عمان - ريحان الروابدة-صعوبة المناهج، وعدم دراية الأم بالمناهج الجديدة و اختلاف التعليم في زمنها و عدم اكمالها التعليم الجامعي صعوبات تواجه الام عند تدريس ابنائها.
تعاني كثير من الأمهات مع بدء الامتحانات المدرسية من مشكلة تدريس الأولاد لساعات طويلة في خضم صعوبة المناهج، او لعدم دراية الأم بها بسبب اختلاف التعليم في زمنها مقارنة بزمن أبنائها، أو لعدم اكمالها التعليم الجامعي.
أم ابراهيم (33 عاما) أم لاربعة ابناء جميعهم يدرسون الابتدائية وأكبرهم في الصف السادس، تعاني في كل بداية موسم دراسي من صعوبة في تعليم ابنائها خصوصا في ظل انشغال والدهم بالعمل حتى ساعات المساء.
تقول أم ابراهيم «أكملت دراستي حتى حصولي على الدبلوم، لم أشعر بمشكلة تواجهني الا بداية دخول أبنائي المدرسة، ولم استطع احيانا فهم الكثير من المسائل والكتب حتى العربية منها وما زلت اعاني من صعوبة في تدريس الابناء».
تحاول ام ابراهيم احيانا أن تضع المسؤولية على المدرسة بالوقت الذي تشعر فيه احيانا باحراج في إخبار الابناء انها لا «تفهم درسا» ما في مادة معينة.
وتعتقد ان مشكلتها تكمن في اختلاف التعليم بوقتها، وهي حين تسأل الامهات تجد انهن يعانين من نفس المعضلة والتي يحاول البعض منهن تخطيها بمساعدة الأقارب.
ومثلها أم ياسر (40 عاما) الام لثلاثة ابناء اكبرهم في الصف العاشر وأصغرهم بالصف الثالث الابتدائي؛ فهي تعاني ايضا صعوبة في تدريس ابنائها المواد في المناهج المتغيرة كما تقول.
وتضيف انها تستعين غالبا بجهود ابنها الكبير ليقوم بتدريس اخوته الصغار الا انه لا يجد الوقت الكافي لتدريسهم جميع المواد، لذا تقوم احيانا بتدريسهم على مسؤوليتها.
وتشعر ام ياسر أن بعض المواد صعبة عليها لكونها حين تزوجت لم تكمل دراستها، مشيرة الى أنها تجد صعوبة في مواد العلوم والرياضيات والإنجليزي.
سوء الأوضاع المادية، وعدم القدرة على الاستعانة بمدرسين خصوصيين، جعل أم ياسر مثلها مثل كثير من الامهات تحاول متابعة الابناء وحثهم على الاستعانة بزملائهم بالمدرسة من المتفوقين أو الاستفادة من وقت الفراغ بسؤال المعلم.
ويشير استاذ علم الاجتماع في جامعة عمان الاهلية ابراهيم شحادة ، الى أن نسبة تعليم الامهات بالاردن تبلغ حوالي (39 % )فما فوق حاصلات على درجة بكالوريوس واعلى وهو شيء متميز للامهات لفهم مناهج ابنائهن بالصفوف الاساسية على الأقل. على الأم أن تأخذ دور المتابع والمرافق والموجّه للابن حتى لو كانت ثقافتها ضئيلة.
ويبيّن أهمية أن تطلب الام من الابناء أن يقدموا لها شرحا ومعلومات عن المواد العلمية على شكل قصة أو من خلال قراءة مناهج الأبناء في وقت استراحة الأبناء من الدراسة أو تستعين بصديقة او اخت أو أخ».
ويبيّن شحادة أن نسبة (60 %) يحملن شهادة ثانوية ومتوسطة (دبلوم) وما دون، ويستطعن اذا ما كانت لديهن معاناة في فهم مناهج الكتب المدرسية للابناء استخدام وسائل التعليم الذاتي من خلال قراءة الكتب والمناهج والاستفادة منها، اضافة الى أهمية اشعار الابناء بالمتابعة والتحصيل العلمي واهمية الشهادة.
بالمقابل تقول رائدة محمد (36 عاما) وهي أم لاربعة أبناء «لم أواجه أي مشاكل في تدريس البنات، ولكن اختلف الأمر مع ابني الصغير، فهو اتكالي بطبعه وبطيء جداً في الدراسة، مما يجعلني ألازمه دائماً لمتابعة دروسه، خصوصا أنه يجدني لا استطيع ايصال المغزى له ودائما يحمّلني مسؤولية أنّني لا أفهم المواد».
وتعتبر رائدة انها لم تكن تشعر بمشكلة اثناء تدريس الفتيات لانهن متفوقات، اضافة إلى أن المناهج كانت اسهل عليها، الا انها حاليا تعاني مع ابنها في المدرسة لكون المناهج متغيرة باستمرار وبالفعل بحاجة الى وقت وفهم قبل تدريس الابناء».
في ذات الصدد تقول المعلمة منى الحموري التي تعمل مدرسة بالصفوف الاساسية، إن المشكلة التي تعاني منها الامهات ليست بالمناهج، وغيرها بل تكمن في قلة التواصل في متابعة الأبناء.
ويشير عبدالرحمن (27 عاما) انه وخلال تجربته بالتدريس راقبت أكثر من طالب تحسن مستواه بسبب متابعة آلام له مع المدرسة، والزيارة المتكررة للمدرسة لمعرفة كيفية تدريس المعلم او المعلمة، رغم انهن لم يصلن لمراحل متقدمة من العلم.
اختصاصية العلاقات الاسرية الدكتوره هبة الحجاوي تؤكد أن موضوع تدريس الام لأبنائها شائك وحساس، خصوصا وأن الابناء بحاجة الى متابعة دائمة.
النقطة الأولى التي يجب ان تسألها أي أم لنفسها قبيل تدريس ابنائها عن مستوى تعليمها وثقافتها، وهل هي مؤهلة بالفعل لتدريس الاولاد وتستطيع أن تفهم المناهج بشكل جيد ليكون التأسيس سليما.
وتضيف الحجاوي أن كثيرا من الامهات ثقافتهن بسيطة، ومنهن من هي موظفة ومنشغلة بعبء العمل، وبالتالي حتى لو كانت متعلمة الا انها تعاني بتخصيص وقت لتدريس ابنائها.
وتنصح الحجاوي كي لا يحدث فجوة فيما يتعلمه الطالب في البيت او المدرسة، يجب على الأم التي ترى ضعفا في فهمها مواد معينة او طرق تدريس الابن وأن تلجأ الى تكرار زيارتها للمدرسة لتستفيد من مدرّس المادة أو المعلمة بحيثيات طرق التدريس والمتابعة.
وتستطيع الأم من خلال المتابعة بالمدرسة والزيارة المستمرة التي تعقدها مختلف المدارس اما اسبوعيا أو شهريا، وإن كانت تشتكي من ضعف فهم المناهج، فإنها ستستطيع متابعة الابن وتوجيهه بالاستفادة من نصائح المعلم.
وتضيف الحجاوي، تستطيع المرأة عاملة أو غيرها أن تستغل الوقت المناسب بتنظيم اولوياتها في تدريس الابناء خلال ساعة أو ساعتين على الاقل.

منقول عن الرأي