تتعمق العاصفة الثلجية "جنى" بالأردن بعد تساقط غزير للثلوج بمختلف مناطق المملكة، كما غطت مناطق واسعة بالبلاد، وسط استنفار الأجهزة الحكومية، وتحذيرات للمواطنين من الخروج من المنازل، وصلت إلى حد الدعوة لأداء صلاة الجمعة في المنازل.

الجزيرة نت-عمان
أعلنت السلطات الأردنية اليوم الجمعة حالة الاستنفار القصوى لمواجهة العاصفة الثلجية العنيفة التي دخلت المملكة منذ مساء أمس الخميس، وسماها الراصدون الجويون والنشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي "جنى".
وتعمقت هذه العاصفة وضربت مختلف مناطق المملكة منذ الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة، حيث تساقطت الثلوج على مناطق لا يزيد ارتفاعها عن سطح البحر على أربعمائة متر، في سابقة اعتبرها الخبراء "نادرة".
واستمر تساقط الثلوج الكثيف المصحوب بالبرد والأمطار، وجرى الإعلان عن محاصرة السيول الجارفة مناطق عديدة بالأغوار الشمالية، التي تعتبر من أخفض مناطق المملكة.
وحاصرت الثلوج قرى محافظة عجلون (سبعين كيلومترا شمال عمان)، إضافة إلى بلدات أخرى في محافظتي جرش وإربد الشماليتين.

الثلوج عزلت مناطق واسعة غرب العاصمة عمّان (الجزيرة نت)
عزل مناطق
كما عُزلت مناطق عدة في عمّان، لا سيما المناطق الغربية، وفي مقدمتها منطقة دابوق الراقية، ومناطق صويلح والإرسال والكمالية، كما عزلت الأحوال الجوية أيضا مناطق أخرى في محافظات الجنوب.
ولم تفلح محاولات الفرق التابعة للمؤسسات الحكومية في فتح الطرق بسبب التساقط الكثيف للثلوج، مما أعاق حركة السير في كثير من الشوارع والطرق الرئيسية، لا سيما الطرق المؤدية إلى شمال المملكة ومطار الملكة علياء الدولي.
وأعلن الجيش الأردني الخميس أنه سيكون على أقصى درجات الاستنفار لمساندة الأجهزة الرسمية في مواجهة العاصفة.
وقال في بيان إن "القوات المسلحة ستتعاون مع الأجهزة المعنية للتعامل مع الأحوال الجوية خلال العاصفة القطبية التي تمر بها المملكة".
وأعلنت الحكومة أيضا خطة شاملة بإدارة الوزارات والمؤسسات الرسمية كافة من أجل مواجهة العاصفة.
وكانت الحكومة أعلنت يوم أمس الخميس عطلة رسمية، واليوم الجمعة هو يوم عطلة رسمية، والحال ذاتها بالنسبة ليوم غد السبت.
"دعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ودائرة الإفتاء العام الأردنيين لتأدية صلاة الجمعة في المساجد القريبة من منازلهم، وعدم استعمال مركباتهم للانتقال إلى المساجد حفاظا على سلامتهم، وجاء في بيان صدر عنهما "إذا تعذر على المواطنين الذهاب إلى المسجد لأي سبب كان، فعليهم أن يصلوا في بيوتهم""
التزام المنازل
وقد وجهت مديرية الأمن العام دعوة إلى المواطنين بضرورة التزام منازلهم و"عدم الخروج إلا للضرورة القصوى، والاستعانة بالأجهزة المعنية لمساعدتهم، حال احتاجوا إليها".
وقالت المديرية في بيان إن "بعض الممارسات السلبية من قبل أشخاص ما زالت تحدث بشوارع العاصمة مع تساقط الثلوج، وإن الأجهزة المعنية وإدارة السير بدأت حملة شاملة بشوارع العاصمة لضبط السلبيات المرتكبة من قبل السائقين المخالفين والمهددين الآخرين بالخطر".
وأكدت مديرية الدفاع المدني أيضا أن كوادرها "تعاملت منذ بداية المنخفض وحتى ظهر اليوم مع 751 شخصا حاصرتهم مياه الأمطار والثلوج في مختلف محافظات المملكة، نتيجة جنوح مركباتهم عن الطرق، وعدم القدرة على استمرار سيرهم".
وقالت إن "كوادر الدفاع المدني تعاملت أيضا مع 37 حالة غسيل كلى في مختلف المحافظات، و45 حالة ولادة بعضها أجريت داخل سيارات الإنقاذ".
ودعت المديرية المواطنين إلى عدم مغادرة المنازل، والتقيد بكل ما يصدر من إرشادات وتعليمات عن الجهات المختصة، والاستخدام الآمن والسليم لوسائل التدفئة، والابتعاد عن جوانب الأودية والسيول وأماكن تجمع المياه.
وفي السياق ذاته، دعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية ودائرة الإفتاء العام، المواطنين إلى تأدية صلاة الجمعة في المساجد القريبة من منازلهم، وعدم استعمال مركباتهم للانتقال إلى المساجد حفاظا على سلامتهم.
وجاء في بيان صدر عنهما "إذا تعذر على المواطنين الذهاب إلى المسجد لأي سبب كان، فعليهم أن يصلوا في بيوتهم".

خبراء الأرصاد توقعوا استمرار تساقط الثلوج طوال يوم الجمعة (الجزيرة نت)
الخبز والمحروقات
ومع تمركز العاصفة، اشتكى مواطنون عبر المحطات والإذاعات المحلية من بيع أسطوانات الغاز المنزلي بأسعار مرتفعة تزيد على سعرها الحقيقي.
وقد واصل الطلب على الغاز ومختلف أصناف المشتقات النفطية تسجيل مستويات قياسية في محافظات المملكة كافة، وفقا لرئيس نقابة أصحاب محطات المحروقات ومراكز التوزيع فهد الفايز.
وأكد نقيب أصحاب المخابز عبد الإله الحموي أن كميات الطحين الموجودة في المخابز بدأت تستنزف لوجود تهافت غير طبيعي على المخابز.
ويؤكد خبراء الأرصاد الجوية أن العاصفة التي بدأت تتعمق صباح اليوم تعد الأعنف منذ سنوات.
وعلى صعيد أوضاع اللاجئين السوريين ومخيماتهم بالأردن، أعلن مدير مخيم الزعتري للاجئين السوريين العقيد عبد الرحمن العموش تفعيل خطة الطوارئ المعدة مسبقا تحسبا لأي مشكلات.
وقال إنه تم تجهيز 12 خيمة داخل المخيم تتسع كل واحدة منها إلى قرابة ثلاثمائة شخص، مشيرا إلى أن هذه الخيام المعدة لعمليات الإخلاء مزودة بجميع الاحتياجات الشتوية، بما فيها الغذاء، لاستخدامها وقت الحاجة.
ولفت إلى أنه بعد العاصفة الثلجية السابقة تم تغيير ألف و37 خيمة إلى "كرفانات" (بيوت معدنية جاهزة)، وتم التنسيق مع منظمة الغذاء العالمي لأخذ الاحتياطات من الخبز، إضافة إلى تواجد سيارات خاصة تعمل بشكل منتظم لتأمين المواد الغذائية تجنبا لانقطاعه عن اللاجئين في المخيم.
وأكد العموش جاهزية المستشفيات والعيادات الطبية في المخيم لتقديم الإسعافات والعلاجات اللازمة للمرضى والمراجعين.
المصدر : الجزيرة