مختصون : الانفلات الأمني في سورية سببا في تزايد قضايا المخدرات في المملكة

مختصون : الانفلات الأمني في سورية سببا في تزايد قضايا المخدرات في المملكة
29-02-2016





أرجع مختصون تزايد عدد وحجم قضايا المخدرات المضبوطة في المملكة في السنوات القليلة الاخيرة إلى تأثيرات حالة الانفلات الأمني في سورية من جهة، وإلى ضعف التنسيق بالحملات الاعلامية والتوعوية بالمجتمع، ومن قبل الجهات المعنية بمكافحة هذه الآفة الخطيرة.
وتسبب الانفلات الأمني في سورية، جراء التدهور الأمني والحرب الأهلية فيها منذ اكثر من خمس سنوات بإغراق الأردن بالمخدرات، وارتفاع حجم قضاياها خلال العام الماضي، في وقت يسجل فيه مختصون ان صعوبة تهريب المخدرات الى دول الاستهلاك المجاورة للأردن، دفع تجار المخدرات لمحاولة نشرها بالمملكة وبين شرائح جديدة.
كذلك أدى ضعف التنسيق في الحملات الإعلامية والتوعوية ضد آفة المخدرات 'إلى زيادة انتشارها'، وفق رئيس الجمعية الاردنية لمكافحة المخدرات الدكتور موسى الطريفي.
وتؤكد مصادر أمنية مطلعة أن الاراضي السورية أصبحت مسرحا لصناعة المخدرات وتصديرها والاتجار بها، اثر تدهور الأوضاع الأمنية في هذا البلد، وتراجع قبضة الحكومة المركزية.
وتم خلال العام الماضي رصد تزايد الاشتباكات المسلحة، وبشكل شبه يومي، بين القوات المسلحة وحرس الحدود، وبين قوافل مخدرات، تسعى للتسلل عبر الحدود الاردنية محملة بالمخدرات بشتى أنواعها، إضافة إلى تهريب الأسلحة. وكانت القوات المسلحة اعلنت قبل نحو شهرين عن مقتل 12 مهربا في اشتباك واسع مع مهربي مخدرات بمنطقة الحدود السورية.
وحددت مصادر من دائرة مكافحة المخدرات مسار المهربين ، مشيرة إلى أن قوافل المخدرات تأتي من الحدود السورية شمالا، بقصد المرور من الاراضي الاردنية، بطريقها الى دول مجاورة، مصنفة بدول استهلاك للمخدرات.
ويقول خبراء ان هذه الدول المحيطة بالأردن، والمصنفة بدول الاستهلاك استدركت المخاطر الأمنية التي قد ترد إلى بلادها بسبب الأزمة السورية، وتحديدا تدفق المخدرات مرورا عبر الأردن، لهذا شددت هذه الدول حراساتها وإجراءتها الأمنية لحماية حدودها، ما دفع بعض التجار والعصابات للتخلص من كميات من المخدرات داخل الأسواق الأردنية.
وتمكنت مرتبات مكافحة المخدرات، وبالتنسيق مع الجهات الاخرى (القوات المسلحة ودائرة الجمارك) من القبض على 15691 شخصا، بمختلف قضايا المخدرات، من بينهم 1792 شخصا غير أردني العام الماضي، تورطوا جميعا بـ11062 قضية، منها 982 قضية اتجار، و10080 قضية حيازة وتعاط.
وحسب احصائيات الامن العام فإن الكميات التي ضبطت العام الماضي، هي 5432 كيلوغراما من مادة الحشيش المخدر، و213 كيلوغراما من الهيروين، و50 مليونا و964 الف حبة من حبوب الكبتاجون المخدرة، و4،5 كيلوغرام من مادة الكوكائين، و9 آلاف كيس من مادة الحشيش الصناعي (الجوكر) المخدرة، و89 كيلوغراما من مادة الحشيش الصناعي و55332 حبة مخدرة متفرقة.
وتستعد دائرة مكافحة المخدرات هذا العام لإطلاق حملة توعوية ضخمة، لمواجهة ومكافحة المخدرات، بحسب ما قاله مدير الامن العام اللواء عاطف السعودي في وقت سابق، فيما قال وزير الداخلية سلامة حماد في تصريحات سابقة، إن المخدرات والإرهاب 'هما اكبر خطر يواجه الأردن'.
ويقول رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة المخدرات الطريفي ان عدة أسباب، لها علاقة بضعف التوعية والتثقيف، كانت وراء زيادة نسبة المتعاطين للمخدرات بين الأردنيين.
ولفت الى انتشار معلومات مغلوطة بشأن المخدرات، 'ومنها أن الحشيش لا يسبب الادمان، وحبوب الكبتاجون مقوية وتزيد التركيز'، وقال 'للأسف فئة الشباب تلاحق المعلومات المغلوطة احيان كثيرة'.
ويتابع الطريفي ان من أسباب انتشار المخدرات ايضا 'الفوضى الأمنية، بسبب الربيع العربي داخل الدول المجاورة، والتي تحولت حدودها الى حدود مفتوحة، وفوضى أمنية، ما شكل خطرا على الأردن، خاصة وأن موقعه الجغرافي 'ترانزيت' بين دول الانتاج ودول الاستهلاك'.
كما اعتبر الطريفي ان من اسباب تزايد قضايا المخدرات 'عدم وجود قوانين رادعة بحق التجار والمروجين، وتأخير أقرار التعديلات المطلوبة على قانون المخدرات والمؤثرات العقلية من قبل اللجنة القانونية في مجلس النواب، ما ساهم في انتشار الجريمة'.
وطالب الطريفي إدارة مكافحة المخدرات، ومنظمات المجتمع المدني، بتفعيل برامجها التوعوية، لتواكب التغيرات والتطورات التقنية، خاصة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وجعلها جاذبة ومؤثرة بحملات التوعية، منتقدا ما رأى أنه 'استخدام محدود ومتواضع لوسائل التواصل الاجتماعي من قبل إدارة مكافحة المخدرات'.
وأضاف الطريفي أن الإعلام لم يأخذ دوره الحقيقي والكافي في التوعية من آفة المخدرات، 'فما زال الاسلوب التقليدي والتلقين المباشر غير الفعال يمارس في حملات التوعية'.
وقال: 'نحن بحاجة الى ادوات توعية غير تقليدية، تواكب التطور التقني، وتكون جاذبة لفئة الشباب تحديدا، مثل الافلام القصيرة ومنشورات وحملات على مواقع التواصل الاجتماعي، وتوظيف كل من الرياضة والفنون بشتى أنواعها في مكافحة المخدرات'. كما رأى أن منظمات المجتمع المدني 'ما تزال تستخدم ذات ادوات التوعية، منذ عشرين عاما، ولم تحدثها او تغير فيها'، وقال إن إدارة مكافحة المخدرات 'بدأت التنسيق حديثا حملاتها الإعلامية مع منظمات المجتمع المدني، المعنية بمكافحة المخدرات'.
يشار إلى أن ثمة سبع جمعيات مسجلة لدى سجل الجمعيات، متخصصة في موضوع مكافحة المخدرات، لكن الطريفي يعتبر أن جمعيتين فقط منها 'فاعلة'.