قررت مصر وقف عرض فيلم هيفاء وهبي (حلاوة روح) , بإعتباره يخدش الأخلاق العامة , ويعرض لمشاهد فاضحة وعلاقات غير مشروعة ... بعباره أخرى الإلغاء كان سببه الرئيسي , هو جسد هيفاء وهبي فقد ظهرت في الفيلم
بأوضاع ساخنة نوعا ما وبلباس مثير جدا .
المشكلة أن بعض المحطات العربية تعاطت مع الأمر , على أن تصوير هذا الفيلم في زمن السيسي وعرضه يعتبر إنفلاتا في المنظومة الإجتماعية المصرية , وكأن النظام الجديد في مصر إنقلب على الأخوان عبر قيامه بنسف القيم والعادات في المجتمع المصري ...

سؤال وماالفرق بين (أفخاي أدرعي) وهيفاء وهبي ؟

في المساس بالمنظومه الأخلاقية على الأقل فوفو (ذبحتنا ) عبر دلعها وهزها وغنجها , بالمقابل الإعلام الذي كان
يعرض (أفخاي أدرعي) الناطق باسم الجيش الإسرائيلي , كان يقدم قاتلا حقيقيا فالذي يدافع عن عملية الرصاص
المسكوب و يمارس القتل المشين والدنيء في غزة جهارا نهارا . (فوفو ) لم تقتل بالسكين ولا بالبنادق ..خصرها هو السلاح , ودلعها هو الرصاص الذي يصيب القلب ولكن من دون أن يقتله , وهي تؤدي دورا ...
بالمقابل (أفخاي أدرعي) كان يقتل بالحقيقة , وكان يمارس الوقاحة وإستفزاز الشعور بكل ما في الكلمه من معنى ..
ومع ذلك كانت بعض المحطات تفرد له مساحات هائلة كي يبرر ويحلل ويتحدث .
يجوز أن ننادي أفخاي بـ (فوفو) ..وهيفاء يناديها الكل أيضا (فوفو) ولكن الفارق أن هيفاء تجوب العالم العربي وتذهب حيثما شاءت وتختطف القلوب بالمقابل (فوفو) جيش الدفاع لايستطيع أن يغادر تل أبيب ,وهيفاء تتسول لها الفضائيات من أجل لقاء وحين تظهر على الشاشة , يتسمر ملايين العرب لأجل طلتها البهية بالمقابل (فوفو) جيش الدفاع يتلقي حين يظهر على الأقل (200) مليون بصقة ...
يؤلمني تناقض الإعلام العربي الذي تعاطى مع فيلم هيفاء وهبي بأنه أحد نتائج الثورة الجديدة على حكم الإخوان , وأن تصوير هذا الفيلم في مصر يعتبر أيضا إنقلابا على الأخلاق وتمهيدا لنشر الفسوق ..بالمقابل هو ذاته الإعلام وبذات الاصوات التي التقت أفخاي ...فرد لجيش إسرائيل مساحات هائله على إعلامه واذا قدر لنا أن نصف مشهد (فوفو)
جيش الدفاع فسنصفه بأنه ترويج للعهر وليس بحثا عن حقيقة إعلاميه ...

مصر الان تشهد حربا مختلفه بالشكل هي حرب الصورة , وحرب الإعلام المضلل والمزيف للحقائق ...

منقول عن الرأي