الاحد 2015-03-29
الملك يدعو لاستراتيجية عربية شاملة تعالج خطر الإرهاب





عمان - شرم الشيخ - حاتم العبادي

عاد جلالة الملك عبدالله الثاني، امس السبت، إلى أرض الوطن، بعد ترؤسه وفد الأردن المشارك في القمة العربية، المنعقدة في شرم الشيخ المصرية.
وشارك جلالة الملك عبدالله الثاني في أعمال الدورة السادسة والعشرين لاجتماعات القمة العربية، التي بدأت أعمالها امس، حيث تأتي مشاركة جلالة الملك، في إطار حرصه على إدامة التنسيق والتشاور مع قادة وزعماء الدول العربية حيال القضايا والتحديات المشتركة، وسبل التعامل معها، وآليات تعزيز وتطوير العمل العربي المشترك بما يخدم مصالح الدول العربية ويحقق تطلعات شعوبها.
وكلف جلالة الملك رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور بترؤس الوفد الأردني المشارك في بقية أعمال القمة مندوبا عن جلالته.
الى ذلك التقى جلالة الملك امس قادة عرب ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال القمة العربية السادسة والعشرين، على هامش مشاركة جلالته في اعمال القمة التي بدأت أعمالها امس السبت في شرم الشيخ .
وبحث جلالة الملك خلال اللقاءات العلاقات بين الأردن وبلدانهم، وسبل دعمها وتوطيدها بما يسهم في النهوض بمستوى العمل العربي المشترك، لمواجهة التحديات التي تشهدها المنطقة والإقليم.
فقد التقى جلالته، كلا على حده، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، والرئيس العراقي فؤاد معصوم، ورئيس جمهورية جيبوتي اسماعيل عمر جيلة، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.
وفي التفاصيل، عقد جلالة الملك، امس، قبيل افتتاح أعمال القمة، لقاء ثنائيا مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي جرى خلاله بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وآخر التطورات الراهنة في المنطقة.
وأكد الزعيمان حرصهما المشترك على إدامة التنسيق والتشاور بين البلدين، حيال مختلف قضايا المنطقة بما يعزز مسيرة العمل العربي المشترك.
وشدد جلالة الملك على ضرورة تفعيل دور جامعة الدول العربية بما يسهم في خدمة قضايا ومصالح الدول العربية وشعوبها، والارتقاء بمهامها ومسؤولياتها لمواجهة الأخطار والتحديات التي تحيط بالمنطقة.
وأعرب جلالة الملك عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلتها الشقيقة مصر لاستضافة القمة، وتوفير كل ما من شأنه المساهمة في إنجاحها، خدمة للقضايا العربية وتحقيقاً لمصالحها المتبادلة.
وشدد الزعيمان، في هذا الإطار، على ضرورة تعزيز الجهود العربية وتكثيفها لمواجهة التحديات التي تمر بها بعض الدول العربية، خصوصاً ما يشهده اليمن من تطورات تتطلب دعم الشرعية فيه، وتعزيز أمنه واستقراره.
وتم التأكيد على ضرورة مواصلة دعم الشرعية في اليمن والعملية السياسية التي تجمع أطراف المعادلة اليمنية كافة، بما يضمن المستقبل الآمن والمستقر للأشقاء في اليمن.
وشدد الزعيمان على أهمية توحيد جهود مكافحة التطرف والإرهاب ومواجهة عصاباته المتطرفة، وتبني استراتيجية شاملة بمختلف الأبعاد لنبذ جميع أشكال العنف والتطرف.
وفيما يتعلق بمساعي تحقيق السلام في المنطقة، دعا الزعيمان إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، بما يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية استناداً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وتناولت مباحثات جلالة الملك والرئيس المصري الأوضاع في سوريا والعراق وآخر التطورات على الساحة الليبية، حيث جدد الزعيمان تأكيد حرصهما على أمن واستقرار هذه الدول الشقيقة وتحقيق مصالح شعوبها.

ملك البحرين
وفي لقاء آخر، بحث جلالة الملك عبدالله الثاني وأخوه جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، العلاقات الأخوية بين البلدين، وسبل تعزيزها والنهوض بها في مختلف المجالات، إضافة إلى التطورات التي تشهدها بعض الدول العربية.
وأعرب جلالتاهما عن اعتزازهما بالمستوى الأخوي والمتميز الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين، مؤكدين الحرص على المضي قدما في تعميقها وتمتينها بما يعود بالنفع على المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد جلالتاهما، خلال اللقاء، ضرورة تكثيف الجهود العربية لبلورة موقف عربي موحد لمواجهة الفكر المتطرف ومحاربة العصابات الأرهابية، والتعامل مع التحديات التي تواجهها بعض الدول العربية، خصوصاً اليمن.
وفيما يتصل بالإزمة السورية والوضع في العراق، أكد جلالة الملك ضرورة إيجاد حل سياسي للازمة يضمن لسورية وحدتها وسلامة شعبها ويوقف سفك الدماء فيها، مثلما أكد جلالته الوقوف إلى جانب العراق الشقيق في سبيل دعم وحدته الوطنية، وترسيخ الأمن والاستقرار فيه.

الرئيس العراقي
وخلال لقاء جلالته مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، جرى بحث الجهود الدولية والإقليمية المبذولة لمكافحة الإرهاب ومواجهة خطر العصابات الإرهابية وفكرها المتطرف.
وأعاد جلالته تأكيد دعم الأردن للجهود المبذولة لترسيخ الأمن والاستقرار في العراق، وتحقيق الوفاق بين جميع مكوناته، بما يضمن بناء حاضر ومستقبل زاهر لشعبه.
وتطرق اللقاء إلى عدد من القضايا والتطورات الراهنة في المنطقة، وسبل التعامل معها، بما يعزز السلام ويحقق الأمن والاستقرار لشعوبها.
وعبر الرئيس العراقي عن تقدير بلاده لمواقف الأردن، بقيادة جلالة الملك، الداعمة والمساندة لاستقرار العراق، والوقوف إلى جانبه في مختلف الظروف، مؤكداً حرص العراق على استمرار التنسيق مع المملكة، خدمة للمصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.

الرئيس الجيبوتي
والرئيس الصومالي
كما التقى جلالة الملك في لقاءين منفصلين على هامش القمة، رئيس جمهورية جيبوتي اسماعيل جيلة عمر، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ، حيث جرى بحث العلاقات بين الأردن وكل من البلدين، وسبل تطوير وتعزيز آليات العمل العربي المشترك في شتى الميادين، إضافة إلى التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصا التصدي للإرهاب الذي بات يشكل خطرا يهدد أمن الجميع من خلال استراتيجية واضحة وشاملة في هذا المجال.
وكان جلالته قد وصل إلى شرم الشيخ المصرية، امس،
وكان في مقدمة مستقبلي جلالته، في مطار شرم الشيخ الدولي، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ويضم الوفد الأردني إلى القمة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور فايز الطراونة، ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، ومدير مكتب جلالة الملك الدكتور جعفر حسان، والسفير الأردني في القاهرة مندوب الأردن الدائم لدى جامعة الدول العربية الدكتور بشر الخصاونة.
الاحد 2015-03-29