احباب الاردن التعليمي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 16

الموضوع: فتاة اهلكها التمني

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    فتاة اهلكها التمني

    فتاة أهلكها التمني

    البـــارت{ الأول }

    إن كانت حياتي للإيجار
    وانا لا أستطيع بيع نفسي
    دائماً يخطر ببالي
    أن أعيش بالقرب من البحر
    لكي أطوف العالم لوحدي
    وأجعله بسيطاً كما هو
    لا أعلم ما الذي حصل لذلك الحلم
    ولا يوجد شيء هنا يمنعني من تحقيقه


    لا أستحق الحصول على شيء...
    لأن الأشياء التي معي
    هي حقاً ليست لي

    من السخف أن لا يفهمك أحد
    ويدور بخلدك أن الابتسامة
    لا تستطيع إيجاد طريقها لمحياك

    بينما قلبي هو درع يتحمل الصدمات
    الواحدة تلو الأخرى .....
    وبينما أنا خائفة من الفشل
    لذلك لن أحاول حتى
    فعل شيء !!!
    كذلك كيف يمكن لي
    أن أقول أني على قيد الحياة !




    فتاة ذاقت مرارة الحياة ,,, طفلة بريئة لا تعي شيئا سوي أنها وثقت بمن حولها ,, استغلوا براءتها ..

    طفلة أرغمت علي التحلي بالصبر رغم صغر سنها .. إليكم قصة فتاة أمضت حياتها تقاسي ألما أكبر من حجمها ..

    بطلتنا اسمها ( يارا ) سأحكي لكم قصتها علي لسانها ..


    يارا فتاة في الثامنة من عمرها ذات شعر بني كالحرير يميزها عن باقي الفتيات .. و عيون جذابة تسحر من حولها ..

    كنت طفلة بريئة ألعب و أضحك كغيري من الفتيات .. كنت أحب الدراسة و أجتهد لأتحصل علي علامات عالية لأني أحب أن أكون متميزة ..

    كنت كل عام أتحصل علي المركز الأول إلي أن جاء ذلك اليوم ..

    ذهبنا إلي منزل أحد الأقارب لم يكن هناك فتاة ألعب معها كنت أجلس بجوار أمي و أستمع إلي حديث النساء ..

    فجأة جاء قريبي قال لي سألعب معكي كان عمره 28 عاما .. أنا فرحت و ذهبت معه ..

    أخذني إلي الدور العلوي و بدأ يفعل لي أشياء كنت لا أعرف ما هي و لكني أحسست بالضيق ..

    بدأ يضغط علي جسمي أردت الصراخ أردت الهرب و لكني لا أستطيع التحرك .. أصبت باللهع لم أستطع أن أخبر أمي بما حدث ..

    أصبحت أرتعد خوفا كلما نذهب إلي بيتهم .. تحرش بي طيلة 3 سنوات .. كرهته بشدة لم أعرف كيف أخبر أمي بهذا ..

    ظل هذا السر مكتوما في قلبي طيلة 15 سنة .. لم أستطع البوح به لأحد ..

    مما سبب لي صدمة نفسية قوية أثرت علي صحتي كثيرا و أصبت بمرض لم يجدو له علاجا ..


    كنت أكتم في قلبي و أبكي طول الليل .. لم أعش طفولتي بضحكة و ابتسامة كما عرفها الناس ..
    و من هنا تغيرت حياتي بالكامل ..

    مـــؤلم أن تقرر أن تحبس قلبك ..
    روحك بقفص من حديد .. كالسجناء ..
    حتى لا تشعر بأي شيء من ألامك ..
    أحزانك .. وأن تظل تروى كل كلمات
    الحب والعشق والأمل و الابتسامة ..
    وتخبئ بداخلك فقط كل أوجاعك ..
    احتياجاتك . أسرارك .. وتجعلها
    كالسر المدفون بداخلك .. ممنوع من أحد
    الاقتراب إليها .. ممنوع على أحد أن
    يشاركك فيها .. ويستمع إليها ..
    فلم تعد تحتاج أحد أن يحتويك .. أن يسمعك ..
    أن يشفق عليك .. أن يحنو
    عليك .. فلقد قررت أخيرا وبكل أسف
    بعد صدماتك أن تكون كفيلاً بذاتك..
    سنداً بحالك .. فتسعد نفسك بنفسك ..
    وتتحدث إلى ذاتك .. وتلهو مع ذاتك ..
    تبكى .. تصرخ مع ذاتك ...


    دخلت المرحلة الإعدادية كنت في بداية المرض

    ( المرض سأبقيه سرا لنفسي تحفظا علي مشاعري )

    انتقلت إلي مدرسة جديدة بقيت فيها أسبوعين ثم رجعت إلي مدرستي القديمة

    لأني لم أتأقلم فيها الصدمة لم تؤثر علي مستوي تعليمي و لكني أصاب بالكآبة من حين إلي آخر ..

    أكملت المرحلة الإعدادية بتفوق ..

    دخلت الثانوية و أنا خائفة من انتقاد الناس لشكلي

    لأن المرض غير من شكلي قليلا لكني ما زلت أبدو جميلة ..

    دخلت إلي محيط لم أعرف فيه أحد لأن صداقاتي في المرحلة الإعدادية

    كانت محض وهم هذا ما اكتشفته منذ دخلت الثانوية

    فصديقتي تخلت عني و استبدلتني بصديقات أخريات ..

    كنت وحيدة وقتها ..

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البــــارت { الثاني }


    فكرت كثيراً قبل أن أكتب ما أريده من هذه الصداقة **
    فكلما قررت أن أتحلى بالشجاعة وأكتب أجد قلمي يهرب من يدى ** وتضيع منى مفردات اللغة !!
    ولكن ما امتلكني مؤخراً من إحساس ومشاعر قاسيه جرحتني وكادت أن تخنقني جعلتني أكتب .
    وقد أكون مخطئه فيما سأكتبه ** وقد أكون فعلت الصواب ؟!

    فأنا أعشق فكرة أن يكون لي أصدقاء ** وأخوات ** وأن تكون صداقتنا بريئة خالية من أي شوائب **
    صداقة حقيقية بكل ما تحمله من معنى ** صداقة تجعلني أشعر أن العالم مازال ينبض فيه نبض الحياة **
    نبض الوفاء والإخلاص ** نبض الصداقة الحقيقية التي طالما كانت من أوائل أحلامي .

    والصراحة لم يعد قلبي يتحمل أن يقابل أشخاص يحبهم ويحترمهم ويخلص لهم ويكونوا بالفعل أصدقاء وأخوات بالنسبة لي **
    و تكون النهاية هي الوداع أو اكتشاف أن هذه الصداقة ليست سوى سراب **

    من بعيد أراها صداقة رائعة ولكن كلما اقتربت أكثر لا أرى منها سوى أنها مجرد معرفة أو تسلية أو برواز جميل ..

    لكن ليس به اللوحة التي تجعله ساحراً ؟!
    فالصداقة بالنسبة لي كنز كبير فإذا لم أجد هذا الكنز فسأشعر وقتها بل سأعرف بأن الصداقة فعلاً ليست سوى مجرد وهم وحلم رسمه القدر لي !

    فلقد مللت الرحيل ** بل مللت أنا شخصياً أن أعيش في ظل ذكريات الصداقة !!
    فمبداي إما أن تكون الصداقة للأبد وتحمل كل معنى حقيقي لمعنى الصداقة !!
    أو أن نلغى من قاموس هذه الحياة معنى المصلحة والتسلية ؟!

    ولذلك فأنا لن أتحمل أن تكون نهاية ثقتي وإخلاصي بمن حولي هو الوداع وقول إلى اللقاء ** مع السلامة ** فرصة سعيدة ؟!
    وإما سأعتزل أنا الصداقة وسأنساها للأبد ** بل سأفضل لحظتها أن أعيش وحيدة **
    وكما قلت قد أكون مخطئه وظالمه في حكمي ** وقد أكون على حق ومظلومة ؟!
    ومع ذلك فالزمان كفيل بأن يجعلني أقرر هل هذه الصداقة حقيقية أم أنها مجرد خيال ؟!

    كرست وقتي في الدراسة .. كنت منعزلة عن الصف لا أتحدث كثيرا ..
    كنت بمثابة لغز لطالبات صفي .. كانوا يظنون أني غريبة الأطوار و لكني لم أهتم بنظراتهم الحادة اتجاهي ..

    إذا ابتسمت حسدوني وقالوا كم أنتى امرأه سعيدة بحياتها !وإذا بكيت قالوا عنى امرأه كئيبة ! وإذا كنت صامته هادئة ؟
    قالوا عنى امرأه خجولة .. انطوائية! وإذا تحدثت بكل تلقائيه وكنت على سجيتي قالوا عنى امرأه جريئة !
    وإذا كنت امرأه واثقه من ذاتها و من شخصيتها قالوا عنى امرأه يمتلكها الغرور !
    إذا حافظت على كرامتي و كبريائي ولم أسمح لأحد أن يتعدى الخط الأحمر الذى وضعته بحياتي قالوا عنى امرأه متكبرة !
    فأصبحت امرأه لا تبالى بكل من حولي من قيل وقال ! فلم يعد يعنيني كلام الناس !
    الذى لن ينتهى حتى الممات وأنا امرأه تريد أن تتنفس كما تشاء !!

    و مرت الأيام تعرفت علي صديقة كانت توأم روحي .. كنا لا نفارق بعضنا أبدا ..
    لم أعد وحيدة كنا نقضي ساعات و ساعات نتحدث .. كانت حياتي مليئة بالدراما ..
    كثيرا ما تقول لي ليت حياتي مثل حياتك أنظر إليها و ابتسم ابتسامة صفراء لأنها لا تعرف شيئا عن مأساتي ..
    لم أشتكي لها يوما لأني لا أحب أن أشتكي لأحد .. اعتادت علي رؤيتي قوية جريئة واثقة من نفسي ..
    لم أُرد أن تري نقاط ضعفي ..

    كنا نجلس في الصف في آخر مقعد .. كانوا يظنون أني مهملة في دراستي لأني لا أشارك في أي شيء ..
    كنت أتعمد تجاهل كل شيء يجرح مشاعري ..
    انتهي الفصل الأول من الدراسة و في يوم النتيجة كانت صدمة لطالبات صفي
    و خاصة فتاتين كن يظن أن لا أحد يتفوق عليهن و لكن خاب ظنهن كان وقع الصدمة قوي ..
    أنا كنت في المركز الأول لم يخطر علي بال أحد .. لأني علي حسب ما يرين لم أكن أشارك في الصف أو أتكلم ..

    و هنا تبدأ قصص الحسد و الحقد علي .. كن ينظرن إليا بنظرات مليئة بالحقد لم أكترث لهن ..
    واصلت حزمي و صبري إلي ان انتهت الدراسة علي خير و أتت العطلة الدراسية .. كنت دائما أمشي لمناسبات كثيرة ..
    النساء و الفتيات كن يمدحن جمالي و أنا كنت أفرح لذلك .. لم أعتقد بأني سأخسر كل شيء عما قريب ..


    مــــؤلم أن يحسدك الأخرون على جمالك .. روحك .. عيونك .. ابتسامتك الصافية .. بغمزاتها الساحرة

    وأنت تراها سبب شقاءك .. سوء حظك ..بحياتك وبقدرك وتتمنى لو كنت انسانا لا تملك أي شيء من هذا فربما يكون حظك أكثر سعادة !!

    كنت كلما رجعت البيت أشعر بأني لا أستطيع النهوض .. الصداع يحطم رأسي ..
    كنت أظنه شيئا عاديا و لكن أصبح يحدث لي هذا كلما ذهبت إلي مناسبات و أعراس ..

    انتهت العطلة الصيفية و بدأت الدراسة دخلت تاني ثانوي و بدأت أجتهد كعادتي ..
    و مرت الأيام لا أخالط أحدا سوي صديقتي المقربة .. و في يوم بدأت ألاحظ ملاحقة شاب لي ..
    لم أعر الأمر أي اهتمام لأنه كان أوسم شاب في الثانوية و أنا كنت مجرد فتاة عادية ..
    كنت أظنه ينظر لصديقتي .. و مع الأيام ازدادت ملاحقته لي ..


  3. #3
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { الثالث }


    لم تعد الدنيا تنتر وروداً حمراء
    كما كنت احلم في صغري
    كنت أرى أن السماء تمطر أزهاراً
    و وروداً بكل الألوان
    وأن القلوب صافية
    وجميع الناس سعداء
    وأن السعادة لا تفنى
    لكن عندما مر بي الزمان
    استيقظت من حلم الطفولة
    بضربة سكين في قلب طفله بريئة
    لا تعرف معنى الحياة
    بقلب ينزف
    اشلائه بكل مكان
    لم استطع أن اجمعه
    لكن هذا القلب مع تفرقه وجروحه
    استطاع أن يعطي الحب والحنان
    وان لا يُشعر الذين حوله بأية ألم
    لكنه يشعر بالوحدة
    وأنه غريب في هذا الزمن


    ظل اسبوع و هو يلاحقني لم أدري ماذا يريد مني ..
    و في يوم نادتني صديقتي نور ..
    وقتها تلفت ناحيتي و قال و أخيرا عرفت اسمك و مشي ..
    كان هذا الشاب محط أنظار الفتيات لأنه كان وسيما جدا ..

    كان أكبر مني بسنة ..
    لم نكن ندرس معا فأنا في قسم اللغة الإنجليزية
    و هو في قسم اللغة العربية ..
    كنت دائما أقول في نفسي لماذا اختارني أنا من بين الفتيات ؟؟ ..
    هل لأن لدي شيء مميز أو لأني غريبة عنهم ؟؟ ..
    كانت الفتيات يطلقن عليا لقب ( الغامضة ) ..
    كنت قوية كفاية لأتحمل صدمات الحياة ..
    الحياة الجميلة لم أعرف معني لهذه الكلمة ..
    كثيرا ما ينتقدونني في كل شيء ..
    لم أعرهم أي اهتمام لأني واثقة من نفسي ..

    من بين الناس اختاروني ..
    من بين مئة فتاة أنا التي تتوجه إليها الأعين ..
    يا تري لماذا ؟؟ ,,
    هل لأنني جميلة ؟؟ ..
    هل لأنني مميزة ؟؟ ,,
    هل لأن لدي شيء لا يوجد عند باقي الفتيات ؟؟ ..
    الجواب هو طبعا لا ..
    اختاروني لأني غريبة ..
    نعم غريبة جدا ..
    يوجهون لي نظرات لم أعد أحتمل مشاهدتها ..
    لم يعد قلبي يحتمل كل هذه الأوجاع ,,
    يقولون أني مختلفة و مميزة عن الأخرين ,,
    و لكني أعرف الإجابة من قبل ..
    لست مميزة أو النفاق الذي يدعونه لكي لا أحزن ..
    فأنا أعرف بأني غريبة ,,
    أعرف ذلك من صميم قلبي ..


    بدأ الشاب يأتي لمحادثتي لم أفكر يوما أن أهتم له
    لأن ليس من طبعي محادثة الشباب ..
    هو يتحدث و أنا أظل صامتة و أنظر للفراغ ..
    ربما هذا ما جذبه لي ..
    كل صباح ينتظرني عند الباب لكي يقول لي صباح الخير
    و أنا أستمر في تجاهله ..
    بدت حركاته و تصرفاته تتضح للفتيات ..
    كان كلما يلمحني يبتسم ابتسامة ساحرة ..
    بدأت حركاته تثير شكوك الفتيات فبدأن بمراقبتي ..

    لم أكن أستطيع التحدث بحرية
    لأن جميع الأنظار موجهة علي ..
    بتت مراقبة من جميع الاتجاهات
    و هذا الأمر أصبح يضايقني ..
    و لكن الشاب تطورت حركاته
    و هذا ما زاد الطين بلة ..
    أصبح يعبر لي عن مشاعره أمام العلن ..
    و هنا بدت المشاكل تقع علي رأسي ..


    مــؤلم من أن تشعر إنك تحولت إلى مجرد قلم ..
    يكتب يعبر ..عن مشاعره أحياناً ..
    وكثيرا عن مشاعر الأخرين ..
    وتشعر إنك ستظل طوال عمرك وحياتك مجرد قلم
    .. سيكتب ويكتب حتى تنتهى أحباره ..
    ويتوقف نبضه .. أحاسيسه .. فيرحل
    وحيدا من هذا العالم .. ولا يعرف هل سيتذكره أحد ؟
    هل سيبكى عليه أحد ؟ وحتى
    إذا حدث ذلك فبلحظات .. بشهور ..
    الكل سينسى هذا القلم !!


    أصبحت منبوذة من طالبات صفي ..
    ينتقدن كل شيء يتعلق بي ..
    حمدت الله لأن لدي صديقة مخلصة وقفت بجانبي ..
    كانت تدافع عني دائما ..
    و مع الأيام عرفت كل المدرسة أن الشاب يحبني ..

    أصبحت خائفة من الذهاب للمدرسة
    لأن كل يوم تأتي فتاة و تهددني ..
    ما ذنبي إذا أحبني شاب ؟؟ ليس بيدي شيء أفعله ..
    وصل الخبر إلي إدارة المدرسة
    فقامت الإدارة بفصل الشاب ل3 أيام
    و معاقبته بالضرب أما أنا فنلت نصيبي من التهديد
    و الإشاعات الغير أخلاقية رغم أني لم أفعل شيء
    و لم أقترب منه أبدا ..

    في امتحانات الفصل الأول خشيت أن أرسب
    لأن المشاكل تكاثرت علي ..
    لا يوجد شخص في المدرسة لا يعرفني ..
    أصبحت لي شعبية خاصة ..

    في يوم دخلت الصف لآخذ حقيبتي و إذا بي أجد رسالة ..
    استغربت في بادئ الأمر قلت من عساه يراسلني ..
    فتحت الرسالة اشتعلت غضبا و مزقتها علي الفور ..

    نص الرسالة :


    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    أمــــا بعـــــد ...

    من فاعلة خير ...
    أريد إخبارك بأن تصرفاتك تثير الجدل
    و علاقتك بالشاب أصبحت علي كل لسان ..
    إبتعدي عنه و إلا دمرت حياتك ..
    الشاب لي وحدي ..
    لا أدري ما لذي أعجبه في فتاة مثلك ..


    لم أعرف من صاحبة الرسالة ..
    سألت طالبات صفي إذا دخلت فتاة غريبة الصف ..
    قلن لي لم يدخل أحد ..
    أعرف أنهن اشتركن في الجريمة ..
    مزقت الرسالة و رميتها في سلة المهملات
    و إذا بهن يأخذن السلة و يهربن ..
    يلملمن أشلاء الرسالة ليرين المكتوب ..
    بدأت أكره المدرسة من تهديداتهن الواهية ..

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { الرابع }

    مـــؤلم من أن تظل تكتب عن أفراح .. أحزان ..
    أوجاع ..أحاسيس .. مشاعر .. قصص حب ..
    قصص عشق .. قصص غدر .. ندم .. ظلم ..
    ولا تجد من يكتب عنك ولو مجرد حرف .. كلمه .. نقطه ؟!

    مــؤلم أن تضحك ضحكه عالية تصل رنتها الساحرة لسابع سماء ..
    ويكون قلبك يبكى بل يصرخ صرخة تصل إلى سابع الأرض !!

    وتمر الأيام و أنا أتصرف و كأن شيئا لم يحصل ..
    لم أرد لأي أحد أن يشاهدني حزينة ..
    و من ذاك الوقت لبست قناع السعادة و الفرح ..
    لا أريد لأي شخص أن يري ملامح وجهي الحزين ..
    لا أريد أن يروني ضعيفة ..

    من الصعب أن أكتم في قلبي أكثر و لكن فعلت ذلك من أجل كرامتي ..
    لا أريد أن يروني مدلوله متأثرة بتهديداتهن ..
    و في يوم كنت أتحدث مع صديقتي و أضحك و إذا بنائب المدير يناديني ..
    استغربت ما الذي يريده مني ..

    نائب المدير : يارا تعالي .

    يارا : نعم أستاذ .

    نائب المدير : عمك يريد محادثتك .

    يارا : ارتعش قلبي قلت له ماذا يريد عمي مني ؟؟

    نائب المدير : تعالي معي و ستعرفين كل شيء .

    ذهبت معه دخلت المكتب و إذ بعمي يقول لنائب المدير :

    عمي : لا أريد أن يدخل علينا أحد أغلق الباب و أخرج .

    نائب المدير : حسنا .

    خرج نائب المدير من المكتب أحسست بأن شيئا كبيرا قد وقع ..
    بدت الأفكار تدور في رأسي ..
    قلت له لماذا لم تأتي لمحادثتي في البيت و أتيت هنا ..
    نظر لي نظرة اقشعر لها بدني ..
    قال لي لا أريد لأحد أن يسمع حديثنا لذلك أتيت لأكلمك علي انفراد ..

    قلت له ما الذي حصل ؟؟ ..
    قال لي أنتى قولي لي لماذا فعلت هذا ؟؟ ..
    بدت إشارات الاستفهام تظهر في وجهي ..
    قلت له لم أفهم قصدك ..
    قال لي ما قصتك مع ذاك الشاب و لماذا فعلت هذا ؟؟
    كنت أظنك فتاة عاقلة و واعية و لكنك خيبت ظني ..
    لم أصدق ما سمعت تجمدت أفكاري ..

    يارا : عمي أنا لم أفعل شيء صدقني .

    عمي : لا تنكري أنا أعرف كل شيء .

    يارا : و لكن كيف صدقت كلام الناس ؟؟ لماذا لا تثق بي ؟؟

    عمي : كنت واثقا بك أما الآن لا .

    يارا : أنا لم أفعل شيء .. فتيات المدرسة يكرهنني لذلك قلن عني أشياء لم أفعلها في الأصل .

    عمي : لا تبرري أفعالك لدي مصادر موثوقة ..
    لم أتوقع خلف هذه الملامح البريئة توجد فتاة وقحة لهذه الدرجة .

    يارا : لم أستطع سماع المزيد انهرت و دخلت في نوبة بكاء ..
    كيف يصدق ما قيل عني و يتهمني بأشياء لم أفعلها .. لماذا الناس تظلمني دائما ؟؟ ..

    خرج عمي من المكتب و قال لنائب المدير نادي صديقة يارا لتجلب لها حقيبتها ..

    أنـــــــا دمعـة تحـلم أن تتذوق طعم الابتسامة !
    أنـــا ضحكة تتمنى أن تصل ضحكاتها إلى سابع سماء !
    أنــا قلــم يخاف أن يتحول ذات يوم إلى ألم !
    أنــــا قمر يرهب أن تكون نهايته الجلوس على الأرض
    بعد أن كان يجلس على عرش السماء !!

    أتت صديقتي نور و أحضرت لي حقيبتي ..
    كنت منهارة جدا و دموعي تأبي أن تتوقف ..
    انصدمت نور من حالتي .. قالت لعمي ما الذي حصل لماذا يارا تبكي ..
    هل العائلة بخير ؟؟ .. قال لها عمي الأمر خاص بها ..

    أخدت حقيبتي و خرجت ..
    مسحت دموعي و بدأت في استرجاع قواي التي انهارت من أثر الصدمة ..
    وصلنا للبيت دخل عمي سلم علي أبي و قال له لا داعي أن تضرب يارا
    فهي لن تكرر فعلتها و ستصحح أخطائها ..

    انصدمت من كلامه لهذه الدرجة ليس واثقا بي ..
    رغم مرور أعوام إلا أن كلامه مازال يرن في أذني ..
    تغيرت نظرتي له من ذلك الحين ..

  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { الخامس }

    أحبك يا مَطري .. !
    فأنت تذكرني بدموعي الغزيرة المنهمرة على خدي .. !
    ~ وعندما ينقطع سريانك ~
    يزداد إيماني بأن الدموع لا تستمر ،
    وستشرق الشمس من جديد..
    وستُولد قطرات من الأمل ،
    بعد موت قَطرات الألم ..
    فقط ثقة ويقين بفرج من الله ..

    خرج عمي من البيت و أنا منهارة جدا ..
    أخذ أبي مفاتيح السيارة و خرج مسرعا ..
    لم أعد أشعر بشيء سوي دموعي المنهمرة علي خدي بغزارة ..
    مضت 10 دقائق دخل ابي البيت و معه أمي التي كانت في المدرسة ..
    أتت أمي مسرعة .. انصدمت من حالتي المزرية ..

    أمي : ما الذي حصل ؟؟ لماذا تبكين ؟؟ هل طردت من المدرسة ؟؟

    يارا : لم أنطق بحرف من فرط البكاء ..

    أمي : يارا أجيبي ما الذي حصل ؟؟

    يارا : لماذا الناس تظلمني ؟؟ لماذا ؟؟

    أمي : قولي لي ما القصة ؟؟

    يارا : أنا لا أحب عمي لا أحبه .. عمي مثل الناس لا أريد رؤيته بعد الآن ..

    جلست أمي بجانبي تهدأ من روعي ..
    أحسست بالراحة و استعدت نشاطي ..
    قصصت لأمي كل شيء و هي وقفت بجانبي
    و ساعدتني كثيرا في محنتي ..
    لا يوجد قلب أحن و أطيب من قلب الأم ..

    أبي و أمي لم يقفا ضدي و ظلا بجانبي للنهاية ..
    أما عمي مزال يظنني فتاةً طائشة و وقحة ..
    و أني غير مسئولة علي أفعالي ..
    كم أكره نظراته المشككة في قيمتي و مبادئي ..

    في نفس اليوم في المدرسة ...
    انقلبت المدرسة رأسا علي عقب ..
    ظنوا أني طردت لأن الإشاعات التي قيلت عني صحيحة ..
    الفتيات فرحن كثيرا بذلك ..

    هل فقد الانسان كل المشاعر ...!!
    هل صدئت القلوب ..!!
    فلم تعد تشعر أو تتألم ..!!
    قلوب بريئة لم تجد سوى .. الغدر ..!!
    لم تجد سوى سيوف الزمن تنساب على الرقاب ..
    لم يزرع في دروبهم غير الاشواك القاتلة ..!!
    يتلذذون بمعاناتك .. ويتهنون بزرع الألم في قلبك ..


    أما نور فكانت قلقة جدا علي فذهبت إلي نائب المدير ..

    نور : عفوا أستاذ أريد أن أكلمك .

    نائب المدير : نعم نور تفضلي .

    نور : أستاذ ما الذي حدث مع يارا ؟؟ أرجوك طمني .

    نائب المدير : لا تقلقي ليس هناك شيء .. الأمر خاص و أنا لا أعرف ما هو .

    نور : حسنا .. شكرا أستاذ .

    ذهبت نور تمشي و إذ بصوت شاب يناديها ..

    أحمد : نور نور لحظة .

    التفتت نور و إذ بأحمد أمامها ..
    ( أحمد ) الشاب الذي يحبني .

    نور : نعم تفضل ماذا تريد ؟

    أحمد : أريد أن أسألك عن يارا .. أين هي ؟؟ لماذا ليست معك ؟؟

    نور : يارا ذهبت للبيت لديها ظروف خاصة .

    أحمد : قولي لي الحقيقة لأن صديقي رآها تبكي .

    نور : لا أعرف صدقني .. أنا قلقة جدا .

    في اليوم التالي لم أرد الذهاب للمدرسة
    و لكن أمي أصرت علي أن أذهب
    لكي لا يظنوا أني ضعيفة و خائفة منهم ..
    وصلت إلي المدرسة ظلوا يحدقون بي
    و يسئلون لماذا بالأمس غادرت فجأة ..
    تجاهلتهم كالعادة ..

    أتت نور مسرعة و حضنتني طمأنتها بأني بخير ..
    لم أخبرها بماذا قال عمي ..
    لا أريد أن تأخذ عليه فكرة سيئة ..
    كرهت المدرسة وقتها و لكن حياتي في الثانوية
    أقل مأساة من حياتي في الجامعة بكثير ...

    ظلت الأيام تمشي و الفتيات لم يتغيرن ..
    تعودت علي ملاحقتهن لي و بات أمرا عاديا تعودت عليه ..
    و في يوم من الأيام كنت مع نور أحكي لها عن مغامراتي الشيقة
    التي لا تخلو من الضحك و المزاح ..
    و فجأة جاءت فتاة وقفت أمامي نظرت لي و قالت ..

    ريما : عفوا .. هل لي بدقيقة من وقتك ؟

    يارا : تفضلي ..

    ريما : أريد محادثتك علي انفراد .

    يارا : حسنا .

    ابتعدنا عن نور قليلا ..
    و فجأة أخرجت ريما ورقة من تحت كم قميصها ..

    ريما : خدي هذه الرسالة و لا تدعي أحدا يراها .

    يارا : رسالة ؟؟ من من !!

    ريما : قبل قليل ناداني محمود ابن خالي و قال لي أعطيها ليارا .

    يارا : من محمود !!

    ريما : نعم منه . لا أعرف ماذا يحدث بينكما أنا نفذت طلبه و حسب .

    يارا : حسنا . أخذت الرسالة بأصابع مرتجفة ..

    ملاحظة : محمود صديق أحمد .

    ظللت أفكر لماذا محمود يبعث لي رسالة ؟؟
    هل يحبني ؟؟ و لكن كيف يخون صديقه ؟؟
    لم أقتنع بأن الرسالة من محمود ..

    ذهبت لنور و أخبرتها بأن ريما أعطتني رسالة ..
    شعرت بخوف شديد .. تجمد دماغي من التفكير ..
    كانت أول رسالة أتلقاها في حياتي ,,
    و بينما أنا غارقة في أفكاري رأيت أحمد و محمود معا
    و أحمد ابتسم لي ابتسامة ذات معني ..
    وقتها عرفت بأن الرسالة من أحمد و ليست من محمود ..

    بعد 10 دقائق أتي أبي و أخذني للبيت ..
    دخلت البيت و أنا ما زلت أرتجف ..
    نادتني أمي للغذاء و لكني لم أستطع أكل شيء ..
    لم أتحمل أكثر أريد أن أري ماذا كتب في الرسالة ..
    أخرجت الرسالة من حقيبتي و أخفيتها تحت ملابسي ..
    دخلت الحمام لكي لا يراني أحد ..
    فتحت الرسالة بأصابع مرتجفة ..
    و بدأت في قراءتها و قلبي يخفق بشدة من الخوف ..

  6. #6
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { السادس }

    اشعر بالوحدة
    رغم وجودهم بقربي
    اشعر اني لست انا
    رغم مناداتهم لـ اسمي كل حين
    لا اعلم ما الذي حل بي
    لا اشعر اني تلك الفتاة
    التي تملا مكانها بالفرح و المرح
    الفتاة اللي تثبت وجودها بحركتها
    انا لست انا
    كلمات غامضه رغم صراحة لفظها
    كلمات توصف شعوري
    تصفه بكل تفاصيله
    لكن لا يفهمها أي شخص
    لا يفهمها غيري
    انا فقط
    انا فقط من تعلم ما هو شعوري
    لم اتعمد إخفاء مشاعري
    لم اتعمد كتمان ما يدور بداخلي
    بل هو يرفض الخروج
    يرفض كل الوسائل
    الكلمات ..
    النظرات ..
    حتى الدموع ..
    :
    :
    يا له من شعور مؤلم
    ان تقف لتبوح بكل ما يضايق انفاسكـ
    و ترى كل من حولك سعيد بخطواتكـ
    و يصمتون لسماعكـ
    يريدون الانصات لشكواكـ
    و تستعد للبدئ
    و تحركـ شفتاكـ
    :
    ولا تستطيع اخراج
    إلا
    الآآآآآآآه ..

    بدأت في قراءتها بقلب مرتجف ..
    أحسست كأني ارتكبت خطأ لأخذي الرسالة ..
    ظلت الأفكار تدور في رأسي ..
    يا تري ماذا قال عندما علم أني أخذت الرسالة ؟؟
    هل تركت انطباعا سيئا عن شخصيتي ؟؟
    هل بدأ يظن أني كهؤلاء الفتيات ؟؟
    أفقت من حيرتي و من دوامة الأسئلة التي في رأسي علي طرق الباب ..

    أمي : يارا تأخرت في الحمام .
    يارا : سأخرج حالا .

    مزقت الرسالة إلي أشلاء و رميتها ..
    خرجت من الحمام و أنا لا زلت أفكر هل الذي فعلته صواب أم أني ارتكبت خطأ فادحا ..
    أعرف أني لو لم آخذها لأحسست بالذنب و لموتت من الفضول ..
    لا زلت أتذكر كل حرف كتب في الرسالة رغم أني قرأتها مرة واحدة ..
    كانت رسالة حب .. رسالة عشق ..
    عبر فيها عن مشاعره بصدق و لكني خشيت أن أدمر هذا الحب النقي الطاهر بترك انطباع سيئ ..

    مر ذلك اليوم بصعوبة بالغة .. خشيت أن يأتي لمواجهتي في اليوم التالي ..
    أو أن يسألني عن رأيي في الرسالة ..

    في اليوم التالي ذهبت إلي المدرسة و لكني لم أره عند الباب كعادته ..
    دخلت المدرسة بوجه خالي من أي تعبير عكس العواصف التي تجتاحني من الداخل ..
    رأيت أصدقاءه واقفين عند الدرج يحدقون بي ..
    استغربت لأنهم أتوا باكرا علي غير عادتهم ..
    سمعت حوارا دار بين اثنين منهم ..

    الأول : هل وصلتها الرسالة ؟؟
    الثاني : لا أظن .. أنظر إليها ليست خائفة أو خجولة ..
    الأول : هذا صحيح لأن الفتيات في العادة يخجلن أو يفرحن و لكنها غير مبالية .
    الثاني : و لكني متأكد أنها تلقتها .
    الأول : ربما تملك قلبا قويا لا يتأثر .. أنظر و كأن شيئا لم يحصل .

    سمعت محادثتهما ضحكت في داخلي و دخلت الصف ..
    سلمت علي نور و جلسنا نتحدث ..
    و بعد دقائق أتي المدير و قال لا توجد صفوف اليوم
    لأن عدة مدارس ستأتي و سيتدرب طلابها علي حفل سيقام قريبا ..
    فرحنا كثيرا بذلك .. خرجت أنا و نور إلي الساحة و رأيت أحمد هناك ..
    بان علي ملامحه الخجل و ابتسم ابتسامة عذبة ..
    ظل يحدق بي طويلا .. أحسست بالخجل كثيرا ..

    بعد بضع دقائق رأيته يحادث محمود أحسست بأن الكلام الذي دار بينهما يخصني ..
    ابتعدنا أنا و نور و بدأت تسألني عن الرسالة و ماذا كتب فيها ..
    و في ظل الاندماج الذي دار بيننا أنا و نور و إذ بصوت يناديني ..

    ريما : عفوا علي المقاطعة و لكني أريد أن أكلمك قليلا ..
    يارا : حسنا .. نور دقائق و أعود .
    أخذتني ريما بعيدا و قالت لي :
    ريما : بخصوص الرسالة ليست من محمود .. بل من أحمد .
    يارا : نعم عرفت ذلك .
    ريما : قبل قليل أتي محمود لمحادثتي عنك ..
    يارا : عني ؟؟ ماذا قال ؟؟
    ريما : أحمد يريد جوابك علي رسالته .
    يارا : جوابي ؟؟
    ريما : أجل .. يريد أن تراسليه ليعرف شعورك اتجاهه .
    يارا : أنا لا أراسل أحد .. إذا راسلني هو لست مجبرة أن أراسله أنا أيضا .
    ريما : هذا الأمر لا يعنيني .. فكري في الأمر جيدا و قرري .

    كنت أعرف أنه سيطلب مني أن أراسله و لكن أنا لست من هذا النوع ..
    لم يسبق في حياتي أن راسلت أحد ..
    مشيت و جلست بجانب نور .. قلت لها ماذا قالت ريما لي ..
    نور كان رأيها من رأيي ..

    نور : لا تراسليه فقد يكون فخ .
    يارا : أنا أيضا أشعر بذلك .. ربما يختبرني .
    نور : أوافقك الرأي .

    ظللنا نناقش هذا الموضوع بتعمق ..
    كان يوما مربكا للمشاعر .. نظرات أحمد و أصدقاءه أخجلتني و أربكتني كثيرا ..
    حصلت عدة مواقف في هذا اليوم مما أثار غيظ الفتيات ..
    أردن تدمير هذا الحب بأي طريقة كانت ..

    مر اليوم بسلام لم تأتي أي فتاة لتهديدي في هذا اليوم ..
    كنت أظنهن استسلمن و توقفن عن مضايقتي و لكني كنت مخطئة ..
    كان هدوءاً قبل العاصفة ....

    أناس يجيدون الرقص علي الجرح بمهارة فائقة ..
    يستلذون بمنظر دمائنا عندما ننزف ..
    يرشون الملح علي الجرح .. و يزيدون النار حطبا ...
    كثيرا ما أسأل نفسي .. لماذا هم بهذه الصورة البشعة ؟؟
    يرجع لي صدي الصوت و لا أجد إجابة مقنعة ..
    أتساءل ما الفائدة التي تعود لهم بذلك !!
    لأكتشف أن لذتهم تكمن في عذاب الآخرين ..

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني


    البارت { السابع }

    جميعهم يتمنون أمنياتهـم المستقبلية ..
    يتمنون أمامي وأنا أتأمل بحسرة ..
    أظن أن لي الحقُ في التمني ~
    رباه .. أغفر لي كل ذنبٍ ..!
    رباه .. أنت وحدك تعلم كيف ضاعت روحي ..
    وتشتتت أحلامي .. وحدك تعلم كم ليلةٍ بت باكية محطمة ..
    أنتَ وحدكَ تعلم كم تألمت وحدي ومضيت وحدي
    والدماء من قلبي تنزف بلا توقف ..
    وحدك تعلم كم كتمت الحزن بداخلي وتصنعت البسمة أمامهم .!
    تعبت..
    رباه .. تعبت وأنا أمثل دوراً ليس بدوري ~
    فـمتى تنتهي هذه المسرحية المزعجة وأعود كمـآ أنا ؟..!
    رباه .. لا أملك في حياتي سوآهم .. أبي .. أمي .. أخوتي .. صديقاتي ..،
    فلا تحرمني منهم .. واجعلني أقرب إليهم ~
    رباه .. لست حزينة ~ أو كما تظاهرت بذلك ..
    فأكتب لي أحداثاً أٌقل حزنا ..~
    رباه .. أنت تعلم ما في القلوب .. أنا القلبُ الذي أحبَ ولم يكره ..
    أخلص ولم يخن..~
    مـآتَ دونَ أن يبوح ~
    فمنحني قلباً لا يتأثر ْ~
    رباه .. ابعدني عن كل ما هو قاسي ،
    فأنا ضعيفة ضعيفة ~
    والقسوة تهشم بقايا الفتات بـ قلبي ~ ~
    رباه .. لي أمنية أخيرة هي الأقرب الى قلبي ~
    امنح قلبي السعادة ..

    ريما لم تكن فتاة طيبة كما ظننت .. طعنتني في ظهري ..
    بعد مرور يومين علي الرسالة انتشرت شائعة أني راسلت أحمد و أخبرته بمدي حبي و شوقي ..
    ريما عكست الأحداث تماما .. قالت لهم يارا أعطتني رسالة لأعطيها لأحمد ..
    انصدمت من كلامها قلت لهم أنا لم أفعل لم أراسله ,, هو من راسلني و لست أنا ..
    و لكن لم يصدقني أحد كالعادة .. أتت صديقتي القديمة و قالت لي :

    أمل : لم أعتقد في يوم أنك ستفعلين شيئا كهذا ؟؟
    يارا : ماذا !! عن ماذا تتحدثين ؟؟
    أمل : عن مراسلتك لأحمد .
    يارا : كيف تصدقين كلاما كهذا !! انت تعرفينني جيدا ..
    أمل : كنت أعرفك .. الناس تتغير و تصبح أسوء ..
    يارا : ........................................ ..
    أمل : ابنة خالتي قالت لي و أنا واثقة من كلامها.
    سكتت و مشيت بعيدة عنها و أنا محطمة ..

    رآني أحمد أمشي توقف أمامي و قال لي :
    أحمد : أعرف أن الفتيات يضايقنك كثيرا بسببي ..
    و لكن صدقيني مهما فعلن لأبتعد عنك فأنا سأظل أحبك و لن أكترث لأحد غيرك ..
    أنت فقط التي تهمني .

    كلامه أعطاني القليل من القوة و لكني سئمت من وقاحتهن معي ..
    تعاملهن القاسي يجرحني كثيرا ..
    عندما أخرج من الصف تجتمع فتيات صفي و يبدأن في دروس الغيبة و النميمة ..
    و يذهبن إلي مقعدي ليتفقدن أي دليل كتبته علي مقعدي ..
    لم أعتقد أن أحمد مهم لهذه الدرجة ..

    و بعد أسبوع ذهبت إلي المدرسة و لكن نور لم تأتي كنت وحيدة جدا ..
    لا أحد يكلمني أو يلتفت لي .. مر الوقت ببطيء شديد ..
    أحسست بوحدة قاتلة .. و أخيرا انتهي الدوام ..
    وصلت البيت و اتصلت علي نور لأطمئن عليها و لكنها لم تجب ..

    في اليوم التالي لم تأتي نور أيضا ..
    قلقت كثيرا ليس من عادتها الغياب دون إخباري ..
    أحسست بأن شيئا ما قد حدث ..
    مللت و أنا وحدي أحسست بأني غريبة بينهم
    و لكن معلماتي يهتمن بي كثيرا لأني أحب الدراسة و انتبه للدرس ..

    لم أكن أعلم أن حزني شيء تافه
    لم أكن اعلم أنني احزن على أشياء لا تستحق
    كثيرا ما يقال ... عندما تحزن على أشياء لا تستحق
    فاعلم أن هناك شيء قد كسر قلبك بشده

    في داخلي كلام كثير ولكن لا اعلم كيف أخرجه
    اخشى أن أبوح لشخص وفي نهاية الكلام لا يفهمني
    وعندها يضيق صدري واعتزل الجميع
    مثل الذي يهرب من الظلام مرعوب من هدوءه وصمته

    يمكن أن يكون انعزالي عن الناس خيره
    ويمكن أن يكون انعزالي عن الناس غلطه
    دائما احتار في اغلب أموري
    أنا اعترف بأني لا استطيع تغيير ملامح وجهي
    في الوقت الذي أريده
    ولكن ملامح وجهي تتغير بحسب مزاجي

    جميعهم يرحلون ويتركون ورائهم ذكريات
    لا استطيع البوح بها
    عندما أضع راسي وأقرر النوم
    تخنقني العبرات بشده وابكي ..

    و أخيرا أتت نور و لكنها كانت متوترة و مرتبكة ..
    يارا : لماذا لم تخبريني بأنك لن تحضري .. اتصلت بك كثيرا و لم تجيبي ..
    نور : ........................................ ........
    يارا : نور ما لخطب ؟؟
    نور : أنا فقط ..............أنا ........
    يارا : صارحيني هل هناك شيء ؟
    نور : أجل .. و لكن عديني بأنك لن تحزني .
    يارا : حسنا أعدك .
    نور : أختي منعتني من الذهاب .
    يارا : لماذا ؟؟
    نور : لأنها لا تريدني أن أصادقك بعد اليوم .

    أحسست بأني علي وشك أن أقع علي الأرض ..
    نور تتخلي عني ؟؟؟؟ هل هذا معقول ؟؟
    أي ذنب اقترفته لكي يكرهني الجميع !!

    نور : انا آسفة علي كلامي و لكن من الضروري أن تعرفي ..
    يارا : أعرف ماذا ؟؟
    نور : بخصوص الرسالة الناس تعرف أنك أنت من راسلت أحمد و ليس هو .
    يارا : و لكنك تعرفين الحقيقة .
    نور : نعم أعرف ذلك و سأظل بجانبك للنهاية .
    يارا : ماذا سمعت أختك ؟؟
    نور : سمعت من صديقاتها أنك تراسلين شاب .
    يارا : أختك تعرفني جيدا .. كيف تشك بي ؟؟
    نور : شرحت لها كل شيء قلت لها نحن لا نفترق أبدا ولو راسلته لكنت رأيتها .
    يارا : شكرا لك .
    نور : لا شكر بين الأصدقاء .

    خشيت أن تنتزع سمعتي بين الناس لأن السمعة هي عرض الفتاة و شرفها ..
    صحيح أن نور صديقتي و لكني لا أستطيع أن أشكو لها أبدا ..
    و لكن في هذه الأزمة اضطررت أن أبوح لأحد لأن الضغط أصبح شديدا علي ..

    كلما رجعت إلي البيت تأتي أمي و تسألني عن أخبار الدراسة و ما إلي ذلك ..
    تشجعت و بدأت أحكي لها الذي حدث معي ..
    سمعتني للنهاية و لم تلمني علي أي شيء ..
    ارتحت كثيرا و أخيرا وجدت شخصا أبوح له ..
    أصبحت أمي قريبة مني و تفهمني ..

    و تمر الأيام و الناس ترميني بكلمات تمزق قلبي و تجعله ينزف دما ..
    كنت أحتمل الإهانات الواحدة تلو الأخرى ولا أبين بأني حزينة
    بالعكس كنت أضحك و أمزح و لكن ليس من قلبي ..

    اشعر أني مظلومة في حياة لم تنصفني ...
    لم تعطيني سوى الألم ...
    لم اعد أرى رحيق تلك الحياة أمامي ...
    قد فقدت رائحة تلك الأزهار منذ زمن بعيد ...
    وعدت إلى الباقي من وجودي ...
    أني مشتاقة إلى غروب أحلامي واللحظات السعيدة ...
    البعيدة في خيالي ...
    أني مشتاقة إلى جنة الآمال والمعاني البسيطة في بالي ...
    كيف أرى هذه الحياة من منظور واقع خيالي ..
    واستخراج شيء من أحوال دنياي الصغيرة ...
    المعبرة لذاتي ...
    كيف أنسى خجلي وأنا كلي نفس محطمة ...
    كياني ... عالمي ... أحلامي ...
    هكذا ننفق على شقائق عالمنا المحطم ...
    كيف استعيد الثقة بين عالمين احدهما مؤلم والآخر يعاني..

  8. #8
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    اتهموني بالغرور لصمتي ..
    اتهموني بالضعف لصمتي ..
    اتهموني بالخبث لصمتي ..
    اتهموني بالغباء لصمتي ..
    اتهموني باللامبالاة لصمتي ..
    اتهموني اتهموني اتهموني ..
    لكن علمني كبريائي أن أذل من أمامي ..
    بسكوتي ...
    بنظراتي ...
    بابتسامتي ...
    بدون أن أتكلم أو أنطق بحرف فصمتي قادر
    علي تعذيبهم ..

    رغم اني لا أتكلم كثيرا ولا أخالط أحد إلا أنهم يظنون أني شريرة و خبيثة و مغرورة يا لسخف الناس ..
    أتذكر مرة أني صادفت فتاة في أحد المناسبات كانت تدرس في نفس الثانوية و لكنها أصغر مني ..
    ظلت تحدق بي و كلما نظرت إليها تنزل عينيها بسرعة اقتربت منها و كلمتها كانت خائفة
    و ما إن مرت دقائق بدأت تحدثني بحرية لاحظت أن الخوف اختفي من عينيها ..
    نظرت لي و قالت :

    مودة : يارا أتعرفين لم أعتقد أنك هكذا .

    يارا : كيف ؟

    مودة : أنت مرحة و عفوية و لطيفة .

    يارا : كيف كنت تظنينني ؟

    مودة : بصراحة كنت أخاف منك كثيرا .

    يارا : تخافين مني !! لماذا ؟

    مودة : لأن شخصيتك قوية و نظراتك قاتلة .

    يارا : هههههههه أنا نظراتي قاتلة !! هل تمزحين .

    مودة : كنت كلما نظرت إليك أخاف أن تلمحيني و تصرخي علي .

    يارا : لماذا تقولين هذا .. أنا لست شريرة كما تظنين .

    مودة : ولكن كل الفتيات يقلن أنك شريرة .

    يارا : لو كنت شريرة كما تقولين لدمرتهن من قبل .

    تحدثنا و ضحكنا طويلا و أخبرتني بكلام الفتيات عني ..
    كن يردن تدمير قوتي و لكني لن أنهار أبدا ..
    سيعلمن بأن الحق سينتصر مهما كانت الصعاب ..

    رغم المشاكل إلا أن مستواي الدراسي لم يتدهور بل أصبحت أكافح أكثر ..
    الله دائما مع المظلومين .. وقفة أمي معي ساعدتني كثيرا ..
    لم أعد أبالي بتهديداتهن أصبح روتين يومي مللت منه ..
    فأردن تجريب شيء جديد و أتي ذلك اليوم المشئوم ..

    علموني البكاء وماكنت أعرفه ♥♥
    ليتهم علموني كيف أبتسم ♥♥
    لا تشكو للناس جرحا أنت صاحبه ♥♥
    فالجرح لا يؤلم إلا من به ألم ♥♥
    لا تحسبن الرقص في بيوتكم فرحا ♥♥
    فالطير يرقص مذبوحا من الألم‬ ** ..

    جلسنا أنا و نور في الساحة نتحدث ..
    أتذكر يومها كان الخميس آخر يوم في الدراسة
    لأن الامتحانات ستبدأ الأسبوع القادم و يطوي هذا العام بكل ما فيه ..
    سمعت فتاة تناديني التفتت لها :
    بسمة : يقول لك أحمد لا أريد أن أراك أمامي بعد الآن .

    و مشت مسرعة .. لم أكترث لكلامها لأني أعتدت علي هذه التفاهات ..
    جلست ولم أبالي بكلامها .. عدنا لحديثنا و بدأت أقص علي نور فيلم شاهدته بالأمس ..
    فجأة لمحنا أحمد من بعيد يؤشر لنور أن تأتي ..
    وقفت نور و مشت اتجاهه وصلت إليه و ظل يحادثها بضع دقائق و اختفي ..

    أتت نور لم تكن تضحك أو تبتسم بالعكس كنت لا أستطيع تفسير ملامح وجهها ..
    عرفت أن هناك شيئا ما .. لم أعرف هل أسألها أم لا ..
    لأني أعرف أن الكلام سيصدمني .. تكلمت نور بلسان مرتجف و قالت :

    نور : أحمد يقول أنه ... أنه....

    يارا : ماذا هناك تكلمي .

    نور : يقول بأنه لا يريد أن يراك بعد الآن أو حتي يلمحك أمامه .

    يارا : ماذا ؟؟ أنا لم أجبره علي النظر لي .. إذاً هو من أرسل تلك الفتاة التي أتت منذ قليل ..

    نور : قلت له هذا و لكنه أقسم أنه لم يرسل أحد .

    يارا : ........................................ .....

    نور : كان يكلمني و عينيه مليئة بالدموع .. أعتقد بأنه حدث شيء ما و إلا فلما يقول كلاما لا يعنيه .

    ذهبت إلي البيت محطمة لم أستطع كتم دموعي ..
    كلامه جرحني كثيرا .. لا أنكر أني كنت معجبة به و لكنه حطم كل شيء في قلبي ..
    جرحني بشدة .. ماذا سمع عني و لماذا قال هذا ؟؟

    بدأت الامتحانات النهائية دعوت الله أن يمر هذا الأسبوع علي الخير ..
    كنت أسمع الفتيات يضحكن بصوت عالي و يقلن و أخيرا تخلي عنها ..
    قلبي أصبح يؤلمني من هذه القسوة ..
    خرجت من قاعة الامتحانات و اتصلت بأبي
    دقائق أتي و أخذني للبيت لم أعد أستطيع البقاء أكثر ..

    في اليوم التالي أتي صديقه و قال لي لم نعد نراك لماذا تذهبين للبيت باكرا ..
    تجاهلته و خرجت .. مرت 3 أيام لم أري أحمد و لا أريد أن أراه مرة أخري ..
    يكفي أني عانيت بسببه .. ذقت القسوة و التجاهل بسببه ..

    في اليوم الرابع قبل أن أدخل القاعة لمحته يمشي اتجاهي
    لم أترك له فرصة مشيت بسرعة لأبتعد عنه ..
    سمعت صوته خلفي يقول .. أنا اسف سامحيني و ظل يرددها ..
    دخلت القاعة بدأ الامتحان و بعد انتهاء الوقت خرجت وجدته أمامي ابتسم لي ..
    تمنيت لو أني أستطيع أن أصفعه بقوة ..

    ظل يمشي خلفي و يقول :

    ( أنا غبي كيف أصدق كلاما أعرف أنك من المستحيل أن تفعليه .. الشيطان لعب بعقلي أنا اسف سامحيني أرجوك .. سأظل أتوسل إليك إلي أن تسامحيني ) ..

    أنا أسامح الناس إذا أخطئوا معي أو جرحوني و لكني أتغير لا أستطيع أن أعود كما عهدوني في السابق ..
    حتي إذا سامحتهم أتعامل معهم بجفاء ولا أهتم بهم كما كنت من قبل .. هذا طبعي ولا أستطيع تغييره ..

    أسبوع و هو يتوسل أن أسامحه و لكني لم أعد أكترث له أو انظر له حتي ..
    كرهته من قلبي .. سمعت خطوات فتيات يمشين خلفي يتجسسن علي كالعادة ..
    توقفت و التفتت لهن و قلت :
    لو تردن أخده ها هو هناك ليست لي أي علاقة به خذن رقمه كلمنه لا يهمني
    أريد فقط أن تتركنني بحالي أنا لا أحب أحد و لن أحب أبدا ..
    أغربن عن وجهي مللت من هذه التفاهات ..

    بانت الصدمة علي وجوههن لم يتفوهن بحرف ..
    مشين بسرعة و ابتعدن عني ..
    لهذه اللحظة لا أعرف ماذا سمع أحمد عني ..
    و لكني موقنة أنه كلام سيئ جدا ..

    ذهبت للبيت و انتهت هذه السنة ..
    طويت سنة مليئة بالمشاكل بالظلم بالدموع بالإحباط ..
    دعوت الله أن تكون السنة المقبلة وجه بشارة علي ..
    و لكن الحياة لا تخلو من العقبات ..

    أتت العطلة الصيفية و بدأت أذهب إلي مناسبات كثيرة ..
    الذي يراني يقول لي كل سنة تزدادين جمالا ولا يذكرون الله ..
    كنت لا أتحجب أمام النساء لأنها مناسبة ولا يجب أن أتحجب كما كنت أقول لنفسي ..
    كانت أمي تنصحني كثيرا أن أغطي شعري و لكني لم أنصت لكلامها ..
    كان شعري يميزني من بين كل الفتيات .. شعر بني كالحرير طويل لأسفل ظهري ..
    شعري كان تاج جمالي .. كنت أشع جمالا و أنوثة و لكن أيام الفرح قليلة ..

    الــم __شقــاء __عنــاء ..
    عاصفـة هموم تتكـرر ولــن تنتهـي ..
    لماذا السعادة وقتها قصير ..
    وللهم الحصه الأكبـر ..
    ولماذا سيظل الفرح مبتورا من عالمنا ..
    وغارقًا في الصقيـع ..
    إلى متى نقتل أحلامنا بالتعثر والسقوط واليأس ..
    في كبريـاء الصمت المجهـول ..

    كنت أتثاءب كثيرا عندما أصلي أو أقرأ القرآن ..
    لم أهتم ظننته أمرا عاديا و مع الأيام بدأت أشعر بثقل في مؤخرة رأسي
    و برودة في الأطراف و حرارة في العينين ..
    بدأت أتعب باستمرار .. لم أعرف ما سبب هذا ظننت بأني أخذت بردة و مع الوقت ستختفي ..

    انتهت العطلة الصيفية دخلت ثالث ثانوي آخر سنة في الثانوية ..
    ولكن هذه المرة المدرسة بدون أحمد لأنه تخرج العام الفائت ..
    تفاجئت بأن الفتيات تغيرن من ناحيتي لم يعدن يراقبنني و الإشاعات اختفت و اخيرا ظهرت براءتي ..

    و لكن أحمد لم يمل ..
    بالرغم من أنه لا يدرس في الثانوية إلا أنه يأتي كل صباح ليراني و يرجوني أن أسامحه ..
    ظل 3 سنوات يطلب مني السماح ..
    كثيرا ما أقول لنفسي هل من المعقول أنه يحبني لهذا الحد ؟؟
    و لكني لم أعد مقتنعة بشيء اسمه حب لأن الحب جلب لي الكثير من المصائب .

    و مضت الأيام كان هناك استاذ يهتم بي كثيرا ..
    رغم أني لا أندمج في الدرس معه لأني لا أحب القواعد النحوية ولا أفهمها ..
    كان أستاذا وسيما ذو شخصية قوية و مرحة في نفس الوقت ..
    عشقته الفتيات كان فارس أحلامهن و كالعادة أنا التي تقع في الفخ ..
    أطلقن شائعات أني أحبه و أراسله وغير ذلك من الكلام الذي يشعرني بالغثيان ..

    لا أعرف لماذا أنا دائما التي تتورط في المشاكل ..
    و مع ذلك لم أهتم و لم أذرف دمعة واحدة ..
    مرت سنة لا تخلو من متاعب المراهقة و لكني اجتزتها بنجاح بفضل الله تعالي ..
    تخرجت من الثانوية بتفوق و تحصلت علي نسبة مرتفعة فرحت بها ..
    و لكن فرحتي لا تدوم طويلا ..

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    لا شيء يصف ما بداخلي ~~
    هل هو بركان يأبى الانفجار ~
    ام قلب يريد الانتحار ~~
    اشعر انني وحيده بحزني~
    بفرحي~~...
    بعذابي~~...
    لا احد معي ~~...
    أصبحت عاجزة عن الطيران ~
    تم حبسي بزجاجه اسمها الحزن~
    اصبح الفرح مجرد شيء لم اعرفه~
    في داخلي حزن مكنون
    لا يريد الخروج
    لا بالدموع ولا بالجنون ~
    احتاج لفتره نقاهة ~
    لكي اتخلص من ادمان الحزن ~
    الذي بداخلي ~~..
    ادمنته ولا اعلم كيف حصل لي هذا
    انا فتاة~~...
    عشت الكثير من عمري
    عشت المرارة و العذاب~~..
    متي أستنشق السعادة~~
    متي ؟؟؟

    المرض أثر علي حياتي بالكامل .. أصبحت أكثر غموضا ..
    لا أتحدث عن أي شيء يخصني أمام أحد ..
    معظم الوقت أظل صامتة أفكر في أشياء أتمني أن تتحقق ..
    كثيرا ما أشعر أني أحلم .. كم أتمني الاستيقاظ من هذا الكابوس ..
    و لكن لا أستطيع أن أغير الواقع مهما حلمت و تمنيت ..
    كثيرا ما أعيش في أحلامي و أبتعد عن الواقع لكي أنسي القليل من حزني ..
    مهما فعلت لا أستطيع أن أنسي ألم روحي المجروحة والمعذبة بصمت ..

    لست غامضة و لكن هناك جزء مفقود بداخلي ..
    أتمني لو أري شعاع نور يعطيني الأمل ..
    لكي أعود للحياة من جديد ..
    الظلمة أغرقتني لم أعد أري سوي السواد ..
    و لكن لكل شيء نهاية ..

    في أحد الأيام عدت إلي البيت مشيا علي الأقدام و في الطريق صادفت أحمد كانت آخر مرة أراه فيها ..
    فور رؤيته لي أتي مسرعا و مشي خلفي ..
    سمعته يقول ( يارا أرجوك لنرجع كالسابق سامحيني و سنفتح صفحة جديدة ..
    سامحيني تعلمين أني أحبك .. أنظري لوجهي هل ترين مدي حزني علي فراقك ) ..
    رأي سيارة أبي من بعيد .. ركض بعيدا عني و اختفي من حياتي للأبد ..

    في السنة الثانية من الجامعة انخفض مستواي الدراسي بعد أن كان ممتاز نزل إلي جيد جدا ..
    أول مرة يحصل هذا في تاريخي الدراسي .. الظروف أقوي مني بكثير ..
    مرضين في جسد شابة في بداية عمرها ( مرض في الخلايا و مرض العين ) ..
    كل يوم ألاحظ أن سحر جمالي بدأ يختفي بالتدريج .. إلي أن تلاشي جمالي بالكامل ..

    ما فائدة الفتاة إذا خسرت كل شيء يبعث علي جمالها .. خسرت كل شيء كنت أتميز به ..
    أصبح الناس يسخرون مني و يضحكون بصوت عالي .. كيف لي أن أتحمل كلام الناس علي شكلي ..
    كثيرا ما يرمونني بتعليقات ساخرة .. و لكني أتحمل امام الناس .. و أنهار فور وصولي للمنزل ..

    انعزلت عن العالم أصبحت أعيش في غرفتي ولا أخرج منها ..
    طول الوقت أجلس وحيدة بين جدران غرفتي المليئة بالحزن و التعاسة ..
    أبكي طول الوقت علي حالي .. أبكي علي حياتي التي ضاعت من بين يدي ..
    أبكي علي روحي التي لم تشعر بالسعادة في حياتها ..

    دخلت عالم النت لعلي أنسي ولو جزءا بسيطا من تعاستي ..
    أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي رفيقة لي ..
    اشتركت في الفيس بوك و أدمنت عليه لدرجة لا تصدق ..
    بدأت التعرف علي الناس من جميع المناطق .. كانوا يشكون لي كثيرا ..
    علاقاتهم , صداقاتهم , مشاكلهم .. كنت أبذل جهدي لكي أحل لهم مشاكلهم ..
    كانوا يلقبونني بالدكتورة .. يا لسخرية القدر لا أجد من يبعد الحزن عني و يداويني و أنا أداوي الناس ..

    مــؤلم أن تقابل أشخاصاً قد تعرفهم ..
    أو لا تعرفهم .. يحكون لك معاناتهم ..
    فيرق قلبك .. فتسمع لهم بكل حنان ..
    وتحاول أن تساعدهم دون أن تطلب أي مقابل ..
    فتحاول أن تمحو من حياتهم أي دموع ..
    أي إحساس بالغربة والهروب ..
    ولا تجد أحدا يبعد عنك همومك ولو للحظة ..

    دخلت السنة الثالثة من الجامعة .. كل يوم أتحمل نظرات الاستهزاء و السخرية ..
    تحملت فوق طاقتي وأدعي بأني بخير .. بدأت أذهب للبيت باكرا فور انتهاء المحاضرة ..
    لم أعد أستطيع الذهاب لأي مكان لأن كلام الناس يقتل قلبي ..
    يسألونني لماذا شكلك هكذا ؟؟ لماذا انت قبيحة ؟؟ و يستمرون في الضحك ..

    يسخرون من شخص ابتلاه الله و يضحكون عليه .. لا يدرون بأن الله قادر علي ابتلائهم هم أيضا ..
    لماذا لا يشكرون الله و يحمدونه علي نعمه الكثيرة !!
    لماذا لا يقولون نسأل الله أن يشفيها و يعوضها خيرا ؟؟ .. الناس تهتم بالمظاهر لم تعد تحمد الله أو تشكره ..

    في يوم من الأيام ابن خالتي زياد بعث لي رسالة علي هاتفي يسألني إذا كانت خالتي ستأتي عندنا ..
    قلت له نعم ستأتي بعد صلاة العصر .. بعدها بيومين ذهب أخي مع زياد إلي بيتهم ..
    زياد ترك هاتفه بجانب أخي .. أخذ أخي هاتفه دخل علي الرسائل و وجد رسالتي ..
    اشتعل غضبا و اتصل بأختي و قال لها يارا تراسل زياد .. فهم الموضوع بشكل خاطئ
    قلت له مجرد رسالة سألني عن خالتي فقط ولا يوجد شيء آخر .. لم يصدقني كرهني بشدة ..

    كرهني عامين كاملين لم يكلمني أو يلتفت لي ..
    كم يؤلمني عندما أراه يتحدث مع أختي و يضحك معها .. أما أنا عندما يراني يقول ( أعوذ بالله ) ..
    لماذا حظي هكذا .. دائما يحاسبني علي كل شيء .. كثيرا ما يقول لي متي ستموتين و نرتاح منك ..
    هل هناك عذاب أكبر من هذا .. حتي أنه يشك في أخلاقي لأني أدخل النت ..
    أشعر و كأني جثة هامدة .. المعاناة أكبر مني و من طاقتي ..

    لو كنت كباقي الناس لما حدث شيء ..~
    كالذي يحدث الآن ..~
    لما دخلت النت من الأساس ..~
    لما كرهتني بعض الناس ..~
    لما حزنت علي نفسي و كرهتها كما أكرهها الآن ..~
    لما صرت منطوية و غريبة الأطوار ..~
    هذا المرض غير كل شيء في حياتي ..~
    لم أشعر بمعني المراهقة أو الشباب ..~
    لم أعش مراحل حياتي كباقي الفتيات ..~
    فقد عشت حياة مختلفة تماما ..~
    لم أشعر بشيء جميل ..~
    عشت حياتي و أنا منعزلة في غرفتي ..~
    دخلت عالم النت لكي أنسي أحزاني التي لا تفارقني أبدا ..~
    كل فتاة عندها أحلام منذ الصغر تريد أن تحققها ..~
    حلمي هو أن أعود كما كنت ..~
    أن أعود طبيعية كما خلقني الله ..~
    لا أريد شيئا آخر ..~
    فهذا أقصي ما تمنيته طول حياتي ..~

    لا أحد يحبني دائما يسخرون مني لأني ناقصة في نظرهم ..
    أحيانا كثيرة أكره نفسي لأني لا أستطيع فعل شيء لكي أغير شيئا من واقعي .. من حياتي المأساوية ..
    تعبت من التظاهر بالسعادة .. تعبت من الضحك لكي أخفي حزني العميق ..
    تعبت من العزلة و الوحدة لكي لا أري وجوها طبيعية في كل مكان ..
    تعبت من كوني قوية أمام الناس لأخفي مأساتي التي دمرت حياتي ،،
    تعبت و أنا أحاول أن أرفع معنوياتي و أتظاهر بأني مميزة ..
    بدأت أكره نفسي أكرهها كثيرا .. لماذا لا أعيش كباقي الناس ؟؟ لماذا أعاني طول حياتي ،،
    لماذا لم أتذوق السعادة بعد ؟؟؟ لماذا أنا ؟؟ لماذا ؟؟؟؟ ... لم أعد قادرة علي تحمل كل هذا الألم ..
    الألم اجتاح كل جسمي ،، تحطمت تدمرت .. لم أعد أستطيع التظاهر بالسعادة كالسابق ،،
    لقد نفذت قوتي .. أصبحت جسدا بلا روح ،،

  10. #10
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Sat Sep 2010
    الدولة
    ĵðŕĐáŇ
    المشاركات
    4,380
    معدل تقييم المستوى
    21474854

    رد: فتاة اهلكها التمني

    البارت { الحادي عشر }

    اشعر وكأنني احترق
    ولكن ليس الأمر بهذه الخطورة
    احيانا يبدو الوضع ثائرا
    دائما اقول لنفسي
    " لا تقلقي لهذا الاضطراب الذي يسود ايامك "
    اعلم ان هذه الذكريات اصبحت كجروح واصابات ذاتية
    فأنا لست بمدركة ان كل هذه الجروح اصابت قلبي المسكين
    كم احتاج للسلام
    احتاج للراحة
    للحنان للحب
    لأشعر بقليل من السعادة
    احيانا
    تأتيني افكار غريبة
    واحس ان العالم انتهى
    ولكن لماذا مازال البحر موجودا ؟؟
    لماذا مازالت الشمس تشرق ؟؟ ومازالت الورود تتفتح ؟؟
    الم ينتهي كل شيء ؟؟
    الم يتوقف العالم ؟؟؟؟؟
    لماذا مازالت الطيور تطير والنجوم تلمع في السماء
    لا استطيع ان افهم لماذا تستمر الحياة هكذا لماذا مازال قلبي ينبض ؟؟؟
    احيانا تحدث الأشياء بلا سبب
    لست ادري ولكن ابدو كالفصول الأربعة


    كل ما اسمعه من الكلام
    اصوات الطبيعة
    كله بالنسبة لي اصبح كالأغاني الحزينة
    احاول ايجاد اي وسيلة
    فلا اجد سوى البكاء
    ولكن احس ان الألم الذي اشعره
    والوحدة تقول لي
    كلا
    لا تبكي فما تشعرينه
    لن يزول بدمعة او اثنتان
    لا تبكي
    لأن ألمك اعمق واكبر بكثير من هذه الدموع


    بلا شعور


    اجد دمعات
    ساخنة تحرق وجنتاي
    اغمض عيناي بقوة لكي لا ارى سواهما
    لا اريد دموعا اكثر
    بعدها
    انام
    ولا اشعر بشي

    أحياناً يأخذني الحنين إلى ذكرياتي الماضية لا أعلم ما الذي يدفعني لذلك
    أهو إصرار بداخلي علي تأنيب وتعذيب نفسي أم هو هروب من الواقع الذي أعيشه
    ولكن ما أعلمه جيداً هو ان هذه الذكريات مازالت تحيا بداخلي

    كثيرا ما أصف قلبي بالجنون فبرغم آلامه وجراحه وبرغم لومه الدائم لي وعتابه ظناً منه إنني من سببت له الأحزان ..
    مازال ينبض ومازال يحلم بحياة هادئة ودفء حب صادق يحتويه
    وبيد تنقذه من بحر الأحزان الذي يغرق فيه إنه ليس جنون إنه وهم يعيش فيه ..

    أفق يا قلبي من أحلامك حتى لا يصدمك الواقع مره اخرى..
    في يوم أوشكت على تخطي هذا الحد من رحله الشقاء إلى رحله السعادة
    لكن الأيام لم تتركني أخذت بيدي سريعا وكلما تقدمت خطوه لهذا الحد ترجعني الأيام خطوتين الي الوراء
    حتي إنني احيانا أعتقد أن هذا الحد لم يكن سوى في خيالي وأن رحله الشقاء لا نهاية لها ..

    كثيرا ما أقول لنفسي يا تري هل ستتغير حياتي و تصبح سعيدة في يوم من الأيام ؟؟
    هل سأشفي من هذه الأمراض و أرتاح من هذا الشقاء ؟؟
    هل من الممكن أن أعيش حياة طبيعية كأي فتاة ؟؟
    ليتني أعرف الإجابة عن تساؤلاتي .. ربما وقتها سأشعر بقليل من الراحة ..

    أعرف الكثير من الفتيات من الله عليهن بالصحة و السعادة و يعشن حياة كأي فتاة طبيعية
    و لكنهن يردن الانتحار بسبب علاقة حب فاشلة أو خيانة حبيب أو شيء تافه لا يستحق الذكر ..
    هل من المعقول تصديق هذا !! .. لا أدري ماذا عساي أقول سوي أن إيمانهن ضعيف جدا ..
    صحيح أني سئمت من حياتي البائسة و معاناتي القاسية إلا أني لم أفكر في الانتحار يوما ..
    لأني واثقة أن الله سيعوضني عن كل هذه المآسي يوما ما ..

    أعرف أن الله معي و يسمع مناجاتي في كل حين ..
    كثيرا ما أنهار و أبكي بشدة إلا أن أمي دائما بجانبي و تواسيني و تقول لي
    ( ربما هناك حكمة من هذا الابتلاء .. الله يبتلي عباده ليمتحن مدي صبرهم ..
    الله أختارك أنت لأنه يحبك و فضلك علي كثير من الناس ..
    منذ الصغر و انت صابرة اصبري قليلا بعد فإن فرج الله قريب ) ..

    عندما قالت لي ( الله أختارك لأنه يحبك ) أحسست بانشراح في صدري ..
    هل هناك حب أعظم من حب الله تعالي !! ..
    أسأل الله أن يرزقنا حبه و حب من يحبه و حب عمل يقربنا لحبه ..

    مرت السنة الثالثة ببطيء شديد .. كنت أكرس وقتي في الدرس لأنسي همي و غمي ..
    لا أتكلم كثيرا مع إخوتي لأني أشعر بأني ناقصة جدا عندما أنظر إليهم ..
    مؤلم أن أري جميع الناس طبيعيين و أنا مختلفة عنهم ..
    أشعر بنقص شديد عندما أري فتيات أمامي ..
    ليتني أستطيع رؤية ملامح وجهي الطبيعية كم تمنيت ذلك ..

    لا أملك القدرة لكي أعود طبيعية .. لا يوجد شيء أفعله لأحقق حلمي ..
    لا أملك سوي الدعاء و الدعاء .. دائما أحلم بأني شفيت ..
    دائما أري نفسي طبيعية في المنام .. و لكن حين أستيقظ و أشاهد وجهي في المرآة
    أري ملامحي الغريبة التي اعتدت عليها طيلة 12 عاما ..
    لم أعرف ملامحي الحقيقية حتي الآن .. شاهدت صور طفولتي فقد كنت جميلة ..
    لم أكن أعرف ما سيحدث لي عندما أكبر .. الشفاء بيد الله وحده عز و جل ..
    يا رب أسئلك أن تشفيني و تعوضني عن كل شيء عشته ..

    جميل أن تغفو العين فيسرح معها العقل و يحلم بكل ما يتمناه !
    ولكن مؤلم أن تظل مجرد أحلام وتستيقظ العين
    ولا تجد إلا السراب وواقعا مرير !

    اكملت السنة الثالثة و فوجئت يوم النتيجة .. تحصلت علي نسبة مرتفعة بفضل الله تعالي ..
    حتي أني لا أدري كيف حدث هذا .. رغم الهم و الحزن الذي يكتسي جسدي و روحي إلا أن الله لا ينسي عباده ..
    نلت المركز الثاني علي مستوي الجامعة .. فرحت قليلا و أحسست بطعم الفرح كم هو لذيذ المذاق ..

    في العطلة الصيفية هناك مناسبات كما جرت العادات عندنا ..
    و لكني لا أستطيع الذهاب .. كيف أذهب و أنا في هذه الحالة ..
    حتي أني كرهت شيئا اسمه مناسبات و أعراس .. أمي و أختي يذهبن
    و أنا أبقي وحيدة في المنزل أسيرة لأحزاني و عذابي الذي أتوق أن ينتهي ..

    أتذكر يوما عزمنا عمي علي العشاء لأنه رزق بمولود ..
    لم أرد الذهاب لأني أعرف أن العزيمة ستكون مليئة بالناس و أنا لا أريد لأي أحد أن يراني و يهزأ بي ..
    و لكن أمي أصرت أن أذهب لأغير من نفسيتي قليلا لأني طول الوقت محجوزة في غرفتي ..
    وصلنا لبيت عمي سلمت علي عماتي و خرجت لأن الناس بدأت تحضر ..
    جلست مع بنات عمي و لكنهن بدأن يرمقنني بنظرات متفحصة ..
    خفت كثيرا أن أسمع كلاما يؤذي مشاعري ..

    ابتعدت قليلا عنهن و جلست في الزاوية وما صدمني أنهن بدأن في الصراخ بصوت عالي
    ( انت قبيحة أنظري لوجهك في المرآة .. لماذا شكلك هكذا ) و كلام آخر لا أستطيع أن أكتبه ..
    ينظرن إلي و يضحكن بصوت عالي .. لم أستطع التحمل مسكت ابنة عمي و بدأت أضربها
    و أشدها من شعرها إلي أن سقطت علي الأرض و لكني لم أشفي غليلي بعد ..
    رفعتها من علي الأرض و لطمتها بالجدار .. وقفت و هي تبكي ..
    ثواني و أتت أمها و بدت في الصراخ علي ..
    لا أذكر ماذا قالت لي لأني كنت أبكي بشدة و لكنها لم تهتم و استمرت في الصراخ علي .

    دقائق و أتت ابنة عمي و كأنها لم تفعل شيء تضحك و تنظر لي ..
    أمي لم تستطع تحمل هذا نادتها و صرخت عليها و لكنها لم تهتم أبدا ..
    أناس يملكون قلبا أسود عديمي الإحساس .. كرهت ابنة عمي كرهتها بشدة ..
    لم أرها منذ تلك الحادثة أي منذ 3 سنوات .. لم أعد أزور عمي أبدا لأني كرهت ذلك المكان ..
    عدة أماكن لا أستطيع تحمل رؤيتها لأنها تركت جروحا عميقة في قلبي ..

    سطـور تجعل للقـلـب وهـج من الألم وشعـور بالحزن ..
    أماكن وأماكن أمر بها أتذكر ذكرى مرت بي ...

    ۞أماكـــــــــــن أمر بها ۞
    أشم بها رائحه الماضي
    فكأنها تعيد الزمن لي بطقوسه بسويعاته بذكرياته
    بأناس ظلموني و جرحوني بعمق

    ۞ وأماكـــــــــــن أمر بها ۞
    أرى بها ملامح طفولتي
    ألمح بها رفاقي الذين كبروا ..
    أنقب عن آثار براءتي عليها
    أتبع خطواتي شقاوتي على ارضها وأبتسم بمرارة
    وأردد (( ليتني عشت طفولة مختلفة ))

    ۞ وأماكـــــــــــن أمر بها ۞
    تفتح لي دفاتري المغلقة
    تستعرض امامي صفحاتي القديمة
    تعيد لي ما ألقيت به في خزانه الذاكرة متعمدة
    وتمنيت مع زحمه الايام ان أنساه
    وتعلقت بطوق النسيان في بحر
    الحياة كالغريقة ولم أنسه

    ۞ وأماكـــــــــــن أمر بها ۞
    فتكشف لي جرحي المستور
    ويعتري أمامي جسد الذكرى المغطى برداء النسيـان
    وتأتي لي بأرواح لوحت لها يوما مودعة
    ولوحت لي باكيـــــــــــــه

    ۞ وأماكـــــــــــن أمر بها ۞
    فتطفئ صفحاتي البيضـــــــــــاء
    التي تفننت في زخرفتها وتنقيتها
    وتستعرض امامي صفحات سوداء
    تفننت في الهروب منها
    او حاولت جاهدة مسحها من ذاكرة تاريخي
    متناسية ان ذاكرة الاماكن لا تنسى ابدا

    ۞ وأماكـــــــــــن أمر بها ۞
    فتناديني طرقاتها فيخيل لي أني أسمع أصوات
    أصحابها الذين كانوا
    ألتفت حولي وخلفي مرتعبة
    فلا ألمح سوى بقايا تنبض بروح الامس
    وكأنهم ما كانوا

    ۞ وأماكـــــــــــن أمر بها ۞
    أتمنى أن تختفـــــي من فوق الأرض
    وان يتم مسح تضاريسها تماما
    فعليها فقدت الكثير من نفسي
    وعليها نحرت الكثير من قيمتي
    وعليها كان الحزن عنوانا لـ إنسانيتي
    وعليها كنت انا لست انا

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. القبض على نشال ارتكب 18 قضية سرقة بالرصيفة
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى جريدة الراي
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 03-10-2012, 09:56 AM
  2. خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية البريطاني جودة: الأردن لم يطالب بحل عسكري للازمة في سوريا
    بواسطة محمد الدراوشه في المنتدى منتدى الاخبار العربية والمحلية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-07-2012, 04:03 PM
  3. هوايتي تربية اسماك الزينه ...
    بواسطة سمير محمود ابوزيد في المنتدى الديكور المنزلي
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 14-10-2010, 11:38 PM
  4. الاردن يدخل موسوعة غينيس انشاء الله بالطموح المتواصل
    بواسطة وسام الامير في المنتدى منتديات المهباش الاردنية
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 10:13 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك