الرياض - أ ف ب - اشترطت دول مجلس التعاون الخليجي امس الخميس ان تنظم اي مفاوضات محتملة لتسوية النزاع في اليمن في الرياض وتحت اشراف مجلس التعاون الخليجي، رافضة عمليا دعوات طهران لتنظيم مباحثات دولية خارج المحور السعودي.
وجاء التعبير عن هذا الموقف في تصريح صدر في ختام اجتماع استمر ثلاث ساعات في العاصمة السعودية لوزراء خارجية دول المجلس الست تمحور حول الوضع في اليمن حيث استمرت الغارات والمعارك بلا هوادة خصوصا في الجنوب.
ولم تغلق دول مجلس التعاون الخليجي الباب امام المفاوضات لكنها وضعت شروطا.
وجاء في تصريح امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ان الوزراء "أكدوا دعمهم للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية لعقد مؤتمر تحت مظلة الامانة العامة لمجلس التعاون في الرياض تحضره جميع الاطراف والمكونات اليمنية المساندة للشرعية وأمن اليمن واستقراره".
وثمن الوزراء صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 "تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، ودعوا إلى تنفيذه بشكل كامل وشامل يسهم في عودة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة".
ويدعو هذا القرار بتاريخ 14 نيسان المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، الى الانسحاب من كافة الاراضي التي سيطروا عليها ووقف المعارك "بلا شروط" مع فرض عقوبات ضمنها حظر اسلحة.
ويأتي الاجتماع الوزاري الخليجي تمهيدا لقمة تشاورية لدول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت والامارات وقطر) ستعقد الثلاثاء في الرياض، ومن المقرر ان يحضرها ايضا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مشاركة استثنائية لرئيس دولة اجنبية.
وبرغم اعلان السعودية في 21 نيسان انتهاء الحملة الجوية "عاصفة الحزم" وبدء مرحلة "اعادة الامل"، الا ان التحالف استمر في غاراته اليومية ضد مواقع الحوثيين وحلفائهم.
واغارت طائرات التحالف بشدة الخميس على مواقع للمتمردين في عدن وتعز ولحج وابين في الجنوب، حيث تدور معارك بين المتمردين وموالين لهادي، وفق مصادر متطابقة.
وقال مسؤول لوكالة فرانس برس ان ثمانية قتلى سقطوا في عدن بينهم ثلاثة مدنيين.
ووقعت مواجهات ايضا في كرش حيث قصف الحوثيون احياء سكنية ردا على اسقاط التحالف العربي اسلحة للقوات الحكومية، بحسب مسؤولين محليين.
واسفر النزاع الدائر في اليمن منذ منتصف اذار عن مقتل اكثر من الف شخص، وفق الامم المتحدة التي عينت مؤخرا مبعوثا جديدا لها الى اليمن هو الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد.
وفي آخر مؤشر على زيادة التوترات بين ايران والسعودية، استدعت طهران القائم بالاعمال السعودي لديها للاحتجاج على تدخل الطائرات الحربية السعودية الثلاثاء لمنع طائرة ايرانية محملة بالمساعدات من الوصول الى مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون.
وهذه المرة الرابعة خلال شهر واحد التي تستدعي خلالها طهران القائم بالاعمال السعودي لديها للاحتجاج على قضايا متنوعة.
وعلى الحدود السعودية اليمنية اعلن اليوم مقتل تاسع جندي سعودي منذ بدء العملية العسكرية في اليمن.
من جهة اخرى بث موقع سايت الاميركي فيديو يصور قتل عناصر من تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف ل15 جنديا يمنيا في محافظة شبوة (جنوب شرق).
في الاثناء اعلن برنامج الاغذية العالمي الوقف التدريجي لتوزيع المواد الغذائية في اليمن بسبب نقص الوقود، داعيا الأطراف اليمنية السماح بالاستيراد.
وعلى امد الاسبوعين الماضيين، قدم برنامج الأغذية العالمي المساعدات الغذائية الطارئة ل700 الف شخص في سبع محافظات.
وقالت مسؤولة البرنامج في اليمن بورنيما كاشياب في بيان "لقد وصلنا حدا اصبح معه مستحيلا نقل المواد الغذائية من مستودعاتنا الى من هم في حاجة ماسة اليها".
وأضافت ان "حوالى نصف سكان البلاد يعيشون حالة انعدام الأمن الغذائي، ما يعني أن الكثير من الأسر لا تعرف من اين ستأتي وجبتهم التالية(...) وضروري أن نستمر في تقديم المواد الغذائية لهذه العائلات".
ومنذ الـ26 من اذار تقود السعودية تحالفا من تسع دول عربية يشن غارات جوية ضد مواقع الحوثيين في اليمن بهدف منعهم من السيطرة على مجمل البلاد بعد ان دفعوا الرئيس اليمني عبدربه مصور هادي لمغادرة البلاد واللجوء في السعودية.
ولم تنجح حتى الان الامم المتحدة ولا القوى الكبرى في وقف القتال في اليمن.