حدود جابر - حسين الشرعة
وتوفيق ابو سماقة

تشهد المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة (18 كم شمال شرقي مدينة المفرق) حالة من الفوضى الأمنية والسلب والنهب منذ ليلة أمس، وتعرض مستودعاتها وساحات مواقف المركبات فيها للنهب والتخريب بعد سيطرة فصائل المعارضة السورية المسلحة على معبر نصيب، آخر معابر النظام السوري على حدود الأردن، بعد معركة مع قوات النظام في ريف درعا.
وقدرت حجم الخسائر بملايين الدولارات بحسب مستثمرين فضلا عن فقدان الكثير من الاسر الاردنية لمصادر رزقهم نتيجة لفقدان ارباب الاسر وظائفهم .
وقال مدير عام شركة المنطقة الحرة السورية الأردنية خالد الرحاحلة، الى « الرأي» إن الجيش الحر وجماعات غير معروفة أقتحمت المنطقة الحرة السورية - الاردنية المشتركة آتيه من الأراضي السورية.
وأضاف الرحاحله أن هذه المليشيات والجماعات قامت بعدة أعمال نهب وسلب لمقدرات المنطقة من مستودعات واليات ومركبات و مواد تصديرية متنوعة غالية الثمن، مقدرا خسارة المنطقة جراء هذه الأحداث حتى الان ما يزيد عن (100) مليون دولار.
وأكد أن (90%) من المستثمرين في المنطقة هم أردنيو الجنسية الا أن استثماراتهم تضررت جراء أعمال النهب والسلب التي ما زالت مستمرة حتى عصر أمس، مشيرا الى أن الاتصالات مع موظفين داخل المنطقة بينت أن المقتحمين السوريين يقومون بنهب وسلب مقدراتها و العمل على مفاوضة مالكيها من المستثمرين لدفع فدية أو المضي بسرقتها.
ولفت الى أن المنطقة الحرة السورية الأردنية المشتركة تقع على أراض مشتركة أردنية سورية.
وبدأ الإقتحام وفقا للرحاحله، عند الساعة الحادية عشرة من مساء ليلة الأربعاء ليستمر حتى مساء الخميس ، منوها الى أن مكاتب لمؤسسات تم اقتحامها و سرقة موجوداتها.
وقال الرحاحله:» لم نتجرأ على دخول المنطقة والعمل كالعادة في مكاتبنا نظرا للأحوال الأمنية السائدة منذ صباح أمس الخميس» ، مؤكدا أن الاتصالات التي يجريها على مدار الساعة مع موظفين محتجزين داخل المنطقة كانوا مناوبين منذ مساء الأربعاء، أكدت أن وثائق الإدارة المتواجدة في مكتبه تمت سرقتها من قبل المقتحمين .
ولم يتسن لمستثمرين و تجار من دخول المنطقة الحرة الأردنية السورية وفقا للرحاحله، الذي أكد أنه تم ابلاغهم بأن دخولهم للمنطقة على مسؤوليتهم لما تشهده المنطقة من توترات أمنية غير مستقرة.
وبحسب أحد العاملين في المنطقة محمد عيسى، فإن أفراد المليشيات عمدوا عند دخولهم للمنطقة الى رفع رايات تابعة لجبهة النصرة واصفا اياها بأنها تحمل اللون الأسود فيما وصف راية ذات لون أخضر وهي عائدة للجيش الحر السوري.
وذكر شهود عيان وموظفون عاملون داخل المنطقة أن مقاتلي الجيش الحر (الجبهة الجنوبية) وجبهة النصرة هاجموا قوات النظام المتمركزة عند المعبر في معركة قوية دفعت بعناصر النظام للانسحاب إلى الداخل السوري .
وبين آخرون من موظفين ومستثمرين عند مدخل المنطقة الحرة أنه عند وصولهم الى المنطقة الحرة متوجهين الى أعمالهم قامت قوات حرس الحدود الأردنية بمنعهم من دخول الحرة حفاظا على أرواحهم معللين ذلك لهم بان المنطقة الحرة أصبحت تحت سيطرة الجيش الحر .
وتابعوا أن عدداً من موظفيهم من الذين يبيتون ليلا داخل المنطقة أعلموهم أن عمليات سلب ونهب تتعرض لها المنطقة من قبل فصائل مسلحة وسوريين من القرى المجاورة للمنطقة دون أي رادع مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات فورية لحماية ممتلكاتهم واستثماراتهم داخل المنطقة .
وبين المستثمر في تجارة السيارات عبد الله ابو عاقولة أن حجم خسارته في المنطقة الحرة المشتركة تجاوز 7 مليون دولار اشتمل على 350 مركبة صالون صغير معدة للتصدير الى جانب جميع موجودات شركته الاخرى من مكاتب وكمبيوترات وأثاث .
وقدر المستثمر عصمت اللبدي حجم الخسائر التي تعرض لها تجاوز 20 مليون دولار تنوعت بين حديد مختلف وحبيبات بلاستيكية واليات كانت موجود داخل المستودعات الى جانب نهب كافة موجودات المكاتب وونشات لغايات التحميل .
ولفت المستثمر سامر فريج أن حجم خسائره من الحديد المسلح الموجود داخل المستودعات تتجاوز خمسة ملايين دولار، مؤكدا أن هذا الرقم على حد علمه حتى الآن متوقعا أن يزيد حجم الخسائر وفقا لاستمرار النهب والسلب دون إجراءات لتوقفها وحماية موجودات المنطقة .
وطالب مستثمرون الحكومة بإجراءات عاجلة تكفل حماية بضائعهم وتقلل حجم الخسائر عليهم مشيرين الى انهم سيتابعون إجراءات أخرى تكفل تعويضهم بعد تحديد الجهات المسؤولة عن هذه الفوضى وعمليات السلب والنهب .
الجمعة 2015-04-03