تمر بنا الحياة كلمح البصر وإن كنا نشعر بها وكأنها أمد الدهر .. تعرفنا على وجوه .. تعرفنا على أشخاص
تعرفنا على كثير من امور حياتنا .. كان لنا ابٌ وأمٌ ( رحمهما الله ) .. وكان لنا أخوة .. وكان .. وكان .. وكان
كيف كنا معهم .. سؤال وجيه وطيب وكريم .
كنا نشعر بسعادة الدنيا بوجودهم .. كنا ننسى ألامنا وجروحنا ومتاعبنا معهم وبعطفهم علينا وان كانوا أصدقاء لنا
كنا .. لا نريد ان تغيب نظراتنا عنهم .. ولا قلوبنا عن ذكرهم ... ولا عقولنا عن التفكير بهم .. ولا من أيدينا نسمح
بأن نتركهم .. ملكونا وملكناهم .. ملكونا بمشاعرهم الطيبة وبأرواحهم الجميلة وبضحكاتهم البريئة .. وملكناهم بأن بادلناهم
مشاعر بمشاعر طيبة ... وبارواحٍ جميلة بادلناهم كارواحهم ... وبضحكاتنا ملئنا الدنيا كضحكاتهم السعيدة .. هكذا ملكناهم
اصبحنا واياهم نسير بدروب واحدة .. يستند كلٍ منا على كتف أخيه بنية طيبة وبمعروف جميل وبكرم سامي المعاني
والاهداف والتوجهات ... كنا وأياهم لا نلقي بالاً للحظات فراق .. وغيابات موت .. أو حتى بلحظات قضاء حاجات
وأتحدث عن نفسي ... ومشاعري لجملة الامر لطفاً ... وبمجمل لحظات السعادة تلك .. أتى أمر الله .. فكل شيء
بأمر الله سبحانه وتعالى .. ونحن غير مستعدين للتفكير حتى لمجرد خاطر مر من امام عقلنا وذهننا ... ان نفترق عنهم
صدمنا وتملكنا جو من الغضب والرجاء ممزوجٌ بعضه ببعض .. تملكتنا مشاعر حزينة ممزوجة هي الاخرى بابتسامات
مجنونة لحالة لم نكن نتوقعها وحتى لم نستعد لها ... صرخنا .. دمرنا .. تصورنا ... حلمنا .. تمر ذكريات من أمام
عيوننا بسرعة برقٍ وقبل رمش العين أحياناً ... لحظات غاب عنها التفكير السليم والاهداف الطيبة والمعاني الجميلة
لتغيبهم عنا .. قد يقول قائل .. ما هم التفكير السليم للأمر .. وقد يقول أخر .. ما هي اهداف تغيبهم الطيبة عنا .. وقد
يقول أخر .. بماذا تفيدنا المعاني السامية الطيبة من وراء ابتعادهم عن أعيننا ... وقد يصرخ أخر غير مدرك لهذا الامر
الجلل ... وما هي معاني الجمال في موتهم الابدي ... اقول لكم .. هذا وذاك وتلك وهو وهي والذي صرخ غير مدرك
هو يا أحبتي أمر الله .. ونحن والحمد لله نؤمن بأركان ايماننا الستة والتي بُني الاسلام عليها.
وأنقل من أجل القوة لما أمل ان أوضحه
الإيمان بالقضاء والقدر هو السعادة ، وهو ركن الإفادة من هذه الدنيا والاستفادة ، منه تنشرح الصدور، ويعلوها الفرح
والحبور ، وتنزاح عنها الأحزان والكدور ، فما أحلاها من حياة عندما يسلِّم العبد زمام أموره لخالقه ، فيرضى بما قسم
له ، ويسلِّم لما قدّر عليه ، فتراه يحكي عبداً مستسلماً لمولاه ، الذي خلقه وأنشأه وسواه ، وبنعمه وفضله رباه وغذاه ،
فيسعد في الدنيا ويؤجر في الأخرى.
ولا يتم ذلك إلا لمن فهم القضاء والقدر، وعرف أسراره ، وعلم حكمه على فهم سلف الأمة ، فهم على علم أقدموا، وعن
فهم كفوا وأحجموا ، فلابد من الوقوف حيث وقفو ا، وقصر الأفهام على ما فهموا .
القضاء والقدر لغة وشرعا :-
القضاء لغة فهو: الحكم ، والقدر: هو التقدير.
فالقدر: هو ما قدره الله سبحانه من أمور خلقه في علمه.
والقضاء: هو ما حكم به الله سبحانه من أمور خلقه وأوجده في الواقع.
وعلى هذا فالإيمان بالقضاء والقدر معناه:
الإيمان بعلم الله الأزلي ، والإيمان بمشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة سبحانه
انتهى النقل ... اذاً هو أمر الله النافذ والذي لا بد منه ومن تنفيذ قضاءه
ونعود لأصل الموضوع .. أين نحن منهم من كانت حياتنا سعيدة معهم .. وكيف بنا سنسير وفق ما آلت اليه الامر
واقول .. هم بقلوبنا .. دائماً وبتفكيرنا أبداً .. وبمشاعرنا وأحاسيسنا وبكل لحظة سنعيشها .. ولكن الحيا لا بد وان
تسير وفق منهج رباني أحكم تخطيط أمورها وتنفيذ معانيها .. سنتعامل مع بعضنا البعض وبكل صور جمال التعامل
وكرم الادب وروعة الحضور .. ولكنهم .. سيكونون من غيبهم الموت .. جزء لا يتجزاء من كياننا ككل وسندعو لهم
دائماً بالرحمة والمغفرة وجناتٍ عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين وسيعلم الله أننا ما كان لنا من الامر بشيء
هو قدره وقضاءه ونحن مستسلمين لامره بالطلق .
ولنتفكر بهذه الايات .. يقول الحق سبحانه وتعالى وفي محكم تنزيله ,, القرآن الكريم
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ
وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ
أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا ۗ وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا ۚ
وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) .. صدق الله العظيم .
ولا يعني هذا الامر بالنسبة لي إلا أننا سنحزن وسنجد فراعاً كبيراً في زاوية من زوايا حياتنا ولكن بدعائنا لهم سيكونون
بمكانهم .. والقلب مكانهم .
ولذلك أخوتي .. إن متُ أنا .. وهو قدر الله وقضاءه وكما أسلفنا .. فلتكن لمن عرفني ذكرى طيبة بخاطره .
الله يطول بعمرك ابوزيد وما تشوف شر بحياتك .. خوفتوني والله بهذا الموضوع ..
فكرت حالي بدي اموت بهذه اللحظات أو أن أترك المنتدى .. وهم شيئان في أمرٍ واحد .
بعيد الشر عن عيوني .. ولكن وكما قدمت بأول المقال .. سأتحدث عن نفسي بالطلق .
اذا أعجبكم موضوعي .. بليس .. ضعوا .. بيدكم الكريمة ...
متعكم الله بالصحة والعافية وغفر لكم ورحمكم وسدد على طريق الخير خطاكم .. اللهم أمين
رد مع اقتباس
المفضلات