الرمثا - بسام السلمان - أكد رئيس الوزراء الدكتور عبدالله النسور ادراك الحكومة لحجم التحديات التي تواجه لواء الرمثا والمواطنين فيه ، كونه الاكثر تأثرا بتداعيات الازمة السورية واستقباله لأعداد كبيرة من اللاجئين بحكم قربه من الحدود مع سوريا.
وقال رئيس الوزراء خلال لقائه شيوخ ووجهاء وفعاليات شعبية في لواء الرمثا في قاعة مدينة الحسن الصناعية أمس « ان الحكومة لا تعد بأي شيء لا تستطيع الوفاء به، وهي لا تريد أن تتذرع بضيق الحال، والموطنون يدركون ظروف الدولة «، مبينا أن الشرق الأوسط يموت بالنيران والزلازل فيما الأردن يعمل للتنمية والتعليم والمياه والجامعات، مؤكدا ان هذا انجازا كبيرا لا تستطيع دول أكثر مالا وعددا بفضل حكمة جلالة الملك ووعي الشعب تحقيقه، قائلا « نحن في امن وسلام واستقرار مستمر بفضل وعي الشعب والاردن صامد وقوي بقيادته وشعبه «.
وأكد النسور ، أن مطالب اللواء عادلة لا نشكك فيها وستنفذ المطالب حسب الأولويات، مبينا أن مجلس الوزراء وجد لخدمة المواطنين وللانجاز والعمل لا للوجاهة من خلال توزيع الخدمات بعدالة وحسن الأداء والتخطيط.
واضاف النسور « إن «الأردن لم ينل خلال السنوات الأربع الماضية التي مرت عليه الدعم الكافي ولم تحظ جهود هذا البلد حق قدرها بالعدل الكافي، ما يتطلب الاعتماد على مواردنا بتوزيعها بالعدالة والنزاهة والمساواة والتخطيط وليس بالفوضى»، مبينا ان صنع القرار يجب أن يكون بالتلاقي والمنافسة والإقناع وتفهم ما يريد الناس، مؤكدا أن الزيارات ليست شكلية أو تمثيلية على الناس بل تأتي لخدمة الشعب، لافتا الى ان جلالة الملك يراقب ويتابع عمل الحكومة وكذلك البرلمان.
واكد ان عمل الحكومة خاضع لمراقبة جلالة الملك الذي يلاحظ هذا العمل ويدقق فيه ويتابعه ويعرف تفاصيل كل ما نفعل مثلما ان لدينا برلمان نعتز به وبدوره الرقابي ونستجيب الى آرائه وحكمته المجردة الموضوعية.
ولفت الى ان هذه الزيارة للواء الرمثا كانت مقررة ان تكون في شهر كانون الثاني الماضي وبالتحديد يوم استشهاد الطيار معاذ الكساسبة وقد تم تأجيلها بسبب ذلك الحادث الارهابي الاليم الى هذا اليوم ،مؤكدا ان الحكومة التزمت وعلى اثر زيارته وفريق وزاري الى بلدية سهل حوران قبل نحو سنة بتنفيذ كل ما وعدت به وقال « ليس من طبيعتنا ولا بشكل من الاشكال ان نعد بما لا نستطيع الوفاء به فهذا امر ملتزمون به «.
وقال « انتم احق الناس في هذا البلد ان تدركوا ظروف هذه الدولة والتي هي من اصعب واقسى واخطر ما مر بها ومع كل ذلك بفضل قيادة بلدنا ووعي شعبنا ومؤسساتنا المدنية والعسكرية سنبقى اقوياء ان شاء الله متمتعين بالأمن والسلام والاستقرار «. واكد ان هذا الشرق الاوسط يموج بالنيران وعلى زلزال لا يتوقف منذ سنين ومع ذلك نلتقي لنبحث في التنمية والتعليم والبيئة والمياه والتوظيف والجامعات وغيرها وهذا انجاز عظيم لا تستطيع دول اكبر حجما ومالا وعددا من الاردن ان تقوم به.
ولفت الى ان مطالب اهالي اللواء كلها عادلة ولكن هناك محددات مالية تتطلب حسن توزيع الموارد حسب الاولويات وقال «اذا نفذ مشروع وترك اخر فهذا لا يعني ان الاخر غير صحيح بل لان الاولوية تملي ان نبدأ بالتنفيذ وصولا الى تلبية كل ما نستطيع».
ولفت الى ان صنع القرار لا يكون بالخطابة وانما بالتلاقي والبحث والاقناع مؤكدا ان الزيارات الميدانية للحكومة والتي تأتي تجسيدا لتوجيهات جلالة الملك تستهدف الاطلاع عن كثب على احتياجات المواطنين في اماكن سكناهم.
من جانبه، وفي ردهم على مطالب المواطنين ، قال نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات الذي ترأس الجلسة بعد ان غادرها رئيس الوزراء «قال تم إحالة 13 عطاء لبناء أبنية مدرسية في الرمثا وسيصار خلال الأعوام القادمة سد احتياجات المدارس، ويجري البحث عن قطعة ارض لاستملاكها من اجل إنشاء ناد للمعلمين في الرمثا «.
واشار وزير الاشغال العامة والاسكان المهندس سامي هلسه الى ان 9 مدارس قيد الاحالة حاليا ستكون جاهزة خلال شهر ايلول القادم مثلما سيكون هناك تصور واضح لتوسعة مستشفى الرمثا الحكومي خلال الاشهر القليلة القادمة. واكد ان الوزارة ملتزمة بتنفيذ طرق الرمثا بشرى والرمثا الشجرة وطريق الحزام الدائري واستكمال الطريق البديل لسهل حوران وانارة طريق المفرق اربد الذي هو قيد التنفيذ حاليا فضلا عن الاشارة الضوئية في منطقة البويضة التي ستكون جاهزة خلال شهر.
وزيرة التنمية الاجتماعية، وزير العدل بالوكالة، ريم ابوحسان، اشارت الى ان الحكومة اوفت بترفيع محكمة صلح الرمثا الى محكمة بداية الامر الذي سيخفف على المواطنين من مراجعة محكمة بداية اربد. وفيما يخص التنمية الاجتماعية اشارت الى ان مديرية التنمية في اللواء لديها 40
طلبا لمساكن الاسر الفقيرة منها 17 طلبا مستكملة للاسس مشيرة الى ان سيتم تسليم 11 مسكنا لمستحقيها خلال العام الحالي.
وأوضحت أن هناك أسسا جديدة تضمن التوزيع العادل من المساعدات ما بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأردنيين، إضافة إلى وجود عملية مسح كامل لعدد حالات الإعاقة في الرمثا ستنفذ قريبا، منوهة أن هناك 3 مراكز تعنى بالمعاقين في الرمثا.
وأشار وزير البلديات المهندس وليد المصري، الى أن الوزارة قدمت دعما كبيرا لبلديات لواء الرمثا، وان وضعها شهد تحسنا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية، لافتا إلى أن موازنة بلدية الرمثا ارتفعت إلى 5 ملايين عام 2014 وبلدية سهل حوران إلى 2 مليون دينار، مبينا أن إدخال بعض المناطق داخل التنظيم في الرمثا بحاجة إلى 2- 3 مليون دينار وفي حاله إدخالها للتنظيم فان البلدية مطالبة بإيصال الخدمات إليها، الأمر الذي يفوق طاقة البلدية المالية في الوقت الحالي.
واشار رئيس المجلس الاعلى للشباب سامي المجالي الى انه سيتم البدء بتنفيذ صالة رياضية في مجمع الامير هاشم الرياضي خلال العام الحالي مثلما سيتم ادراج مركز للشباب او للشابات ضمن المنحة الخليجية عام 2016.
وزير الصحة الدكتور علي حياصات اشار الى ان اول مستشفى في المملكة يزوره منذ تسلمه حقيبة الوزارة كان مستشفى الرمثا وذلك ادراكا من الحكومة لحجم الاعباء الملقاة على المستشفى بسبب اللجوء السوري. كما اشار الى انه تمت زيادة اعداد الاطباء والتمريض لمستشفى الرمثا مع ادراك الوزارة انه لا زال بحاجة لمزيد من الكوادر والاجهزة لافتا الى الخطة المستقبلية لتوسعة المستشفى وموضحا انه سيتم تزويد المستشفى بسيارة اسعاف حديثة خلال الاسابيع القليلة القادمة. ولفت الى انه تم الانتهاء من توسعة مركز صحي سهل حوران وستتم دراسة امكانية تحويله الى مركز صحي شامل.
وأشار وزير التخطيط عماد فاخوري، انه سيصار إلى تحديد موارد مالية جديدة وفق الأولويات مع المحافظة على الميزة التنافسية ودعم القطاع الصناعي والتجاري والسياحي في الرمثا، مؤكدا أن الحكومة بالتعاون مع الدول المانحة قامت بتحديد كل مطالب المجتمعات المتأثرة من عملية اللجوء السوري لتعزيز قدرتها، لافتا إلى انه تم تنفيذ مشاريع بقيمة حوالي 8 ملايين دينار في محافظة اربد ولواء الرمثا ودعم البلديات وفتح الطرق وتحريج أراضي وحفر آبار وإنارة ودعم مؤسسة أعمار الرمثا.
بدوره، قال متصرف اللواء بدر القاضي « إن لواء الرمثا هو أول منطقة في الأردن استقبلت اللاجئين السوريين، مشيرا إلى أن عدد اللاجئين السوريين في اللواء يصل إلى حوالي 70 ألف لاجئ منهم 43 مسجلين رسميا، ما اثر على كافة القطاعات الحيوية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية»، مطالبا بربط مناطق سهل حوران ومنطقة البويضة بشبكة الصرف الصحي واستكمال ربط إحياء الرمثا التي لم تصلها الشبكة، وإنشاء أبنية مدرسية جديدة للاستغناء عن المستأجرة وإضافة غرف صفية لمواجهة الاكتظاظ.
ودعا القاضي، إلى توسعة مستشفى الرمثا وتعزيزه والمراكز الصحية بالكوادر الطبية والتمريضية والأجهزة الطبية وزيادة مخصصات الطرق الزراعية وتوسعة وتحسين طريق الرمثا الشجرة وإنارته، وتوسعة طريق الرمثا جابر بأربعة مسارب وعمل جزيرة وسطية له.
واكد النائب عبدالكريم الدرايسة ان الاحداث من حولنا شكلت عبئا على الاردن بشكل عام وعلى اللواء بشكل خاص. ولفت الى ان الاردن يواجه اليوم امتحانا سياسيا صعبا نتيجة الحروب من حوله وقال «نحن نؤيد الحل السياسي الذي يضمن وحدة سوريا وفي المقابل ننظر للمصالح الوطنية العليا».
رئيس بلدية سهل حوران بسام الدرابسة اشار كذلك الى اثر اللجوء السوري على البلدية والمجتمع المحلي مطالبا بانشاء منطقة حرفية ومدارس ومجمع للشاحنات.
العين امنه الزعبي اكدت اهمية تحقيق العدالة في توزيع مكتسبات التنمية وضرورة ايلاء قطاع الشباب والمراة الاهمية اللازمة من حيث تعزيز الوعي في محاربة الارهاب والافكار المتطرفة. وفي ردهم على ملاحظات ومطالب المواطنين في لواء الرمثا اوضح نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم الدكتور محمد الذنيبات اشار الى انه تم طرح عطاءات ل 13 موقعا لمدارس واضافات صفية من اصل 48 موقعا مملوكا للوزارة.
وكان رئيس الوزراء استهل زيارته للواء الرمثا بتفقد سير العمل في مستشفى الرمثا الحكومي حيث استمع من مدير المستشفى الدكتور يوسف الطاهات حول سير العمل والخدمات الطبيه والعلاجيه التي يقدمها المستشفى للمراجعين والضغط الذي يشهده نتيجة اللجوء السوري.
وتبادل رئيس الوزراء الحديث مع عدد من المرضى والمراجعين واستمع الى ملاحظاتهم بشان الخدمات المقدمه حيث اشار عدد منهم الى نقص في عدة انواع من الادوية وعدم كفاية الكوادر الطبية في بعض التخصصات.
كما استمع رئيس الوزراء الى شرح من وزيري الاشغال العامه والاسكان والصحه حول توسعه المستشفى حيث يتم حاليا اعداد الدراسات اللازمه لانشاء مبنى جديد لقسمي الجراحه والباطني بسعة 75 سريرا بالاضافة الى جناح العمليات وقسمي العناية الحثيثه والعنايه المركزه ومبنى الخدمات الفندقية.

الثلاثاء 2015-03-24