كان للخطاب الرباني أثراً بالغاً في توجيه الأمة نحو القراءة لأهميتها في تسهيل وتنمية عملية الاتصال الفكري ليس فقط بين أفراد المجتمع الواحد بل بين شعوب الأرض قاطبة .
وتعد القراءة حاجة ضرورية للفرد لكي يدرك التطورات التي تجري من حوله ، وليتكيف مع مجتمعه فيفيد منه ويستفيد ، فالمجتمع الذي يتبادل أفراده الآراء و الأفكار عن طريق القراءة مجتمعٌ قوي قادر على النمو والازدهار.
أهداف القراءة:
1- توسيع خبرات الفرد وتحريك قواه العقلية.
إن تاريخ الانسان على سطح المعمورة يمتد إلى عصور بعيدة لا يسع للإنسان بعمره القصير أن يطلع على كل شيء بنفسه ليصل إلى ما وصلت إليه البشرية من الحضارة والخبرة، لذا كان عليه أن يعتمد على ما ينقله غيره من بني البشر عن طريق الكتابة والقراءة ، ليتعرف على أفكار الناس وأعمالهم ومعتقداتهم وأوضاعهم المختلفة.
2- المواطنة الصالحة
إن القراءة تساعد على دمج الفرد بمجتمعه ومشاركته له في عاداته وأخلاقه وأعرافه ، كما أنها تعمل على توحيد شعور أبناء المجتمع الواحد ليكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى.
3- توليد الرغبة والولع والدافعية للاستمرار في المطالعة.
إن التربية الحديثة لا تهدف فقط لتدريب الطلبة على قراءة الرموز المكتوبة وتفهم معانيها ،بل تسعى لتكوين رغبة حقيقية في القراءة تستمر مع الطلبة داخل المدرسة وخارج أسوارها وطيلة حياتهم. إن النجاح الحقيقي في تعلم القراءة يقاس بمدى ولع الطلبة بالقراءة والمطالعة.
4- تنمية الذوق الأدبي والجمالي عند القارئ.
إن القارئ الذي يطالع الأدب بمختلف فنونه وأشكاله ينمو لديه الإحساس بالجمال ويتذوقه من حيث الأسلوب وموسيقى الكلمات وطريقة العرض. وهنا يبرز دور المعلم في توجيه طلبته نحو الأدب الرفيع وتوعيتهم بالأدب البخس الرخيص الذي يفسد أخلاقهم وأذواقهم.
5- تقوية اللغة وغرس ملكات القراءة.
هناك ملكات تؤثر على سرعة القراءة وبعض العادات التي من شأنها أن تؤدي إلى تحسينها وإتقانها، مثل : تعلم قراءة الرموز والكلمات والعبارات، سرعة القراءة وانتظام حركات العين، الفهم والانتباه لمعنى المادة المقروءة، المقدرة على انتخاب الحقائق التي يبحث عنها فيما يقرأ، ملاحظة تنظيم المؤلف لأفكاره والانتباه إلى صحة ما يقول، حفظ النقاط البارزة في المادة المقروءة.
6- معرفة المرء لحقيقة نفسه.
إن القراءة تُعرِّف المرء على حقيقة نفسه، وتحدد قدراته بالنسبة لغيره من الأفراد أو الجماعات أو القوى الطبيعية، وتفتح أمامه آفاقا من التطور والعمل المتواصل والنشاط المحفز نحو الارتقاء والتقدم.
7- تكوين الخلق الرفيع.
إن القراءة سواء كانت لكسب المعرفة أم للتسلية وإشغال وقت الفراغ تعتبر من أهم وسائل التهذيب وتكوين الخلق الرفيع بطريقة غير مباشرة من خلال الاطلاع على قصص الصالحين والفلاسفة والمفكرين ، تجعل القارئ يميل نحو تلك الشخصيات ويقدرها ويتخذ منها نموذجًا يقتدي به و يحاكيه.
8- وسيلة للتنفيس عن المشاعر والعواطف.
تعد القراءة إحدى وسائل التنفيس عن الكثير من المشاعر والعواطف المكبوتة لإشباعها وإطلاق العنان لها ، ففي بعض الحالات تكون القراءة علاجاً للكثير من العقد والأزمات النفسية، الأمر الذي جعل كتاب القصص يتجهون نحو دراسة علم النفس ومشكلات الحياة الاجتماعية ليفيدوا فيما يكتبون. كما أن القراءة تنمي الخيال عند القارئ وتغذيه.
9- للإطلاع على ثقافة الأمم الأخرى.
القراءة وسيلة من وسائل التفاهم العلمي وتقييم ما لدى الأمم الأخرى من ثقافة ولمعرفة الأسباب التي صيرتها لما هي عليه الآن، وبذلك يصبح القارئ أكثر استعداداً لفهم وجهة نظر غيره من أبناء الشعوب الأخرى، وأكثر قرباً من طريقة تفكيرهم ونظرتهم للأمور، وأكثر تعاطفاً مع قضاياهم . وهذا ما تصبو التربية الحديثة إلى تحقيقه.
10 – لإثراء الخبرات المتعددة والمتنوعة.
القراءة وسيلة لحصر خبرات متعددة ومتنوعة في فترة وجيزة من حياتنا لإثرائها، فقدرتنا على القراءة تكشف لنا حجب الزمان والمكان ،لأنها تنقل أفكارنا وتصوراتنا ضمن أبعاد الزمان إلى أي مكان نشاء وبصحبة من نشاء.
ستبقى القراءة إحدى معجزات المدنية التي تمكننا من الاستفادة من تفكير الانسان وشعوره على مر القرون والعصور، ومن هنا كان لزاماً على المسؤولين مراجعة السياسات التربوية بما تحويه من برامج ومناهج تدرس القراءة لطلبة أظهرت الدراسات وجود ضعف واضع لديهم ، وتبني طرقا أكثر فعالية في تحسين مستوى هذه المهارة عندهم ونخص بالذكر طلبة الصفوف الثلاث الأولى. ما زلنا ننتظر وكلنا أمل.
نقلاً عن الرأي
رد مع اقتباس
المفضلات