غالبا ما يواجه الأطفال الذين يولدون مبكرا سواء في الشهر الثامن أو السابع من الحمل صعوبة في السمع وفهم الكلام اكثر من غيرهم بمرتين، فالقشرة السمعية لن تكون مكتملة النمو عندهم وقت الولادة . ولكن يمكن لهذه المشكلة ان يتم التغلب عليها من خلال ارجاع الطفل لبيئة تشبه الرحم من خلال تسجيلات لصوت ونبضات قلب الأم .


وللتحقق من هذه التجربة قام أطباء في كلية الطب بجامعة هارفارد في بوسطن بتعريض ما يقارب من 40 طفلا خديجا ولدوا بين الاسبوع الخامس والعشربن والثاني والثلاثين من الحمل لأصوات مسجلة من قبل امهاتهم بالإضافة لضربات القلب عندهن، بواقع 45 دقيقة للجلسة الواحدة وثلاث ساعات يوميا ، اما المجموعة الثانية من المواليد فقد تلقوا عناية عادية دون تعريضهم للتسجيلات هذه.وبعد شهر تم مقارنة أدمغة المجموعتين بواسطة الموجات فوق الصوتية . وتبين ان الاطفال الذين اخضعوا لاصوات امهاتهم قد كاننت القشرة السمعية عندهم اكثر سمكا من غيرهم وذلك يعود للتدريب المستمر والذي خضعوا له خلال الشهر الفائت.وبحسب ما افاده الطبيب المشرف على هذه التجربة الناجحة فإن التعرض اليومي لبيئة صوتية مشابهة للرحم لمدة ثلاث ساعات ستكون كافية لعلاج عدم النمو الكافي للقشرة السمعية للخُدج.

متى يبدأ الجنين بسماع الاصوات؟
عادة ما يبدأ الجنين بسماع الاصوات المحيطة به وصوت ضربات قلب أمه عند الاسبوع العشرين من الجمل اي في الشهر السادس وذلك عندما تتشكل الاعصاب في القشرة السمعية وهي المنطقة الموجودة في الدماغ والمسؤولة عن الدماغ. وبداية هذه الفترة يستطيع الجنين ان يسمع معظم الاصوات ذات الترددات المنخفضة خاصة ضربات قلب الام وشيئا من صوتها.

اكتشاف الخلل السمعي منذ الولادة
وأثبتت الدراسات أن الخلل السمعي المبكر ينتج عنه ضمور شديد في المراكز السمعية اللغوية في الدماغ، نتيجة ضعف، أو انعدام التحفيز لهذه المراكز، التي تكون في غاية النشاط في الأيام والأشهر الأولى من عمر الطفل، ما يجعل هذه الفترة فترة حرجة لا ينبغي اهمالها، وإلا فالأضرار تكون فادحة.


إن عملية الاكتشاف المبكر لأي خلل يصيب الجهاز السمعي عند الطفل هو في غاية الأهمية، وذلك لأنه يتيح الفرصة للمعنيين من الاختصاصيين في هذا المجال مع المعنيين بالطفل، كالأهل والمربين للتدخل المبكر من أجل تصحيح هذا الخلل، وتجنب المشكلات المتزامنة والمترتبة عليه، وذلك عن طريق توفير كل ما يلزم من خدمات علاجية وتكنولوجية وتأهيلية.


وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن هناك 6 من كل 1000 مولود، يعانون من ضعف سمعي بدرجة معينة.و يجب أن يخضعَ الطفلُ لتخطيط السَّمع قبل أن يبلغَ شهراً واحداً من العمر. وإذا اتَّضح أنَّ لديه نقصاً في السَّمع، فمن المهمِّ أن نفكِّرَ في استخدام أجهزة صوتية، وغير ذلك من سبل التواصل ووسائله عندما يبلغ الطفل ستَّةَ أشهر، وذلك لأنَّ الطفلَ يبدأ في تعلُّم الكلام واللغة قبل أن يتمكَّنَ من التحدُّث فعلياً بزمن طويل.


ويمكن أن تكونَ مشكلات السَّمع مؤقَّتة أو دائمة. وفي بعض الأحيان، يُمكن أن تكونَ عَدوى في الأُذُن أو إصابةٌ أو مرضٌ سبباً في الأثر السلبي على حاسة السَّمع.