الفقر هل يدير خطط تغير المناخ؟
من التحديات الحاسمة في هذا القرن التغلب على الفقر وإدارة تغير المناخ، فإذا فشلنا في مواجهة أحدهما فسوف نفشل في مواجهة الآخر، هذا ما أكده نيكولاس ستيرن كبير الاقتصاديين الأسبق لدى البنك الدولي.
وأشار ستيرن عبر مقال له نشرته مجلة التنمية الدولية الصادرة مؤخراً عن البنك الدولي إلى أن النجاح يعتمد في التصدي لكلا التحديين على إدراك الجميع لمدى ما بين هذين التحديين من تداخل عميق ولما بين التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي والمسؤولية المناخية من تكامل.
وأوضح أن إدراكنا لما يحدثه استخدام الوقود الأحفوري من مشاكل خطيرة علاوة على تغير المناخ أمر مهم. فالتلوث يدمر الحياة وسبل العيش، لأن ملايين كثيرة من الناس يموتون في كل عام على الصعيد العالمي نتيجة للتلوث، ويمرض ملايين أكثر بكثير بسببه.
وقد خلصت دراسة أجريت مؤخراً إلى أن استنشاق الهواء في الصين يعادل تدخين أربعين سيجارة يوميا وأنه يسبب أكثر من أربعة آلاف حالة وفاة كل يوم. ولا يزال تلوث الهواء في الهند أسوأ، كما تعاين مصر وألمانيا وكوريا، بل وجل البلدان الأخرى غنيها وفقيرها، من مشاكل خطيرة.
وبينين الدراسة أن القدر الرئيسي من هذا التلوث محصور في النطاق المحلي، فلا يخفى أن إعمال الخفض الحاد فيه يصب في المصلحة الذاتية لكل بلد. ولقد تأرجحت أسعار الوقود الأحفوري على مدى السنوات القليلة الماضية، بل وعلى مدى فترة طويلة للغاية، دون أن يكون لذلك دلالة على اتجاه معين، غير أن تكلفة مصادر الطاقة المتجددة لاتزال في اتجاه تنازلي، ومن المرجح أن يستمر ذلك لفترة غير وجيزة.
وأمام مصادر الطاقة المتجددة على الوقود المدى الطويل فرص قوية، وينافس الكثير منها بالفعل حاليا الأحفوري دون أن يؤدي ذلك إلى تصحيح للعواقب السلبية شديدة القوة لاستخدام النفط والفحم والغاز، والتي وثّقها اقتصاديون عاملون في صندوق النقد الدولي في دراسة (Coady and others, 2015).
وأكد ستيرن أنه من الممكن الاستعانة بهذه الرؤى الثالث المطورة على تأطير المناقشات بشأن تغير المناخ على وجهين مهمين.
أولهما أنها تساعد على إبراز الفرص الهائلة السانحة للحد من الفقر ورفع مستويات المعيشة حول العامل في المرحلة الانتقالية من اعتماد الاقتصادات بشدة على الوقود الأحفوري باهظ التكلفة والتكنولوجيات الملوِّثة ذات المستويات العالية من الانبعاثات الكربونية إلى البدائل النظيفة ذات الكفاءة العالية والانبعاثات الكربونية المنخفضة.
أما ثاني الوجهين، فإن هذه الرؤى تركز الانتباه على الضرورة الملحة لتعجيل وتيرة الانتقال إلى النمو والتنمية المستدامين منخفضي الكربون.كذلك فإن هذه الرؤى الجديدة تبرز الأهمية الحاسمة للتنسيق الدولي الفعال، لا سيما ما كان متعلقا منه بالتمويل والتكنولوجيا.
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احباب الاردن
المفضلات