أثرُ البرامج والمسلسلات التلفزيونيةِ على الأطفال
بقلم عبدالكريم أحمـد الخلايلــه
تنوعت وسائلُ الإعلام بين المسموع ِوالمرئيّ والمقروء ِ، والفضائياتِ ، ووسائل التواصل الإجتماعي ، بفضل ٍمن التقدم ِالعلميّ ، والثورةِ التكنولوجيةِ الحديثةِ ، والتنافس ِفيما بينها على تقديم البرامج العلميةِ والثقافيةِ والفنيةِ والترفيهيةِ ، والأفلام التوثيقيةِ ، والمسلسلات الهادفةِ مما يشكلُ قواعدَ معلوماتيةٍ ، لها تأثيرٌ إيجابيّ ٌفي التربيةِ ، والتنشئةِ ، والتعليم ، ِوالتدريب ، ِوالتنميةِ الفكريةِ والمعرفيةِ ، والثقافيةِ ، والسياسية ، والإجتماعيةِ ، والسلوكيةِ ، والصحيةِ ، واللـّغويةِ ، وتوسيع ِمدركاتِ الفرد وزيادةِ معرفته وخبراتِه . لكن التسابقَ في تقديم أفلام ِالعنف ِوالجريمةِ والعصابات والسرقةِ ، والأفلام ِالإباحيةِ ، والإبتذال الفني ، قد يخالفُ الكثيرُ منها القيمَ الدينية َوالعادات ِوالتقاليد ، وأصبح الإنسانُ غير قادر ٍ، في ظلّ هذه المعطياتِ ، السيطرة َعليها ، وعلى ما قد تعكسُه من آثار ٍسلبية ٍعلى الأطفال ِوالمراهقينَ والأحداثِ والناشئةِ عموما ً ،خاصة وأن البرامج بمختلف ِأنواعها ترسمُ لهم إتجاهاتهم تأكيداً أوتغييراً ، وقد قال أحدُ الخبراء في هذا المجال " إن التلفزيونَ أصبح عين الإنسان ، وأذنهِ في هذا العصر " .
لقد تم إجراءُ دراساتٍ نفسيةٍ وتربويةٍ في عدة دول ٍأجنبيةٍ وعربيةٍ حول مدى تأثير البرامج التلفزيونيةِ والمسلسلاتِ على الأطفال ، وبيـّنت تلكَ الدراساتُ وجودَ آثارٍ سلبيةٍ عديدةٍ ، من نفسيةٍ وتربويةٍ وسلوكيةٍ ،تختلفُ من مجتمع لآخـر ، ومن فردٍ إلى فردٍ آخر بسبب ِالتمايز في العمر ِ، والجنس ِ، والذكاء ِ، والمستوى الإجتماعي والثقافي للأسرةِ ، ودور ِتلكَ الأسرةِ الإشرافيّ . ومن بين تلك الآثار مايلي : ــ
ــ إن جلوسَ الطفل لعدةِ ساعاتٍ متتاليةٍ لمشاهدةِ البرامج التلفزيونيةِ قد يهدّد صحتهم البدنية َوالسمعية َوالبصرية َ، والحركية َ، مما قد ينتج ُعنه الكسلَ والخمولَ والشرودَ الذهنيّ وزيادة َالوزن ، والبلاده .
ــ تكثرُعندَ بعض ِالأطفال ِإضطراباتُ النوم ، والفزع ، والأحلام المزعجةِ إذا كانت مشاهداتهم كثيرة ًلمسلسلاتِ العـنف والجريمه .
ــ تقليلُ فرص الإتصال مع الأهل والأقران ، وبالتالي حدوث خلل ٍما في التنشئة الإجتماعيه .
ــ إن الإدمانَ على مشاهدةِ البرامج والمسلسلاتِ التلفزيونيةِ ، سيؤدي إلى إبتعاد الطفل عن " اللعـب " ، رغم أن اللعب َ ضرورةٌ لأي طفل ٍ، لتحقيق أهدافه الذهنيةِ والحركيةِ ، والإجتماعيةٍ ، والعمليةِ ، والمعرفيه .
ــ كثيراً مايهملُ الطفلُ أداء واجباته المدرسيةِ ، والعزوف عن المذاكرةِ والمطالعةِ ، مما قد يؤدي إلى تدني مستواه التحصيلي .
ــ قد يتخذ ُبعضُ الأطفال من الممثلين " أنموذجاً " لهم فيسعونَ إلى محاكاتهم وتقليدهم ، بأي تصرفٍ أو سلوك ٍمهما كان نوعه ، فإذا كان بعضُ أبطال المسلسلاتِ الإجراميةِ يؤدون حركاتٍ أو يتلفظـون بألفاظٍ بذيئةٍ فإن الطفل الذي لا يدرك الفرق بين الخيال والواقع في مرحلة ٍعمريةٍ ما يعتبرُ كل مايصدرُ عن " أنموذجه " صحيحا ً، ويعتبرُأن تصرفاتهم حقيقيةً ، لأنه لا يميز بين التصرفات المشوهةِ وغير المشوهـةِ وهنا تكمنُ آثار الطامة ِالكبرى ، لأنه يتعلم من خلال القدوةِ السيئه .
ــ إن ظهورَ أدواتِ الجرائم في مسلسلاتِ العنفِ والمغامراتِ القتاليةِ ، تثير إنتباه الطفل ، فيبحثُ عنها ، ويحاول إستخدامها ، فتبدأ الأخطاء وحالاتُ العنفُ بين الأقران ، مما قد يؤدي إلى نشر العداوةِ والبغـضاء ِوالكراهيةِ بينهم .
ــ تثيرُ الأفلامُ الإباحية ُالغرائزَعند المراهقينَ ، ويتعلمون منها تصرفاتٍ شاذة ، غير صحيـّة وغير صحيحةٍ ، بل ومشوهةٍ تتنافى مع الدين ِ والعاداتِ والتقاليد ِوالضوابط ِالإجتماعيه .
الوقاية والعلاج : ــ
ــ أن يتأكدَ أصحابُ المحطاتِ التلفزيونيةِ والفضائيةِ ، وإداراتها الفنيةِ ، ومعدوا البرامج ، والمخرجونَ والآباء والمعلمين من نوعيةِ تلك البرامج والمسلسلاتِ، وأهدافها وأساليبها قبلَ عرضها في البيوت أو المدارس .
ــ عقدُ دوراتٍ تدريبية ٍللإعلاميين المعنيينَ وكتّاب البرامج ومخرجي المسلسلاتِ ، بإشراف ٍمن مختصينَ في التربيةِ وعلم النفس وعلم الإجتماع على أن تشتملَ الدوراتُ تعريفَ المشاركينَ بالمراحل العمرية والنمائية للأطفال والمراهقينَ ، ومدى تأثير البرامج ومسلسلاتِ العنفِ والجريمةِ والأفلام الإغرائيةِ على النواحي السلوكيةِ والنفسيةِ والصحيةِ والمعرفيةِ والإجتماعيةِ عند الناشئه .
ــ عقد ندواتٍ توعويةٍ للآباء والمعلمينَ ،تشملُ على كيفيةِ تحصين الأطفال من الآثار السلبيةِ الناجمةِ عن مسلسلاتِ العنف ِوالجريمةِ والبذاءةِ ، والسبل ِالكفيلةِ َلمشاهدةِ برامج ومسلسلاتٍ ذات أهداف ٍبريئةٍ غير ملوثه.
ــ أن يلعبَ الأدباءُ والكتـّابُ دوراً إيجابياً في رفدِ تلكَ المؤسساتِ بأدبٍ تربوي يرتقي بذائقةِ الأطفال ، والسعي من خلالها إلى تنميةِ شخصةِ الطفل .
ــ أن يكون للجهاتِ الرسميةِ في أي دولةٍ مسؤولية ًكاملة ًفي الإشراف والمتابعةِ والرقابةِ على البرامج والمسلسلات قبل عرضها .
رد مع اقتباس
المفضلات