«والله وصرتِ عروس» أول ما يقال للفتاة في بعض مجتمعاتنا الجاهلة بمجرد رؤيتها تتجاوز العاشرة، ظناً منهم بأن المكياج الخفيف واللباس القرمزي والشعر الطويل والكمال الجسمي هو بداية زواج، متناسين فطرة المرأة التي خُلقت معها بأن جمالها الخارجي هو شيء اساسي عليها القيام والاهتمام به على حد سواء، والغاية من ذلك الاهتمام بمظهرها بعيداً عن التبرج والظهور بمظهر غير لائق.
اول كلمة تبدأ بها حياة الفتاة في مجتمعاتنا (كبرت وصرت عروس) واول ما يتبادر الى ذهنها الفستان الابيض وفارس الاحلام الوسيم وكثيراً ما يخطر ببالها امور اكبر من سنها بوقت مبكر جداً متناسية بذلك أن دراستها ومواهبها وأفكارها
اهم بكثير من الفارس الوسيم وسيارته.
بمجرد بلوغ الفتاة تصبح جاهزة للزواج وتقدم على طبق من « عدم الرضى « لبعض الرجال المثيرين للإشمئزاز والشفقة، تتزوج الفتاة طفلة وما زال ببالها لعبة ماري او حتى اكمال لعبة الغميضة التي لم تكملها يوماً بسبب تشدد والدها ورفضه لعبها بالشارع ونرفزته من رؤيتها كما الاطفال في أي موقف كان، هذا السبب الاول الذي يدفع الفتاة لعدم رفض أي شاب يتقدم لها وهو تعطشها للحرية والطفولة في بيت والدها الذي ينبغي عليه تربيتها على حب الحياة والحرية منذ صغرها كي لا تنشأ كما كل الاغلبية تفكيرهن فقط محصور بالزواج والاطفال بسبب عدم ثقة الاهل والروح المبدعة والقلب القوي الكنون داخل فتايتهم، تدخل الطفلة «العروس «قفص الزوجية فتكبر فور ارتدائها فستان الزفاف الذي يخفي خلفه الف سواد وسواد ويكون طريقاً للهلاك... تصبح اماً وقت احتياجها لأمها، تلعب مع اطفالها بفارق سن ضئيل، تعاني آلام الولادة المميتة وهي قبل زواجها بأسبوع كانت تضع كومة ملابس على بطنها اثناء لعبها مثل الحامل..وامها لم تشف من الم ولادتها بعد، تعيش شهر العسل بانتظار العسل فلا تجد سوى قوانين تسرد عليها كما درس رياضيات بطلاسم غريبة دون ان تعي شيئا، تهز رأسها موافقة دون وعي، كانت تسمع تلك القوانين من والدها لأمها « بين الكبار فقط»..إذ تزوجت امها بعمر مبكر واكملت طفولتها في كنف زوجها بحسرة وسخط، وتجرع ابنتها من ذات الكأس ! وكأنها تنتقم لعمرها من طفلتها، والاب يفعل فعل ابيه في اولاده ليزيح عن كاهليه هذا العبء الثقيل.
كيف يحمّل بعضنا بناته طاقة تفكير تفوق قدرتها المحصورة باللعب والحلوى والدراسة ؟
إن الحرية والراحة ابسط ما نشتهيه ,,, عيب وقلة أدب ... ورفضنا للقيود ,,, تمرّد ,,,
الزواج المبكر هو بمثابة جريمة بشعة وانتهاك صارخ لحرمة الطفولة التي أوصت كل الديانات باستغلالها بشكل ايجابي وخاصة مرحلة المراهقة التي هي بالأصل تحد نفسي وجسدي في حياة الفتاة بشكل خاص.
منتقول ,,, مي هشام الأخرس .. عن الرأي
رد مع اقتباس
المفضلات