين و قبضت اذنه تفركها بين اصابعها ...
    - قلّي يا سويد الوجه ، و ين بتروح بالتبن اللي بتجيبه ؟! تايجي ابوك من السوق لخلّيه يترفشك
    اخذ يأن من وجع اذنه و اصابع امه تزداد صلابه على اذنه
    - هظاكهن التبنات اللي جبتهن بجنب الفرن ، بدي اعملهن فرشه مشان ريتا تنام عليهن بالليل
    كانت كومة تبن صغيرة تلك التي جمعها دركل ...
    ضحك ابو كامل و افرغ "خيشة التبن" فوق الكومة الصغيرة قائلا "خذ كمان هظول للست ريتا" ...
    ما ان خرج ابو كامل من الدار حتى تناولت عاشه فردة حذاء قذفت دركل به فأخطأته فأتبعتها الثانية و هي تتهدد و تتوعد ... اما ريتا التي كانت تراقب ما يجري لم يهن عليها ما جرى لدركل فجرت نحو الحذاء و كأنها عرفت انه حذاؤه فحملت بفمها احد الفردتين و وضعتها امام دركل ثم احضرت الثانية بنفس الطريقة ....
    جلس دركل على حافة "المصيف" و نسي التهديد و الوعيد فقد نبهته ريتا بفعلتها لشئ ما .... ستعرفه في الحكاية القادمه .......... يتبع
    -80 ريتا ... ٢"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    صباحا ، وجدت جارتنا ام محمود فردتي "حفايه" ليست من احذية اهل بيتها ، و بنفس الوقت لم تجد "حفايتها" ، تاملت فردتي "الحفاية" الغريبة فوجدتهما مختلفتان لكنها عرفت صاحبة احداها ... حملتهما و جاءت لبيتنا ...
    - ام عمر ، هي يام عمر !! ... لم تسمعها امي ، كررت النداء بصوت اعلى ... بدريه هي يابدريه !!
    سمعتها امي من داخل الغرفة فرفعت صوتها ...
    - فوتي يام محمود
    - لا ياخيه ، طلّي علي شويه
    خرجت امي من باب غرفتنا
    - خير يام محمود ؟!
    رفعت احد فردتي "الحفايه"
    - هاي مش فردة حفايتتش
    تفقدت امي فردة "الحفايه" و تفقدت كل الاحذية و الحفايات امام باب البيت
    - تشنها فردة حفايتي ، وين لقيتها يا غبصه ؟
    - لقيتها بتكوش مع كنادرنا بمصيف البيت ، بس الفرده الثانيه هاي لمين ؟
    - يي ، هاي فردة حفاية عمتي ، تشنو هالقصيف عمر لبسهن بهالليل وراح عند ولادكو و نسيهن ، هالمقطوع معقول رجع حافي
    - لا لا ، اني مالقيت حفايتي تشنّه لبسها وروّح فيها
    التوحت امي لجهة الباب مناديه
    - عمر ، يا عمر ، قوم ياصبي قوم ، تعال لهون
    استيقظت على صوت امي ، نهظت من فراشي و اتجهت نحو الباب كمن يسير نائما اثناء الحلم ، و اخذت "افرفك" عينيّ لأعي ما يجري ، اشارت امي لفردتي الحفايه
    - ولك انت البست هظول بالليل يامصخم و انسيتهن بدار ابو محمود ؟
    فركت عيني ثانية حتى اتبين الى ماذا اشارت ، لكني لم استوعب مقالها ، "قرصتني" في خدي
    - ولك ياقروط البين اصحى ، انت رحت تعللت عند محمود امبارح ؟ وانسيت الحفاية هناك ؟ طيب بيش ارجعت ؟
    استوعبت الامر بعد "القرصه"
    - لأ يمه ، اصلن اني بقيت عالبيدر عند الختياريه ، و كنت لابس شبشبي
    - لعاد هظول شو وداهن عدار ابو محمود ؟
    - شو بدريني ، اني باقي ناطور حفايات
    استدرت داخلا لاكمل نومي فيما خرجت ام محمود تبحث عن حفايتها في بيت آخر ...
    بعض بيوت اخرى فقد اهلها بعضا من احذيتهم فيما وجدوا احذية غريبة عندهم ، و تكرر المشهد ، لكن كل صباح تتسع الدائرة حتى شملت معظم بيوت الحارة ، فبيت يفقد اهله حذاءَ او فردة منه و يجد غيره و ربما يجد احذية زيادة من غير نقص باحذية اهل الدار ... ذُهل الناس من هذا الامر و غرابته و احتاروا بمن يفعل هذا الفعل ، حتى قال احدهم "ما فيه غيره بعملها ، الساكون اللي بمغارة عبده هو اللي بودي اولاده عالحاره يخربط كنادر الناس " ...
    لكن لم يكن الامر كذلك ...
    لقد لاحظ دركل ان كلبته ريتا ذكية بما فيه الكفاية ليعلمها اي شئ يريده ، فما ان اعادت له حذاءه حين قذفته امه عليه يوم جاء ابو كامل "بخيشة التبن" حتى راح يدربها كيف تنقل اي حذاء من مكان لاخر بين اسنانها و حسب اشارته ، و كانت اول تجربة له من بيتنا و بعض بيوت الجيران ليلا ، و مع التكرار صارت ريتا فنانة بنقل الاحذية من بيت لاخر ، و ربما عشقت هذه الشقاوة كصاحبها حتى انها صارت تخرج لوحدها في وقت متأخر من الليل لتمارس هوايتها و كأنه عمل مقدس و من غير علم دركل ...
    مرّت بعض ليالي اخذت ريتا مجدها فيها ، و "عملت هيصه و زنبليطه" في الحارة مستمتعه "بخربطة" الاحذية ، الا ان الناس صاروا يتحرصون على احذيتهم ، و يخفوها داخل الغرف بعد ان اكتشفوا شقاوة دركل و ريتا ، هددوه بقتلها ، و حاول بعضهم ذلك الا ان صغر حجمها و سرعتها كانت سبب نجاتها ، كما هددوه بالضرب والعقاب الشديد ان استمرت بذلك ، و كان يقسم ان ريتا هي من تفعل ذلك لوحدها ...
    بعد ان صارت ريتا لا تجد اي حذاء في اي بيت تتسلل له حيث كانوا يخفونها ليلا راحت تمارس هوايتها بنقل احذية اهل دركل الى "الخلّه القبليه" .-81 الاحول"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    هي بعض صور مازالت عالقة في الذاكرة و كثير منها باهتة لتقادم الزمن عليها ، لكن الذي اذكره بوضوح تلك المشاعر التي تفاعلت في نفسي اثناء المطارده ، كنت اركض هربا "على مد بطني" و كذلك رفيقاي محمود و سرحان يتبعنا مجموعة اطفال ، جرينا في شوارع و ازقة قرية "البارحه" و هم يطاردوننا ، ما ان يلحق بنا احدهم حتى نروغ منه و نتابع هربنا ، بالطبع كنت اعرف جريمتنا و لماذا كانوا يطاردوننا فقد كان احدهم احول العين "بياع اسكيمو" متجول ياتي الى قريتنا يترزق بها ، كنا نعرفه من نغمة صوته و هو يصيح "اسكيمو بريمو ، بورد يا عطشان" ، نتجمع حوله و نشتري منه بطريقة "الفنّه ، عربي انقليزي" لكن ما قل و ندر ان يربح احدنا منه ، ندفع "تعريفه" ثمن حبة الاسكيمو و يقوم هو برميها عاليا و يمسكها و يضعها على غطاء الثيرموس و يغطيها بباطن كفه و يقول للمشتري "عربي وللا انقليزي" فان قال عربي تتبين انقليزي بعد رفع كفه عنها و العكس تماما فلا ناخذ منه الا حبة واحدة فقط الذي دفعنا ثمنها اما الربح فنادرا و هذا ما كان يغيظنا منه فننهال عليه بتعليقاتنا " ولك عربي بس لانك احول بتشوفها انقليزي ، عيونك بطلن على بعض ، عيونك بلعبن تنس ..." فيغتاظ بدوره و يتوعدنا ...
    و قد نفّذ وعيده فما ان نزلنا من باص البارحه عند المقبره قادمين من اربد نريد العودة لسوم من طريق الوادي حتى لمحنا و توجه نحونا مستهما فقال محمود "ولكو لحول جاي علينا" ، سمعها هو فقال "كمان هون" و رحنا نركض هربا و هو يلاحقنا و كل بضع خطوات ينضم له طفل و اكثر يطاردوننا بالشوارع و الازقة ....
    طبعا تملكنا الخوف منهم فهم اكثر منا و فيهم من هو اكبر منا و ربما تملكنا الندم على سوء معاملتنا له حينما كان ياتي قريتنا ، و من شارع لشارع و من زقاق لزقاق و اذا بنا امام دار مسورة "بسنسله" من الحجارة بها فتحة بعرض المتر تقريبا دخلنا منها لحوش الدار كالمستجيرين باهلها ، و من حسن حظنا ان امرأة كانت بالحوش فقالت "مالكو ياخاله ؟" فقلنا "هظلاك لاحقينا بدهم يكتلونا" و طبعا جميعهم وقفوا باب الدار فامرتهم بالانصراف و لم يدخلوا الا صاحبنا الاحول كان يتقدم نحونا ببطئ و ينظر للمرأة فقالت له "شو بدك فيهم ولك ؟!" فقال "هظول يمّه اللي بظلو يحتشو علي لما اروح على سوم" ، و اسقط بايدينا حينا عرفنا ان هذا بيتهم و هذه المرأة هي امّه ...
    صكّت اسنانها و قالت "و الله لولاكو صرتو فايتين هالدار لخليه يقزّع ارقابكو" و "مسحت فينا الارض بهادل" و قالت "يللا امشو روحو و اذا حدا منكو بحتشي عليه لخلّيه يترفش ابطنه" ...
    استدرنا خارجينا مطأطئي الرؤوس و مشى معنا صاحبنا يتوعد و يتهدد و اخرج حربة مفرّزة من احد جهتيها لا ادري اين كان يخبأها راح يلوح بها قائلا "بقظبكو مره ثانيه بفرجيكو ، طيب منتواجه" ، و كأن امه لاحظت تهديده لنا بالحربة فقالت "ولك ارجع جاي انت يا نجس ، شايل حربه بدك تبلانا بالسوميه" استدار وعاد ادراجه و نحن ننظر له شامتين و ما ان تجاوزنا باب الدار بقليل حتى صرنا نصيح عليه "احواااااااااااال ، احواااااااااال " و ولينا هاربين باتجاه الوادي و كلمات امه مازلت ترن في اذني "يا ويلي ما ابلط عيونهم" .
    -82 دلّع كرشك"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    حدثني احد الاصدقاء قال :
    كنت نحيفا الى حدٍ ما ، بل مرّت بي فترة كانوا ينادوني "ابو العصاقيل" لدقة ساقيّ ، و احيانا "يا مقرقد" لنحولة جسدي ، لكن ما ان بلغت الثانية عشر من عمري حتى تكور "كرشي" امامي كمن يضع كرة سله تحت قميصه ، فصار شكلي لافتا للنظر لعدم تناسق "الكرش" مع باقي الجسد ، و صاروا ينادونني "ابو كرش" ، و ربما كان ذلك مرضا لاني لم اكن كثير الاكل ، و حتى لو كنت كذلك فقد كنت كثير الحركة ، لكن ما اذكره اني كنت احب اكل الحجارة فأتخيّر حجارة "التشثان و اقرطها" و لا اوفّر الطباشير احيانا ، فربما كان هذا من اسباب بروز "كرشي" و "خربطة شكلي" مما عرّضني للاحراج كثيرا نتيجة سخرية البعض و تعليقاتهم اللاذعة ...
    لاحظ والدي عليه رحمة الله ذلك و قرر علاجي ... و كم كان العلاج قاسيا مع اني راغب فيه للتخلص من هذا "الكرش" ...
    كان قرار والدي ان اكون "ناطور المقثاة" لهذا العام ، فما ان "اطعمت" المقاثي اثناء العطلة الصيفة للمدارس حتى بٓنا لي اهلي "عريشه" في "مقثاتنا" بمنطقة "الصوّانيه" و قال لي "كل اكلك من هون و هيتش بندوره و خبز بس لمدة شهرين" و تسائلت عن السبب فقال : هذا علاج "كرشك" ، قبلت الامر على مضض ، حتى لو لم اتقبّله كعلاج فانا مرغم على تقبّله كأمر لا استطيع الاخلال به لصرامة والدي ، و كان نصيبي المفروض بداية رغيفي خبز "كماج" من خبز الطابون مع البندوره ، الا انني صرت احصل على ثلاثة ارغفه بعض الايام خفية عن اهلي ...
    كانت الايام الاولى شاقة جدا ، فاصبح شغلي الشاغل نفسيا هو الاكل ، و احسست ان صيام رمضان اهون على النفس من "ورطة" هذا العلاج ، فرمضان شهر واحد و مدة العلاج شهرين ، و الصائم ينتظر المساء ليفطر ما لذ و طاب و انا ممنوع عليّ تناول الطعام ليلا حتى ان نظام الاكل تغيّر في بيتنا ، فقد كانوا يتناولون طعام العشاء قبل ان اعود مساء حتى لا ارى احدا ياكل و اضعف امام ذلك ...
    كرهت البندورة ، كرهت "المقاثي" كرهت "كرشي" اكثر ... صبح مساء بندوره ، حياتي كلها "بندوره ببندوره" ، اصبحت ارى حجارة "الصوّان" الصغيرة بندوره ... احلامي ليلا بندوره ... في فمي طعم واحد هو طعم البندوره حتى فقدت الاحساس بالطعم اخيرا ...
    ما ان مضى اسبوعان حتى تعودت على هذه الحال ، الا انني صرت كثيرا ما اشعر بالدوار ، فقلت لوادي "يابا اني صرت ادوخ" فسمح لي بكوب حليب صباحا قبل ذهابي للمقثاة و بوجبة مما تيسر في البيت اسبوعيا ، و رغم ان ذلك لا يسد نهمي للطعام الذي حُرمت منه الا انه خفف من "الدوخه" حتى اعتدت الامر و بدأت انوّع بالبندورة كالتفّاحيه و البربنديه و غيرها و صرت اقطف كمية كبيرة صباحا و اضعها في الظل حتى لا اقطفها ساعات "الشوب" و اتناولها "حاميه" ...
    مع مرور الشهر الاول لاحظت كما لاحظ الجميع ان "كرشي" بدأ يتضائل تدريجيا حتى انتهى الشهر الثاني و اذا بذلك "الكرش" قد اختفى نهائيا و صار قوامي متناسقا و صرت اكثر رشاقة ، و لم تسعني الدنيا فرحا ....
    حين رُفع الحضر عني قالت لي امي "شو بدك اطبخلك اليوم ؟" قلت لها "آذان الشايب" التي صار اسمها فيما بعد "ششبرك" و كانت من احب "الاكلات" لي ، لكن والدي لم يدع الامر يمر بسلام فقال "دير بالك ، لا توكل كثير، بس تسمعني بطق بالمعلقه على حفة الصينيه بتوقف عن الاكل ، لا تضيّع تعبك بكثرة الاكل" ...
    رحت التهم حبات "آذان الشايب" بنهم و تلذذ و ما انتبهت الا و ابي "بطق بالمعلقه على حفة الصينيه" ، و تظاهرت اني لم اسمع ، فاعاد "الطق" ثانية ، استمريت بتناول "اذان الشايب" و لم اعره انتباها فدق المعلقة بالصينية بكل قوة قائلا "ولك كرشك يا ولد" فصرخت بصوت عالٍ "هاي آذان الشااااايييييييييييب" ....
    "فقس ابوي على ظهره من الضحك" ربما من سعادته بنجاح علاجه .
    -83 طوط و عيد"
    من حكايا الزمن الجميل ... عمر قديسات ابو صهيب
    بين لحظة و اخرى كنت اضع يدي في جيبي ، اعبث بتحويشة العيد ، كانت عشرة قروش بالتمام و الكمال ، بالطبع كانت فراطه ، قروش و تعاريف ، احسس عليها باصابعي ، "اخرخش فيها" ، و احيانا اخرجها لاعدها من جديد ربما للمرة العشرين ... لقد "طجت معي" فهذا اول عيد كانت "العيديات" فيه هذا المبلغ الضخم مما دفعني للتفكير بان ادخره لا من اجل الادخار بل لانه مبلغ لم احلم ان يكون في جيبي ، او "هبِّة" بخل انتابتني على غير عادتي ...
    حبست نفسي بالدار كي لا يغريني فرد الكبسون ابو قرش او الصافره ام تعريفة فيما اذا خرجت للشارع للهو العيد ، فحينا "ابرم" في حوش الدار و آخر ادخل غرفتنا و انبطح على بطني و افرد النقود امامي اتاملها و اعدها فاضع القروش في جهة و التعاريف باخرى و اعد كل على حدا و اجمعها او اسال من كان حاضرا "ست قروش و ثمان تعاريف قديش" ؟ وانا بالطبع اعرف الجواب فقد كنت "بلوة حساب" كما كانوا يقولون لي ، و من ثم اجمعها مع بعضها و اعيد عدّها ...
    لا اريد صرفها لكن المبدأ الذي كنت اطيقه و مازلت "اصرف ما في الجيب ياتيك ما في الغيب" بدا يلحّ علي و بدات اتراجع قليلا عن فكرة الادخار ... و احترت في امري حتى انتبهت لصوت امي عليها رحمة الله تقول "مالك يمه حايص لايص مش داري شو بدك اتساوي بقروشك ، روح اشتريلك اشي اكله او لعّيبيه العب بيها" ... كلامها كان حافزا لي كي اشتري بقسم و ادخر آخر الا انني في الدكان "شقعت اريالتي على تشعب هريسه " من "النصّيّه" التي يضعها ابو رياض على البسطة امامه فاشتريت منها بقرش وضعها لي على ورقة جريده رحت اتلذذ بطعمها و انا اتابع شراء الالعاب ... فرد كبسون وبلبل و قرد رقاص و باقي المبلغ صافرات من تلك المكونه من "قصّيبه" طولها حوالي عشر سنتمترات مربوط باحدا طرفيها بالون محاط بريش طيرناعم و ملوّن ، كنا ننفخ البالون بواسطة القصيبه و ما ان نتركه "يفَش" حتى يخرج ذلك الصفير المميز منها ...
    كان والدي رحمه الله قد غفى على فرشة في صدر الغرفة ولم يحلو لي الجلوس الا بالقرب من راسه حيث فردت العابي امامي و قبل ان افعل اي شئ قالت امي "اوعى اطخ بالفرد و للا اطوّط بطويطياتك ، ان صحّيت ابوك هسع بقبرك توّه نام"
    ... لم استطع المقاومة فرحت اعبث بالعابي و خاصة بالقرد و امتدت يدي لاحدا الصافرات و نفخت فيها حتى انتفخ البالون لاكبر ما يمكن و وضعت اصبعي على طرف القصيبة مغلقا مجرى الهواء حتى لا "تزمّر" فيستيقظ ابي ... من غير قصد سقطت من يدي فاخذت تتلوى كالدوامة من اندفاع الهواء في القصيبة من البالون و استقرت عند أذن والدي مصدرة ذلك الصوت " طوووووووووووووووووووووووووووووووط" فهب ابي مزعوجا فزعا من هذا "الزامور" عند اذنه ... و عينك يا عمر ما تشوف الا النور ... "كتله" كرهت من يومها ذلك "الطوط" اللعين .
    -84 موسم الدواحل"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    كان موسم لعب "الدواحل" ايام زمان يبدأ مع بداية عطلة "نصف السنه" و يستمر حتى بعد العودة للمدارس ... (طبعا هاظ اللي مش قادر افهمه ، ليش لعب الدواحل بس بالشتويه وبايام السقعه و القحيط ، بعز المربعانيه)....ماعلينا ...
    ذات يوم كنّا مجموعة كبيرة من الصبيان نلعب دواحل "المور" امام منزلنا القديم الذي يربطه بالشارع الرئيسي بالقرية (سوم) شارع ضيق نسميه "زقاق" ... كان ذلك بعد عودتنا للمدرسة ... مرّ اثناء انغماسنا باللعب احد المعلمين في الشارع الرئيسي و شاهدنا داخل "الزقاق" بكل صخبنا و ضجيجنا نلعب الدواحل ... فوجئنا بالمعلم و لم يستطع احد الفرار (سابت منا الركب) ، فلا منفذ الا للشارع الرئيسي حيث يقف استاذنا الفاضل او الى حوش بيتنا من خلال البوابة الكبيرة ، و هذا ما لم يجرؤ احد عليه الا انا بالطبع و رغم ذلك بقيت اتابع مصيرنا الاسود مع معلمنا ، فقد كنّا نهرب من الشارع اذا صادفنا اي معلم فكيف و قد ضبطنا نلعب دواحل ؟!
    نادى الاستاذ اكبرنا و قال له سجل اسمائهم جميعا ...
    صباح اليوم التالي و اثناء الطابور الصباحي في ساحة المدوسة برز استاذنا الهمام امام الطابور يحمل بيده ورقة (مسجل عليها اسماء الضحايا) وراح ينادي علينا "نفر نفر" ... قلت للطالب الذي دوّن قائمة المتهمين وكان يقف امامي : ولك اسمي مكتوب ؟ وقبل ان يرد لي جوابا كان الاستاذ يرفع صوته باسمي فخرجت من الطابور بعد ان "نكشته" متوعدا ... اكتمل جمعنا امام الطابور باستثناء الطالب الذي "سجّل اسامينا" فناداه الاستاذ و قال له : ليش مش مسجل اسمك ؟ و قبل ان يرد على الاستاذ استفتح به
    باسلوب "وين الجنب اللي بوجعك" ... اكلها مفروكه ...
    بدا الاستاذ بضربنا بعاصاه (اللي ماتعصاه) بطريقة "افتح ايدك" ... و عند دوري بالعقاب قلت : يتسمح استاذ ؟ قال نعم ، قلت : استاذ هاظ زقاقنا اللي كانو يلعبوا فيه و اني كنت مروّح عالدار لما اجيت انت فردعلي : طيب و قّف عجنب !! فقلت بنفسي : فُرجت !!
    انهى معلمنا عقاب الجميع و استدار نحوي ... و عينك ماتشوف الا النور ...
    كان يضربني بعصاه باسلوب "وين ما اجت تيجي" ...
    اهرى بدني وهو يقول لي : ازقاقكو لعاد !!
    -85 اضحيه" عمر قديسات ابو صهيب
    ... من حكايا الزمن الجميل
    ذات عيد اضحى هلّ علينا توجهت و مجموعة من الاطفال لمنزل الحاج سالم الدغيم عليه رحمة الله لنشهد اضحيته .. كانت جملا او ناقة لا اذكر تحديدا ... ذبحوها و سلخوها و "جرموا" اللحم عن العظم و قطّعوه و "كوّموه" على حصيرة في غرفة اخليت من محتواياتها لهذه الغاية ... وُضع بجانب كومة اللحم ميزان "شقّالي" مثبت على قاعدة من تصميم الحاج سالم المبدع في الابتكارات المتنوعة ...
    اكتظت الغرفة بالحضور صغارا و كبارا ، حضر الجميع للمشاركة و ليأخذ كلٌ نصيبه كما كانت العادة ايام زمان ، فالاضاحي قليلة و اللحم نادرا ما يدخل البيوت ... تزاحم الاطفال وقوفا بجانب كومة اللحم حتى صاح فينا احد "الختياريه" المحتلين لمعظم "زوايا" الغرفة قائلا :
    - ولكو يا قواريط البين ارجعو لورا شويه ، شو اللحم صاير هِجْنِه هالقد ؟!
    و اجابه ختيار آخر ضاحكا :
    - لعاد مش هِجْنٍه !! اي مهو انت ما بتذوقه غير تايدحل ثور بالبطين او واحد يذبح هرش و تديّن منه اكمن رطل للبيدر.
    و تدخل الحاج سالم و طلب من بعض اقاربه ان يقوموا بتوزيع اللحم حسب كشف اسماء بيد احدهم ... راح شخص يضع كمية من اللحم و معها قطعة من سنام الجمل و قطعة "فشّه او كبده" في كيس ورق و يعطيها لاخر كي يوزنها فيما آخر كان يمسك بيد كل طفل و يسأله "ابن لمن انتَ يا ولد ؟" و يعطيه كيس لحم حصته و يقول لحامل الكشف "اشطب اسم ابوه من عندك" ...
    خرجت اركض عائدا لمنزلنا احمل كيس الورق و اتحسس اللحم داخله كل بضع خطوات ، و احيانا افتح الكيس و القي نظرة سريعة على الكمية ... طبعا كان ذلك لقلة "الزَفَر" في ذلك الزمن البعيد ... قبل ان ادخل منزلنا استوقفني و سالني احد اقراني من ابناء الجيران :
    - عمر ! عمر ! شو معك ؟
    - لحمة ضحيه من دار الحج سالم
    - هلا هلا ، بدي اروح اجيب
    - استناني تاعبر لحماتنا جوّه عدار و ارجع معك .
    ناولت كيس اللحم لامي رحمها الله قائلا "هاي ضحيه من دار الحج سالم" و عدت ادراجي سريعا مع رفيقي لمنزل الحاج سالم ، و ماهي الا دقائق وكنا نقف بين الاطفال المتجمهرين حول كومة اللحم ، و نفس الشخص الذي اعطاني نصيبي مازال يوزع على الاطفال و يسال كل طفل نفس السؤال و يشطب اسم والده من الكشف ، و للاسف لم يجد اسم والد رفيقي مسجلا بالكشف وقال له "استنى على جنب مشان اذا ظل لحم نعطي للي مش مسجلين" فانزاح رفيقي حزينا و وقفت بجانبه بانتظار ما تسفر عنه نهاية التوزيع ، و طالت قليلا مدة الانتظار حتى رءاني الحاج سالم فقادني من يدي و قال لمن يوزّع الحصص "اعطي عمر كيس لحمه و زيدهن" طبعا كان ذلك لعلاقة والدي رحمه الله به ، اعطاني كيسا به زياده قليلا و قال "سلم على ابوك" .
    ترددت قليلا و من ثم قلت للحاج سالم :
    - عمي انا اخذت حصّتنا
    - معلش عمي معلش فيهن العافيه
    في هذه الاثناء كانت عملية التوزيع قد انتهت تقريبا و قال احدهم "ياللا ياولاد ، خلص ما ظلش اشي ، روحو عدوركو" فخرج بقية الاطفال ممن لم يحالفهم الحظ و خرجت معهم احمل الكيس بين يدي ، و ما ان ابتعدت عن عتبة الغرفة قليلا حتى شاهدني شاب ممن شاركو بتقسيم و توزيع اللحم لكنه لم يشاهدني حين اعطاني الحاج سالم الكيس الثاني فقال "وَلك توّك اخذت كيس ، لويش الطمع ماخذ مرّه ثانيه ، رجّع الكيس !" فقلت له " الحجي اعطاني اياه ، انت شو دخلك !" فهجم عليّ لياخذ الكيس مني و قبل ان يصل مكاني كنت مبتعدا اعدو و رفيقي يعدو خلفي حتى و صلنا امام منزلنا و لم يهن علي الحزن البادي على تقاسيم وجه رفيقي كونه عاد بلا "ضحية" فقلت له "خذ الكيس هاظ ليكوا احنا اخذنا بالاول" ...
    انفردت اساريره و حمل الكيس بين يديه و دخل منزلهم و هو يصيح :
    - يمه ... يمه ... جبت لحمة ضحيه .
    -86 تفاح خشّابي"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    بعد تردد دخلت انا و صديقي فرحان معابره حوش دار عقله العطيه عليه رحمة الله و سريعا تسلقنا شجرة التفاح الكبيرة ، لقد كان منظرها مغريا و كذلك طعمها ، قطف كل منا بعض حبات و قبل ان تلامس اقدامنا الارض لحظة هبوطنا عن الشجرة كان ذلك الكلب اللعين قد باغتنا بهجومه المفاجئ علينا ... لم نستطع الفرار لجهة باب الدار كونه اتى منها و لم يكن بد من القفز عن "السنسله" جهة الشارع الرئيس ، لكنه لم يمهلنا ... كان ذلك الكلب شرسا و هو ما كان يحول بين شيطنة الاطفال و شجرة التفاح .. كان هجومه علينا عنيفا ، نهش كل منا بعدة مناطق في جسده و لسوء حظي كنت ارتدي يومها بنطال قصير "شورت" مما مكنه من من تمزيق منطقة ركبتي الشمال ... بالطبع لم نتمكن من القفز عن "السنسله" و "اتشعبطنا عليها من حلاوة الروح" الا انها تعاونت مع الكلب على فضيحتنا و "كرعت" بنا دفعة واحده لنجد انفسنا بالشارع و الكلب يلاحقنا حتى دخلنا من باب دار في الجهة المقابلة .
    جلسنا بجانب حائط الدار نبكي و نولول من شدة الالم و الدماء تنزف من جراحنا و خاصة "ركبتي"، فيما كان فرحان يتحسس مؤخرته من خلال بنطاله الذي مزقه الكلب من الخلف و يصرخ وجعا و دمه ينزف بغزارة ، و تجمع بعض المارين حولنا منهم من يحاول المواساة و منهم يسخر منا ، و قال احدهم "مالهم هظول دماياهم حمايهم كانهم طالعين من معركه بالسلاح الابيض ؟" و رد عليه طفل من عمرنا قائلا "طاحو عدار عقله بدهم يسرقو تفاح ، لحقهم الكلب و عرشهم ، هبرهم تهبير" ، بالطبع لم يعجبنا كلامه فقلت "لا ما بقيناش نسرق تفاح ، انت جنابك شفتنا..." و قبل ان اكمل كلامي قال شاب ضاحكا "اذا ما كنتوش تسرقو تفاح ، لا يكون فايتين اتصلّو العصر جماعه تحت التفاحه؟!" ... كثرت تعليقات الحضور علينا متناسين ما بنا من ألم مما اضطرنا لان يذهب كل منا لبيته .
    دخلت في الزقاق المؤدي لدارنا لاجد جمعا من "الختياريه و الختيارات" يجلسون عند عتبة باب الدار كعادتهم حيث هي ديوانهم في مساءات الصيف ، التفت الجميع نحوي متسائلين عن سبب "عياطي" و عن دمائي النازفه و قبل ان اتفوه بكلمة واحدة ادخل الحاج عقله يده في جيبه و اخرج ثلات حبات تفاح قائلا "اسكت عاد ، خذ هالتفاحات جيبتلك ايّاهن عن الشجره اللي بدارنا" .
    -87 "فكّة ريق "
    من حكايا الزمن الجميل ...
    ركب ابو كرمه حماره وتمتم مستعينا بالله و توجه للحقل قبل شروق الشمس ... حنى جسده للامام و مد يده داخل "الخرج" من جهة اليمين و اخرج منها صرّة بها ارغفه خبز ، فكّ رباطها و احس بسخونة الخبز فيها ، فقد اعتادت زوجته ان تجهّز حاجة البيت من الخبز مع الفجر قبل الشمس في "الطابون" ... تناول رغيق "كماج" و سمّى الله و اكله بلقيمات و اتبعه الثاني و الثالث و اعاد الصرّة "للخرج" ... اوقف حماره حتى تلحق به زوجته التي كانت تسير خلفه و استدار قليلا واضعا رجلاه بجانب واحد من ركوبته و اخرج من جيب "كبوته الجيشي" علبة "الهيشي" و لف سيجارته و اشعلها و هو يحث زوجته على اللحاق به ... لم تمضي دقائق حتى عاود الكرّة ، مد يده داخل الخرج و اخرج رغيف خبز آخر ، التهمه و اتبعه الثاني و الثالث ... و صلا الحقل مع اطلالة الشمس و لم يضيعا وقتا ...
    _ ديري بالتش و لا تخلي عشبه بالزرع ، العشبه اللي بتنسيها بتصير شوك بتغلبنا بالحصيده
    _ شاطر تعلّم علي ، لد وراك ، شوف قديش مخلي قرصعنه
    _ ايه والله مني شايفها ...اني قاهرني هالحد كلّه صفيرّه و بسباس شو بده يقلعو
    _ بعين الله ...اني وياك بابو كرمه ، اني وياك
    _ ماني داري السنه ليش العشب كثير ... لدّي الصنّاريه تقول باذرينها بذار و لدّي حويلا لقلاع قديش فيه حدندوق و خرفيش
    _ بعين الله يا زلمه
    ارتفعت الشمس بالسماء و احسا بالدفئ و خلع ابو كرمه "كبّوته الجيشي" ... و استمرا بازالة الاعشاب الضاره حتى "الضحى العالي" .
    _ خلص يا مَرَه بدنا نوكل
    _ اه اني جعت كمان
    احضرت ام كرمه "الخرج" و اخرجت منه "قلن" الماء الاحمر "شل" و راسي بصل و احضرت و عاءً مملوءً لبنا كانت قد حملته بين يديها من المنزل ... و عادت تبحث في "الخرج" عن الخبز فلم تجد الا الصرة فارغة ...
    _ عزا ياغبره وين الخبزات ؟! و ين رحت فيهن يازلمه
    _ وين بدّي اروح فيهن يعني ... اتروّقت على تشمّن رغيف و الباقي بالخرج
    _ يا غبصه يا حزينه تشنّك ماكلهن كلهن ، مالك يازلمه بايت ع شجره
    _ اني داري صبّحت جوعان ... تشمن رغيف حطيتي ؟
    _ يا زلمه حطيت ست كماجات ، اربعه ليك و ثنتين لي
    _ يا هملالي جاي اعشب على اربع كماجات !!
    _ اني داري انك منسلع ومبطل تشبع
    _ قومي قومي خلينا انروح اني جوعان
    لملما اغراضهما وركب ابو كرمه حماره و قفلا عائدين للمنزل ، و قبل ان يصلا حنى جسده للامام يبحث في "الخرج"عن رغيف خبز ربما نسيه ...
    اخذ من يد ام كرمه وعاء اللبن ... شربه "طرقوع" واحد ... ما معنى : طرقوع ؟
    -88 عليوه سقط" عمر قديسات ابو صهيب
    حكاية ... من الزمن الجميل .
    تجمهر الطلاب حول آذن المدرسة ابو نصره باعناق مشرئبة و انظار مصوبة لشفاهه الغليضة و هو ينادي بصوته المبحوح باسماء الطلبة وفق كل ورقة من الاوراق التي يحملها بيده ، فقد كان يوزع شهادات الفصل الدراسي الاول للصف الرابع الابتدائي ... كان عليوه ينتظر النطق باسمه بلا مبالاة او اهتمام ، لقد كان يعرف النتيجة مسبقا ... تقدم ببطئ وتثاقل و اخذ شهادته و لم يكترث لتعليقات ابو نصره ... وضعها في كيس كتبه من غير ان ينظر اليها ، و قفل راجعا للبيت ...
    كان يمشي بطيئً غير آبه ببرودة الطقس و لا باقدامه التي تغوص بالوحل احيانا او تنزلق عى طين الشارع ... كان فكره مشغولا بمواجهة امه و تعنيفها له على اهماله لدراسته و اضاعة وقته ، و اشغل فكره اكثر خاله ابو كرمه و كيف يكون عقابه له ...
    ولج باب غرفة العائله وهي كل بيتهم بالاضافة "لخشة" بقرتهم و "خم" الدجاجات ، وقف بعتبة البيت و رمى كيس كتبه على حصيرة ممدوده بلا عناية و سط الغرفه و استدار ليخرج الا ان صوت امه اوقفه ... كانت مضطجعة امام "كوارة" الطحين ...
    _ وين بدك تروح بهالسقعه ؟ فوت جاي !!
    نزع حذاءه و جلس بعيدا عن امه في الجهة المقابله يعدّ نفسه لاستقبال غضب امه و سيل شتائمها ...
    _ مالك ؟ مش عادتك تفوت من غير قردنه ... شو فيه يا ولد ؟
    _ ولا شي
    تململت اخته يسرى
    _ يمه ! يمه! اليوم بطلعن الشهادات
    _ ايوه عمنك لبدت ... هات اعطيني شهادتك
    _ بالكيس
    _ طوليها يايسرى تشوف هالقصيف قديش جاب
    اخرجت يسرى شهاد عليوه من الكيس و ناولتها لامها
    _ قرب جاي ... تع اقراها
    _ شو بدي اقرالتش
    _ اقرالي الشهادة ... شو يدك تقرا قصة الزير
    نظر عليوه لشهادته و كما توقع فهو الاخير على صفه و لم يتكلم
    _ و لك يا قاروط ما تحتشي ... قديش جبت ؟
    استندت يسرى و قالت محتده :
    _ شايفه عاد لونكو قريتوني تشان اني قريت شهادته التش
    _ بتقوليلي هالحتشي ليش ما تروحي ع عقبر ابوتش تقوليله ... الناس اللي ما قروش البنات خايفين قال يصيرن يكتبن رسايل للشباب ... هس شوبدي بهالحتشي قديش شهادتك ياولد ؟
    _ يمه !! سقطت ... اني الاخير ع الصف
    _ شو شو ... سقطت يابن فالح ... مكيف ع حالك ... ها يمه سقطت و الاخير كمان ... عفيه عليك قاط كل ولاد صفك قدامك ... يا قروط البين شو ناقصك ... تفه عليك يا هامل يا ذايح ... شاطر بس بلعب الدواحل ... و تقللي يمه و ين الفخه ؟ واني اقلك ياولد اقرا ... بتقول يمه اني بنصب الفخه اوبقعد اقرا ... تقعد ع بطنك جاجه عوره و حيه جربه ... طيب بس يجي اخوك احمد من الجيش لخلّيه يمرغك بدن تشوف فيه انجوم الظهر ...
    و استمر سيل الشتائم من امه الى ان دخل عليهم بشكل مفاجئ ابو كرمه ...
    _ مال صوتش يا زريفه طالع للشارع ؟ شو فيه تشفالله الشر ؟
    _ ولاشي خيوه ما في اشي بس المسخمط عليوه ساقط بالقرايه
    بلا مقدمات نزع ابو كرمه "عقاله" عن راسه و هجم على عليوه يضربه بلا شفقه ... عليوه يصرخ و يوللو و قام من فوره و هو يهرش جنبيه و اختبئ خلف امه ... تحركت عاطفة الامومه في قلبها ...
    _ خلص خيوه صلخت جلد الولد بعقالك .. بكفيه
    توقف ابو كرمه عن ضربه شفقة على امه لا عليه ، اما اخته يسرى فقد طاب لها ذلك لكثرة مشاكسة عليوه لها رغم انها اكبر منه سننا ... و قالت :
    _ اهريه ياخالي اهريه بستاهل ... امرمرنا و مغلبنا بكل شي
    هدا ابو كرمه قليلا و احس بحرارة جسده ترتفع رغم البرودة التي تلف المكان و خلع معطفه الجيشي بعد ان اخرج من جيبته علبة الهيشي و "القداحه" و جلس يلف سيجارة باصابعه المرتعشة من الانفعال ... هدا الجميع و بدأ بينهم حديث اخر ... لم تمضي دقائق معدودة حتى قرّب عليوه فمه من اذن امه قائلا :
    _ وين دواحلي يمه ؟!
    -89 "اسود و ابيض" عمر قديسات ابو صهيب
    طقطوقه من الزمن الجميل
    نهضت ام كرمه من مجلسها محتدة ...
    _ يللا يابو كرمه بدنا انروح
    _ يا مره مالتش التعليله باولها بعدها
    _ انت جاي تتعلل ...و للا جاي لانك امواعدها
    _ مين هي يا مره ؟
    _ هاي اللي بتغني بالتلفزيون
    _ قصدتش سميره توفيق ؟
    ... لطمت ام كرمه بكفيها على رأسها
    ّ_ ابتعرف اسمها كمان !! ... مش قلتلكو امواعدها
    _ يامره اول مره بشوفها
    _ لعاد لويش بقت وهي تغني اتغامز فيك ؟!

    -90 "بطيخ رِجْعي" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    مع نهاية موسم "المقاثي" الذي كان يصادف ايام زمان نهاية شهر آب من كل عام ، و مع عصر يوم حار نسبيا خرجت و صديقي حامد لصيد "البليقيات" و كل منا قد علّق "فخته" بحزامه و اتجهنا لمنطقة "ابو حميدة" ، و كنت اواجه صعوبة اثناء "المٓشي" بسبب حذائي الذي انتعله بلا جرابات فهي رفاهية لا داعي لها و قد كان من البلاستك او قل من الكاوتشك نسميه "وَطْيِه صٓبْ" تلبسه النساء و الاطفال صبية و صبايا ، و كانت الاقدام سريعا ما تتعرّق بداخله و يصدر منه ذلك الصوت الشبيه "بالضراط" و خاصة اذا كان واسعا قليلا مثل حذائي حيث كان اكبر من حجم قدميّ بنمرة واحده ...
    وصلنا منطقة ابو حميده و اول ما واجهنا "مقثاه اِمْطٓيّرِه" و اغرانا فيها البطيخ "الرِجْعِي" المميّز بحلاوته و طعمه اللذيذ ، و بالطبع لم يكن اصحاب "المقاثي" يمنعون احدا منه كونه في نهاية الموسم فنسينا صيد "البليقيات" و رحنا نجول في المبطخة و للاسف لم نجد فيها و لو بطيخة واحدة الى ان انتبهنا لكومة في وسطها و اذا بها بطيخ رجعي جمعه اصحاب المقثاه صباحا حتى ينقلوه الى بيتهم ...
    كانت كومة البطيخ كبيرة ، و بالطبع كان حجمه صغيرا فاكبر بطيخة لا يتجاوز وزنها الكيلو و نصف ، و لم نتوانا عن كسر بعضها حيث نضربها بحجر و نأكل منها "اللّب" فقط ، الا انها كانت "حاميه" من الداخل نتيجة حرارة الجو في تلك الاثناء ، فما كان منا الا ان اختار كل واحد ما يقارب العشرة بطيخات كسرناها و وضعناها بجانب بعضها حتى يتعرض داخلها للشمس و الهواء فتبرد حسب ما كنا نعتقد ...
    جلسنا ننتظر ان تبرد البطيخات ، و غفلنا عما حولنا حتى فوجئنا بعدة فتيات يطوقنا المكان كسرية عسكر ، و القين القبض علينا متلبسين بالجرم المشهود ... كنا اربع فتيات ، ثلاث اكبر منا و واحد اصغر ، و يكفي الكبيرة لوحدها للقبض علينا فقد كانت تكبرنا ربما بثماني سنوات على الاقل اضف على ذلك بنيتها القوية و كذلك شخصيتها ، و كانت مخطوبة على ما اذكر ، هي من امسكت كل منا من رقبته باحدا يديها قائله "ولا حركة يا حراميه ، شو بتسوو هون ؟!" اخذتنا المفاجئة و لم نبدِ حراكا ، و دخلنّ معنا في سين و جيم الى ان وصلت والدة الفتيات و سألت "مالهم لولاد هظول ؟" قالت احداهن "قظبناهم عند البطيخات ، لدي قديش مفقشين" ، تفرست الام في وجهينا و قالت " عزا ، هاظ ابن بدريه ، اتركيه ولتش ، صحتين عقلوبهم" ، كانت تلك المرأة قريبة لامي فما هان عليها ان تراني اسيرا بيد ابنتها كالفرخ في مخالب الصقر ... اعتقتنا تلك الفتاة لكن للاسف في اللحظات التي وصل فيها تركتور يجر خلفه عربته لنقل البطيخ للبلد ، و كانت المفاجئة الاخرى ان الذي يركب بجانب السائق عدا عن والد الفتيات هو والدي حيث كان صديقا لوالد الفتيات و سائق التركتور ، ضحكت الكبيرة و هي تلفت نحوي قائله "اجاك الموت يا تارك الصلاه" ...
    ما ان رءاني والدي حتى سألني باستنكار "شو بتسوي هون يا عمر؟!" ، تلبّكت و لم ادري بما اجيب ، و حبست انفاسي خوفا حين تدّخلت الفتاة الكبيرة قائله "كانو يتصيدو و احنا ناديناهم مشان يشيلو معنا البطيخات بالترليّه يا عمي" ، ارتحت لجوابها بقدر ما خفته بداية ....
    جلس والدي و سائق التركتور عند الحجة ام الفتيات فيما راح والدهن ينقل من البطيخ المكسر و يضعه بينهم قائلا "كلو فيه العافيه ، يمكن البنات كسرنّه مشان يبرد" فيما قمنا بتحميل البطيخ في عربة التركتور و من هنا بدأت معانتي ...
    كانت قدماي قد تعرّقت داخل حذائي بشدة اضف لذلك قليلا من "الحَرْث" الذي دخل الحذاء ليتحول الى طين مما جعل تلك الاصوات اللعينة التي تشبه الضراط تخرج كلما خطوت خطوة حيث بدأت الفتاة الكبيرة بالضحك فقد اعجبها الموقف الذي انتقل هذا الاعجاب لبقية الفتيات و دخلنّ في موجة الضحك مما اثار حنقي و بدا غيضي يشتعل و خاصة عندما كانت تقول لي "جيب البطيخ من هناك ، من آخر الكوم" ، طبعا لامشي اكثر و لتصدر "وطيتي" تلك الاصوات اكثر فتضحك اكثر و كلما تلكأت كانت تنغسني بيدها قائله "امشي وللا بقول لابوك شو بقيت تساوي هون" ...
    مرّت بضع دقائق ثقيلة على قلبي و نفسي احسست فيها اني اكاد ان انفجر من شدة الغيض ، فوجود ابي اخرس لساني فلا استطيع الرد على تلك الفتاة المجنونة و كذلك لا استطيع الهرب خوفا من ان يكتشف ابي انني "حرامي بطيخ" و هذه جريمة لو كان من احكامها الاعدام لاعدمني ابي بجنايتي ، و هذا ما استغلته الفتاة و جعلها تتحكم بي و بصديقي حامد ...
    مع صعوبة "المشي" في ذلك الحذاء اللعين و مع الموقف المهين الذي احسسته من لؤم تلك الفتاة انفجرت باكيا بصوت عالٍ ، بكاء غلّ و قهر ، بكاء طفل ليس لديه حلّ الا البكاء ... ما ان سمعني ابي حتى صرخ بي قائلا "وَلَك شو دهاك ؟ لويش بتعيط ؟" لم اجبه الا بزيادة حدة البكاء و من ثم قلت له بلهجة المستعتب "كلّه منك ، رحت تشتريلي وطيه بتضرّط" ، و كأن والدي فهم المقصود فورا فقال "الوطيه بتضرط و انت لويش بتعيط" فقلت له ملتفتا للفتاة و قد اختبأت خلف عرباية التركتور و يكاد يغمى عليها من شدة الضحك "مهي بنت الهاظا بتضحك علي" ، طبعا لم استطع سبّها باكثر من بنت الهاظ و الهظاك و هي تزداد ضحكا مما اغاظني اكثر و اكثر فنزعت فردتي الحذاء من قدميّ و قذفتها بهما قائلا "خذيه يابنت الهاظا ، و كييفي على الفصوص" و استدرت هاربا نحو القرية تبعني صاحبي و نحن نسمع ضحك الجميع يتعالى ...
    مع مغيب الشمس كان التركتور يقف امام منزلنا و والد الفتيات قد وضع على الارض اكثر من ثلاثين بطيخة رجعي و قال لوادي "ترى هظول لعمر و صاحبه" و وضع بجانبها "وطيتي" التي لم البسها مرة ثانية ...
    -91 "سيارة جب" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    الحمد لله كانت العبارة المشهورة "هدية من شعب الولايات المتحدة الامريكية ، ليس للبيع او المبادلة" قد "انمحت" عن "شوال الطحين" الذي خاطت منه امي كيس كتبي حين كنت في الصف الاول او الثاني الابتدائي لا اذكر تحديدا ، تجندّت به صباح ذلك اليوم باكرا على غير العادة و خرجت من بيتنا غير ملتفتا لسؤال امي او استنكارها "وين صبّحت ساري يا ولد ؟! الدنيا بعدها بدري ، و المدرسة بعدها ما فتحت" ، فقد كان ذهني مشغولا و كذلك مشاعري منصبة على لعبة الاطفال "سيارة جب" و على امكانية الحصول عليها فقد فرّ قلبي من بين جوانحي حين رأيت في اليوم السابق صديقي حسن و اخيه يلعب كل منهما بواحدة ، لقد اعتدنا على العاب معينه من بيئتنا ، اعتدنا على "علبة سردين" نربطها بخيط و نجرها ، اما ان تلمس ايدينا مثل تلك السيارة و ندفعها للامام و الخلف فذاك امر جلل ارّقني ليلا ، فقد اخبرني صديقي ان ابو علي عاد من الحج و حين ذهابه و اخيه برفقة والديهما للسلام عليه اعطى كل منهما هدية "سيارة جب" ، و لمَ لا يعطيني مثلهما "سيارة جب" ؟! اليس هو قريبنا ايضا ؟! و طالت ليلتي و انا اتخيل نفسي العب بها ، "ادحلها" على "مصطبة بيتنا" او ادفعها على حافة الشباك ، و "ياويله و سواد ليله اللي بصيبها" ، هكذا كنت افكر منتشيا و انا اتقلب في فراشي ، وكلما خطر لي اني لن احصل عليها يرتجف جسدي فاسرع لابعاد هذا الخاطر المشؤم و اعاود للعب بها او رسم خطة الحصول عليها ...
    لم تكن خطتي اكثر من ان اقف باب دار الحج ابو علي و حينما يراني احدهم لا بد ان يعطيني سيارة الجب بعد ان يسألني "شو بدّك يا عمر؟" و الجواب حاضر "بستنى بعلي عشان انروح عالمدرسة" ، طبعا علي اكبر مني و ربما متقدما عليّ بثلاث صفوف لكنها "حِجّه" كي يعرفوا اني باب الدار و يعطوني منيتي ...
    كان السور "سنسله" من الحجارة بها فتحة بعرض متر تقريبا هي المدخل ، به "تمسمرت" منتظرا خروج احدهم ليراني ، و طال انتظاري ...
    ربما عشرة دقائق او اكثر قليلا هي التي انتظرتها ، خلتها عمرا ، تجذابتني مشاعر الامل مع شئ من القلق بداية الذي اخذ يتزايد كلما مرّت اللحظات و رحت اهمس قائلا "يا جماعه اطلعوا ، ولّ واحد يطلّ" ... كادت عيناي تقفز من راسي و انا "ابحلق" بابواب الغرف عسى ان يخرج احدهم و يراني ، ابو علي ، ام علي ، علي او اي واحده من بناتهم ، المهم ان يشعروا بوجودي ، لا المهم ان يعطوني "سيارة الجب" ... الحلم !!
    و اخيرا فُتح باب احد الغرف و اطلت منه ام علي ، و كاد قلبي ان يقفز من صدري ، و سألتني "شو بدك يا عمر ؟" و اجبتها "بستنى علي عشان انروح عالمدرسة" ... استدارت و دخلت الغرفة ، و قوي الامل عندي ، ربما دخلت لتحضر لي "سيارة الجب" ، و سريعا برق لذهني خاطر فيما لو لم تعطني السيارة سابادل كيس كتبي بكيس كتب علي ، فهذا ما طلبه مني ذات مرة ، كيسه مكتوب عليه نفس العبارة المشهوره "هدية من شعب الولايات المتحدة الامريكية ، ليس للبيع او المبادله" التي يكرهها ، اما كيسي لا ... سابادله بشرط ان يعطيني سيارة الجب ، و هكذا اضفت املا آخر فيما لو ام تعطني ام علي السيارة ... و خرجت مجددا فارغة اليدين لتقول لي "علي اليوم بدهوش يروح عالمدرسة" ... ليت ام علي لم تخرج ... لم تعطني شئ و مات الامل ... الحلم !!
    ذهبت للمدرسة وحيدا مكسور الخاطر ، حزين !!
    -92 "نص انصيص ... ١" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    تزوج ثلاث اخوة في يوم واحد ، و ما كاد يمضي العام الاول حتى انجبت زوجة الكبير ولدا اسموه سعد و زوجة الاخ الاوسط انجبت ايضا ولدا سموه سعيد ... و لم يشأ الله ان يكون لزوجة اخيهم الصغير "خِلْفِه" في ذلك الوقت فضاقت بها الحياة من "مقاهرة سلفاتها" و همزهن و لمزهن ، و كعادة نسوة القرية "ما خلّت وصفه الا جربتها و لا عشبه الا غلتها و شربت ميتها" و لا "ختياره بداوي للحبل" الا نصتّها و لا شيخ الا "حجبلها" ، لكن مشيئة الله هي النافذة ... كاد اليأس ان يقتلها الى ان مرّ رجل عجوز يقود حماره و يصيح "دوا للحبل ، دوا للحبل" فقالت في نفسها لعل الله يرزقها "الضنى" على يد هذا العجوز فاشترت منه حبة تفاح قال لها "هاي التفاحه للحبل هيّه بهيّه" ، اخذتها و دخلت بيتها و وضعتها على حافة الشباك و ذهبت لحاجة لها ، في هذه الاثناء دخل زوجها و كانت "اقماره معميه من الجوع" فاكل نصفها و اعاد النصف الاخر مكانه و خرج من البيت فيما عادت هي لتجد نصف التفاحة فقط ، تعوذت من الشيطان و اكلت نصيبها ...
    مرت الايام سريعة و حملت المسكينة حملها و انجبت ولدا و كان حجمه قد لا يساوي نصف حجم المولود الطبيعي فحمد والديه الله على نصيبهما و اسموه "نص انصيص" لصغر حجمه ...
    يتبع-
    -93 نص نصيص ... ٢"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    القنص : الصيد
    المرجيليه : المقلاع و يستعمل لقذف الحجارة لمسافات بعيدة .
    بلغ سعد وسعيد و ابن عمهمها نص انصيص مبلغ الشباب ... اهدى ابو سعد لولده فرسا يركبه و قوسا للقنص و كذلك كان لسعيد من والده ، اما نص انصيص فاعطاه والده خاروفا ركوبة له لصغر حجمه و "مقحارا" يسوق به الخاروف و يستعمله للقنص و "مُرْجيليه" جدلتها امه من خيوط الصوف يستعملها كذلك للقنص ...
    خرجوا جميعا للصيد في البرية فلم يصطد سعد و لا سعيد شئ فيما اصطاد نص انصيص غزالا مما ولّد الغيرة في قلبيهما فضربا نص انصيص و اخذا صيده و تقاسماه و عاد كل منهما لاهله فرحا بما معه الا نص انصيص عاد حزينا ، و نكاية من "السلفات" كنّا يرمين عظام الصيد بعد طبخ اللحم و اكله امام بيت والد نص انصيص ...
    تكررت هذه الفعال كثيرا من سعد و سعيد ، كل يوم "بطجّو نص انصيص كتله حشي جلده" و ياخذان صيده ، و تلقي امهاتهما العظام امام بيت ابو نص انصيص حتى كادت امه "اطّق" من "مقاهرة سلفاتها" و "مرارة ابوه فقعت" فقال له : يا مقطوع التالي ، اولاد عمامك كل يوم بصيدوا و اهاليهم بتبغددو باكل اللحم و انت بترجع اترط باذانك ما معك اشي ، ولّ ، عالقليله صيدلك ادويري وللا قنبوره" فقال نص انصيص "والله يابا اني اللي بصيد كل يوم و اولاد عمي ما بصيدوا اشي ، لكنهم بكتلوني و بوخذو اللي بصيده و اذا مش مصدقني اطلع بكره ورانا و راقب و شوف" ...
    تبع ابو نص انصيص الاولاد خفية و شاهد ما يحصل حيث قنص ابنه ارنبين فهجم عليه سعد و سعيد كالعادة ليأخذا صيده الا ان والده كان لهما بالمرصاد ... "كتلهم كتله نصها موت" و قال لهما "والله اذا بتعيدوها ياهمل لاخلّص عليكوا" ... و هكذا انقلب الحال و صارت ام نص انصيص "ترد الصاع صاعين" و ترمي عظام و جلد الصيد امام بيوت "سلفاتها" ....
    كبُر الحسد في قلبي "سلفات" ام نص انصيص فاتفقن مع ابنائن على الخلاص من نص انصيص ، و كانت خطتهن ان يجتازوا الاولاد البرية حتى يدخلون الغابة و هناك يتركان سعد و سعيد بعد مغيب الشمس ابن عمهما للوحوش تاكله او الغولة تخطفه .......
    يتبع ...
    -94 "نص انصيص ...الاخيرة"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    الساطره : صندوق خشبي .
    خرج سعد وسعيد للقنص و معهما نص انصيص و كان قد بيّتا الغدر به كما اتفقا مع اميهما ، و لم يطل بهما الوقت حتى اجتازوا البرية الى اطراف الغابة طمعا بصيد اوفر الا ان الحظ عاندهم و لم يصطادوا شئ حتى غلبهم التعب و الجوع بعد ان توغلوا بالغابة كثيرا و جلسوا في ظل شجرة يندبون حظهم العاثر ، و اشد ما كان يقلق سعد و سعيد انهما تائهان و لا يعرفان طريق العودة و فشلا في ترك نص انصيص في الغابة ليواجه مصيره وحده لكنه كان اذكى منهما فقد كان يضع علامة كلما توغلوا في الغابة قليلا حتى يعرف طريق العودة ، و حاول اقناعهما بالعودة و انه يعرف الطريق الا انهما ابيا ذلك و اصرا على الغدر حتى لو ضاعا معه في الغابة ،
    اثناء جدلهم ظهرت لهم امرأة عجوز "تهلّي و ترحب بهم" و اخذتهم بمعسول القول "هلا باولاد اخوتي ، يا مرحبا بيكوا ، انت الليله ضيوفي" ... استطاب سعد و سعيد كلامها و مضيا معها لبيتها فيما توجّس نص انصيص منها خيفة حيث لا عمة لهم تعيش هنا و تاكد ان هذه العجوز هي الغوله التي اخافت اهل القرى المجاورة لكنه لم يستطع ترك ابني عميه معها فحتما ستفترسهم و لحق بهم الى بيت الغولة ...
    اعدّت الغولة لهم طعاما و قدمته لهم و هي تقول بنفسها "خلّيهم ينصحوا شويه ، عشان بالليل اوكلهم" و سقت "خيلهم" الحليب بدل الماء و وضعت لها علفا اما خاروف نص انصيص فقد سقته ماء و وضعت له النخالة ... بعد ان اكل جميعا طعامهم فرشت لهم الغولة كي يناموا في وسط الغرفة رفض نص انصيص و قال "جيبيلي سله و علقيها بالسقف بدي انام فيها ، و جيبيلي عرام حب فول " ... تظاهر نص انصيص بالنوم و هو معلق بالسلة فيما راحا سعد و سعيد "بسابع نومه" ، اما الغولة فقد قامت منتصف الليل تتحسسهما و "ريالتها بتشقع" تريد اكلهما الا ان نص انصيص تناول حبة فول و "قَرَطَها" فتراجعت الغوله حين سمعت "القرط" و قالت "ليش ما تنام يا نص انصيص ؟" فقال لها "كيف انام و كيف انام و بطني خالي من الطعام" ... قامت الغوله تعد له طعاما على امل ان ينام لتتمكن من اكلهم الا ان تحضير الطعام استغرق حتى شروق الشمس فاجلّت مشروعها لليلة التالية و خرجت بعد ان قالت لهم "خذوا راحتكوا البيت بيتكوا" ....
    حاول نص انصيص ان يقنعهما بالفرار الا انهما رفضا ذلك مطمئنين ان الغولة هي عمتهم و انتظروها حتى المساء حيث عادت "بثمها بقره و على راسها شجرها" فتاكد لهم انها غولة لكن الفرار بهذا الوقت اصبح صعبا فناموا على حذر بعد ان تناولوا طعام العشاء ، و كالليلة الماضية قامت تتحسسهم تريد التهامهم الا انها سمعت "قرط" الفول و نحنحة نص انصيص بالسلة فقالت "مالك بعدك مش نايم" فقال لها "كيف انام و كيف انام و بطني خالي من الطعام " ....اعدت لنص انصيص الطعام و راحت في غفوة بانتظار نومه الا انه استغل غفوتها و ايقظ سعد و سعيد و فروا هاربين ...
    استيقظت من غفوتها لتجدهم قد ركبا خيلهما و نص انصيص ركب خاروفه و فروا جميعا فقالت "روب يا حليبي روب عقّد باجرين خيلهم عالدروب" و ما ان قالت قولتها حتى توقفت خيل سعد و سعيد عن الجري وتسمّرت مكانها فاركبهما نص نصيص خلفه على الخاروف و تابعوا فرارهم حتى عادوا الى اهلهم و قصوا عليهم قصة الغولة التي تبعتهم حتى ادركت خيلهم فافترستها و هي تتوعدهم ان ظفرت بهم ...
    شاع خبر الغولة في القرية و خافها الناس فتعهد نص انصيص بالقضاء عليها و قال بداية ساحضر "جاجاتها" فركب خاروفه ليلا حتى وصل بيتها و هي نائمة فدخل "خم الجاجات" وراح يذبحها و يضعها في "الخرج" فصاح الديك "كو كو نص انصيص بالخم بذبح و بلم" ، سمعته الغوله فقالت "اسكت شو جاب نص انصيص بهالليل" ...
    قبض نص انصيص على الديك و ذبحه مع باقي الدجاجات و قفل عائدا لبيته ...
    في اليوم التالي تنكّر نص انصيص و ركب حمارا حمل عليه "جوز سواطر" لها اغطيه مملؤة بالعسل و الدبس و توجه نحو بيت الغولة حتى قاربه و راح يصيح "عسل و دبس للبيع ، عسل و دبس للبيع" ... سمعته الغولة فخرجت تشتري منه و كانت تحب العسل و الدبس كثيرا فسلم عليها فقالت "لولا سلامك غلب كلامك لخلّي القرود السود تسمع قريط عظامك" فاعطاها قليلا من حمله فاستطابته و قالت "خذ كل هاي المصاري و اشبعني عسل و دبس ولو اني شايف عينك بتشبه عين نص انصيص" و كان حين تنكّر قد اخفى احدا عينيه بجلدة و قال لها "مين هاظ نص انصيص اني ما بعرفه ، و لانه مصاريكي اكثار فوتي جوات الساطره و ظلّك اكلي تاتشبعي" ...
    اعتلت الغولة الحمار و دخلت "الساطره" لتاكل منها فاطبق عليها نص انصيص الغطاء و احكمه جيدا و عاد مسرعا الى قريته و قال لاهله "هاي الغوله محجوزه بالساطره ولعوا نار تانحرقها" و كانت تصرخ و تقول لنص انصيص " اتركني باعطيك المال اللي تحت الدرجه ، اتركني و بعطيك الذهب اللي عالسدّه" ، لم يأبه لها نص انصيص و قال "كلّه اللي عندك صار الي " و تعاون اهل القرية و حملوا "الساطره" و القوها في النار التي اشعلوها فاحترقت و ماتت و ارتاح منها كل اهل القرى المجاورة لبيتها الذي عاد له نص انصيص و اخذ كل مافيه من اموال .
    -95 "حب و حرب" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    روى لي احد اصدقائي حكاية حبه الاول و الظروف التي صاحبتها و طلب مني عدم ذكر اسمه ... استغربت ذلك و قلت له "خايف مَرَتَك تعرف بموضوع حبك الاول ؟ يازلمه مضى على هالسوالف عشرات السنين ، و انتو صرتو ختياريه مش رايحه الحجه اتقصقص وراك" ... عصّب صديقي و قال بصوت غاضب "وَلَك بدك اطّلّعني قدامها تشذاب تالي هالعمر" ... حاضر يا صديقي ، لن اذكر اسمك كي تبقى زوجتك متيقنه انها حبك الاول و الاخير ... و هذه حكايتك ...
    لا ادري اهو الحب ؟ ام ولدنة ايام الصبى و المراهقة ؟
    تميّز عام ١٩٦٨ بكثرة الاشتباكات بين جيشنا و جيش الاحتلال الصهيوني و خاصة في الليل ، و كانت تسقط بعض قذائف مدفعية اليهود على محيط قريتنا مما يدفعنا للاختباء في الملاجئ التي كانت كهوف و مغارات قديمة بين المساكن او في المناطق المحيطة بها حيث يكون في المغارة الواحدة وقت الاشتباك و تبادل اطلاق النار بالمدفعية الثقيلة او اختراق طيران العدو لاجوائنا ما يزيد على عشر عوائل حسب سعتها و قد يصل العشرين عائلة كما في المغارة التي كنا نختبئ فيها باحد الكروم المجاورة لحارتنا ، و كثيرا ما كنا نقضي الليل بطوله في المغارة حتى تعوّدنا على ذلك ، و ننسى احيانا اننا نبيت في مغاره و ليس في المنازل لما يفرزه هذا الاجتماع الموّسع للعوائل من روح الدعابة و الفكاهة مما يجعلنا ننسى القلق و الخوف .... فقد كان كبار السن باحاديثهم الشيقة و طرفهم يجوبونها "من الشرق للغرب و من الحميّه للبسباس" و خاصة الحج عقله (اسم مستعار) حيث لا يطيب له التدخين الا و الطائرات تحلق في الاجواء فيسارع للف سيجارة الهيشي و اشعالها فيحتج عليه البعض قاصدا اثارته فيرد عليهم بكلام "منقّى" و يختمه بقوله "الا ، قال بقلك ، مش ملاقيه طيارات اليهود غير عقله يطخنّه" ... اما النسوة فلا تسل اذا ما خلا لهن الجو فستسمع منهن العجب و خاصة اذا كانت تلك الليلة "خميس عبرة الجمعه" ، او اذا وجد منهن من كان زوجها عسكري و مجاز في تلك الليلة ...
    اما انا فقد كان لي شأن آخر ، لقد شغلتني فتاة تصغرني بعدة اعوام ، يختبئ اهلها معنا في نفس المغارة ، حنطية يميل لونها للسمار قليلا او على رأي امي "اخضرانية مقطّمه" ، ملامح وجهها ناعمة تشعرك بالهدوء وعينان ناعستان تسبل عليهما رموش طويلة كحيلة ، و كانت اجمل ما تكون حين يهبط على وجهها ضوء "البنّوره" الخافت الذي نشعله بالمغارة حين المبيت فيها فيشعر الناظر لها بالطمأنينة و الامان ... تلك كانت فتاتي التي احببت ، و لا ادري اهو الحب الذي يطرق القلوب البِكر ؟ ام هي
    الولادنه و لعب العيال ؟
    لا اخفيكم اني كنت احيانا اتمنى اشتعال الحرب حتى نهرب لتلك المغارة كي اتمكن من رؤيتها ، فما ان يشتد القصف المتبادل على الحدود او تسقط قذائف المدفعية على محيط قريتنا او نسمع صوت "زامور الخطر" القادم لنا من اربد و خاصة ايام "الشراقي" حتى ترى الناس يتراكضون الى الكهوف و المغارات للاختباء فيها ، و قد كنت اسارع بحمل "جنبيه" من بيتنا و اخرج قبل اهلي نحو المغارة و اراقب اهل فتاتي اين يجلسون فاضع "الجنبية" بجانبهم حتى يتكامل مجئ اهلي فاجلس معهم قريبا منها ، اما في الاوقات العادية فقد كنت انتظر رؤيتها امام منزلنا و هي ذاهبة للمدرسة برفقة صديقاتها ، و بعد المدرسة لا تسل "خمسين ستين مشوار قدام دارهم" كي اراها ، فقط كي اراها !! و اذا ما سمعت صوتها او حدثتني تغمرني النشوة و يشتعل قلبي سعادة ... كان ذلك كل حبي ، و لا ادري اكانت تحبني او حتى تشعر بعاطفتي نحوها ؟ كلما في الامر تبادلني بعض النظرات لا ادري هي حبا ام اني بكثر نظراتي و "بحلقتي" بها احيانا اثار استغرابها فتنظر لي ، فربما كانت لا تعرف الحب لصغر سنها ...
    في عطلة نصف السنة المدرسية لم ارها لاكثر من اسبوع ، "رايح جاي قدام دارهم" و لم ارها ، حتى الحرب كأنها وضعت اوزارها فلا لقاء في المغارة للاختباء ... و اشتقت لها ، لرؤيتها ، و قررت ان اراها باي ثمن ، اختلقت اعذارا و ذهبت لبيتهما و طرقت بابهم فخرج لي اخوها الصغير لسؤ حظي ، كذبت على امي و اخبرتها ان امها مريضة و يجب علينا زيارتها فنهرتني و راحت تبحث عن الحفاية و هي تقول "صرت بتتنصب من هسع يا هامل ، و لك بنتهم مثل اختك ، و لك يا تشذّاب قبل شوي بقيت اني وامها" و ادركت ان امي كانت تفهم حركاتي "القرعه" و قبل ان تصلني رافعة "الحفاية" بيدها كنت قد هربت خارج منزلنا و الخوف يملؤني من ابي اذا ما اخبرته امي ، لكن مساء اطمأننت انها لم تخبره باي شئ ...
    مع حلول الليل و ازدياد شوقي لفتاتي لم اجد طريقة لرؤيتها الا ان يخرج الناس الى الملاجئ و هناك اراها ، لكن لا حرب و لا قصف و لا هدير طائرات في السماء ... و وجدت حيلة ، لا ادري انا دبرتها ام شيطاني ؟
    كان عندنا محقان كبير جدا "فصّله" والدي في سوق الحدادين في اربد ، نستعمله لتعبىئة "جركنات" الماء عند الحاجة و اغراض اخرى ، مع حلول الليل فتشت عنه في بيتنا حتى وجدته و اخذته وذهبت بالشارع الرئيس لقريتنا حتى اعلى نقطة في منطقة "تينة السوق" ، وكان قراري ان اقلّد صوت "زامور الخطر" كما كنا نسمعه من اربد كي اوهم الناس ان هناك قصفا او غارات جويه فيخرجون الى الملاجئ ، و بالفعل نفخت فيه بكل قوتي مقلدا "زامور الخطر" فخرج الصوت مدويا و اخذت اجري هابطا باتجاه منازل القرية و انا "اصعك" في المحقان ، سمعه الناس و صدّقه من سمعه فاعجبني منظرهم و هم يتراكضون نحو الملاجئ مذعورين الا انني نسيت فتاتي و حبها و انسجمت في هذا الدور و رحت اركض في الشارع و انا اصرخ بالمحقان فتنبه البعض للعبتي و تم القبض عليّ من قبل ثلاثة رجال اخذوا المحقان مني لكني استطعت الافلات منهم و هربت بعيدا عنهم ... هنا بدأت مشكلتي الجديدة ، فقد نسيت فتاتي السمراء بل لم افكر هل قد ذهبت للمغارة مع اهلها ام لا ، و نسيت حبي لها ، و كان كل همي ان اعيد المحقان الى اهلي خوفا من عقاب والدي الذي تصورته عقابا شديدا عنيفا فيما لو علم "بعملتي" ...
    ذهبت من فوري لبيتنا و ارتديت "شوره و عقال" من ملابس والدي متنكرا بها و عدت للحارة ابحث عمن اخذوا المحقان مني ، و من بعيد لمحت بعض خيالات رجال يجلسون على مسبطبة دكان في الحارة ، تشجعت و وصلت عندهم فكان منهم الذين قبضوا علي ، طرحت عليهم السلام بصوت حاولت ان اقلد به صوت "الختيارية" حتى لا يعرفوني و جلست بجانب احدهم لحسن الحظ لمحت المحقان خلفه ... لحظات و عيونهم ترقبني و قبل ان يتعرفوا عليّ خطفت المحقان و "شلحت الشوره و العقال" ورحت اجري سريعا نحو بيتنا حيث اعدت كل شئ مكانه و خرجت للشارع مطمئنا و تذكرت ان "عملتي" كانت من اجل عيون فتاتي فرحت افكر بخطة جديدة حتى اراها .
    -96



    عمر قديسات ابو صهيب
    19 يونيو، 2015 •
    "اذكياء و لكن ..."
    من حكايا الزمن الجميل ...
    تراثنا الجميل مليء بالحكايا و القصص الشيقة ، مساهمة مني في الحفاظ على هذا التراث و نقله للاجيال ... اقدم لكم هذه القصة و التي تحتوي على مجموعة حكايا ... مع قليلا من الفذلكة ... ارجو ان تنال اعجابكم ...
    اغرت شمس الصباح الحجة صيته على الجلوس امام الخان الكبير الذي هو كل منزلهم ... وضعت "الباكور" جانبها و راحت تنادي بصوتها الواهن على زوجها "تعال يابو خضر اقعد هون بهالشمسات" ... جلس ابو خضر جانبها و سعاله يشتد حينا و يخبو حينا آخر مما اثار حفيظة الحجة صيته و قالت محتدة "كلّه من شرب تتن الهيشي ، بطّله يازلمه بطّله" ، نظر اليها ابو خضر بطرف عينه قائلا "يامَرَه ، اني قادر ابطّله و موّفر ، فكيني من هالسالفه ، كل ما اقُحّ مافي عراس السانتش غير بطّله يازلمه بطّله" ... انضم الى جلستهم ولدهم الوحيد خضر قائلا "مالكو بتتناقروا على هالصبح ؟ خير ان شاء الله " ، لكزته امه بباكورها قائلة "اسمع انت الثاني ، هيّك شايفنا على حفّة قبرنا ، تشان اني وللا ابوك ، اجّوز و خلصنا ، خلينا نفرح فيك و انشوف ولادك قبل ما نموت !!" و هنا استند ابو خضر مثنّيا على كلام زوجته "انت شايف يابا ياخضر طوقعت معنا اني و امك ، لازم تجوّز وحنا طيبين بلتشي شفنا ضناك ، ويابيي المره بتعاونك عشقى هالدنيا" ...
    بعد جدل طويل و تحت الحاح والديه قرر خضر الزواج ، و ماهي الا ايام حتى تم ذلك ...
    قسم ابو خضر الخان الى ثلاث اقسام قائلا "المصطبه الجوانيه الك ياخضر انت و عروستك ، و المصطبة اللي بجنب الباب اللي ولامك و باقي الخان للتبنات ومنهن وجوّه للحلالات" ...
    لم تمظي سوى ليلتان على زواج خضر من ابنة عمه حتى خرج في اللية الثانية لشأن له فيما ترك عروسه عند والديه و هي مازالت تلبس ثوب الفرح كعادة اهل قريتهم حيث تبقى العروس مرتدية "الطرحه و الاكليل و ثوب الزفاف" من الصباح وحتى موعد النوم ولمدة شهر تقريبا ...
    خافت العروس ان تخرج من الخان ليلا لقضاء حاجتها فاستأذنت عمها و عمتها و حملت السراج معها و دخلت الى المنطقة المخصصة "للحلال" حيث لم يكن فيها الا خاروف واحد ... جلست "تبول"(اجلكم الله) بالقرب من الخاروف الذي لم يتوان عن الثغاء حين سمع منها صوت "ضراط" فجن جنونها و راحت تفكر تفكيرا غريبا حيث ظنت ان ثغاء الخاروف هو احتجاجا على "ضراطها" و قالت في نفسها "ياويلي هاظ الخاروف غير يقول لجوزي خضر اني ضرطت ، و جوزي هالعقل اللي فيه ، يابيييييييي غير يطلقني" و نزعت اكليلها عن راسها و وضعته على راس الخاروف و قالت : توخذ الاكليل و ماتقلّوش ، اجابها الخاروف : باااااااااااااااااء ، نزعت الطرحة و وضعتها على راسه و قالت : توخذ الطرحه وماتقلّوش ، رد ايضا : باااااااااااااء .... و راحت تنزع ثيابها قطعة قطعة و تضعها على الخاروف رشوة له حتى لا يخبر زوجها حسب ظنها و هي تقول : توخذ "كذا" وما تقلّوش و الخاروف مازال يثاغي باااااااء بااااااااء ... جلست بجانب الخاروف عارية تماما تبكي و هي تحاول استرضائه منتظرة الفرج من السماء و حضرت عمتها الحجة صيته بعد ان "استطولتها" ...
    الحجه : مالتش ياعمه شالحه زق و بتعيطي ؟
    العروس : ياعمه واني اطيّر مي ضرطت و سمعني الخاروف وبده يقول لجوزي ، واذا قلّه بطلقني
    الحجه : ياميمتي ياخضر نشّف رياقنا تاجوز ، ان قلّه الخاروف غير يطلقتش
    نزعت الحجة صيته "العصبه" عن راسها و وضعتها على راس الخاروف و هي تقول "توخذ العصبه وما تقلّوش" و الخاروف ما عنده غير باااااء بااااااء ، وراحت الحجة تنزع ثيابها قطعة قطعة و تضعها على الخاروف و هي تقول "توخذ الشرش و ما تقلّوش ، توخذ الشنبر وما تقلّوش توخذ ..." و الخاروف باااااء بااااااء حتى جلست عاريه بجانب العروس تبكي معها الى ان حضر ابو خضر "يتقحقح" و فهم منهما الامر فنزع عقاله و وضعه على راس الخاروف و هو يقول "توخذ العقال و ما تقلّوش" و راح ينزع ثيابه و يقول "توخذ الشوره وما تقلّوش ، توخذ المزنوك و ما تقلوش ، توخذ السروال و ما تقلوش ، توخذ ..." و الخاروف اصبح يثاغي من ثقل ما يحمل من الملابس و لا يعرف غير باااااااء بااااااء و جلس ابو خضر عاريا يبكي بجانب زوجته و عروس ابنه حتى عاد خضر ليجدهم على هذه الحال ، عراة يبكون و الخاروف "مثاغاته مطبقه الحاره" ...
    خضر : شو فيه ؟ مالكو عاملين بحالكو هيتش ، و لويش بتعيطو ؟
    الحجة صيته : و الله يمّه ان كان التشذب بنجي اصدق انجا ، "هيتش هيتش" صار مع عروستك" ... و اخبرته الحكاية من "طقطق لسلامو عليكو" ...
    خضر : قوموا البسوا وعيتكو و كل واحد يروح على فراشه ، و اني طالع من عندكو ، بدي الف الدنيا كلها و اذا لقيت اغبى منكو برجع عليكو و ان ما لقيت ما رح تشوفو خلقتي ، بخاطركوا ...
    ودّعهم و خرج هائما على وجهه ...
    يتبع ...

    -97 اذكياء و لكن ... زفاف"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    اكتظت الساحة باهل القرية فقد حضروا جميعا لمشاركة اهل العريس فرحتهم ، و بعد طقوس وليمة العرس و "حمام عريس الهنا" و قبل زفة العريس تحلق الشباب في الساحة بين الحضور "يدبكون" على انغام الشبابة فيما النساء بجانب من الساحة اشعلنها ايضا "دبك و رقص و غناني و زغاريت" ، و بعض كبار السن استضلوا بجدار "عقود" اهل العريس "يتفرجون على الدبّيكه" و يتحسرون على شبابهم ، و الاطفال يحومون بين الجميع في لهوهم المعتاد في مثل هذه المناسبات ... في هذا الجو العابق بالفرح انسلّ مجموعة من الصبية و صعدوا سطح "العقود" (العقود هي عدة غرف بجانب بعضها مبنية على نظام القناطر" و جلسوا على حافة السطح بجانب بعضهم و ارجلهم مدلّات للاسفل مستمتعين "بالفرجه" من الاعلى على جميع من في الساحة ، و كعادتهم في الافراح كان كل الصبية ينتعلون "جزمات حمرا" للدلالة على انهم اولاد "اكابر" حسب معتقد اهل القرية ...
    بعد "شوط الدبكة" استعد الجميع "لزف" العريس الى مكان آخر الا انهم فوجئوا بصراخ الصبيان و بكائهم على سطح "العقود" فهم لا يستطيعون النزول الى الساحة و العائق ان ارجلهم المدلّات عن حافة السطح متشابهة فكل واحد منهم يلبس "جزمه حمرا" ، و الارجل مصفوفة بجانب بعض فاختلط عليهم الامر و لا احد منهم يميز رجليه عن بقية الارجل بجانبه ...
    على بكاء النساء على ابنائهن و صراخ الرجال عليهم ... فذاك رجل ينادي على ابنه "ولك يابا قوم طيح عن العقود" فيرد ابنه "مش عارف اجريّ ايّاهن شلون بدي اطيح" ... و امرأة تقول لولدها "طيح يمّه الله يرضى عليك" فيقول ابنها "اذا طحت و طلعن اللي معي مش اجري شو بدي اعمل ؟!" ... و امرأة تندب و تقول "سقا الله اشوفك يمه طايح عن العقود و بتمشي عجريك عالارض" و اخرى تبكي و تولو و تقول "نذرٍ علي يمّه ان شفتك طايح عن العقود غير احنّي نصايب قبر الولي اللي جنب المقبره و اعلّق عليه اربع علام خُضُر" ....
    لقد تحول مشهد الفرح الى ميتم فالكل يبكي و ينوح و ترى الرجال يضرب احدهم كف بكف و يقول "انداري لويش طلعوا لفوق ، شو بدنا انساوي ؟" و بدأت الاقتراحات فمن قائل "هدّو العقود" فيأتيه الرد "لا خيوه بكفت بالولاد وبموتهم" و اخر قال"جيبو اخياش مليانه تبن و حطوها تحتهم و خلهم ينطوا عليها" فيرد عليه اخر"يازلمه همه عارفين يقوموا تامنهم ينطوا نط" ... في هذه الاثناء التي اصاب اهل القرية الياس و القنوط و اذهلهم الموقف وصل خضر و حابس بعد سفر طويل عندهم و بعد الاستفسار منهم عن مصيبتهم قال خضر"شو بتعطونا اذا منطيّح اولادكو سالمين" ، قال المختار "خذو اللي بدكو اياه بس طيحوهم"فقال خضر"جيبولنا خيزرانتين و ما عليكوا من الباقي" ، احضر لهما اهل القرية ما طلبا فصعدا درج "العقود" و بيد كل منهما "خيزرانه" ما ان يضرب احدهم بها ولدا على "مؤخرته" حتى "يفز مثل الجن" من مكانه و يجري نازلا درج العقود ، استمرا بضربهم حتى نزل جميع الاولاد سالمين عن سطح العقود ، و هنا علت "الزغاريت" و الضحكات و عاد الفرح يعلو القسمات ...
    اندهش اهل القرية من عبقرية الغريبين فأثنوا عليهما وكافؤهما و "زفوا عريس الهنا" فيما تابع خضر و حابس طريقهما الى قرية اخرى بحثا عن اغبياء اخرين ...
    يتبع ...
    -98 "اذكياء و لكن ... مثلي مثلك"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    خرج خضر من القرية هائما على وجهه ، ودّع اهله و هو لا يعلم ما الذي دفعه كي يتركهم ، هل هو فعلا تخلفهم ؟ كل اهل قريته كذلك ، ام هو شدة غبائهم ؟ ربما ذلك ، لكن ليس هذا عذرا ايضا ، لكنه تركهم و انتهى ... هذا ما كان يفكر به حين صادف شخصا غريبا في الطريق ... تعارفا على بعض ، و احس كل منهما انه يعرف الاخر منذ امد بعيد ... كان اسم الغريب حابس الذي راح ينصت باهتمام بالغ لقصة خضر مع اهله حتى اذا فرغ منها تبسم قائلا "مثلي مثلك يا صديقي" ... و هذه قصة حابس مع اهله ...
    كانت ام حابس مفترشة الارض كافة احدى رجليها و مادة الاخرى بزاوية منفرجة حتى تستطيع السيطرة على "الشِكْوَه" امامها تدفعها بيدها للامام فيندفع جسدها العجوز معها و تعود للخلف ليعود جسدها معها ، تكرر ذلك مرارا حتى اذا ما تعبت توقفت للحظات تمسح عن جبينها بعض حبات عرق و من ثم تعاود "خضّ الشكوه" ... لم يمضي بها طويل وقت حتى حضر زوجها ابو حابس ومعه ابنها حابس ، رفعت رأسها لهما و قالت بعد ان ردت السلام "اسمع يابو حابس انت وحابس ، ترى اني بطلت اقدر اخض اللبنات ، يعني ختّيرت و صرت اعجز عن شغل الدار و الحلال ، لازم حابس يتجوز و يجيب وحده تقوم بالدار ، خلص اني ماظل بييه حيل ، اي و الله مشوار العين لحاله تا اجيب سطل ميه صار يهدّ حيلي ، و بعد لويش كل هالرزقه اللي عندنا ، لمين بدنا اياها ، هيني بخض لبن و بس اخلص بفرّق الشنينات و الزبدات عالجيران ، اي اجوز يمّه يا حابس الله يرضى عليك خلّي مرتك و ولادك يتهنوا برزقتنا ، و بعدين بدنا نفرح فيك يمه ، تراني قايسه و ابوك مستوي ، خللينا انشوف ولادك قبل ما نموت ..." و هنا قال ابو حابس "و الله امك بتحتشي الصحيح يابا ، لازم تجوّز !!" ...
    استجاب حابس لطلب والديه ، و لم يمضي شهرا واحدا حتى كان قد تزوج قريبة له ، و لم يمضي على زواجهما ايام قليلة حتى كانت زوجة حابس التي مازالت عروسا قد خرجت للعين لاول مرّة لتحضر الماء للبيت ، و جلست على الصخر الاملس الذي يحيط بالعين و راحت تفكر بمستقبلها القريب و البعيد و تخيلت انها بعد عام ستُرزق بطفل جميل ، و بالغت في خيالها بالعناية به و حسن تربيته حتى يكون مضرب المثل لكل من يراه ، و تصورت كيف سيكون محبوبا من الجميع ، و نشط خيالها بل خيال الامومة لديها انه عندما يبلغ الست سنوات ستأخذه معها اينما ذهبت و خاصة اذا حضرت للعين لجلب الماء بل تخيلته معها يلعب حول العين يرتدي لباسا انيقا و جزمة حمراء كتلك التي يلبسها ابناء "الاكابر" و يدور حول العين ركضا على الصخر الاملس ، و كان الفرح باديا على قسمات وجهها الا انها على حين غرّة اخذتها رعشة خوف و كاد قلبها يقفز من مكانه هلعا حين تخيلت ان ابنها ستنزلق رجله على هذه الصخور الملساء و يسقط في مياه العين و يموت فهبت واقفة تصرخ باعلى صوتها "يابني يابني ، يابني ياحبيبي ، يابني غرق بالميه و مات !!" و راحت تلطم وجهها و تبكي بصوت عالٍ على ابنها الذي تخيلته ، و بينما هي في هذه الحالة اذ حضرت عمتها (ام زوجها) بعد ان انتظرتها طويلا و سألتها عما بها فقصت عليها ما تخيلته فجن جنون ام حابس و راحت تقرعها و تأنبها على احضارها الطفل الضغير معها لعين الماء حتى يسقط في الماء و يموت و بشكل مفاجئ "شقت شرشها" و صرخت "يابن ابني ، يابن ابني" و جلست بجانب زوجة ابنها تبكي وتنوح حتى حضر ابو حابس بحثا عنهما و اخبراه الامر فراح يدور حول العين باكيا صائحا "ابنك مات يابا ياحابس ، تعال شوف مصيبتنا" ... في هذه الاثناء حضرت امرأة للعين تريد الماء و بعد ان تبينت الحال عادت تخبر اهل القرية بالفاجعة التي تخيلتها زوجة حابس فما كان منهم الا ان حضروا و تجمعوا حول العين رجالا ونساء و اطفالا يبكون و ينوحون ...
    حضر اخيرا حابس الذي كان غائبا عن القرية و هم في هذه الحال ... بعض الرجال يدورون حول البركة و ينظرون لمائها علّهم يرون الطفل الغريق ابن حابس الذي توهمته زوجته و ينادون عليه ، و بعضهم يجلس "يشبّر بيديه" و يقول كلاما غير مفهوم و غيرهم يبكي ... اما النساء فلا تسل فقد كنّا ما بين باكية او نائحة او شاقّة لثيابها او لاطمة لخدودها و قد اختلط بعض الرجال بهن يهدؤن من روعهن فتسمع منهم "طولي بالتش ياحجه ، وحدي الله يا خيّه ، خلص الولد مات بعوض الله بداله ، البتشا و النوح مش مليح على الميت ، و ...و ..." ...
    كان لابد من يرى هذا المنظر من اهل القرية و يسمع كل هذا الصراخ و البكاء يظن ان كارثة وقعت او نصف اهل القرية قد غرق في ماء العين و النصف الاخر يبكيه ، و هكذا ظن حابس الى ان تبين الامر من اهله فجن جنونه من شدة غبائهم و اخذ يهدأ من روع الجميع حتى سكتوا و قال : اسمعوا كلكوا ، اني بدي اترك هالقريه ليكوا ، ان لقيت اَتْيَس منكوا برجعلكوا و ان ما لقيت ما رح تشوفوا صباحي مره ثانيه ، بخاطركو .
    و دّع حابس اهله و اهل قريته و خرج هائما على وجهه حتى صادف خضر و قصّا على بعضهما حكايتيهما و اتفقا على ان لا يعود اي منهما الى اهله و اهل قريته الا اذا وجدا من هم اغبى منهم .
    يتبع ....
    99- ذكياء ولكن ... آخر المشوار"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    العَْْْْْْْْْقِْْْْْْْْْد جمعه عقود : لفظة قديمة تطلق على البناء الذي تحمل سقفه القناطر .
    القرّاقه : لفظة تطلق على مرض "هبوط بيضات الثور او الرجل" فيقال "امقرّق" لمن يصاب به .
    كانت دار المختار كبيرة ، عقد مكوّن من عدة غرف واسعه بجانب بعضها مبني من حجر "القرطيان" ، يقابلها خان يتسع "للحلال" و التبن معاً ، فيما تتوسط البئر صحن الدار ... لاحظت زوجة المختار يوما بعض نباتات نمت بين حجارة الجدار الجانبي للعقد و كانت تشبه "الزرّاع" ، و بما انهم كانوا في فصل الصيف و قد يبس الربيع و اصبح هشيما سُرت بها و قالت في نفسها "بدي أظل أسقيهن ميه تايكبرن و أحشهن و أطعمهم للبقرات ، لا لا بطلق البقرات عليهن يرعنهن احسن ، بتهنن فيهن اكثر ، يتشعبطن عالحيط يدبرن حالهن" و داومت على ريّهن يوميا فكلما مرّت بجانب الجدار "لشقت حمّاميّة" ماء للاعلى باتجاه النباتات ...
    احدى الجارات كانت تشعر بالغيرة من دار المختار بل كانت تحسدهم على رزقهم الكثير و ربما تمنت زواله ، زارت هذه الجارة يوما زوجة المختار و كانت ترش الماء على النباتات التي في الجدار ، فقالت الجارة في نفسها "الرزق بكب عليهم كب ، حتى الربيع بعز الصيف طالع على حيطانهم" ... سلّمت و سألت زوجة المختار"هظول ياختي انتوا زارعينهن عالحيط" فكّرت زوجة المختار مليّا و تساءلت في نفسها "صحيح مين زرعهن ؟" فأجابت "لا ياختي هظول زراعة ملائكه" ، ازداد غيظ الجارة لكنها سألت بخبث "يختي ليش هذيك مش زيهن ؟ كلهن ناعمات زي الزرع و هذيك ورقها عريض و كبيره" فقد نمت بينها نبتة مختلفة تماما لم تعرف زوجة المختار اسمها فقالت "و الله يختي مابدري شو هي" ... وكانت فرصة للجارة ان تنفث سُمّ حقدها فقالت "أبتعرفي ياخيتي انه عقدكوا امقرّق ، و هاي الّي بتختلف عنهن قرّاقه" ، جن جنون زوجة المختار ، "القرّاقة" دليل خراب سواء كانت لرجل او لثور ، حسب اعتقادهم ، و أخبرت المختار بذلك ...
    اخذ المختار الامر على محمل الجدّ فجمع لفيف من اهل القرية و أطلعهم على الموضوع ، واستشارهم بذلك ...
    قال احدهم : خلّينا نقلعها و ننفك منها
    رد آخر : لا ياعمي ! احنا ما بدنا انخرب دار المختار بادينا
    فقال غيره : لعاد شو الحل ؟
    رد الحاووط و كان طاعن في السن : ياجماعه احنا لمّا ثور بقرّق شو منساوي ، مش منتشويه ، و عقد المختار بدّه تشي
    فاحتج احدهم : ياخوي ون صار العقد يعاقط زي الثور شو بده يلقاه وللا يقظبه ؟
    قال الحاووط : منربطه زي مامنربط الثور
    اتفق الجميع على ذلك على ان يتم كي العقد بعد صلاة العصر و ابلغ الحاووط جميع اهل القرية بذلك .
    بعد صلاة العصر استنفر الناس كبارا و صغارا ، نساء و رجالا ، المختار هو السلطة العليا عندهم ، و داره تعتبر دارا للجميع ، اهتموا أيّما اهتمام لذلك بل ساد التوتر و الارتباك بينهم خوفا على عقد المختار و خوفا منه عند كيّه بالنار فترى الناس يتراكضون بالشوارع يخرجون من بيوتهم من يحمل حبلا و من يحمل وتدا او قضيب حديد و النساء تجمع الحطب لإشعال النار كي يحموا عليها قضبان الحديد لكي العقد ...
    اثناء هذا النفير العام وصل خضر و حابس لهذه القرية و أحسّا ان أمرا جلل يحدث فيها فالناس يجرون بالشوارع كل يحمل شئ و لا يلتفتون لهما فيسألون هذا عن الامر فيقول "مش فاضيلكوا ، روحوا من هون" و غيره يقول عند سؤاله "يازلمه خلينا بحالنا ، حلّ عننا احنا ناقصينك" و اخر يقول "خلينا بمصيبتنا ، فاضي انت لحالك" .... لم يجبهما احد و لم يعرفا سبب هذا "الضوجان" في القرية ...
    تابع خضر و حابس مسيرهما مقتفين اثر الراكضين حتى وصلا حيث تجمع الناس حول دار المختار و شاهدا صنيع اهل القرية فقد افرغ بيت المختار من محتوياته كاملة وراحو يلفّون الحبال حول العقد و كل حبل يربطوه بوتد يدقونه على بعد أمتار من العقد ، و الكل يصيح على من يربط حبلا "شدّه مليح ، متشنه ، أربطه كويس" حتى أحكموا ربطه حسب ظنهم بكل الحبال الموجودة بالقرية كي لا "يعاقط" او "يفل" اثناء كيّه ، ومن ثم اشعلوا النار و بدأو بتحمية "سيخ" الحديد لكي العقد به ...
    صار "السيخ" احمرا يتوهج من شدة حرارته لكن للاسف لم يجرؤ اي من الرجال على كي العقد ، لقد خاف الجميع من هيجان العقد وربما "ينطح" من سيكويه "يجيب خبره" كما يظنون ، "كصّ" الجميع و تراجعوا للخلف و لم يتقدم احد لذلك ،فمن يقول "اني بقدرش ، مريض" و غيره "لا ياعمي اني أولادي بعدهم ازغار دقدق" و اخر "اني مش طاهر ترى وللا بتشويه" و ...و ... اما النساء فكن بحالة هلع كل منهن تحاول ابعاد صغارها للخلف فهذه تقول لابنها "ارجع يمّه لورى ، لا يعقطك العقد" و تلك "ياحبيبي روح عالدار خبيتلك قيشانيه مليانه عجوه ، روح اكلهن" و ... و ...
    شاهد خضر وحابس ما جرى و فهما مشكلة اهل القرية من احد رجالها فتقدما من المختار و قال له حابس"احنا منتشويلك العقد ، بس شو بتعطينا ؟" فقال المختار "يازلمه خذوا اللي بدكوا اياه بس خلصونا من هالقرّاقه" ، فقال حابس "جيبولنا سلّم" ، احضروا له سلما أسنده على الجدار و صعد حيث تلك النبتة "القرّاقة" و قلعها من جذورها و رماها وقلع باقي النبتات و قال للمختار "خذهن أطعمهن لبقراتك و حلّوا هالحبال و اطفوا النار ، عقودك سليمه ما فيها اشي و هاي حشيش ممكن تطلع باي مكان ، و الحجر ما بقرّق يا مختار" .
    استعظم الجميع جرأة الغريبان و غبطاهما على هذه الشجاعة و العقلانية و احتفوْ بهما و اكرموهما ...
    خرج خضر و حابس من القرية و اتفقا ان يعود كل منهما لاهله بعد ان تبين لهما ان جميع الناس "زي أهلهم و اطقع شوية" ، فبساطتهم لحد السذاجة ألبستهم ثوب الغباء ...
    ودّع خضر رفيقه حابس و عادا كل في طريق يحملهما الشوق و الحنين للأهل و الاحبّة .
    النهاية ............ مع تحيات عمر قديسات ابو صهيب .

    "-100المجانين اولاد ناس" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    الصديق ابراهيم مراشده ابو اياد
    الصديق صالح (اسم مستعار)
    ربما كنت استعجل الرجوله ككل الصغار عندما يقلدون الكبار حتى في الامور الخطيرة ، فتجربتي الاولى اشعرتني انني مازلت صغيرا على الصيد بالخرطوش ... حين اطلقت اول طلقة خرطوش على قبّره وكنت جادي على "ركبه و نص" سقطت الخرطوشة من يدي و "قلبت" على ظهري وحلّقت القبّرة عاليا كانها تقول لي "بعدك زغير على هالسوالف روح دورلك فخه عقدك اتصيد فيها" ... اما في التجربة الثانية فقد جلس احد رفاقي خلفي و ظهره يلاصق ظهري حتى لا "اقع" كما المرّة الاولى ، و مع ذلك لم اصب القبّرة ...
    اما التجربة الثالثة فقد كانت تختلف ففي ذات صبحٍ حضر عندي في "المقثاه" ابراهيم و صالح و معهما طلقة خرطوش و طلبا مني ان "يطخها" اي منهما بخرطوشتنا ... و طبعا كوني اصبحت خبيرا باستعمال الخرطوش طبّقنا التجربة الثانية لكن للاسف "ما ثارت الطلقه" ، و حاولنا للمرة العشرين و لم ننجح ...
    تاكد لي ان الابرة التي تضرب كبسولة الطلقة حتى تنفجر "دَرْما" اي رأسها غير مدبب ، و قد كنت الاحظ ابي عليه رحمة الله عندما يحصل معه ذلك يقوم بفك "مغلاق" الخرطوشه و يخرج منها الابرة و يدبب راسها بواسطة مبرد الا انني لا استطيع فعل ذلك ، و كان اقتراح من احدنا ان نستعيض عن الابرة بمسمار مدبب الرأس ...
    عدنا لعريشة المقثاة حيث كان بها فراش ابي الذي ينام فيه ليلا للحراسة مازال "ممدودا" لذلك نزعنا احذيتنا و "تشعبلنا" اللحاف فوق الفرشة و وضعنابجانبه المخدات و وضعنا فوقها الخرطوشة و بداخل "السبطانه" الطلقة من الخلف و انزلنا المغلاق للاسفل بعد ان احضرت مسمار "حرّاثي" اي يستعمل "لعود الحراث" و هو عباره عن "سيخ" حديد براس مدبب جدا و بطول يقارب الثلاثين سنتمترا ...
    جلس ثلاثتنا بجانب بعضنا "جديا" و ضغط صالح بكلتا يديه على "كعب" الخرطوشة فيما ابراهيم ضغط على السبطانه وذلك لتثبيت الخرطوشة عند انفجار الطلقة ... بالطبع ابقينا "المغلاق" مفتوحا و وضعت راس المسمار المدبب على كبسولة الطلقة و قبضت بيدي الاخرى حجرا و تهيأت لضرب المسمار ...
    واحد ... اثنين ... ثلاث ... ضربت المسمار بكل قوتي بالحجر ... انفجرت الطلقة ... و لان المغلاق مفتوح كان صوت الانفجار عنيفا و كذلك الدخان الذي خرج من "بوز السبطانه" و من خلفها عند المغلاق ، و "انتفظت" الخرطوشة بشدة و"نفظت" ايدي ابراهيم و صالح الذان و قعا على ظهريهما ...
    كان صوت الانفجار العنيف مع الدخان الكثيف قد فاجئنا و ارعبنا و نظرت لوجه صالح فقد كان منتقعا"اصفر اصفر" من شدة الخوف و كذلك و جه ابراهيم ... "يعني وجهي شو بده يكون ؟" ...
    للحظات كنا صامتين مذهولين ... استعدنا وعينا تدريجينا و انطلقنا بضحك مفاجئ و بصوت عالي و كأننا "على كبسة زر وحده"... لكن كان الضحك الاكثر حين رأينا حذاء صالح حيث كان امام فوهة السبطانة مباشرة عند الانفجار ولك ان تتخيل كيف كان ممزقا حيث مرّت من خلاله كل "رشات الطلقه " .
    -101 "هوشه"
    من حكايا الزمن الجميل ....
    الصديق فرحان خلف الزعل المعابره حدثني قال :
    ساومني "حجازي" و هو اشهر تاجر خضره في حسبة اربد على شوال الفقوس و اشتراه مني بستن قرشا و كان الشوال "ابو خط ازرق" افرغته مباشرة في شوال آخر مع حجازي حتى لا يكتشف ما بالداخل من فقوس كبير و كان هذا نمط سائد من الغش لدى الجميع يحذره التجار و هذا ما دعى حجازي لمفاصلة رفيقي عادل حيث اشترى منه شوال القثاء "ابو خط احمر" بتسعين قرشا و اشترط عليه "اوله و اخره واحد" ، و لان حجازي كان "مقروص" من عادل سابقا نادى معاونيه قائلا "فرّغوا شوال عادل على الارض" ... و للاسف كان ما يقارب ثلثي الكميه "انجوره و مذاريب" اي قثاء كبير الحجم جدا ما ان رآها حجازي حتى صرخ بعادل قائلا "يا غشاش !! شيل قثياتك و رجّع المصاري" ...
    احتدم النقاش بينهما و عادل يرفض اعادة النقود مما اثار حنق حجازي فشتم عادل الذي رد بضرب حجازي "بوكس" على وجهه مما دعا لتدخّل معاونيه و بعض "عتّالين" الحسبة و راحوا يتفننون بضرب عادل ...
    اخذتني الحميّة فتناولت "جعبوره" من "خرج" جنبي و ضربت احد العتّالين" اصبته برأسه فتقدم نحوي و كان يضع على ظهره سلّة كبيرة جدا ربما تتسع لاكثر من نصف شوال فقوس و يربطها بكتفيه و خصره و كانت معدّة لنقل الخضار ، تقدم نحوي و نظر لي مع ابتسامة صفراء مستصغرا حجمي في تلك الايام فوضع كفّيه على رأسي و ضغط بهما بكل قوة اسقطني على الارض جالسا و قلب سلّته و وضعها فوقي و جلس عليها يراقب "الهوشه"...
    كنت محبوسا داخل السلة لا استطيع حراكا حيث "ابطل مفعولي حريق الحرسي" و رحت اراقب من بين "شبك قصّيب السله" عادل و هم يوجعونه ضربا حتى قال حجازي "بكفّيه ، شيلو القثايات و ما بدناش المصاري".....
    نهض العتّال الجالس على السلة التي فوقي و حملها على ظهره و انصرف فقمت اواسي عادل الذي كان يئن وجعا من كثرة ضربه "بكسات و شلاليط و كفوف" فالتفت نحوي قائلا "ليش ما فزعتلي ؟ هسع جاي ؟" فقلت له "وَلَكْ كنت مُعتقل" .
    -102 "حكايه بوجهين"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    اصل الحكايه باختصار شديد ... كنت انا و محمود و محمد احمد رويزق معابره و سرحان المراشده في رحلة صيد في الوادي شرق سوم و من ثم شمالها وكان معنا بندقيتان "ميم ون" التي كانت بحوزة أبائنا ايام الجيش الشعبي و كنا في تلك الفترة في مقتبل الشباب ... حصل معنا ثلاث احداث مميزه و هي اننا صادفنا "حصيني" اطلقنا النار عليه بكثافة و لم نصبه ، و الحدث الثاني انني صدّت "تشحّله" بعد ان اطلقت عليها رصاصة اخطأتها لكن ربما "اندوشت" فطارت عاليا و عادت تحط بجانب الحجر التي كانت تقف عليه فقبضنا عليها سليمة و من ثم اطلقناها بحال سبيلها ، و الحدث الثالث ان سرحان استغل نفاذ الذخيرة من البندقية التي معنا و راح يطلق النار من بندقيته فوق رؤوسنا ليرعبنا حتى فرغت الذخيرة منه ...
    زرت صديقي سرحان فيما بعد لاجده قد دوّن تفاصيل ر حلة الصيد كمذكرات له على نسختين باستعمال ورق الكربون الذي كان مغرما بالكتابة عليه ، و لا ابالغ فيما اقول ، فقد كتب تفاصيل الرحلة بفكاهته المعهوده بالشكل و الصيغة التالية :
    ١- خرجنا برحلة صيد الى الوادي نحمل البنادق و الرشاشات الثقيلة و واجهنا "رف حصينيات بغطي عين الشمس" و حصل بيننا اشتباك عنيف استعملنا ضدها جميع انواع الاسلحة الثقيلة و الخفيفة و "اشارات التنوير" ، و للامانة لم نصب منها اي حصيني الا اننا ارعبناها فولّت هاربة من ارض المعركة .
    ٢- وجدنا في الوادي "تشحّله" اقتنصها "القناص عمر" حيث اطلق عليها اول رصاصة اصاب رجلها اليمنى فقطعها و بقيت واقفة على رجل واحده فاطلق رصاصة ثانية قطع رجلها اليسرى فطارت عاليا في الفضاء بلا ارجل فاطلق رصاصة ثالثه اصابها اصابة مباشرة فصل رأسها عن جسدها و تابعت طيرانها لكروم "أبان" فيما سقط رأسها امامنا فاخذنا و سلخناه و "تغدينا عليه" بعد ان شويناه .
    ٣- عند ياقوصة ليلى واجهتنا مجموعة "زلم" من القرى المجاوره متسللين الى قريتنا اشتبكت معهم لوحدي لنفاذ ذخيرة اصدقائي و اجبرتهم على الانسحاب من محيط قريتنا و قلت لهم "يا ويلكوا اذا بشوفكوا هون مرّه ثانيه لاخلّي فصوصكو مثل قزع العَجُر".
    الى هنا انتهت مذكرات صديقي سرحان و حين سألته عن سبب الكتابه بهذه الصيغ و على نسختين اجابني :
    بدي اودي نسخه للاستاذ "......" اخوّفه و ارعبه قد ما كان يكتلنا ايام المدرسه و اورّيه مين إحنا ...
    -103 "حُسن الجوار" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    الصديق فيصل المراشده عليه رحمة الله
    في سبعينيات القرن الماضي زرعت امي عليها رحمة الله شرقي مسكننا الحالي بيتي يقطين بجانب بعض قريبا من الحد الفاصل بين ارضنا و الارض المجاورة لنا قبل افرازها و كان يشرف عليها فيصل المراشده "العربي"ابو طارق عليه رحمة الله حيث تعود ملكيتها له و لاخوانه و عمّه ...
    نمى بيتي اليقطين سريعا حتى غطّيا مساحة واسعة جدا لا ابالغ ان قلت انها تتجاوز السبعين متر مربع معظمها كان في الارض المجاورة ، كانت امي تعتني بهما عناية فائقه ، ري منتظم و سماد طبيعي ، و قد كان هذا طبعها كلما غرست نبتة او شجرة توفر لها كامل العناية و سبحان الله دائما يكون غرسها مميزا و فيه بركة من الله ...
    و جاء موسم الحرث حيث ناداني سائق "التركتور" قائلا "بدي احرث ارض جيرانكوا ، دبروا بيت اليقطين ، ماكل نص الارض " ، لم اتوانا و اخبرت امي فقالت "حقهم يمّه ، اقلعهن بسرعه خليهم يحرثوا ارضهم " ، رحت اكفّ "عروق" بيتي اليقطين بما تحمل من ثمار لارضنا و اصبرها فوق بعضها كي اسهل للتركتور حراثة الارض و من ثم ساقلعها ، لكن في تلك الاثناء حضر "العربي" و قال "شو بتسوي يا زلمه ؟" قلت له " شوفة عينك ، بكفكف باليقطين عشان التركتر يحرث محلهن ، و هسع بقلعهن عشان ما يأذن ارضكوا" فقال و هو يهز رأسه استنكارا لفعلي "و الله يازلمه لو بغطن كل ارضنا ما بخليك تقلعهن ، يللا ارجعهن زي ما كانن ، احنا جيران خيوه و احنا لبعض" ... ادهشني بكلامه ، فالمساحة التي يشغلها بيتي اليقطين ليست قليلة ابدا فبعض الناس "تقيم الدنيا و لا تقعدها" اذا مررت ماشيا بارضه ، لكن سبحان الله طيبة النفس و حسن الجوار هبة من الله عزوجل ...
    ساعدني باعادة "عروق" اليقطين مكانها و قال لسائق التركتور "احرث الارض و حٓلٍْوِق حوالين بيت اليقطين " ، حرثها سائق التركتور تاركا ما يزيد عن المئة متر مربع بورا حسب ما اشار له ابو طارق ...
    احسنت الجوار ابا طارق بصنيعك هذا و بكرمك و حسن خلقك ، اسال الله لك الرحمة و المغفرة .
    -104 "خاثر" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    و صلتني هذه القصة من الصديق جمعه شناق .
    من وجهة نظري كطفل في تلك الايام كان ذلك عقابا قاسيا ، انا لا احب اللبن الى حدٍ ما فكيف اذا كان العقاب هو ان تقتصر و جبة الافطار على اللبن لمدة طويله و رغما عني ، تلك مصيبة ، فانا مازلت طفلا اعبّر عما في نفسي بكل عفوية و براءة الطفولة ، لكن امي عليها رحمة الله كان لها رأي أخر ، و لكي تربيني انا و اخوتي جميعا(رحم الله الاموات و اطال عمر الاحياء منهم) على عدم كفران النعمة و حمد الله في السراء و الضراء فقد قالت حين سمعتني أتأفف من اكل اللبن "شو بتبرطم يابو الفشاكيل ، مش عاجبك الخاثر(من اسماء اللبن الرايب) ، هاظ بدل ما تقول الحمد لله على هالنعمه ... طيّيّيّيّييّيب !! كل الجمعه (الاسبوع) الجايه ما تسطبح (تفطر) غير خاثر بس !! انت و هظول اللي بضَّحْوَكو على حتشيك ، وانا ام محمد !!" ...
    بالطبع كانت مهمة شراء اللبن موكولة لي كوني اصغر اخواني ، فقد كانت امي تعطيني "صينية الالمنيوم" التي مازلت اذكرها بحجمها المتوسط و بعض تطعيجات فيها و تقول لي "اقظب الصينيه مليح طعّجتها قد ما وقعتها و هاظ شلم حطو بجيبتك لا تضيعوا و مثل الطير عدار الحجة مريم جيب الخاثرات" ... لم تكن تبعد دار الحجة مريم في سوم عن دارنا كثيرا ، فما بين عشر الى خمس عشرة دقيقة اكون قد احضرت اللبن الا اذا "اتلكعت هون و هون" ...
    مرّ اليوم الاول و الثاني من ايام العقاب المفروضه علينا من مجلس الامن (امي) عاديا تقريبا ، لكن اعتبارا من اليوم الثالث بدأت معاناتي مع اكل اللبن و حاولت التهرب من ذلك لكن اين المصير "الخاثر من امامي و الشاي جانبي وعيون امي تراقب ، بدك توكل يعني بدك توكل" ... كنت "اوكل" اللبن اذا كان خبز الطابون ساخنا اما اذا كان "جافر" فكنت "اغطّه" بالشاي ، و هذا ما كانت ترفضه امي حيث تقول "يا ولد الشاي فيهوش فايده غمس خاثر افيدلك" و بالطبع كان من قيود امي علينا ان ناكل الخبز "الجافر" بداية حفظا لنعمة الله علينا و من ثم الخبز الساخن ...
    انتهى اسبوع الجزاء ، و في اليوم الثامن يوم فكّ الحصار اعطتني امي كالعاده "الصينيه و الشلن" كي احضر اللبن فقلت لها "اليوم فاطور مشكّل ترى ، خلصت الجمعه" ، قبلتني بكل حنان و قالت "تكرم يمه" ...
    توجهت الى بيت "الحجة مريم" لاحضر اللبن ، و كالعادة كنت اضع "الشلن" في جيبي و استمعل "الصينيه" كمقود سياره ، حيث اتخيل نفسي سائق سياره ، اقبض على "الصينيه" بكلتا يدي امامي و "اشغّل " قائلا "فن فن فن فن" و انطلق راكضا بعد ان ارفس الارض بقدمي مرتين او ثلاثه و اصرخ "فاااااااااااااان" ...
    كنت اركض سريعا و اقلد حركات السائق و صوت السياره "فااااااااااان و البريكات إيييييئ" و عندما يكون احدا في الطريق امامي "ازمِّرله : بيب بيب بييييييييييب " و عند الانعطاف من شارع لشارع "اقص الكوربه" ... و هكذا حتى و صلت بيت "الحجة مريم" و طرقته حتى اطّلت و ما ان رأتني حتى قالت "غيبلك شويه ياميمتي و ارجع ، هسع مش فاضي احطلك خاثر" ... "شغّلت فن فن فن و حطيت ليفيرس" و رجعت للخلف سريعا من غير ان استدير فارتطم ظهري و "عنقوري" بجدار كان يبعد عني مترين او ثلاثه فاشركت مع "الفاااااان آآآآآآخ" و خرجت من الدار وانا اسمع "الحجة مريم تقول "دير بالك ياميمتي" ...
    طفت معظم شوارع سوم ركضا مابين "فااااان و طوووووووط و تشحيط بريكات و قص كوربات" و عدت لبيت "الحجة مريم" حيث وضعت لي اللبن المطلوب "بالصينيه" و قفلت راجعا لبيتنا امشي ببطئ خوفا ان يندلق اللبن من "الصينيه" ...
    كنت امنّي النفس بوجبة افطار شهية تحوي عدة اصناف و خاصة البيض البلدي ، تخيلت الزيتون و الزيت و الزعتر و "مربى القرع" و خبز الطابون الساخن و غير ذالك فقد كنت احب وجبة الافطار جدا و خاصة لوجود كل إخوتي و ونكاتهم و تعليقاتهم .
    وصلت بيتنا و ناولت امي "الصينيه" و جلست مع اخوتي انتظر "سُفرة" الصباح المميزه الا انني شعرت ان بالامر شئً من نظراتهم و "تغامزهم" و ضحكاتهم المكتومه تبين لي في ما بعد ان احد اخواني قد اساء الحديث عن الطعام فكان قرار امي الصارم بان يكون الفاطور عينه اللبن فقط لكني ما علمت ذلك و لا اعطيت كبير اهمية "لتغامز" اخوتي و بقيت انتظر حتى جاءت امي تحمل "صينية" اللبن نفسها و وضعتها بيننا و وضعت بجانبها "منسفة" الخبز و كان للاسف "جافر" و حتى الشاي حرمتنا منه و قالت "يللا قدمو اسطبحوا (افطروا)" ... نظرت لها قائلا "وين البيض المقلي و الشغلات الثانيه" فقالت "أُكل و انت ساكت ، هاظ الفاطور كلّه" ... صُدمت من المفاجئة الغير متوقعة فقمت اصرخ و "انط فوق و تحت بدي بيض بدي بيض !!" لم تتوانى امي حتى هددتني و الحفاية بيدها "اقعد اكل احسن ما اهري اجنابك " فقلت "بديش اُوكل" و استدرت لاهرب فخطوت الخطوة و قبل ان اصل باب الغرفة كانت "حفاية" امي قد التصقت بظهري ، سامحاها الله فقد كانت تجيد التسديد عن بعد ...
    -105 "بياع صبر" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    في جلسة مع بعض الاصدقاء استذكرنا فيها ايام زمان و نهفات الطفول و حدثنا فيها الصديق ابو مهند الكيلاني حفظه الله قال :
    ايقظتني امي عليها رحمة الله على عجل قائله "اصحى يمّه ، يمّه يا مصطفى قوم ، راحت علينا نومه و الضو فجفج ، قوم يمّه شيّل صبراتك و إلْحَق ربعك" ... سمعت كلامها بداية كحلم سرعان ماتفاعل باحساسي فنهضت من نومي و جهّزت نفسي سريعا وخرجت مرتبكا الى حدٍ ما ، حللت رباط حمارنا (اجلّكم الله) من تحت التينه و وضعت عليه "المَشْتيل" و حمّلت فيه "اربع سطولة صبر" و سقته باتجاه الشارع العام الى منطقة "مفرق الدروب" حيث اعتدت ان الاقي فوجا من "بياعين الصبر" صباح كل يوم نتوجه الى اربد كقافلة لبيع حمولاتنا من الصبر ... في هذا الصباح لم اجد احدا فقلت في نفسي "سبقوني الشباب" فلكزت حماري و رحت انهره كلما تباطئ في مشيته علّي الحق بهم ، ولم يكن يدور بذهني الا انني متأخر عن الموعد و لم احاول تقدير الوقت حتى القمر لم الحظه علما انه كان بدرا و على وشك الغياب .... هبطت طريق الوادي مابين "سوم و البارحه" و لم احفل بالظلام الدامس في الوادي لافول القمر فكل ما احسه و يتفاعل بمشاعري ان الشمس على وشك الشروق و يجب ان الحق صحبي وزدت حماري نهرا و ضربا استعجله ...
    في منتصف طريق الوادي تقريبا و تحديدا عند القلعة التي كنّا نسميها "قلعة ابو الدردا" حيث اثار اقدامه عليها كما كنا نعتقد ، عندها بالضبط تناهى لمسمعي صوت "آذان" ، انصتُّ له فتبين انه آذان الفجر الاول و تبين لي اللُبس الذي حصل ، فقد ظنت امي ان "الفضا" خارج البيت ما هو الا ضوء النهار و"الضو فجفج" كما قالت و لم تنتبه انه ضوء القمر الذي اوشك على المغيب ، و على هذا الاعتبار ايقظتني سريعا ...
    ما ان ايقنت انني قد "سريت" مبكرا جدا على غير العادة ، و ان "بياعين الصبر" مازالوا يغطّون بنومهم و انا وحيدا في هذا الوادي في ظلمة الليل الحالكة حتى اعتراني خوفا شديدا و تبدلت تلك الطمأنينة رعبا زلزل كياني و صارت اوصالي ترتعد و اصابني "مغص الخوف" فركبت الحمار و واصلت سيري بقلب مرتجف و اعصاب "بايزه" من شدة الخوف حتى انني كففت رجلاي و جلست على ظهر الحمار متربعا خوفا ان ينهشها اي شئ ، و بدأت كل حكايا الجن و الغوله و الضبع و الوحوش و "قطّاعين الطرق" و كل ما يخيف تتقافز لذهني كانما بداخلي شخصا آخر يحدثني بها لازداد رعبا و هلعا حتى نسيت كل عمري و ربما نسيت من انا و احسست انني مولود في هذه اللحظات المخيفة و غامت الرؤيا امام ناظري حتى احسستها تزداد عتمة بدل ان تخف و احسست ان ما تبقى من الطريق طويلة جدا و ان "البارحه" ابعد من الحجاز كوننا كنا نعتقد ان الحجاز ابعد ما يكون عنا ، و احمد الله ان الهواء كان ساكنا فلو هبة نسمة ضعيفة و حركت عيدان "الخرفيش" اليابسه على جنبات الطريق او "بيت وَسْبَه" فربما يغمى عليّ الا ان الله سلم ...
    واصلت مسيري في تلك الوحشة و الرعب و مشاعري تصور لي ان الدرب يطول و ان لا نهاية له و لا نهاية لمدة الخوف حتى تفاجئت انني قد صعد بي الحمار الوادي و اصبحت بين مساكن اهل "البارحه" من الغرب و صرت ارى اضواء خافتة تنبعث من بعضها مع صوت "آذان" الفجر يُرفع من المسجد القريب فبدأت الطمأنينة تعود لي شئ فشئ ، ترجلت عن الحمار و ابتعدت به قليلا عن الشارع الذي اعتدنا ان نسير فيه و جلست على الارض مادا رجلاي امامي و مسندا ظهري "لسنسلة" احد المساكن و قابض على "رسن" الحمار بيدي ، و من جرّاء هذا الارهاق النفسي الذي اصابني من حالة الفزع والخوف الشديد رحت بسبات عميق ...
    لم استفق من نومي الا مع اولى خيوط اشعة الشمس و لبثت للحظات بلا وعي مندهشا من وجودي في هذا المكان و في هذا الوقت ، لحظات و استعدت وعيي و تذكرت ما جرى لي فنهضت فزعا ، اين الحمار ؟
    يا الله ما ان اخرج من مشكلة حتى ادخل بغيرها ... لماذا تركني هذا الحمار اللعين ؟ لقد كنت ممسكا بطرف "رسنه" ، معقول ان يكون احد المارين قد طمع به وبحمله و سرقه ؟ او هو لم ترق له الرحلة ليلا فهرب ؟ اين سابحث عنه ؟ ... وراحت الهواجس تتفاعل في نفسي و تكبر و كان اكبر همّي هو اهلي ، ماذ اقول لهم ؟ و ماذا سيفعلون بي اذا ضاع الحمار ؟
    عدت ادراجي الى القرية و كلي امل ان يكون الحمار قد عاد للبيت كعادة "الدواب" ، و ما ان هبطت الوادي حتى واجهتني مجموعة من الصبيان يسوقون حميرهم باحمال الصبر و امامهم حماري "بعنفص" و اخبروني انهم وجودوه بجانب الطريق يرعى اعشابا يابسه بكامل حمله فاعادوه معهم ، تنفست الصعداء و تابعت مسيري معهم لاربد ...
    قبل الظهيرة كنت عائدا و رفقتي من طريق الوادي بعد ان بعنا ما معنا من صبر و "فرحان و طربان على كركعة سطولة الصبر الفارغة بالمشاتيل " .
    -106 افراح " ... 1 عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    هل تفرح عتبات البيوت لفرح اهلها ؟ هل تغني الابواب الخشبية "ام صعرور و درّيبيه كبيره" ، و تردد معها "خابية" الماء لحنا طروب و يتراقص الدرج الحجري صعودا حتى "ظهر الحيط" نشوةً ؟ هل تضحك "طواقي" الحمام و تصفق حَمامتنا باجنحتها حبورا ؟ ...
    هكذا كانت "دارنا" صباح ذلك اليوم المميّز ... او هكذا احسستها ... امي و ابي ، جدي و جدتي عليهم جميعا رحمة الله ، لم اعهد منهم مثل هذه العفوية بالتعبير عن فرحهم ... اخواتي الصغيرات ، فراشات مزركشة بالورود تحوم بهجة و سرورا ... هكذا احسست ... كل شئ في الدار يبتسم لي ... حتى انا طالني الفرح و انا ضحيّته ... اليوم هو يوم ختاني ... انا "الولد" الوحيد في العائلة و البقية "بنات" ، لم يكن بعد قد "شرّف" احد من اخواني ، فلما لا يكون فرح امي و ابي بحجم قلوبهم الكبيرة ، و كذلك جدي و جدتي ، انا ابن محمد وحيدهم حيث "لا اخ و لا اخت "له ...
    من "بدري" نصب جدي خشبات "المصنّع" في حوش الدار ، لفته امي و جدتي "بالسفيفة ام الشرابيش" و زينّه بقطع القماش الملونه و غرسّنَ العلم الكبير اعلاه ... و تراويد الفرح ترافق حركات الايدي ، و ربما الدموع ... دموع الفرح !!
    يا الله ما اغلى "الضنى" ...
    كنت قد تجاوزت قليلا سن من "تحممه" امه ... ربما عامين و اكثر ، لقد خٌتنت متاخرا ، لذلك مازالت بعض مشاهد الفرح واضحة في مخيلتي وان بهت بعض صوره ... "حممتني" امي وهي تروّد و تغني و "تهاهي و تزغرت"و ... تبكي !! لقد اقامت مهرجان فرح ... البستني "دشداشه" بيضاء و "فرقتلي شاليش جنّابي" و اعطتني علما ابيض مزركش بقطع قماش صغيرة ملونه و قالت لي "يللا عدار عمك مصطفى" ...
    كان هذا اليوم مميّزا ايضا بالنسبة للعم الحاج مصطفى الجلال الاخرس امد الله بعمره و متعه بالصحة و العافية ... انه يوم عرسه ، يوم "طلاق العزوبيه" ... انه يوم "الزفه" ... "زفة العريس" ... و كذلك كان هذا اليوم مميّز لابني العم ، الشيخ هايل الاخرس امد الله بعمره و بارك "بلحيته" و اخيه الاصغر "علي" (اللهم اجعله من طيور الجنه) ...
    يوم فرح بامتياز ... زفّة العريس مصطفى و العروس صبحا (اطال الله عمرها) ... و "طهور" عمر و هايل و علي ...
    يتبع ...
    -107 " فرح " ... 2
    من حكايا الزمن الجميل ...
    حينما رآني احد اصدقاء والدي وانا البس "الدشداشة البيضاء" و احمل بيدي علما ابيضا مرصعا بقطع قماش صغيره ملونة على شكل مثلثات او "حُجُب" كما كانت تقول عنها النساء ، حينما رآني اقترب مني و قال مداعبا "شو يا عمر بدك تجّوز ؟ " فقلت "لا عمي بدي اطّهر" فقال ضاحكا "يازلمه هيّك طولي ، لازمك جيزه مش طاهور الطاهور لهايل و علي" وكانا يقفان بجانب عمي ابوهايل و يلبسان الدشاديش البيضاء و علم كعلمي بيد كل منهما ، و اقتادني من يدي لتناول الغداء اذ سمعنا احدهم يقول بصوت عالٍ "اتفضلوا ياجماعه على الميسور" وردد الكثيرون "ميسور غانمين" ...
    بعد طعام وليمة العرس دخل مجموعة من الشباب غرفة مع العريس مصطفى "لتحميمه" كما جرت العادة سابقا وسط اهازيجهم التي تفوح منها رائحة الفرح والبهجة ...النساء في جانب من ساحة دار "عمي جلال" تشعل الفرح "بالمهاها و الزغاريت" و يغنين "قولولها ام العريس قلولها ... ترى العريس عريان بالحمام" ... "وديتله سبع بدلات مفصله ... يلبس و يلبّس جَمِعة الشبان" ... حتى اطلّ العريس من "حمّامه" عطرا انيقا تحت مظلة تزينها "البالونات" يحملها احدهم يظلل عريس الهنا من اشعة الشمس ، والتمّ الشباب حوله يغنون "طلع الزين من الحمام ... الله و اسم الله عليه" ... "ياصلاتك يا محمد ... يا خزاتك يابليس" ...
    في تلك الاثناء كان ابي قد احضر "فرسنا الحمرا" و عليها برذعة خفيفة اركبني على ظهرها و اردف هايل خلفي قائلا له "قربط بعمر مليح" و وضع امامي علي وكل منا يحمل علمه بيده و قاد الفرس بنا في مقدمة "الزّفه" مع العريس... من "دار عمي جلال حتى المقطنه" وسط "حداء" و غناء الشباب "بارودنا هلّي مع الجيشي عصملي ... يامصطفى لا تذل كم هوشه حضرناها" فيما النساء خلف الشباب تغني "واحنا انزفه و الشباب اتزفه ... مصطفى ماخفه شمعة العرسان" ...
    في منطقة "المقطنه" جرت حفلة سباق خيل شارك فيها بعض الشباب منهم على ما اذكر ابو نايل عليه رحمة الله و ابو علي فواز الخلف امدالله بعمره بالاضافة لوالدي و غيرهم باجواء حماسية اشعلتها النسوة "بالزغاريت" و البعض باطلاق الرصاص تعبيرا عن البهجة و شارك الجميع بتشجيع الفرسان بسرور بادٍ على الوجوه ... و بعد السباق كان "دك دبكه" على انغام شبابة ابو عدنان عليه رحمة الله بجانب "كرم الحجي" ... و من ثم قفل الجميع عائدين بالزفة من جديد الى "دارنا" حيث كان العريس "معزوم" عندنا ، و كثيرا ما كان عرسان حارتنا "يعزمهم" والدي بعد الزفه لبيتنا ...
    و في صحن الدار تجمهرت النسوة حول "المصنّع" يغنين "بنينا قبه خضه و الحسن و الحسين فيها ... ياعمر قاعد فيها ، يعدّل بمثانيها" و مرّه يا هايل و اخرى يا علي ... و تحلّقن حول "المصنّع" يعبرنّ عن فرحهن "بدبكة نسوانيه" حتى حضر "المطهر" الشلبي و دخل عند العريس و الشباب في احدى الغرف و قال "مستعجل شوي ، هاتولي هالصبيان" ...
    يتبع ...

    -108 " فرح ... ٣"
    من حكايا الزمن الجميل ...
    منذ الصباح كان احساسي بالبهجة يتزايد ... اهلي جميعا شحنوا عواطفي بموجات ود "فوق العاده" ، فرحهم الذي يشعّ من العيون انتقل لقلبي ، دلالهم اشعرني اني امير من سلالة ملوك ... الزفة مع ابناء عمي ابو هايل و عمي مصطفى العريس و مداعبة الكبار لي و غناء نسوة الحي باسمي ملئ صدري حبورا لم اعهده سابقا و نشوة عابقة سكنتني ... كنت اتنقل بدشداشي الابيض و علمي بيدي في ساحة دارنا و غرفها بين النساء الملتفات حول "المصنّع" و اهازيجهن "تطرب النعسان" و الشباب عند العريس داخل الغرف ، كنت اتنقل كفراشة تتعطر بعبق الورود او نحلة اسكرها رحيق الزهور ... كنت فرحا ، منتشيا حد الثمالة ...
    ما ان حضر الشلبي مطهر الاولاد حتى انقلب حالي رأسا على عقب ، بدأت اعصابي ترتخي ، قواي تخور ، و فرحي بدأ يتبخر ... انه الخوف ، بدأ يغزو كياني ، هزّني من اخمص قدمي حتى شعر راسي و نسيت هل "مفرق شاليشي الجنّابي" لليمن ام الشمال ...
    غنّت النساء "طهّره يا شلبي و ناوله لمّه ... يا دميعة عمر نزلت عثمّه" ... "ول ول" قبل قليل كانت "الغناني علي" تكاد تجعلني اطير مع العصافير ... ما هذا الانقلاب المفاجئ ؟ ما هذه الدعوة ليشحذ الشلبي سكينه و "يلحمني" ، و السؤال القوي هل رأيتن دمعتي على خدي و وصلت "ثمّي" ؟ ... " يا مفتريات ، كاينات تضحكن علي لحتى تقعدنّي بين ادين المطهر؟" ... لن ابكي ، انه تحدي ، قلت لامي اني لن ابكي ، و كذلك قلت لبعض الشباب من اصدقاء ابي لحظات "المقاهره" ، لن ابكي ، تحدي لنفسي و للجميع ، رغم الركب السائبة ...
    "يللا يا عمر فوت جاي يابا" ... انتشلني صوت ابي من اللاوعي ليقعدني امام الشلبي وجه لوجه ... "الله يسامك يابا ، ليش ما بديتوا بهايل او علي ؟ يللا الي عليك عليك " ...
    نثر المطهر عدته امامي ، و كلما اخرج قطعة يخرج معها زفير خوف من صدري ، لكن شهيق الرعب كان مع اخراجه للموس ... همس احدهم باذني "اوعى اتخاف ، اذا عرف الشلبي انك خايف بطهرك بالشبريه ، خليك زلمه" ... قلت في نفسي "يازلمه ظل فيها زلوميه" ... و لا ادري كيف "عبطني" احدهم من الخلف ممسكا بسيقاني ، فلا حركة مهما حاولت فدب الرعب في قلبي و كانما اصفر و جهي فنهرني احدهم قائلا "لويش خايف ، عيب عليك !!" نظرت له "بطرف عيني" وبالكاد خرج صوتي من فمي قائلا له "تعال اقعد محلي ، و لا تخافش حضرتك" فضحك الجميع حتى المطهر الذي بدأت اصابعه تعمل حين قال احدهم "لد عالحمامه" و اشار باصبعه للسقف لكني كنت "الد" لوجه المطهر و جاءت دفقة الالم مع اول "جرّة" لموس المطهر وراح ذلك الالم اللعين يشتد و يحتد مع استمرار الجزار بسلخ الجلد الفائض عن الحاجة ، وخشيت ان تنهار مقاومتي و "انفلت بالعياط" لكني تصبّرت و اطبقت فكيّ و صررت اسناني على بعض ليخرج من بينها صوت الالم "اووووووووووووو" و صرت "اشد على حالي" و اكتم انفاسي حتى خشيت ان "اطخ مت تحت" ... دقائق كالساعات مرّت ، المها فظيع جدا لكني كنت "زلمه و ما عيّطتش" ، الم يقل هذا عمي الحاج عيسى عليه رحمة الله ...
    علت الاصوات "مبروك ، مبروك ، مبروك " و حملني ابي خارج الغرفة لتعلو "الزغاريت" و تتلقفني امي بذراعيها و قلبها و تحتضنني كانما تحتضن روحها و الدموع تهلّ على خديها وتتبعها جدتي قائلة و هي تشرق الاخرى بدموعها و كلماتها قائلة "اعبريه ياعمه جوّه لا يصيبنّه بالعين" ...
    مددتني امي على "فرشه" فيما استند جدي حيث كان مضطجعا و هو يقول "الحمد لله ، الحمد لله" و ضياء الفرح تشرق من وجهه ... و مع استمرار الالم انصتُّ للنساء تغني "ايدك ايدك يا مطهر الصبيان ... بقطع ايدك لوجعت هايل بقطع ايك" فقلت في نفسي "ايْوَ اضحكن على هايل زي ماضحكتن علي" ... و كما علمت لاحقا ان "صراخ هايل اقطب" و كذلك علي فهما معذوران لصغر سنهما ...
    ايام قليلة مرّت كنت اعاني من لحظات "الغيار" فقد تعافيت نسبيا بفضل الله ... و اصررت على مرافقة اهلي عند ذهابهم للمباركة للعروسين ، و كنت مازلت امشي "مفاحجه" و اشد دشداشي من الامام ابعده عن جسدي حتى لا يلكم "الطهاره" ... و اعجبني "صمدة " العريس بجانب العروس فما ان خرجنا من عندهم حتى شددت بيدي دشداشي للامام و بالاخرى شددت "بنيقة شرش امي" و و قفت على رؤس اصابعي و همست قريبا من اذنها "اميت بدكو اجّوزوني" ، ضحكت امي قائلة "بس اطّيب مليح يمّه" ...
    "طبت مليح و اهلي جوزوني و الحمد لله ... بعد ان بلغت الثانية و الثلاثين من عمري" .
    عمر قديسات ابو صهيب .
    -109 "لعبة منقله" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    ابو كرمه : لا الاه الا الله ما احر هاليوم ، إعصرت الدنيا و بعدها شوب .
    ظاهر : يعني ، هاظَ القيظ دايما هيك ، شو بتترجا ، تيجينا ثلوج ، ما في غير الشوب
    لفّ ابو كرمه سيجارة هيشي و اشعلها و دفع بالعلبة لظاهر قائلا "ذوق هالتتنات اليوم فركتهن ، هظول كنت زارعهن بالحاكوره ورى الدار" ...
    اقبل ابو الحنشان شابكا يديه خلف ظهره .
    ابو الحنشان : مالكو ياجماعه صافنين ببعض ، ما تجيبو هالمنقله خلينا نتسلى احسن ما نقعد لصك الحكي .
    ابو كرمه : امبين جلدك برعاك ، جاي عبالك تندبز و تروّح زي كل يوم .
    ابو الحنشان : لدلك لدلك مين اللي بسولف ، اي يازلمه لولا اللي بقعدو جنبك و بصيرو ينقزولك و للا لاهري جنابك
    ابو كرمه : ابو نجيب يابو نجيب ، الله ياجرك ناولنا هالمنقله من عندك تافرجيك بلعمض هاظ
    خرج ابو نجيب من دكانه و ناول ظاهر المنقله و شوالين خيش قائلا : مدّوهن عالبسطه ابردلكو عبين ما انقل دينات الزباين عالدفتر الكبير و اجيكو .
    فرد ظاهر الشوالات و جلس بجانب ابو الحنشان فيما جلس ابو كرمه متربعا بعد ان خلع حفاية البلاستيك من قدميه و رماها خلف ظهره و وضع المنقله امامه ..
    ابو كرمه : اتفضل قيم يابو الحنشان
    ابو الحنشان : لا والله ، انت اكبر خيوه ، قيم انت
    ابتدأ ابو كرمه اللعب ، وزّع حصاوة اول "بيت" على بيوت المنقلة كالعادة ، و تبعه ابو الحنشان ..
    ابو كرمه : منطقّ الجوز هاظ فاطور ، ماله الجوز بطّل ينفع ؟!
    ابو الحنشان : واني بقيم البيت اللي قبل بيت الراس وبفطر على هالجوز
    في هذه الاثناء كان الحج علي يجلس بجانب ابو كرمه
    الحج علي : قيم البيت هاظ بابو كرمه اخلص منه عالبدري
    ابو الحنشان : يازلمه بعد فقارك ماحميت صرت بتنكش لبو كرمه
    ظاهر : طق الجوز هاظ يابو الحنشان ، انت اكل و خليهم يقيموا بيوتهم كلها
    التفت ابو كرمة لشلاش الذي حضر لتوّه و كان يهز كفه المضمومة التي تحمل "كِسْبُه" كانما يترنم بسماع "طقطقة" حصى المنقله ...
    ابو كرمه : مالك بتتثاوب ياشلاش ، اكيد قعّيد نوم ، يازلمه بتشبعش نوم ؟! بالتعليله نايم بالليل نايم بالنهار نايم شو قصتك مع النوم ؟
    شلاش : زهقان بابو كرمه زهقان ، ما بطيّر زهقي غير النوم
    ابو الحنشان : يازلمه العب فكّنا من سوالف شلاش ، توك عارف انه مقضي عمره نايم ، العب خيوه العب .
    ابو كرمه : شو مضايقك انت ، و للا بلشت السخونه تركبك قبل ما يخلص الدك
    يتدخل الحج علي مادا يده
    الحج علي : اقحف رجعتك هاي
    ابو كرمه : هاتها بتمون
    ظاهر : وانت يابو الحنشان اقرط جوزك هاظ خليهم يفنجلوها ...
    وينتهي "الدك" و ينهي ابو كرمه من "تعباية داره" و يبقى بيده حصوة واحده يرفعها بين اصبعيه السبابة و الابهام امام وجه ابو الحنشان ...
    ابو كرمه : لد خيوه لد ، قاعود اشقر و مدحمس كمان
    و يتبع كلامه بضحكة مجلجلة تعبّر عن فوزه "بالقاعود"
    ابو الحنشان : خيوم كمّل وتاتطلع غالب اضحك زي مابدك ، قيم يللا
    و يبدأ "دك" جديد ، و يفوز ابو كرمه بسهولة على ابو الحنشان ...
    ابو كرمه : قوم عاد شوفلك قط بلّق عيونه ، هاي دبزين بصفحتك ، كل يوم بتيجي تتمرجل و بتروح بغلبين ثلاث و يضحك الجميع ...
    ابو كرمه : شو يابو نجيب ، بدكيش تلعبلك دك
    ابو نجيب : مش فاضي خيوه ، خلّيني انقل الدينات ، هاظ جوز فتحيه اجا العب معه ...
    ظاهر : اني خيوه اللي بدي العب مع ابو كرمه واوريه اللعب على اصوله
    وقبل ان يتحرك ظاهر من مطرحه كان جوز فتحيه يجلس مكان ابو الحنشان
    جوز فتحيه : اني بدي اورّيك شلون اللعب يابو كرمه ... اتفضل قيم
    و يبدأ اللعب من جديد ، و يفوز جوز فتحيه "بالدك" الاول و يتبعه الثاني وسط دهشة الجميع ، فيما ابو كرمه لا يصدق ان جوز فتحيه يخبئ كل هذا الدهاء و حضور الذهن ، و يحدث نفسه قائلا "هاظ اللي منقول عنه هبيله و مابمونش عمرته ، و الله مانت قليل ياجوز فتحيه " .
    ظاهر : اجاك يابلوط مين يعرفك ...
    ابو كرمه : انت اسكت ياظاهر
    ظاهر: انت اللي اسكت ، اذا جوز فتحيه بزمك ، شو ظلّك حكي ، قوم سكّتر عدّار عاد .
    الحج علي : انا بدي الاعب جوز فتحيه ، زيح هيك يابو كرمه
    في هذه الاثناء يحضر طفل صغير ليقول لجوز فتحيه :
    "بتقلّك عمتي فتحيه تعال عبّي الجرّه ميه قبل ما تغيب الشمس"
    ينهض سريعا جوز فتحيه عائدا لبيته فيما يخرج عليهم ابو نجيب قائلا :
    "عمركو لا تقللو من قيمة واحد ، انا عارف انكو بتقولو عن جوز فتحيه هبيله لانه مرته حاكميته ، لا ياعمي ، الضعيف بجهه قوي بجهات " .
    -110 "نشامى" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    مع الصديقين سرحان مراشده و عبد الكريم ارحيل معابره عليهما رحمة الله .
    لم نجد الا اطارين ، واحد صغير "جنط ١٤" و الآخر كبير "جنط مليون" فقد غشّنا من اخبرنا ان عشرات الاطارات "مرميّه" بالوادي في منطقة "عين بولا" غرب قرية البارحه ... سبقت صاحبيَّ للعَجَل الصغير فكان الكبير لزاما نصيبهما سوية ...
    عدنا ادراجنا من حيث اتينا ، طريق الوادي المعتاده بين البارحه و سوم ، كنت ادفع عجلي امامي بكل يسر اما سرحان و عبدالكريم فقد كانا يواجهان مشقة بذلك و خاصة عندما تتقاطع الطريق مع الصول فحجارته تشكل عائقا يتجاوزاه بعد جهد جهيد و الاسوأ اذ واجهتنا بركة ماء من اثر الامطار سابقا فقد كان الفصل شتاء و تحديدا كنا في "سعد الذابح" ، و كثيرا ما ينقلب منهما العجل الكبير على جنبه في الماء و يحدث طرطشة كبيرة تبللهما من الرأس حتى الركبة حيث ما تحتها غائص في الماء اصلا فتردد "يواقيص" الوادي صدى ضحكاتنا ...
    قبل ان نصل الطريق الصاعدة باتجاه سوم من "بطين" محمد النهار عليه رحمة الله بقليل كان الجوّ قد تلبد بالغيوم السوداء وبدأ الرعد يقصف و البرق يلمع علما ان الشمس كانت ساطعة حتى ما بعد الظهر بقليل لكنها كانت "مطروده" كما قالت جدتي ...
    كان اصعب ما في الطريق صعودا بدايتها فقد كانت صخرية غير منتظمه يصتصعبها الماشي برجله بغير حمل ، فكيف من يدفع امامه اطار سيارة و خاصة صاحبيَّ فقد واجها مشقة عظيمة في ذلك ، كان احدهما يدفع العجل للاعلى فيما الاخر يحاول حفظ توازنه خوفا من السقوط على جانبه باتجاة "الصول" و يتبادلان الادوار في ذلك و احيانا "ابطح" عجلي على الارض و اعود لمساعدتهما و زاد الطين بلّه "زخة" مطر مفاجئة جعلت الارض الصخرية زلجة للغاية و بللت ثيابنا ...
    في لحظة كانا وجهي صاحبيّ "محمرطه" و عيونهم جاحظة تكاد تقفز من راسيهما من شدة الجهد و هما يدفعان العجل للاعلى ليجتازا به صخرة في الطريق ، في تلك اللحضة لمع برق بشكل مفاجئ قريب منا جدا تبعه مباشرة دويّ رعد يصم الاذان و لم انتبه الا وصاحبيّ قد تكوما ارضا و العجل فوقهما من صدمة المفاجئة فسارعت لنجدتهما فكان يخلطان الضحك بالبكاء من ألم السقوط فساعدتهما حتى تجاوزا تلك العقبة ....
    ما ان اصبحت الدرب اخف صعوبة من البداية حتى بدأنا نسمع "هدير" الهواء في الاعلى و كانما عاصفة تطرق المكان ، لم تمضي دقائق معدودة و نحن ندفع الاطارات للاعلى و بشكل مفاجئ اذا البَرَد يتساقط بكثافة و لا ابالغ اذا قلت ان بعض حباته كان حجمها قريبا من حجم كرة تنس الطاولة حينها ضاع صراخنا العالي بصوت ارتطام حباته بالصخور و الحجارة و نحن نضع ايدينا على رؤسنا نتقي ما استطعنا "طَرْق" البرد على "قرعاتنا" ... استمر ذلك دقائق قليلة غطى البرد فيها معظم اجزاء الطريق و اصرينا على متابعة المشوار و لم نتخلى عن العجال الا ان المطر بدأ ينهمر بغزارة غريبة جدا تشكلت من فورها "مسايل" الماء و خاصة في الطريق نفسها لكن تصميمنا كان قويا على المواصلة فكان احدنا "يرشط مي من "راسه لساسه" و ملابسنا "تنقعت بالمي" مما زاد مشقتنا في دفع العجال فلا نمشي مترين الى ثلاثة حتى اسقط و عجلي فوقي او صاحبيّ و عجلهما الكبير و لا انكر اننا كنا نستر دموعنا عن بعضنا بالمياه التي تسيل على وجوهنا ..
    و صلنا لاخر الطريق الصاعد و جلسنا على صخور منبسطة نرتجف من شدة البرد و المطر ينهمر علينا بغزارة و المياه تسيل من تحتنا و نظرت لمسيل الواد واذا "الصول مادّ" من زخامة المطر فحمدت الله ان تجاوزناه قبل العاصفة و خطرت لي فكرة مجنونة ، لماذا لا "ادحل" عجلي كما كنا "ندحل" الحجارة من اعلى الوادي لاسفله ، شاورت صديقيّ فابيا ذلك الا انني قمت من فوري و "دحلت" عجلي استمتع بمنظره و هو يتهاوى بدورانه حتى "الصول" فيما صاحبيّ نهضا ليكملا المشوار و راحا يدفعان العجل على تلك الصخور الملسماء فزلقت رجل احدهما و سقط ارضا و لم يستطع الاخر من حفظ توازن العجل فسقط معه لكن هذه المرة كان سقوط العجل رأسيا فتابع مسيره باتجاه الوادي تتزايد سرعته كلما هوى اكثر حتى استقر في "الصول" .
    -111 الحرب العالميه الثالثه" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ...
    صديقي فرحان خلف الزعل معابره ابو عبد الله امد الله بعمره .
    ذات "تعليله" نثر جميع الساهرين بعض ما في كناناتهم من حكايا "شقاوة" الطفولة مغلفة بالحنين لسنين عمرٍ مضى ... و طلب احدنا من ابو عبدالله ان يروي لنا احد "نهفاته" القديمة فتنحنح و قال :
    كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة ليلا حينما دخلت دكان "ابو حشمه" في اربد ومعي خمسة وسبعون قرشا ، و كان هذا مبلغا كبيرا جدا بالنسة لطفل في سني و اشتريت بهذا المبلغ كاملا قنابل و صواريخ فتاش من "ام العشره بقرش لام الوحده بشلن" اي تشكيلة واسعة من اسلحة الدمار الشامل ومعها ثلاث علب كبريت "ثلاث نجوم" بقرش مما اثار استغراب البائع حيث "كوّشت" كل ما كان عنده من فتاش ...
    خرجت من الدكان احمل تحت ابطي "كيس الورق" الكبير الذي وضع البائع فيه ذخيرتي و لم احفل بتعليقه حين قال "رايح عالجبهه ... الله ينصرك" ... خرجت من الدكان و انا اُؤنّب نفسي واللومها و اخاطبها بصمت الخائف "خلّيك يا فرحان ، بتستاهل ، عشان تتفرج على الملاكمه" وكنت قد حضرت نزالات ملاكمة اقامها النادي العربي لابطال المملكة في قاعة مدرسة وصفي التل الصناعية مع بعض الاصدقاء كانوا قد تركوني وحيدا وذهب كل منهم لبيت قريب له يسكن اربد للمبيت عنده الا انا قررت العودة لسوم وحيدا وتابعت حديثي مع نفسي "خليك بتستاهل مشان تيجي مع هظول ،هيهم تركوك لحالك ، يللا عوادي الغفر خلّي الضباعه توكلك " و طال حديث النفس الذي اوقد بداخلي شعلة الخوف خاصة بعد ان تجاوزت مستشفى الاميرة بسمه باتجاه الغرب حيث قلة قليلة من بعض مساكن متباعدة تلوح من بعيد اضويتها الخافتة فيما الظلام يلف طريقي غرب اربد ...
    اخترت طريق وادي الخفر لانها الاسهل لي نسبيا فطريق البارحة و الوادي الطويل جدا غربا حتى سوم ليس لدي الجرأة على اقتحامه فربما فيه "الف موكرة ضبع" و "الغولة" تسكنه مع اولادها كما كنا نعتقد آنذاك لذا اخترت طريق وادي الخفر "بس اكرّت من مشرّق للصول بظل طالع ركاض لمغرّب خمس دقايق واني بارض سوم" هكذا اقنعت نفسي مواصلا سيري باتجاه وادي الخفر على طريق اربد فلسطين و قبل ان اصله بقليل كان منزل لآل الجيزاوي يبعد مايقارب المئة متر يسار الشارع ما ان تذكرت اسم الجيزاوي حتى ثار الفزع في نفسي ، فقد كان سائدا عندنا ان اولاد الجيزاوي هم من امهر "الصيادين للضباعه" في المنطقه وراح خيالي يستحضر بعض قصصهم و كيف ان احدهم "يشلح زق و بفوت على موكرة الضبع و بطلّعه منها" و غيرها من الحكايات عنهم و عن الضبع "اللي بلاقي الزلمه و بشخّ على ذيله و بلشقه بوجهه وبوخذ عقله ، و الزلمه بلحق الضع بنادي عليه : ياباااااااااا و قفلي حتى يصل الموكره و هناك بوكله اذا مالحقه حدا ... يا حبيبي!! هسع اذا لقاني الضبع منهو بهاليل بده يلحقني وللا بدري عني ، الله يرحمك يافرحان !!" ... مع هذه التخيلات و الاوهام كان الخوف يعصف بي حتى "حلحل زرد ظهري" ...
    وصلت حافة الوادي من جهة الشرق حيث المحرقه (مكب نفايات مدينة اربد) و وقفت على صخرة تحت المحرقة بامتار قليلة استطلع الوادي امامي ... ظلام دامس يلف الوادي بعث في قلبي الرعب اكثر مما انا مرعوب حتى قلت في نفسي ان الضبع نفسه لن يراني من شدة عتمة الوادي لكن تراجعت عن هذا حينما تذكرت مقولة ان "عيون الضبع بتاضي بالليل و بتقدح شرار لمّا يكون جوعان" ... من شدة خوفي حدثتني نفسي ان اعود لاربد وانام باي شارع حتى الصباح لكني تصبرت و تعاليت على خوفي و هبطت مسافة لا باس بها حتى بدا يتبين لي قليلا ملامح منطقة الصول ، وبدأت الحظ في قلب العتمة اكواما سوداء كبيرة متفاوتة الاحجام و الاشكال متناثرة في قاع الوادي "سايت ركبي" خوفا من منظرها ... ما الحل ؟ ما ذا افعل في هذا المكان المشحون بالخوف و الرعب ؟ ما هذا السواد الذي يغطي الوادي و منثور فيه اكوام اكثر سوادا منه ؟ لا استطيع العودة للوراء و التقدم صار هو الموت ... هل اصرخ ؟ من يسمعني ؟ هل ابكي ؟ ربما بكيت !! أأأأأأأأأه لو اعرف ما هذه الاكوام السوداء ؟ معقول هي بيوت شَعُر لبدو سكنوا هنا ؟ "احسن و الله لايقطعوني و يفكروني حرامي" ........
    مع هذا الخوف المزلزل لكياني اخرجت صاروخ فتاش وعلبة ثقاب و قررت اطلاقه باتجاه الاكوام السوداء لاستطلع شأنها ، و باصابع مرتجفة اشعلت عود ثقاب و اشعلت منه فتيل الصاروخ وانا اقبض على العود الذي يحمله و وجهته باتجاه الصول حيث انطلق يصدر وشيشا و يخرج منه الشرر الكثيف و "اخذت الارض" حتى ارتطم بقاع "الصول" وانفجر مدويا في الوادي تناقلت "البطنان" صدى صوت انفجاره العالي و اتبعته سريعا بآخر ، لكن انبعاث الضوء منها لم يتح لي تبين ماهية الاكوام السوداء انما داخلني الاطمئنان قليلا حيث لم احس اي رد فعل في الوادي انما هدوء سائد لولا ما يتملكني من خوف بدأت اتغلب عليه فهبطت باتجاه "الصول" حتى صرت على مسافة عشرين مترا منه فاطلقت صاروخا ثالثا اصاب كومة من تلك الاكوام السوداء واحدث صوتا رهيبا عند انفجاره و تبين لي ان تلك الاكوام السوداء ماهي الا "بدي" سيارات خربانه لا ادري من القاها في هذا المكان ...
    تشجعت عندما عرفت انها لم تكن بيوت شعر و رحت اهبط باتجاهها حذرا خوفا من الانزلاق لعدم وضوح الرؤيا ، وعاد لذهني هاجس الضبع الا انني طمّنت نفسي انه لا يوجد اي ضبع في المكان فلو كان موجودا للمست شئ يدل على ذلك ، و زيادة بالاطمئنان كنت اشعل قنابل و ارميها باتجاه الصول حتى و صلت بين تلك "الخردة" لينبعث في نفسي احساس بالشجاعة فرحت اركض بينها بعد ان اعتادت عيوني عتمة الوادي و القي القنابل في داخلها فتحدث اصوات انفجارات عاليه تردد صداها جنبات الوادي ، و غمرتني نشوة غريبة و انا اركض و اصرخ "وينك يا ضبع ، اطلع ياضبع ، انا جايلك ياضبع ، انا فرحان ابن الحج خلف ، انا فرحان ابن الحجة ترفه و ... و ... " ... ربما جنون النشوة و احساسي بالامان النسبي كانا رد فعل حرّكه عقلي الباطني على حالة الخوف التي عصفت بي ...
    في هذا الجو المشحون بجنوني مع اصوات قنابلي التي افجرها بين اكوام "الخردة" اخرجت من كيسي كل قنابل الفتاش الصغيرة "ام عشره بقرش" المشبوكة مع بعضها "شرشور" و كان عددها يزيد على المائة و وضعاتها في "بدي" ربما كان صندوق قلاب و اشعلت واحدة منها فانطلقت انفجاراتها على التوالي صوتا و لهبا داخل "البدي" و مع ذلك في غمرة اللحظات المسحورة كنت "صلية" رشاش حقيقي انطلقت من آخر الوادي باتجاه الشمال سمعت ازيز رصاصها فوقي ارتطمت "بالبطين" و لا ادري مصدرها فربما كان من مفرزة عسكرية في اخر الوادي ارتابوا من انفجارت قنابلي ، و تبعها صلية اخرى و جاء كانما رد عليها من اعلى الوادي طلقات متقطعة باتجاه الجنوب و من منطقة "الوقف" في اراضي سوم راح احدهم يطلق النار من خرطوش و من اراضي زحرالمطلة على وادي الخفر ايضا قام من يبتون في"المقاثي" لحراستها باطلاق النار من مسدسات و خرطوش فانسحبت من بين اكوام الخردة سريعا باتجاه الغرب قبل لحظات من صلية رشاش من الجنوب على اكوام الخردة احدثت اصواتا مرعبة بالنسبة مما فجّر بركان الخوف داخلي من جديد ... يا الاهي ما هذا ؟ اطلاق نار من جميع الاتجاهات وخاصة من الجنوب ، لا شك انها الحرب العالمية الثالثة "قامت" ، انا الذي اشعلتها ... رحت اركض بتجاه الغرب و اصرخ "يابا قامت الحرب ، جيب الجفت و تعال" . و تابعت ركضي في طريق زحرصاعدا لاعلى الوادي حيث جلست على حجر التقط انفاسي ...
    تابعت سيري في الطريق بعد ان شعرت بالامان بعيدا عن ارض المعركة و بدأت مشاعري بالهدوء انما صرت كلما مشيت قليلا احس ان شئ ما يمشي خلفي فالتفت ولا اجد شئ واتابع مسيري ، و يعاودني الاحساس بشئ خلفي فاتشجع واقول "لا مافي اشي" لكن ياخني الخوف فالتفت للخلف من جديد ، و لكي لا ابقى تحت اثر هذه الحالة رحت اركض باقصى سرعة بطريق عشوائية في اراضي سوم من "الوقف للخور" حتى وصلت "مقثاتنا في منطقة "ابو حميده" فتوقفت عن الركض ورحت امشي الهوينا آمنا مطمئنّا بعد ان رأيت خيمة "مقثاتنا" تلوح من بعيد كومة سوداء ، و قبل ان اصلها شاهدت في "الحد" بيننا و بين جراننا كومة صغيرة لم اعهدها سابقا فلم اتوانى عن اخراج صاروخ فتاش مما بقي في الكيس و اطلقته باتجاه الكومة اصبتها كاني اسدد ببندقية و للاسف فقد كان ذلك شاب من اصحاب "المقثاة" المجاورة يقضي حاجته "بالحد" نهض مذعورا يركض متعثرا بلباسه و ينادي بصوت عالي على اخيه "يا عليييييييييييييييي الحقني واحد طخني" .
    -112 "مطارده" عمر قديسات ابو صهيب
    من حكايا الزمن الجميل ....
    برفقة الصديق سامح معابره ابو وائل .
    الصول : مجرى الماء الذي تحفره السيول شتاءً .
    مع غروب شمس ذلك اليوم "رجعنا انرط باذاننا" من جولة صيد فاشله ، نندب حظنا الذي غاب عنّا فلم نصطد ولو "شحيتي" مما جعلنا نسخر من انفسنا و نحن نسير بطريق "زُمّاريا" حدورا باتجاه "الخلّه القبليه" حتى اذا ما وصلناها انعطفا شرقا نمشي "الصول ، الصول" فيما كان يراقبنا احد الاشخاص من بين مجموعة رجال التموا مبكرا "للتعليله على البيدر" في سفح الخلة الشمالي ، و كان لذلك الرجل "مبطخه" بجانب الصول قد سطا عليها سابقا بعض اطفال مما جعله يظن اننا "حرامية البطيخ" ...
    ما ان وصلنا منطقة "العريّا" و جلسنا نستريح قليلا حتى كان ذلك الرجل قد تبعنا و صرخ علينا مهددا على بعد امتار منا ، خفنا منه من غير ان نعلم سببا لصراخه علينا فقفزنا "كالسعادين" هربا منه و قد تبعنا راكضا حتى اذا ما وصلنا منطقة "بير السبع" و صوته "يلعلع" بالشتائم و المسبات علينا سمعه رجل و امرأتنا في "مقثاتهم" و "فزعوا على دَبّ الصوت و سبّقولنا" مما اضطرنا للهبوط باتجاه "الصول" وكان غير عميق في تلك المنطقة تغطيه الاعشاب اليابسة من "خرفيش و صفيرّه" و غيرها مما جعلنا نمشي فيه تحت الاعشاب "مشية البطه" او زحفا على ركبنا لمسافة اكثر من مئتي مترا ضللنا بذلك الرجل الذي راح يفتش عنا بعيدا ، و ما ان وصلنا بالقرب من "كرم" موسى العطيه المعابره رحمه الله و خرجنا من الصول حتى فوجئنا بالرجال الذين كانوا على البيدر قد حضروا لمطاردتنا ايضا و القاء القبض علينا مما دفعنا لدخول كرم الزيتون مع اننا عادةً نخشى دخوله ليلا لاعتقادنا ان في المغارة الموجودة فيه "ساكون" ، وما ان دخلناه حتى تسلق صديقي سامح اول شجرة زيتون و أختبأ بين اغصانها فيما انا توجهت للمغارة و اختبأت فيها ...
    دخل خلفنا جميع الرجال بحثاً عنا و تجمعوا امام المغارة حتى خافوا دخولها لظلمتها فيما كنت ارتجف داخلها خوفا و هلعاً ، اخشى "الساكون" الذي سكن عروقي في تلك اللحظات ، و سابت ركبي فالساكون عندي انتظر باي لحظة انقضاضه علي و الرجال امام المغارة ينتظرون خروجي ...
    و كان الفرج من الله حيث قال احدهم "يا جماعه هظول ولاد زغار ما بستجروش يفوتوا عالمغاره بهلعتمه" و استدار الجميع خارجين من الكرم مرورا من تحت الشجرة التي يختبأ اعلاها سامح حتى اذا ما كان اخرهم يمرّ من تحته اطلق ضحكة مجلجله عللها فيما بعد انه ضحك منهم لانهم مروا مت تحته ولم يشاهدوه ، و بالطبع "نقز" الرجل و رفع رأسه للاعلى و قال "بتضحك كمان ، طيح جاي ، طيح" و تم القاء القبض على سامح و اسره و اخر ما سمعت منهم بعد ان خرجت من المغارة "مين اللي معك يا سامح" ....
    ابتعدت عنهم عائدا لمنزلنا و انا حائر من سبب مطاردتهم لنا بغير ذنب اقترفناه ... و ما غاظني و مازال بعد ان عرفت السبب انني لم استطع ان اقول لهم "انا ما سرقتش بطيخ و الحمد لله شبعان بطيخ من دار اهلي و مبطختنا البطيخه فيها خمس ارطال" ...

    تم بحمد الله مع تحيات الأستاذ علي هزا يمه
    يتبع الجزء الثاني من هذا الكتاب إنشاء الله انتظرونا
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك
    اللهم اني اسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى
    ولا حول ولا قوه الا بالله الواحد الاحد الفرد الصمد
    اللهم صلي على حبيبنا وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

المواضيع المتشابهه

  1. حملة (تخضير) في ميناء الحاويات بمناسبة يوم الأرض
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-04-2011, 09:09 PM
  2. مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 22-03-2010, 12:35 PM
  3. سامحيني يارفيقة دربي
    بواسطة البروازالمكسور في المنتدى عذب الاماكن والمشاعر
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 28-08-2009, 05:57 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك