هي الأيام التي يعيشها الإنسان مظلوماً ، بعيداً عن وطنه , بعيداً عن أهله ، بعيداً عن أحبابه ورفاقه ، يعاني من غربته

ومن قهر أعدائه ومن قسوة قيوده وغباء جلاديه ..



هيَ الأيامُ تَطوينا ,,, وتتقنُ في مآسِينا

وإنْ بسَماتُنا لاحَتْ ,,, كضوءٍ في لَيالِينا

تقومُ لها سِهامُ الحُزنِ ,,, تَقتلُها وتُبكِينا

ولَم تخطئْ إصابتَها ,,, وما ملَّتْ تُعادِينا

تزيدُ الكأسَ بالآهاتِ ,,, تعكيراً وتَطيِينا

ويمضي اليومُ مثلَ العمرِ ,,, والأعمارُ تُشقينا

جبالُ الأرض نحملُها ,,, وسوطُ الأَسرِ يكوينا

ودمع الحزنِ والآلامِ ,,, جمرٌ في مآقينا

وغربتُنا عن الأوطانِ ,,, ثوبَ الذلِّ تَكسونا

فلا حبٌّ يرافقُنا ,,, ولا خِلٌّ يواسينا

ولا حُلمٌ يداعبُنا ,,, ولا أملٌ يحادينا

ولا بدرٌ بجوفِ الليلِ ,,, يبعثُ ضوءَهُ فينا

ولا فجرٌ يواعدُنا ,,, فأرقبهُ ليُحيينا

ولا أمنٌ ولا أهلٌ ,,, ولا غيثٌ يروِّينا

كأنَّ الأرضَ لم تُخلَق ,,, لإسعادِ المحبِّينا

كأنَّ الدمعَ لم يعرِف ,,, سوَى مَجرى مآقِينا

وإن همَّت لنا كفٌّ ,,, تُكفكفُ دمعَنا حِينا

تزيدُ الجرحَ آلاماً ,,, فتُدمينا وتُبكينا

أزورُ الصبرَ يهجُرني ,,, ويَأبى أن يُداوينا

أنادي النومَ مراتٍ ,,, لعلَّ النومَ يُنسينا

فيَسخرُ بعد إلحاحي ,,, ويُعرضُ عن تَدانينا

فيا أيامَ غُربتِنا ,,, رويداً في تجافِينا

إلامَ الحزنُ والحِرمانُ ,,, والآلامُ تَرمينا

إلامَ تظلُّ غربتُنا ,,, وإبعادُ المُحبينا

فما نبغي لهُم بُعداً ,,, ولَم تَكسَبهُ أيدِينا

وما نرضَى بغربتِنا ,,, بديلاً عن أراضِينا

سأحيا آملاً يوماً ,,, يجمِّعُنا ويُرضينا

وأرقبُ دائماً أبداً ,,, ضِيَا وطنِ المُحبِّينا.

مما راق لي واعجبني ونقلته لكم