هاشم الخالدي يكتب : ضعف رقابة الأمانة على الابنية وعقود المهندسين الصورية ستؤدي لكارثة انهيارات

هاشم الخالدي يكتب : ضعف رقابة الأمانة على الابنية وعقود المهندسين الصورية ستؤدي لكارثة انهيارات
06-01-2016






قرأت اليوم على موقع سرايا ان امانة عمان قررت اخلاء (12) شقة في صويلح بسبب مخاوف انهيار عمارة سكنية بجانبها حفرية بعمق (15) متر مما تسبب - بحسب الخبر – بانهيار الجدار وتصدعات في البنايه.

اقول لكم بكل صراحة ان هذا المشهد قد اعادني إلى كلمة المهندس (احمد الحسينات) (نائب رئيس لجنة الحوار الوطني) ، رئيس لجنة اعمار سحاب امام امين عمان عقل بلتاجي عندما كشف في كلمة له بأن سبب تصدع بعض البنايات وانهيار بعضها يعود لوجود عصابات شبه منظمة من العمالة الوافدة داخل المملكة غير مؤهلة تحولت الى شركات مقاولات غير مؤهلة تعمل بتعاقد صوري مع اصحاب البنايات ويزودون الامانة بشهادات تصديق صورية من نقابة المقاولين بحيث ان المهندس المسجلة بإسمه العمارة السكنية لايحضر سوى مرة او مرتين للاشراف على العمارة وهذا بحد ذاته مصيبة .

ما تحدث به المهندس الحسينات خطير جداً ، وقد كنت شاهداً على اكثر من واقعة في العمارات السكنية التي بنيت بجانب منزلي حيث اعترف احد المقاولين ان وجود المهندس المسجلة باسمه العمارة السكنية غير مهم وهو لا يحضر بالعادة وعندما اشتد الكلام بيني وبينه قام بالاتصال مع المهندس 'المسكين' الذي حضر فقط لذر الرماد في العيون ثم اختفى عن الانظار بعد ربع ساعة .

القضية هنا ليست قضية عمارة صويلح ، الخوف ان نسمع خلال الفترة القادمة بأن عمارة سكنية انهارت هنا وعمارة سكنية وقعت هناك وهذه هي الكارثة بحد ذاتها واعتبره بلاغاً للنائب العام للتحقيق في هذه المهزلة و الاستهتار بحياة المواطنين .
حين تحدثت مع المهندس الحسينات ذات يوم ابلغني ( لانني لست متخصصا بهذه الامور طبعا) أن صبة الاسمنت التي يقوم بها المقاولون بشكل يدوي في معظم العمارات السكنية مخالفة للمواصفات والمقاييس والخلطه تكون غير متماسكه ، وستكون ايلة للسقوط في أي وقت لان المقاول يفضل صب الاسمنت اليدوي على الآلي بحكم أن الأولى توفر عليه مبلغ (500) دينار في كل (صبة) وهو مايبحث عنه معظم المقاولين لاجل زيادة الربح وهم لايعلمون أن (صبة ) الاسمنت المخالفة للمواصفات سواء في عمل الاسقف أو الجدران الخارجية يعرض العمارة السكنية لخطر الانهيار ذات يوم او خطر تسرب المياه والى غير ذلك .

اضافة لذلك فان معظم العمارات السكنية ان لم يكن جميعها تقوم بتدمير البنية التحتية للشارع العام من خلال حفر المجاري وعمل الخلطات الاسمنتية على الشارع العام وإغلاق معظم مساحة الشارع لأجل انزال 'الحصمة والعدسية' التي تعدم البنية التحتية للشوارع وسط اهمال كبير في رقابة الابنية من قبل أمانة عمان الذي كان من المفترض ان تجبر اصحاب هذه العمارات على عدم تشويه الشارع العام لانه ملك للجميع وعلى ايجاد مساحة لأعمال الخلطات الاسمنيه وانزال مواد البناء بعيداً عن الشارع.

نتيجة هذه الرقابة غير الموجودة من قبل امانة عمان ونتيجة استهتار نقابة المقاولين بالعقود الصورية للمهندسين فانا اجزم بأننا نتجه لكارثة .. اللهم اني بلغت..اللهم فأشهد.