عمان - احمد النسور - ارتفع مؤشر ظاهرة الاعتداء على «الاطباء والكوادر الطبية» الى ذروته اول من امس بعد مقتل الطبيب محمد زايد أبو ريشة (40 ) عاما اخصائي الأطفال في مستشفى البشير اثر تعرضه للطعن داخل منزله في منطقة شفا بدران من قبل مترصد له.
ويبدو ان قصور القوانين والتشريعات وعدم اقرار قانون المساءلة الطبية وعدم اتخاذ الحكومة ووزارة الصحة ونقابة الاطباء الاجراءات الكفيلة الكافية التي تردع المعتدين على الاطباء والكوادر الطبية والفنية وخاصة الحكومية التي تتحمل العبء الاكبر من الاعتداءات بكافة صنوفها واشكالها بدءاً من الشتم ووصولا الى القتل.
وتلعب العادات التقاليد والتدخل العشائري وحالات الصلح واسقاط الحق الشخصي من قبل المعتدى عليهم الى اطلاق المعتدي بوقت قياسي ويعود لتكرار فعلته او ان تسجل القضية في المحاكم على انها مشاجرة بين شخصين «طبيب وازعر» وليست اعتداء بلطجي على طبيب او كادر طبي يؤدي واجبه خلال العمل.
ومع الاعتداء على الطبيب (ابو ريشة) بالقتل يصبح عدد الاعتداءات المسجلة رسميا(21) حالة اعتداء على الكوادر الطبية والتمريضية منذ بداية العام ووفق الاحصاءات النقابية والرسمية هناك ( 5 ) حالات اعتداء على الأطباء والممرضين تقع كل شهر.
ووفق زملاء الطبيب المغدور ابو ريشة قالوا الى «الراي» تتلخص قصة حادثة الطعن المؤدي للوفاة للطبيب ابو ريشة ان القاتل راجع الطبيب بالعيادة بمستشفى البشير وتشاجرا معا في وقت سابق وعندما طلب الطبيب الشرطة توقف القاتل على أثرها أسبوع، وظل القاتل يزور الطبيب ويهدده وكان يطلب الشرطة له كالعاده غير ان المرة الاخيرة تربص القاتل بالطبيب حتى عرف مكان اقامته وذهب لبيته بشفا بدران وطعنه حتى الموت.
ودعا زملاء الطبيب ابو ريشة وقف تهجم «الزعران والبلطجية» الذين يراجعون المستشفيات وخاصة بالشفت الليلي(c) بحزم شديد مشيرا ان القاتل تهجم على الطبيب في مكان عمله في وقت سابق وتم تسجيل شكوى بحقه غير انه اطلق سراحه الى ان نفذ فعلتة.
وحمل زملاء ابو ريشة «الجهات الحكومية ونقابة الاطباء ومجلس النواب ووزارة الداخلية « مسؤولية قتل الطبيب ابو ريشة وما يحدث لجميع لكوادر الطبية التي صارت لقمة سائغة لاصحاب السوابق والزعران والبلطجية وفق تعبيرهم.
وكان مصدر أمني اعلن ليلة امس القبض على قاتل الطبيب محمد ابو ريشة وان التحقيق معه لا يزال جاريا تمهيدا الى تحويلة الى القضاء لينال عقاب فعلته.
والطبيب محمد ابو ريشة اختصاصي جراحة الاطفال يقدم خدمه لجميع الاطفال في المستشفيات الحكومية التابعة لوزارة الصحة وانقذ الكثير من الارواح وكان يتحلى بالاخلاق والصبر والعمل الجاد والمخلص وفق ما عرف عنه من قبل زملائه.
وخلال تجمهر زملاء الطبيب لتشييعه الى مثواه الاخير من احد المستشفيات الخاصة طالب زملاؤه المتواجدون وسائل الاعلام الالكترونية غير المهنية بالتوقف عن التحريض وتجييش الشعب ضد الاطباء وطالبوا نقابة الصحفيين ان تقوم بواجبها اتجاة الاعلام المحرض والدخيل على المهنة.
واصدرت نقابة الاطباء في اجتماع طارىء امس بيانا قالت فيه انه على إثر وفاة الزميل الدكتور محمد أبو ريشة « شهيد الواجب « عقد مجلس نقابة الأطباء اجتماعا قرر فيه إعلان حالة الحداد العام في كافة القطاعات الطبية والتوقف عن العمل باستثناء الحالات الطارئة والإسعاف والطوارئ ، وحالات الولادة ، وحالات غسيل الكلى ، وكافة أقسام العناية الحثيثة والمركزة ، والحالات الجراحية الطارئة.
واكد البيان فتح بيت عزاء باليوم الرابع للشهيد ابو ريشة في مقر نقابة الأطباء واستكمال الاجراءات القانونية التي بدأها مجلس النقابة بحق وسائل الإعلام المحرضة ضد الأطباء وإطلاق تسمية الشهيد د. محمد أبو ريشة على إحدى قاعات النقابة والمطالبة بمحاسبة الجهات المقصرة بواجباتها والتي أدت إلى استشهاد «طبيب» والتي إن استمرت في الإبقاء على البيئة والظروف المهيئة لهكذا اعتداءات ما سيسهل تكرارها مستقبلاً.
واكد المجلس في بيانه ان النقابة تصر على كافة المقترحات والمطالب السابقة التي أرسلت إلى وزارة الصحة والمتعلقة بتحسين بيئة العمل ، واتخاذ الإجراءات للحيلولة دون انهيار القطاع الصحي العام من خلال ما يلي:
وقف هجرة الكوادر الطبية وقف الإعتداءات على الأطباء في مراكز عملهم و ضمان تقديم أفضل خدمة صحية علاجية للمواطنين ورفع موازنة وزارة الصحة.
وقرر مجلس النقابة ولجنة أطباء وزارة الصحة في حالة انعقاد دائم ابتدأ من امس.
ودانت نقابة الممرضين الحادث الاجرامي الذي اودى بحياة ابو ريشة، داعية للقصاص من المجرم والى مواجهة جميع اشكال التهديد التي تتعرض لها الكوادر الطبية.
واعرب نقيب الممرضين محمد حتاملة وفق بيان صدر عن النقابة امس الاثنين عن تضامن النقابة وتعازيها ممثلة بالممرضين والقابلات القانونيات مع اسرة الفقيد و نقابة الاطباء ووزارة الصحة و مستشفى البشير.
من جانبهم استنكار زملاء الطبيب المغدور (ابو ريشة) امس في بيان صدر عنهم عقب تنفيذ اعتصام شل العمل في جميع المرافق الطبية العامة عدا الطارئة الجريمة النكراء بحق زميلهم
وعبروا عن غضبهم الشديد وادانتهم لجريمة القتل الذي راح ضحيتها ابو ريشه.
وقالو في بيان لهم ان الحزن والاسى يخيمان على «الصحة « والجسم الطبي والمجتمع الاردني الذي صدم بهذه الجريمة النكراء.
واضافوا ان الطبيب المغدور مشهود له بالمهنية الفائقة والحس الانساني الرفيع والعلاقة الطيبة مع زملائه ومرضاه ولم يكن يتوانى لحظة عن تقديم الخدمة الطبية في جميع مواقع العمل على مدى سنوات خدمته.
واكدوا ان الوطن فقد طبيبا لامعا قدس مهنته وتفانى في خدمة المرضى وعمل بجد ليداوي جراحهم ويخفف من المهم ومعاناتهم بنكران للذات وباعلى درجات الصبر والتحمل.
ودعوا القضاء أخذ حق طبيب وان يلقى المجرم الجزاء الذي يستحق وان تتخذ «الصحة» الاجراءات الكفيلة بردع كل من تسول له نفسه الاعتداء على كوادرها وتحول المعتدين الى الجهات المختصة لينالوا العقاب الرادع.
وبفقدان الجراح الطبيب (ابو ريشة) يبقى (4) اطباء فقط في الصحة يحملون تخصص جراحة الاطفال.