«السمنة مرض والأكثر انتشاراً في أهل العصر الحالي، له تأثير سلبي على المصابين به سواء من الناحية الصحية أو النفسية أو الاجتماعية او الاقتصادية، وممكن أن يصل التأثير الى مستوى المدمر في بعض الحالات»،


وبين الدكتور اياد أن مخاطر السمنة عديدة خاصة إذا كان المريض يعاني من فرط السمنة المرضية «أي عندما يزداد مؤشر كتلة الجسم( بي ام آي 40 أو أكثر ) «، أوضح أن هذا المرض أصبح يعتبر اليوم مسبب الموت الثاني بعد التدخين ومن مخاطرها : ارتفاع ضغط الدم,السكري، وتراكم الدهون، وتصلب الشرايين وأمراض القلب، وآلام الظهر والمفاصل، أمراض اضطراب النوم. إضافة إلى زيادة احتمالية الإصابة ببعض أنواع السرطانات مثل سرطان الرحم ،والثدي، والبروستات و القولون، وتأخر الحمل والعقم والإجهاض، وغيرها .

وأضاف «جرب المصابون بالسمنة المفرطة العديد من العلاجات مثل النظام الغذائي قليل السعرات الحرارية، الأدوية، وعلاج تغيير السلوك، والتمارين الرياضية. ولكن العلاج الوحيد الذي أظهر فعاليته على المدى البعيد للتحكم بالسمنة المفرطة هو عن طريق التدخل الجراحي.»

ما مرض السمنة؟ وما أسبابه؟

د.اياد عيد: يعنى بمرض السمنة ازدياد مؤشر كتلة الجسم بشكل يفوق حجمه الطبيعي، ويرد حدوث المرض الى أسباب عدة، منها: عوامل وراثية أو بيئية، وانخفاض معدل النشاط البدني اليومي للإنسان إضافة إلى العوامل النفسية وأحيانا بعض الأمراض فهناك بعض الأمراض النادرة تسبب السمنة تتعلق بمشاكل في إفراز الهرمونات مثل مرض الغدة الدرقية والاكتئاب النفسي وأمراض نادرة أخرى تصيب المخ وهناك أيضا بعض الأدوية التي قد تؤدي إلى زيادة الوزن مثل المواد التي تساعد على بناء العضلات والأدوية المضادة للاكتئاب ومشتقات الكورتيزون.

هل العمليات الجراحية أفضل الحلول لمشكلة السمنة؟

د. اياد عيد: نعم العمليات الجراحية من أفضل الحلول لمشكلة السمنة، وقد أثبتت الدراسات العلمية المحايدة أن المرضى الذين أجروا هذه الجراحات يعيشون مدة أطول من مرضى السمنة التي لم تجر لهم الجراحة و95% منهم يعيشون حياة أفضل وتتحسن لديهم الأمراض التالية بنسب مختلفة، وهي :
-توقف النفس أثناء النوم – تتحسن من 74-98% من دراسات مختلفة.
-ارتجاع الحامض في المريء – تتحسن من 72- 98%.
-أمراض الروماتيزم – تتحسن من 41 – 76%.
-ارتفاع ضغط الدم – يختفي أو يتحسن بين 52 – 92%.
- مرضى السكر من النوع الثاني الذي غالبا ما يختفي لديهم.
- من هم الأشخاص الذين تنطبق عليهم شروط إجراء العملية ؟
د. اياد عيد: عمليات جراحة السمنة مفيدة لعدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من السمنة والأمراض المصاحبة لها. ولكنها ليست مناسبة للجميع يجب ان يتعدى سن المريض18 عاما أو أكثر أما بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما هناك توصية من المؤسسات العلمية بعمل الجراحة لهم إذا كانوا يعانون من السمنة والأمراض المصاحبة لها وكانوا بعمر يستطيعون معه فهم العملية ومتابعة النظام الغذائي بعد العملية، حيث يتم إجراء العمليات من عمر 14 عاما في بعض الحالات.
وهناك أشخاص لا يمكن إجراء هذه العمليات لهم لما فيها خطورة على حياتهم وهم الذين يعانون من أمراض الالتهاب المزمن في الجهاز الهضمي لالتهاب القولون النقرصي ومرض كرون.
-من يعاني من أمراض القلب والرئة الشديدة لدرجة يصعب تخديرهم .
- من عانى في السابق من التهابات شديدة داخل البطن أو عمليات فتح البطن الكبرى التي نتج عنها التصاقات كثيرة ومتعددة تجعل العمليات بالمنظار صعبة.
- الذين يعانون من أمراض الكبد المتقدمة والتي ينتج عنها ارتفاع ضغط الأوردة البطنية ودوالي المريء تضع المريض في خطر النزف.
-مرض تشمع الكبد.
- أثناء الحمل.
- الإدمان على الكحول أو العقاقير المخدرة.
-استخدام أدوية الستيرويد بشكل مزمن ومستمر.

ما هي جراحات السمنة ؟

د. اياد عيد: هناك انواع عدة من الجراحات المتعلقة بحل مشكلة السمنة من أبرزها:

تكميم أو قص المعدة
تجرى العملية على المعدة فقط باستخدام مكبس يتم قص المعدة طوليا لتقليل حجمها بنسبة حوالي 80% . تصغر معدة المريض ويشعر بالشبع بسرعة ويقل إحساسه بالجوع بسبب استئصال الجزء الذي يفرز الهرمونات المسؤولة عن الشعور بالجوع والرغبة في تناول الطعام في هذه العملية لا وجود لجهاز طبي غريب عن الجسم.

تحويل المعدة
يتم تحويل مجرى الجهاز الهضمي لاستثناء جزء من المعدة والأمعاء الدقيقة وبذلك يقل امتصاص الأكل. هذه الجراحة معقدة أكثر من الجراحة السابقة وتتطلب مهارة اكبر لتنفيذها. خلال هذه العملية يتم تقسيم المعدة بحيث يستخدم القسم العلوي من المعدة والذي حجمه اصغر من القسم السفلي ، على انه المعدة الجديدة و يتم وصل الامعاء الدقيقة لهذا القسم العلوي وهكذا نتمكن من تجاوز القسم السفلي الذي لديه قدرة على الامتصاص من جهاز الهضم.
قد تحدث عدة مضاعفات نتيجة لهذه الجراحة وتشمل:
- تسرب من منطقة الوصل
- نزيف او تلوث.
- مضاعفات نتيجة اضطرابات الاستيعاب ونقص المواد الغذائية المهمة التي لا يمكن استيعابها.
هذه المضاعفات تختفي عادة بعد عدة أشهر من القيام بالجراحة ولذلك فمن المهم القيام بمراقبة المريض من الناحية الطبية والغذائية.
-قد يحدث نقص في بعض العناصر المغذّية مثل فيتامين بي -12، حامض الفوليك والحديد. أَخْذ الفيتامينِات الضرورية و المكملات الغذائية يُمْكِنُ منعها عموماً.
-»متلازمةِ Dumping». الألم البطني، التَشَنُّج، التَعَرُّق، والإسهالَ يميز متلازمةِ Dumping بعد أكل المشروباتِ والأطعمةِ التي تحتوى نسبة عالية من السُكّرِ. تَجَنُّب أطعمةِ السُكّرِ العاليةِ يُمْكِنُ أَنْ تَمْنعَ هذه الأعراضِ.
- الإسهال أَو البراز الرخو يعتبر أيضا شائعا بعد عمليات « سوء الامتصاص» معتمدا على كمية الدهون التي يتناولها الفرد

حلقة المعدة
يتم وضع حلقه حول الجزء العلوي من المعدة لعمل جيب صغير يقلل من كمية الأكل ويكون هناك إحساس بالشبع بعد الوجبات الصغيرة يمكن تضييق وتوسيع الحلقة حسب الحاجة من خلال خزان صغير تحت الجلد في جدار البطن.
تكون حلقة المعدة متصلة بخزان ضيق يوضع تحت الجلد. هذا الخزان يتم حقنه بمحلول او سحب محلول منه، حيث يتصل الخزان بأنبوب مع الحلقة ويعمل على تضييقها او توسيعها حسب الحاجة. ان عملية الحقن تكون في العيادة وهي بسيطة لا تحتاج الى تخدير.عند تناول طعام صلب وشبه صلب يمتلئ الجزء العلوي للمعدة ويشعر المريض بالشبع.
ان الحلقة هي وسيلة لمساعدة المريض على إنقاص الوزن بتقليل حجم الوجبات وإنقاص الشهية وابقاء الهضم، لكن يبقى دافع المريض والتزامه من أهم العوامل على تحقيق نقصان الوزن حيث تتطلب العملية تغيير عادات الأكل والرياضة.

بالون المعدة
هو اجراء غير جراحي لتقليل الوزن . يتضمن وضع بالون طري يتم نفخه داخل المعدة من خلال تنظير المعدة في غرفة التنظير.يملأ البالون بسائل ويبقى داخل المعدة، يأخذ البالون حيزا داخل المعدة بشكل جزئي فيشعر المريض بالامتلاء والشبع . يبقى البالون عادة ستة اشهر ثم يزال ايضا بواسطة تنظير المعدة.
يجب ان يترافق وضع البالون مع التزام المريض بتغيير نمط الحياة والغذاء واتباع الحمية الغذائية, حيث ان البالون هو مجرد عامل مساعد على انقاص الوزن فقط. ومقدار انقاص الوزن يعتمد على مدى الالتزام بالنظام الغذائي والرياضة وعلى المريض اتباع الحمية الغذائية التي كان مواظبا عليها أثناء وجود البالون بعد ازالته وإلا سيزيد وزنه.