احباب الاردن التعليمي

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الاعتداء على الكوادر الطبية .. الى متى !!! ؟؟؟

  1. #1
    Senior Member
    تاريخ التسجيل
    Sat Mar 2009
    الدولة
    الزرقاء
    العمر
    65
    المشاركات
    22,550
    معدل تقييم المستوى
    21474874

    الاعتداء على الكوادر الطبية .. الى متى !!! ؟؟؟

    تعددت مظاهر الاعتداء على الكوادر الطبية وأشكالها، وتزايدت حتى كادت تصل حد الظاهرة، وهذا الاعتداء يفرض علينا التوقف عنده قليلاً والالتفات إلى الخلف، لمراجعة الذات ومراجعة منظومة القيم التي تغيرت وتغيرت كثيراً وبشكل لافت وغير مقبول، خصوصاً وقد كنّا أحد المجتمعات القليلة التي ظلت متمسكة حتى وقت قريب بقيم السلف النبيلة، وروابط الأخوة، وعلاقات الاحترام، والمجتمعات المدنية المتحضرة التي تمنح للموظف الحكومي مكانته وقيمته الاجتماعية، لا سيما الطبيب والممرض.
    لعل وقفة تأمّل قصيرة للدور الذي تقوم به الكوادر الطبية والمعاناة التي تعانيها هذه الكوادر في سبيل تقديم الخدمة الطبية للمواطن والمريض، مثل بلسم يُبلسمُون به جراحاتنا، ويهدوننا مشاعل الأمل بالحياة وبالشفاء على راحات أيديهم ووسط شفاههم المبتسمة، تجعلنا نستهجن السلوك المتعلقة بالاعتداء على الكوادر الطبية؛ فالطبيب أو الممرض -الذي ينذر وقته ونفسه لتقديم أسباب الشفاء للمريض من وجع أو ألم أو مرض (مثل ملاك)–يستحق منا أن نقدّر له هذا الجهد وأن نراعي ظرفه الوظيفي والحالة النفسية التي يتغلّب عليها بإيمانه برسالته الإنسانية،لأنه القطب الذي تتوجه إليه الآمال، وتغرس النفوسُ المرضى فسائلَ الأمل بالشفاء من المرض والنجاة من الموت كلما لاقى الطبيبُ مريضاً بابتسامته وبقميصه الأبيض الذي نستشرف معه ملامح الأمل والتفاؤل بالشفاء.
    إن طبيعة مهمة الكوادر الطبية وحدها كفيلة بأن توفر الأسباب اللازمة في نفوسنا وسلوكنا لاحترام هذه الكوادر وتقديرها وتقدير دورها، ناهيك عن طبيعة دوام هذه الكوادر وهي تكون نهباً للوقت حتى تكاد تواصل الليل بالنهار لتقدم واجبها الإنساني على أكمل وجه وفي أحسن صورة، فلم نعرف الـ (a ) والـ(b ) والـ( c ) إلا عندما أقمنا في المشافي، وعرفنا كيف تُساير الكوادر الزمن وتُساهر الليل وتُعايش النهار، واطّلعنا على جزء يسير من معاناة الكوادر الطبية التي تواجه الموت كلما واجهه مريض، وتتألم كلما تألم، فتسارع لإيجاد السبل الكفيلة بتسكين ألم هذا، ومعالجة مرض هذا، ورفع معنويات ذاك، بصبر وجلد وإيمان بالدور وقدسية الرسالة التي يحملون، وكأنهم آلات لا تكلّ ولا تمل من الوقوف والذهاب والإياب بحثاً عن مسكّن أنجع، أو علاج أكثر إيناساً لروح مريض.
    لعل الكوادر الطبية التي تقدم لنا الشفاء وجباتٍ معلبةً جاهزة، وتتوخى الدقة والأمانة في وصف العلاجات الملائمة لنا، وتعمل بمنتهى الدقة وغاية الحساسية وتقدير الموقف ، تستحق منا أن نقدّرها وأن نقف لها احتراماً وتقديراً، كونهم رسل حياة، لا أن نقوم بالاعتداء على هذه الكوادر الطبية ونحن نعلم كل العلم ونعرف وافر المعرفة أنها ليست إلا أسباباً نعقل بها ومعها ونتوكل على الله، لأن الشافي هو الله تعالى، وهم ليسوا إلا نافذة نتوسّل فيها الحياة والشفاء.
    الاعتداء على الكوادر الطبية، سلوك طارئ غير مقبول، نؤمن كل الإيمان بقدرتنا على التوقف عنه، والابتعاد عن مظاهره، لأننا نمتلك الوعي الكافي لنعرف أن الحياة والموت كلّها بيد الله تعالى، أما هذه الكوادر فإنها تمارس دورها الوظيفي ضمن التعليمات والأصول المرعية، بل تتجاوز ذلك أحياناً إذا كان التجاوز في مصلحة المريض. أما انزعاج ذوي مريض ما من إجراءات رسمية تتعلق بالإدخال والتخريج من الأَسِرّة والعيادات التابعة للمشافي، أو غيرها من الإجراءات المتعلقة بالتأمين الصحي أو نتائج الفحوص أو مواعيد الفحوص والصور على اختلاف أنواعها ومسمياتها فهذا لا يبرر الاعتداء على الكوادر الطبية، لأن هذه الكوادر تبذل كل ما بوسعها لاستثمار الإمكانات المتاحة في تقديم الخدمة الطبية للمواطنين بعدالة ونظام والتزام.
    صحيح أن الحالة النفسية لذوي المريض تكون ليست هي الحالة النفسية ذاتها في غير حالة مرضه، ولكن صحيح أيضاً أن الكوادر الطبية لا ذنب لها في مرض المريض، ولكنها تؤمن بدورها في تقديم سبل معالجته وفق التعليمات الناظمة، لأن هذه الكوادر الطبية أيضاً في النهاية هي عبارة عن موظفين خاضعين لنظام الخدمة المدنية الذي يفرض عليهم واجبات أخرى، يجب ألا يعرضهم واجبهم الإنساني ورسالتهم الإنسانية إلى تجاوز التعليمات والأنظمة التي تعود عليهم في النهاية -في حال تجاوزها- بالضرر.
    ألا يعلم من تُسوّل له نفسُه أن يمدّ يديه على طبيب أو ممرض أو مساند، أن هذه اليد إنما تمتد على روح إنسانية، لروحها قيمة تماماً مثل قيمة روح المريض الذي يَعتدي من أجله على الممرض. بل إن هذه الكوادر الطبية تعطي أكثر مما تأخذ، تمدنا بالأمان والاطمئنان والسكينة، نأنس لها ونستأنس بلمسات أيديهم على أجساد مرضانا، وهم يبسمون لهم، ويرسمون الأمل على شفاههم وفي قلوبهم. ألا يعلم هؤلاء المعتدون أنهم يعطّلون مسيرة الاستطباب وعجلة الاستشفاء كلما عوّقوا طبيباً عن عمله، وكلما عكّروا من صفو روحه، والأمر أدهى وأمر عندما يصل حدّ التسبب في كسر قدم مريض كما حصل مؤخراً أو غير ذلك من أشكال الإيذاء للأطباء.
    الكوادر الطبية ملائكة رحمة، علينا أن نعاملهم بما يليق بدورهم ومهمتهم، وبما يليق بآمالنا فيهم وتوقعاتنا منهم. وبخلاف ذلك، علينا أن نقف وقفة مراجعة لمنظومة القيم التي نحتاج إلى إعادة إنتاجها بصورة منطقية تتناسب وإنسانيتنا وتتناسب مع كوننا بشرا نخطئ ونصيب، ومع علاقاتنا الإنسانية كبشر قبل أن نكون موظفين ومرضى وغير ذلك، ولعل الدولة قادرة على إيجاد السبل الكفيلة بردع من تسوّل له نفسه -بعد هذا- الاعتداء على الكوادر الطبية، من خلال سن تشريعات تفرض عقوبات رادعة على من يتسببون في مثل هذه المظاهر، فالقيم وحدها لا تكفي، والنقابات المهنية وحدها لا تكفي، إذا كنا نعي تمام الوعي أننا لسنا في المدينة الفاضلة.

    فادي الموّاج الخضير .. عن الرأي



  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Mon May 2011
    الدولة
    الأردن
    العمر
    54
    المشاركات
    12,037
    معدل تقييم المستوى
    21474861

    رد: الاعتداء على الكوادر الطبية .. الى متى !!! ؟؟؟


    مشتاقون

    جزاك الله تعالى خيرا

    بارك الله تعالى فيك

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-08-2016, 05:52 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
معجبوا منتدي احباب الاردن على الفايسبوك