يتم تفقد الوسائد الخالية من القطب او التنسيل بعناية لتوضع في صدر الغرفة ، مع عدم إهمال الممزوعة والباهتة تماما
بل وضعها على الجهة المقابلة للضيف ، ففي الوقت الذي يحرص بها ابو العيال أن تدار أطراف السجادة المهترئة إلى الداخل ، يتم إبراز تلك الصلية المستديرة نتيجة وقوع غطاء الفوجيكا ذات ليلة .. فثمة صراع خفي للنوايا يرافق زيارة القريب الغني أو الصديق «المقرش» ..
في قرانا ، بعد ان يدخل الضيف ويبدأ بالسلام والتحية على قريبه او صديقه المعزّب والانتقال الى السؤال عن الحال والأحوال ودراسة الأولاد والعمل وسرد الذكريات القديمة .. يسمع صرير الباب .. يتبعها بلحظات بروز قرعة
« ع الصفر » لطفل يطل شيئاً فشيئاً من الباب الموارب .. ينتبه الضيف فينادي عل الطفل « تعااال سلّم »..
يغلق الباب ويهرب ..

ثم بعد دقائق يعاود الكرة من جديد ويطل برأسه بطريقة أكثر جرأة .. فينتبه أبو الولد منادياً :
« تعال سلم على عموه» .. يرفع الأقرع رأسه رافضا .. لكنه لا يهرب بل يجلس على الدرجة ويبدأ اللعب بالأحذية ... وعندما يستمر الأب والضيف بالحديث يقترب الطفل أكثر ويجلس عل حافة « الفرشة » .. ينادي الضيف
«المقرش»: تعال سلّم .. لا يعير الولد النداء اهتماماً لكنه يستمر بالزحف نحو الضيف وعندما يصل على مقربة متر او أقل ... يبدأ « يجحر » في صحن الفواكه الذي امام القريب .. فيقشّر الضيف قرن موز ويعطيه للطفل ..
لكن الأخير يهزّ اكتافه وينظر في عيني ابيه ليقول له :
« خذها من عموه » .. وفي لحظة اشتباك الحديث بين الصديقين .. يمدّ الولد يده دون استئذان على قرن الموز
و» يهمسه » بسرعة فائقة .. ثم يتناول التفاحة اللامعة من أمام الضيف أيضا و» يفغمها » مستغلاً الحديث المتواصل حتى يجهز على الصحن تماماً .. وعندما يتوقّف الكلام لوقت قصير .. يصرّ الأب من جديد
«يا الله سلم على عموه » .. فيمدّ يده هذه المرّة ويصافح الضيف بحرارة و» يطقع كفّه » ... فيمدّ الضيف يده في جيبه ليخرج « اللي فيه النصيب »

وهنا لا يد ان يمارس الأب بعض « العزعزة » المدروسة .. مع ان ادخال الولد كله كان مقصوداً منذ البداية ...
( بالحرام ما بيوخذ .. ما بعرفش المصاري .. روح يا ولد عند امك) .. فيصرّ الضيف بعبارات معتادة

(أنت شو دخلك .. هظول للولد .. ثم يخاطب الطفل الأقرع :

( مش انت صاحبي) ... فيأخذ الصبي المعلوم ويخرج راكضاَ ... بعد ان حقق المراد ...