عمان - فتحي الأغوات - باتت مشكلة القروض البنكية تحاصر في تبعيتها الشاب الأردني خاصة في ظل عدم توفر الإمكانيات المالية التي من شانها تجنيبهم الاستدانة و فخ القروض البنكية.
شباب أكدوا أن محدودية الدخل و تصاعد وتيرة غلاء المعيشة اليومية لم تترك أمام الشاب الموظف سوى اللجوء إلى البنوك للاقتراض منها بالرغم من ارتفاع نسبة الفوائد البنكية وطول فترة السداد.

ولفتوا في أحاديثهم لـ»الرأي» إلى لجوء عدد من البنوك إلى أسلوب إغراء الشباب بالقروض من خلال التسهيلات في بدل الدفع وسعر الفائدة ومقدار القرض حيث أصبح الحصول على القرض الشخصي ميسر وبسهولة كبيرة إذ يبذل موظفو البنوك قصارى جهدهم لإقناع العملاء بالقروض.
في السياق قال الموظف مازن الخوالدة إن ارتفاع تكاليف المعيشة وموجة الغلاء تجبر الشباب على اللجوء للقروض لاستحالة قدرة الشاب على الاكتفاء براتبه عندما يرغب في تأمين أمور حياته التي يراها ضرورية مهما حاول من الضبط في المصروفات.
ولفت الخوالدة إلى أن بعض البنوك تستغل المقترضين من خلال عروض وتسهيلات خادعة ليقضي الشباب عمرهم الوظيفي في سداد القرض وتحولهم إلى رهائن لتلك البنوك يعملون من أجل سداد أرباحها التي لن تنتهي إلا بعد سنوات طويلة.
وأضاف: أتمنى أن يتم تنبيه الشباب بالحذر من الحصول على القروض دون الحاجة الملحة وايجاد حلول مناسبة تحمي الشباب من الوقوع في مشاكل القروض بسبب رغبات وكماليات غير مدروسة تجعل الشاب مقيدا في براثن الدين.
فيما رأى محمد الضمور أن الكثير من الشباب يقومون بالاقتراض لأشياء ثانوية غير مقنعة فكثيرا ما نرى شبابا داخل أحد البنوك لطلب شراء سيارة حديثة أو لتجديد أثاث المنزل وأضاف انه مع قيام الشاب بالاقتراض لتأمين شراء شقة أو للاستثمار في مشروع تجاري يدر عليه أرباحا لكن أن يقترض الشباب من اجل شراء كماليات غير ضرورية فتلك هي المصيبة التي نراها تتسبب يوميا في نزف جيوب الناس غالبا ما ينتهي أصحابها الى قاعات المحاكم أو داخل السجون.
من جهته لفت مروان عويس أن القروض التي يحصل عليها الشباب من البنوك والشركات الاستثمارية هي خيار صعب تفرضه الظروف ولا بد منه لأن معظم الناس يلجأون لهذه القروض في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها فئة الشباب وبخاصة عندما يكونون في بداية حياتهم الوظيفية التي تجعلهم بحاجة ماسة إلى الكثير من الوسائل الضرورية لا يمكنهم تغطيتها برواتبهم الشهرية المحدودة.
ويشير إلى أن طبيعة الحياة المعاصرة باتت تفرض على الكثير الاستدانة من البنوك منوها إلى أن القروض تساعد الشاب على تحسين وضعه المادي وحل مشاكله لو تعامل معها بطريقة واعية و أن الشباب مطالبون بعدم الاقتراض إلا لمثل هذه المشاريع الإنتاجية أو الأمور الضرورية فقط..
فيما شرح محمد الجرادات تجربته مع القروض الشخصية وأضاف أن جميع أمور الحياة تسير هذه الأيام بالقروض فما إن انتهى من القرض الأول للزواج اقترض القرض الثاني من أجل شراء الشقة ورأى الجرادات أن سلبيات القروض أكثر من فوائدها فالفائدة الوحيدة من الحصول على القرض هي تلبية الحاجة في وقتها ومن ثم تبدأ رحلة المعاناة في خدمة و سداد القرض مشيرا إلى تأثيره السلبي على حياة الأسرة بشكل كارثي قد تهدد تماسك وراحة الأسرة في حال عدم القدرة على الإيفاء بالسداد في الوقت المحدد لدفع الأقساط.
وأضاف أن الشاب يجب أن يكون واعيا للقرض الذي يريده و أن يكون في حال الضرورة حتى لايصبح فريسة لتراكم الديون والتأثير على دخله وكذلك دراسة وضعه المالي والتفكير الجيد في مدى قدرته و استطاعته على سداد هذا القرض في وقت محدد ومناسب له لتجنب أي إجراءات قانونية وملاحقات قضائية ضده.
وبحسب أخصائيين في علم الاجتماع والتسويق فان البنوك ومؤسسات الإقراض تسعى لجذب عدد كبير من أفراد المجتمع من اجل الاستفادة من المزايا والتسهيلات التي تقدمها مؤسساتهم للمقترض ومحاولة إقناع أكبر عدد ممكن من الاقتراض حيث إن الشاب سوف يقوم بسداد دينه بأي طريقة ومع فوائد كبيرة للبنك مع تجاهل مقدرة المقترض على سداد القرض بل وتجد أن الأغلب لا يهتم لهذا الأمر بل يقوم موظف البنك بتشجيع العميل للاقتراض غير ابهين بالمشاكل التي قد يقع بها العميل.
وبينوا أن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تطال عددا كبيرا من الشباب تجعلهم يتكبدون الديون والخسائر المادية على مدار سنوات طويلة خصوصا أن هناك عددا من الشباب مدانين وأغلب الديون لأغراض كمالية نتيجة لفتح المجال للشباب وإغرائهم من قِبل البنوك التي تمنح التسهيلات لمنح القروض وفي نهاية المطاف يتحمل الشاب نتائج هذه الديون التي تؤدي بنهاية الأمر إلى صعوبات وقضايا وملاحقات أمنية وربما يصل الأمر إلى السجن جراء التعثر في السداد.
ونصح المختصين الشباب التفكير العميق والتأني في حال الإقدام على اخذ القرض وأن يضع الشباب في حسابهم المشاكل التي سوف يقعون فيها جراء الاستدانة بغير هدف مقنع أو حاجة ملحة.
الاثنين 2015-03-30