برلين - بترا - فايق حجازين - جدد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية تبني القوى والأطراف الدولية الفاعلة لاستراتيجية شاملة لمواجهة جميع أشكال الإرهاب والتطرف.
كما جدد جلالة الملك خلال مباحثاته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في العاصمة برلين امس, التأكيد على ضرورة تكثيف جهود جميع القوى والأطراف الدولية المؤثرة للعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتذليل العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات، استنادا إلى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية.
وعقد جلالته والمستشارة ميركل، مباحثات ركزت على سبل تطوير علاقات التعاون في مختلف المجالات، إضافة إلى تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأعرب جلالته عن اعتزازه بالمستوى الذي وصلت إليه العلاقات الأردنية الألمانية في مختلف المجالات، مثمناً الدعم الذي تقدمه ألمانيا للمملكة، وبما يسهم في تعزيز قدراتها في مواجهة مختلف التحديات الاقتصادية وتنفيذ البرامج التنموية.
وتطرقت المباحثات، التي تخللها مأدبة غداء أقامتها ميركل تكريما لجلالة الملك والوفد المرافق، إلى الأوضاع والتحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، خصوصا الجهود الدولية المبذولة للتصدي لخطر الإرهاب وعصاباته، ومساعي تحقيق السلام والاستقرار فيها.
كما تطرقت المباحثات إلى التحديات التي تمر بها بعض الدول العربية، ومنها سوريا والعراق وليبيا واليمن، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية شاملة تحفظ استقرارها ووحدة أراضيها وأمن شعوبها.
من جهتها، أكدت المستشارة الألمانية حرص بلادها على تعميق علاقات الصداقة مع المملكة، وتطلعها لتوسيع آفاق التعاون المشترك في مختلف المجالات.
وأشارت إلى أن ألمانيا تنظر إلى المملكة بوصفها شريكاً استراتيجيا في التعامل مع التحديات الراهنة وتعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وأعربت عن تقديرها وبلادها للدور الكبير والمتميز الذي يقوم بها الأردن، بقيادة جلالة الملك، إلى جانب مختلف الأطراف والقوى الدولية، في التعامل مع خطر الإرهاب والتصدي لتنظيماته المتطرفة، بوصفها خطرا عالمياً مشتركا.
وفي تصريحات مشتركة أمام الصحفيين عقب اللقاء، الذي جرى في مقر المستشارية الألمانية، أكد جلالة الملك حرصه على تمتين العلاقات الثنائية والتنسيق والتشاور المستمر مع ألمانيا حيال مختلف التحديات الإقليمية.
وأكد جلالة الملك «يولي الأردن في هذا الوقت على وجه الخصوص أهمية كبيرة للعمل مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي لتجاوز العديد من التحديات في منطقتنا وخارجها، بالإضافة إلى بذل الجهود لدفع عجلة السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء العالم».
وأضاف جلالة الملك «لم يحدث أبدا أن اتسع نطاق تهديد الإرهاب والتطرف كما هو عليه الحال اليوم. فلا يقتصر الأمر على داعش في الشرق الأوسط، حيث يوجد هناك أيضا بوكو حرام وحركة الشباب الإرهابيتين في أفريقيا. ولا يمكن التعامل مع هذه المخاطر في معزل عن بعضها البعض، وبالتالي فقد ناقشنا كيفية إيجاد منهجية شاملة للتعامل مع هذه القضايا في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وغيرها».
وأكد جلالته في التصريحات «فقد ناقشنا التحديات المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والذي لا يزال يمثل عقبة رئيسية في منطقتنا، وهي القضية التي يستغلها المتطرفون في جميع أنحاء العالم. ونحن متفقون على أن الطريق الوحيد لدفع الطرفين للتوصل إلى اتفاق هو من خلال حل الدولتين».
وقال جلالة الملك «إن أمام كل من ألمانيا والأردن مستقبل مزدهر وراسخ، ونحن مصممون على المضي قدما في هذا الطريق».
وفي رده على سؤال حول مشاركة الأردن في التحالف العربي في اليمن، بين جلالة الملك أن الأردن جزء من التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية للدفاع عن أراضيها. والأولوية الآن، كما بين جلالته، هي الدفاع عن السعودية، موضحا أنه ليس هناك أي إجراء للمشاركة في أي تدخل بري في اليمن.
وكان جلالة الملك استهل ، زيارة العمل التي يقوم بها إلى العاصمة الألمانية برلين امس، بلقاء الرئيس الألماني يواخيم غاوك، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الأردنية الألمانية، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية.
وأكد الزعيمان، خلال اللقاء الذي جرى في القصر الرئاسي، حرصهما المشترك على تمتين أواصر التعاون والصداقة بين البلدين، خصوصاً في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية.
كما جرى التأكيد على ضرورة إدامة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، ومن منطلق دورهما في حفظ السلم والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
وأشار جلالته، في هذا الصدد، إلى الدور المؤمل من ألمانيا للمساهمة في حل الأزمات في الشرق الأوسط، لاسيما مساهمتها في التصدي لخطر الإرهاب والتطرف.
وأعاد جلالته، خلال اللقاء، التأكيد على ضرورة تبني نهج شمولي استراتيجي في التصدي لخطر الإرهاب، وبما يشمل الأبعاد العسكرية والأمنية والأيدلوجية والاجتماعية والتعليمية.
وفيما يتعلق بجهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط، جدد جلالة الملك التأكيد على ضرورة تكثيف جهود جميع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية، ومن ضمنها الاتحاد الأوروبي والمانيا، للعمل على تهيئة الظروف الملائمة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتذليل العقبات التي تقف حائلا أمام استئناف المفاوضات، استنادا إلى حل الدولتين.
كما جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع على الساحة العربية، خصوصا في سوريا والعراق وليبيا واليمن.
من جانبه، أشاد الرئيس الألماني بعمق علاقات التعاون بين الأردن وبلاده، والحرص على المضي بها قُدما في مختلف المجالات.
من جهة ثانية التقى جلالة الملك، وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليان، وبحث معها علاقات التعاون بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات، خصوصا العسكرية والدفاعية منها.