دبرها الفهيم بطيب رايه وطلع من عواقبها سليم

هذه المقوله قيلت بالشيخ احمد خليل العرجاني سنه 1825م حيث كان يتسم بالحكمه ورجاحه العقل وله من المال الوفير والنفوذ الكبير في احدى الايام وفي فتره الربيع بالتحديد اصطحب معه ابنه البكر محمدالى الحقول التي يمتلكها وكانت مزروعه بالقمح والعدس والشعير للاطمئنان على المحاصيل واذا بشخص من اهل الرمثا يسرق من المحصول المزروع والشخص معروف لدى اهل الارمثاولاكن لا يوجد المجال هنا لذكر الاسم وياتي هنا دور الاب الحكيم لاعطاء ابنه درس في الحكمه والتروي وطوله البال وحسن التصرف والبعد عن التهور في اتخاذ القرار وفي هذه الاثناء صرخ عليه الابن ماذا تفعل اتسرق لاكن الرجل تجاهل واستمر بالسرقه دون خوف او الهروب وهنا تدخل الاب الحكيم وترجل عن فرسه ومشى مسرعا الى ذالك السارق وقال له السلام عليكم هل تريد المساعده فلم يكتره هذا الرجل بل واخذ حجر من الارض وضرب به راس الشيخ ففجه وانزل الدم من راسه حاول الابن التدخل فورا لاكن الشيخ الحكيم منعه وضمد جرحه واخذ ابنه وذهبا الى المنزل وبعد غروب ذالك اليوم جمع الشيخ بعض وجهاء البلد واخبرهم بالقصه وقال لهم سوف ناخذ ذبيحه وتنكه سمن بلدي ونذهب الى منزل ذالك الرجل السارق فانكرو عليه هذا القول ولاكن الشيخ اقنعهم برائيه وذهبو وجلسو وكان شيء لم يكن هنا السارق لم يعتبر ولم يخجل من فعلته ولاكن زادته بطشا وقوه عين وفي اليوم التالي ذهب باكرا الى احدى الحقول المجاوره وعمل نفس الشيء من سرقه المحاصيل لارض شخص اخر وهو معروف لدى الجميع في الرمثا ولا داعي لذكر الاسم وهنا حصل ما تداركه الشيخ من حكمه ورجاحه عقل اتى صاحب الحقل وتشاجر معه وسحب سكينا وطعن به السارق فانها حياته على الفور ودفع صاحب الحقل كل ارضه ديه لاهل ذالك السارق وقيلت هذه المقوله المشهوره واصبحت تقال في جميع المجالس والمناسبات في حوران كامله
دبرها الفهيم بطيب رايه وطلع من عواقبها سليم

الكاتب احمد خلف العرجاني