عواصم - وكالات - اعلنت «فيدريكا موغيريني» الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إنهم اتخذوا خطوة حاسمة في المفاوضات الجارية بين إيران والمجموعة الدولية (5 +1) حول البرنامج النووي لطهران، وأنهم توصلوا لحل بشأن المعايير الرئيسية لخطة التحرك المشتركة الذي سيتم بموجبها العمل خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك في التصريحات التي أدلت بها المسؤولة الأوروبية، مساء امس الخميس، في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقدته مع وزير الخارجية الإيراني «محمد جواد ظريف»، من مدينة لوزان السويسرية التي تستضيف المفاوضات.
وأوضحت «موغيريني» جولة المفاوضات الأخيرة التي استمرت لثمانية أيام، أسفرت عن التوصل لحل للعديد من الملفات، وأنهم بدأوا في إعداد مسودة الاتفاق، مشيرة إلى أنه سيتم وقف العقوبات المفروضه على إيران مقابل خفض تخصيب اليورانيوم.
وتابعت المسؤولة الأوروبية أنه «سيتم تقييد كافه الأنشطة الإيرانية وبما يضمن سلميه البرنامج النووي الإيراني، وكذلك خفض قدرات إيران في عمليات تخصيب اليورانيوم، إضافه إلي مراقبه أجهزه الطرد المركزي، في حين أنه لن يكون هناك أية معامل أخرى لتخصيب اليورانيوم، باستثناء معمل (ناتان)».
وأفادت «موغريني» أن الوكاله الدوليه للطاقه الذرية، وباستخدام وسائل التكنولوجيا الحديثه، ستقوم بمراقبة كل ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، وأن مفاعل «فوردو» سوف يتحول إلى مركز نووي، «حيث سيتم التعاون مع إيران فيما يتعلق بالأنشطة السلمية في هذا المجال».
من جهتة قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إن الصفقة التي توصلت إليها القوى الكبرى، مع إيران «جيدة»، لكنها «ليست مبنية على الثقة وإنما على عمليات تحقق غير مسبوقة».
وفي خطاب متلفز، قال الرئيس الأمريكي: «توصلت الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها إلى تفاهم تاريخي مع ايران سيمنعها من حيازة السلاح النووي في حال تم تطبيقه كاملا».
وأشاد أوباما بالجهود التي بذلتها إيران من أجل التوصل لاتفاق في لوزان، قائلا إنها «وفت بكل التزاماتها وتخلصت من مخزونها من المواد النووية الخطرة وازداد عدد عمليات تفتيش البرنامج النووي الإيراني»، على حد قوله.
وأضاف: «إيران وافقت على نظام شفافية وعلى عمليات تفتيش هي الأكثر عمقا في تاريخ التفاوض حول البرامج النووية»، لافتا على أن إيران في نهاية المطاف «لن يكون بامكانها حيازة قنبلة تستخدم البلوتونيوم».
الرئيس الأمريكي قال أيضا: «إذا رفض الكونغرس (البرلمان) هذا الاتفاق، فإن وحدتنا الوطنية ستنهار وسيتخلخل موقع أمريكا في الوسط الدبلوماسي العالمي».
وأعربت رئيسة مجلس الأمن الدولي السفيرة دينا قعوار، مندوب الأردن الدائمة لدى الأمم المتحدة، أملها في أن يؤدي اتفاق لوزان بين إيران والدول الكبرى إلى «إنفراجة» في الشرق الأوسط.
وأعربت أيضا عن «سعادتها» ازاء إعلان الرئيس الإيراني حسن روحاني، التوصل إلى اتفاق مع مجموعة 5+1 (التي تضم الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، إضافة إلى ألمانيا) بشأن برنامج إيران النووي.
ووصفت قعوار والتي تتولي بلادها رئاسة أعمال المجلس لشهر نيسان الجاري نتائج مفاوضات القوي العالمية الست مع إيران في مدينة لوزان السويسرية، اليوم الخميس، بأنها «أخبار سارة».
السفيرة قوار، التي كانت تتحدث في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة الدولية في نيويورك بمناسبة بدء تولي الاردن رئاسة أعمال مجلس الأمن للشهر الجاري، أردفت قائلة للصحفيين «دعوني أتكلم هنا بصفتي الوطنية، وليس كرئيس لمجلس الأمن: إن الأمل يحدوني في أن يؤدي التوصل لاتفاق بين طهران وواشنطن ،الي حدوث انفراجة في منطقتنا».
وتابعت قائلة «أقصد أن يؤدي اتفاق إيران مع أمريكا والدول الخمس إلى انفراجة بالنسبة للقضية الفلسطينية داخل في مجلس الأمن، إننا أمام أخبار سارة».
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون إن «الحل شامل للقضية النووية الإيرانية سيسهم في تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط».
وفي بيان للمتحدث باسمه، حصلت وكالة «الأناضول» على نسخة منه، هنأ كي مون ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين، اضافة لألمانيا) علي توصلهم إلي «إطار سياسي (بشأن النووي الإيراني) يمهد الطريق لوضع خطة عمل تاريخية، وشاملة، ومشتركة، يتعين تحقيقها بحلول 30 حزيران المقبل».
وقال الأمين العام في البيان: «الإتفاق سيفتح حدودا كبيرة أمام برنامج إيران النووي وسيزيل جميع العقوبات المفروضة عليها».
وتابع قائلا: «سوف يحترم الاتفاق احتياجات وحقوق ايران، في الوقت الذي يوفر ضمانات للمجتمع الدولي من شأنها أن تبقي أنشطتها النووية سلمية حصرا»، مضيفا أن «الحل الشامل عن طريق التفاوض للقضية النووية الإيرانية سوف يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة ويمكين جميع الدول من التعاون بصورة عاجلة لمواجهة العديد من التحديات الأمنية الخطيرة التي يمرون بها».

الجمعة 2015-04-3