عمان - فتحي الأغوات
تشكل قضية التطرف لدى الشباب تحدياً كبيراً؛ أمنياً وسياسياً، وأهمها التحدي الفكري، في ظل ما تمر به المنطقة من أحداث وما يستتبعها من أفكار يبثها تنظيم «داعش» الإرهابي.
في ظل ذلك؛ دعت فاعليات وطنية وشبابية إلى التحصين الفكري للشباب ضد ظاهرة الغلو والتطرف والى محاربة الفكر الضلالي التكفيري بكل أشكاله واتجاهاته.
وشددت الفعاليات في حديثها لـ«الرأي» على ضرورة أن يحصن الشباب أنفسهم فكرياً بالدراسة والرجوع إلى العلماء في أمور دينهم وعدم الانصياع لدعوات الغلو والتعصب والتكفير من قبل جماعات الفتنة والتحريض.
وقالوا إن مواجهة التطرف والغلو تتطلب استراتيجية وطنية وأمنية تشارك فيها مختلف الأجهزة الرسمية ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني والأحزاب في التوعية والتحذير من مخاطر هذا الفكر الإرهابي المنحرف وآثاره على الشباب.

د.الخوالدة: دور كبير للجامعات
رئيس جامعة مؤتة الدكتور رضا الخوالدة أكد على الدور الذي تؤديه الجامعات في مواجهة الفكرٍ الداعي للعنف والتطرف وحماية الوطن من الأعداء الذين يتربصون بأمنه واستقراره لا سيما في مواجهة الإرهاب والتطرف والغلو كظواهر تهدد المنطقة برمتها وتستوجب التنبيه لخطورتها.
ولفت إلى قيام جامعة مؤتة بعدد من الأنشطة النوعية ضمن جهودها الوطنية الرامية إلى حماية الأجيال من أي فكر «دخيل على عقيدتنا وثقافتنا الإسلامية الأصيلة».
وأشار إلى أن جامعة مؤتة وباعتبارها مؤسسة علمية ومنارة فكرية تؤدي رسالتها الوطنية بدافع من الانتماء والولاء للأردن وقيادته الهاشمية الحكيمة، أخذت على عاتقها القيام بدور فاعل في مواجهة التطرف والدعوة للوسطية والاعتدال والتعبير عن صورة الإسلام الحقيقية بعد أن ظهرت بعض التنظيمات والجماعات التكفيرية «تلك التي يميزها الجهل ويسيطر على عقولها ثقافة الموت وسفك الدماء دون أن تأخذ بعين الاعتبار منهج الاسلام القويم كدين يتسم بالرحمة والإنسانية والخير للبشرية جمعاء».
ونوه بأن الجامعة ومنذ سنوات مضت وقد امتثلت لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في تفعيل دور الجامعات لمواجهة الفكر الأسود والداعي للعنف والتطرف والانحراف عن سواء السبيل، حيث عقدت مؤتمرات دولية شارك فيها خيرة العلماء والمتخصصين في مجال الأمن المجتمعي والفقه الشرعي كمؤتمر الأمن الإنساني الذي عقد في الجامعة وعنون «بالأمن الإنساني والحراك المجتمعي» وقد تزامن مع بداية ما يسمى بالربيع العربي والذي فرض تحولات وتغيرات على الساحة العربية والإقليمية والدولية.
وأضاف: ولأهمية ذلك كررت الجامعة المؤتمر تحت عنوان «الفقر والحرية والأمن» تناول محاور متعددة من أبرزها تشخيص الفكر التكفيري وتأثيره السلبي على المجتمعات والتصدي له من قبل أهل الاختصاص من دول عربية شقيقة وأجنبية صديقة.
وبين أن هذه المؤتمرات تناولت مواضيع جوهرية تتعلق بالأمن المجتمعي والحرية ومكافحة الإرهاب والتطرف رغبةً في تحصين الفكر لدى الشباب الجامعي بشكل خاص والمجتمع بشكل عام.
وذكر رئيس الجامعة أن إدارة الجامعة قامت بالتعميم على الأساتذة وفي كافة الكليات بتوعية الطلبة وتحذيرهم من الفكر المتطرف وعواقبه على الوطن والأمة وقضاياها العادلة رغبةً في تحصين الشباب داخل الجامعة فكريا حتى يكونوا عامل بناء وانجاز لا عامل هدم وخراب.

المجالي: إبراز رسالة عمان
رئيس المجلس الأعلى للشباب سامي المجالي قال إن المجلس تنبه لهذه القضايا منذ سنوات، وبالتالي بدأنا في تطبيق برنامج أطلق عليه «برنامج الفكر التنويري» هدفه محاربة التطرف والعنصرية والإرهاب وإبراز صورة الإسلام وعدالته وسماحته وإبراز رسالة عمان لتحصين شبابنا من الآفات الخطيرة التي يمر بها.
وأضاف أن المجلس الأعلى للشباب كجزء من الحكومة الأردنية، معني بالخطة الحكومية لمحاربة التطرف، اذ قمنا بتصميم البرامج الخاصة من خلال المجلس لمحاربة هذه الآفة حيث بدأنا قبل حوالي الشهرين في تنفيذ المرحلة الأولى من برنامج السلامة الوطنية «محاربة الغلو والتطرف» في جميع الواية ومحافظات المملكة من خلال مديريات الشباب والمراكز التابعة لها في كل محافظة.
وأشار إلى أن المرحلة الأولى بدأت وتنتهي في مع نهاية الشهر الحالي وأن الفئات العمرية المستهدفة في هذا البرنامج من 15سنة فما فوق حيث بلغ عدد المراكز المشاركة 158 مركزاً بمجموع « 17565» مشاركاً ويشمل هذا البرنامج عدة وسائل منها الندوات والمحاضرات الحوارية ونقاشات وورش عمل ومؤتمرات وعرض أفلام عن الإرهاب والتطرف إضافة لعرض مسرحيات تتعلق في هذا الموضوع واستخدام كافة الوسائل التي تساعد في نقل الصورة وتحصين الشباب من مخاطر التفكير المتطرف.
وبين أن المجلس يعمل وبالتعاون والتنسيق مع عدد من الشركاء والجهات المتعاونة في هذا الموضوع من دوائر ووزارات ذات علاقة وجامعات رسمية وخاصة وتنفذ برامجه تحت رعاية الحكام الإداريين في المحافظات.
وعن الأهداف التي يسعى لها هذا البرنامج من خلال مراحله المختلفة ذكر أن أهداف البرنامج تكمن في إبراز موقف الإسلام من بعض المظاهر المعاصرة كالتطرف والغلو والإرهاب والمخدرات وتعزيز دور الشباب في إرساء قواعد الحوار واحترام الآخر وتعزيز الأمن والمسؤولية الوطنية إضافة لتدعيم دور الإعلام في حياة مجتمعية فاعلة وبث وغرس مكارم الأخلاق العربية والإسلامية في نفوس الشباب كما ويسعى البرنامج إلى إبراز دور الإسلام في التسامح والاعتدال والتعايش وتعزيز دور الشباب في تعظيم القيم الوطنية والدينية وتأكيد دور الأسرة في التربية الوطنية والاعتدال.
وأكد أن هذه الأهداف من شأنها أن تبصر الشباب في صورة الإسلام وسماحته وعدالته وبالتالي تحصينهم من الذهاب إلى التطرف والغلو والإرهاب، لافتا الى عدد من التوصيات التي انبثقت عن التقييم الدوري لهذه الفعاليات والتي استفاد منها المجلس كتغذية راجعة في تعزيز نقاط القوة وتلافي نقاط الضعف وما تمخضت عنه من توصيات تدعو إلى تفعيل دور الإعلام الأردني والعربي للحد من هذه الظاهرة وأهمية دور وزارة التربية والتعليم في التركيز على المناهج التدريسية ودور وزارة الأوقاف في تأهيل الوعاظ وأئمة المساجد والتحكيم العقلي لرسم صورة صحيحة للإسلام.
إضافة إلى ضرورة محاربة الفقر والبطالة وأهمية تبيان رسالة عمان وتوزيعها ونشرها، كذلك توظيف الحوار وأساليب التفاهم في جوانب الحياة اليومية وإيضاح أهمية الأخلاق في حياة الفرد.
وأوضح المجالي أن القضية الأساسية تكمن في أن الإسلام صورته واضحة وان الإسلام يمتاز بالوسطية والاعتدال والتسامح والكرامة وكل ما هو حاصل هو بعيد كل البعد عن الإسلام.

الفاعوري: الوسطية في التصدي للإرهاب
امين عام المنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري حذر من بعض الفتوى التي تصدر عن بعض الجهات غير المسؤولة وهم في حقيقتهم لا يعرفون حقائق الدين وليسوا مؤهلين للفتوى حيث يتم استغلال الشباب عن طريق الحديث عن بعض القضايا والعزف على أوتار عاطفية ترتبط بموضوع الظلم والكرامة والاستبداد والمكاييل العالمية المزدوجة.
ورأى أن طريق مواجهة هذا الظلم الذي يعاني منه العالم الإسلامي ليس بهذه الوسائل البدائية وليس بهذه الأعمال الصبيانية التي تعلن من خلالها الخلافة دون استشارة المسلمين ويتم تبني العمل العسكري في وسط عالم قوي يستطيع أن يجهض أي عمل عسكري فهذه عمليات مراهقة تستنزف وتغرر في الشباب وتصادر أحلامهم وتضيع على بلداننا الإسلامية خيرات هؤلاء الشباب وأعمارهم.
وقال: بدأنا منذ عام 2001 في رسالة الوسطية ومحاربة التطرف والغلو وكانت هذه الرسالة الأساسية للمنتدى بمثابة رسالة مبكرة أن التطرف سيكون خطراً حقيقياً يوثر على منطقتنا، مشيرا إلى أن المنتدى اوجد برامج موجهة للتأثير على قطاعات فاعلة منها الأئمة والخطباء والنساء والشباب.
وأضاف: كان جزء من تركيزنا على الشباب من خلال تعزيز منظومة القيم كون التطرف مرتبطاً ارتباطاً كبيراً في الخلل الذي يمكن أن يعاني منه الشباب في موضوع القيم والانتماء الوطني والإحساس في الهوية ومعالجة الجهل والإحساس في التهميش والظلم من خلال إعطاء الشباب ادواراً حقيقية في النشاطات.
ولفت الفاعوري إلى أن المنتدى يعكف حاليا على تنظيم مؤتمر تحت عنون «دور الوسطية في التصدي للإرهاب وتعزيز الاستقرار والسلم العالمي « يشارك فيه شباب من كافة المؤسسات والجامعات والأندية المجلس الأعلى للشباب.
وأشار إلى أن رسالة المنتدى في هذا الوقت بالذات تهدف لتوعية وتحصين الشباب من بعض الأفكار التي تلمع وهي في حقيقتها دمار لمستقبل الأوطان وللمجتمعات ولا يمكن أن تكون هذه الأفكار التي تمر عبر جز الرقاب وانتهاك حرمات الأبرياء وقتل أهل الكتاب الذي جعلهم الرسول الكريم جزءاً من ذمتنا في العالم الإسلامي لا يمكن لهؤلاء أن يكونوا دعاة خير ورسل محبة يعبرون عن رسالة الإسلام العظيمة، منوها بأن طريق البناء لإقامة النموذج الإسلامي في الحكم والحرية والكرامة يمر عبر بناء الأوطان والتنمية وتعزيز قيم الوحدة والحرية التي نحن نبحث عنها في العالم الإسلامي.

حداد: الابتعاد عن أسلوب الفزعة
مدير المركز الأردني لبحوث التعايش الديني الأب نبيل حداد أكد أن قضية التطرف لدى الشباب تشكل تحديا كبيرا امنيا وسياسيا وأهمها التحدي الفكري، مؤكداً أن ما تمر به المنطقة ومجتمعنا يستدعي النظر إلى العديد من ملامح التراجع في مجتمعنا، منوها إلى أن هنالك تداعياً وتراجعاً للقيم الأخلاقية واختلالاً في العلاقات المجتمعية والأسرية إضافة اتراجع وتدني مستوى التعليم وبخاصة الجامعي بالإضافة إلى تصاعد العنف المجتمعي.
وأشار إلى انه و»في ظل غياب واضح للبرامج الفكرية والسياسية القادرة على جذب الشباب وتحصينهم يصبح من الضروري الاعتراف بالمشكلة التي نواجهها وعدم اختزالها»، ورأى ان ما نحتاج إليه هو إعادة تأهيل المجتمع والهيئات والمؤسسات التي تعنى في الشباب واستخدام الفكر المستنير الذي يمكنه تحقيق القدرة على الإقناع بالفكر فقط من خلال جوهره الذي يحقق تعظيم القيم الدينية والاجتماعية والوطنية وهو القادر على تعبئة الفراغ الذي نلمسه في التعامل مع قضية تأهيل الشباب.
وأقرّ بضرورة الابتعاد عن أسلوب الفزعة أو التعامل بردات الفعل فالمطلوب برامج مدروسة على المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة يتم فيها التركيز على محاربة الجهل والتوعية بضرورة خلق فرص الانفتاح على الثقافات الأخرى والتركيز على البرامج الخلاقة من خلال المنابر الدينية والابتعاد عن الأساليب التقليدية في التلقين وخلق ثقافة الفكر والتفكير التحليلي.
وشدد على ضرورة إعطاء الشباب أهمية كبرى لكونهم السواد الأعظم من المجتمع لذا «يصبح لازماً التركيز على نشر قيم المواطنة الصالحة وتعزيز روح المبادرة والإيثار والتطوع».
وذكر أن كل هذه القيم النبيلة تجسدها القيم الدينية التي تُوجه بل وتأمر الإنسان بحب الله وحب الجار ليكون هذا أساس لأي رؤية تأخذ بعين الاعتبار ربط احتياجات الشباب وتطلعاتهم ضمن مصفوفة قيم دينية وأخلاقية قد يدخل فيها أيضا بعض القيم الايجابية في مجتمعنا وعشائرنا التي عرفت فكر التكافل والاحترام والمودة.
وبين أن المطلوب الآن أن يؤمن الشباب بما يفعلون من خلال تعزيز روح المبادرة والقيادة وإعمال دور الفكر التراثي الديني العشائري، مشيرا إلى أن أسباب العنف المجتمعي سببه غياب ثقافة المصالحة والمسامحة فهي قضية دينية.
وقال: نحن في الأردن لنا في نموذج التعايش الديني خير وسيلة للاسترشاد لما عرف به الآباء والأجداد عبر سنين ومن هنا نرى ضرورة الإفادة من هذا الإرث في منابرنا الدينية وفي وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بالشكل الذي يُظهر هذا الإرث وفي الوقت نفسه نقله ليكون ملمحاً بارزاً من ملامح حياتنا المجتمعية والعلاقات بين الشباب ففكر الاعتدال واحترام الآخر يبقى هو ديدن العمل لتحصين شبابنا ومواجهة فكر التطرف والانجرار للعنف.

المعايطة: إعادة تقييم المواقف والأدوات
المدير السابق لهيئة شباب كلنا الأردن سامي المعايطة قال انه وفي خضم الحديث المتعدد والكثير عن الاستراتيجيات المتعلقة بالإرهاب والتطرف الموسمي والذي يتصاعد مع الأحداث الإقليمية والدولية يدور الحديث بأغلبه حول الأطر النظرية والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وغياب العدالة والفقر والبطالة وغيرها الكثير، داعياً إلى «الوقوف عند نقاط تقييم لهذه الأفكار والرؤى بشيء من الواقعية وتقييم الواقع والأدوات والجدية في التعامل مع هذا الملف الحساس».
وأضاف انطلاقا من أن القواعد الشبابية الواعية والمثقفة تعتبر أداة ارتكاز للدولة في التعامل مع التحديات الوطنية بمختلف أشكالها سياسيا واجتماعيا وفكريا واقتصاديا وثقافيا فإن التحدي الرئيسي الذي يواجه الدولة هو التطرف والفكر المتشدد والعنف بمختلف أشكاله، مشيرا إلى انه يقع على عاتق الدولة واجب استثمار الشباب الواعي في مواجهة التحديات وأبرزها الفكر التكفيري والمتطرف حيث تأتي أهمية إدراج هؤلاء الشباب في خطة إعادة تأهيل من تلوثوا بهذا الداء.
وأكد ضرورة الاستفادة من الشباب وبرامجهم التوعوية والتدريبية والتأهيلية واستثمار رسالة عمان وحوار الحضارات بتعزيز هذه القيم وتكريسها لدى الشباب حيث يكمن التأثير المتبادل من حيث المساهمة بتغيير قناعات كثير من حاملي الفكرالمتطرف وتوعية الشباب بخطره عبر برنامج محدد بمضامين وأفكار وجداول زمنية للحوار والعصف الذهني إضافة لعرض قصص نجاح للشباب تنعكس إيجابيا عليهم وخصوصا إذا راعينا المستوى الفكري لهؤلاء الشباب المدربين وقدرتهم على الحوار والتقارب الجغرافي والديمغرافي معهم.
ورأى أن هذا العمل يبدأ بإشراك المؤسسات بوضع الخطط واستعداد المؤسسات الشبابية وذلك من خلال عقد دورات تدريبية للشباب أصحاب الفكر وحملة الشهادات وأصحاب التجارب وتوعيتهم بأخطار هذا الفكر وتدريبهم على الحوار بالإضافة إلى إشراكهم بالبرامج التدريبية وحضورهم لعروض قصص نجاح في محاربة الفقر والبطالة وبناء الذات وإعداد المشاريع الصغيرة وتأهيل القدرات وإقامة الحوارات حول رسالة عمان وحوار الحضارات والتغلب على الصعوبات ومهارات الاتصال والتأهيل المجتمعي ونشر ثقافة التطوع باعتبارها من قيم الإسلام وخدمة المجتمع إضافة لمحاربة الفراغ وغيرها الكثير من المهارات والبرامج التأهيلية التي تقوم بها المؤسسات الشبابية والرياضية والثقافية التي من شانها أن تسهم في تعزيز قيم الانتماء الوطني وثقافة القانون ودولة المؤسسات والتعددية ودولة الدستور والحقوق والواجبات ومعاني الدين الحنيف المعتدل.
وشدد المعايطة على أهمية إعادة تقييم المواقف والأدوات ومنهجية التفكير العاملة مع قطاع الشباب بمزيد من العمق بعيدا عن «الكلشيهات» التقليدية والمفردات المكرورة فالشباب اليوم يتحدثون بلغة عصرية متجددة ومتطورة ومصادر المعرفة والمعلومة لم تعد تقتصر على الأدوات التقليدية، مؤكداً ان الشباب بحاجة إلى أدوات متطورة وإعادة هيكلة ما هو قائم من مؤسسات ومبادرات وتفعيل كافة أدوات الدولة بطريقة حضارية وبلغة ميدانية.
وأعاد التأكيد على أهمية تقديم النماذج الشبابية القيادية التي تلامس الواقع وتنتقل إلى الميدان والوصول إلى القرى والبوادي والمخيمات والمؤسسات التعليمية والتعليم التقني من خلال نماذج فعالة وشابة قيادية لتقديم الخطاب الوطني المعتدل والفكر التنويري بشكل مباشر وغير مباشر إضافة إلى استثمار الإعلام الاجتماعي الحديث بلغة حضارية تعيد بناء المفاهيم والقيم ومعاني الاعتدال ورسالة عمان وتوضح أخطار التطرف بكافة أشكاله والعنف بكل صوره.

الجبول: الصراع بين «الهو» و«الأنا»
في السياق عزا خالد الجبول طالب الدكتوراه تخصص علم الجريمة في جامعة مؤتة ظاهرة التطرف والغلو لدى البعض الى سلوك متطرف ناتج عن الصراع بين «الهو» وبين «الأنا» فإذا نجحت الأنا في مساعيها اتزن السلوك وعاش الشاب متكيفا مع البيئة المحيطة به أما في حالة فشلها فقد ينحرف السلوك فيصبح شاذا أو إجراميا في اتجاهاته، منوها إلى أن هناك دوافع مكبوتة في اللاشعور التي تعمل بطريقة بعيدة عن وعي الفرد وإدراكه وتوجيهه بشكل منحرف وهو ما تقوم الجماعات الإرهابية باستغلاله في التغرير بالشباب وتجنيدهم في صفوفها.
ولفت إلى أن الإنسان تحركه غريزتان هما غريزة الموت وغريزة الحياة اللتان تمدانه بالطاقة الحيوية فغريزة الموت هدفها التدمير والقتل والتخريب وتفكيك الكائن الحي وإنها تأخذ كل أشكال العدوانية والعنف وذلك من خلال الصراعات الداخلية التي تؤدي إلى تدمير الآخرين عندما تتوجه إلى الخارج أما غريزة الحياة فإنها تكون مسؤولة عن كل ربط إيجابي في الحياة.
وأشار إلى أن قضية التطرف والغلو لها أسباب ودوافع لا تنحصر في الجهل بأحكام الدين فقط وإنما منها ما هو سياسي وتربوي نفسي وما هو اقتصادي وثقافي إضافة لأسباب مجتمعية تغذي التطرف.
واعتبر الجبول أن عدم وجود ما يشبع رغبات الشباب خاصة إذا وافق ذلك بطالة وعدم وجود سبل الرزق وكسب العيش كفيل في ضياعهم وربما انحرافهم مما يسهل توجيههم واستغلالهم من قبل تلك الجماعات المتطرفة وحسب رغبتهم وخططهم وربما كان هذا الفراغ سببا للجريمة والإفساد والإرهاب في المجتمع.
الأربعاء 2015-03-11